حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) في الميزان؟/ عبد الكـريم عليــان

عملت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها تحت هدف رئيس واحد، هو: تحرير فلسطين وإقامة دولة مستقلة فوق أي شبر يتم تحريره منها كهدف أول نحو استرداد كافة الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، وعملت تلك الفصائل بقيادة حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية كإطار شرعي وتشريعي لكل الشعب الفلسطيني أينما وجد.. وتحت إشراف ورعاية جامعة الدول العربية، وبمساعدة من كافة الدول العالمية التي تدعم قضايا التحرر في العالم.. ولا يخفى على أحد أن تلك الفصائل مارست وما زالت تمارس كل أشكال النضال المعروفة بدء من الحفاظ على الهوية والتراث وتعزيز صمود شعبنا إلى العمل المسلح الذي دفع بإسرائيل لتشن حربا طويلة على كل قواعد وخلايا فصائل منظمة التحرير أينما وجدت وعلى رأسها حركة فتح، ولعل الحرب الأعنف والأشرس كانت اجتياح الأراضي اللبنانية عام 1982، حيث صمد من خلالها شعبنا والشعب اللبناني لأكثر من ثمانين يوما.. وانتهت بخروج قواعد منظمة التحرير من بيروت إلى عدة دول عربية.. أي أنها صارت أبعد عن حدود فلسطين المحتلة، ودخلت منظمة التحرير في تجربة جديدة من العمل النضالي وعلى الأخص النضال السياسي، لم تأخذ وقتا طويلا لإعادة ترتيب قواعدها حتى بدأت الانتفاضة المجيدة عام 1987 في الأراضي المحتلة.. وما يهم مقالتنا هنا.. أن فصائل منظمة التحرير كانت تختلف في الرؤى وهذا شيء طبيعي، لكنها لم تصل حد الصراع والقتال إلا في حالات كانت تعتبر فردية تنتهي بسرعة، ويحسب ذلك للقيادة الحكيمة لقادة الفصائل وعلى رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات ـ رحمه الله.

في الشهر الثالث لانتفاضة 1987 تأسست حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تتبنى برنامج وأيديولوجية الإخوان المسلمين في العالم، بمعنى أن برنامجها السياسي والنضالي لم يتبنى تحرير (فلسطين ولا إقامة دولة فلسطينية) وربما لهذا السبب، وبعد فترة ليست بالطويلة من تأسيس حماس، دعا قائدها ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين إلى هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال، ومازالت قياداتها تتبنى هذا المبدأ.. ونعتقد أن استخدام حماس للسلاح في الانتفاضة قد حرفها عن مسارها.. وحولها من انتفاضة شعبية لا يستطيع جيش الاحتلال بكل قوته وجبروته التعامل معها.. إلى انتفاضة أو ثورة مسلحة ساهمت بدرجة كبيرة لجيش الاحتلال المدرب والمجهز بتقنيات حديثة إلى التعامل مع الانتفاضة والانقضاض عليها.. مما أضعفت من تضامن الرأي العام الإسرائيلي أولا والغربي ثانيا..؟! وبالطبع فتحت مجالا واسعا لتنظيمات أخرى باستخدام السلاح، ولسنا هنا.. في مجال لمناقشة ذلك الأمر، وما يهمنا هنا.. هو: الصراع الذي بدأ بين حركة حماس من جهة وبين فصائل منظمة التحرير من جهة أخرى وعلى رأسها حركة فتح.. لعل حركة حماس منذ تأسيسها كان لها هدفا رئيسا هو إضعاف منظمة التحرير لتحل محلها واستبدال برنامجها ببرنامج الإخوان.. فبدأت بمسح شعارات فتح عن الجدران في كافة المناطق بالضفة وغزة لتستبدلها بشعاراتها (حيث كانت البيانات ومخاطبة الجماهير تتم عن طريق الكتابة على الجدران) وأعتقد أنني اكتشفت ذلك مبكرا.. فقط ! كانت تبحث عن الرأس ( لتشطبه..) وقمت بإبلاغ القيادة في حينه لمناقشة هذا الأمر الذي اعتبرته خطيرا جدا على مستقبل فصائل منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح.. لكن الأمر لم يأخذ مبلغ الجد عند القيادة، وهكذا استمر الحال..

بدأ مشروع أوسلو تنفيذه على الأرض، وبالطبع عارضت المشروع ولم تشارك به الجبهتان الشعبية والديمقراطية في بداية الأمر، إلا قليل من كوادرهما الذين عادوا مع من عاد من الشتات وحصلوا على وظائف ومواقع متقدمة في مؤسسات وأجهزة السلطة التي باشرت عملها في غزة ورام الله بداية الأمر.. وبالتأكيد امتلأت المؤسسات والوزارات والأجهزة العسكرية بكوادر وعناصر فتح بالإضافة لكثير من المستقلين الذين وظفوا عن طريق فتح.. هنا بدأ الخلل الكبير في فتح إذ صار الهدف هو الوظيفة والمال، أو السلطة كامتياز وهيبة وما توفره لصاحبها من مال وسلطان.. قد يعترض البعض على ما نقول بحجة بناء المؤسسات، وهذا من الصواب لو كان الرجل المناسب في المكان المناسب، إلا أن الذي حصل هو العكس تماما وقلما تجد الكفاءة والمؤهل في المكان الصحيح سواء كان ذلك في المؤسسة العسكرية أم المدنية، لأن معظم الوظائف تمت من خلال المحسوبيات والعائلية والشللية الحزبية وغيرها..؟! هذا الفساد لم يؤثر على العمل الحكومي فقط ! بل ترك أثرا خطيرا وبالغا في هيكلية وأطر تنظيم حركة التحرر الوطني فتح، وباقي فصائل المنظمة..

عند التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية الأولى عام 1996 حرص الرئيس أبو عمار ـ رحمه الله ـ على مشاركة الجميع في الانتخابات، ورفضت الجبهتان المشاركة.. أما حركة حماس اعتبرت ذلك محرما شرعيا، مع ذلك انتخب نائبان أو أكثر محسوبان على الجبهة الشعبية وحماس.. وفازت حركة فتح بأغلبية أعضاء البرلمان سواء كانوا مرشحين من قبل حركة فتح أم فرضوا أنفسهم على الحركة بحكم المحسوبية والشللية أيضا مما دفع بهؤلاء وغيرهم إلى ممارسة الفساد والإفساد دون محاسبة من الحركة، أو من غيرها.. ولعل ذلك ينم عن خلل كبير أيضا داخل التنظيم وانعكس على الحركة في الانتخابات التالية أيضا.. حيث أقروا قانون انتخابات 50% تمثيل نسبي و50% للدوائر وهذا سمح لهم بترشيح أنفسهم مرة أخرى وسمح لغيرهم فيما لو رفضت حركة فتح ترشيحهم.. علما بأنه تم مناقشة مشروع قانون التمثيل النسبي الكامل، لكن ذلك لم يأخذ كثير وقت ورفض المشروع من أجل مصالحهم الشخصية، وساهم ذلك في شرذمة الحركة، وضياع أصواتها.. والجميع يذكر كيف ظلت الحركة منقسمة إلى قائمتين لولا تدخل الرئيس أبو مازن في اللحظة الأخيرة.. أما حركة حماس التي خططت منذ زمن كي تفوز بالانتخابات التشريعية التي كانت محرمة من قبل، فقد تقدمت بثقة عالية وبتخطيط منظم، وساهم الرئيس أبو مازن في تسهيل ذلك من خلال إقناع العالم بقبول دخولها الانتخابات، ونسي الجميع بأنه لا يجوز قبولها في المشاركة الديمقراطية بسبب توجهها الديني.. وأنها تعتمد في نجاحها على المساجد من الناحية التنظيمية والإعلامية وهذا ما لا يمكن توفره لكل التنظيمات والأحزاب مجتمعة، أي نفس الخطأ الذي لم تتنبأ به حركة فتح عندما أقرت بقانون الانتخابات..؟

أسجل هنا تجربة قمت بها أنا وصديق في شمال غزة، بعد أن اكتشفنا أن حماس سوف تفوز بالدائرة كاملة والتي حصتها خمسة نواب للتشريعي، وبحسبة بسيطة بعد أن قدرنا عناصر حركة حماس المنظمة في شمال غزة وقدر عددهم عشية الانتخابات بثلاثة عشر ألف عنصر، ويكفي لهؤلاء أن يضاعفوا عددهم مرتين ليصبح عددهم تسعة وثلاثون ألفا، وكانت النتيجة بأن الشيخ يوسف الشرافي من قائمة حماس للدائرة قد حصد أعلى الأصوات وكان عددها ما بين السبعة والثلاثين والثمانية والثلاثين ألف صوت، وقبل الانتخابات اجتمعنا مع الفصائل والمستقلين أكثر من ثلاثة اجتماعات، وناقشنا وإياهم إمكانية الفوز أو سرقة نائب أو نائبين من الذين ستفوز بهم حماس، وقررنا جميعا بأن أكبر قوة منظمة هي التي ستفوز، ومن هنا كان العمل على تقديم وجوه مقبولة لدى الناس سواء من المستقلين أو من التنظيمات ويعمل الجميع كقوة واحدة منظمة مقابل قوة حماس، وأصدرنا بيانين توضيحيين للناس، إلا أن حركة فتح كانت تغط بمشاكلها وغرورها، ولا أعتقد أنها كانت تمتلك ألف عنصر متفقين في ما بينهم؛ فمنهم من ذهب يعمل لحساب مرشحي فتح المستقلين الذين لم يلتزموا بقرارات فتح، ومنهم من ذهب ليعمل مع من وعده بمنصب أو ترقية.. أما السيد قائد فتح ومرشحها الأول في شمال غزة لم يرد حتى على تليفون واحد بخصوص ما أقررناه، ولم يحضر الاجتماعات المذكورة علما بأنني حاولت الاتصال به أكثر من أربع مرات وتركت في بيته نسخا من البيانات المذكورة، والغريب في الأمر أنه كان مرشحا في القائمة ابن عائلة كبيرة نوعا ما في مخيم جباليا، وقد قامت عائلته بانتخابه من قائمة فتح لوحده وانتخبت الباقين من مرشحي حماس..؟؟ لا نسوق هذه التجربة بغرض اللوم لأحد بقدر ما تكون عبرة وحساب للمستقبل..

لسنا هنا في مجال لمناقشة موضوع الفساد بقدر ما يهمنا المستوى الذي وصلت إليه مؤسسات ووزارات السلطة وأجهزتها الأمنية منذ تأسيسها وحتى لحظة الانتخابات أو الانقلاب الدموي الذي قادته حركة حماس وكتائبها المسلحة في الاستيلاء على تلك المؤسسات.. وهذا الانقلاب ينسف كل انجاز قمنا به على طريق الديمقراطية، ويؤكد لنا من جديد أن عقيدة هؤلاء لا تؤمن بالديمقراطية إلا مرة واحدة بهدف الاستيلاء على السلطة، ولا تؤمن بتبادل السلطة سلميا، ولا بالمشاركة السياسية.. لعل أبرز ما وصلت إليه تلك المؤسسات هو أنها لم تعمل على تطوير المجتمع وخدمته بالشكل المقبول، وتحولت هذه المؤسسات إلى ملك لأشخاص يتصرفون فيها كما يحلوا لهم، ويا ليتهم كانوا يعملون لصالح حركة فتح..! ولعلني أذكر مثالا صارخا لعمل تلك المؤسسات، وحيث بدأت المناكفات والمناوشات قبل الانقلاب المشئوم في شمال غزة، واستخدمت حركة حماس مكبرات الصوت من على مساجد شمال غزة في التحريض على السلطة بشكل كبير, وفي حينها توجهت شخصيا برفقة صديق من حركة فتح لمقر الأمن الوقائي في جباليا، ووجهت السؤال التالي للمسئول الأول في المركز: كيف تقبلون بأن تستخدم مكبرات الصوت التابعة للمساجد التي تصرف موازناتها من موازنة السلطة؟ وفي نفس الوقت تقوم هذه المساجد بتحريض الناس على السلطة..؟ وكان رده ليس بمقدورنا عمل شيء.. ما يؤكد ذلك هو عند احتدام المعركة بين ميليشيات حماس وأبو المجد غريب وسميح المدهون وغيرهم ـ رحمهما الله وأسكنهم فسيح جناته ـ لم تتحرك الأجهزة الأمنية لحمايتهم أو لوقف القتال علما بأن ذلك استغرق أيام.. مما سمح لمليشيات حماس بالتمادي وإكمال مشروع الانقلاب.. وهنا علينا أن نسأل: ماذا كانت وظيفة كل الأجهزة الأمنية التي فاق عددها السبعين ألف مقاتل؟؟

كنت أقول أن المؤسسة الأمنية قادرة على فتح مدرسة سجنا لكل الخارجين عن القانون في كل محافظة، لكنها خيبت ظني وظن كل المواطنين الشرفاء.. هذا لا يعني أن المؤسسات المدنية والوزارات بخير.. بل أن معظم موظفيها غير مؤهلين لمواقعهم، وأن الكثير المؤهل والكفء منهم أبعد عن موقعه الذي يمكّنه من العمل والإبداع لخدمة الوطن والمواطن.. ونعتقد أن كل ذلك قد تم بتخطيط مقصود كي نصل لما وصلنا إليه، وإن لم يكن كذلك.. فهل يعقل أن يكون شخص أمي في موقع، أو وظيفة عليا تحتاج إلى تأهيل أكاديمي عالي المستوى كي يؤدي وظيفته بالشكل المطلوب؟؟ وتحت مبرر أنه كان مناضلا أو أسيرا أو من القادمين..؟؟ ومع ذلك لماذا هرب هؤلاء من غزة ساعة الانقلاب؟ أو قبله؟ أو بعده؟؟ وما هو أكثر أسفا وأشد بغضا أن هؤلاء أو بعض منهم ما زال يمارس غروره وساديته على أهل غزة الصامدين الصابرين من حركة فتح وغيرها.. مع كل ذلك.. غاب برنامج فتح السياسي والنضالي عن ألسنة وسلوك عدد كبير من كوادر فتح وقادتها، بل ذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك في الدفاع عن أيديولوجية حماس وبرنامجها وأصبحنا لا نميز بين خطاب فتح وخطاب حماس، ولعل ذلك برز بشكل واضح في الدعاية الانتخابية للتشريعي 2006، ولعلنا يوميا نواجه كوادر من فتح لا نفهم من خطابهم إلا برنامج وفكر حماس، وهؤلاء للأسف يعملون بشكل دائم على إقصاء زملاء لهم في حركة فتح.. من يقول لي منهم: ما هو برنامج فتح السياسي والوطني؟؟ لماذا نخجل إذا قلنا بأن هؤلاء ينتمون لفتح ماليا، ولحماس عقليا..؟؟ وعلينا أن نسأل أنفسنا لماذا التحقنا بحركة فتح؟؟ ما قبل أوسلو التحقنا بفتح من أجل الوطن وليس من أجل المال.. إذن صارت فتح مشروعا للتوظيف، وليس مشروعا تحرريا.. في مؤتمر فتح ما قبل الانتخابات التشريعية تهافت كثيرون من أجل المناصب ومن أجل الوظائف، وأبعد الكثيرون من المشاركة، وانتشرت الشللية، ولم يتصلوا بأعضاء فتح البعيدين عن الأطر التنظيمية.. لماذا لم يتم تسديد اشتراكات سنوية لكل المنتسبين للحركة؟؟ وهذا يعني التزاما صادقا وانتماء قويا من خلاله يدافع العضو عن حقه ويقوم بأداء واجبه، ومن خلاله تحصر القيادة كل عناصر التنظيم الملتزمين..

يجب أن نذكر ما حصل في انتفاضة الأقصى، حسب ما نعتقد بأن الرئيس أبو عمار ـ رحمه الله لم يستطع تشكيل قوة مسلحة من حركة فتح في بداية الأمر نتيجة لقيود أوسلو، وأيضا لغرق حركة فتح في مشروع السلطة، والذي يسميه البعض (حكم ذاتي، أو بلدي تحت وصاية غربية).. ولم تستطع المؤسسة الأمنية للسلطة توفير الأمن للمواطنين نتيجة للتنسيق الأمني، وكذلك عدم قدرة المؤسسة الأمنية على مواجهة القوة الإسرائيلية، ولحسابات سياسية أخرى.. في خضم هذه المعمعة وبطش الجيش الإسرائيلي وجدت حماس طرقا لإظهار قوتها وكسب عطف الناس وتأييدها لها من جهة، ورضا ودعم من جهات خارجية لم تعرف أهدافها في حينه..؟؟ ولوحظ درجة من الرضا من قبل أبو عمار وأطراف وتنظيمات أخرى.. هذا الخطأ هو نفس الخطأ الذي حصل في الانتفاضة الأولى كما أسلفنا بأنه من الأفضل للجيش الإسرائيلي التعامل مع قوة مسلحة بدلا من انتفاضة شعبية..! من هنا ظهرت حركة حماس كمخلص للشعب الفلسطيني، لكن هيهات بأن تكون كذلك..! ومن المؤسف أن يصبح التفاوض معها لغة جميلة يتحلى بها البعض.! وعندما نتفاوض مع شركائنا في منظمة التحرير يصير التفاوض صعبا علما بأننا وإياهم نصل لما نريد وبسرعة، وأثبتت الانتخابات الأخيرة في الجامعات نجاحا ملموسا..

أخيرا لا نزعم بأننا نقف على كل الأخطاء، فهناك الكثير مما لا نعرفه لكننا نكون قد ألقينا بحجر في بركة الأخطاء الآسنة في الركود.. ونعتقد أخيرا بأن الفلسطيني صار أمام مشروعين، أو ثقافتين هما الإسلاموية الضبابية والتي لا تحمل مشروعا وطنيا، والوطنية التي تحمل مشروعا وطنيا علمانيا إنسانيا ديمقراطيا ينتمي إلى أمته العربية التي تتطلع إلى مستقبل أفضل.. وإذا ما حملت حركة فتح هذه الراية مصوبة الأخطاء ومحاسبة لكل من شوه ويشوه مسيرة الحركة، مع إصلاح فعلي للأطر التنظيمية بعيدا عن مؤسسات السلطة التي يجب على حركة فتح أن تراقب عمل هذه المؤسسات من بعيد وتعمل على محاكمتها من خلال نوابها في المجلس التشريعي والقضائي دون التهادن مع أحد.. إضافة لذلك على حركة فتح أن تتعامل مع فصائل منظمة التحرير على أساس الشراكة والوحدة في مواجهة الإسلاموية.. حينها سترقى حركة فتح وسيلحق بها جموع الشعب الفلسطيني..


الإبادة فى بورما/ حسن سعد حسن

الاسم الرسمى للدولة (جمهورية اتحاد ميا نمار) تقع فى جنوب شرق أسيا تعداد سكانها 50مليون نسمة نسبة المسلمين بها 15 % يتركزون فى إقليم ( أراكان ).
عاش المسلمون فى بورما ،وطوال سنوات حياة صعبة يعاملون ،وكأنهم شئ لا قيمة له حتى زواجهم تبعاً لمزاج الحاكم فله أن يحدد سن الزواج ،وله أن يقرر وقف الزواج إلى أجل غير مسمى .
يواجه المسلمين بها حالياً مذابح على يد (الراديكا لية )البوذية بعد أن أعلن عدد من الكهنة هناك الحرب على المسلمين.
إنها حرب إبادة جماعية منظمة للمسلمين فى ( بورما ) ،ولن نتحدث ولن نصف ما يحدث هناك ،ويأتينا عبر الفضائيات ،والانترنت فيدمى القلب.

ولكننا نسأل كبشر أولاً ،وكمسلمين ثانياً
أين حكام العرب؟
وعلماء الإسلام مما يحدث للمسلمين فى بورما ؟!
مذابح على مسمع ،ومرأى من جميع وسائل الإعلام فهل من مجيب ؟
أطفال تذبح ،ونساء ترمل ،أو تغتصب .

أين الضمير العالمى الذى يتشدق ليل نهار بالحرية، وحقوق الإنسان ،وحقوق الأقليات؟
أين الأمم المتحدة ؟ ومجلس الأمن مما يحد ث هناك ؟
لم تتحرك أى منظمة عالمية، أو عربية أو إسلامية قيد أنملة !
فلا ذهب، ولا فضة ،ولا نفط هناك.
إن لم يتحرك أحد لنجدة هؤلاء فليصمت الجميع ،ولنقف دقيقة حداد على ضمير الإنسا نية

الهدف صهينة وأسرلة التعليم الفلسطيني؟/ راسم عبيدات

في إطار محاولة وزير التربية والتعليم الصهيوني المتطرف "جدعون ساغر" أسرلة وصهينة التعليم العربي في الداخل الفلسطيني- 48 -،ومنع تبلور العرب هناك كأقلية قومية لها لغتها وثقافتها الخاصة،وجدنا أنه يحاول فرض الرواية الصهيونية الكاملة على التاريخ الفلسطيني،فعلى سبيل المثال لا الحصر أقدم هذا الوزير العنصري في 20/7/2009 على إخراج مصطلح النكبة من مناهج التعليم العربي،واستتبعه بقرار آخر يفرض فيه مواضيع يهودية على مناهج التعليم العربي من الصف الرابع الأساسي وحتى الصف التاسع،وهذا القرار يلزم الطلبة العرب بالتعلم عن الهوية والتراث اليهودي،أي تعليم مواضيع عن الهوية والرموز والاساطير الصهيونية،مواضيع عن الهولوكست"المحرقة" والأعياد والكنس والصلوات اليهودية وما يسمى بالاستقلال بدل "النكبة"،بالاضافة للتعلم عن شخصيات يهودية تاريخية مثل الراب موشيه بن ميمون وغيرهم،وبعد ذلك اصدر قراراً يلزم الطلبة العرب الذين يدرسون "البجروت"،شهادة الدراسة الثانوية الإسرائيلية بالتعلم عن المحرقة،ليصل الى حد فرض الرواية الصهيونية الكاملة على التاريخ والمناهج التعليمي العربي في داخل من خلال فرض برنامج ثقافي على منهاج التعليم العربي في مطلع العام الدراسي القادم 2013 بالتعلم عن شخصيات يهودية كان لها دور وباع طويلين في نكبة وطرد وتشريد الشعب الفلسطيني وارتكاب الجرائم بحقه امثال بن غوريون وبيغن وغيرهم،وهؤلاء من اكثر القادة الإسرائيليين دموية وممارسة للإرهاب بحق الشعب الفلسطيني،وهذا يعني ليس فقط فرضاً للرواية الصهيونية على المناهج التعليمي العربي،بل اغتصاب للهوية الثقافية لشعبنا الفلسطيني.

ومحاولة اسرلة وصهينة التعليم ليست قصرا على الداخل الفلسطيني،بل تطال التعليم العربي في مدينة القدس،حيث الاحتلال عمد في عام 2011 الى محاولة فرض منهاج تعليمي فلسطيني مشوه ومحرف على الطلبة الفلسطينيين في القدس،وكذلك محاولة فرض وثيقة استقلال دولة الاحتلال كمساق دراسي ومن بعد ذلك الاحتلال يسعى جاهدا للتحكم في العملية التعليمية في القدس من الألف الى الياء،حيث يصر على ضرورة تطبيق المناهج التعليمي الفلسطيني المشوة على المدارس الاهلية والخاصة (40 ) مدرسة من اصل (69 ) تتلقى مالاً ودعماً مشروطا يصل الى أكثر من مئة مليون شيكل من بلدية الاحتلال ودائرة معارفها سنوياً،هذا المال أصبح بمثابة السيف المسلط على رقاب ادارات تلك المدارس،إما أن تطبيق المناهج الفلسطيني المشوه والمحرف او وقف الدعم والتمويل المالي وسحب تراخيص تلك المدارس،وكذلك محاولة فرض موضوع ثقافي عن تراث وإرث شخصيات صهيونية على المنهاج التعليمي العربي في الداخل الفلسطيني، سيجري سحبه على مدارس القدس العربية،وخصوصاً ان المدارس التي تدرس المنهاج الاسرائيلي "البجروت" في القدس ملزمة بالدراسة عن تلك الشخصيات.



تكمن الخطورة هنا في استكمال عملية الأسرلة للطلبة العرب في الداخل الفلسطيني والقدس،مترافقة مع استمرار عملية التهويد،وهنا تجري محاولة لكي وتقزيم واحتلال الوعي الفلسطيني،والسيطرة على الذاكرة الجمعية للطلاب الفلسطينيين،وخصوصاً أن أحد مؤسسي ورواد الحركة الصهيونية بن غوريون،كانت لديه أوهام ورهانات،بأن حق العودة لشعبنا سيسقط من خلال موت كبارنا ونسيان صغارنا،ولكن هذه الأوهام تتبخر يوماً بعد يوم فصغارنا يزدادون تشبثاً بوطنهم وحقهم بالعودة الى ديارهم التي شردوا منها،وكذلك فرض المنهاج التعليمي الإسرائيلي،أو المنهاج التعليمي الفلسطيني المحرف والمشوة على الطلبة الفلسطينيين في القدس،ليس اجراءاً شكلياً،أي حذف شعار السلطة الوطنية الفلسطينية واستبداله بشعار بلدية الاحتلال،بل مسألة لها علاقة بالانتماء والهوية والسيادة الوطنية،فالتعليم الوطني مرتبط بالسيادة الوطنية،وكذلك المنهاج المشوه يراد له أن يشوه ثقافتنا ويضعف انتماءنا ويزور تاريخنا ويعبث بجغرافيتنا،ويفرض علينا رؤيا ورواية تتناقض مع هويتنا وثقافتنا وتاريخنا.



كان قطاع التعليم في صلب الاستهداف الإسرائيلي بعد احتلال مدينة القدس مباشرة عام 1967 وإعلان ضمها بعد ثلاثة أسابيع من الاحتلال،حيث عمدت سلطات الاحتلال إلى السيطرة على قطاع التعليم الحكومي اكبر مظلة تعليمية في مدينة القدس،هذه المظلة التي تضم الآن 52 مدرسة حكومية يتعلم فيها 42000 ألف طالب مقدسي،ما نسبته 48.5 % من مجموع طلبة القدس،وطبقت عليه المنهاج الإسرائيلي،ولكن حدة المعارضة والمقاومة من قبل الحركة الوطنية الفلسطينية في مدينة القدس ومؤسساتها الأهلية والمجتمعية والتعليمية وشخصياتها الاعتبارية،أفشلت هذا المخطط وتحت ضغط المقاومة والاحتجاجات الشعبية اضطرت حكومة الاحتلال للتراجع عن هذا القرار وليلغى بشكل نهائي في العام الدراسي 1975/1976،وخير دليل ومثال على ذلك كان عدد طلاب مدرسة الرشيدية الثانوية الحكومية في القدس قبل عدوان عام 1967/ 780 طالباً لينخفض هذا العدد بعد فرض المنهاج الإسرائيلي في العام الدراسي 1969/ 1970 إلى 210 طلاب،وفي العام الدراسي 1970/ 1971 إلى 168 طالباً وفي العام 1971/ 1972 إلى 70 طالباً.


وإسرائيل لم توقف ولا لحظة واحدة مخططاتها لأسرلة وتهويد المدينة ولا لقطاع التعليم في القدس،بل كانت تعمل ليل نهار لتنفيذ مثل هذه المخططات،وواضح جداً أنه بعد اتفاقية أوسلو( والتي قزمت فيها وشوهت المناهج الفلسطينية تحت يافطة وذريعة ما يسمى بالسلام) وما أعقب ذلك من الانتفاضة الثانية في أيلول/2000،وما تلى ذلك من تطورات مثل إعادة الاحتلال المباشر لكل مناطق الضفة الغربية بما فيها المناطق المسماة (أ ) في نيسان 2002،وبعدها اشتدت وتكثفت الهجمة على مدينة القدس،وقد طالت المقدسيين في كل مناحي وجوانب حياتهم ووجودهم،ومع قيام حكومة العنصرية والتطرف بقيادة نتنياهو وليبرمان،كان واضحاً للجميع ما ينتظر الشعب الفلسطيني عامة وشعبنا في الداخل الفلسطيني- مناطق 48 – والقدس،حيث سنت وشرعت عشرات القرارات والقوانين،بهدف الأسرلة والتهويد في إطار سياسة التطهير العرقي ومنع تبلور الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية المستقلة،وفي هذا السياق قام وزير التربية والتعليم الإسرائيلي "جدعون ساغر"،بإصدار قرار يخرج مصطلح النكبة من منهاج التعليم العربي في الداخل،وكذلك جرت محاولة لفرض ما يسمى بالنشيد الوطني الإسرائيلي"هتكفاه" على الطلبة العرب،وأتبع ذلك في تموز /2009 بقرار آخر يفرض على الطلبة العرب من الصف الرابع وحتى التاسع بتعلم مواضيع عن الهوية والتراث اليهودي،بما يشمل مواضيع عن "الهولوكست" المحرقة و"الاستقلال" والأعياد والكنس والرموز والشخصيات الدينية والتاريخية اليهودية،وإستتبعه بقرار آخر هو انه يجب على الطلبة العرب المتقدمين "للبجروت" التعلم الإجباري عن "الهولوكست" المحرقة.

وكل هذا يدخل في إطار اغتصاب ومنع تبلور هوية ثقافية عربية مستقلة، واحتلال للوعي وتشويه للتاريخ والجغرافيا الفلسطينية.
وعلى نفس هذه القاعدة،كان واضحاً أنه سيتم استهداف القدس بنفس السياسات والإجراءات،وخصوصاً أن قادة حكومة الاحتلال يصرحون ليل نهار بأن القدس لن تقسم ولن تكون سوى عاصمة موحدة "لإسرائيل"،وقد رأينا تلك الإجراءات والممارسات تترجم على شكل قوانين وتشريعات بهدف السيطرة المطلقة والنهائية على المدينة،وتفريغها من سكانها العرب إلى أقصى حد ممكن،فكان قانون ما يسمى بالولاء،والذي على أساسه صدر قرار بإبعاد نواب القدس المنتخبين عن مدينتهم،وقانون اعتبار القدس أولوية وطنية في التطوير"تهويد المدينة" وقانون الاستفتاء،ربط أي عملية انسحاب من مدينة القدس بموافقة الجمهور الإسرائيلي عليها بعد المصادقة عليها من الكنيست،وقانون اعتبار القدس عاصمة لكل يهود العالم وليس لإسرائيل وحدها، ولم يسلم قطاع التعليم في القدس من تلك القوانين والتشريعات والقرارات،فبتاريخ 7/3/2011 أصدرت بلدية الاحتلال ودائرة المعارف الإسرائيلية تعليماتها إلى المدارس الأهلية بالقدس وعددها 69 مدرسة يتعلم فيها 24000 طالباً،أي ما نسبته 28 % من طلبة القدس،تمنعها من التزود بالمواد التعليمية ومنها الكتب المدرسية من أي جهة فلسطينية وأن الجهة الوحيدة المخولة بتزويد الكتب هي بلدية "القدس".هذا بدوره يعطي بلدية الاحتلال الحق في إقرار المناهج التعليمية وغيرها،وشطب وفرض ما تشاء.

وبعد ذلك وبتاريخ 18/3/2011 قامت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بتزويد المدارس العربية في القدس"بوثيقة استقلال دولة "إسرائيل"وطلبت من إدارة المدارس تعليق الوثيقة في المدارس،على أن يتم عرضها في مكان تتاح فيه الفرصة لكافة الطلاب والمعلمين الإطلاع عليها،وكذلك القيام بشرح معانيها عن ما يسمى بقيم التسامح والمحبة والعدل والمساواة المزعومة التي تتضمنها وغيرها.

وكذلك جددت نفس الطلب في العام الدراسي الحالي،حيث وجهت مديرة المعارف العربية في بلدية الاحتلال الآنسة" لارا امباركي" رسالة أخرى بتاريخ 28/4/2012 الى إدارات المدارس الحكومية والخاصة والأهلية تطالبهم فيها بتحديد كميات الكتب المطلوبة حتى 8/5/2012 من المنهاج التعليمي الفلسطيني المشوة والمحرف،والا فإنها ستضطر الى تزويدهم بنفس كمية الكتب للعام الدراسي الماضي.

والمنهاج الفلسطيني المشوة والمراد تطبيقه على المدارس الخاصة والأهلية في القدس،تم شطب وحذف المواد المتعلقة بكل ما له علاقه بالرموز والسيادة الفلسطينية على المدينة،وحتى الوجود والتاريخ والجغرافيا والثقافة الفلسطينية،وقد طالت عمليات الحذف والشطب بشكل الخاص مواد اللغة العربية والتربية الاسلامية والتاريخ والجغرافيا وكتاب الرياضيات للصف الأول حيث تم شطب صورة العلم الفلسطيني منه،وكذلك شطبت كل القصائد والأناشيد التي لها علاقة بالانتفاضة أو حق العودة والآيات والمواضيع التي تدعو الى الجهاد والمقاومة وتدعم أسر الشهداء والأسرى من كتب التربية الاسلامية،وكذلك شطب كل ما له علاقة بالاستعمار الغربي والغزوة الصهيونية لفلسطين من كتاب التاريخ وغيرها.

واضح جداً أن الاحتلال،يريد الصهينة والأسرلة الكاملتين للمنهاج التعليمي سواء في الداخل الفلسطيني- 48 – أو في مدينة القدس،فالاحتلال يريد أن يحتل وعينا ويقزمه،وان يشطب ذاكرتنا الجمعية ويسيطر عليها،يريد أن يفرض روايته الصهيونية الكاملة على منهاجنا وتاريخنا.

مجزرة تدمر وأخواتها سلسلة دموية تطوق عنق النظام السوري/ محمد فاروق الإمام

في هذا اليوم 27 حزيران 1980م، نفذت العصابات الأسدية الباغية مجزرة بشعة بحق 1000 سجين معتقل في سجن تدمر الصحراوي، كانوا من صفوة السوريين وأخيارهم من علماء وأطباء ومهندسين وأساتذة وطلبة جامعات وضباط، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة أو مناصريهم.
ونفذ هذه المجزرة البشعة أكثر من 100 عنصر بمختلف الرتب تابعة لسرايا الدفاع يقودها المقدم محمد ناصيف بأوامر من العقيد رفعت الأسد، حيث نقلوا من دمشق إلى مطار تدمر العسكري، بواسطة 12 مروحية، ثم توجه نحو 80 منهم إلى السجن، ودخلوا على السجناء في زنازينهم وأعدموا المئات منهم بدم بارد رمياً بالرصاص والقنابل المتفجرة.
ووفق ما يتوفر من معلومات فإن جثامين القتلى نقلت بواسطة شاحنات وتم دفنها في مقابر جماعية أعدت مسبقا في وادِ يقع إلى الشرق من بلدة تدمر، دون أن يعترف النظام السوري بارتكابه هذه المجزرة أو الكشف عن أسماء ضحاياها وأماكن دفنهم.
وقعت هذه المجزرة البشعة وسط تعتيم إعلامي محلي وعالمي بعيداً عن أي ضجة يمكن أن تثار حول النظام، ولم يكتشف الناس أو يعلموا بوقوعها إلا بعد اعتقال السلطات الأردنية اثنين من المشاركين في المجزرة، كانا ضمن مجموعة اتهمت بالتخطيط لاغتيال رئيس وزراء الأردن الأسبق مضر بدران، حيث أدليا بتفاصيل المجزرة، فسارعت في حينه منظمة العفو الدولية إلى مطالبة السلطات السورية بإجراء تحقيق في المجزرة، لكن دون جدوى.
ونشرت مواقع حقوقية سورية شهادات لعناصر شاركوا في تنفيذ المجزرة، فأكدوا فيها أن مهمتهم كانت مهاجمة سجن تدمر. وقدر أحدهم عدد القتلى بأكثر من 500 قتيل. بينما قال أحدهم إنه شاهد الأيدي والأرجل ملطخة بالدماء.
ووصفت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة -في حينه- المجزرة بأنها تتعدى حدود جرائم القتل العمد المعاقب عليها بموجب قانون العقوبات السوري، حيث يعتبر الآمرون بها وكل منفذيها مسؤولين جنائياً عن هذه المجزرة.
ولم تكن مجزرة تدمر هذه هي الوحيدة في عهد حافظ الأسد، بل وثقت منظمات حقوقية سبع مجازر جماعية في سجن تدمر وقعت خلال الأعوام 1980 و1981 و1982 وراح ضحيتها مئات السوريين.
في حين كشف عدد ممن أطلق سراحهم من المعتقلين فيما بعد أنه كان يتم يومياً إعدام ما بين عشرة وعشرين في اليوم الواحد على مدى وجودهم في سجن تدمر، وقد تجاوز اعتقال بعضهم 20 سنة.
وقد كثرت الكتب التي يصور أصحابها المآسي في تلك الفترة، من ذلك كتاب شاهد ومشهود للمعتقل الأردني محمد سليم حماد لمدة 11 عاماً صدر عام 1998م، وهو طالب أردني كان يدرس في جامعة دمشق، واعتقل مع آخرين. وقد صور فيه أهوال التعذيب في سجن تدمر، من صعق بالكهرباء, والتعليق من القدمين، والضرب المبرح، وتحدث الكاتب عن الأجواء المرعبة والإعدامات المتواصلة لسجناء الرأي داخل السجن، وقد شاهد وفاة عدد منهم، والكتاب مطبوع في الأردن.
وهناك المواطن السوري الذي آثر أن يروي مأساته في روايته المدهشة (القوقعة-يوميات متلصص) تحت اسم (مصطفى خليفة) وهو مسيحي يدين بالمذهب الكاثوليكي، وعاش لنحو 6 سنوات في باريس يدرس الإخراج السينمائي وفضل العودة إلى الوطن ليقدم خبرته لبلده فساقه حظه العاثر إلى سجن تدمر بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين وأمضى في السجن الصحراوي سيء السمعة نحو 12 سنة وضمّن ذكرياته الأليمة في كتابه القوقعة الذي نشرته دار الآداب-بيروت 2008.
وكذلك كانت حكاية الشاب الأردني المهندس سليمان أبو الخير الذي كان يدرس في ألمانيا وكان ينوي زيارة أهله في الأردن في العطلة الصيفة فدخل سورية عن طريق البر في سيارة ألمانية، فكان جلاوزة الأمن على الحدود السورية له بالمرصاد، فاقتيد إلى أحد فروع المخابرات في دمشق، وليحط رحاله فيما بعد في سجن تدمر الصحراوي لمدة خمس سنوات، ويروي عذاباته في ذلك السجن الرهيب في كتاب تحت عنوان (الطريق إلى تدمر – كهف في الصحراء – الداخل مفقود، والخارج مولود) طبع في الأردن-دار الأعلام 2011م.
ذكريات مجازر تدمر وعذابات سجنائها والتعتيم على فقدان أكثر من 17000 معتقل دون الإعلام عن مصيرهم إن كانوا من بين الأموات أو في عالم الأحياء منذ العام 1980 وحتى الآن، وما خلفوا وراءهم من مآسي إنسانية وأسرية.. لا تزال هذه الذكريات كابوس يجسم على صدور السوريين ويؤرق حياتهم، وسيظل هذا هو الحال حتى القضاء على هذا النظام بكل مكوناته السادية التي لا تعرف إلا القمع والقتل والتدمير والفساد.
سلسلة المجازر الدموية المتواصلة منذ تسلق حفنة من الضباط البعثيين المغامرين جدران القصر الجمهوري في عتمة ليل الثامن من آذار عام 1963 والتي زادت وتيرتها وتوسعت أفقياً وعمودياً وكيفاً وكماً حتى الآن، تؤكد على أن على العالم أن يقف وقفة شجاعة تجاه هذا النظام الدموي لوقف خطره، الذي هو في توسع إلى خارج حدود سورية ليطال الدول المجاورة سعياً لجر المنطقة إلى صراع إقليمي، بعد أن يأس في قمع الثورة السورية التي باتت عصية عليه وعلى كل حلفائه رغم الدعم الكبير الذي يقدم إليه لنحو سنة ونصف، ورغم ما أقدم عليه من ارتكاب المجازر البشعة وما استعمله من أسلحة ثقيلة إضافة إلى الطائرات والبوارج الحربية بكل نيرانها الجهنمية وآثارها المدمرة للمدن والبلدات والقرى، وقد بات محاصراً حيث وجود هذه الأسلحة الثقيلة فاقداً السيطرة على ما يزيد على 70% من الأراضي والمدن والبلدات والقرى السورية في كل رقعة الخريطة السورية.

رسالة إلى الرئيس/ حسن سعد حسن

(كاتب وشاعر )

أعلن المستشار ( فاروق سلطان ) فى مؤتمر صحفى عالمى أمام الملايين فى مصر ،والعالم فوز
الدكتور ( محمد مرسى) مرشح حزب( الحرية ،والعدالة) الذراع السياسى للإخوان المسلمين برئاسة مصر متفوقاً بذلك على الفريق ( أحمد شفيق ) .
ورغم أننى كنت أحد الذين ذهبوا لإبطال أصواتهم، ولكن بعد ظهور النتيجة كان لزاماً على، وعلى من قاطعوا ،أو أبطلو اأصواتهم ،أو من كان يتمنى فوز المرشح الاّخر،وأعطاه صوته أن يقبل بما جاء به الصندوق هكذا هى الديمقراطية التى طالما تمنيناها، وحلمنا بها .
وأيضاًعلى الدكتور( محمد مرسى) الرئيس الجديد لمصر أن يكون رئيساً لكل المصريين مسلمين ،ومسيحين إخوانياً كان أو سلفياً، أو ليبرالياً ، عليه أن يثبت أيضاًأنه مع حرية الرأى ،والتعبير، والإبداع، وأنه لن يقصف قلماً ،ولن يكمم فاهاً.
وعليه أن يعيد الحق إلى أصحابه ،وينتصر لدماء الشهداء الذين لولاهم ما جاء هذا اليوم .
عليه أن يعيد الأمن ،والأمان للمواطن فى كل مكان.
والأهم من هذا كله عليه أن يمد يده لكل القوى، والأحزاب والتيارات السياسية المختلفة معه فى الفكرفلا إقصاء لأحد
وعليه أن يسارع فى تنفيذ مشروع (النهضة) الذى كان عنوان حملته الانتخابية ، وأن يستفيد من برامج باقى المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ لينالوا شرف رئاسة مصر فبرامجهم بالقطع مليئة بالمشروعات التى يمكنها أن تساعد فى بناء مصر ،وتساهم فى إصلاح وضعها الا قتصادى الذى تدهور فى الفترة الاّخيرة .
عليه أن يتيح المجال للمرأة لتولى المناصب المختلفة ليؤكد لها أنها نصف هذا المجتمع ،وأنها قيمة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نستغنى عن دورها فى بناء هذا المجتمع.
وعليه أن يجعل معياره الأوحد فى تولى المناصب العليا فى البلاد للأصلح ،والأكفأ بغض النظر عن ميوله السياسية ،وأيدلوجيته.
مهمة هذا الرجل شاقة ،وليست بالأمر الهين، ولا بد من تكاتف كل المصريين لعبور مصر تلك المرحلة الحرجة ،الخطرة فلننسى خلافاتنا ،ومصالحنا الشخصية الحزبية الضيقة ،ولننظر لمستقبل هذا الوطن الذى ينتظر منه ،ومنا الكثير، والكثير
لنكن أهلاً ،وبحق للحرية ،واليمقراطية ،وأن نثبت أننا نستحق هذا الوطن.

زئبقية المانشيت الإخباري/ مأمون شحادة

تختلف مشاعر الحزن وشاكلته وسيماته من شخص لاخر، تماماً مثل مانشيتات الاخبار وهي تتلون من موقع لاخر، الا ان البكاء سمة مشتركة ومشابهة لتفصيلات الخبر اسفل المانشيت.
فالحزن في بلادنا العربية يوضع مع وجبات الطعام، والبكاء يتم تثبيته في ممرات الكليدور والصالونات، اما عن الضحك و الابتسامة فقد غادرت تلك الثنائية مفاصل بلادنا بعد ان استبدت بها معادلة البؤس وقيثارة ابوللو.
ان قلنا كلاماً مثالياً لنُجَمِل به واقعنا، فحتماً اننا نخدع مخاطبة الذات ونداهن الاخر، فهذا الكلام كالباحث عن خبر صحافي بين ثنايا الموقف وسيمفونية الاجراءات التعسفية التي تتسلق على اجساد من ارادوا صوغ الخماسية: لماذا، ومتى، وكيف، وماذا، وأين !!.
الناظر للقضية الفلسطينية بزئبقية اخبارها عبر وسائل الاعلام "المسموعة والمنظورة والمكتوبة" يجد تناقضاً شاسعاً ومتضارباً من موقع لاخر، فالبعض يروس الاحتلال الاسرائيلي بعبارة القبول، والرفض، والدفاع، والعدو، وغيرها من العبارات، ونحن نعرف مدلول وعلامات الترويس الايحائية.
والناظر الى الحراك العربي بعيون "كافة" وسائل الاعلام، يجد تفاوتاً اعلامياً في حيثيات المكيال الحقيقي لمحددات الزمان والمكان.
اما عن السواد الاعظم من القراء العرب!! فهم يقرؤون المانشيت الاخباري مرور الكرام ويهملون اسفله، فالخبر لديهم عنوان، والكتاب كذلك، اما المقال فيكتفون بالكاتب وشهرته.
مروراً بالحالة الصحافية العربية التي لا تحسد على واقعها السريالي المتشظي، نقف امام معضلة تتشابه والامثال العربية التي نتداولها دون ان ندرك مغزاها وقصتها،، ولكن!! اليس للقارئ العربي مبرراته وحججه لمقارعة ما ندعيه عليه؟
بالتأكيد انه يمتلك اكثر من ذلك، بيد ان الخبر الصحافي اصبح مائعاً زئبقياً يركز على لغة "القيل والقال والقيلولة واصحاب الفخامة والقداسة" اكثر من القضية التي يهدف اليها، وكذلك، فكلمات الاخبار متشابهة: قتل، عذب، اعتقل، مات، احتل، اغتصب، جرح، تظاهر، انفجر، انتحر، اطلق النار، اطلق التصريحات، اطلق الابواق، اجتمع، غادر، استقبل، والقائمة طويلة!!
امام هذه الكلمات استطاع المواطن العربي ان يحرجنا جميعاً وهو يبحث عن خبر صحافي يخبرنا عن ضياع واغتصاب كرامته وحريته..!!

سن القلم: بذور الدكتاتورية/ عادل عطية

ان نشر تقرير يقول بأن: المرشح "مرسي"، ينتسب أصله لقبيلة "عنترة بن شداد"؛ يؤكد استمرارنا الخاطيء في تعميق النفاق؛ لوضع بذرة دكتاتورية جديدة!...
**
مدينة النور ومسجد النور!

في فرنسا، فاز فرانسوا على ساركوزي، دون: احتجاجات، أو: اعتصامات، أو: اتهامات. وهذا هو الفارق بين شعب عاصمته مدينة النور، وشعب عاصمته مسجد النور!...

نذر ثورة على "الثورة" في ليبيا/ نقولا ناصر

("مؤشر الدول الفاشلة": ليبيا تخطت (61) دولة في قائمة الدول الفاشلة لتحتل المرتبة الخمسين في مؤشر عام 2012 بعد أن كانت تحتل المرتبة (111) في مؤشر عام 2011 السابق)

يزدحم الوضع الليبي الراهن بدلائل ومؤشرات موضوعية تنذر بثورة على "ثورة 17 فبراير" التي حولت ليبيا إلى "دولة فاشلة" حسب "مؤشر الدول الفاشلة" لعام 2012 الذي يصدره "صندوق السلام" الأميركي سنويا ويستعد لإعلان النسخة الثامنة من المؤشر للعام الحالي في الثالث عشر من تموز / يولو المقبل في العاصمة الأميركية واشنطن، وسط تقارير إعلامية تقارن عدد قتلى وجرحى ما يصفه بعض هذه التقارير ب"الحرب الأهلية (القبلية)" بعدد الضحايا المدنيين في سورية لكن دون أي تحرك دولي ل"التدخل الإنساني" من أجل حماية المدنيين الليبيين من "ثورة" حظيت بتدخل لنصرتها من حلف "الناتو" بتمويل نفطي خليجي سخي بحجة "حماية المدنيين".

وإنها لمفارقة حقا أن تضطر الأمم المتحدة في السابع عشر من الشهر الحالي إلى الإعراب عن "القلق" من "تجدد القتال" في ليبيا لتناشد سلطات الثورة "حماية المدنيين" في بيان رسمي أصدره الممثل الخاص لأمينها العام إيان مارتن، بعد أن فوض مجلس أمنها حلف الناتو بالتدخل العسكري في ليبيا بحجة حماية المدنيين التي اتخذ منها الحلف ذريعة ل"تغيير النظام" باللانظام الحالي الذي تحول المدنيون الليبيون في ظله إلى أول ضحاياه.

ويبدو المسؤولون في طرابلس الغرب اليوم مدركين لحراجة الوضع الراهن وحساسيته حد التطير بحيث يعتبر رئيس الوزراء د. عبد الرحيم الكيب أن "وثائق سرية وأجهزة الكترونية" اتهم المحامية الاسترالية المسؤولة بمحكمة الجنايات الدولية، مليندا تالور، بنقلها إلى سيف الاسلام القذافي في سجنه بالزنتان تهديدا ل"الأمن الوطني" يسوغ اعتقالها وافتعال أزمة مع المحكمة الدولية التي تمثلها اضطرت مجلس الأمن الدولي إلى إصدار بيان في منتصف الشهر الجاري يطلب فيه من ليبيا الإفراج الفوري عنها وعن ثلاثة من زملائها لبناني وروسي وإسباني.

فحسب المؤشر المذكور، تخطت ليبيا (61) دولة في قائمة الدول الفاشلة لتحتل المرتبة الخمسين في مؤشر عام 2012 بعد أن كانت تحتل المرتبة (111) في مؤشر عام 2011 السابق، لتسجل بذلك أكبر تدهور خلال سنة واحدة لأي بلد واحد في تاريخ المؤشر.

والمؤشرات "الداخلية" لا تقل أهمية عن "مؤشر الدول الفاشلة" الخارجي، ومنها "بيان رقم 1" الذي أصدرته "حركة الضباط الأحرار" بتوقيع "عقيد" لم يذكر اسمه في الحادي والعشرين من الشهر الحالي حيث أشار البيان إلى "الفوضى العارمة والدماء التي تسيل" و"العهر السياسي والاقتصادي" و"الإقصاء .. لقرابة نصف المواطنين وتهجير مليون ونصف" و"عشرات الآلاف من .. رفاقنا الأسرى"، واعدا "الضحايا الذين انساقوا وراء .. الطغمة العميلة الفاسدة" بأن "شرا لن يصيبهم" إن هم "دخلوا بيوتهم"، ومؤكدا ل"المجتمع الدولي ومجلس الأمن" بأن الثأر "لكرامة الوطن وشرف العسكرية" الليبية "يخص ليبيا ومشاكلها الداخلية" لكنه لا يمس "احترام كافة المواثيق الدولية والالتزام بها".

ويوم الخميس الماضي صدر بيان في القاهرة عن عدد من السفراء الليبيين "الذين انحازوا إلى الثورة الشعبية من بدايتها"، ومنهم عبد المنعم الهوني سفير ليبيا الحالي لدى مصر وممثلها في جامعة الدول العربية بالقاهرة، اعتبر أن ثورة 17 فبراير "انحرفت" عن مسارها، وقال إن "الأوضاع الراهنة .. لا تتناسب مع طموحات وأهداف الثورة" لأن "ما يحدث الآن من تكالب على السلطة وتصفية للحسابات ونهب واضح للمال العام .. وانغماس هياكل الدولة الرسمية في شرعنة هذه الممارسات يدفع إلى التساؤل: هل هذا ما قامت من أجله الثورة؟" (القدس العربي في 23/6/2012)

ومن المؤشرات أيضا، كمثال آخر، البيان الذي أصدره "شباب الثورة" في بنغازي في السادس من هذا الشهر وطالبوا فيه بتأليف "لجنة نزيهة تحت رعاية دولية للتحقيق في كافة الملابسات التي حدثت منذ يوم 13 فبراير في بنغازي وحتى سقوط سرت وبني وليد"، وبمعرفة "حقيقة المجلس الانتقالي، ومن أين أتى، ومن قام باختيار أعضائه، ودور فرنسا والسفير الأمريكي والبريطاني والفرنسي في ذلك وقطر" و"كم ترك لنا الطاغية من أموال" و"عدد الضحايا من الجانبين" و"خسائر القوات المسلحة" و"عدد الجرحى والأسرى والمهجرين وأين"، قبل أن يخلص البيان إلى القول إن "أيدينا جميعا ملطخة بالدماء المحرمة من أجل سلطة لعينة يبدو اننا سوف لن نراها ومطالب لنا لن تتحقق".

إن غياب الدولة وتحولها إلى بلد تحكمه ميليشيات المدن والقبائل التي يأخذ بعضها بخناق بعض، ومنازعات المناطق والمدن فيما بينها، وصراع الاسلام السياسي والعلمانيين، هو واقع تتوالى الدلائل عليه ولم يعد إثباته بحاجة إلى اعتراف وزير الحكم المحلي محمد الهادي الهاشمي الحراري بعدم وجود "اي بنية تحتية" في ليبيا وبانتشار "الفساد" وبعدم وجود "ثقة للشعب في النظام" الذي تمخض عن 17 فبراير.

وكان احتلال مطار طرابلس الدولي، ومهاجمة موكب السفير البريطاني في بنغازي وقصف القنصلية الأميركية واجتياح القنصلية التونسية ومقر الصليب الأحمر الدولي وتدمير قبور محاربي الكومنويلث فيها، إضافة إلى الاقتتال الأهلي في الكفرة وسبها وجبل نفوسة وتقارير منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش عن "السجون السرية" وانتهاكات حقوق الانسان التي وصف بعضها ب"جرائم حرب" واغتيال القاضي الليبي الذي أمر باعتقال رئيس اركان "جيش الثورة" السابق اللواء عبد الفتاح يونس مما قاد إلى اغتياله والتمثيل بجثته، كان ذلك والكثير غيره مجرد أمثلة حديثة على فوضى اللانظام الحاكم في ليبيا.

والمفارقة أن المليشيات وقادتها يصفون أنفسهم بانهم "حراس الثورة"، بينما يضطر اللانظام غير الحاكم باسم "ثورة 17 فبراير" في كانون أول / ديسبمر الماضي إلى السماح بعد تردد للمرتزقة الغربيين بسد الفراغ الناجم عن غياب الدولة التي هدمتها "الثورة" ودمر حلف الناتو بناها التحتية لحماية آبار النفط ومنشآته وشركاته الدولية ورموز اللانظام ومكاتبهم ودورهم، ومن هؤلاء المرتزقة المعروفين باسم "المتعاقدين الأمنيين" الذين حصلوا على "عدم ممانعة" للعمل في ليبيا "مجموعة بلو ماونتن" و"مجموعة كونترول ريسكس" وشركة "جاردا للأمن العالمي".

والمفارقة الأكثر إثارة للاستهجان أن بلدا هذا هو حاله يجد نفسه مؤهلا لتصدير ثورة تدمير الدولة وغياب السلطة المركزية وفوضى المليشيات والاقتتال الأهلي والاستقواء يالأجنبي والدعوة إلى تدخله العسكري إلى سورية حيث يصدر لها الأسلحة والمقاتلين الذين يفتتح على أراضيه مراكز لتدريبهم، على ذمة السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، و"يتبرع" لنظرائهم السوريين ب(100) مليون دولار "معونة إنسانية".

"إن التفسير الوحيد ل"تصدير الثوار" الليبيين إلى سورية هو محاولة مدروسة للتخلص منهم بعد أن فشل استيعابهم والسيطرة عليهم في الداخل، ولأن تصديرهم لا يمكن أن يكون قرارا ثوريا ليبيا فإنه على الأرجح قرار الأجنبي، غربيا كان أم عربيا، الذي سخرهم لخدمة أهدافه في ليبيا ثم قرر التخلص منهم بعد أن أصبحوا عبئا عليه.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

ربيع العرب خريفٌ في غزة/ د. مصطفى يوسف اللداوي

إلى متى سيبقى قطاع غزة هو مكسر العصا الإسرائيلية، والمكان الذي تنفس فيه حكومتها عن أحقادها وهمومها الدفينة والمستجدة، وترسل من خلاله رسائلها المغموسة بالدم الطاهر البرئ، لتطمئن مواطنيها وأخرى تهدد بها السلطة والفصائل الفلسطينية، وغيرها إلى الحكومات والقوى التي أفرزها الربيع العربي، وربما تتعدد اتجاهات رسائلها لتصل إلى المجالس العسكرية والحكومات العربية والرعاة الدوليين وغيرهم ممن لهم علاقة بالقضية الفلسطينية، وممن يعدون الشعب الفلسطيني بالتمتع بفيء ربيعهم، والاستمتاع بنشوة انتصارهم وتسلمهم لمقاليد السلطة في بلادهم، فهي تضرب في غزة وتقتل المواطنين الأبرياء وعيونها على كثيرٍ من الأهداف العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية والنفسية، ويدها تضغط على الزناد لكن قلبها يتوجه إلى مواطنيها لتطمئنهم أن الجيش قوي، وهو قادر على الصد والهجوم واللجم والإفشال، فلا داعي للقلق والخوف.

إن لم يكن الربيع العربي قادراً على حماية الفلسطينيين من الكيان الإسرائيلي، ومنعه من التغول على قطاع غزة من حينٍ إلى آخر، مستهدفاً شبابه، وملاحقاً قادته، ومدمراً معامله وورشه ومصانعه البسيطة، ومخوفاً أطفاله ونساءه ومروعاً أهله وساكنيه، ممزقاً صمت الليالي، ومضيئاً ظلام غزة البهيم بحمم صواريخه وقذائفه الملتهبة، فمن ذا الذي يستطيع أن يضع حداً لهذه الصولات الإسرائيلية، والغارات الهمجية التي يشنها من وقتٍ لآخر، غير آبهٍ بحجم الضحايا، ولا بصعوبة الظروف التي يواجهها القطاع، ولا بالحصار الذي ما زال يفرضه على سكانه، وكأنه يستشعر العظمة وحده، ولا يرى أحداً ينازعه القوة، أو يفرض عليه قواعد للقتال جديدة، تقيده وتلجم قوته، وتخرس فوهات قذائفه وبنادقه.

لا شئ يوقف الإسرائيليين عن غيهم، ويجبرهم على التراجع والصمت والقبول بالتهدئة والتسليم بواقع قوة إرادة الفلسطينيين سوى المقاومة، وليكون هذا فلا ينبغي الاكتفاء بتعداد الشهداء، وتوثيق أسمائهم، وحصر أعداد الجرحى وتقدير الخسائر، أو عد الصواريخ وتحديد أماكن سقوطها، ورصد حجم الأضرار التي ألحقتها، فكما ترد سلطات الاحتلال على مصادر النيران الفلسطينية، وكما تتعقب مطلقي صواريخ المقاومة، ومنفذي العمليات الجهادية، فإن على المقاومة الفلسطينية أن تتعامل مع العدو الإسرائيلي بالمثل، ترد عليه الصاع صاعين، صاروخٌ بصاروخ، ورعبٌ بمثله، وهلعٌ بين السكان بما يوازيه هلعاً بين المستوطنين وسكان البلدات الإسرائيلية، فلا شئ يوجع الإسرائيليين غير المقاومة، ولا شئ يحركهم من أماكنهم ويجبرهم على التعامل مع الخصم سوى مدى قدرته على توجيعهم وإلحاق الأذى بهم، فعلى صواريخ المقاومة الفلسطينية أن تنطلق من قواعدها البسيطة، وهي إن لم تقتل إسرائيلياً فإنها سترعبهم وستخيفهم، فهم جميعاً يضعون أيديهم على رؤوسهم خوفاً من أن تسقط عليهم بعض هذه الصواريخ البدائية، وإن كان بعضها قد طور حشوةً وقدرة تدميرية وتوجيهاً ودقة ومدى إصابة، بما يجعلها تخيف وتؤثر، وتحقق بعضاً من الأهداف التي ترجوها، الأمر الذي يجعل المستوطنين وبلداتهم تحت مرمى نيران المقاومة الفلسطينية.

لعل الخريف في غزة الذي كان من المفروض أن يسبق الربيع مناخياً، وأن يتلوه سياسياً، إلا أنه جاء تالياً لربيع العرب، الذي جعل من القضية الفلسطينية عنواناً حاضراً وبارزاً في كل تحركاته وتظاهراته واعتصاماته ومطالبه العامة، ولم يتخل عنها في أحلك ظروفه وأشد أزماته، حيث لا يشك أي فلسطيني أن العرب في ثوراتهم قد حملوا معهم هم القضية الفلسطينية، وجعلوها ملازمة لهمومهم الوطنية والمحلية، ورفعوا نصرتها إلى جانب مطالبهم في الحرية والديمقراطية وتبادل السلطة، والنهوض بأحوال البلاد والعباد، ولكن الكيان الصهيوني لم يمهل الثائرين العرب، ولم يمنح من نثق بنصرتهم لنا الوقت لينتصروا للفلسطينيين ويدافعوا عنهم ويقوموا بواجبهم تجاههم، فاختار العدو بلؤمٍ وخبثٍ كعادته وقتاً يصعب فيه على الفاعلين من الشعوب العربية القيام بواجبهم، والتصدي للهجمات الإسرائيلية، فأراد أن يملي شروطه الجديدة على العرب والفلسطينيين، وأن يبين لهم أن المستقبل مهما اختلفت ملامحه وتغيرت وجوهه لدى العرب، فهو لن يختلف أثراً وفعلاً فيما يتعلق بالكيان الصهيوني، ولن ينعكس ربيعاً على كيانهم، أو محلاً ولعنة على سكانهم ومواطنيهم.

ولتعلم قوى المقاومة أن الشعب الفلسطيني لا يحملها مسؤولية ما يصيبها من قتلٍ وتدميرٍ وتخريب، فهذا ديدن الاحتلال منذ أن بدأ، وهذه سياسته التي نعرفها عنه، فهو لا يغير طبيعته، ولا يبدل عدوانيته، ولا يمكن له أن يستحيل إلى حمامة سلام أو إلى جارٍ وادع، فهو لم يتوقف عن قتل الفلسطينيين واستهدافهم في كل المراحل والظروف، وفي ظل الحكومات التي فاوضت وغيرها التي عارضت، بما يؤكد أنه يستهدف الشعب الفلسطيني بكل أوانه وفئاته السياسية، فيقتل بلا سبب، ويعتدي بلا مبرر، ويعمم قتله ولا يخصص، ويشمل عدوانه ولا يحدد، ويغلظ في قصفه وتدميره ولا يرحم، ويطال كل الأماكن ولا يحيد مستشفى أو مدرسة، ولا جامع ولا مؤسسة، فهذا قدرنا مع الاحتلال عرفناه وخبرناه سنين طويلة، ولكننا لا نستسلم له ولا نخضع لإرادته، بل نقاوم إرادته، ونسعى لكسر شوكته.

لذا ينبغي على المقاومة الفلسطينية أن تتقدم لتأخذ دورها، وأن ترفع راية المقاومة وأن تعلي لواءها، إذ لا شئ يمكن أن يردع الكيان الإسرائيلي غيرها، ولا شئ يخيفها غير منظر مستوطنيها وهم يلوذون بالفرار في الملاجئ تحت الأرض، أو صراخ أطفالهم ونسائهم وهم يستغيثون برئيس حكومتهم يطلبون منه الحماية والأمن، وهو ما لم ينعموا به يوماً، وما لم تستطع أي حكومة من حكوماتهم السابقة أن تحققه، ولو استطاعت ما كانت لتتأخر أو تمتنع، ولكن المقاومة الفلسطينية كانت عصية عليهم، وأقوى من أن تنكسر شوكتها تحت ضربات جيشهم، وأصلب من أن ينثني عودها نتيجة تهديداتهم المستمرة، ولعل المقاومة اليوم باتت أقوى مما كانت عليه بالأمس، وأكثر عدداً وعدة، وأفضل تنظيماً وتسليحاً، وهي قادرة على رسم حدودٍ جديدة، ووضع معايير مخالفة، وفرض معادلات رعبٍ وتوازن مختلفة عما مضى، ولكن هذه الأهداف تتطلب منها عملاً ومبادرة، وسرعة رد وإحكام ضرب، وتأكيد إصابة، وإمعان ألمٍ ووجع، ومن قبل وحدة صف وسلامة نفس، واتفاقاً على الأهداف والغايات، وتحديداً للمسارات والأولويات.

فرصة للراعي ليعود إلى بكركي وإلى أن يكون بطريركاً مارونياً/ الياس بجاني

متى 18/19 و20/: ""الحق، الحق أقول لكم: إذا اتفق اثنان منكم في الأرض أن يطلبا حاجة بالصلاة، حصلا عليها من أبـي الذي في السماوات. فأينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، كنت هناك بينهم".

فرحنا جداً بلقاء عدد من أقطاب قوى الرابع عشر من آذار المسيحيين (الرئيس امين الجميل، النواب ستريدا جعجع، دوري شمعون وبطرس حرب، والنواب السابقون فارس سعيد، نايلة معوض، كميل زيادة) في بكركي يوم الجمعة بتاريخ 22 حزيران/12، مع غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي في حضور النائبين البطريركيين المطرانين سمير مظلوم وبولس صياح.

ولأن المشكلة مع البطريرك الراعي كبيرة جداً وخطيرة جداً كونها تتعلق بمصير ووجود الموارنة، وفي مصير ومستقبل لبنان الدولة والكيان والهوية والنظام، وفي أسس ثوابت بكركي وبكل المفاهيم الإنجيلية، نقول دون مواربة أو ذمية أو نفاق وبإيمان قوي أن اللقاء هذا ممتاز وأكثر من ضروري ويعطي بشارة الراعي الراهب فرصة تاريخية لا تعوض ليعود إلى بكركي قلباً وقالباً وإيماناً وممارسات، وإلى أن يكون قولاً فعلاً وإيماناً بطريركاً للموارنة هو يعرف رعيته ورعيته تعرفه.

نقول هذا الكلام الصريح والمباشر لأنه للأسف ومنذ انتخاب الراعي بطريركاً مارس دوراً سياسياً مثيراً للجدل ليس دينياً في جوهره وأهدافه وأسلوبه ولا يمت لبكركي أو للموارنة أو للبنان الرسالة بصلة وهو لم يكن بطريركاَ مارونياً لا في تعاطيه مع بكركي التي أعطي لها مجد لبنان ولا مع ثوابتها، ولا مع المفاهيم الإنجيلية، ولا مع قيم ومبادئ الموارنة أنفسهم، ولا مع أقطاب وأحزاب الموارنة، ولا مع حقوق الموارنة، ولا مع أرض الموارنة، ولا مع الأسس المسيحية الحقة من محبة وتواضع وانفتاح وتفاني وشفافية وشهادة للحق وعيش في النور.

نعم المشكلة خطيرة جداً وحتى يتم حلها بين الراعي من جهة، وبكركي والموارنة ولبنان من جهة أخرى، على الأقطاب المسيحيين في 14 آذار عدم التعتيم أو التستر أو التعامي أو التغاضي على أي موقف من مواقفه العدائية للبنان والموارنة والكنيسة والشهداء. كما لا يجب القبول بأي من مواقفه المستنكرة تحت أي ظرف وهي كثيرة عربياً ودولياُ واقليمياُ ومحلياً، وكلها كوارث ومهينة للموارنة ولكنيستهم ولتاريخ لبنان ولتضحيات الموارنة واللبنانيين.

ولأنه لا يمكن حل أي مشكلة قبل تحديدها ومعرفة مسبباتها وكل خلفياتها ومن ثم إعتراف المعنيين بها دون لبس، لا يجب بلع أي مسكنات كلامية من مثل مسلسل ادعاءات الراعي بأن مواقفه حًرّفت أو اجتزأت أو لم تقرأ ككل لأن كل مواقفه الخطايا هذه هي موثقة بالنص والصوت والصورة ونقطة على السطر.

نعتقد أنه يتوجب على البطريرك الراعي إن كانت تقديراته السياسية محلياً واقليمياً ودولياً خاطئة والتي على أساسها بنى مواقفه "الكارثية" وخطابه الاستفزازي أن يصححها بجرأة على خلفية إيمانية بحتة ويعود إلى ثوابت بكركي الوطنية والإيمانية وإلى نفس النهج الذي اتبعه البطريرك الدائم مار نصرالله بطرس صفير، أطال الله بعمره.

أما في حال كان الراعي رهينة لأي سبب من الأسباب لإيران أو لسوريا أو لحزب الله أو لغيرهم عليه أن يستقيل فوراً ويتحرر ويحرر بكركي عملاً بقول السيد المسيح: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"، والراعي في الأساس راهب وصاحب دعوة وقد نذر طوعاً العفة والطاعة والفقر.

بمحبة نقول إن المشكلة مع مواقف وخطاب وممارسات ونهج البطريرك الراعي هي كبيرة جداً وخطيرة جداً، وبالتالي أي تعاطي معها من قبل أقطاب 14 آذار المسيحيين يجب أن يكون على نفس مستوى حجمها وخطورتها.

من القلب نتمنى أن يعود البطريرك الراعي إلى روحية دعوته اللاهوتية ويتوقف عن إهانة ذكاء الموارنة والاستخفاف بإيمانهم وضرب كل تضحيات الشهداء. ولتعود له المصداقية المفقودة عليه بعد تصحيح مواقفه السياسية والوطنية أن يحيط نفسه بطاقم من رجال الدين والإعلام المشهود لهم بالشفافية والإيمان والوطنية وليس العكس كما هو حاصل حالياً.

أما فيما يتعلق بمذكرة أقطاب 14 آذار المسيحيين التي أفيد أنهم سيرفعونها إلى الراعي في اللقاء المقبل معه وفيها رؤيتهم لدور بكركي والموارنة ولبنان محلياً وعربياً ودولياً نتمنى عليهم أن لا يكون مصير هذه الوثيقة كمصير عشرات وثائقهم ومذكراتهم وأوراقهم السابقة التي بقيت حبراً على ورق ودون متابعة

يبقى أن من واجب أقطاب 14 آذار المسيحيين أن يتصرفوا كأبناء نور حقيقيين ويضعوا الموارنة واللبنانيين بأجواء حصيلة اللقاءات المستقبلية مع الراعي وبأجواء نتائجها النهائية بشفافية وصراحة وجرأة.


مخطط الإخوان المسلمين فى حالة فوز الفريق أحمد شفيق/ مجدي نجيب وهبة

لقد سبق ونشرنا بموقعنا "صوت الأقباط المصريين" هذا التقرير بتاريخ 18/6/2012 .. وكان موقعنا هو أول من نشر هذه الخطة التى يدبرها جماعة الإخوان المسلمين فى حالة فوز الفريق "أحمد شفيق" فى سباق الإنتخابات الرئاسية .. واليوم نعيد نشر هذا التقرير الذى تم نشره فى جريدة الدستور بتاريخ 21/6/2012 .. أى بعد نشره بموقعنا بثلاثة أيام ... وإليكم التقرير :
هذا تقرير عن جلسة لقيادات حزب الحرية والعدالة بالمحافظات بقيادة عصام العريان وخيرت الشاطر وأخرون ومصدر هذا الخبر هو شاب ممن يتواجدون في مقر الحزب و أكتشف ان الحزب يحضر لمجزرة

التقرير كالاتي :

بعد أن اجتمع عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المسئولين عن الجماعة في المحافظات فقد تناول الإجتماع عدد من النقاط وأهمها ...... و هو ما جعلت المصدر يحس بالهلع

1- في حالة سقوط المرشح محمد مرسي ستقوم مجموعات مدربة من جماعة الإخوان المسلمين لإستدراج الشباب للخروج في مظاهرات ضد الفريق أحمد شفيق ويتم خلالها إطلاق النار عن طريق قناصة وخلايا نائمة في مواقعها فوق الأسطح والعمارات في كل من ( العباسية - مصطفى محمود - التحرير - الدقي ) الى جانب ذلك تحرك المجموعات البدوية الموكل عليها ضرب نقاط التفتيش في سيناء لتسهيل دخول مجموعات حماس والحرس الثوري للمساعدة في الإنقلاب العسكري المسلح على الرئيس والجيش

2- في حالة فوز الدكتور محمد مرسي فتوجد قائمة تحتوي على 300 شخصية تنتمي للحزب الوطني السابق وهذه الشخصيات من كبار العائلات في مجموع من المحافظات وهذه القائمة سيتم إعدام من فيها وذلك لزرع الخوف في قلوب بقية الأعضاء السابقين في الحزب الوطني فيخضعوا لتنفيذ عمليات تصفية لكل من ينتمي للحزب من شباب ونساء وبذلك يخضع الشعب ويتم تهيئته لتنفيذ مشروعهم القهري وهو دولة الإخوان الكبرى التي عاصمتها القدس كما قالها الغبي صفوت حجازي

3- يتم التحرك من جانب النساء الإخوانيات لنشر الخوف في قلوب الأسر على شبابهم وعدم السماح لهم بالخروج في مظاهرات لعدم تعرضهم للقتل بيد الجيش واحمد شفيق والشرطة وأن الاخوان سيتولوا المهمة بالنيابة عنهم

4- أن يقوم قادة الإخوان بتشكيل لجان ومجموعات يطلق عليها المجموعات الخاصة بحماية القادة والموكل اليها تصفية اي متحرك يقترب من مقارتهم في المحافظات او من يعارضهم كما يوكل اليهم الانتشار كقناصة فوق الاسطح للسيطرة على مداخل الشوارع ومنع الشرطة من مقاومتهم

5- تلقى السيد المحترم عصام العريان التمام من القادة بالمحافظات حيث تم التعاقد مع البلطجية ومسجلي الخطر على أن يهاجموا المراكز واقسام الشرطة مقابل عدم القبض عليهم أو اعتقالهم بما أنهم مسجلوا خطر وخطر على الشعب وأن يتعاملوا مع الجماعة في حدود ما هم مكلفون بهوهو حرق المنازل لكبار رجال الشرطة بالمدن والقرى والمراكز وكذلك منع سيارات الشرطة من التحرك او النجدة لاي مواطن يستغيث

6- الهجوم على مراكز الاسعاف في القرى والمراكز والمدن وحرقها هي ومراكز الاطفاء والصاقها في البلطجية التابعين للحزب الوطني وللعلم في الوقت ذاته اعضاء الحزب محاصرين وبيتم حرق بيوتهم واعدام عناصرهم الكبيرة وغيره مما يجعلهم لا يمكن أن يبرئوا ساحتهم فيثور الاهالي ضدهم فيقتلهم القناصة ويتهم فيها اعضاء الحزب الوطني

7- في القاهرة وهي الاهم لابد من التحرك في ثلاث محاور:

الأول : الهجوم على سجن طرة سوء نجح مرسي او شفيق واغتيال كل من به من علاء وجمال ومبارك والعادلي والقيادات التي تملك عليهم اسرار خطيرة

الثاني : الهجوم على الثوار في الميادين سواء ضد الإخوان او ضد شفيق وقتلهم ورمي اوراق وبطاقات لضباط شرطة وامناء وعساكر في الميادين وطلقات نارية ميري وترك سلاك ميري تابع للشرطة مع وجود كاميرات مثبته الأن لتوثيق ما سيحدث والصاقة في الشرطة والجيش وبناء عليه يتمهجوم الأهالي على الشرطة والجيش للأنتقام للشهداء ويتم حل الشرطة ويحل محلها ملشياتهم باسم قوات حماية الثورة وهذا الكلام من الأجتماع ولو في قيادي يكذب يخرج يكذب

الثالث : القتحام لمعبر رفح واطلاق صواريخ بعيدة المدى يصل مداها لتل ابيب من داخل سيناء تحمل اسم الجيش المصري ويكون رد فعل اسرائيل هو ضرب غزة وصرف نظر المجتمع الدولي لغزة والاعتداء على اسرائيل في الوقت الذي يقتلون هم في الداخل كافة المعارضين وهذا الكلام موكللقيادات من البدو العريان يعرفهم جيداً

عندما سمع المصدر هذا الاجتماع اصابه الهلع واحس انه مشارك في الجريمة فامدنا بما حدث
هذا بلاغ لكل مسئولين مصر للتحقيق فيه
هذا تحذير لشعب مصر وقيادات الحزب الوطني مما هو مدبر لهم
هذا تحذير لنقاط التفتيش في الحدود وسيناء للأنتباه
هذا تحدذير للجيش ان يضع جنوده في حالة تأهب في اي حالة من الحالتين فالإخوان مصرون على الانتقام اسوة بما فعله حماس في غزة وقتلوا كل القيادات في غزة من قيادات فتح
للمرة الأخيرة هذا ما حدث والله على ما اقول شهيد

مرسى العياط يستغيث بعد فضيحة الجماعة/ مجدى نجيب وهبة

** لم يكن بالغريب على الجماعة ، أن تدفع بالملايين من الرشاوى لحصد أصوات الناخبين ..
** لم يكن بالغريب على الجماعة ، أن تدفع بالملايين لرشوة بعض مندوبين اللجان ، لتزوير عملية الإستفتاء لصالح "مرسى العياط" ...
** لم يكن بالغريب على الجماعة رشوة بعض العاملين بالمطابع الأميرية لطبع أكثر من 2 مليون بطاقة خرجت لصالح العياط !!..
** لم يكن بالغريب على جماعة إحترفت الكذب والتدليس والتزوير ، أن يخرج علينا "مرسى العياط" ، ببيان فى الساعة الرابعة فجر الإثنين ، وإعلانه أنه رئيس مصر بعد حصد أصوات المصريين ، متفوقا على غريمه بحوالى 750 ألف صوت ، حسب ما رصدته حملته المفضوحة ، رغم علمه أن هناك أكثر من 30 ألف لجنة ، لم يتم فحص أوراقها بعد !! ..
** ليس غريبا أن يكذب حزب "الظلام والتضليل" بنجاح "العياط" ، لأن شعارهم هو "الكذب وسيلتنا .. والضلال غايتنا .. والسجن مصيرنا" !!..
** ليس غريبا أن تنهار البورصة ، وتفقد 15 مليار جنيه ، فى خلال يومين .. بمجرد ظهور "العياط" على شاشات الإعلام ، وحوله الجماعة الكذابون ، والإعلام المضلل .. وهم يروجون أن العياط رئيسا لمصر ، وينقلون أكاذيب العياط على الهواء مباشرة ..
** ليس غريبا أن يحزم بعض رجال الأعمال المصريين ، حقائبهم ، ويستعدون للرحيل المفاجئ .. وينضم إليهم أفواجا من السياح ، يستعدون لمغادرة البلاد ، تاركين كل ما يملكونه .. هاربين بجلدهم من "مرسى العياط" ، وأنصاره الكذابون الدمويون !!.
** ليس غريبا أن ينطلق أنصار العياط ، فى غزة ، والأردن ، وليبيا ، واليمن .. مهللين بوصول "العياط" رئيسا لمصر ، وينطلق أتباعه إلى منطقة "الوباء والدعارة" – التحرير سابقا - ، ليرقصوا ويطلقون الصواريخ ، إحتفالا بوصول "العياط لكرسى الرئاسة !! ..
** ليس غريبا ، رغم ما يعرفه الجميع عن الإخوان الكذابون .. إنهم عندما تأكدوا بسقوط المرسى ، سارعوا بإعلان النتيجة .. فإذا ظهر خلاف ذلك ، سيدعون أن العملية الإنتخابية أصابها التزوير .. وأن هناك عمليات ممنهجة لإجهاض الثورة !! ..
** وبالتالى ، سترتفع الأصوات من البرلمان المطرود بعد أقل من 3 شهور ، لينضم المتعوس على خايب الرجا ... جزء منهم يطعنون فى المحكمة الدستورية العليا .. ويتهمون المحكمة بإصدار قرار غير دستورى بحل برلمان الوكسة والندامة .. وجزء أخر يطعنون فى اللجنة العليا للإنتخابات ، بأنها زورت النتيجة بعد نجاح "العياط" .. ثم يدعون كل الهلافيت من أتباعهم .. وأول هؤلاء الهلافيت هم جماعة "6 إبريل" ، والوطنية للتغيير ، وأنصار البرادعى ، وحمدين صباحى ، وأولاد أبو إسماعيل .. وتنطلق الدعاوى الحنجورية أن الثورة مازالت مستمرة .. والشرعية فى الميدان .. رافضين حل برلمان الوكسة ، زاعمين أنه أول برلمان حقيقى يأتى بإرادة شعبية حقيقية لأكثر من 30 مليون ناخب .. ثم تتعالى الهتافات بعد إنضمام المتعوس على خايب الرجا .. ونواب "قندهار" بعد حل البرلمان على جماعة "المرسى" .. ليعيدوا نفس المشهد الذى كرروه مع الرئيس السابق "حسنى مبارك" .. بعمل برلمان موازى ، وقضاء موازى يديره المستشار "محمود الخضيرى" ، وحكومة موازية يديرها "خيرت الشاطر" ، و"حسن مالك" ...
** وتناسى هؤلاء الكذابون والمضللون .. وللمرة الـ 20 مليون .. أقول وأعلنها ، وأخاطب كل العقلاء .. إنه لم تكن هناك ثورة .. ولكنه كانت هناك إنتفاضة شعبية خرجت يوم 25 يناير فى صورة شبابية رائعة ، ولوحة وطنية جميلة .. طالبت بالعدالة والعيش والحرية .. ووصلت رسالتها ، وعاد هؤلاء الشباب الرائع إلى منازلهم ، ليحل محلهم مجموعات من البلطجية والتنظيمات ، والحركات الإرهابية ، وحركة 6 إبريل ، متزعمة المشهد ، تدعمهم جماعة الإخوان المسلمين .. ويسيطروا على الميدان ، ويحدثوا حالة هرج وإنفلات أمنى لم يسبق له مثيل .. وإنقسمت مصر إلى جزء كبير من الشعب يرفض هذه الفوضى ، ويطالب بالإستقرار بعد التنازلات التى أبداها الرئيس السابق "مبارك" ، وفصيل إرهابى دموى يسيطر عليهم جماعة الإخوان ، أطلق عليهم المعارضين ، ورافضين كل ما يقدم لهم ، ومطالبين برحيل مبارك ، وأعوانه !! ..
** ولكن يبدو أن المجلس العسكرى قد خدع فى هذه المجموعات .. أو بالأدق ، كان المجلس العسكرى غير راغب فى عملية التوريث ، فساند هؤلاء الغوغاء ، الذين أطلق عليهم "المعارضين للنظام" ، فى مواجهة "المؤيدين للإستقرار" ، ولكن الكارثة هى الكلمة التى أطلقها عليهم المجلس العسكرى ، وهى "مطالب الثوار" .. وصدق هؤلاء الكذابون والمراهقون السياسيون أنهم إستطاعوا أن يسقطوا النظام .. وإنهم وراء سقوط مبارك .. وتناسى الكذابون أن الجيش المصرى لو أراد أن ينهى هذه الفوضى لقضى عليهم فى غضون بضعة دقائق .. بل وأعاد بعضهم إلى السجون التى هربوا منها !!..
** ولكن علينا أن نعترف أنه كان هناك مخطط ، ودور أمريكى قذر ، وأموال طائلة دفعت لإحداث كل هذه الفوضى .. التى إندلعت منذ عصر 28 يناير ..
** لقد كتبت كثيرا فى هذه النقطة .. كتبنا عن برلمان "قندهار" ، قبل أن يحل .. وتساءلنا ونحن لا نصدق أنفسنا .. كيف يكون فى مصر العظيمة هذا البرلمان .. لم يتوقف قلمنا عن المطالبة بحل البرلمان حتى لا تسقط مصر .. وأخيرا ، أصدرت المحكمة الدستورية العليا بإعتبار أن برلمان "قندهار" كأنه لم يكن .. وأغلقت أبواب البرلمان مرة أخرى .. لم يصدق أعضاء البرلمان المنحل أنهم عادوا إلى قواعدهم السابقة .. فيبدو أن بعضهم قد أصابه لوثة جنون ..
** حاول البعض منهم دخول البرلمان بعد دعوة "الكتاتنى" بعقد جلسة طارئة لبحث حكم المحكمة الدستورية العليا .. صدق بعض الأعضاء هذه الدعوة .. فذهبوا إلى البرلمان ، ووجدوا أبوابه مغلقة ، ومعلق عليها لافتة "مغلق للتحسينات والتغييرات" .. بعضهم أصيب بلوثة جنون ، وهم لا يصدقون أنفسهم أنه تم حل البرلمان .. ذهبوا إلى مبنى مجلس الشعب من الخارج ، وحاولوا إستعطاف الحراس القائمين على حراسة المجلس ، بأن يسمحوا لهم بالدخول .. ويلقوا نظرة الوداع ، ويلتقطون صورا تذكارية .. ولكن تم رفض طلبهم .. فكان منظرهم فى غاية الأسف ، يرثى لهم ، وهم يقفون على أبواب المجلس بعد أن أزيل عنهم لقب "نواب البرلمان" !!..
** فماذا يفعلون؟ ... ظهر الحل فى "مرسى العياط" .. فهو طوق وحبل النجاة ، وأملهم الوحيد للعودة للبرلمان مرة أخرى .. إنطلقوا فى الفضائيات لتحسين صورة مرسى العياط .. تارة يدعون أنه ممثل الثورة .. وتساءل البعض ، ما علاقة العياط بالثورة التى لم تكن موجودة أصلا .. ولكن الموجود كان هو مطلب شباب 25 يناير ، الذى خرج ثم عاد قبل إندلاع الفوضى .. ما علاقة نائب المرشد بالثورة ، وهم لا يعترفون بالثورات ، ولا بالديمقراطية ، ولا بالحدود ، ولا بالمواطنة ، ولا بالدولة .. ولكن الضرورات تبيح المحظورات ...
** خرج علينا محامى الإخوان "أحمد أبو بركة" .. بعد حل البرلمان فى بعض الفضائيات ليقدم للمشاهد أعذب قصائد الكذب والتضليل فى مدح مرشح الرئاسة الإخوانى "مرسى العياط" .. هلت علينا المستشارة "نهى الزينى" لتؤدى دورها التمثيلى بإحتراف ، بإستخدام حركات يديها ، وبعض الكلمات المعسولة لإقناع المواطن فى مصر بالمناضل "مرسى" ....
** صورة هزلية .. ظل الإعلام يروج لها .. وقد أصاب بعض المشاهدين حالة إحباط ويأس أدى إلى إنتحارهم .. وقرر البعض الأخر السفر المفاجئ وترك الوطن .. والبعض تحلى بالصبر والسلوان!!
** ولكن .. كل ذلك كوم .. والمدعو "محمود سعد" كوم أخر .. لست أدرى ما هى الجهة التى تدعم هذا المدسوس على الإعلام .. ما هى الدولة التى تموله وهو يحاول أن يهدم فى مصر .. أين أجهزة الرقابة على ما يبثه هذا الإعلامى ، وما يبثه هذا الإعلام العاهر ، وما تبثه بعض القنوات العاهرة ، التى مازالت تمارس تحريضها ضد الوطن حتى كتابة هذه السطور ... وقد أصابتهم صدمة عصبية بعد ظهور الحقيقة .. ولكن حتى لا نأخذ الحابل بالنابل .. فنتوجه بتحية تقدير وإحترام للإعلامى "تامر أمين" ، والإعلامية "لميس الحديدى" على هذا المجهود الرائع والحس الوطنى .. فقد ظلوا على الحياد لكشف الحقيقة ، دون الترويج أو التلميح لأحد ضد الأخر !!..
** الحقيقة .. وأنا أكتب هذا المقال .. أشعر بشئ من الخجل للجماعة والبرلمان ولمرسى .. اللهم لا شماتة .. ولكننا ندعو إليهم دائما بالهداية والعودة إلى حضن الوطن .. فمصر ستظل شامخة بأبنائها ، وجيشها ، وشرطتها المدنية ، وشعبها الطيب الأصيل !!! ..

عندما يدخن صنم الألاعيب "غليونه"/ عبد العالي غالي

ها قد أتاحت له إطلالة الربيع فرصة التسلل إلى الهيكل في غفوة من حراسه؟ ليس له الآن إلا أن يقتات ملح تراب السلطة ويعب من بحر الامبريالية عبا، ليملأ شبقه نظرا في تماثيل كل الغواني المستلقية على أجنحة اله الحب والجمال...

كل القصد كان أن يستكشف الأغوار، ويتنسم أريج الوجدان الموبوء بنسمة الحياة لكنه أخطأ القصد فسار سهمه في غير مجراه... من الهبة الكبرى إلى الصفعة الأكبر، ومن الطعنة إلى اللعنة، وكل التماثيل ما تزال شامخة لا تهزها العواصف، تقف مسربلة في ثوب حريري، تملأه غمزا وهمسا ولمسا، كأنما هي المتحرشة بما بقي فيه من رجولة ما بعد الخصي.

أيا طائر النورس أهو السطح مداك وان طال الريش وثقب النظر، أم تراك فهمت كما لم يفهم الفاهمون أن اسعد الخلق ما زحف، فحتى الدبيب صار يزعج الأرض فتجهض، وخير من بعض الدواء الداء.

فتح الباب على مصراعيه وانبسط السجاد الأحمر أمام الأقدام الحافية، فتبين أن الوثب غير الوثب وألا مجال للمشتاق إذا فاق غير كثير رقص وغريب هلوسة. مع كل خطوة يزداد الرشد بعدا ويزداد هو تشبثا بغباء الصبا، ولأن بقية من وعي مازالت تنضح في أعلى الجسد المتهاوي، فلا عجب إن سمعناه يسِمُ الصبا بالبراءة و جميل الأوصاف... وحده في صومعته بقي متشبثا بسورة عبس، يقرأها ويحاول ربطها بكثير أسفار وإصحاحات مما علق في ذهنه من الكتاب المقدس، ووحده لم يتساءل أين اختفت الم نشرح لك صدرك.

فلنترك له الكلمة الآن وهو يتأمل الأضواء في ظلمات شوارع باريس ولياليها المخيفة، اسمه تلفان، فليكن ستارا يقيه خطر الانتقام، يتذكر وفي ذكرياته أشياء تتكرر كل يوم والى اليوم، يتذكر عندما صعد عمارة سكنية، قرع الباب هل أنت برهان؟ الجواب نعم، ودون سؤال آخر طلقة نار خر على إثرها الجسد الواقف بالباب، فانسحبت الفرقة تاركة الجثة لبكاء الأطفال. يتذكر عندما لقي احد رفاقه وقد صار قائدا لكتيبة أحد الصحابة المنضوين قهرا في جيش سوريا الحر، ثقل السنين أنساهم انتماءاتهم المتعارضة وأبعدهم إلى عناق حار آلاف الكيلوميترات بعيدا عن قصر الحكم.

جلسة شاي في مقهى مغمور، ثم سرد لشريط أحداث دفعت بكل ارثه التاريخي نحو مجاري المياه. وعود اردوغانية وأموال تستخرج من زيت الغاز، أعفت ما تحت جمجمته من أدواره الطبيعية. هو اليوم يعلم حقا انه لولا الجبن لكان سيد المنتحرين، ولمسح بذلك عن جسده كل العار الذي سيبقى رديفه ما بقي في عمره من سنين. فقد باعه الأمير المتلاف ببخس... محطم يمشي الهوينا تحت قوس النصر فلا يرى منه غير ما تخفيه أشجار الأرز الشامخة عن أشعة الشمس. ومع الأصيل تتراءى لعينيه كل أشباح الدنيا فلا يميز بينها غير هيكل الزوجة والأبناء... يقول خانت، فترد ويحك ألازلت تعتقد أن من حقك استعمال لسان ابن منظور...

اينك أيها الناتو؟

أيا اله الدم الرقراق

يا من لك القوة والجبروت،

يا من وعدتني والعبد الجليل

بجنات تجري من تحتها أنهار من الدماء

فوفيت معه وأخلفت معي...

عبدتك وأخلصت لك العبادة،

ركعت وسجدت،

وأقمت الليالي الطوال،

سعيت بين الفيصل والحمدين،

وصليت في محراب عائضك وقرضاويك وعرعورك،

هم من أقرأني آياتك

فآمنت منهم بقولك

"ان ينصركم الناتو فلا غالب لكم"...

أتراه الوضوء ما أحسنته؟

أم تراك لست كربهم

تجيب دعوة الداعي إذا دعاك...

المغرب

نداء "من القلب" إلى المجلس العسكري/ رأفت محمد السيد

بكل الود والحب أوجه نداء من القلب إلى المجلس العسكري "المصري " الذي أثق في وطنيته أن يعود إلى ثكناته بعد أن ضرب أروع مثل في الوطنية بحمايته للثورة المصرية المجيدة ، وإذا اتفقنا أو اختلفنا في أن المجلس العسكري كان له أخطاء كثيرة في إدارة المرحلة الانتقالية ترجع إلى نقص خبرته السياسية واعتماده على مستشارين لم يكونوا على المستوى المطلوب في المشورة خلال تلك الفترة مع عظيم تقديري واحترامي لهم جميعا ، إلا أننا لانختلف ولا نشكك في وطنية المجلس العسكري الذي يمثل العقل المفكر واليد القوية في حماية حدود مصر وأمنها ضد أي عدوان خارجي ، وسنظل دوما نفخر ونعتز بقواتنا المسلحة المصرية وقادتها التي دائما ماتعبر بنا كل الحروب والأزمات ، وقد حان الوقت من جديد ليؤكد المجلس العسكري وطنيته بتسليم السلطة كاملة غير منقوصة إلى أصحابها وأن يعود إلى ثكناته ، ثقتنا كبيرة في رجال المجلس العسكري وقواتنا المسلحة الذين لابد أن نرد إليهم اعتبارهم "فور تلبية النداء" بتكريمهم التكريم الأمثل اللائق بهم عن كل ماتحملوه خلال الفترة الماضية من نقد واستفزاز وتطاول في بعض الأحيان ، إلا أنهم كانوا يضعون نصب أعينهم انتمائهم لهذا الشعب العظيم وهذه الأرض الطاهرة "أرض مصر المحروسة " رغم أنف الحاقدين – تحية من القلب للمجلس العسكري الوطني الذي سوف يهتف له جميع المصريون في كل الميادين المصرية فور استشعارهم بأنهم بالفعل "وليس بالكلمات" ليسـوا راغبى سلطة ساعتها سنردد معا " شكرا شكرا كل العسكر – قوة مصر في جيش العسكر " حفظكِ الله يامصر وحفظ شعبك العظيم

سورية تتجه نحو الحسم العسكري/ نقولا ناصر


(شينخوا: "تبدو الحكومة السورية قد وضعت على الرف كل الاقتراحات الخارجية واختارت" إنهاء الأزمة ب"حسم عسكري يضع نهاية للأزمة المستعصية مرة واحدة وإلى الأبد")

كان تعليق بعثة مراقبي الأمم المتحدة لأعمالها في سورية "إلى إشعار آخر" كما أعلن رئيسها الميجر جنرال روبرت مود السبت الماضي هو أحدث مؤشر إلى تصعيد في "العنف" المتبادل يشير إلى أن الأزمة الاقليمية والدولية حول سوريا تتجه نحو الحسم العسكري في الداخل.
وإنها لمفارقة حقا أن "المعسكر" العربي والدولي الذي يطارد المقاومة بكل أشكالها باعتبارها "إرهابا" ويحظر حتى التأييد اللفظي لها باعتباره "تحريضا على العنف" في المكان الوحيد الذي لم تعد تجدي فيه الحلول والتسويات السلمية والتفاوضية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو ذات المعسكر الذي يستخدم الآن كل الوسائل لمنع الحوار وإغلاق أي نافذة للتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية سياسية سلمية لأزمة أثبتت تطوراتها منذ بدايتها قبل عام وبضعة أشهر في سورية استحالة أي حل عسكري أو أمني لها، وهو ذات المعسكر الذي ترفع دوائر صنع القرار في عواصمه شعارا وحيدا يقول إنه "لا صوت يعلو على صوت المعركة" ل"تغيير النظام" في دمشق.
في تقرير لوكالة أنباء "شينخوا" عممته وسائل الإعلام الصينية في الرابع عشر من الشهر الجاري بعنوان "سورية تبدأ الحسم العسكري لإنهاء الأزمة" جاء أنه "في وقت لا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن التوصل إلى حل" للأزمة "تبدو الحكومة السورية قد وضعت على الرف كل الاقتراحات الخارجية واختارت طريقها الخاص" لإنهائها ب"حسم عسكري يضع نهاية للأزمة المستعصية مرة واحدة وإلى الأبد"، منذ يوم الجمعة الماضي، بعد أن "خفضت خياراتها العسكرية" طوال الفترة الماضية "حفاظا على أرواح المدنيين" وفي محاولة "لإعطاء فرصة لتسوية سياسية".
وإذا كان تقرير "شينخوا" صحيحا، والأرجح أنه كذلك، فإنه مؤشر إلى أن المعسكر العربي والدولي الذي عجز عن انتزاع تفويض من مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري الأجنبي من أجل "تغيير النظام" في سورية على الطريقة الأفغانية والعراقية والليبية قد نجح بالعنف والإرهاب في دفعه إلى خيار "الحسم العسكري" كخيار وحيد لوقف نزيف الدم السوري، وإعادة الأمن والأمان إلى البلاد، وهما مطلبان شعبيان لم يعد في وسع الدولة السورية صم آذانها عنهما، بعد مهلة طويلة منحتها لأصدقائها الروس والصينيين وغيرهم كي يحلوا الأزمة سياسيا وسلميا، فغزارة الدم السوري المسفوك ورائحة الموت والدمار التي عمت البلاد قد تجاوزت كل الحدود.
لكن هذا الخيار هو ما كان هذا المعسكر ينتظره كي يتخذ منه ذريعة للتدخل العسكري الأجنبي من دون أي تفويض من الأمم المتحدة وخارج إطارها في تكرار لسيناريو حرب حلف الناتو على صربيا عام 1999.
ومن الواضح أن معسكر "تغيير النظام" في سورية بكل الوسائل المتاحة قد نجح أيضا في احباط كل الجهود الروسية والصينية لحل الأزمة سياسيا وسلميا، ومنها "خطة أنان" التي تبلورت كعنوان لهذه الجهود، ومن المرجح أن يحبط هذا المعسكر كذلك فكرة عقد مؤتمر دولي لأعضاء مجلس الأمن الدائمين ودول الجوار التي اقترحتها موسكو لإنقاذ خطة أنان أو تطويرها، مما يحاصر "الحل السلمي" ودعاته في موسكو وبيجين ويضعهم في موقف حرج.
ومن الواضح كذلك أن أي قرار سوري بالحسم العسكري سوف يزيد في حراجة الموقف الروسي والصيني، اللهم إلا إذا حظي بدعم العاصمتين لتبديد اي أمل متبق لدى المعسكر الآخر في أن تكون حظوظه مع العنف والإرهاب أفضل من حظوظه مع التدخل العسكري المباشر بتفويض او دون تفويض من الأمم المتحدة.
ولأن المصالح الاستراتيجية الروسية والصينية الكامنة وراء دعم حل سلمي للأزمة في سورية أضخم من أن تسمح للعاصمتين بالفشل في جهودهما، وأكبر من أن تسمح لهما بالتسليم لفشل كهذا والانسحاب بهدوء، ولأن المصالح الاستراتيجية للمعسكر الآخر لن تسمح له بذلك أيضا، يظل التصعيد العسكري هو الاحتمال الأرجح.
إن وصف الوضع الراهن بأنه "حرب بالوكالة" بين المعسكرين أو بأنه "حرب أهلية" فيه الكثير من الخلط والتضليل الإعلامي الذي يساوي بين المعسكرين، كي لا يتم التمييز بأن أحدهما يجهد منذ بدء الأزمة من أجل عسكرة الاحتجاجات السلمية والتدخل العسكري الأجنبي وبين الآخر الذي يجهد في الاتجاه المضاد، وبين المعسكر الذي يحرض على العنف ويسلحه ويموله ويمده بالتسهيلات اللوجستية وبين المعسكر الآخر الذي يعمل من أجل الحوار الوطني كمعبر إلى تسوية وطنية سياسية.
وهو وصف يستهدف التصعيد العسكري من أجل إنهاك الدولة السورية وإرباكها تمهيدا لوصفها ب"دولة فاشلة" عاجزة عن أداء وظيفة اساسية لها في توفير الأمن والأمان لمواطنيها ولتصويرها بأنها مجرد طرف في "حرب أهلية" أو مجرد "وكيل" لقوى أجنبية لاستثمار الادعاء بأنها دولة فاشلة واستثمار ما يرافق التصعيد العسكري من عنف وخسائر مدنية في الأرواح كذرائع لاستدعاء التدخل العسكري الأجنبي ووضع سورية تحت وصاية الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة أو تحت أي غطاء دولي آخر.
إن دعوة وزير الخارجية الفرنسي "الاشتراكي" الجديد لوران فابيوس علانية وصراحة إلى فرض مثل هذه الوصاية التي تطالب بها الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية منذ زمن، وقول نظيره البريطاني وليام هيغ "المحافظ" إنه "لا يستطيع" ان يستبعد "إرسال قوات إلى سورية"، و"تأكيد" مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية لشبكة "سي ان ان" بأن البنتاغون قد "أنهى إجراءات تلخص كيف يمكن لقوات أميركية أن تحارب قريبا حكومة سورية التي تمزقها الحرب لتنخرط رسميا في الانتفاضة الدموية في تلك الدولة" وبأن الجيش الأميركي بات بانتظار "أوامر بشن هجوم" في سياق ما وصفه وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف ب"محاولات الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتغيير النظام" كجزء من "لعبة جيوسياسية أوسع في المنطقة "تستهدف إيران"، ثم الاعتراف الأميركي والفرنسي بتزويد العصابات المسلحة في سورية بأجهزة اتصال ومناظير ليلية حربية متطورة، إنما هي وغيرها مؤشرات إلى أن سورية تتجه نحو الحسم العسكري.
وفي السياق ذاته تأتي الزيارة التي قام الأسبوع الماضي بها إلى العاصمة الأميركية "وفد رفيع" مما يسمى "الجيش السوري الحر"، على ذمة "ذى سيدني مورنينغ هيرالد" في السابع عشر من الشهر الجاري، حيث التقى السفير الأميركي "غير المرغوب فيه" في دمشق، روبرت فورد، والمنسق الخاص للشرق الأوسط بوزارة الخارجية، فريدريك هوف، ثم "أعضاء كبار" من مجلس الأمن القومي الأميركي تم إطلاعهم على "قائمة" أسلحة يريدون الحصول عليها. واختتمت الصحيفة الاسترالية تقريرها بالقول إن "التدخل" الأميركي في سورية "سوف يحدث .. والسؤال هو متى".
وهذه الزيارة، إن تأكدت، تؤكد بأن التمويل والتسليح "العربي" لما يسمى المعارضة المسلحة في سورية ليسا سوى أدوات للقيادة الأميركية التي تقودها.
* كاتب عربي من فلسطين   
* nassernicola@ymail.com

ثورة مصر أضاعت شرم الشيخ/ د. مصطفى يوسف اللداوي

الإسرائيليون يتذكرون اليوم بحسرةٍ وأسى وحزنٍ وألم، مقولة وزير دفاعهم الأسبق موشيه دايان "إن شرم الشيخ بلا سلام خيرٌ لنا من سلامٍ بلا شرم الشيخ"، فها هم اليوم أمام حقيقة مقولة وزير دفاعهم التي تحققت وإن كانت متأخرة، فقد استعادت مصر أرضها، وستستعيد سيادتها، وسترد على دولة الكيان سلامه، وستنقض العهد معه، وستنكث الاتفاق الذي أبرمته على كرهٍ من أبنائها، وعلى غير رضىً من أهلها، برعايةٍ وخديعةٍ ممن يوالون الكيان الصهيوني ولا يحبون الخير لأمتنا، فقد كان سلاماً ممزوجاً بالذل، وصلحاً أشبه بالاستسلام، ومعاهدة أقرب إلى شروط الهزيمة، كبلت مصر سنيناً، وغلت أيديها لعقودٍ من الزمن، وألحقتها بالدول المتخلفة، وفرضت عليها جوعاً وحاجة وتبعية، أضرت بالشعب كله، وعطلت نموه، وسيرت إلى غير اتجاهٍ مصالحه ومقدراته، ونزعت المال من بين أيدي الفقراء لتضعه بين يدي قلة من الأثرياء وأصحاب النفوس.
يتذكر الإسرائيليون كلمات وزير دفاعهم وهم يرون أحلامهم تتطوح، وآمالهم تتمزق، ورؤوسهم المخمورة لا تكاد تصدق، بعد أن رأوا الجموع الشعبية المصرية وهي تجتاح سفارة كيانهم في القاهرة، وتمزق علم دولتهم، وتحطم الأسوار المحيطة ببناء سفارتهم، وتهدد بمصيرٍ أسود لمن يبقى منهم، فتأكد الإسرائيليون أن أحلامهم تتهاوى، وسلامهم مع مصر يحتضر، وأمانهم القديم يتزعزع، وأنهم لن يعودوا إلى شرم الشيخ مجدداً لينعموا بسمائها الصافية، وشمسها الذهبية، ومياهها الدافئة، وشواطئها الجميلة، ولن تكون لهم في شرم الشيخ أولوية، ولا بواباتٌ خاصة، ولن يسمح لهم بحرية الدخول إليها دون تأشيرة دخول، وفي حال دخولهم فلن تواكبهم قوى أمنية إسرائيلية وأخرى مصرية لحمايتهم، ولن يتمكن الإسرائيليون من الانتقال إلى شرم الشيخ بزوارقهم ومراكبهم الفخمة، وسيخضعون كغيرهم إلى التفتيش والتدقيق والدخول إلى مصر أصولاً، فقد أدرك الإسرائيليون أن شرم الشيخ قد عاد إلى أصحابه وملاكه، ولن يعود بعد اليوم حديقةً لهم، تتعرى على شواطئه نساؤهم، ويسهر في كازينوهاته سواحهم، ممن يدمنون القمار، ويتطلعون إلى إفساد الأجيال المصرية وتخريبها، وسيعود شرم الشيخ قطعةً من أرض مصر، محوطاً بسيادتها، مصوناً بكرامتها، ومحفوظاً برجالها. 
لسان حال الإسرائيليين جميعاً يقول إن الثورة المصرية قد قضت على آمالهم في سلامٍ مع مصر، الدولة العربية الأكبر والأقوى، حتى ولو كان سلاماً بارداً، فقد عاشوا عليه رغم برودته أكثر من ثلاثين سنة، ونعموا بهدوئه ردحاً طويلاً من الزمن، مكنهم من البناء والاستيطان والتعمير والتطور والتسلح، وخلالها غزوا لبنان أكثر من مرة، وطردوا منظمة التحرير منها، وأجبروا رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في حينها على تشتيت قواته، وتوزيع جنوده، وتمزيق قوته، والتخلي عن كثيرٍ من أهدافه، وفي السنوات الأخيرة لحكم مبارك قتلوا خيرة قادة ورموز الشعب الفلسطيني غيلةً وغدراً، وشنوا حرباً دموية على قطاع غزة، وما كان للإسرائيليين أن يقوموا بهذا كله وأكثر، لولا ثقتهم بأن مصر نائمة، وجيشها مستكين، وقيادتها خانعة، وعن سلوك إسرائيل راضية، ولأهدافها مؤيدة، وعلى مصالحها حريصة وأمينة، وقد اطمأن الإسرائيليون إلى صدق حاكم مصر، وإلى سهر أجهزته الأمنية وحرصها على سريان الاتفاقية، وضمان استمرارها، والحيلولة دو تهديها أو الإضرار بمصالح الكيان الذي قبل التخلي عنها مقابل سلامٍ يؤمن له البقاء، ويضمن له دوام السيادة عليها، والسياحة فيها.
لعل قارئاَ يقول بعد الذي حدث في مصر مؤخراً، من محاولاتٍ للانقلاب على الثورة، واستعادة أركان النظام القديم ورموزه، حيث نجح المتطلعون إلى العودة، والخائفون من القادمين الجدد، في حل مجلس الشعب المصري، واستعاد المجلس العسكري صلاحيات التشريع واصدار القرارات، وبعد الأحكام المخففة التي صدرت بحق الرئيس المصري السابق ووزير داخليته، والبراءة المحصنة قضائياً التي نالها أبناؤه وكبار مساعدي وزير الداخلية، فمن حق بعض القراء أن يقولوا أن هذه أضغاث أحلام، وأماني غير واقعية، وأن مصر التي كنا نتطلع إليها بعد الثورة قد سقطت من جديد في براثن فلول النظام القديم، وأن أحلامنا بإسقاط اتفاقية كامب ديفيد، وتقييد الإسرائيليين، وإعادتهم إلى مربعاتهم الأولى التي كانوا عليها، قد باءت بالفشل، وأن أرباب الكيان الصهيوني الذين بكت عيونهم على سقوط مبارك ونظامه، اليوم تتراقص عيونهم فرحاً بعودة أبنائه، واستعادتهم لزمام الأمور من جديد، وسيبقى لهم شرم الشيخ الذي ظنوه قد ضاع، وستعود أحلامهم من جديد ليرويها فلول النظام القديم.
أقول رداً على اليائسين والظانين بأن أحلامنا وأمانينا كلها قد ضاعت أدراج الرياح، ممن لا ينظرون إلى التغييرات بأبعادها، والتطورات بآثارها، وممن لا يدركون قوة الشعب ووعيه، وإرادة المصريين وعزمهم، أدعوهم لأن يقرأوا للإسرائيليين، وأن يستمعوا إلى المحللين منهم، وأن يتابعوا حلقات نقاشهم وحوارهم، فهم قد أدركوا أن مصر التي انتفضت لن تعود وتخمد نارها، وأن عقارب الساعة التي انطلقت وتجاوزت الزمن، لن تعود إلى الوراء، وأن شبابها وأجيالها الطالعة والقادمة قد عرفت قوتها، وأدركت عمق إرادتها، وقدرتها على التأثير والتغيير، لذا فلن يحلم الإسرائيليون باستعادةٍ ماضٍ جميل مع أي قيادةٍ مصرية قادمة، ولن يقوَ أحدٌ في مصر أن يعطي الإسرائيليين أماناً، ولا أن يمنحهم عهداً، ولا أن يؤثرهم على مصالح الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية، إذ أصبح الاقتراب من الكيان الإسرائيلية تهمةً تشوه صاحبها، والتعاون معهم جريمة يحاكم فاعلها، والمدافع عنهم والخائف على مصالحهم مارقٌ يرجم، ومجرمٌ يعاقب، بينما يكرم ويقدر من يصفهم بالعدو، ويطالب بنقض الاتفاق معهم، فهؤلاء لهم اليوم والمستقبل، وأفكارهم هي التي ستسود، وعقيدتهم هي التي ستظهر، وإرادتهم هي التي ستنتصر، هذا هو لسان حال الإسرائيليين عنا، فهل هم أدرى بنا وبقدراتنا من أنفسنا، وهل يعرفون حقيقتنا أكثر منا، ربما .... فقد يكون الخاسر دوماً أقرب إلى الحقيقة من المنتصر.