برلمان القاعدة.. الحاكم بأمر الله فى "مصر"/ مجدى نجيب وهبة

** الناس خيبتها السبت .. وإحنا خيبتنا السبت ، والأحد ، والإثنين ، والثلاثاء .. قال أعضاء البرلمان ، ردا على بعض المعارضين لتأسيس اللجنة الدستورية .. "دستور مصر هانحطه يعنى هانحطه .. بالذوق هانحطه .. بالعافية هانحطه ، حتى لو مابنعرفش معنى كلمة "دستور" .. والرد على ذلك بالحجة أن "الشعب هو اللى إختارنا" ..
** وزير الداخلية يعلن عن مفاجأة مدوية .. وهى قدرة وزارته على "إخلاء" ميدان التحرير فى ساعة واحدة ، إذا طلبت القوى السياسية فى مجلس الشعب هذا الأمر .. مشيرا إلى أن المتواجدين فى الميدان ليسوا من الثوار ، أو مصابى الثورة ، وإنهم من البلطجية ... وهذا التصريح الذى نشر بالصحف يعنى شيئان :
الأول .. أن برلمان "القاعدة" هو الذى يمنح صكوك التحرك للسيد وزير الداخلية ، وإذا كان برلمان "القاعدة" يرى أن السادة الأفاضل القاطنين فى التحرير ، قرروا أن يتحولوا إلى ثوار ، وترك مهنة البلطجة .. فليس هناك أى مانع من أن يتم عمل دورة تدريبية لهم بمعسكرات خيام 25 يناير بالتحرير .. بل أن يتم ذلك فى حراسة قوات الشرطة ، كما يتم أخذ تعهد على هؤلاء البلطجية بعدم التعرض للشرطة ، تحت أى ظرف من الظروف ..
الشئ الأخر .. أن وزارة الداخلية تحولت إلى جماعة "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" .. وذلك تنفيذا لتوصيات برلمان "القاعدة" .. ومن حق جميع ضباط الشرطة العاملين بالوزارة ، إطلاق لحاهم دون الإضطرار إلى اللجوء للمحكمة الإدارية لمنحهم صكوك العودة للعمل بالوزارة ملتحيين ..
** فى أول إجتماع لبرلمان "القاعدة" ، لإقرار دستور "طالبان" .. قرر الحاكم بأمر الله ، رئيس البرلمان ، الإستعانة بالمراجع الفقهية والفكرية ، لكل من الشيخ "حسن البنا" ، والشيخ "سيد قطب" ، وبعض الشيوخ الوهابيين ، للإستفادة من فتاوى الشيخ "الباز" .. وهل الأرض كروية أم مسطحة .. كما قرروا الإستعانة بفتوى "إرضاع الكبير" ، وفتوى "بول البعير" ، وفتوى "نقض الوضوء" للعمل بها فى الدستور القادم .. والحاضر يعلن الغايب ..
** بالإستفسار من بعض نواب اللجنة التأسيسية للدستور ، عن سبب غضب بعض السادة النواب المنسحبين ، وعدم حضورهم الجلسة الأولى .. قرر رئيس الجلسة أن هناك "شوية زعل زى اللى بيحصل بين الراجل والست بتاعته ، لما تغضب تسيبله البيت .. لكن مسيرها ترجع بعد التلويح بإنذار الطاعة" ...
** وكستنا السودا .. رغم ما يتم نشره فى الإعلام المصرى من قبل الجمهور المصرى ، بخصوص أنبوبة البوتجاز ، وإتهام المواطنين على الهواء مباشرة من أكثر من متصل ، لحزب "الحرية والعدالة" بأنه وراء هذه الأزمة لإحراج الحكومة ، وخلق أزمات ، وإنه يتم توزيع هذه الأنابيب بمعرفتهم ، بشرط أن يكون المستفيد تابع لحزب "الحرية والعدالة" .. إلا أن الشئ الغريب ، أنه لا تتحرك أى جهة مسئولة ، أو جهة أمنية .. للتحقق من صحة هذه البلاغات .. خصوصا بعد ذكر عناوين هذه المراكز التى تقوم بالتوزيع .. وبسؤال المصرى الفصيح عن السبب ؟!! .. أفاد أن أى مسئول سوف يكشف عن الحقيقة ، سيكون مصيره فى برلمان "القاعدة" هو مده على رجليه ، وأن يزنب واقفا أمام الحيطة ، رافعا يديه إلى أعلى لمدة أسبوع ، وربما أكثر ... ولذلك يؤثر أى مسئول السلامة .. لأنه شايف بنفسه ، قد إيه الراجل الغلبان "رئيس الحكومة" ، "كمال الجنزورى" مبهدلينه ، ورافعين عليه مليون دعوة قضائية ، لسحب الثقة منه ..
** بعد إنتخاب رئيس برلمان "القاعدة" ، رئيسا للجنة التأسيسية للدستور "الطالبانى" .. الناس بتسأل .. طيب هو مين هايبقى رئيس الدولة ، وحكومة "طالبان" ؟ .. أجاب المصرى الفصيح وقال .. "بقى ده سؤال .. بقى ده كلام .. ماهو الرئيس موجود ، وهو إحنا نقدر ننتخب غيره !! .. ده حتى عليه شخطة فى البرلمان .. ربنا مايوريكم .. ودلوقتى هو رئيس "الدكطاطور" .. طيب إحنا عاوزين إيه أحلى من كدة .. ياحلاوة .. ربنا يخليهولنا ويجعله عامر" ..
** بعد إنتخاب د. "محمد عمارة" ضمن أعضاء لجنة تأسيس الدستور .. قرر الأقباط تقديم بلاغ للنائب العام ضد هذه اللجنة بسبب إختيارهم لأحد زعماء القيادات البارزة فى تكفير الأقباط على صفحات الجرائد ، وبالتحديد فى جريدة "الأخبار" ، وإصداره كتاب "فتنة التكفير" ... وقد رأى بعض الأقباط أنه لا فائدة من هذه البلاغات ، ولا فائدة من اللجنة ، ولا فائدة من الرئيس القادم ، ولا فائدة من التواصل .. وأعلن البعض وقال "الهجرة هى الحل" ...
** سر إختطاف الملحن "صلاح الشرنوبى" .. هو إصرار المطربة المغمورة "حنان" على تلحين 500 أغنية دفعة واحدة ، لكل نائب داخل برلمان "القاعدة " .. ولكن "صلاح الشرنوبى" رفض بسبب ضيق الوقت .. أما عن كلمات هذه الأغاني التى قررت الفنانة المغمورة "حنان" إهدائها لبرلمان "القاعدة" .. فتبدأ كل أغنية بالمقطع الوطنى "إحنا إخترناك .. وهانمشى وراك .. يامدعمنا .. يامهنينا .. يامعيشنا فى هنا وسرور .. ياموكلنا فينو وحلاوة .. إحنا فداك .. وبروحنا معاك" ... وهذا السر قد أفصح عنه نائب التجميل ، بعد هذا الهجوم الكاسح على أنفه ..
** بعد رفض معظم الدول إقراضنا ، لأننا كدة بالعربى الفصيح ، بقت سمعتنا بطالة ، والناس بتقول إن إحنا مكارين وخبثاء .. كل يوم نحرق فى المصانع ، ونعمل إعتصامات ، ونصرف الملايين ، وندعى إننا نخسر الملايين .. ومفيش حاجة عجبانا .. وعمالين نقول عندنا أزمة سكن .. وده طبعا كله كلام كذب فى كذب .. واللى مش مصدق يروح أجمل حتة فى مصر ، وهو "ميدان التحرير" .. هايلاقى الواد "حنطل" ، و"أبو شفطورة" ، و"ميزو الأكتع" ، و"سفروت ملقاط" ، والبنت "أكلان توكل" ، والسيدة "وردة بكابورت" .. واخدين سكن فى قلب الميدان ، وخيام ، والدنيا هايصة وزايطة ... والجو ربيع .. وسلملى على القاعدة .. وحتى نلقاكم فى لقاء أخر .. شكرا لمتابعتكم ..
صوت الأقباط المصريين

يأبى الحقد الصفوي إلا أن يكشر عن أنيابه/ محمد فاروق الإمام

من سخريات القدر أن يصبح البوم والغربان هم من يملكون القرار ويقدرون الموقف ولهم حق الاستشارة في سورية، في غياب العقل وموت الضمير لدى حكام دمشق البغاة، الذين استباحوا الإنسان والحيوان والطير والشجر والحجر وكل ما يمت إلى سورية التاريخ والحضارة والمدنية بصلة، وانسلاخ عما يميز السوريين من قيم وأخلاق ورقة وشفافية ونخوة ورجولة ونجدة وإيثار ووفاء، ووضاءة وجه وطلاوة حديث وحسن عشرة وكرم ضيافة.
أقول إنه من سخريات القدر وسوء حظ السوريين أن يقف إلى جانب النظام الباغي في دمشق صفوي حاقد ينعق بكلمات التأييد والمباركة والتشجيع لهذا النظام الذي يقتل شعبه بدم بارد منذ ما يزيد على عام، بخلاف كل الناس الذين زكمت أنوفهم رائحة الموت التي تفوح من بيوت وشوارع وأزقة وأحياء وساحات كل مدينة وبلدة وقرية سورية، مطالبين بوقف نزيف الدم وكف يد القاتل، وهذا ليس جديداً على هؤلاء الحاقدين، فالتاريخ يحدثنا عما فعله المعز العبيدي بالشيخ الفقيه أبو بكر النابلسي عندما أُحضر إلى مجلسه مكبلاً يرفس بالأصفاد والحديد، حيث بادره المعز قائلاً: بلغني عنك أنك قلت‏:‏ لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة، ورميت المصريين (أي العبيدين) بسهم.
‏فقال الإمام النابلسي: ما قلت هذا، بل قلت:‏ ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر‏.
قال‏:‏ ولِمَ‏؟
‏قال‏:‏ لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.
فأمر المعز بإشهاره في أول يوم، ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضرباً شديداً مبرحاً. وفي اليوم الثالث، أمر جزاراً يهودياً بسلخه، فسُلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه الجزار اليهودي وأخذته رقة عليه، فوكز السكين في موضع القلب، فقضى عليه، وحشي جلده تبناً، وصُلب.
وما أشبه اليوم بالبارحة فهذا الصفوي الحاقد محمود أحمدي نجاد، المشكوك في شرعية وصوله إلى سدة الحكم في طهران من قبل الشعب الإيراني، يأبى إلا ان يكون إلى جانب الباغي وصوت الباطل الناعق من خلف الحدود تأييداً لجلاد سورية وطاغيتها، مشيداً – كما ذكرت وكالة رويترز - بالطريقة التي اتبعتها القيادة السورية في التعامل مع الانتفاضة التي بدأت قبل عام وقتل فيها الآلاف، وغيب الآلاف بين مفقود ومعتقل، وهجّر الآلاف بين مدن الوطن وإلى خارجه، معرباً، أثناء محادثات له مع نائب وزير خارجية النظام فيصل المقداد مبعوث الأسد الصغير، "عن سعادته البالغة بتعامل المسؤولين السوريين مع الأوضاع في بلادهم".
وأضاف نجاد في حديثه لوسائل إعلام إيرانية "أن طهران ستبذل كل ما في وسعها لدعم أوثق حليف عربي لها". واتهم الرئيس الايراني الغرب بالتآمر مع دول عربية للإطاحة بالقيادة السورية وتعزيز وضع إسرائيل في المنطقة.
وقال أحمدي نجاد "إنه لا توجد حدود لتوسيع الروابط مع سورية، وإن إيران ستفعل كل ما في طاقتها لمساندة هذا البلد"، وهذا ما يحصل على الأرض بالفعل حيث أقام هذا الصفوي جسراً برياً وآخر جوياً عير الأراضي العراقية وسمائها لتزويد النظام الباغي بأحدث ما تمتلكه إيران من أسلحة ووسائل قمع وأجهزة تشويش على الاتصالات والفضائيات ليقمع بها شعبه الثائر.
ومن جانب آخر خرج علينا الصفوي الحاقد نصر اللات في لهجة جديدة ونعيب مقزز مستبعداً سقوط النظام السوري بالخيار العسكري، داعياً الى حل سياسي يقوم على حوار بين السلطة والمعارضة، ولم نسمع من هذا الصفوي، في خطبه المتتابعة في تأييده ومباركته للنظام السوري ودعمه الميداني بالقتلة والشبيحة والخبراء والمدربين ووقوفه إلى جانبه في كل ما يقترفه من إجرام بحق شعبه، لم نسمع منه ولو لمرة واحدة كلمة حق أو نصيحة صديق صدوق يوجهها لحليفه الأسد الصغير، يطلب إليه فيها التوقف عن الحل الأمني الذي أثبت فشله وإخفاقه، حقناً للدماء والحفاظ على كيان الدولة السورية، والاعتراف بأن هناك أزمة حقيقية في سورية لا يمكن حلها إلا بالطرق السلمية والاستجابة إلى مطالب الشعب المحقة!
وبعكس ذلك قال نصر اللات في خطاب القاه عبر شاشة أمام حشد من أنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت "أنه من خلال الوضع الاقليمي والدولي فإن اسقاط النظام السوري بالخيار العسكري انتهى". محذراً من أن "الرهان على العمل العسكري لإسقاط النظام هو رهان خاسر وأعباؤه كبيرة جداً، المزيد من نزف الدماء والضحايا والخسائر البشرية والمادية من الطرفين".
نصر اللات يؤكد أن سقوط النظام بالخيار العسكري انتهى، ولكنه تغافل عن قول الحقيقة للوجه الثاني للأزمة بأن الحل الأمني أيضاً أخفق وانتهى وفشل في وقف الانتفاضة أو انحسار الثورة الشعبية، رغم كل أشكال القمع البشعة التي مارسها النظام بحق الشعب السوري وشبابه الثائر، وباستخدامه كل الأسلحة الجهنمية والمدمرة والفتاكة التي دفع ثمنها الشعب السوري من عرقه وجهده ليدافع بها عن حياض الوطن ويحرر الأرض، فقمع بها المنتفضين السلميين من أبناء شعبه، وهذه الأسلحة نفسها كانت إلى الأمس القريب مكدسة ورهينة في المستودعات تغط في نوم عميق وثبات مقيت، بانتظار الزمان والمكان لاستعمالها، ليس في مقارعة العدو وتحرير الأرض كما كان يدعي الأسد الصغير وأبيه من قبله، بل في قمع شعبه وقتله إذا ما فكر بالثورة على نظام البغي والاستبداد، وهذا ما حصل بالفعل ويحصل.

هل يحق للرجل أن يعيد صيانة شخصيته على حساب الزوجة؟/ هدلا القصار

من أحد فصول الأزواج الساخنة ،،،،
نعتذر اليوم من تغيير مسار القلم الذي كاد أن ينتهي من دراسة لعمالقة شعراء العالم العربي، لولا أقتحمني موضوع من واقع الحياة، وهي قصة الرجل والمرأة وفصولهم الساخنة ...... بيد أننا نحاول الهروب من هذه القضية التي لن تنتهي بين الرجل والمرأة .
ونحن نعلم أن هناك العديد العديد من القصص تقشر له الأبدان لكن أن ما لفت نظرنا هو ما يتجملون به بعض الأزواج تحت شعارات الشرع ...
هذه المرأة التي كانت فيما مضى وحي الأنبياء، وإبداع الأدباء، وينبوع الحكماء، وسبحة الفلاسفة، اللذين ما زالوا حتى اليوم يتغنون بها في كتاباتهم وتجاربهم إلى أن أصبحت جزءا لا يتجزأ من الثقافة الاجتماعية عند المبدعين .... وهي الحكاية التي لن تنتهي مأساتها مع الرجل ، ما لم يتم معالجتها من قبل المحاكم بشكل جذري أو بوضع حدا لتكرار الزواج دون أسباب شرعية تدعوا للزواج مرات أخرى، لذا يجب أن يحصرها القانون بشكل نهائي بعد كل هذا الشوط من دخول المرأة جميع ميادين الحياة المهنية والعلمية والسياسية .....

ومع هذا لن نضع اللوم كلياً على الزوج، بل على الزوجة أيضا لأنها لا تجتهد لاستقطاب الزواج باللين والتفاهم والمحبة، وامتصاص انفعالاته، أو تهديداته بالالتفات لامرأة أخرى أن لم تعدل من شانها .... لا بل تعتمد على تبذير أموال الزوج، اعتقادا منها بهذا الفعل تمنعه من التفكير بالزواج من أخرى...، كما تهتم بكثرة الإنجاب الذي يؤدي في النهاية إلى إهمالها لزوجها وجسدها الذي يعتبره الرجل جزء لا يتجزأ من الاهتمام به ، بدل الصراخ واللوم والتأنيب طوال النهارات .

وكذلك نلوم الزوج المتسلح بشرعية تعدد الزوجات على كل صغيرة وكبيرة ... بدل أن يعبر لها عما يشتهيه بامرأته، وعن الأسباب التي أدت إلى برودة أجسادهما من بعضهما البعض، وتسببت بفقدان شهيتهما الجنسية ... والتي قد تكون من الممكن أن تخفف من وتيرة الزوج المتسلح بشرعية حقه بالزواج من ثانية وثالثة ورابعة. ونحن نصدق هذا القول بما أن بعضهم يعيشون بيننا، ومعنا، وحولنا، كسلطة طاغية على وجه الأرض ...

ومن هذا المنطلق نذكر الزوجات بأن " الحاجة أم الاختراع" بمعنى أن الرجل لن ييأس إذا أراد الخروج من صحن داره... ، فما على المرأة سوى أن تغيير من أسلوبها وتقنياتها التي أصبحت بالية في يومنا هذا ، ولان من السهل على الرجل أو الزوج أن يبتدع في كل مرة أسلوباً مختلف عن الأخر، ولأن أصبح لديهم تقنيات جديد، أو مستحدثة يتكللون بها للهروب أو الخروج من بين ذراعي زوجاتهم، وتكرار تجربة الزواج مرة بعد مرة، حتى لو لم يملكون تكلفة الزواج ...،
ما دام الرجل يمشي على الأرض ملكاً مكللاً بما شرع له بتعدد الزوجات تشبيها بالرسول عليه السلام، حاملين شعار ما نصح به وهو: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ" لكن أزواج اليوم يفبركون هذا النصح على طريقتهم، وليس كما قصد به الرسول عليه السلام، واخذوا يتهافتون البحث عن امرأة أرملة أو مطلقة بشرط أن تكون ما زالت تحتفظ بشكلها الأنثوي، وتملك منزلا، ولا مانع إذا كانت تعمل أو تملك راتبا يساوي راتبه .... وان تكون ضعيفة الحيلة، ليفترشون لها عضلاتهم، ويتقربون منها بعد اللعب على نقاط وحدها وبحثها عن الستر في مجتمع ذكوري لا يرحم المطلقات أو الارمل، يهدفون إلى الإيقاع بها للاستفادة من حسبها، أو للتباهي بجمالها، أو لتحقيق أحلام الزوج على حساب الزوجة التي قد تساعده أو تعفيه من مصاريف تكلفة الزواج ... ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها وهذا نادراً .
لذا سيبقون فتياتنا عانسات ما دام الرجل العاطل عن العمل، أو الذي يملك رتبا ضئيلا، إلا من أرملات أو مطلقات، وبعد أن يجمعن من مالهن باحاييلهم... يتزوجون ويعيدون صياغة أنفسهم من جديد، هذا ما وصل إليه طالب الزوج أو الهارب من زواج إلى زواج .
أما السيدة كفاح، التي سكنت القلم اليوم، كانت تملك ما أكرم الله عليها من نعمة هذا النصح، ولا ينقصها سوى الستر بالحلال... ، تقول في البدء رحبت بفكرة الزواج من رجل متزوج بعد انفصالي عن زوجي وتعرضي للضغط النفسي والمعنوي والاجتماعي والعائلي والإنساني ... مما دفعني إلى الارتباط بزميل يطلق عليه بعض أصدقائه اسم " النمس" فكان طوال الوقت يلاحقني بوجه العابس وشخصيته الفذة إلى أن استدرج عاطفتي نحوه وقربني منه بعد أن عبئ فراغات وحدتي وآمالي ... وبعد أن علمت انه شبه منفصلا عن زوجته التي تغلب عليها الصفة الذكورية، لسيطرتها على مناحي الحياة . ولكثرة تأنيبها وإطلاق الأوامر المستمرة على الزوج الذي يرفع راية الاستسلام في النهاية لإخماد صوتها، وكسب صمتها، في كثير من المواقف، والانصياع وراء رأيها الهادف لإزاحة شخصيته داخل المنزل وخارجه إلى وصل بها الأمر إلى هجر فراش الزوج .. مما دفعه الهروب من زوجته التي لم تعد تثيره أنوثتها ونرجسيتها كما قال.... والتفكير بالزواج من السيدة كفاح، دون أن تعلم بنواياه الانتقامية من زوجته .. ، باعتبار وجود زوجة أخرى سيقوم بهذه المهمة ويعيد ترتيب أوراق الزوج وإعادة تربية زوجته من جديد...

فيما يظهر الزوج المتربع على عرش اللذة ومتع المراهقة المتأخرة أمام أعين أصدقائه وزملائه وكل من عرفه، ليقول لهم بكل فخر واعتزاز: "إذ ارتم أن تخرجوا من زوجاتكم وتعيدوا برمجة نسائكم وشخصيتكم فلتشربوا حليب السباع من تجربتي"، وخاصة أمام كل من الأزواج اللذين لا يجرؤون على مثل هذه الخطوة، أو هذه التجربة التي تثير حسد وغيرت العديد من الأزواج اللذين لم يتوفر لهم تغيير الزوجة، أو ملاحقة شهواتهم ورغباتهم وغرائزهم ....لأسباب تتعلق بغلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج .. أو خوفا من إعادة تكرار الإحباط الذي انتابهم بعد فشل علاقة متينة مع زوجاتهم اللواتي اخصينا رجولة أزواجهن، وكسرنا غفوتهم وتسببنا بقلقهم .... أو لأسباب غموض تلك الخطوة المستقبلية التي قد يترتب عليها مشكلات جمة لا حصر لها .
وهكذا يكون الزوج قد اثبت نجاح قدرات تفرده لمثل هذا القرار الهروبي . ليستريح استراحة المحارب، بعد أن حقق أهدافه وانتصاراه على الزوجتين ....

وبهذه الصدمة استيقظت السيدة كفاح، على أنها لم تكن سوى وسيلة رخيصة للضغط على الزوجة الأولى، لاشتعال غيرتها وإثارتها، وقلقها للتفكير بإعادة واسترجاع زوجها إلى المنزل، والإصلاح من أسلوبها ....، دون عناء أو تكلفة أو جهد أو تنازلا من الزوج، وبهذه الوسيلة التي لا تحمل من الرجولة سوى جراءة الفعل....، عاد الزوج إلى زوجته دون أي معاهدة تفاهم أو إصلاح ما افسد بينهما الوقت، أو ترميم ما ترك احدهما في صدر الأخر من فجوات ... لتبقى العلاقة مهددة بالانهيار ليعود إلى زوجته التي استرجعته بكيد النساء كعودة "ظل رجل ولا ظل حيطة .."، وبهذا المشروع يكون الزوج قد نجح في مؤامرته على زوجته الأولى، واللعب على مشاعر الزوجة الثانية، التي لم تكن سوى لعبة بين يدي الزوج الماكر الذي لم يفكر سوى بالانتقام من زوجته والربح المعنوي والشخصي والمادي والاجتماعي .... من الزوجة الثانية .
وبما أن السيدة كفاح، هي الحلقة الأضعف في مثل هذا النوع من الزواج، الذي تحول من حب إلى ابتزاز عاطفي وإنساني ومادي، حتى وصل الأمر إلى ما يشبه زواج المسيار ...

فما كان على السيدة كفاح سوى التوجه إلى صديق العائلة المحامي (...) تروي له قصة سادية هذا الزوج وابتكاراته المشحونة بالانتقام من زوجته على حساب حياتها ومستقبلها وما بنته من أحلام معه، دون رحمة أو كرامة، ليساعدها على الخلاص منه بأقل خسائر، بعد أن اكتسب ما اكتسبه منها وادخر ما ادخره من ورائها ... تطلب العودة إلى وحدتها، بعد أن اكتشفت أن نميمة أهل الطرقات، والشوارع، والزائرين، والزملاء، والأصدقاء، ... ارحم من أن تكون أداة لإعادة صيانة شخصية الزوج، أو أن تبقى مجرد عصاه على امرأة مثلها . فطلبت الطلاق من السيد " نمس" لتكون سيدة نفسها ومشاعرها التي تعرضت لخيبات الزوج، ووسائله الرخيصة، وابتزاز عاطفتها، وحياتها، في مجتمع ذكوري فرض عليها الزواج منه بطريقة أو بأخرى لتحتمي بظل رجل تعيش معه بأمان ووئام...

لكن الزوج رفض الانفصال عنها!! ليس حبا بها ! بل لتبق السيف الساطع على رقبة الزوجة الأولي كلما حاولت النهوض من استسلامها وخضوعها و ... وخوفا من أن تعود إلى ما كانت عليه سابقاً ... قبل تقدم التكنولوجيا، التي حول بعض الأزواج ما نصح به الرسول عليه السلام، إلى زواج مصلحة ينتقوا منه ما يريدوه، ويتجاهلون ما لا يريده، من المرأة أو الزوجة، حتى أصبح الرجل ينظر إلى المرأة بطريقة تحط من قيمتها وقدرها .. كما أصبح البعض ينظر إليها على أنها خلقت لمتعته وإسعاده كيفما كان ...
متجاهل موطنها، موطن المحبة والرحمة التي ذكرها الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز يقول " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الروم "
وقال الشاعر الاغريقى " هوميروس إذا أردت أن تتخذ فتاة من الفتيات زوجة لك فكن لها أبا وأما وأخا .... لان التي تترك أباها وأمها وإخوتها لكي تتبعك... يكون من حقها عليك أن ترى فيك رأفة الأب وحنان إلام ورفق الأخ وصدق الصديق..... والجار الأليف والحارس الأمين وليس ( ....)

لذا نقول لن تكتمل صورة المجتمع السوي، والزواج السوي، والعلاقات الطيبة، إلا بعد أن يوقف القانون مهزلة تعدد الزوجات دون سبب وجيه يدعوا إلى ذلك .
والى أن يصطلح هذا القانون، فما علينا سوي أن نطلب من الله أن يرحم حواء من مكر بعض الأزواج، وليغفر له ديكتارويته وساديته، لان مثل هذا النوع من النساء لا ينقصهن من العذابات والقهر ... قبل أن يأتي الرجل ويستخدمهن أداة لإعادة صيانة شخصيته وتأهيلها من حديد .
ويجب على المرأة أن تحذر من الزوج، وتنظر ما استطاعت إليه بكل حذر ... وتتلاف ثقافة بعض الأزواج المزيفة وعهودهم المزركشة، ومحبتهم الملونة، ورسائلهم المسومة بالجن والعفاريت .
أو لتبقى المرأة قصيدة الشاعر، ولوحة الرسام، في تأريخ الإبداع أبدا .

يوم الأرض مسيرة لم تنتهِ/ سامي الأخرس

كل عام في الثلاثين من آذار يحيي شعبنا الفلسطيني ذكرى يوم الأرض، ووعده بحتمية استرجاعها وتحريرها من الاحتلال الصهيوني، وإعادة الحق لأهله، وإعادة الأرض لأصحابها.
كل عام يختلف إحياء هذه الذكرى عن العام الذي يسبقه حيث أن المتغيرات السياسية تلعب دورًا هامًاً في إحياء وتفعيل فعاليات هذه الذكرى، وتحيى وفق طقوس ومنظور الفلسطيني للأرض وللهوية، ففلسطيني الأراضي المحتلة 1948 الذي لازال متثبتًا بأرضه مقاومًا لكل محاولات اقتلاعه منها، وتهويده اجتماعيًا يحيي الذكرى بإعادة التأكيد على هويته الوطنية الفلسطينية، وتجديد وعده وعهده للأرض وللهوية، رافضًاً اقتلاعه وتغريبه في أرضه، ووطنه، وحقوقه الشرعية، ويزداد تلاحمًا بالأرض جيلًا تلو جيل هذه الأمانة، وهذا العهد دون أن يخذل حتى هذه الذكرى، بل يزداد تماسكًا وتلاحمًا بأرضه وهويته سياسيًا، وثقافيًا، واجتماعيًاً، ويزداد صلابة في مواجهة المحاولات التي تبذلها حكومات الاحتلال لعزل الفلسطيني من محيطه وانتمائه العربي والفلسطيني، ولكن هيهات فلم يحقق شيء على هذا الصعيد حتى راهن اللحظة.
أما الفلسطيني الذي غادر الأرض على أثر النكسة والنكبة معًا فإنه لا زال يحيي هذه الذكرى بتجديد الأمل بأن العودة آتية وحتمية مهما أسودت صفائح الاحتلال، ومهما مرّت السنوات، فقطع الوعد على البقاء بالأمل صوب فلسطين الأرض والهوية، متخندقًاً في غربته الطارئة حتى يَحزم حقائب العودة، وها هو قد طور من أساليب إحياء الأمل، وأصبح يعد العدة للإاتجاه صوب حدود فلسطين باعثًا الأمل في دواخل الأجيال أن هنا لنا وطن، ولنا أرض، ولنا هوية لا تنتزع بمرور السنوات أو بفعل الغربة ومآسيها، وما الزحف صوب فلسطين إلَّا رسالة للصديق قبل العدو، إن العودة لا تسقط بالتقادم، وأن حق العودة تقرير مصير ليس بأيدي قادة أو زعامات أو اتفاقيات، إنما هو عهد بين الفلسطيني وأرضه وهويته، عهد ووعد لا يسقط أبدًا، ولا يمتلك أحد التقرير به إلَّا أصحابه فقط، وها هم قد قرروا الزحف صوب فلسطين، ولو بأضعف الإيمان الوقوف على حدود هذا الوطن، وتجديد الوعد والعهد معه وله بأننا عائدون حتمًا، وباقون على الوعد دومًا.
أما الفلسطيني الآخر فهو الذي يقبع في غزة والضفة الغربية، وهو الذي أصبح حالة خاصة بعدما أصبح مفتاح التحرير وحيدًا، مقاتلًا، ضاغطًاً على زند التحرير والعودة، ليس نيابة عن أحد، ولكن حتمية وطنية وضعته بها الظروف التاريخية والتحولات والمتغيرات السياسية والتاريخية، ليجد نفسه تحت طرقات المطرقة والسنديان، فالمحتل يُغيل به قتلًا وتدميرًا وحصارًا وإهدار لحقوقه الإنسانية أمام مرآي ومسمع العالم المتحدين، والقائمين على قيادته يغيلون به ظلمًا وقهرًا ونزاعًا، وانقسامًاً دون أدنى مسؤولية لحقوق هذا الإنسان وكرامته، فتحول المناضل على جبهتين، جبهة المحتل، وجبهة الإنقسام التي جعلت منه إنسانًا يلهث خلف إعادة اللحمة الفلسطينية الممزقة بين الضفة الغربية التي تعيش تحت سلطة المساعدات والإعانات الأوروبية، والنهضة البنيوية التحتية المميزة، وسلطة غزة التي رهنت نفسها لمصالح قوى إقليمية محددة تعيش في رفاهية السلطة وتترك الشعب يفترسه الجوع والظلم والأزمات الحياتية المتعددة والمتوالية، وما بين سلطة رام الله وسلطة غزة أصبح لدينا شعبين ممزقين يتربص كل منهما بالآخر، والحقيقة التي لا يود أحد الإعتراف بها أن هناك نغمة جديدة عنوانها" غزاروي وضفاوي" وهذا حصة رام الله، وهذا حصة غزة، بل وأصبح يعتقل الفلسطيني بتهمة التخابر مع رام الله، والتخابر مع غزة، وهي استحداثات الإنقسام الذي يتكرس يومًا تلو يوم في الجسد الفلسطيني الجريح.
إذن فذكرى يوم الأرض هذا العام ليس ككل عام، وإنما يتماشى مع المتغيرات الدولية التي أصبحت تجد في الربيع العربي أولية أولى في إعادة هيكلة وصياغة المنطقة على غرار سايكس- بيكو جديد، يقزم المقزم، ويجزئ المجزأ، ويفتت المفتت، ويعيد إحياء الطائفية الدينية والمذهبية والأثينية، ويعيد التاريخ صورة غساسنة الفرس، ومناذرة الروم من جديد وسط غياب الوعي العربي عامة، أما المتغيرات الإقليمية فهي الأخرى تتجاذب أطرافها وتوجه مؤشراتها صوب القضية الفلسطينية لإحقاق ما تصبوا إليه، فتركيا التي عادت من باب " اردوغان" المنتهج لسياسة عبد الحميد الثاني الذي أثرانا فرمانات وصكوك حب لفلسطين، دون خطوة عملية واحدة لوقف تهويد فلسطين، فإن كان السلطان عبد الحميد الثاني في ولايته ثم إرساء قواعد الوطن القومي اليهودي في فلسطين، فإن العهد الاردوغانى استطاع أن يقضى على صهوة فلسطين لإعادة صياغة التحالفات الأمريكية – التركية بعد انتهاء الحرب الباردة، وعدم الحاجة للتحالفات المباشرة والعلنية بين تركيا وإسرائيل، فالإسلام السياسي التركي أجاد ويجيد اللعب على التوازنات الرسمية والشعبية لإعادة صياغة المنطقة بما يتوافق والرؤية الدولية، وما موقفها من "ليبيا وسوريا" سوى تأكيد على الفعل الحقيقي للدور التركي في المنطقة، وهو نفس الدور الذي تنتهجه إيران بناء على قاعدة" التحالف والتخالف" التي أتقنتها جيدًا سواء في أفغانستان أو العراق أو فلسطين أو الربيع العربي عامة، وهو ما يؤكد" توافق سياسي غير معلن بين كل القوى التي حقق الربيع العربي لها أهدافها وفق التسلسل السياسي الممنهج والمعد. أما محليًا فقوانا المقسمة لم تبخل على الشعب الفلسطيني في إغراقه بأزمات واحباطات تدفعه لفقدان معانِ الولاء والانتماء، وهي سياسات تتناغم مع إحداثيات المتغيرات بمجملها العام دوليًاً وإقليميًا ومحليًا، وضحيتها في المآل النهائي"فلسطين وشعبها".
إذن فذكرى يوم الأرض لهذا العام لا تحمل في طياتها الجديد سوى التأكيد على إسقاط كل من يحاولون شطب فلسطين أو القفز على الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم مهما كان، بل تعيد الحياة لها مع كل مناسبة وطنية، ما دام هناك شعب حي يقدح زند ذاكرته الوطنية، ويتمسك بحقوقه وثوابته وهويته.

يوم الارض الفلسطيني/ سري القدوة

نادتنا الارض فلبينا النداء

الارض الفلسطينية ارتبطت بالشعب الفلسطيني فكانت حكاية عشق مع اللا منتهى .. عشق الفلسطيني ارضه الطيبة فكان حديث الروح للروح عن تلك الجبال والوديان والسهول .. علاقة جدلية مع حكاية العشق الفلسطيني .. ليتشكل الانسان الفلسطيني من تركيبة استثنائية كانت اسمها ( كنعان الفلسطيني ) ..

انها حكاية الروح التي تحلق في السماء وهذا الجندي المتربص بنا .. رغما من مرور اربعة وأربعون عاما علي لحظة تكويني كانت حاضرة الارض في حكاية عشقي .. عشقت بيسان دون أن اراها .. عشقت يالو دون أن اراها .. عشقت صفد دون أن اراها .. عشقت طبريا دون أن اراها .. هذا الفلسطيني العنيد الذي عشق ارضا دون أن يلعب يوما علي ترابها .. هذه الكيمياء الفلسطينية التي تشكل بندقة وخيمة وسماء وارض كانت تساوي العرض والشرف عند الفلسطيني ..

كم هو الجيل الذي عشق الارض دون أن يراها .. وكم هي فلسطين لها رائحة البرتقال في حيفا .. كم عشقناها احببناها كانت كرامتنا وشوقنا الابدي .. لأنها فلسطين تكبر فينا مع طفولتنا .. تكون دمنا .. لحمنا .. عقلنا .. لحظة الغضب القادم فينا ..

فلسطين جيل وراء جيل .. ارض تكبر حلما جميلا .. تتمدد من راس الناقورة حتى رفح .. لن ننساها او نتناساها او نفقدها يوما فلسطين هي الحاضر الاول في حياة الفلسطيني .. تعيش فينا تتشكل في قراءتنا وطعام اطفالنا .. تكبر فينا لحظة الطفولة عشقا اسمه فلسطين ..

هي امتداد الروح والعشق .. هي ثورة الاجيال القادمة .. هي انتفاضة التكوين والدولة .. هي حلمنا القادم أن نكون في عكا .. هي تلك المرأة الربيعية التي تحلم أن ترى نابلس وتسكن في ترقوميا .. هي قصة مدرس اللغة العربية الذي تحدث لتلاميذه عن قرية ( ترمس عيا ) وسكنت ( جفنا ) في خيال التلاميذ وعرفوا أن التاريخ يتشكل في روح من لا ينسون الارض الطيبة ..

الارض الفلسطينية لها تركيبة غريبة .. هي ليس كباقي اصقاع العالم .. الارض الفلسطينية يحبها الفلسطيني لأنها لحظة عشقه القادم ولأنها حبيبته التي احبها دون أن يراها .. فكانت فلسطين هي الهواء الذي يتنفسه الفلسطيني عشقا ..

فلسطين هي ملك الشعب الفلسطيني.. فلسطين وطن الشعب العربي الفلسطيني وهي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير والشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية .. هذه هي الحضارة والتاريخ التي يتعلمها ابناء الشعب الفلسطيني حيث تكبر فلسطين شوقا وحبا وروحا في وجدان الاجيال تلو الاجيال ..

فلسطين دولة تحت الاحتلال .. وإسرائيل هي الكيان الذي يحتل فلسطين .. اسرائيل اغتصبت الارض وسرقتها وشردت الشعب الفلسطيني من ارضه سرقت كل شيء يملكه الفلسطيني .. هذه الارض الفلسطينية لم تكن احياء ذكراها في يوم الارض بمجرد يوم عادي في الذاكرة الفلسطينية او حياة الفلسطيني في هذا اليوم .. ارتوت الارض الفلسطينية في دماء الشهداء الابطال وكانت المواجهة الحقيقية مع الاحتلال الاسرائيلي الذي كان يعتقد انه ( هود ) الارض الفلسطينية وسرقها وان شعب فلسطين ينسي أن هذه الارض ملكه فتصدي ابطال ام الفحم وعرابة لجنود الاحتلال الاسرائيلي لتتشكل لغة جديدة في التاريخ الفلسطيني اسمها لغة يوم الارض .. وليعرف العالم الوان العلم الفلسطيني الذي يرفرف في سماء الوطن ويلتحم مع الارض ..

لم تكن تلك المعاني الخالدة الجميلة مجرد سطور كتبت في مرحلة معينة في ذاكرة الفلسطيني بل امتدت لتتوارثها الاجيال التي تؤمن بالثورة .. فكل جيل يكون اكثر تصميما علي نيل حقوقه من الجيل الذي خلفه .. انها معركة الاجيال التي تكبر مع الفلسطيني انها فلسطين التي احبها الفلسطيني وعشق ارضها وشمسها دون أن يراها .. انها تركيبة الكيمياء وفيزياء المستقبل التي تتشكل فينا روحا وعشقا وحبا للوطن ..

ما اروعك فلسطين وأنت تقدمي الشهداء جيلا وراء جيل .. ما اروعك فلسطين في يوم ارضك .. وأنت ترتسمي علي شفاه اطفال لم يروك بعد .. ولكنهم عشقوا شمسك .. ويستعدون للرحيل الي ارضك .. ما اروعك ايها الفلسطيني وانت تمضي نحو الارض الطيبة .. في مسيرة العودة .. مسيرة القدس في يوم الارض ..

فلسطين التاريخ والحضارة تتشكل فينا .. وتكبر حلما .. ويحمل الجيل القادم امانه التحرير والعودة .. فلسطين الارض التي احببناها وعشقناها اليك الرحيل واليك العودة .. اليك ماضون ولا حياة بدونك .. وطنا وثورة وعشقا وحياة ..
ما أروع ان نكتب اسماء الشهداء وان نكون شهداء من اجل فلسطين .. نستشهد علي ارضها .. ندفن في ترابها .. تمتزج الروح مع الارض الطيبة .. لنكون شهداء من اجل اروع ما نحب .. شهداء دوما مع وقف التنفيذ .. الشهداء الاحياء منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ..

انها فلسطين الارض والهوية والعنوان .. فلسطين الارض التي نحبها ونعيش من اجلها ونحلم فيها وتكبر حكايتها معنا .. انها حيفا ويافا وعكا والرملة والمجدل .. انها صفد واللد وام الرشراش والقدس وغزة واريحا وتل الربيع ..انها بيسان ويالو والدهيشة ورام الله والخليل .. انها فلسطين التي تكبر فينا والتي نعشق سمائها .. انها فلسطين التي نعطيها عمرنا وحياتنا والتي نعيش من اجلها ونحلم في ذلك اليوم حيث نكون علي ارضها ..

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

من "يوم الأرض".. إلى "يوم الوطن"/ صبحي غندور

يوم الثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1976، كان يوم انتفاضة شعبية فلسطينية في داخل الأراضي المحتلّة منذ العام 1948. فبعد 28 عاماً من أحكام مختلفة تحظر التجوّل والتنقّل، ومن إجراءات قمع عسكري وتمييز عنصري واغتصاب للأراضي وهدم للمنازل، هبّ الشعب الفلسطيني في معظم أماكن التجمّعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضدّ الاحتلال الصهيوني، واعتمدت الانتفاضة أسلوب الإضراب الشامل والمظاهرات الشعبية، حيث واجهتها قوات الاحتلال بالرصاص والقتل مما أدّى إلى استشهاد عدّة فلسطينيين إضافةً لعشرات الجرحى واعتقال المئات منهم. وقد سبق هذه الانتفاضة مصادرة السلطات الصهيونية نحو 21 ألف دونم من الأراضي العربية لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل.
وقد تفاعلت جموع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وغزة مع انتفاضة فلسطينيّي الداخل، فأصبح "يوم الأرض" مناسبةً وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
اليوم، بعد 36 سنة على ما حدث في العام 1976، ما زالت الأرض الفسطينية محتلّة، وما زالت القدس والضفة تشهدان المزيد من الاستيطان والتهويد دون أيِّ رادعٍ دولي أو عربي.
الأخطر من ذلك كلّه، أنّ الجسم الفلسطيني ما زال منقسماً على نفسه، ممّا انعكس أيضاً على وحدة الأرض الفلسطينية وسكّانها ومؤسساتها الرسمية والمدنية.
ربما تحتاج فلسطين اليوم – كما كل البلاد العربية – إلى "يوم الوطن" في مواجهة حال الانقسام، استمكالاً ليوم "الأرض" الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
فلا إمكانية لمواجهة احتلال أو تحرير أرض أو انتزاع حقوق في ظلّ حال الانقسام والتشرذم السائد الآن فلسطينياً وعربياً، بل سيؤدّي هذا الحال إلى مزيدٍ من "الاحتلالات" والتدخّل الأجنبي، وإلى "تهويد" الأرض والناس معاً.
عام 1897، قال تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية العالمية، مخاطباً أعضاء المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في سويسرا، "إنّكم بعد خمسين عاماً ستشهدون ولادة دولة إسرائيل".
وكان كلام هرتزل سبباً لاستهزاء بعض أعضاء المؤتمر، لأنّ المسافة الزمنية التي تحدّث عنها لم تكن بنظر هذا البعض كافيةً لإحداث تغييراتٍ في العالم وفي أرض فلسطين لتظهر، كحصيلة لهذه المتغيرات، دولة إسرائيل.
وبالفعل، فقد شهدت نهاية العقد الرابع من القرن العشرين إعلان دولة إسرائيل وبدء مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية، وانتقالاً نوعياً في عمل الحركة الصهيونية بحيث أصبح للمنظمة الصهيونية العالمية دولة اعترفت بها الأمم المتحدة، ولكن ليس لهذه الدولة حتّى الآن خارطة تبيّن حدودها الدولية النهائية.
وفي أواسط الخمسينات، تبادل بن غوريون (رئيس وزراء إسرائيل السابق) مع وزير خارجيتها آنذاك موسى شاريت، عدّة رسائل تحدّثت عن الأسلوب المناسب اعتماده لإنشاء دويلة على الحدود الشمالية مع لبنان تكون تابعةً لإسرائيل ومدخلاً لها للهيمنة على لبنان والشرق العربي كلّه. وكان الحل في خلاصة أفكار هذه الرسائل: البحث عن ضابط في الجيش اللبناني يعلن علاقته بإسرائيل ثمّ يتدخل الجيش الإسرائيلي ويحتلّ المناطق الضرورية لكي تقوم "دولة مسيحية" متحالفة مع إسرائيل. وقد تحقق هذا المشروع الإسرائيلي في العام 1978 حينما أعلن الرائد في الجيش اللبناني سعد حداد إنشاء "دولة لبنان الحر" في الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل.
وفي شباط/فبراير 1982، نشرت مجلة "اتجاهات -كيفونيم " التي تصدر في القدس، دراسةً للكاتب الصهيوني أوديد بينون (مدير معهد الدراسات الإستراتيجية) تحت عنوان "إستراتيجية لإسرائيل في الثمانينات"، جاء فيها: "إنّ العالم العربي ليس إلا قصراً من الأوراق بنته القوى الخارجية في العشرينات، فهذه المنطقة قُسّمت عشوائياً إلى 19 دولة تتكوّن كلّها من مجموعاتٍ عرقية مختلفة ومن أقلّياتٍ يسودها العداء لبعضها (...) وأنّ هذا هو الوقت المناسب لدولة إسرائيل لتستفيد من الضعف والتمزّق العربي لتحقيق أهدافها باحتلال أجزاء واسعة من الأراضي المجاورة لها، وتقسيم البعض الآخر إلى دويلات على أساس عرقي وطائفي".
ثمّ تستعرض دراسة أوديد بينون صورة الواقع العربي الراهن، والاحتمالات الممكن أن تقوم بها إسرائيل داخل كل بلد عربي من أجل تمزيقه وتحويله إلى شراذم طائفية وعرقية.
وهذا المشروع الإستراتيجي لإسرائيل في ثمانينات القرن العشرين، والذي يتّصل مع خطّتها السابقة في عقد الخمسينات، جرى بدء تنفيذه أيضاً من خلال لبنان والاجتياح الإسرائيلي له صيف عام 1982 ثمّ إشعال الصراعات الطائفية خلال فترة الاحتلال، وفي أكثر من منطقة لبنانية.
وفي 11 آب/أغسطس 1982، أي خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، قال رئيس حزب العمل الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز ما نصّه الحرفي: "إنّنا لا نريد وتحت أية ظروف أن نتحوّل إلى شرطي في لبنان، ولكن الحل الأقرب للتحقيق بالنسبة لمستقبل لبنان هو تقسيمه وإعادته مصغّراً إلى الحدود التي كان عليها قبل الحرب العالمية الأولى أي إلى نظام متصرفية جبل لبنان".
وفي عام 1982 أيضاً أعلن أرييل شارون أنّ نظرية "الأمن الإسرائيلي" تصل إلى حدود إيران وباكستان!
***
خلاصة هذا العرض المختصر للمخطط التفتيتي الصهيوني للمنطقة العربية أنّه مهما طال الزمن ومهما تغيّرت الحكومات الإسرائيلية من حيث طبيعتها وأشخاصها، فإنّ تنفيذ المخطّط يبقى مستمرّاً حتى يحقّق أهدافه الكاملة. فلا ترتبط الإستراتيجيات والخطط الإسرائيلية بحزبٍ معين في إسرائيل ولا بشخصٍ محدد، بل هناك مؤسسات وأجهزة وأدوات تتابع التنفيذ منذ مؤتمر "بال" في سويسرا عام 1897 مروراً بتأسيس دولة إسرائيل ثمّ حروبها المتعدّدة على دول المنطقة.
وما يقوله الزعماء الصهاينة عن مخطّطاتهم (كما فعل هرتزل) لا يعني التنبؤ أو التنجيم الفلكي، بل هو ممارسة (الأسلوب العلمي) في الصراع حيث هناك دائماً (حركة يومية) و(خطط عملية) لتنفيذ (إستراتيجية) تخدم (الغاية النهائية) الموضوعة سلفاً. فكلّ خطّة، في أيِّ صراع، عليها مراعاة عنصريْ (الإمكانات المتاحة) و(الظروف المحيطة) لاستخدامهما واستغلالهما لصالح المخطّط المنشود تحقيقه.
وما سبق عرضه عن هذه المخطّطات الصهيونية، لا يعني أننا – كعرب- ننفّذ ما يريد الصهاينة أو أنّنا جميعاً أدوات وعملاء لإسرائيل! بل الواقع هو أنّنا ضحيّة غياب التخطيط العربي الشامل مقابل وجود المخطّطات الصهيونية والأجنبية الشاملة. فنكون دائماً "ردّة فعل" على "الفعل" الإسرائيلي أو الأجنبي الذي يتوقّع سلفاً (بحكم التخطيط العلمي) ماهيّة ردود أفعالنا قبل أن تقع لتوظيفها في إطار أهدافه.
وإذا كان التساؤل مشروعاً عن مسؤولية بعض الأنظمة العربية تجاه ما حدث ويحدث من نجاح للمخطّط الصهيوني، فإنّ السؤال الخطير هو: كيف يجوز لشعوب الأوطان العربية أن تكون مسهِّلاً لتنفيذ هذه المشاريع الصهيونية؟
فاستعراض صورة الواقع العربي الراهن تؤدّي إلى نتيجةٍ سلبية للأسف، بسبب الشرخ الخطير داخل الشعب الواحد في أكثر من بلدٍ عربي. إذ هناك طروحات وممارسات طائفية أو مذهبية أو إثنية تسود عدّة بلدان عربية بشكلٍ لم يسبق له مثيل في التاريخ العربي الحديث.
أيضاً، هناك تركيز إعلامي وسياسي على تفسير وربط ما يحدث في المنطقة بأمور فئوية ثمّ توزيع المناطق والأحزاب والحركات السياسية على قوالب طائفية ومذهبية وإثنية.
إنّ مسؤولية التصدّي لحال الانقسامات ولمشاريع التفتيت تبدأ عند كلّ فرد عربي، وهي مسؤولية كلّ عائلة في أن تميّز خلال تربية أولادها بين الإيمان الديني وبين التعصّب الطائفي والمذهبي الذي يرفضه الدين نفسه. وهي مسؤولية أتباع كلّ طائفة أو مذهب، بأن يدركوا أين تقف حدود هذه الانتماءات وأين تبدأ حدود الأوطان، فلا نردّ على الحرمان من امتيازاتٍ سياسية واجتماعية، أو من أجل التمسّك بها، بتحرّكٍ فئوي يحرمنا من الوطن كلّه بل ربّما من الوجود على أرضه...
المسؤولية تشمل أيضاً الحكومات والمنظمات التي استباحت لنفسها استخدام الاختلافات الدينية أو الإثنية في صراعها مع بعضها البعض أو من أجل تحقيق مكاسب سياسية آنية لها.
إنّ المعرفة الأفضل لكلٍّ من الدين والعروبة، والعرض السليم لهما من قبل المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية، سيساهمان بلا شك في معالجة الانقسامات الدينية والإثنية في المنطقة العربية. كذلك، فإنّ البناء الدستوري السليم الذي يحقّق العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد ويضمن الحريات العامّة للأفراد والجماعات، هو السياج الأنجع لوحدة أي مجتمع.
حبَّذا لو سبق ما يحدث الآن من حراك شعبي عربي عام ، بناءٌ سليم للحركات السياسية، الدينية والعلمانية، ولمنظمات المجتمع المدني المعنية بوسائل التغيير الجاري حالياً، لَما وجدنا أمام أعيننا ما نجده الآن من انقسامات تهدّد وحدة المجتمعات والأوطان. ف"الوطن" هو مزيج من "أرض" و"شعب" و "حكم". وهانحن نشهد تغيير "حكّام" على "أراضٍ" مهدّدة بمزيد من الاحتلال والهيمنة الخارجية، و"شعوبها" ينخر داء الانقسام بجسمها!.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

الملصقات أم علاج المعضلات!/ محمد محمد علي جنيدي

تلاحظ انتشار الملصقات الدعائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية بمصر بكثافة بالغة، حتى تكاد لا تختفي عن حيز في مصر، ولا شك أنه حق المرشح ومؤيديه، ولكن! كيف يكون حجم الإنفاق عليها بهذه الإثارة والاستفزاز!
كيف خرجت هذه الأموال كماء منهمر للدعاية لهؤلاء، وما هي مصادر تمويلها!
نحن في مصر التي لا يحصى تعدد معاناة أبنائها في كافة المجالات.. من صحة وتعليم وإسكان وبطالة وتلوث بيئي و.... حدث ولا حرج، فهي لا تخفى على أحد، وقد أصبحت أزماتنا ملء السمع والبصر، ومن هنا أقول لكل من ساهم وأنفق لتحقيق هذه المقاصد.. أليس لك جارا يضربه الفشل الكلوي .. أليس لك عزيزا يهاجم كبده فيروس سي ويهدد حياته.. ألم يكن إخوانك هم أعلى معدل إصابة بأمراض الكبد والكلى والسرطان والقلب والسكر والضغط....
أنني أموت حزنا عندما أرى مصريين لا يجدون مكانا ينامون فيه في بلادهم، وتستبد بي الحسرة على شباب قد استودعوا أحلامهم مهاب الريح..
ألا تعلم يا من تمول هذه الحملات أن الله قريبا سوف يسألك عن إنفاقك عليها بهذا الزخم والاستفزاز بدلا من إنفاقها لكشف الغمة والمصائب التي يكابدها إخوانك المصريون، يقول تعالى: ( ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم )، أم ترانا قد صدق فينا قوله سبحانه ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) صدق الله العظيم
وأخيرا، أيها المرشح، أيها المؤيد.. من فضلك.. إخوانك يُعانون، اكتفِ بهذا القدر من الملصقات.. واعلم أن بلادك قد احتلها جيوشا من المصائب والمعضلات.

هل يرشح المرشد نفسه للرئاسة؟/ حسن سعد حسن

بمناسبة فتح باب الترشح للرئاسة والحديث عن أعداد المتقد مين للترشح، وبور صة التوكيلات
تبادر إلى ذهن العبد الفقير إلى الله سؤالاً
هل من الممكن أن يعلن الدكتور( محمد بديع) المرشد العام لجماعة الإخوان ترشحه للرئاسة؟!
وكانت إجابتى نعم
ولماذا لا يفعلها؟!
بالعكس كل الظروف مهيئة لذلك فهو المرشد العام ،والرجل شخصية فاضلة ،وعقلية متفتحة بالإضافة إلى أن امكانات الإخوان وحزبهم تستطيع أن تفعل ذلك
ودون الدخول فى رفض أو قبول الرجل
لو حدث هذا الأمر بالتأكيد ستكون مفاجأة مدوية ليس للشأن الداخلى لمصر فقط بل، وعلى مستوى العالم
وستنقلب موازين الأمور الخاصة با نتخابات لرئاسة فقد تنخفض أسهم شخصية ما وترتفع أسهم شخصية اّخرى
ولكن ما ذا سيكون موقف حزب النور من ذلك هل سؤيد أم سيرفض؟!
خاصة أن الفصيلين طالما رددوا أنهم على وفاق ،وإتفاق والحمد لله ونقاط الخلاف بينهم ليست كبيرة (على حد قولهم )
وهل سينسحب أشخاص من المارثون أم سيستمر الوضع على ما هو عليه
وهل سيوافق مكتب الإرشاد على ذلك خاصة أنهم ينظرون لمنصب المرشد على أنه أكبر من منصب الرئاسة فهو المرجعية الاساسية لهم؟!
وما ذا سيكون موقف شباب الإخوان الذين يؤيدون الدكتور (أبو الفتوح)؟!
هل سيستمرون على تأيدهم للرجل أم سيتجهون جميعاً صوب المرشد ؟!
أعتقد أن حدوث مثل تلك المفاجأة قد تخلق أزمة كبير للإخوان ،والنور وللكثير من المرشحين
عموماً سننتظر الاجتماع القادم لمكتب الإرشاد ونرى ما سيسفر عنه هذا الإجتماع
وقد تون هناك مفاجأة ما يخفيها الإخوان
وقد يكون لا
عموماً هو مجرد تساؤل ليس إلا
ولله الأمر من قبل ومن بعد

لعن الله اتفاق الدوحة/ د. مصطفى يوسف اللداوي

منذ أن وقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل منفردين ودون مشورة أحد اتفاق الدوحة بحجة المصالحة الفلسطينية، وادعيا أنهما قد ودعا معاً باتفاقهما معاناة الشعب الفلسطيني، وأنها قد وضعا أقدامهما على أول طريق الوحدة والاتفاق، وزفا إلى الشعب والأمة أنباء اتفاقهما وأخبار مصالحتهما، وأنهما بدءا معاً رحلة إعادة إعمار قطاع غزة، وتخفيف العبء عن سكانه، ومواساة أهله، وظهرا في مختلف وسائل الإعلام الخاصة والعامة أنهما المنقذين الذين انقذا المصالحة الفلسطينية، وأنهما الرجلان الشجاعان المخلصان اللذان ضحيا من أجل شعبهما، وأنهما اللذان تمكنا من فعل ما عجز غيرهما عن فعله طوال سنين طويلة، وكأن اتفاقهما جاء صنيعةً لهما وحدهما ولمضيفهما معاً، وأنه بدونهما ومضيفهما ما كان لهذا الاتفاق أن يرى النور، وأن يطل بضيائه على الشعب الفلسطيني، وكأن العاملين قبلهم كانوا يعبثون، والمفاوضين الذين سبقوهم لم يكونوا صادقين كما لم يكونوا جادين، فنزع الله البركة من جهودهم ومنح بركته لعباس ومشعل ببركة أمير قطر، ومن عليهم جميعاً برحمته، وأنعم عليهم من فضله.
استبشر سكان القطاع جميعاً مودعين الفقر والجوع والعتمة والظلمة وانقطاع الكهرباء، وأسرع الأهل ليعودوا مرضاهم ويهنئوهم بأن العلاج قادم، والدواء سيصل، ولن تكون لديهم معاناة بعد اليوم، وفتح أرباب العمل متاجرهم، وأعاد العمال فتح معاملهم، وبدأت الحياة تدب في المواطنين، وكأنها الشمس توقظ الحياة في كل ساكن، وتبعث على الحركة في كل خامل، وصدق الفلسطينيون ما سمعوا، وآمنوا بما شاهدوا، وخرجوا إلى الشوارع محتفلين، وبالغ المريدون والمصفقون في مدح الرجلين، ووصفوهما بالصادقين الوفيين المخلصين، وهاجموا كل منتقدٍ لهما، واعترضوا على كل معارض، واتهموا المخالفين بالخيانة، والمعترضين بالإساءة، وكأن ما جاء به الأولان هو الحق المبين، وهو الذكر الحكيم، لا ينبغي معارضته، ولا يجوز انتقاده، وهو الذي سينهي مشاكل قطاع غزة، وسيعوضهم عما فاتهم، وسيكافئهم على صبرهم واحتمالهم، وأنه سينهض بأحوالهم، وسيرفع من شأنهم، وسيعيد إليهم الصورة البهية والوجه المشرق الذي عرفه عنهم العالم كله، وسيكون ما بعد التوقيع مختلف ومغاير عما سبقه، نوراً وازدهاراً، وأمناً وسلاماً، وصحةً وعافية، وحريةً وكرامة.
لم يكد يجف حبر التوقيع على اتفاق الدوحة الذي جاء بفوقية وفردية ومحاولةٍ لإظهار الزعامة وتكريس القيادة، حتى بدأت المصائب تزخ على سكان قطاع غزة وكأنها المطر، وأخذت المحن تتوالى على القطاع وكأنها قطع الليل المظلم، وكأن الموقعين على الاتفاق وراعيه يريدون أن يؤدبوا قطاع غزة، وأن يخرسوا الأصوات المعارضة فيه، إذ لم يتوقعوا أصواتاً معارضة لإرادتهم ومخالفة لمشيئتهم، ولسان حالهم يقول الموافقة أو الحرمان، القبول أو الظلام، التسليم أو الجوع، الرضى أو القتل، الصمت أو العزل، وكان تهديدهم جاداً، وخطابهم حاسماً، ورد فعلهم جاهزاً، وعقابهم عاماً، وحرمانهم شاملاً، وكأنهم كانوا على قدرٍ مع الزلزال.
اعترض بعض الفلسطينيين الغيورين على اتفاق الدوحة، ومع ذلك فقد باركوه وقبلوا به، وسلموا للموقعين عليه بمركزيهما وحافظا على كرامتيهما، وشكروا للمضيف جهوده، وقدروا له دوره ووساطته، وثمنوا تضحياته وعطاءاته ووعوده، ولكنهم عندما أرادوا للاتفاق تحصيناً وتمتيناً، وتصويباً وتأكيداً، غضب الموقعون، وثارت ثورتهم، وحمروا حدقهم، ونفخوا أوداجهم، ففتحت على قطاع غزة أبواب جهنم، وسقطت عليه حممٌ بركانية نارية حارقة، وبدأت الطائرات الإسرائيلية في الإغارة على سكان غزة لأن فيهم المعارضين ومنهم المخالفين، فقتلت القادة والنشطاء، ولاحقت المواطنين والمرابطين، وهددت بمهاجمة القطاع وإعلان الحرب عليه من جديد، وبدأت تدق طبول الحرب وتهدد بأنها لن تكون حرباً عادية، ولن تتشابه مع سابقتها، بل ستكون حرباً استئصالية، تقتلع الحكومة ومن وراءها، وتقتل قادتها وتغتال رموزها.
ولم يقتصر العقاب على القتل الفعلي والتهديد بالحرب، بل توالت أشكال العقاب العامة، وألوان الحرمان الشاملة، فمنع إدخال الوقود بكل أنواعه إلى قطاع غزة، وتوقفت محطات الكهرباء عن توليد الطاقة، فغرق القطاع كله في الظلام، وأرخى سدوله السوداء على كل مكان، وسكتت المحركات والآليات وتوقفت المعامل والمصانع وحتى المخابز قد توقفت عن العمل، وبدأ الموت يتسرب إلى كل أجزاء قطاع غزة، فلم تعد هناك سياراتٌ تتحرك، ولا وسائل نقل تتجول، وخمدت نيران مواقد الغاز في البيوت، ولم يعد غاز الطهي موجوداً، وحلت مكانه المواقد القديمة، وبوابير الكاز العتيقة، ولكنها سرعان ما غابت بدورها، إذ لم تجد الكاز الذي يشعلها، وعادت المرأة الغزاوية من جديد إلى الحطب على ندرته، ليكون هو مطبخها ومخبزها والموقد لكل شئ، وتوقفت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، فلم تعد هناك صورة تنقل ولا صوت يسمع، ولا من يجرؤ على الكلام والانتقاد أو رفع الصوت والاعتراض.
فرح الموقعون واستبشر الموالون بأن ساعة الصفر قد اقتربت، وإمكانية الخضوع قد بدأت، وبوادر الاستسلام قد حانت، بعد أن أشاعوا أن المعارضين هم وراء الظلام، وأنهم السبب في العتمة، وأنهم يتحملون مسؤولية المعاناة، وأنهم الذين وضعوا العصي في دواليب مولدات الطاقة فأوقفوها، وأنهم الذين خرقوا خزانات الوقود فأهدروه، وقد نسي الموقعون أن سكان قطاع غزة قد مروا بمحنٍ أشد فما قعدوا، وعاصروا ابتلاءاتٍ أخطر فما وهنوا، فقد حاصرهم الاحتلال الإسرائيلي وحرمهم من كل شئ، ولكنهم انتصروا عليه، وأدخلوا إلى قطاع غزة كل شئٍ يمكن أن يتخيله الإنسان، حتى الأسود والنمور قد أدخلوها عبر الأنفاق التي حفروها بدمائهم وأرواحهم، فما توقفت مولداتهم، ولا سكتت آلياتهم، ولا طغت عليهم الظلمة، وعليه فما بال الحصار اليوم محكمٌ وقد انسحب الاحتلال وسقط حلفاؤه وحراس حدوده، فما أراه والله إلا فعلٌ من الداخل، وعملٌ من البيت، يراد به العقاب والتأديب، والدرس والتعليم.
إلى متى سنبقى نلعن الظلام ونشتم العتمة، ونسير في الطرقات نتعثر ونكاد نسقط على الأرض تعباً وإعياءً ونكداً وحسرة، وحزناً وألماً، فلم يعد سكان قطاع غزة بحاجةٍ إلى مالٍ وسلاح بقدر حاجتهم إلى ضوء مصباح يبدد عتمة لياليهم، ووقودٍ يسهل عليهم الانتقال من مكانٍ إلى آخر، ويحرك آلات مصانعهم وأدوات معاملهم، وينشط الأطباء في مستشفياتهم، ويبعث الأمل في قلوب المرضى على أسرتهم، وهم ليسوا بحاجةٍ إلى مصالحة تعيدهم إلى الوراء سنيناً، وتدخلهم الجحور عمراً، وإن كان صانعوه إخوةً وأهلاً، يبدون الحرص بعصا، ويظهرون المودة بكي، وما حرصهم إلا لمصالحهم، وما سعيهم إلا لما يخدمهم، ألا لعنة الله على اتفاقٍ جلب معه الموت وهو الذي وعد بضمان السلامة وعدم الاعتداء، وعلى مصالحةٍ فقأت منا العيون، وأذهبت نور القلوب وضياء الأبصار، وجعلتنا في بلادنا نتخبط كما العميان.

التهجم على الجيش اللبناني وأحلام الإمارات والكانتونات/ بطرس عنداري

لقد‮ ‬أصبحت‮ ‬الكتابة‮ ‬عن‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬تشبه‮ ‬مطاردة‮ ‬الرياح‮ ‬او‮ ‬البحث‮ ‬عن‮ ‬واحة‮ ‬صغيرة‮ ‬في‮ ‬الصحراء‮ ‬الكبرى‮ ‬او‮ ‬في‮ ‬الربع‮ ‬الخالي‮ . ‬ففي‮ ‬لبنان‮ ‬فقط‮ ‬تجد‮ ‬الرؤساء‮ ‬يناضلون‮ ‬بجد‮ ‬لعرقلة‮ ‬اعمال‮ ‬حكومتهم،‮ ‬وتجد‮ ‬الاصوليات‮ ‬الظلامية‮ ‬تزايد‮ ‬بالادعاءات‮ ‬الديمقراطية‮ ‬والحريات‮ ‬العامة‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬توالي‮ ‬فيه‮ ‬الانظمة‮ ‬القروسطية،‮ ‬حتى‮ ‬عمّت‮ ‬الحيرة‮ ‬المواطنين‮ ‬بين‮ ‬اختيار‮ ‬الاستبداد‮ ‬والحكم‮ ‬الفردي‮ ‬او‮ ‬نظام‮ ‬القبيلة‮ ‬وعشوائية‮ ‬الفتاوى‮.‬
ليس‮ ‬هذا‮ ‬النهج‮ ‬جديداً‮ ‬على‮ ‬الساحة‮ ‬اللبنانية‮ ‬المتمرّسة‮ ‬بالتبعية‮ ‬والتطلع‮ ‬دائماً‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬وراء‮ ‬الحدود‮. ‬وبعد‮ ‬ان‮ ‬توقفت‮ ‬او‮ ‬أوقفت‮ ‬الحرب‮ ‬الاهلية‮ ‬وحتى‮ ‬انهاء‮ ‬الوصاية،‮ ‬بزغ‮ ‬أمل‮ ‬جديد‮ ‬ومُنتَظَر‮ ‬بقيام‮ ‬جيش‮ ‬نظامي‮ ‬فرض‮ ‬نفسه‮ ‬على‮ ‬الساحة‮ ‬رغم‮ ‬حرمانه‮ ‬من‮ ‬الأعتدة‮ ‬الحديثة‮ ‬القادرة‮ ‬على‮ ‬حماية‮ ‬الوطن‮ ‬من‮ ‬أعداء‮ ‬الخارج‮.‬
ان‮ ‬الجيوش‮ ‬في‮ ‬البلدان‮ ‬الراقية‮ ‬لا‮ ‬تستعمل‮ ‬لفرض‮ ‬الأمن‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬ولتأمين‮ ‬الوحدة‮ ‬الوطنية‮. ‬ولكن‮ ‬في‮ ‬البلدان‮ ‬النامية‮ ‬او‮ ‬الصاعدة‮ ‬باتجاه‮ ‬بناء‮ ‬دولة‮ ‬حديثة‮ ‬متماسكة،‮ ‬تبقى‮ ‬الجيوش‮ ‬النظامية‮ ‬القوية‮ ‬هي‮ ‬الأمل‮ ‬الأول‮ ‬لتحقيق‮ ‬ذلك‮.‬
لقد‮ ‬أثبت‮ ‬الجيش‮ ‬اللبناني‮ ‬جدارته‮ ‬منذ‮ ‬الانتفاضة‮ ‬الكبرى‮ ‬في‮ ‬مطلع‮ ‬العام‮ ٥٠٠٢ ‬بعد‮ ‬استشهاد‮ ‬رفيق‮ ‬الحريري‮ ‬حين‮ ‬أدار‮ ‬الدفّة‮ ‬الامنية‮ ‬طوال‮ ‬أشهر‮ ‬من‮ ‬التظاهرات‮ ‬الحاشدة‮ ‬دون‮ ‬هدر‮ ‬نقطة‮ ‬دم‮ ‬واحدة‮ ‬مما‮ ‬اثار‮ ‬دهشة‮ ‬واعجاب‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج،‮ ‬وكوفىء‮ ‬قائد‮ ‬الجيش‮ ‬بإسناد‮ ‬الرئاسة‮ ‬الأولى‮ ‬اليه‮.‬
ولكن‮ ‬بروز‮ ‬جدارة‮ ‬الجيش‮ ‬وتماسكه‮ ‬مسألة‮ ‬لم‮ ‬تعجب‮ ‬الذين‮ ‬ظنوا‮ ‬ان‮ ‬لبنان‮ ‬مزرعة‮ ‬او‮ ‬إمارة‮ ‬تدار‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬فريق‮ ‬انفصل‮ ‬عن‮ ‬الهيمنة‮ ‬الاولى‮ ‬ليمارس‮ ‬هيمنة‮ ‬جديدة،‮ ‬وكان‮ ‬هدفه‮ ‬الاول‮ ‬التشكيك‮ ‬بالجيش‮ ‬اللبناني‮ ‬ومحاولة‮ ‬زجه‮ ‬في‮ ‬معارك‮ ‬داخلية‮ ‬مثل‮ ‬مجابهة‮ ‬العصابات‮ ‬الاصولية‮ ‬المسلحة‮ ‬والتحريض‮ ‬على‮ ‬تفجير‮ ‬معارك‮ ‬قتالية‮ ‬مع‮ ‬المقاومة‮ ‬على‮ ‬غرار‮ ‬معارك‮ ‬جرود‮ ‬الضنية‮ ‬قبل‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬عقد‮ ‬ونهر‮ ‬البارد‮ ‬وعنجر‮ ‬مروراً‮ ‬بحادثة‮ ‬مار‮ ‬مخايل‮ ‬التي‮ ‬أخفيت‮ ‬اسرارها‮ ‬واحداث‮ ٥ ‬و‮٧ ‬ايار‮ ٨٠٠٢ ‬التي‮ ‬نجا‮ ‬منها‮ ‬لبنان‮ ‬وجيشه‮ ‬بما‮ ‬يشبه‮ ‬المعجزة‮.‬
وبعد‮ ‬ان‮ ‬فشلت‮ ‬المحاولات‮ ‬غير‮ ‬المباشرة‮ ‬لضرب‮ ‬وحدة‮ ‬الجيش‮ ‬اللبناني‮ ‬وافتضاح‮ ‬النوايا‮ ‬المذهبية‮ ‬لبعض‮ ‬الساسة،‮ ‬انتقلت‮ ‬المعركة‮ ‬الى‮ ‬العلن‮ ‬واصبح‮ ‬التهجم‮ ‬على‮ ‬الجيش‮ ‬وقياداته‮ ‬مهمة‮ ‬بعض‮ ‬اعضاء‮ ‬المجلس‮ ‬النيابي‮ ‬وقادة‮ ‬الاصوليات‮ ‬الاسلامية‮ ‬والمسيحية‮ ‬الحالمة‮ ‬بإقامة‮ ‬الامارات‮ ‬والكانتونات‮. ‬وهنا‮ ‬نذكر‮ ‬ان‮ ‬الاصوليات‮ ‬والحركات‮ ‬الظلامية‮ ‬ليست‮ ‬مسلمة‮ ‬إذ‮ ‬هناك‮ ‬قوى‮ ‬مسيحية‮ ‬حلمت‮ ‬بالكانتونات‮ ‬والاقطاع‮ ‬الفردي‮ ‬قبل‮ ‬غيرها‮ ‬بقرون‮ ‬وقرون‮.‬
كانت‮ ‬الدعوة‮ ‬الى‮ ‬اقامة‮ ‬الامارات‮ ‬والكانتونات‮ ‬حلماً‮ ‬راود‮ ‬البعض،‮ ‬رأيناه‮ ‬كما‮ ‬غيرنا‮ ‬بعيد‮ ‬المنال‮ ‬والتحقيق‮. ‬ولكن‮ ‬بعد‮ ‬ان‮ ‬سيطرت‮ ‬على‮ ‬الساحة‮ ‬فتاوى‮ ‬وآراء‮ ‬القرضاوي‮ ‬وآل‮ ‬الشيخ‮ ‬والشهال‮ ‬ورضوان‮ ‬السيد‮ ‬مدعومة‮ ‬بإرث‮ ‬شاكر‮ ‬العبسي‮ ‬وكتائب‮ ‬عبدا‮ ‬لله‮ ‬عزام،‮ ‬بتنا‮ ‬نشعر‮ ‬ببعض‮ ‬الخطر‮ ‬رغم‮ ‬تماسك‮ ‬الجيش‮ ‬الوطني‮ ‬والدعم‮ ‬الرسمي‮ ‬والشعبي‮ ‬له‮.‬
ان‮ ‬المربك‮ ‬هو‮ ‬محاولة‮ ‬اصحاب‮ ‬هذه‮ ‬الفتاوى‮ ‬والآراء‮ ‬سرقة‮ ‬الربيع‮ ‬العريي‮ ‬وتحويله‮ ‬الى‮ ‬زمن‮ ‬حجري‮ ‬جليدي‮. ‬وبعد‮ ‬ان‮ ‬ساند‮ ‬أيمن‮ ‬الظواهري‮ ‬من‮ ‬كهوف‮ ‬تورابورا‮ »‬الربيع‮ ‬المنكوب‮«‬،‮ ‬تذكّر‮ ‬العديدون‮ ‬ان‮ ‬الظواهري‮ ‬هذا‮ ‬كان‮ ‬احد‮ ‬تلاميذ‮ ‬عبد‮ ‬الله‮ ‬عزام‮ ‬مؤسس‮ ‬القاعدة‮ ‬مع‮ ‬بن‮ ‬لادن‮ ‬والذي‮ ‬يتزعم‮ ‬تلميذه‮ ‬توفيق‮ ‬طه‮ ‬التخطيط‮ ‬لتفجير‮ ‬ثكنات‮ ‬ومراكز‮ ‬الجيش‮ ‬اللبناني‮ ‬والذي‮ ‬قاد‮ ‬عدة‮ ‬اعتداءات‮ ‬سابقة‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الجيش‮.‬
كيف‮ ‬تتبدل‮ ‬الامور‮ ‬والاحداث‮ ‬لا‮ ‬ندري‮. ‬وعندما‮ ‬نقرأ‮ ‬عن‮ ‬مفاوضات‮ ‬اميركية‮ ‬مع‮ ‬حركة‮ ‬طالبان‮ ‬الافغانية،‮ ‬لا‮ ‬نعود‮ ‬نستغرب‮ ‬ان‮ ‬نرى‮ ‬قريباً‮ ‬زعيم‮ ‬البيت‮ ‬الابيض‮ ‬يعتذر‮ ‬من‮ ‬اعضاء‮ ‬القاعدة‮ ‬ويدعو‮ ‬الى‮ ‬تشييد‮ ‬نصب‮ ‬تذكاري‮ ‬لأسامة‮ ‬بن‮ ‬لادن‮ ‬في‮ ‬احدى‮ ‬باحات‮ ‬البيت‮ ‬الابيض‮. ‬أليست‮ ‬السياسة‮ ‬مصالح‮ ‬لا‮ ‬تعرف‮ ‬العداوة‮ ‬الدائمة؟‮... ‬رحم‮ ‬الله‮ ‬ونستون‮ ‬تشرشل‮.‬
يعيش‮ ‬لبنان‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬الترقب‮ ‬والخوف‮ ‬من‮ ‬المستقبل‮ ‬القريب‮ ‬بسبب‮ ‬الاحداث‮ ‬السورية‮. ‬ولا‮ ‬يخفي‮ ‬الكثيرون‮ ‬خوفهم‮ ‬على‮ ‬مصير‮ ‬الجيش‮ ‬وتماسكه‮ ‬الذي‮ ‬يعني‮ ‬وحدة‮ ‬وتماسك‮ ‬الوطن‮.‬
ان‮ ‬الوضع‮ ‬العربي‮ ‬لا‮ ‬يدعو‮ ‬الى‮ ‬الاطمئنان،‮ ‬وفجور‮ ‬المال‮ ‬النفطي‮ ‬هو‮ ‬اكثر‮ ‬ما‮ ‬يهدد‮ ‬الدول‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تسير‮ ‬في‮ ‬الاتجاه‮ ‬المرسوم‮ ‬للقضاء‮ ‬على‮ ‬اي‮ ‬صوت‮ ‬يرتفع‮ ‬ضد‮ ‬دعاة‮ ‬وحماة‮ ‬السلفيات‮ ‬المتعددة‮ ‬المذاهب‮ ‬والانتماءات‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يستفيد‮ ‬منها‮ ‬سوى‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬الذي‮ ‬يتفرج‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬يجري‮ ‬ضاحكاً‮ ‬متشفياً‮... ‬والآتي‮ ‬أعظم‮.‬
ان‮ ‬احلام‮ ‬الطامحين‮ ‬الى‮ ‬اقامة‮ ‬الامارات‮ ‬والكانتونات‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬اوهام‮ ‬وكوابيس‮ ‬تراود‮ ‬بعض‮ ‬المفجوعين‮ ‬بخسارة‮ ‬السلطة‮. ‬ولكن‮ ‬مجرد‮ ‬تمسكهم‮ ‬بهذه‮ ‬الاوهام‮ ‬قد‮ ‬يؤثر‮ ‬على‮ ‬الوضع‮ ‬اللبناني‮ ‬الهش‮ ‬والقابل‮ ‬للاشتعال‮ ‬دائماً‮.‬


الانتخابات الرئاسية مسخرة وقلة قيمة/ فاطمة الزهراء فلا‏

أتابع باهتمام بالغ الانتخابات الرئاسية , والمرشحين المسخرة الذين يتوافدون لسحب استمارات الترشيح ,وسألت نفسي أما لهذا التهريج من آخر ؟, هل أصبحت مصر مسرحا تجريبيا لمن أراد العبث واللعب , برامج مضحكة , بل ومسخرة , ولعل الصدفة تلعب دورا في اختيار الزعيم المرتقب , ونظل نعاني من عقلية يفرض عليها الآخرون حكم مصر , ونعود كما كنا للخلف در , ونعود نتردي في متاهات اليأس والجوع , وأين المفر ؟ وإن كان هذا الأمر سيجعل التيار الإ‘سلامي يفرض سيطرته ويختار زعيما منهم ؟ فيعود الحزب الوطني مرتديا جالبابا أبيض ومطلقا لحيته علي أد مايقدر , وبدلا من قضاء حوائج الوطن الجريح , يصفف اللحية , ويغلق محلات الحلاقة , حزينة لما آل إليه أمر البلاد من انقسامات , وخناقات مابين أعضاء البرلمان من ناحية , ومابين المرشحين من جهة أخري , فيتفرق أمن الوطن بين صراعات نهايتها محتومة وهي لن تؤدي إلا إلي هزائم متتالية علي جسد الوطن النحيل الذي أرقته ثورة لم يكن معدا لها , وبين حكم فاسد انتهز الفرصة ومع مطلع كل يوم يحمل مفاجأة حزينة للشعب يجعله يلعن كل الأيام مبارك والثورة قائلا
قليل الحظ يلاقي العضم في الكرشة , أيام حزينة متتالية يبيتها الشعب في قلق علي أمنه , وقوت يومه , فالأسعار قفزت قفزات جعلت الناس تتواري خجلا من الثوار الذين ضاعوا في زحام الهم , والمؤامرات , نحلم بزعيم , قائد عاشق للوطن . ليس سائق تاكسي ولا حاوي غاوي شهرة والسلام ولا اخوانجي ولا كلامنجي , ولا شتام ولا هجام ولا غاوي منظرة ولا مظهرة ولا زوجته سيدة أولي ولا تانية , نريد زعيما يعبر حاجز الزمن فننسي معه الجراح والفقر الراكب علي نفسنا وهوسنا وجعلنا نبيع المبادئ والولاد بيهاجروا علشان الزاد , وفي كل بيت مأساه وحفنة آهات , المريسة ليست شهرة وأسماء تنكتب بالنيون , لكن الرئاسة أن يكون الرئيس عاقدا العزم والنية أن يكون عمر جديد يضع نصب عينيه هدف واحد هو خدمة الشعب الذي أعطاه أصواته ليجلس علي العرش , رئيس لا يجمع حوله أصحابه وأحبابه ومريديه , رئيس لا يحب النفاق ولا يعشق الصحافة التي تجعل منه بطلا علي الورق , وفي أول مأزق يحترق الورق, تري من يكون هذا الزعيم الذي يكون القشة التي يتعلق بها الغريق , فنح الآن في قمة اليأس ننظر غلي الغد بقلوب واجفة , وعقول ضبابية الفكر , من ياتري هذا الزعيم الذي يرتدي ثياب المارد , ناه فنقف له هيبة ومحبة واحتراما , نسمع صوته فتأخذنا النشوة ونصفق لأن كلماته وعود صادقة, زعيم يبني المصانع من جديد , ويزرع الأرض فينتشر الرخاء ويعم الخير , ويعود التعليم رجلا وقورا يلتزم بتعليم النشأ المبادئ ولا يبحث بعصاه عن المال الذي أضاع هيبته , وأخيرا تري من يكون هذا الرئيس

لا عزاء للمرأة العربية بعد "الربيع"/ د. عبدالله المدني

يحتفل العالم كل عام في الثامن من آذار/ مارس باليوم العالمي للمرأة، منذ أن إتخذت الأمم المتحدة قرارا بذلك في عام 1975 . غير أن البعض يزعم أن الإحتفال بهذه المناسبة هو من ثمار جهود "الإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي" الذي عقد مؤتمره الأول في باريس في عام 1945 ، فيما يزعم البعض الآخر أنه من ثمار المظاهرات التي قادتها النساء الإمريكيات في نيويورك في عام 1909 إحتجاجا على شروط العمل المجحفة وتشغيل الأطفال، ومطالبة بالمساواة والإنصاف والحقوق السياسية، وهو ما دفع النساء الأوروبيات إلى المطالبة بالأشياء ذاتها لاحقا.
قناة "العربية" الفضائية سلطت الضؤ في الثامن من مارس الجاري على اليوم العالمي للمرأة من خلال تقرير غني بالمعلومات والأرقام عما حققه بعض دول العالم من إنجازات على صعيد حقوقهن، من إعداد الإعلامية "سارة الدندراوي". وهو نفس التقرير الذي إستخدم مضمونه (مع بعض الرتوش) كاتب عمود لبناني مخضرم من كتاب صحيفة لبنانية/لندنية في أحد أعمدته اليومية الأخيرة دونما أن ينسب الفضل إلى صاحبته !
في التقرير المذكور نقرأ الحقائق التالية المثيرة:
• أن جمهورية راوندا الإفريقية هي أكثر دول العالم لجهة تمثيل النساء في البرلمان (45 إمرأة مقابل 35 رجلا في المجلس المكون من 80 مقعدا)، وبذلك تفوقت راوندا في هذا المجال على الدول الإسكندنافية التي ظلت لعشرات السنوات في مقدمة دول العالم الأكثر تمثيلا للنساء، ليس في برلماناتها فقط وإنما أيضا في حكوماتها ومجالسها البلدية.
• أن تايلاند، التي كانت السباقة آسيويا في منح نسائها حقوقهن السياسية بموجب دستور عام 1932 ، والتي دخلت المرأة برلمانها لأول مرة في عام 1949، هي الأفضل عالميا لجهة عدد النساء اللواتي يتولين مناصب قيادية في القطاع الخاص.
• أن مملكة لوسوتو الإفريقية هي الأولى على مستوى العالم لجهة عدد الإناث اللواتي يجدن القراءة والكتابة (95% مقابل 83% للرجال).
• أن سريلانكا هي اكثر بلدان العالم التي حكمتها النساء. حيث تولت السلطة فيها بطريقة ديمقراطية إمرأتان لمدة 23 ســـــــــــنة، هما رئيسة الوزراء "سيريموفا باندرانيكا" (ثلاث دورات إبتداء من عام 1960 ) وإبنتها "تشاندرانيكا كوماراتونغا" إبتداء من عام 1994.
• أن أيسلنده هي أفضل دولة في العالم تقدم لنسائها الرعاية الصحية أثناء فترات الحمل والولادة، ناهيك عن بروزها في المركز الأول على صعيد تقديم خدمات التعليم والتوظيف للنساء وتسهيل سبل إنخراطهن في الشأن العام
• أن النرويج هي أفضل دولة في العالم تقدم التعليم والتدريب لنسائها. لكن النرويج أيضا ذات تاريخ حافل أوسع في الإنجازات النسوية. فهي أولى دول العالم التي دشنت المساواة الجندرية الكاملة، وهي الأولى منذ الثمانينات التي لا تشكل فيها حكومة إلا ونصف أعضائها من الإناث مع منحهن حقائب هامة مثل الطاقة والعدل والدفاع والزراعة، ناهيك عن منح النرويجيات مناصب رسمية رفيعة أخرى مثل مفوضية شرطة العاصمة، ورئاسة جامعة أوسلو الوطنية، وحاكمية المقاطعات القطبية. ويقال أنه لهذه الأسباب مجتمعة صار النرويجيون يشكون من التمييز ضدهم بدليل إطلاقهم في السنوات الأخيرة لحركة رجالية تطالب بالمساواة مع النساء.
• أن اليابان برزت في المقام الأول عالميا لجهة إرتفاع معدلات عمر النساء (85.6 عاما مقابل 78.6 للرجال)، الأمر الذي يشير إلى تقدم الخدمات الطبية المقدمة لليابانيات وتمتعهن بالضمانات الصحية.
• أن دولة قطر تفوقت على العديد من الدول المتقدمة، فجاءت في المركز الرابع كأفضل البلدان التي تتيح لإناثها تعليما جامعيا راقيا.
تعالوا نقارن الآن هذه الحقائق والإنجازات مع أوضاع المرأة العربية التي خرجت وشاركت وصفقت لما سمي بـ "الربيع" أملا في المزيد من الحقوق والحريات، فإذا بها تخرج صفر اليدين، وينقلب عليها "الربيع" المزعوم خريفا، يأكل من رصيد ما بنته وناضلت من أجله لعقود طويلة.
ففي مصر إنخفضت نسبة تمثيل المرأة من 12 % قبل "الربيع" إلى 2% بعده في البرلمان المكون من 458 مقعدا. كما أن المصريات فقدن المقاعد الأربعة والستين المخصصة للمرأة ككوتا. وليس لهن تمثيل يتناسب مع عددهن في لجنة صياغة الدستور الجديد، بل هناك توجه جاد من قبل الجماعات الإسلامية المسيطرة على السلطة التشريعية لسن تشريعات لمنعهن مستقبلا من ترشيح أنفسهن للرئاسة أوإعطائهن المناصب القيادية العليا. وطبعا الفتاوي الدينية في هذا السياق جاهزة ويمكن ان تفصـّـل بحسب مقتضيات الحالة.
وفي تونس التي كان نساؤها يفتخرن بما تحقق لهن من قانون متطور للأحوال الشخصية كحصيلة لسنوات طويلة من الكفاح والعمل، وكملمح من ملامح حقبة التنوير البورقيبية، تبخرت كل تلك الإنجازات في لحظة، وعادت المرأة التونسية وحقوقها إلى المربع الأول. بل بات عليها اليوم التصدي لدعوات ختان الفتيات، على نحو ما دعا إليه "وجدي غنيم" الداعية المصري المطرود من البحرين بأمر ملكي والذي لا يجرؤ على العودة إلى بلده لوجود دعاوي قضائية ضده، وبات عليها مقاومة حركات وجماعات تحرم الرياضة وتصف الرياضيات التونسيات بالعاهرات، وتطالب بعودة نظام الجواري وسوق النخاسة، وتمنع على غير المنقبات الإلتحاق بالصفوف الجامعية، دعك من منع الإختلاط في العمل وحظرالحفلات الفنية والموسيقية وعروض الأزياء.
وفي اليمن التي كانت نساء جنوبها - على الأقل – قد حققن قبل الوحدة مع الشمال قفزات معتبرة نسبيا لجهة نيل حقوقهن الأساسية، واللاتي لعبن دورا محوريا إلى جانب الرجل في الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح، فإن في إنتظارهن مستقبلا مظلما في ظل تصاعد نفوذ الجماعات السلفية والقبلية وتنظيم القاعدة في حقبة ما بعد "الربيع". وأرجو ألا يتخذ أحد من فوز إحداهن بجائزة نوبل كدليل على أن "الربيع" سيأتي لهن بالزهور والأفراح. فقراءة سريعة في سيرتها يبين أنها كانت مجرد أداة دربتها الولايات المتحدة في معاهدها "الديمقراطية" و"الجمهورية" من أجل أغراض معينة، أي كما دربت المعاهد ذاتها وللأغراض نفسها شبابا وشابات من مصر والبحرين وغيرهما.
وفي البحرين التي حاولت فيها المعارضة الطائفية إستنساخ "الربيع" نرى النساء يقدن كالقطيع في المظاهرات تحت ستار الحقوق والحريات، وهو قول حق يـُراد به باطل لأن نائب الولي الفقيه الإيراني في البحرين المدعو "عيسى قاسم" الذي تأتمر المعارضة بأوامره هو نفسه الذي عطل قانونا عصريا للأحوال الشخصية قبل عدة سنوات، بل هو نفسه الذي وقف في وجه منح المرأة حق الترشح والإنتخاب حينما كان عضوا في المجلس التأسيسي الذي صاغ دستور عام 1973.
أما الكويت التي سبقت كل شقيقاتها الخليجيات لجهة إشغال نسائها لمختلف الوظائف والمناصب القيادية، والتي حصلت فيها المرأة على حقوقها السياسية في مايو 2005، وتم تعيين أول إمرأة في حكومتها في العام نفسه كوزيرة للتخطيط والتنمية الإدارية، قبل أن تفوز أربع من نسائها بمقاعد برلمانية في إنتخابات 2009 ، فإن المرأة خرجت من إنتخاباتها الأخيرة في فبراير 2012 خالية الوفاض دون أي مقعد، بل إنها لم تـُمنح حتى حقيبة يتيمة في الحكومة الجديدة، وكأنها لا تمثل نصف المجتمع ولا رأي لها في حاضر الوطن ومستقبله.
والحال أن المرأة العربية، بسبب "الربيع" المزعوم، ملزمة اليوم بالدفاع عما حققته من مكاسب سابقا، وليس توسعة رقعة تلك المكاسب! وهذه بطبيعة الحال مصيبة لا نملك معها سوى أن نقول لهن "أحسن الله عزاءكن".
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة : مارس 2012
البريد الإلكتروني: elmadani@batelco.com.bh

الظلم...لا وطن له/ خليل الوافي


منذ عرفت أن الحياة تستحق أن تعاش، و الظلم يكبر في عيون أصحابه ، دون أن يكثرتوا للمهانة التي يشعر بها كل من يعجز على الدفاع عن نفسه، لأن سلطة قهرية تفرض نفسها عليه منذ ولادته،وتسهر على رعايته في حرمانه من متاع الدنيا،ومن كرامة عيش زهيد ،ولا يشعروا بالضيق وتأنيب الضمير ،ومحاسبة النفس الشريرة التي تعشش في صدورهم ،وما إقترفته أيديهم الملطخة بدماء من صرخوا يوما في وجه الخوف الذي يسكن أجسادهم المتعبة بهمًٌ الإنتظار ،وترقب الآتي الذي لم يعد له الحق في العودة إلى الديار.
إنهم ، صانعوا الموت في الغرف المظلمة ،وفي الدهاليز المنسية ،تختزل صمت السنين التي مضت ،وتكتنز الزوايا الآسنة تردد الصدى لذاكرة حافلة بصدأ الصرخات المبحوحة،تشق عتمة المسالك الضائعة في الأنين المتزايد ،كلما فتحت شهية التعذيب سياط المراجعة الأولى لمبادئ السيرة النظيفة في الدروب الهامشية ،والخارجة عن تغطية العيون الشاردة في مكامن الإفصاح ،وإبطال أسباب النجاح للعثور على دليل الجريمة ،وأثر القتل في محيط لا يتعدى مساحة الكف ، تنطق الكائنات بوجع يتمرد عن طرق المشاكسة ،وإفتعال مظاهر الفتنة في ربوع خريطة مقسمة مسبقا قبل إندلاع ثورة الربيع العربي ،والتشويش على الصورة القديمة/الجديدة في واجهة الأحداث التي تصنع نفسها داخل دواليب المكاشفة البريئة في المظهر الخارجي ،أما عن شكلها الجواني ،فإن خطاب السياسة يكشف قليلا عن هول المخططات الرامية في تقليص دور الشعب في أي عملية تضر بمصالح الآخر ضمن عملية المواجهة الخفية، التي تتحكم في خيوط اللعبة السياسية.


هناك من يرى أن الظلم زاد الطغاة ،وآخرون يعتبرونه خوفا من الإنزياح الذي يطاردهم كل ليلة ،يسقط الحلم من أبراجه العالية ،ويسكن رأس من ركبوا المجد جماجم مهشمة ،تروي تفاصيل المذبحة في تل الزعتر،ودير ياسين ،وفي قانا ،وأخرى في صبرا وشتيلا ،ووصولا إلى الحرب على غزة ،وما يجري الآن في دوما وباب عمرو،حماة وحمص و القرى المجاورة لريف دمشق ،الصورة تختلف عما جرى في لبنان و فلسطين ،و النظام في سوريا يشن حربا قذرة على شعبه ،وتكشف الجرائم التي ارتكبت في حق المدنيين عن ثقافة الحقد والكراهية التي يتمتع بها الجيش النظامي ،الذي كان يعتبر الجيش العربي القوي في منطقة الشرق أوسط ،وما يزال يحمل هذه الميزة التي وظفها ـ و للأسف ـ ضد شعبه ،وبذلك تسقط كل الألقاب و الأعمال التي قام بها في الحروب العربية التي حدثت في أواخر القرن الماضي.


لقد تأخرنا في فهم قيمة الإنسان على وجه الأرض،وحاولنا أن نستفيد من أخطاء الماضي ،وإدراك ما فات ،لكن الطابع الوحشي و البدائي يتجلى في نوعية الممارسات اللإنسانية التي تفاجئنا كل يوم،وتطلعنا عليها القنوات الفضائية بدافع الإجتهاد في تحقيق مصداقية الخبر ،و دون أن تدري تسوق جرائم القتل ،وبشاعة الظلم في إختيار الصور ،رغم أن الحقيقة أفظع بكثير مما يمارس على أرض الواقع ،والشهادات التي يرويها الناجون تؤكد حجم السادية في الإنتقام ،ومعاقبة كل من رفع صوته للمطالبة بالكرامة و الحرية و العدالة الإجتماعية ....


وهل نحن أمام عودة الحروب الأهلية ،وفوضى الحياة التي كانت في العصور الموغلة في القدم ؟،أسئلة كثيرة تؤرق الضمائرالحية عن تمادي الإنسان الذي يملك سلطة القرار ،بأن يختار شعبه حسب مقاسه الخاص ،وكل من يرفع رأسه في حضرة السلطة فالسيف أولى بعنقه قبل أن ينقلب العرش عن مالكه ،ويخسر السلطة قبل الجاه،ويضيع حق الشعب في هوايات الظالم التي تموت معه ،و إلى الأبد.

ـ كاتب من المغرب
khalil-louafi@hotmail.com

ردا على ابراهيم حمامي: 'قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه'/ ماجد هديب

ساءني ما قرأت في مقالة المدعو ابراهيم حمامي الأخيرة وما جاء بها من كلمات تشمئز منها النفوس , وان كنت في غالب الأحيان لا اقرأ لأمثال هؤلاء من أشباه الكتاب وأنصافهم لأنهم لا يبثون إلا السموم تشريعا للقتل وإشاعة الفوضى ودب الرعب في قلوب الآمنين والمطمئنين ,فما الحمامي هذا إلا كالأفعى التي تزحف بجسدها الأحلس الأملس على الجسد الفلسطيني لتلدغ ما فيه من أعضاء بغية نشر سمومها فيه دون أن تحوي تلك السموم على مصل مضاد لمقاومة ما تفعله داخل الجسد من إنهاك وإعياء وتوقف, حيث أن الحمامي كان وما زال يتقن نشر سمومه تلك داخل الجسد الفلسطيني, وبتنا نراه يتلذذ في إشاعة البغضاء والحقد بين أعضاء الجسد الفلسطيني الواحد إضعافا له وإنجاحا لإنهاك الجسد بعد أن أقطره بسمومه التي حتما سيأتي يوما نعرف فيه أسباب ذلك الإبداع في بث تلك السموم ’ ولماذا لا يرتاح ولو قليلا عن فحيحه؟ .
ومع أن مخاطبتي لهذا الحمامي قدا بدأت بحكمة أفلاطون فذلك يعني أني أخاطب فيه الإنسان الذي يجب أن يستحي من نفسه إن أراد الأدب وخطب ود الناس واحترامهم , إلا إن ذلك لا يعني بان أفعاله تماما من الإنسانية بشى ,وإنما هي صورة حية لما تفعله تلك الأفاعي التي لا يستفاد من سمومها ’ولا حتى جلدها , لان الحمامي قد بدا لكل وطني وغيور على وطنه وحريص على مصلحة شعبه وقضيته ووحدة شعبه بأن صوته فيما يقدم على الفضائيات كصوت الأفعى وما يصدر عنها من فحيح لثقل ما تحمله من سموم ,وما بسمته العريضة تلك إلا كجلد الأفعى الأحلس والأملس وان بدا في غالب الأحيان كجسد الحرباء لا الأفعى , فالأفعى يمكن لنا الاستفادة من جلدها ومن سمومها.
فلماذا هذا الحمامي ما أن يعود بعد اختفاء إلا وكلماته البذيئة بحق قادتنا تسبق طلته؟, ولماذا دوما نراه يهاجم شهيدنا الخالد بكلماته المعهودة والتي تذكرني بما كان شارون يقوله فيه لحظة اشتداد المعارك في بيروت , وفي الوقت الذي كانت تتصاعد فيه أيضا أعمال المقاومة والاستشهاد في الانتفاضة الثانية؟ , ولماذا يصر هذا المدعو الحمامي على أن يصف موت الرئيس بأنه نفق؟, ولماذا دائما يردد بأنه كان كبيرا لسلطة العار وبغير ذلك من التفوهات التي لا تصدر أمثالها إلا على السنة المجرمين والنازيين الصلع الموشومة صدورهم بشعارات الحقد والقتل ؟.
لماذا هذا الحمامي ذو اللحية الأوروبية يصر بألفاظه وبما يكتبه على أن لا يقتدي بأخلاق المسلمين, ولا يلتزم عملا بما صدر عن رسول الله من أحاديث أصبحت للمسلمين سنن في الحياة يسيرون عليها ولا يشذون عنها مرضاة لله سبحانه وتعالى وطلبا لرضا رسوله وخاصة إذا لم يعجبه قول أفلاطون بان قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه ولا يريد أن يعمل بمقتضاها ,أوليس رسولنا من قال إن الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ ,وهو من قال أيضا " إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلَامِ الْحَيَاءُ", فلماذا يصر هذا الحمامي على ترديد ألفاظه التي يحاكم عليها القانون وتنهى عنها أخلاق الإسلام ويربو عن مثلها أيضا عبدة الشمس والنار؟, ولماذا يصر على أن ملايين من الفلسطينيين إما خونة وبساتير للمحتل, وإما كفرة أومرتدين؟, أو لم يحن الأوان لان يستحي هذا الحمامي من نفسه؟.
.
من هنا فاني أخاطب النائب العام الفلسطيني لمطالبته بضرورة إصدار مذكرة اعتقال بحق هذا المدعو وتقديمه للعدالة باسم ملايين الفلسطينيين الذين ساءهم ما يصدر عنه بحقهم من ألفاظ واتهامات والتي كان آخرها بان رجال الأجهزة الأمنية هم من أشباه الرجال ’ وبأن اتفاق الدوحة يجب أن يموت , كما انه يصر على الإساءة لرمز الشعب الفلسطيني وعنوان وجوده فهو بذلك يضع نفسه بالخندق الواحد مع العدو الذي يحارب ضد كل ما يخدم استقلال فلسطين وتجسيد هويتها ,كما يطعن بخنجره المسموم لملايين الفلسطينيين الذين كانوا وما زالوا يعتبرون أن الوحدة الفلسطينية هي الرد الحقيقي على جرائم الاحتلال, وبأن عرفات كان وما زال عنوانا لوجودهم النضالي ونورا ينير الطريق لهم للخلاص من احتلال كان وما زال الحمامي قد توحد معه في الطعن بنضالنا المشروع وهيبتنا الوطنية في محاولة منهما لتشكيل نقطة سوداء نرجو أن لا تظهر في تاريخنا, وأن تبقى دوما تلك المحاولات وصمة عار على جبينه , وعلى جبين الاحتلال الذي توحد معه بقلمه ولسانه لشق وحدة الشعب لأنه لا يستحي من نفسه.
Alazhar76@yahoo.com

بعض من "هناء"/ جواد بولس

وكأنني أيقظتُ شيطان "طولوز" من غفوة. عن ناسِها ورجسِها كتبت في الأسبوع الماضي، عبيدٍ جرّدهم خوفهم من حرّيتهم، وحوّلهم جهلهم أكباشًا انتظموا في حقولِ وزرائبِ رعاتِهم/حكّامِهم. كتبتُوجاهرتُ أن "مولاي عقلي" وهو الذي يهديني إلى دروبِ السماء وقلوبِ البرايا.

عن "طولوز" تلك التي قبل ستة قرون حكمها رجال باسم ديانة لفّت بلفائف من جهل خالص، وكمومياوات عجيبة حلّقت بأجنحة ملائكة شرّعت الموت والتنكيل تمامًا كما أجادته آلهة الرعد والبراكين وكما خلّدته لنا الأساطير.

"طولوز" عادت لصدارة الوجع، وكأن هناك من يستكثر علينا أنينَ"هناء" وشقاءها، فمتى تستحق ضحيّة من بلاد يحرثها العجز، فرح الصنوج وصهيل الفرسان؟

تركتُ محكمة "عوفر" العسكرية بعد جلسة قصيرة دعا إليها قاض متردد يخشى إصدار قراره رغم ما زوّده به جيشه من غطرسة وثقة تجاري ثقة "كاليجولا" في تتويج حصانه إمبراطورًا على روما. ليس من فرط إنسانية وعدل وصحوة، هكذا علمتني ثلاثة عقود من الفر والفر، بل اتّعاظًا منه بما أفضت إليه قضية الأسير المناضل خضر عدنان. لقد قالها القاضي صراحةً حين وجه كلامه للنائب العسكري العام ولي: "لن تجعلا مني أضحوكة! إن كنتما تنويان التوصل لاتفاق في قضية هذه الأسيرة (هناء الشلبي) فافعلا ذلك هنا. لا يعقل أن نصدر قراراتنا في هذه المحكمة وقبل أن يجف حبرها تعلنان وصولكما لاتفاق. لن نكون، نحن القضاة، "الصبية" الأشرار وغيرنا يقطف ثمار إنسانيته"، لقد راهن هذا القاضي وغيره على صمود ووقفة خضر ولكن خضرًا خسَّرهم الرهان، والمصيبة أن تراجع مؤسسات الدولة الحقوقية عرّى المحكمة العسكرية وتركها كاشفة العورات في وسط الساحة العامة، وأكد ما كان بعضنا يقوله، فما القضاة إلّا عسكريون يخدمون في وحدة القصف القضائي العشوائي.

منذ اللحظة التي تركت بها معسكر "عوفر" - الواقع في أذيال القرية الفلسطينية بيتونيا، لصيقة رام الله من الجنوب الغربي - وعلى جانبي الطريق إلى الرملة، يمتد سور متواصل. في كل سفرة يسبب لي شعورًا بالاختناق والكآبة. في حينه، فرَّق - واليوم كرّس - هذا السور شرخًا بين قرى تجاورت في فلسطين من عهد شمشون ومزق شمل عائلات أحبت، ببساطة، الرب والوطن والعباد ويتّم أراض من مزارعيها. غايته، علاوة على قمع أصحاب الأرض الأصليين وإذلالهم،حماية المستوطنين الذين يستعملون هذا الطريق والمؤمنين أنه ميراثهم من يوم وعدهم ربهم إلى يوم الدين.

الإذاعات تنقل خبر الاعتداء المسلح على مدرسة يهودية في "طولوز" وعن قتل أطفالٍ وبالغين. الأخبار تنقل أن الإرهابيين القتلة فرقة من النازيين الجدد قتلوا اليهود بعدما قتلوا قبلهم عربًا وملونين. بعد حين تبدّلت الأخبار إذ بدأت تتحدث عن قاتل من أصول جزائرية وتنقل أنّه صرح بأنه قتل اليهود ليثأر من قتل أطفال فلسطين! حاولت أن أهدأ وأصلي ليكون هذا النبأ ملفّقًا وغير صحيح، حاولت وتوقفت، فصلاتي، هكذا شعرت، صلاة انتهازية غير بريئة، فما دخل الرب لينجّيني من جنون جزائري يؤمن أنه رسول الله على الأرض وأن قتل اليهود، كل اليهود، حلال وذبحهم فريضة وتكفير على ما جنوه بحقفلسطين وأطفالها. أتعبتني أنباء "طولوز". وحاولت أن أعود إلى هُناي فشعرت أن الفضاء مليء بتلك المومياوات التي لُفت على جهل تطير بأجنحة ملائكة الموت ولا ترفق.

وصلت إلى مجمّع سجون الرملة. أسوار من الإسمنت منزوعة اللون والحياء، عالية لتخفي الحقيقة والعذاب، تحيط بمنطقة أوسع من خيال شاعر. مع بداية عملي محاميًا، قبل مواسم اليأس، كان عدد المباني قليلًا. اليوم أتوه من كثرة ما أنشئ من مبان وأسوار وبوابات حديدية كبيرة. أقفاص من عجز دولة تشهد على "ازدهار" الجريمة وانضمام فيالق جديدة من عشاق أناشيد الخاوات و"الموت للعرب" وعبدة نصل السكين ومذدئبين يسطون عندما ينتصف ليل ويستدير قمر.

أدخل بعد عناء وانتظار منطقة المستشفى التابع لمصلحة سجونإسرائيل، إلى ردهة في مدخل البناية. لا شيء يشبه المستشفيات. لا رائحة للمرض ولا فسحة للأمل. كل شيء في سجنٍ قبيح. جدران لن تعرف لون طلائها الأصلي. أبواب حديدية يفتحها سجان من وراء غرفة تسيّجه وتقتل ما برعم فيه من منطق وإنسانية. ضجيج أبواب تفتح بضغطات كهربائية وتغلق تلقائيًا بتكرار ورتابة يحولانك إلى بليد بامتياز. أسرى ينقلون عربات تفيض قمامة وروائح لا يشعرون كم هي كريهة. سجّانات لا لون لوجوههن رغم ما علاها من دهون وسوائل، تقلدن ضراوة السجانين المهرة فخَسِرنَ الرصانةَ بعد أن هجرتهن الأنوثة.

أدخل إلى مكان أعد للقاء المحامين بموكليهم. المكان خانق. أجلس على شبه كرسي وأمامي شباك مغلق بزجاج وشبك حديدي. بعد هنيهة تُدخل هناء الشلبي من الجهة الأخرى. تجلس على كرسي، أمامها الشباك مغلق بزجاج وشبك حديدي. من خلال هاتف خاص نتكلم.أحييها. ترد بصوت خافت من حياء ومن مرض. أوجز لها تطورات قضيتها في المحكمة العسكرية وأكثر ما يجري من تفاعلات في فلسطين والعالم. أسعدها ما سمعت فسجّانوها يضغطون عليها تارة بإخافتها لما ستتعرض له جراء إضرابها عن الطعام، فهي كأنثى ستدفع الثمن في مستقبلها. ويخيفونها كذلك بتشويه حقيقة ما استنهضته قضيتها من دعم وتضامن. فَرِحَت عندما طمأنتها وقلت أن ما تفعله هو هام بأهمية ما بدأ به رفيقها خضر عدنان لأنها جعلت من خضر البداية وليس النهاية.

"شكرًا لكم، شكرًا لجميع من يقف معي من أحرار فبدونكم سيكون صبري أقل وقوتي أضعف. قل للعالم يا أستاذ أن حياتنا غالية ولكن حريتنا وكرامتنا أغلى وسننالهما رغم زنازينهم". بعد ساعتين غادرتُالمكان القبيح. بعض السجانين، عندما رأوني، حاولوا أن يتحدثوا بصوت عالٍ لأسمع أن القاتل في طولوز/فرنسا عربي سافل، وكأنهم يحرجونني، مشيت. نعم هو قاتل سافل، تمتمت. وأنا أكرهه أكثر منكم لأن جريمته تلك حجبت عنكم وعن كثيرين أن تسمعوا أنينها، فهي الضحية من بلاد العجز والخراب. أكثيرٌ علينا بعض الجوع وقليلٌ من هناء؟.

أسئلة في راهن الصحافة الإلكترونية في المغرب/ علي مسعاد


اللقاء التواصلي ، الذي عقدته في الأسابيع الماضية القليلة ، وزارة الإتصال مع مدراء المواقع المغربية و العديد من نساء ورجالات الصحافة ، في الصحافة الإلكترونية ، شكل دفعة قوية ،لعقد الكثير من اللقاءات و الموائد المستديرة ، بين المهتمين للوقوف عند الإشكالات المطروحة أمام الصحافة الرقمية كما يفضل البعض تسميتها أو الإعلام البديل كما يروج لدى الكثيرين .
فالصحافة الإلكترونية و إن كانت تخيف العديدين من الممارسين للصحافة التقليدية ، إلا أنها مازالت تنتظر القانون الجديد التي يعترف بها كمهنة و بالممارسين لها عبر بطاقة الوزارة و الدعم و التقنين و غيرها من المطالب التي أصبحت ملحة ، الآن قبل الغد ، خصوصا و أن المواقع الإخبارية المغربية ، أثبتت مع الأيام أحقيتها في الإعتراف و الدعم .
ليس لأنها ، أصبحت مصدر العديد من الأخبار التي تتداولها الصحافة الورقية ، بل لأنها وهذا الأساس أصبحت تهددها حتى في الوجود ، فالصحف الحزبية كما الوطنية ، إقترح عليها الزميل الصحفي طلحة جبريل ، في لقاء نظم يومه أمس باليضاء ، إلى التخلي عنها و تبني النموذجين الألماني و الأمريكي و القاضي بالتوفر على جرائد محلية أو جهوية ، بسبب هيمنة المواقع الإلكترونية الإخبارية و قدرتها على السبق و الريادة في إنتشار الخبر .
فالصحف الإلكترونية و إن كانت تعاني بالأساس ، من الصحافيين المهنيين و من الدعم المادي و على قلة الموارد البشرية و غياب مصادر التمويل و الإشهار فضلا عن الإعتراف الذي جاء متأخرا ، بالنظر إلى أن أول موقع الكتروني مغربي ، أسس منذ 10 سنوات ، إلا أنها أصبحت تشق طريقها إلى الإحتراف .
وما اللقاءات التي أصبحت ، تعقد هنا وهناك ، بين طلبة المعاهد و المؤسسات الإعلامية و إن كانت الصحف الورقية مازالت ، لم تخصص ملفات خاصة حول " الصحافة الإلكترونية في المغرب " و تسليط الأضواء على المواقع الرائدة و الأسماء الفاعلة فيها مع تخصيص صفحة يومية ، للحديث حول ما يكتب فيها و عن جديدها ، إلا أن ذلك لم يمنع من الدور الذي تلعبه المواقع الإجتماعية ، في سرعة إنتشار الخبر و تداوله بين المبحرين على الشبكة .
رغم ما قيل و يقال ، على أننا نتوفر على مواقع إلكترونية و وليس على صحف إلكترونية بمعناها الأكاديمي ، والتي تشترط أن تتجدد على مدار الدقيقة و أن تضم على الأقل 12 صحفيا إضافة إلى الخدمات السمعية –البصرية التي تميزها عن الصحافة التقليدية و فضلا عن غياب الإشهار الذي يبقى إشهار خدمات و ليس إشهار مؤسسات كما حاء على لسان الصحافي السوداني المقيم بالمغرب طلحة جبريل ، إلا أن أعداد مستخدمي الأنترنيت ، ساهم بشكل كبير في زيادة هذه المواقع الإخبارية .
ما يفيد أن المستقبل للصحافة الإلكترونية ، إن راهنت على المصداقية و على صحة الخبر و من مصدره و عدم الجري وراء السبق على حساب ثقة زوارها ، الذين يبحثون عن الجديد في كل المجالات و ليس فقط إقتحام الخطوط الحمراء ضدا على أخلاقيات المهنة .
وما الأسئلة التي أصبحت الآن ، تطرح حول راهن الصحافة الإلكترونية في المغرب ، ما هي خريطة طريق نحو الوصول إلى صحافة جديدة قادرة على أن تعيد الثقة إلى قرائها ، عبر احترامها لكل الأجناس الصحافية المتعارف عليها ، حتى نستحق لقب " الإعلام البديل " الإعلام المفترض فيه أن يكون الإقرب إلى المواطن المغربي منه إلى الصحافة التقليدية ، في إنتظار صدور الكتاب الأبيض و القانون الجديد .
فهل ستكسب الصحف الإلكترونية ، اليوم ، في المغرب الرهان فيما سيقبل من السنوات ؟ا

مستشفيات المسنين ضرورة ملحة في العراق/ د. رافد علاء الخزاعي

ان التخطيط الاستتراتيجي للخدمات الصحية هو عامل مهم لتوفير الخدمات الصحية الملبية لاحتياجات المجتمع وعلى عاتقها تقع بناء الرعاية الصحية الاولية وتطويرها الى الرعاية على المستوى الثاني والثالث, وذلك من اجل رعاية صحية متوازية مع امكانات العراق المادية من اجل رفاهية المجتمع التي اقرها الدستور العراقي وجعلها ملزمة للحكومة التنفيذية على توفير وتلبية الحاجات الاساسية للفرد ومن ضمنها الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية بما يضمن كرامة الانسان.

قال الله تعالى : " { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ(54) } ( سورة الروم )

ان تطور المجتمع والزيادة المتصاعدة في عدد المسنين ضمن الخارطة السكانية للعراق,و هناك تقرير صادر عن الأمم المتحدة أشار إلى ظاهرة زيادة عدد المسنين في العالم فتوقع التقرير الصادر في عام 2003م أن عدد المسنين سيصل في عام 2005م إلى 606مليون مسن ، أي ما يعادل 10% من سكان العالم ، أما بحلول عام 2050م فمن المتوقع أن يصل ذلك العدد إلى 2 مليار مسن ، أي ما يعادل 21% من مجموع سكان العالم، وبالطبع فالعراق جزء من هذا العالم ونحن بالتأكيد بحاجة إلى عدد أكبر من الأطباء العاملين في هذا التخصص.

وهذا يضع على كاهل المخطط الاستراتيجي للخدمات الصحية على تاسيس مستشفيات خاصة بامراض المسنين (الشيخوخة) لما تحمله هذه الفترة العمرية من خاصية وظرفية تحتاج الى رعاية فائقة على النطاق الصحي والتمريضي والاجتماعي والتأهيلي ولما ما يحتاجه المريض من رعاية لصيقة نتيجة بعض الامراض الخاصة بهذه الاعمار , ان الدول المتدقمة كاليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بدات بتجارب رائدة في تاسيس مستشفيات المسنين بمشاركة منظمات المجتمع المدني التطوعية والموسسات الدينية لما في خدمة المسنين من بر واحسان وله اجر كبير عند رب العالمين.

ان على مستوى الدراسلت الطبية قد اخذ فرع دراسة امراض المسنين او امراض الشيخوخة نطاق جديد واصبح تخصص طبي له اسس علمية وفنية خاصة لما له من تدريب عملي على مستوى التشخيص والعلاج والتاهيل والرعاية المستدامة واصبح طب المسنين في تطور لافت على مستوى العقد الماضي ورادفه تطور فني وهندسي في تهئية مستلزمات المساعدات العينية والطبية في تقليل جهد واعباء المسنين ومراقبتهم عن بعد وكذلك تدريب الحيوانات الاليفة في متابعة احوالهم وقد شهدت اليابان مثلا تجارب رائدة في ايجاد روبرتات خاصة بمتابعة حال المسنين واعطاء الطبيب المعالج عن بعد معلومات دقيقة عن حالة المسن المرضية والصحية.

ان طب المسنين أو علم الشيخوخة (بالإنجليزية:medicine Geriatrics) هو فرع احد العلوم الطبية الذي يهتم بصحة كبار السن والمسنين. ويهدف لدراسة صحة كبار السن و علاج الأمراض الشائعة في الشيخوخة و علاج الآثار و الإعاقات المترتبة عليها. كان علم الشيخوخة يتبع الأمراض الباطنية في بداية الأمر، ثم صار بعد ذلك علماً قائماً بذاته، مثله مثل طب الأطفال.

ان احد اهم اهدافه هو تحسين جودة الحياة وتحفيز زيادة الأمان وحفظ الكرامة والراحة والاستقلالية للمسنين.لما من تغيرات نفسية وسلوكية وذهنية ترافق تقدم العمر نتيجة الوهن العضلي والشيخوخة وتصلب الشرايين مما ينعكس على اداء كل اعضاء الجسم, وقد اشار الطبيب البارع ابن سينا في كتابه القانون في الطب وسماه طب المشايخ وهي اشارة اولية ان الاطباء العرب الاوائل قد عرفوا ان الشيخوخة لها خصوصية خاصة في التداوي والرعاية.

ولذلك ان طب المسنين يهتم بعلاج أمراض المسنين وحفظ صحتهم عن طريق القيام بالتقييم الشامل للمسنين وتقديم التثقيف الطبي للمرضى وذويهم وفريق مقدمي الرعاية حول التفرقة بين التشيخ الطبيعي والتشيخ المرضي في كبار السن والوصول لشيخوخة سليمة بالإجراءات الوقائية من تطعيمات المسنين وغيرها وفوائد المسح الطبي لبعض الأمراض؛ استشارات عن الرياضة والتغذية في كبار السن.

أن كبار السن يتميزون بخصوصيتهم عن الفئات العمرية الأخرى وذلك لاختلاف أداء أعضاء الجسم لوظائفها (مثل اختلاف أداء أعضاء الجسم في الفئات الأخرى مثل الأطفال والحوامل والرياضيين). لابد من التفرقة بين التغييرات التي تحدث في وظائف كل عضو من أعضاء الجسم وبين الأمراض التي تحدث في كل عضو فمثلا نقص الاحتياطي الوظيفي في الكليتين (من الممكن أن يعيش الإنسان بنصف كلية) يعتبر تغير طبيعي مع السن الكبير (لا يحتاج لعلاج في كبار السن) ولكن قصور وظائف الكلى أو الفشل الكلوي يعتبر مرض في أي فئة عمرية (يستدعي البحث عن وعلاج أسبابه).

ان امراض المسنين الشائعة (داء السكري المصحوب بمضاعفات وارتفاع ضغط الدم الشرياني وعجز القلب وعجز الكبد وامراض الرئة التوسعية و انتفاخ الرئة ) وحالات الخلط/الهذيان، خرف الشيخوخة ومرض الألزهيمر, الاكتئاب أو القلق, اضطرابات الإفراط الدوائي وتداخل الأدوية, اضطرابات الحركة والاتزان والسقوط, السلس البولي, الجفاف وسوء التغذية, الآلام المزمنة, مشاكل المرضى طريحي الفراش, ترقق العظام, التعامل مع القرح المختلفة (مثل قرح الانضغاط), التأهيل والطب الطبيعي للمسنين, قصور الحواس (مثل السمع والبصر والإحساس), الرعاية الملطفة والرعاية النهائية.

وامراض جراحية مثل مثل كسر عنق عظمة الفخذ وقرح الانضغاط وجلطة الأوردة العميقة والقصور الشرياني الحاد وأمراض البروستاتا والتقييم الطبي قبل الجراحة للاورام ومدى امكانية علاجها بالنسبة للمسنين.

ان فريق عمل علاج المسنين يجب ان يتوافر فيه( أطباء المسنين وأطباء التأهيل وهيئة التمريض والأخصائيين النفسيين وأخصائي التغذية وأخصائي التأهيل المعرفي واللفظي والمعالج الوظيفي والأخصائيين الاجتماعيين). ان تغير العلاقات الاجتماعية والاسرية في الوقت الحاضر اوجد لنا مرضى مسنين وحيدين نتيجة استشهاداو تغرب ابنائهم او عدم وجود رعاية اسرية داعمة لهم مع وجود العوز المادي والفقر وعدم وجود السكن الملائم والرعاية المنزلية , فكم من مريض مسن تاتي به عائلته وترتكه في الردهة وحيدا اننا خلال عملنا صادفنا الكثير مثل هذه الحالات في السنوات الاخيرة , مما اوجد لنا ان نسترعي انتباه المخطط الاستراتيجي للصحة ان تضع في اعتبارها احتياجنا المستقبلي للمستشفيات المسنين.

ان سبل رعاية المسنين يجب ان تتوفر على مستويات عدة:

1-الرعاية الحادة (Acute care) : وهي الرعاية الانية للازمة المرضية للمسن مثل الطارئة الدماغية.

2-الرعاية طويلة المدى (Long term care) وهي رعاية تسلتزم وضع خطة لتلبية احتياجات المسن لباقي ايامه العمرية.

3-الرعاية المنزلية(Home care ): وهي تلبية حاجات المسن الصحية في منزله بالتعاون مع الاسرة وتدريباها على كيفية التعامل مع حالته الصحية والزيارة الدورية له او ايجاد ممرضة منزلية لصيقة به.

3-الرعاية المركزة (Intensive care) وهي الرعاية في حالة فقدان الوعي او الحالات الحرجة للمسنين في عجز الجهاز التنفسي او الدوراني مما يتطلب وضع المسن على الاجهزة المساعدة للحياة مثل التنفس الصناعي وغيرها ويجب هنالك ان تكون موازنة بين احتياج المسن لهذه الاجهزة والموت الدماغي للمسن وهو مما يضع الطبيب المعالج في دوامة متى يكون قرار الموت صحيحا.

4-الرعاية الملطفة (Palliative care) وهي الرعاية اللازمة للمسن لتقليل معاناته مثل التغذية الفموية او الوريدية او البديلة وادامة العملية الايضية للمسن ومعالجت الحالات التي يعاني منها مثل السكري والضغط وعدم كفاية الشرايين التاجية والخرف.

5-الرعاية النهائية (Terminal care) وهي الرعاية لمرحلة ماقبل الموت و ان وظيفة الطب هو طب الحياة أي ادامة زخم الحياة لحين يقرر الرب استخراجها من عباده, ان مايشاع من نظريات الموت الرحيم او غيرها من النظريات التي تتعارض مع الدساتير والاخلاق الطبية الاسلامية والكنائسية او اليهودية يجب ان نعارضها بشدة لان الموت والحياة بيد الخالق وواجب الطبيب هو ادامة زخم الحياة الفسيولوجية في جعل المريض التمتع بما وهبه الخالق من فعاليات حيوية لادامة الحياة.

ان طب المسنين يشكل تحديا للاطباء العاملين في المستشفيات العامة في العراق وذلك لافتقار القدرة التمريضية الكافية والمساعدة ونقص بعض الادوية او المستلزمات الطبية التي يجب ان تساهم عائلة المسن بتوفيرها , وكذلك عدم وجود كوادر طبية مساعدة تتعامل مع المسن من ناحية النظافة الشخصية والعلاجية و في خضم تغيير في نمط الحياة الاسرية في العراق في الوقت الحاضر, ان دخول مريض مسن في المستشفى يشكل تحديا للعائلة ايضا في ايجاد مرافقين للمريض لمساعدة الكوادر التمريضية مما يمثل ضغطا نفسيا على الشخص المرافق للمريض,وخصوصا اذا كان المسن وحيد المنزل او مشرد وهذا يشكل تحديا للمؤسسة الصحية وفق الظروف الحالية. مع فقدان العمل التطوعي للموسسات المجتمع المدني مع عجز الهئيات الدينية المختلفة في العراق للمساهمة في هذا العمل الانساني.

ان من الواجب الشروع ببناء مستشفيات خاصة بالمسنين خلال المرحلة القادمة وذلك من اجل الرقي والازدهار الانساني الذي خلقنا الله من اجله على هذه الارض.