فلسطين لا تقبل القسمة/ أسعد عطاري


ليس كل من امتلك القلم اصبح مفكر أوكاتب , ولا كل من التصق باسمه حرف الدال اصبح دكتور ومفكر , فهناك العديد ممن تتزين أسمائهم بحروف واختصارات عديدة تبوح بما لا يصدره عاقل .

فمن المؤسف جداً ان نجد البعض من اصوات النشاز تطل علينا بين الحين والاخر منادية بشعارات ومشاريع تعود بنتائج مدمرة ومنها ما صدر مؤخراً عن بعض الاشخاص الذين ينادون بجعل قطاع غزة دولة ذات سيادة ولا أدري من أي الكواكب نزلوا علينا هؤلاء الفطاحل الذين ينادون بذلك , وهنا علينا ان نتوقف ونتسائل من هو المستفيد الأول والأخير من ذلك ؟

فليس الهدف من مقالي التهجم على احد او الإنحياز لأحد أطراف الإنقسام وانما هو نقد واستياء من الاصوات النشاز التي تعلوا علينا في هذا الوقع الفاسد والذي شكل الفرصة السانحة لبعض المفسدين والطامعين بالمكاسب الشخصية بأن تكون لهم الفرصة الذهبية لإستثمار فسادهم وتنموا بها بطونهم اكثر مما هي عليه , فالحفاظ على واقع التجزئة والإنقسام الأسود الذي اضعف بل ودمر القضية الفلسطينية وصدع البيت الفلسطيني اصبح واجباً ملحاً على هؤلاء يلذون في الدفاع عنه باقلامهم وباصواتهم النشاز وبفتنهم التي يفتعلونها .

فكلنا يتذكر الغضب العارم الذي شاط به الكيان الصهيوني والكونغرس الامريكي عندما تم الإعلان عن وضع اللمسات الأولى للمصالحة الفلسطينية  والتي وقعت بالقاهرة قبل اكثر من عام و لم تولد حتى الان , وكيف اصبح قادة العدو في حالة من التخبط بتصريحاتهم واصيبوا بحالة من الهلع مما دفع بهم الى تراشق التهم بينهم وتحميل كل منهم المسؤولية عن ما ستؤول به الاوضاع في حال تمت المصالحة بل واقدموا على قرارات خطيرة بالنسبة لهم فقد صرح رئيس الوزراء الصهيوني ( نتانياهو) : "بانه على القيادة الفلسطينية أن تختار ما بين السلام مع حماس أو السلام مع " إسرائيل" ", واعتبروا المصالحة الفلسطينية وكأنها سحب اعتراف من منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني وهذا يؤكد لنا على الخطورة التي سوف تنعكس على الكيان الصهيوني في حال تمت المصالحة الفلسطينية وتم توحيد كافة الفصائل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية .

ان ما يطرحه هؤلاء اصحاب الأقلام والعقول المظلمة يجعلهم يلتقون مع الكيان الصهيوني على ارضية واحدة ويشتركون بنفس الأهداف فلذلك كان من الأجدر بهم ان يصمتوا وأن يتذكروا تلك الحكمة التي نسجها الأجداد " اذا كان الكلام من فضة , فالسكوت من ذهب " وعليكم ان تتذكروا دوماً بان فلسطين لاتقبل القسمة ولن تبقى الا قطعة واحدة , وهي ليست حكراً على أحد كي يقسم ويفتت بها كيفما يشاء.

خراب مصر على يد "الرئيس" و"المشير/ مجدى نجيب وهبة


  ** لقد أكدنا أكثر من مرة .. أن "مصر على أبواب جهنم" .. و"أن الطاعون والسرطان يدق على أبوابها" .. و"أن البلطجية هم الذين يحكمونها" .. وكتبنا .. لماذا لا لمرسى رئيسا لمصر؟!! .. ومع ذلك لم يتحرك أحد .. وصمت الجميع .. ولم تكن مقالاتنا سوى دخان فى الهواء .. وتساءلنا .. وتساءل معنا الجميع .. لماذا صمت المشير .. رغم عدم شرعية "مرسى" .. ومع ذلك تطالعنا الصحف بأخبار وعناوين مثيرة للدهشة تتصدر هذه الصحف .. التى تؤكد إستمرار التحالف بين المشير وجماعة الإخوان المسلمين .. لتوريط مصر وتسليمها للإخوان ..
** كتبت جريدة "الأخبار" بصدر العدد الصادر بتاريخ 31/7/2012 .. خبر بالبنط الكبير بعنوان " لا خلاف بين الرئيس والمشير ، والعلاقات وطيدة بين الرئاسة والجيش" .. وتستمر عناوين حرق دم الشعب على شاكلة "24 سبتمبر الحكم فى دعوى رد هيئة المحكمة عن نظر بطلان التأسيسية" .. وهو تأجيل غريب وغير مبرر .. ولا يصب إلا فى صالح الإخوان ، حتى يتاح لهم فرصة طبخ دستور إخوانى لصالح الجماعة ، تكون صلاحيته مدى الحياة ..
** إن الشارع المصرى يغلى ويشتعل .. وجريدة الأخبار الإخوانجية تتصدر صفحتها الأولى صورة لأحد قادة المجلس العسكرى ، وهو ينحنى .. بينما يقدم التحية للرئيس "مرسى" الغير شرعى لشعب مصر .. بينما يقف بجواره الفريق "سامى عنان" ، وهو يبتسم لـ"مرسى" .. بينما تظهر صورة للمشير وهو يقف على بعد خطوتين من "مرسى" خلفه .. بينما يقف صامتا ويضع يده فى جنبه ...
** ثم تهل علينا الجريدة بأخبار حرق الدم .. "طرح الدستور للإستفتاء بعد 3 أشهر" .. ثم عنوان أخر أشد دهشة "لجنة نظام الحكم بالتأسيسية : الرئيس هو القائد الأعلى ، وله حق حل مجلس الشعب بعد إستفتاء شعبى" ..
** هذه اللجنة الغير دستورية التى أصرت على القيام بعملها رغم عدم دستوريتها بالعافية ، وبالبلطجة فى دولة لم يعد بها قانون يحميها ، أو يحمى شعبها .. والكارثة أن هناك من يدعى أنه متحدث رسمى بإسم الجمعية التأسيسية ، وهو أحد جماعة الإخوان المسلمين ، والمتحدث بإسمهم ، الكاتب الإخوانى حتى النخاع والركب "د. وحيد عبد المجيد" .. الذى قال أن اللجنة تحتاج 3 أشهر أخرى للإنتهاء من الدستور وطرحه للإستفتاء ..
** إستفتاء أخر .. ولجنة قضائية .. وصناديق .. ومراقبين .. وأمن مثل خيال المآتة ، لكى تأتى النتيجة "موافقة بنسبة الأغلبية" .. فالبلد لم يعد لها صاحب .. وكل من يريد فعل شئ ، يفعله .. رئيس بالتزوير وبالإكراه وبالعافية .. برلمان بالإكراه وبالبلطجة وبالعافية .. لجنة تأسيسية بالبلطجة والإكراه والعافية .. والشعب الذى لا حول له ولا قوة .. مطلوب أن يخرج إلى الشوارع ، ويفترش الأرصفة ويعلن عن إحتجاجه .. ويواجه ميليشيات الإخوان المسلحة ، وهم يحملون الأسلحة والصواريخ العابرة للمدن ، وزجاجات المولوتوف الحارقة .. وبالطبع سيتم مساندتهم من قبل منظمة حماس الإرهابية ، "الذراع العسكرى للإخوان المسلمين" ، وكتائب القسام ، وتنظيم القاعدة ، والجيش الإسلامى .. والمشير سيقف على مسافة واحدة .. فالجميع مصريون .. والبقاء للأقوى !!..
** أما لجنة المدعية باللجنة التأسيسية .. التى تعمل بالعافية وبالبلطجة .. فرأت أن تشغل الشعب بالمادة الثانية من الدستور .. التى حولوها إلى جدل شديد .. فبعض المتشددين يريد تطبيق شرع الإخوان ، وهى فرصة لكسر عين هذا الشعب الموكوس والمتعوس .. والبعض الأخر أمثال الحاج "على ونيس" صاحب قضية الفعل الفاضح فى الطريق العام ، والعضو السابق للبرلمان المنحل .. يرى أنها فرصة لفرض الشريعة على "نانسى عجرم" ، و"هيفاء وهبى" ، و"سكسكة المستكة" .. تحت بند قانونى "لا فيها .. لا أخفيها"!!.. فهى فرصة .. وكل ممثلين الدولة موجودين ، بما فيهم ممثل المجلس العسكرى ، اللواء "ممدوح شاهين" ، الأكثر غموضا فى تصريحاته المتناقضة .. وأيضا الممثلين للكنائس الثلاثة موجودين ، الذين رفضوا بصورة غير عادية الإنسحاب من تلك اللجنة ، وأصروا على الإستمرار فى تأدية عملهم .. رغم الرفض القبطى للإستمرار فى تواجدهم .. ولكنهم ليس لهم شأن بهذا الرفض .. ولكن فى النهاية سيخرج دستور ، سيقولوا عنه "أنه يمثل جميع الطوائف ، الأقباط والمسلمين والعلمانيين ومشايخ الأزهر والفنانين" ..
** أما الكارثة فى اللجنة التأسيسية التى تعمل بالإكراه ، الغير دستورية .. فهى تعمل ليلا نهارا لإصدار قوانين تحصن الرئيس "مرسى" ، وتعطيه صلاحيات .. وأول الغيث "مرسى هو القائد الأعلى للقوات المسلحة" .. و"لا لحل مجلس الشعب إلا بإستفتاء" .. وأنا أقول "إشرب ياشعب .. وزغرد ياطنطاوى .. وأرقصى ياداخلية .. وأقيموا الإحتفالات يا إعلامنا الطاهر الشريف" ..
** وتستمر كوارث اللجنة الغير دستورية لتوليف دستور الجماعة ، ودستور حماية "مرسى" .. بينما تهل علينا صورة فى جريدة الأخبار ، وأحد القيادات العسكرية يؤدى السلام لمرسى ، وهو ينحنى فى حضور الفريق "عنان" المبتسم دائما ، وصمت المشير .. وعنوان يقول "مرسى والمشير إيد واحدة " !!..
** أما المصيبة الكبرى .. فنحن سبق أن سمعنا عن حكم المحكمة الدستورية العليا لحل البرلمان .. ولكن الرئيس الغير شرعى "محمد مرسى" متضامنا مع جماعته ، مازالت يلفون ويدورون لعودة هذا البرلمان .. ومع ذلك نجد أن السيد المشير ، المسئول الأول عن تطبيق الشرعية والقانون ، لا يفعل شيئا ولا يقدم أى تعليمات لوقف هذه المهازل ، فهو يكتفى وهو مبتسم ، عندما تخرج علينا كل لحظة أن المشير باقى أو غير باقى .. أن المشير نائب رئيس الجمهورية أو مازال وزير للدفاع .. ثم يأتى خبر أخر كارثى يقول "إنتهت لجنة نظام الحكم بالجمعية التأسيسية لوضع الدستور أمس من مناقشة صلاحيات رئيس الجمهورية التى إتفقت على قانون فى منتهى الغرابة ، ولكنه متفصل على مقاس الرئيس "مرسى العياط" .. وينص القانون على أنه "فى حالة خلو منصب رئيس الجمهورية بالإستقالة أو العجز الدائم .. يعلن مجلس الشعب خلو المنصب ، ويخطر المفوضية العليا للإنتخابات ، وهى المفوضية التى إستحدثتها لجنة الأجهزة الرقابية بالجمعية التأسيسية بخلو المنصب .. على أن يباشر نائب رئيس الجمهورية مهام الرئيس مؤقتا .. ثم رئيس مجلس الشعب .. ثم رئيس مجلس الشورى " ....
** كما إستحدثت اللجنة مادة تتعلق بإستقالة رئيس الجمهورية .. مفداها "أن يتقدم الرئيس بإستقالته كتابة لمجلس الشعب ، على أن يخطر رئيس مجلس الشعب المفوضية العليا بخلو المنصب" .. وأكدت اللجنة ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ، ويرأس مجلس الأمن القومى ، ويحدد التوجهات العامة للسياسة الخارجية .. وهو الذى يعلن حالة الحرب بعد موافقة مجلس الشعب .. وإنتهت اللجنة إلى عدم جواز حل مجلس الشعب إلا بإستفتاء شعبى ، ورئيس الجمهورية وحده هو الذى يستطيع عرض حل المجلس للإستفتاء ..
** ثم تتوالى القوانين السيئة والمحصنة للإخوان ، مزيلة بعبارة "الإستفتاء الشعبى" .. "الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الإخوان حكموا البلد .. والرئيس مرسى رئيسا شرعيا رغم أنف 85 مليون مغيب .. ومجلس الشعب لن يحل ، وسيعود البرلمان رغم أنف نفس الـ 85 مليون مغيب .. وسوف تغلق المحكمة الدستورية أبوابها ، ويقترح البعض عملها مقار لجماعة "حماس" ، أو مقار لميليشيات الإخوان ... بعد أن تم تفعيل قضاء جديد لجماعة الإخوان أطلقوا عليه "المفوضية" .. وهو بالطبع تابع للجماعة ..
** والجيش فى الطراوة .. فمصر تباع أمام أعين الجميع ، وتقسم ، ويلغى القضاء .. والمشير يبتسم .. فقرار الحرب من شأن "مرسى" .. ومرسى هو القائد الأعلى للقوات المسلحة .. رغم أنه أحد قيادات الإخوان .. الهارب من السجون .. وهذا يعنى أن الشعب المصرى لم يعد يفهم أى شئ .. والصورة المنشورة فى صدر جريدة الأخبار الإخوانجية .. بجوار عنوان كبير "مرسى والمشير إيد واحدة" .. لا تحتاج لأى تعليق !!.. وشعب مصر عايش فى الطراوة .. والأمن والجيش مشغولين بفض الإعتصامات الفئوية ، وحل مشكلة قطع الطرق .. مع إستمرار قطع الكهرباء والمياه عن المنازل .. وبالطبع أعلن الإخوان بعد أن سيطروا على الصحافة والإعلام المصرى أن كل الصحفيين سعداء .. والدستور يمثل كل الشعب .. وعملية الإستفتاء لعبتنا .. والجيش أصبح تابع للإخوان .. وتم تقليم أظافر الشرطة .. ونتف ريشها  بإستبعاد جميع القيادات الأمنية التى كان لها باع طويل فى التعامل مع المجرمين والإرهابيين وجماعة الإخوان داخل وخارج السجون .. وأصبح لم يعد للقضاء أهمية .. والحمد لله .. أعلنها المرشد "محمد بديع" .. فهناك حرية الفن .. وحرية الإبداع .. وحرية السير فى الشوارع .. وحرية أكل الجبنة القديمة .. ماذا نريد أكثر من ذلك .. اللهم إجعلها نعمة ولا تحرمها من الزوال يارب .. اللهم بارك في جيشنا العظيم الذى حمى الإخوان .. وأسقط الشعب .. أمين ..
** وأخيرا .. إلى الأقباط الذين أيدوا أمريكا .. ومازالوا يصفقون لها .. والأقباط المقيمين بالخارج والداخل والذين ظلوا يوجهون لنا إنتقاداتهم التى وصلت إلى حد التجريح والشتيمة والبذاءات .. ماذا يقولون الأن بعد تحقيق كل الأمانى والأحلام التى أرادتها العاهرة "كلينتون" ، واللقيط "أوباما" .. بل وأكثر مما كانوا يحلمون بتحقيقه .. وإلى من يستاؤون من مخاطبتى لأوباما باللقيط ، وللأفعى كلينتون بالعاهرة .. ماذا يقولون بعد هذا العرض الشيق .. بالطبع لن يعلق أحد .. وسيدعى الجميع أنهم لا يقرأون .. وإذا قرأوا لا يهتمون .. فهم ليس لهم إهتمام سوى الدفاع عن أمريكا فقط .. ولتذهب مصر وأقباطها ومسلميها المعتدلين إلى الجحيم !!!...
صوت الأقباط المصريين

الاخوان المسلمون ومسلسل توريث السلطة/ سري القدوة

 اهلا بكم في فلسطين .. وعن اي فلسطين تتحدثون ..
تابعت الاسبوع الماضي وأجهدت نفسي متابعة وقد شاركني العديد من الاعلاميين والسياسيين في فلسطين والعالم العربي ولعل هذا الشيء الذي تابعته هو محور الاهتمام العربي الان بعد فوز الرئيس المصري المنتخب ( 51.73% ) ... مرشح الاخوان محمد مرسي ..
وتصدر المشهد سلسلة اجتماعات هامة بدئها مرسي وخاصة علي الصعيد الفلسطيني مع الرئيس محمود عباس حيث جاء الاجتماع بروتوكولي بحت دون ادلاء بأي تصريحات من الرئاسة المصرية وقد اكتفوا بالمؤتمر الصحافي للرئيس محمود عباس عقب الاجتماع وفي اليوم التالي استقبل مرسي في القصر الرئاسي قيادات حركة حماس بالجملة والمرفق وأخيرا توجت لقاءات الرئيس المصري بلقاء هو الاول من نوعه في حياة رئيس حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية ... وهنا وبعد متابعة اللقاء وما صدر عنه من تصريحات ونتائج بين الاثنين كان الاجتماع بمثابة بداية للنظرة التشاؤمية من طبيعة موقف مصر ( الرئيس والأخوان من القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ) ...
المهم ان الاجتماع شكل ضربه لحلم فك الحصار عن شعبنا المحاصر في قطاع غزة وكانت نتائجه هذلية ومستغربة ..

والحديث هنا يدور ( حول 1500 الف وخمسمائة مسافر بدلا من 1000 الف و 10 عشرة شاحنات لنقل البنزين القطري يوميا بدلا من 7 سبعة شاحنات ) والمعبر يفتح من التاسعة صباحا وحتى التاسعة ليلا وان هذه القضية متروكة لتقديرات امنية مصرية ولقدرة العاملين بالجانب المصري من عمال وفنيين .. وبات مشكوك في مدي تطبيقها وصحتها  ..

وفي غزة علقت وزارة داخلية حماس والهيئة التي تشرف علي المعبر لوحة معدنية كبيرة مكتوب عليها ( اهلا بكم في فلسطين .. )
هذا هو حالنا في فلسطين اليوم
وطن اصبح وطنين
جرح اصبح جرحين
وحكومة بلا وطن وأصبحت حكومتين ..
مواطن يبحث عن رغيف الخبز ولقمة العيش في متاهات الحياة واستيطان يبتلع الارض الفلسطينية ..
ونقول اننا نعيش في فلسطين ..

اعزروني اصدقائي وأحبتي ان كنت اقحمت نفسي عليكم ولكن اردت ان اقول لأهلي وأحبتي اننا افتقدنا البوصلة وأصعب ما في الموضوع اننا نلهث وراء السراب .. بدلا من تحقيق حلم المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية وهذا ابسط شيء ممكن ان يقدمه الفلسطيني لأخيه الفلسطيني بدلا من اللهث وراء ما يسموا انفسهم جماعة ( الاخوان المسلمون ) ...

والغريب هنا أن بعض التجار الجدد دخلاء الشعب الفلسطيني وتجار كل المراحل .. اصبحوا ينظرون ويمارسون سياسة الارهاب الفكري والقمع من اجل اثبات وجودهم باسم الاخوان وان ( التيار الفتحاوي الحمساوي ) - من تربية وأعداد الامن الداخلي في حماس - بات نشطا في قطاع غزة والدول العربية من اجل النيل من حركتنا الرائدة فتح والمشروع الوطني الفلسطيني والتجارة مع الاخوان بعد صعود تيارهم الوهمي وتمترسهم خلف حكم طمحوا اليه خلال السنوات الماضية واهمين انفسهم بأنهم اصحاب التغير .. ولكن سرعان ما نكتشف الحقيقة بان كل شعاراتهم هي شعارات جوفاء ولا يمكن تحقيق أي شيء سوى خداع الجماهير التي تطلع الي التصحيح والتغير الفعلي في العالم العربي وكل هدفهم هو توريث الاخوان المسلمين الحكم في العالم العربي ( اغتنام الانظمة البائدة الهالكة والتي هم جزء منها اساسا ) ..
اننا نلاحظ هنا وبكل وضوح تلك المظاهرات المهمة والغاضبة للشعب التونسي البطل ولثوار تونس وإحراقه لمقرات حزب النهضة رفضا لسياسة قطب الاخوان المسلمين في تونس ممثلا في راشد الغنوشي .. وأيضا استمرار المظاهرات في العاصمة السوداينة الخرطوم ومصادماتها مع الاخوان .. وفي القاهرة تشتد شراسة الغضب الشعبي تجاه كتلة التغير التابعة للإخوان .. وان التجربة الليبية الماثلة امامنا تؤكد رفض الثورات العربية لتوريث ( الاخوان المسلمون ) الحكم حيث لم يتم صعودهم كما كانوا يتوقعون .. ولعل الفراغ السياسي في الساحة العربية وغياب أي تحرك وحراك للثورة العربية جعل من احزاب الاخوان المسلمين ارضية خصبة للتجارة الرابحة وجعلت من نفسها وريثا شرعيا لنظام الحكم المستبد في العالم العربي مهددين باستخدام القوة اذا لم يحالفهم الحظ وهم حان دورهم من اجل الحكم في العالم العربي والعمل علي توريثهم مقدمين نموذج قطب الاوحد للسياسة الامريكية بل قدموا الضمانات المطلوبة للسياسة الامريكية من اجل النيل من الثورات العربية وسرقتها واختطافها ..

وان هذا التناغم بين حماس غزة وجماعات الاخوان المسلمين سواء في مصر او تونس او السودان او نظام الاسد المتهالك يبقي في نطاق العجزة حيث لم يحقق أي شيء لشعبنا الفلسطيني سوى شعارات علي ( لوحات معدنية ) او بعض الوعود التي لهثت حركة حماس ورائها من نظام الاخوان المسلمين الجديد ..

اننا نتطلع الي بناء ثورة عربية واعدة والي مواصلة جهد الثوار في العالم العربي والي رفض ( توريث الاخوان المسلمون ) الحكم والي ضرورة ايجاد وبلورة احزاب سياسية تعبر عن الضعفاء والغلابة والمسحوقين في عالمنا العربي وتعبر عن صوت الوطن الحر بعيدا عن الاحزاب والمصالح الشخصية والفئوية الضيقة حيث بات من المهم مشاركة الجميع في الحياة السياسية والي ضمان احترام الديمقراطية كظاهرة صحية في العالم العربي والي تداول السلطات وممارسة الديمقراطية كخيار استراتيجي للثورة العربية ..

اننا نقف امام معضلة اسياسية وهي التخوف من المستقبل بعد أن كانت القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع وان يتم تحيدها خدمة لسياسية الاخوان الجديدة والتي باتت تنطلق أن ( مصر اولا ) و ( الاخوان اولا ) قبل غزة وقبل فلسطين وقبل عذاب الشعب الفلسطيني ومعاناته وهذا ما لم يراه مفكرون حماس الجدد وتجار سياستها المتجددة وأزلام الاخوان الذين يهرلون لمرسي ولعقد اجتماعات واهية وغير شرعية مع رئيس الاخوان الجديد علي حساب شهداء فلسطين وأبطالها وكفاحها الطويل من اجل نيل الحق الفلسطيني حيث يرون أن التاريخ يبدأ اليوم وان الماضي هو بالنسبة لهم لم يكن يوما بالحسبان ..

والحقيقة اننا اليوم نقف امام حالة  من اليأس حيث نرى الوهم يباع في سوق الخلافة الاسلامية وأننا عدنا لسياسة تقبيل الايادي والأخطر من ذلك نجد بعض المرتزقة ينادون الي عودة حكم الترك دول الاتراك التي اضطهدت العالم العربي لأكثر من اربعمائة عام باسم الخلافة الاسلامية وما أن انتهت الا بعد ما سلمت العالم العربي مجزأ منهك مفروم سياسيا ( بمفرمة اتفاقيات سايكس بيكو ) لندخل مرحلة كان سببها حكم الخلافة الاسلامية ..
وهنا الحديث يطول في هذا المجال ولا وقت في هذه المقالة لاستعراضه ولكن تبقي الحقيقة راسخة في اذهان المواطن العربي بان من قسم العالم العربي هو الاستعمار .. ومن سلم العالم العربي مقسما هم الاتراك الذين لم يدافعون عن ما كانوا يمتلكون وهزموا شر هزيمة وباعوا فلسطين بوعود وهمية ..

اننا اليوم نقف امام معضلة اساسية باتت تهدف الي دخولنا في متاهات التخلف والحقد الاعمى وهي متاهات الاخوان المسلمين وسياستهم الغارقة في احلام اليقظة وباتت قضيتنا مرهونة في اروقة الاخوان ودهاليز سياستهم وتخلفهم والمستفيد الاول والأوحد هو الاحتلال الاسرائيلي وحليفها امريكا ..

ستة سنوات من الانقسام الفلسطيني والتجارة بالقضية الفلسطينية علي حساب شعبنا وعلي حساب وطننا الغالي فلسطين مضت ونحن ننتظر أن يتم توحيد الوطن والاعتراف بفلسطين واقع ودولة من قبل جماعة الاخوان ولكن علي حسب ما يبدوا اننا دخلنا اليوم مفرمة مرسي وأروقة السياسة الاخوانية الجديدة والورثة الجدد للنظام العربي البائد ..

أيا وطني: جعلوك مسلسل رعبٍ نتابع أحداثه في المساء. فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء ... نزار قباني ...

اهمس في اذنها اني احبها
 وأعيش علي امل لقائها
فهيا الماضي الذي اذكره حاضرا يعيش في اعماقي ..
هي تلك السحوب البيضاء وشفق الشمس القادم من بعيد
هي الحاضر الذي اتمني أن اعيشه وأموت
هي الكون الذي احلم به
هي اعماقي الكامنة وصرخات الوجع
هي عمري المنسي بين الكون والتكوين
هي تلك المرأة التي احببتها ورحلت عنها بصمت
في ظل هذا التناقض الرهيب والخلافات المفتعلة والحاقدة التي تتماشي مع سياسة ادارة الانقسام الفلسطيني يكون لزاما علي شعبنا الاعلان رسميا عن موت الانقسام والتصدي لمن ينالون من وحدتنا الفلسطينية علي حساب الوطن الفلسطيني .. لن نسكت امام تقسيم غزة وعزلها عن الشعب الفلسطيني ووحدته .. لن نسكت امام اكبر مؤامرة لسرقة وتزوير التاريخ التي تقوم بها جماعة الاخوان المسلمين الرافضة لوحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته للمحتل .. لن نسكت امام هؤلاء القتلة الذين يغتصبون الوطن ويتلون شعبنا مائة مرة في اليوم الواحد ..

الشعب الفلسطيني لن يسكت ولن تقمعه السجون وترهبه رصاصات الحقد الاسود .. لن تنالوا من دماء الشهداء في العالم العربي وأحرار الثورة العربية النابضة .. ثورة التغير واجتثاث بقايا الفساد في العالم العربي ...

ورسالة اخيرة الي الرئاسة المصرية والرئيس محمد مرسي والمجلس العسكري الاعلى للقوات المسلحة المصرية  اقول :
ان مصر في عهد الرئيس مرسي تتعامل ايضا مع القضية الفلسطينية ( قضية امنية ) لذلك ما زالت اجهزة الامن المصرية هي المسئولة عن ملف القضية الفلسطينية .. ننتظر ان يغير الرئيس مرسي الامر ويتعامل مع ( الشعب الفلسطيني )  كشعب وليس كأمن ...
ننتظر من المخابرات المصرية في عهد الرئيس مرسي عدم ترحيل الفلسطيني وحجزه ومنحة حرية التنقل عبر الاراضي المصرية .. علي الاقل كما يتعامل الفلسطيني في الضفة الغربية من السلطات الاردنية بصفة ان الاردن كانت تدير الضفة ومصر ادارت غزة ولكن فرق كبير بين الادارتين ...
ننتظر ونري ونسمع ... سنسمع العجب ونري العجائب ...


رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

حاكم بيونغيانغ اليافع يكشر عن أنيابه/ د. عبدالله المدني


في الدول القمعية ذات الأنظمة الحديدية ككوريا الشمالية من الطبيعي أن تكثر الشائعات والتساؤلات إزاء أبسط الأمور، طالما أن الحقائق مغيبة، والأعلام مقيد، وحرية السؤال والبحث ممنوعة. ففي أوائل الشهر الجاري تناسى الكوريون الشماليون متاعبهم المعيشية وأوضاعهم المزرية، وراحوا يتساءلون عن شخصية السيدة الحسناء التي ظهرت جالسة إلى جانب زعيمهم اليافع "كيم جونغ أون" في حفل غنائي، ثم تكرر ظهورها بعد أيام برفقته وهو يتفقد إحدى المدارس، خصوصا وأن وسائل الإعلام الرسمية لم تشر إلى تلك السيدة من قريب أو بعيد، وكأنها لم تكن في المشهدين إطلاقا. فمن قائل أنها شقيقته الصغرى، إلى قائل أنها إحدى محظياته، إلى قائل أنها سكرتيرة خاصة من سكرتيراته، فإلى قائل أنها زوجته التي تعرف عليها أيام دراسته في سويسرا، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ما إكتنف حياة والده "كيم جونغ إيل" من أسرار ومغامرات نسائية.
ولم يمر على تلك الحادثة سوى إسبوعين حتى كان الكوريون ومعهم العالم أجمع يتساءلون عن موضوع محير آخر هو القرار المفاجيء لـ "زعيم الأمة" بإعفاء قائد جيشه الجنرال "ري يونغ-هو" من منصبه بداعي المرض.
ولما كان الأخير قد ظهر إلى جانب زعيمه قبل فترة وجيزة في صحة جيدة، وهما يتفقدان قواعد عسكرية (ناهيك عن ظهوره في مطلع الشهر متمتعا بكامل لياقته أثناء مراسم تكريم مؤسس الأمة "كيم إيل سونغ" في ذكرى رحيله في عام 1994). ولما كان هذا الجنرال تحديدا من ضمن من أمنوا إنتقال السلطة بسلاسة إلى الصبي "كيم جونغ أون" من والده "كيم جونغ إيل" الذي توفي في ديسمبر الماضي. ولما كان الجنرال "ري يونغ-هو" من الشخصيات العسكرية الأساسية المعروفة تاريخيا بولائها لآل كيم (الأمر الذي ساهم في صعوده السريع في سلم الرتب العسكرية في الجيش الأحمر الكوري إلى أن تم تعيينه في عام 2009 كقائد لذلك الجيش الذي يضم 1.2 مليون عنصر، ويعتبر من أضخم الجيوش مقارنة بعدد السكان الذي لا يتجاوز 24 مليون نسمة)، فإن الكثيرين شككوا في السبب المعلن لإزاحة الجنرال البالغ من العمر 69 عاما من منصبه العسكري ومنصبه السياسي كعضو في المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري، خصوصا وأن بيونغيانغ نادرا ما أقالت مسئولا من وظيفته لدواع مرضية.
وهكذا زعم البعض أن هناك أسباب أخرى لإقالة الجنرال مثل وجود صراع داخل المؤسسة العسكرية بين الجنرالات العواجيز ومن يصغرونهم سنا، أو رغبة في تطهير الجيش من القادة الذين تعاظم نفوذهم مع مرور الزمن لصالح تعزيز سلطة حزب العمال الشيوعي الحاكم منذ عام 1948، أو نية من لدن الصبي الحاكم في بيونغيانغ في وضع بصمته الخاصة على القرارات المتعلقة بالحزب والجيش والدولة، وإرسال رسالة في الوقت نفسه إلى بقية الجنرالات أن مصيرا مشابها ينتظرهم إنْ قرروا شق عصا الطاعة العمياء والولاء المطلق، وأنه ليس دمية يمكن للمؤسسة العسكرية أن تحركها متى ما شاءت مثلما تردد بــُعيد تسلمه السلطة حينما قيل أن قلة خبرته وصورته كشاب مدلل تساعدان العسكر على التحكم فيه.
إن هذا الإهتمام الإعلامي والسياسي بما يجري في كوريا الشمالية من أمور قد تكون تافهة عند البعض، لا ينبع من أهمية هذا البلاد وثقل دورها الإقليمي أو الدولي بقدر ما ينبع من تأثيرها المدمر على جاراتها في كوريا الجنوبية واليابان وتايوان والصين بصفة خاصة، وعلى العالم بصفة عامة في حال تنفيذ قيادتها اليافعة غير المحنكة لسياسات طائشة، لا سيما وأنها تعيش عزلة دولية قاتلة، وتمتلك أسلحة نووية وكيميائية إلى جانب ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية عابرة القارات، الأمر الذي يشبه كثيرا مشهد إمتلاك طفل صغير مدلل لمسدس محشو بالرصاص القاتل.
لقد أثبت الصبي "كيم جونغ أون" منذ وصوله إلى السلطة في يناير 2012 أنه يمارس سياسات متناقضة ورعناء مشابه لسياسات أسلافه، فخيب بذلك آمال المجتمع الدولي الذي توقع منه أن يسير بكوريا الشمالية في طريق مختلف عن ذلك الذي سارت فيه في حقبتي والده وجده، أي في طريق الإنفتاح بدلا من العزلة والإنغلاق، وفي طريق التعددية بدلا من حكم الحزب الحديدي الواحد، وفي طريق التفاهم مع الجيران بدلا من ترهيبهم وتهديدهم بـ "الحروب المقدسة". فبعيد تسلمه سلطاته سارع فورا إلى تهديد كوريا الجنوبية بعمل عسكري، ولم تمض فترة قصيرة على توصل واشنطون وبيونغيانغ إلى إتفاق تحصل بموجبه الأخيرة على مساعدات غذائية وإقتصادية مقابل وقف برامجها الصاروخية، إلا وهي تطلق صاروخا جديدا ضمن تجاربها الباليستية، وهو الصاروخ الذي فشلت تجربته بإعتراف أصحابه.
ومثلما كثرت التساؤلات في الداخل والخارج عن السيدة الحسناء، وعن أسباب إقالة الجنرال "ري"، كثرت التساؤلات والشائعات حول إختيار الجنرال "هيون يونغ تشول" كخلف للأخير في قيادة الجيش الكوري الشمالي الأحمر، فالخبر الذي نقلته وكالة الأنباء المركزية الرسمية التابعة لحكومة بيونغيانغ لم يتضمن كالعادة أية تفاصيل حول أسباب الإختيار، بل لم يشر حتى إلى السيرة الذاتية لقائد الجيش الجديد، مما أكد طابع السرية الذي يغلف جميع التطورات وكل مظاهر الحياة في هذه البلاد التعيسة.
وفي مثل هذه الحالات لا يبقى أمام المتعطش لمعرفة الحقيقة وتفاصيلها سوى أن يطرق أبواب الكوريين الجنوبيين بإعتبارهم الأكثر إطلاعا على شئون أشقائهم في الشمال بحكم اللغة المشتركة والتاريخ الواحد، ناهيك عن متابعتهم الدقيقة أولا بأول لتطورات الأوضاع في الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية من باب درء المخاطر وتفادي المفاجآت المزعجة.
يقول الكوريون الجنوبيون أن قائد الجيش الجديد هو أحد الجنرالات المقربين من "زعيم الأمة" كيم جونغ أون، بدليل أن الأخير وقف وراء ترفيعه من رتبة "ليفتينانت جنرال" في الجيش الثامن مدرع إلى رتبة جنرال أثناء إجتماعات حزب العمال الحاكم في سبتمبر من عام 2010، وأن إسم الرجل لم يرد في تقارير وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية سوى ثلاث مرات منذ عام 2008 ، وبالتالي لا يــُعرف عنه الكثير.
وطبقا لأستاذ الدراسات الخاصة بكوريا الشمالية في جامعة سيئول البروفسور "يانغ مو جين" فإن قائد الجيش الجديد يتفق مع "كيم جونغ أون" حول فكرة أن تكون الأولوية لبناء الوطن وليس للجيش، بينما كان القائد المقال يتبنى العكس متفقا في ذلك مع الزعيم الراحل "كيم جونغ إيل"، ويضيف قائلا أن أحد أسباب إزاحة الجنرال "ري" ربما يكون رفضه لأوامر عليا بإسناد مهام غير عسكرية لعناصر الجيش من أجل إنجاز مشاريع إقتصادية بعينها. ويدعم البروفسور الكوري الجنوبي فكرته هذه بالرسالة التي وجهها حاكم بيونغيانغ إلى جنود جيشه فور إقالته للجنرال "ري"، والتي شكرهم فيها على مساهماتهم الجبارة في إنجاز مشاريع الطاقة الهيدروليكية، وصناعة الأغذية المحفوظة، وبناء المكتبات العامة والجسور.

هل يواجه أوباما مصير كارتر؟/ محمد إقبال


عندما زار الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر في ليلة رأس السنة الميلادية للعام 1978 إيران أي قبل حوالي سنة من سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، وسمى إيران بـ"جزيرة الاستقرار"، كان لا يعرف ان البلد الذي وضع عليه قدميه في ذلك الوقت، سيجعله ببساطة ضمن الرؤساء الديمقراطيين القليلين الذين لم ينتخبوا لفترة رئاسية ثانية.
اليوم يعيد التاريخ نفسه.. فسياسات ادارة الرئيس الاميركي الحالي باراك اوباما حيال ايران تقف اليوم أمام اختبار صعب قد تكون له تأثيرات كبيرة بشأن تحديد مصير الانتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة في نوفمبر العام الحالي. هذه السياسة المبنية للأسف على التقليل من أهمية الخطر النووي لنظام ملالي طهران والتي توحي بأن العالم لا يوجد عنده حل لمواجهة الأزمة النووية الإيرانية. في الوقت الذي لا بد ان تعرف فيه ادارة اوباما انها لو ارادت حقا عدم امتلاك الملالي للقنبلة الذرية فانه سيكون لزاما عليها ان تترك سياسة المساومة مع الملالي واسترضائهم وان تتوجه بدلا من هذه السياسات الاسترضائية إلى المعارضة الايرانية الديمقراطية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والعمود الفقري لها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وان تقوم على الفور بالاعتراف بهذه المعارضة.
هناك شخصيات عديدة في هذا العالم المترامي الاطراف طالبت وما زالت تطالب بشطب إسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قائمة الخارجية الاميركية للمنظمات الارهابية. سيما وان في الولايات المتحدة نفسها بشكل خاص وحسب ما جاء في مقال في صحيفة واشنطن بوست الصادرة بتاريخ 6 يوليو الحالي "أن منظمة مجاهدي خلق تمكنت من استقطاب عدد من الأسماء الكبيرة في السياسة الاميركية وفي الأمن القومي الأمريكي. كما وتوجد من ضمن هذه الأسماء رودي جولياني عمدة نيويورك الشهير أبان هجوم 11 سبتمبر، وإد رندل حاكم ولاية بنسلفانيا السابق والزعيم السابق للحزب الديمقراطي الأمريكي، وجيمز جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي حتى عام 2011.. وعلاوة على هذا تشمل قائمة مؤيدي هذه المنظمة تام ريج وزير الأمن الداخلي السابق، وهوارد دين حاكم ولاية ورماند السابق، ومايكل موكيزي وزير العدل، ولويي فري رئيس إف بي آي، وهيو شلتون الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الأمريكي، وجون بولتون وبيل ريتشاردسون الممثلان الدائمان السابقان للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وميتشل ريس من سلطات الخارجية الأمريكية حيث كان من عام 2008 من ضمن كبار مستشاري المرشح الجمهوري الحالي للإنتخابات الرئاسية ميت رامني في السياسة الخارجية.
وفي خضم هذه المعركة يطلع علينا اثنان من المسؤولين في الخارجية الاميركية عبر تصريحات لوسائل الاعلام يتجاهلان فيها الظروف اللانسانية والتعسفية التي خلقتها السلطات العراقية في مخيمي أشرف وليبرتي لعناصر منظمة مجاهدي خلق ويتحدثان بان "سكان أشرف عقدوا العزم أن لا يذهبوا الى ليبرتي كونهم أساءوا تفسير قرار محكمة الاستئناف الاميركية حول شطب المنظمة من قائمة (المنظمات الإرهابية للخارجية الأمريكية) لصالح المنظمة ويعتقدون بأن الخارجية الأمريكية مضطرة على أي حال على شطبهم من القائمة".
ونتساءل هنا.. هل حقا ان هؤلاء السكان العزل في اشرف "عقدوا العزم" ان لا يذهبوا إلى ليبرتي؟. حسب معلوماتنا أنه وباصرار الحكومة الأمريكية والسيد مارتن كوبلر (الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق رئيس بعثة اليونامي) نفسه وبوساطة الأصدقاء المشتركين، التقى السيد كوبلر بتاريخ الأول من يوليو في اوفيرسوراواز بضواحي باريس العاصمة الفرنسية وبحضور عدد من المراقبين الأمريكيين والاوربيين مع ممثلي أشرف. وإن هؤلاء المراقبين انخرطوا في الحوارات بهدف تحقيق عملية النقل من أشرف الى ليبرتي مع تأمين الحد الادنى الانساني لاحتياجات السكان. وكان هناك اجماع على اتفاق بانه دون تحقيق هذه الحدود الدنيا من المطالب لا يجوز ان يتم أي نقل من أشرف الى ليبرتي. وعقب هذا اللقاء، دوّن نائب رئيس البرلمان الاوروبي الذي حضر اللقاء مطالب  السكان التي من المفروض أن تتحقق بشكل كامل قبل نقل مجموعة لاحقة في 10 مواد. وهذه المطالب كانت باختصار عبارة عن نقل عدد من اجهزة التبريد العائدة للسكان من أشرف إلى ليبرتي مع نقل كافة المولدات الكهربائية العائدة للسكان وما تبقى من ممتلكاتهم  5 رافعات شوكية لرفع ونقل الممتلكات ونقل ثلاثة عجلات و6 كرفانات (مقطورات) خاصة مصممة للمرضى المصابين بشلل في الظهر وما دونه، والسماح ببناء الرصيف والمظلات وربط ليبرتي بشبكة مياه مدينة بغداد والسماح بوصول التجار والمشترين الى أشرف لشراء الممتلكات المنقولة العائدة للسكان وبدء المفاوضات بين سكان أشرف وممثليهم مع الحكومة العراقية حول كيفية بيع الممتلكات غير منقولة أو الحوار مع أطراف أهلية بضوء اخضر من الحكومة العراقية في هذا الشأن..  
والآن كيف يستطيع اي شخص ان يحكم بأن هذه المطالب هي مجرد كماليات او انها مطالب غير منطقة؟ مع ان هذه المطالب هي لاحتياجات اساسية لا يستطيع السكان الاستغناء عنها.. مع العلم ان السكان تعهدوا باخلاء اشرف فور تحقق هذه المطالب.
والسؤال الذي يطرح نفسه الان.. لماذا تقوم الخارجية الأمريكية وبشكل مخجل بالقاء اللؤم على السكان جراء هذه المطالب البسيطة والمشروعة، وتقوم بمساعدة الحكومة العراقية والنظام الايراني الذي يعمل على تدمير سكان أشرف، بدلا أن تدافع عن السكان وعن مطالبهم الانسانية وتوجه ضغطها على السلطات العراقية بدلا من توجيه هذا الضغط على السكان العزل المستعضفين.. وجوابنا على هذه المسالة ببساطة يعود الى الاصل الحقيقي للمشكلة، وهو استمرار سياسة المساومة والتفاوض العبثي مع نظام الملالي. وشاهد على هذا، الترحيب الواسع جدا لديكتاتورية ولاية الفقيه من حيث مواقف المسؤولين السابق ذكرهما في الخارجية الاميركية. حيث يخبر لسان حال الحرس الثوري الارهابي الإيراني عن "انذار الخارجية الأمريكية لمجاهدي خلق حول خروجها من أشرف" وتتحدث وكالة أنباء "إيسنا" الحكومية عن "تمرد" مجاهدي خلق الامر الذي "أدى إلى احتجاج الخارجية الاميركية".
نعود إلى تصريحات المسؤولين في الخارجية الأمريكية القائلة بأن مجاهدي خلق تسيء تفسير قرار محكمة الاستئناف الأمريكية حول شطب المنظمة من قائمة الارهاب؟ وجوابنا طبعا بالنفي.. ابدا لم يكن هناك اي اساءة في تفسير قرار محكمة الاستئناف. اولا لأن تحذير وزارة الخارجية الأمريكية وربطها المستمر بين إخلاء أشرف والغاء التسمية الارهابية مع تجاهل الحقوق الانسانية لمجاهدي خلق في أشرف وليبرتي، لا يرتكز الى سند او أساس قانوني وهو أمر غير مقبول. ولو كان الأمر يؤخذ على هذا القياس لكانت محكمة واشنطن قد اخذت ذلك بعين الاعتبار عندما اتخذت قرارا في هذا الامر.  لم يكن هناك سوء فهم ابدا حول صلاحيات وزيرة الخارجية الأمريكية بخصوص اعادة التصنيف، من حيث ان الوزيرة تستطيع اليوم أن تأخذ قرارها في اعادة التصنيف كما باستطاعة مجاهدي خلق أن تعيد رفع شكوى بهذا الخصوص من جديد غدا وان يتحدوا قرار الوزيرة. بالتأكيد لو كانت لدى الوزارة دليلا او وثيقة او مستمسكا كما ورد في قرار المحكمة لما كانت تقبل 600 يوم من "التأخير الكبير" ولما كانت تتردد في التصنيف من جديد.
إذن المشكلة المستعصية تراوح مكانها وتتلخص في ان السياسة التي ينتهجها قسم من الادارة الأمريكية في المساومة مع ديكتاتورية ولاية الفقيه في إيران ما زالت تمضي في طريقها ولا تريد أن تترك هذه السياسة. نحن هنا لا نقصد ان نستنكر هذه السياسة المشينة فقط، بل نقول ان هذه السياسة يجب اقتلاعها من جذورها. وما عدا ذلك فان مسألة ايران ستترك تأثيرا غير قابل للتنبؤ حول مصير الانتخابات الرئاسية المقبلة مثلما تركت ذلك التأثير السلبي زمن جيمي كارتر.
* خبير ستراتيجي إيراني
m.eghal2003@gmail.com

بين لعنة الله علينا وعنترة وسياسة البسطال/ الأب يوسف جزراوي


  معظم رؤسائنا العرب لديهم مشكلة في التعاطي مع الغرب واسوق  لكم مثالاً عن اسلوب  تعاطي أحد الرؤساء العرب مع الغرب وتقليده لهم كنت قد طالعته في احد الكتب التي سقطت من ذاكرتي. إذ كان ولعه بالاقتباس الأعمى من الغرب بشكل  لا يعرف الحدود. إذ أنه قرر ذات يوم إلغاء وظيفة "وزير الإعلام" في بلده لأنه لم يشاهد وزيرًا للإعلام في بريطانيا أو فرنسا أو أميركا - وكانت التجربة قصيرة العمر بطبيعة الحال. وهدد ذات يوم نائبًا قاطع حديثه، بأنه سيقترح على مجلس الشعب إنشاء "لجنة للقيم" كالتي شاهدها في الكونغرس الأميركي، وكان يتصور أن مهمة هذه اللجنة مُعاقبة  المُعارضين "المُشاغبين" من النواب! وإنه مُعجب إعجابًا شديدًا بعادة الأميركيين في وضع أقدامهم على مكاتبهم! هكذا قلد وأعجب بابغض العادات التي يقرفها الأمريكان!!
لقد أعجبه كثيرًا وضع الرجل على المكاتب، لكن لم تعجبه قوانين حقوق الإنسان  وقوانين تعدد الاحزاب والحرية المسؤولة في التعبير عن الرأي في امريكا  والغرب. قلّد الأمور السلبية فقط. لقد أحب الإنفتاح والتقليد، لكن ليس الإنفتاح السياسي والإجتماعي والثقافي والتعليمي.... فقد كان إنفتاحًا ديكتاتوريًا، فأول عمل قام به هو زج مُثقفي بلاده في السجون لأنهم إنتقدوه وخالفوه الرأي!! اخذ سلبيات الغرب ولم يتعلم احترام حرية شعبه والصوت المعارض وإنسانية الإنسان في بلده.
شعوبنا تطالب بتغيير الحكام، ولكن هل هذا التغيير مدروس، بحيث لا تصيب بلداننا الفوضى والتسيب....هل الغاية هي ازالة اشخاص وتبديل الوجه فقط.....أم الغاية هي تجديد الاستراتجية للسلطة السياسية للبلد؟!
إنَّ حدوث التغيير السياسي وشيوع الديمقراطية  في الشرق الاوسط مُرتبط بحدوث تغير في العقلية الشرقية لمفهوم السلطة، من خلال تبدل المفهوم من ثقافة  المناصب إلى ثقافة  الخدمة.
أن عقل الإنسان الشرقي مخطوف وممنوع من التفكير او النقاش او النقد والتعبير عن الرأي بصوت عالٍ، الأفواه مُلجمة، والصوت مُفحم، ولذلك إنساننا بحاجة الى زلزال ليخلخل ترسبات الخوف  التي اشاعها حكامنا في النفوس والعقول.
لم ازر الهند ولا الصين ولكنني قرأت عنهما الكثير وعن غيرهما من البلدان فخرجت بقناعة أن هناك دولاً اكثر نجاحًا وتقدمًا في الشرق الأوسط  من بلداننا العربية؟  على الرغم من أن نسبة عالية منهم  تعيش تحت خط الفقر! وربما يعلم مُعظم المهاجرين الساكنين في اوربا واستراليا كيف أن الهندي او الصيني يتأقلم بسهولة مع البلد الجديد الذي يعيش فيه  وكيف يكون له بصمة مؤثرة،  والسبب وفق تصوري الشخصي يعود إلى أمر بسيط ألا وهو: التوجه الفكري لهذين البلدين، فمثلاً انك ترى الهندي أو الصيني في بلده، وهو على الرصيف او اشارة الضوء  يتسول من الناس، تجده سعيدًا ويحب الحياة(حسب ما قرأت  عنهم في الكتب او شاهدته في الأفلام). بينما نحن نشاهد الرجل  الشرقي الغني في بلداننا لا يعرف كيف يعيش بفرح، كيف يؤنق نفسه ويقاسم الاخرين فرحه وغناه (ليس الجميع، فأنا ضد التعميم)، كيف يكتشف الحياة، عبوس ومتجهم ولا يعرف غير الأحزان والانفعال، وبعض الفقراء (ليس الجميع ايضًا) ما أن يغتني الواحد منهم حتى تراه ينظر إلى الآخرين من برجه العاجي نظرة فوقية، أو  يفكّر كيف سيبعثر نقوده....في امور قد تبعده عن حقيقته كانسان، لأنه يقلد حاكمه.... فيصبح (سي السيّد) في البيت والعمل والشارع.... كما هو حال الحاكم العربي (سي السيّد) على شعبه. الا تتفقون معي اننا نادرًا ما نجد حاكمًا عربيًا يبتسم ويمزح، لكل منهم برستيجه الذي يجعله في وادٍ بعيد عن شعبه.
نعاني من مشكلة بسبب حكامنا العرب وهي الترهل الفكري، لذا لدينا ازمة في توجهنا الفكري الذي قادنا الى تصحر اعماقنا واضعف ابصارنا، فلم نعد نرى الأمور كما هي بل كما يصوروها لنا عبر وسائل الاعلام الحكومية، فجعلنا من الهزيمة مجرد نكسة، ومن الفشل .... سوء حظ، ومن الصمت حكمة تبعد عنا الملاحقات الأمنية!
مُعظم حكامنا العرب اهتموا ببناء السلطة الأمنية القوية التي تضرب بيد من حديد، وهذه السياسة خلقت اسوار وحصون بين الحكام وبين شعوبهم في وقت أن الناس كانت  بأمس  الحاجة الى حاكم بسيط مثقف انساني، اداري، منهجي، يهتم بتثقيف شعبه ويسعى لتوفير فرص عمل للشباب وبناء دولة الإنسان (دولة البشر لا دولة الحجر  وعنتريات السلطان وحاشيته). واليوم بلداننا بحاجة ماسة إلى تنمية اقتصادية ومناهج تربوية تبشر بثقافة حبّ الحياة وأحترام الآخر المختلف لكنه  لا يعني خلافًا، لأن الأختلاف غنى وبناء وتكامل، ومن هو هذا الآخر المُختلف عني؟ أنه شريك  لي في الإيمان بالله والوطن واخ في الإنسانية، انذاك ستتحول ثقافتنا من ثقافة الدولة، إلى  ثقافة البلدان الحديثة المُعاصرة في سياستها وتعليمها واعلامها، فتزول من الهوية العربية مُصطلحات (العشيرة، القومية، الطائفة، الدين) لأن إنتماء المواطن سيكون لبلده اولا وليس للحكام  والقومية والدين والعشيرة والطائفة. 
حكامنا يتغنون بالديمقراطية والعمل الجماعي والحرية (وكأنها منة لشعوبهم) ولكن الحرية الشخصية الحقيقية يجب أن تكون بلا وصاية من الدولة واجهزتها الأمنية والسياسية.....
ولعلي اضع يدي على الجرح بقولي: إن عقول معظم حكامنا العرب وحاشيتهم في بلداننا  تحتاج الى اعادة تركيب  وفق منظور حديث، يعي مرحلته ويبتعد عن عالم الاساطير التي حكمتها المؤسسة السياسية والأمنية.....
نحتاج الى جهد جهيد، لتحطيم هذه السياسات التي نشأنا عليها عقوداً من الزمن واصبحت بمثابة قناعة خاطئة مُتجسدة في سلوك يُعقد حياة الإنسان العربي ويملأه بالعقد والمخاوف....
قال الشاعر السوري العربي الأكبر  نزار قباني: "الشعب مثل الطفل الصغير يرضى بقطعة حلوى"، ونشر الحقائق في قصيدته (عنترة) وحذا حذوه الشاعر اللبناني العربي الكبير شربل بعيني في رائعته: قصيدة (لعنة الله علينا).
نعم نحن كشعوب قبلنا بسياسة الصمت امام عنترة بلدنا وسياسة (البوت – البسطال العسكري)، وكان الكثيرون منا يهتفون امام (عنترة) القائد المفدى(يعيش.. يعيش) وفي اعماقهم يهمسون (لعنة الله عليه)! وبسبب سياسة معظم حكامنا العرب (سياسة فرق تسد... ناهيك عن سياسة التمييز الطائفي والعشائري...) بتنا في وضع لا يتقبل الآخر بسهولة، فصار لدينا مخاوف من الإنفتاح على الآخرين خوفًا من وشايتهم علينا، فاغتيلت فينا قناعة النطق بكلمة حق. 
حكامنا يوفرون الأمن لكنهم لا يمنحون شعوبهم الأمان، يطالبون شعبوهم بان يكونوا شعوبًا موحدة، ونحن حاجتنا إلى شعب واحد وليس إلى شعب موحد. لقد فقدنا السلام  ليس في بلداننا والمنطقة بل في اعماقنا!  تطلعوا إلى خطابات معظم حكامنا العرب ستجدونها مليئة بالعنتريات والصراخ والإنفعال.. لذلك  نرى الناس متوترين كنمور مفترسة أو نراهم لا يعرفون الحديث بهدوء وشفافية، حتّى وان نطقوا بكلمة حق نطقوها بعصبية وصوت مرتفع..... لأنهم باتوا نسخة عن حكامهم، وحكامنا ربما  لا يستمعون إلى الموسيقى، لأن الموسيقى هي روحُ الحياة ، لغةُ الحبِّ والاحساسْ والحوار ..
 يقول غوستاف لوبون في كتابه الشهير (سايكولوجية الشعوب:) "الشعوب مثل الأكواب، تستطيع أن تملأها بالخل أو أن تملأها بالزيت"، لكنني لستُ متفقًا مع هذا الطرح، لأن إنساننا اكثر  من  عقل تملأه معلومات، ومخيلة تتزاحم فيها الأحلام او كوب تملأه بالزيت أو صحن تملأه بالحساء.... لدى إنساننا طاقات جبارة، على حكامنا ان يحتضنوها وينموها ويستثمروها لخير بلداننا وخير الإنسانية جمعاء، أنذاك سوف نصبح مسكونين بالإنسانية.
علينا ان نتعلم أن نقول لا، وأن نعي ماذا نريد! وان لا نبدل وجوه حكامنا بل ثقافة ومنهجية أدارتهم للإنسان في بلداننا....

عندما يصبح صاحب الأمر الفلسطيني مجهولا/ نقولا ناصر

(إن تقرير لجنة التحقيق الرئاسية الفلسطينية ليس دليل فشل لها فقط، بل هو دليل فشل كذلك لمكتب الاتحاد الأوروبي لتنسيق الدعم للشرطة الفلسطينية - COPPS)

كان "الاستنتاج" الأهم في "تقرير لجنة التحقيق الرئاسية في أحداث يومي السبت 30/6/2012 والأحد 1/7/2012" التي وقعت في رام الله بالضفة الغربية، الذي تسلمه الرئيس محمود عباس يوم الثلاثاء الماضي، هو أنه "كان من الواضح أن هناك حلقة مفقودة للتسلسل الهرمي في إعطاء الأوامر". وكانت "التوصية" الأهم في التقرير هي "تحويل جميع الأفراد من منتسبي جهاز الشرطة والمباحث الجنائية ومن هم بالزي المدني الذين تثبت مشاركتهم بالفعل في عمليات الضرب والايذاء غير المبررين إلى الجهات القضائية المختصة لمساءلتهم".
ف"الاستنتاج" الأهم أعلاه يعني بأن مصدر إعطاء الأوامر مجهول ما يعني تضييع المسؤولية نتيجة الفشل في تحديد "الحلقة المفقودة" في "التسلسل الهرمي في إعطاء الأوامر"، وعدم تحديد سلطة واحدة أصدرت الأوامر بقول التقرير إن "تعليمات قد أعطيت من قبل أكثر من جهة" يعني توزيع المسؤولية على قيادات دنيا ذكر التقرير منها "قائد شرطة محافظة رام الله وقائد شرطة مركز رام الله ومدير المباحث الجنائية" الذين أوصى التقرير ب"مساءلتهم".
أما "التوصية" الأهم فتعني حصر المساءلة ب"الأفراد" والرتب الدنيا المذكورة وإعفاء قياداتهم العليا من أية مسؤولية.
وخلاصة الاستنتاج والتوصية أن "الحلقة المفقودة" تستمر مفقودة، ما يعني عمليا تبرئة قضائية وسياسية وإنسانية ل"القيادة" أو "القيادات" العليا، ويعني كذلك تحميل المسؤولية للأفراد والرتب الدنيا ومحاسبتهم على تنفيذهم لأوامر قياداتهم بدل مكافأتهم على تنفيذها، وإن كان من المشكوك فيه أن تأخذ عملية "تحويلهم" إلى "الجهات القضائية المختصة لمساءلتهم" مجراها القانوني إلى النهاية المرجوة من ضحاياهم بالرغم من شروع وزارة الداخلية "باستدعاء المعتدى عليهم لتقديم شكاوى رسمية" بناء على قرار الرئيس عباس "لكل عناصر الأمن ومن أصدر لهم الأمر بالاعتداء على المتظاهرين الذين نظموا مسيرة سلمية"، على ذمة "القدس العربي" يوم الأربعاء الماضي.
لكن فشل اللجنة الرئاسية "المستقلة" التي أعدت التقرير في تحديد "الحلقة المفقودة" التي أصدرت الأوامر، وعدم معرفتها ب"مستوى التعليمات والأوامر المتخذة"، هو فشل يدين اللجنة بالفشل في مهمتها الرئيسية. وضمت هذه اللجنة في عضويتها رئيس تجمع الشخصيات المستقلة منيب المصري والمفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الانسان أحمد حرب وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف.
إن وصف سلوك قوى الأمن في ما سمته اللجنة "الأحداث" في اليومين المذكورين بأنه "استخدام غير مبرر للقوة"، "لا تقع عليه شروط حالة الضرورة التي تجيز ... إنفاذ القانون باستخدام القوة"، و"استخدام العنف المفرط"، "قبل استنفاد الطرق السلمية"، كما ورد في "الملخص التنفيذي" للتقرير، ثم استنتاجهم بأن "الأحداث التي وقعت يوم الأحد الموافق 1/7/2012 لم تكن لتقع لو تعامل جهاز شرطة رام الله ومن هم بالزي المدني" مع مسيرة اليوم السابق "وفق ضوابط القانون"، و"انتهاك ... قواعد وضوابط وضمانات عملية القبض والاحتجاز" في اعتقال المتظاهرين، و"التعرض للاعلاميين والصحافيين، وتعريضهم إلى جملة من الاعتداءات" واستخدام "العنف" ضدهم، مما "عزز ثقافة تجاوز القانون وإساءة استخدام السلطة"، هو وصف يمثل مقدمات لمساءلة قضائية ومحاسبة سياسية أصبحتا مستحيلتين لأن اللجنة فشلت في التوصل إلى "الحلقة المفقودة" المسؤولة عن ارتكاب كل الانتهاكات والتجاوزات الواردة في التقرير.
أما إغفال التقرير لاستنكار مشاركة "المباحث الجنائية" في "فض" مسيرة سياسية سلمية، ومشاركة "من هم بالزي المدني" في فضها، فإنه يمثل قصورا لافتا للنظر في التقرير، لكنه قصور يذكر بأن الخلط بين النشاط الوطني السياسي وبين النشاط الجنائي هو سلوك مارسته ولا تزال قوات الاحتلال، مما يذكر ايضا بوحدات "المستعربين" التابعة لهذه القوات التي تندس بين المقاومين السلميين للاحتلال لاعتقالهم، إذ ليس من المقبول فلسطينيا لا وطنيا ولا سياسيا أن تلجأ أية قوى أمن فلسطينية إلى أساليب قوات الاحتلال في التعامل مع شعبها.
وتقرير لجنة التحقيق الرئاسية الفلسطينية ليس دليل فشل لها فقط، بل هو دليل فشل كذلك لمكتب الاتحاد الأوروبي لتنسيق الدعم للشرطة الفلسطينية (COPPS) الذي أعرب المتحدث باسمه بنويت كيوسين عن "قلق" الاتحاد الأوروبي من استخدام "القوة المفرطة" لكنه "رحب" بقرار عباس البدء في "التحقيق"، دون أن يصدر عن المكتب أو عن المتحدث باسمه حتى الآن أي تعليق على تقرير اللجنة.
ويشرف هذا المكتب على تدريب الشرطة في السلطة الفلسطينية منذ عام 2006. وكان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، أثناء زيارته في الثامن من هذا الشهر للضفة الغربية، قد وقع اتفاقية مع رئيس وزراء السلطة برام الله د. سلام فياض بعشرين مليون يورو لدعم "سيادة القانون والديموقراطية" وافتتح كلية فلسطين للعلوم الشرطية في أريحا قائلا إن دعم الاتحاد الأوروبي "يتجاوز إنشاء البنية التحتية للكلية ... إلى نوعية الناس الذين تتكون منهم الشرطة المدنية الفلسطينية". لكن بعد ثماني سنوات من التمويل الأوروبي يأتي تقرير لجنة التحقيق الرئاسية الفلسطينية ليكشف "نوعية" مختلفة في فهمها وتطبيقها لسيادة القانون والديموقراطية.
غير أن التمويل الأوروبي حقق نجاحا مختلفا، فقوى الأمن والشرطة المدربة أميركيا وأوروبيا نجحت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية 2008 وأوائل 2009 في أن تجعل الضفة الغربية المكان الوحيد في العالم الذي لم يشهد أي مظاهرات تضامن مع غزة، بفضل "انتهاكات القانون الدولي" كما ورد في تقرير فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون، وقد أشاد مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي آنذاك خافيير سولانا بشرطة السلطة الفلسطينية في كتاب "الطريق إلى الدفاع الأوروبي" لأنها "أدارت" الوضع بصورة "جيدة جدا" أثناء العدوان تثبت أن تدريب الاتحاد الأوروبي لها قد أحرز "تقدما".
واللافت للنظر أن الرئيس الجديد المعين حديثا لمكتب الاتحاد الأوروبي لتنسيق الدعم للشرطة الفلسطينية (COPPS)، كنيث دين، هو ثالث متقاعد من الشرطة البريطانية التي كانت تلاحق "الجيش الجمهوري الايرلندي" في ايرلندا الشمالية، بعد سلفيه كولين سميث وبول كيرناغان، بينما يعمل ضابط شرطة بريطاني رابع هو نيل بيج ضابط اتصال بين "المدربين" الأميركيين ونظرائهم من الاتحاد الأوروبي.
ومن الواضح أن الأوروبيين يمولون قيادة بريطانية لهذا المكتب، وأي قيادة كهذه تفتقد الثقة في مخزون الذاكرة الوطنية الفلسطينية لأنها تذكر بالقيادة البريطانية للشرطة الفلسطينية خلال الانتداب البريطاني الذي سلم فلسطين للحركة الصهيونية.
ويقول ديفيد كرونين، مؤلف كتاب "تحالف أوروبا مع إسرائيل: معاونة الاحتلال"، إن "التوجيهات" لمهمة المكتب "وثيقة الشبه" بخطة ل"مكافحة التمرد" في الضفة الغربية وقطاع غزة اقترحتها بريطانيا عندما كان توني بلير رئيسا لوزراء بريطانيا قبل أن يصبح الآن ممثلا للجنة الرباعية الدولية. وقد تأسس المكتب أوائل عام 2005 ضمن مكتب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي ل"عملية السلام في الشرق الأوسط"، وتمثل مهمته التزاما رئيسيا للسلطة الفلسطينية بموجب "خريطة الطريق" التي تنص في مرحلتها الأولى على تفكيك البنى الأساسية لفصائل المقاومة الفلسطينية، وفي إطار هذا الهدف ولد "التنسيق الأمني" بين السلطة وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وكان المتظاهرون في المسيرة السلمية موضوع "لجنة التحقيق الرئاسية" قد هتفوا مطالبين بإنهاء "التنسيق الأمني". ومن المؤكد أن اللجنة لم تبحث عن "الحلقة المفقودة" في دهاليز هذا التنسيق، ولو فعلت لكانت وجدتها على الأرجح.
ومن المعروف أنه، بموجب الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، لا توجد سلطة أمنية فلسطينية كاملة، فهذه السلطة الأمنية تقتصر على المنطقة "أ" التي تمثل حوالي (18%) من مساحة الضفة الغربية وهي ليست خالصة لسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني بل تشاركها فيها قوات الاحتلال، وهذه السلطة الأمنية محرمة على الفلسطينيين في المنطقتين "ب" (22% من مساحة الضفة) بالرغم من وجود شرطة فلسطينية فيها للشؤون المدنية وهي محرمة عليهم كذلك في المنطقة "ج" (أكثر من 60% من مساحة الضفة).  
* كاتب عربي من فلسطين  
* nassernicola@ymail.com

البشير وصعاليك الزوبعة/ الياس بجاني

أين هم جماعات الكفر والخيانة والعمالة والإجرام من ذالك القائد الشهم والبطل، بشيرنا وحبيبنا وحلمنا؟
أين هم الأوباش وأولاد الشوارع والأزقة من عملاق كبير في الوطنية والمحبة والفدى والعنفوان اسمه بشير، وهو بشير للسيادة والحرية والإستقلال؟
أين هم  هؤلاء الجهلة والقتلة الذين تظاهروا اليوم مطالبين باعتبار المجرم والسفاح حبيب الشرتوني بطلاً؟
أين هم من العدالة والقوانين وإحقاق الحق وكل معايير القضاء واحترام الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله؟
أين هم هؤلاء الصعاليك الصغار والمرتزقة للنظامين السوري والإيراني من كل ما هو رجولة وكرامة وهوية وتاريخ وإيمان و 10452 كلم مربع؟
أين هم جماعة الزوبعة الهتلرية والقتلة والمجرمين الذين لا يعرفون غير الانقلابات والإغتيالات والعمالة لمحور الشر؟
بالتأكيد هم في القعر الذي هو تحت وتحت قعر القعر يتمرمغون بأوحال التبعية والذل والإهانة، وبشيرنا في أعلى وأعلى مما هو أعلى من الأعلى حيث العزة والإباء والقداسة.
هم في أسفل وتحت كل ما هو أسفل من السفالة وهو في أعلى وأعلى وأعلى.
هو في تربة لبنان المقدسة ووديانه المباركة وسماؤه الخالدة حيث يعانق الأرز والغيوم وينشد مع الملائكة أناشيد لبنان وطن الأرز وجبران وهنيبعل وعشتروت وشربل والحرديني ورفقة، وهم في الحضيض مع الأبالسة حيث البكاء وصريف الأسنان، وحيث النار لا تنطفئ والدود لا يهدأ.
هو كل ما هو لبناني نقي ومقدس، وهم كل ما عداء للبنان وابليسية.
هو الأرزة الخالدة وحجر الزاوية، وهم المعول الهدام.
هو لبنان الرسالة، وهم محور الشر الإرهابي.
هم الحلم وهم الكابوس.
هم إلى زوال واندحار، وهو إلى الخلود.
تبارك لبنان ببشيره ولعنت الله تحل على كل من يمجد قاتله ويرى فيه بطلاً.
إننا فعلا في زمن المحل حيث أشباه الرجال تتطاول على كرامات وهامات الكبار.

كلمة حق في زمن الضلال : ماذا قدم مبارك لمصر4؟/ سلوي أحمد‏

استكمالا لما كنت قد بدأته  اواصل اليوم الحديث عن انجازات الرئيس مبارك  في القطاعات الانتاجيه المختلفة  كنت قد تحدثت في المرة السابقه عن قطاع السياحة واليوم ساتناول قطاع اخر  وهو قناة السويس .
    تعد قناه السويس هذا الممر المائي الملاحي الذي يبلغ طوله 193 كم  احد اهم مصادر الدخل القومي في مصر , تم افتتاح قناة السويس في عهد الخديو أسماعيل عام 1869  وكانت جميع اسهم القناة قد بيعت لفرنسا وبريطانيا الي ان قام جمال عبد الناصر عام 1956 بتأميم القناة  لتصبح تحت السيادة المصرية وهو الامر الذي ترتب عليه العدوان الثلاثي علي مصر من قبل فرنسا وانجلترا واسرائيل .
   كانت قناة السويس واحدة من تلك القطاعات التي حرص الرئيس مبارك علي تطويرها وتجديدها حتي تعود بأكبر فائدة ممكنة علي مصر وشعبها مما ترتب عليه  زيادة الدخل القومي لقناة السويس خلال الفترة 81- 2006 حيث ارتفع الدخل القومي للقناة من 908,9ملايين دولار عام 81- 82 إلي 3900 مليون دولار عام 2005 - 2006 .
   وخلال نفس الفترة من 81 :2006 تم استثمار 2,8 مليار جنيه وجهت لتطوير القناة وتعميقها حيث تم تعميق غاطس القناة من 52 قدما إلي 62 قدما , كما تم توسيع القطاع المائي من 2600 متر مكعب إلي 6750متر مكعب .
   ولازالت اعمال التطوير والتجديد التي حرص الرئيس مبارك علي ان تجري في القناة قائمة حتي اليوم الامر الذي يزيد من عائدات القناة وبالتالي  يؤدي إلي زيادة  الدخل القومي .
    كان هذا حديثا بسيطا عن بعض ما تم في عهد الرئيس مبارك لتطوير وتعميق القناة واعتقد ان هناك الكثير نود ان نسمعه من المختصين والقائمين علي امر القناة حتي نعطي الرئيس مبارك حقه لان ما ذكرته لا يكفي حتي يظهر الجهد المبذول والعمل التي تم انجازه .
    وبمناسبه الحديث عن القناة لا يمكن انهاء الحديث قبل التعرض لتلك الشائعة التي سمعناها كثيرا والتي سيذكرها البعض فور قراءته لهذه الكلمات وهي ان دخل قناة السويس كان  يتم تحويله للميزانية الخاصة للرئاسة وللرئيس مبارك تلك الشائعة التي ترددت كثيرا و هي لا تتعدي كونها شائعة مغرضه ضمن مئات الشائعات التي سمعناها والتي اخذها البعض علي انها حقائق لا تقبل الشك .
   وما يؤكد  كونها شائعة ما جاء علي لسان الفريق أحمد علي فاضل رئيس هيئة قناة السويس والذي ذكر في احد البرامج التليفزيونية ان دخل قناة السويس يتم تحويله بالكامل الي البنك المركزي وفق كشوف تحدد بدقه كل ما يتعلق بهذا الدخل واعتقد ان هذا التصريح كاف ليثبت كذب هذ الشائعة كما ثبت كذب العديد من الشائعات قبلها .
ان الرئيس مبارك لم يكن يوما الا رئيسا وطنيا محبا لمصر وشعبها هكذا عرفناه وهكذا يقول تاريخه المشرف انه رجل تثبت الايام ان ما كان يحمله ويتحمله ليس بالقليل والدليل  ما نراه امام اعيننا الان ومع كل يوم يمضي فكل التحية والتقدير لهذا الزعيم الكبير الذي لم يدخر جهد من اجل مصر وشعبها هذا الشعب الذي لم يجد منه مبارك بعد كل تلك السنوات سوي الجحود والنكران .
واكتفي بهذا القدر اليوم علي ان استكمل معكم في المرات القادمة الحديث عن انجازات الرئيس مبارك في القطاعات الخدمية المخلتفة واعرف  ان انجازات الرئيس مبارك اكثر بكثير من  تلك الكلمات التي حاولت ان تتحدث عنها  ولكن هي اول القطر واتمني ان اري مني ومن غيري حديث يليق بما قدم هذا الزعيم الكبير لمصر . والي ان يحين اللقاء استودعكم الله .
الكاتبة \ سلوي أحمد 

المصدر كتاب مصر مبارك
انجازات الرئيس مبارك في 25 عاما
 

أيها المحرضون على الشر متى تهتز شواربكم/ صالح الطائي

لا أقول منذ أن اشتدت الهجمة السلفية الشرسة على التشيع لتوجيه أنظار الشباب المسلم إلى النزاع التاريخي الداخلي بدل النزاع العدواني بيننا كمسلمين وبين الصهيونية العالمية والاستكبار العالمي بعد أن ادعى كبيرهم الذي علمهم السحر أن الشيعة أشد خطرا على الدين من الصهاينة، ولكن منذ أن وردتني أخبار المجازر المرعبة التي يرتكبها العسكر البوذيون ضد طائفة  "الروهينجاس"  المسلمة السنية في إقليم "أراكان" في جمهورية ميانمار الاتحادية وأنا أتابع أخبار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور "أكمل الدين إحسان أوغلو" بعد أن تقززت إلى حد القرف من متابعة أخبار الزعامات والتنظيمات الإسلامية الأخرى في محور الشر وقرن الشيطان وثلاثي الخيانة السعودية وقطر والكويت التي وظفت كل جهدها ودعمها اللوجستي لتقدمه للمتمردين السوريين في سبيل أن يحسنوا نصب العبوات الناسفة التي تقتل أكبر عدد من الأبرياء أو يحسنوا ترصد هذا الشيعي العراقي أو ذاك ممن ألجأتهم الظروف للهرب إلى سوريا للفتك بهم مرة بالسكاكين وأخرى بالأسلحة الكاتمة وثالثة بالحرق بالنار لأن العلويين والشيعة ((مرتدون)) ويمثلون خطرا على الإسلام السلفي الوهابي المتخلف!
وكانت خلاصة متابعتي لنشاط السيد أوغلو التالي:
• أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، عن رفض المنظمة للانتخابات الرئاسية المزعومة في إقليم ناغورني كاراباخ المحتل في جمهورية أذربيجان والمزمع عقدها يوم 19 يوليو 2012
• الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يدعو القيادة السورية إلى وضع مصلحة سوريا والشعب السوري فوق كل اعتبار ويؤكد أن التضحية يجب أن تأتي من القيادة
• على إثر الأحداث الدامية التي جرت في سوريا وتواصل مسلسل العنف وسفك الدماء في هذا البلد،
• الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يتوجه بالتهنئة للأمة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1433هـ
• الأمين العـام لمنظمة التعـاون الإسلامي يهنئ الشعب الليبي بنجاح العملية الانتخابية في ليبيا
• إحسان اوغلو: المساس بالأقصى هو اعتداء على أحد أقدس مقدسات المسلمين
• الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تدين بشدة مجزرة بلدة التريمسة بريف حماة
• منظمة التعاون الإسلامي تحيي ذكرى ضحايا مجزرة سريبرينيتشا
• منظمة التعاون الإسلامي تعزي في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز
• إحسان أوغلو يأمل في أن تتمكن المنظمة من تعزيز إنشاء المؤسسات الصغرى والمتوسطة
• منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء أوضاع مسلمي الروهينجيا في ميانمار. أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، بشدة في بيان صدر اليوم في جدة تجدد القمع وانتهاك حقوق الإنسان لمسلمي الروهينجيا في ميانمار منذ يونيو الماضي في أحداث ذهب ضحيتها عدد من المدنيين الأبرياء الذي تعرضت بيوتهم ومساجدهم للحرق وأجبروا على مغادرة وطنهم. وأضاف الأمين العام أن مواطني ميانمار من مسلمي الروهينجيا يتعرضون على مدى العقود الثلاثة الماضية لانتهاكات جسمية لحقوق الإنسان ترتكبها قوات أمن ميانمار، وشملت التطهير العرقي والتقتيل والاغتصاب والتهجير
هكذا جاء خبر اهتمام منظمة المؤتمر الإسلامي وشيخها الأوغلو بالمذابح البشعة التي ترتكب بحق أخوتنا المسلمين السنة من طائفة "الروهينجاس" في "ميانمار" على مدى العقود الثلاثة الماضية وليس على مدى أيام أو أسابيع أو حتى أشهر، وهي لا تختلف كثيرا عن مواقف الأنظمة العربية التي أوقفت خزائن بلدانها وجهدها الإعلامي لدعم التمرد السوري بعد أن أسهمت في تخريب ليبيا وحرق وتدمير العراق وزرع الفرقة بين أهله.
أما باقي المنظمات والهيئات والمؤسسات التي روجت للفكر السلفي التكفيري ضد الشيعة والتي شجعت الانتحاريين للقدوم إلى العراق بعد أن دعمتهم بالمال والمساندة ويسرت لهم سبل التنقل واللجوء، أو التي نظرت مشروعية ((جهاد)) الشباب العربي المغرر به في سوريا الجريحة، فإنها هي الأخرى لم ترق إلى أكثر من إعلان الإدانة اليتيمة أو الاستنكار المسكين أو المطالبة الخجولة، وكانت خلاصة جهدهم:
• استنكر شباب 30 دولة إسلامية مساء أمس السبت في لقاء نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ما ترتكبه جماعات بوذية من مجازر في حق شعب بورما المسلم.
• أدان إتحاد علماء المسلمين الكردستاني، اليوم الأربعاء، ما أسماه المذابح التي يتعرض لها المواطنون المسلمون في ميانمار، داعياً الأمم المتحدة إلى وقف حملات التطهير العرقي التي تمارس بحق المسلمين في ذلك البلد، بحسب بيان للإتحاد.
• طالب "بصير أحمد خان" - رئيس رابطة مسلمي "الهند" - بوقف المذابح التي يقوم بها البوذيون ضد المسلمين في "ميانمار" فورًا، وخاصةً ضد النساء والأطفال.
• أدانت السلطات الليبية الانتهاكات والمذابح التي ترتكب يوميا بحق الشعب المسلم في ميانمار الاتحادية "بورما سابقا". واستنكر المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم الأربعاء المذابح الجماعية التي ترتكب في جمهورية ميانمار الاتحادية .

بل إن بعض البلدان المتشددة طائفيا والتي أرسلت مجرميها لتفجير التجمعات الشيعية في العراق باسم الدفاع عن الإسلام أغلقت أبواب مدنها بوجه المسلمين الفارين من الموت في ميانمار حيث ورد في الأخبار أن السلطات في "بنجلاديش" هذه الدولة السنية المتطرفة قامت بتعزيز حدودها مع ميانمار للحيلولة دون دخول عشرات المئات من المسلمين الفارين من المذابح التي يتعرضون لها على أيدي البوذيين. وقد أشارت "ديبو موني" وزيرة خارجية بنجلاديش أن بلادها لن تقوم بتوفير الحماية للاجئين الروهنجا المسلمين، بالرغم من المطالبات الدولية ومناشدة مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بالتعاون مع المسلمين. وقد أدى إغلاق الحدود البنجلادشية أمام المسلمين إلى مزيد من العنف!
بل وحتى أمريكا التي نصبت نفسها حامية للديمقراطية في العالم استهانت بالدم المسلم وقدمت دعمها للمجرمين في ميانمار  من خلال مساعدات اقتصادية مكافأة لهم على جرائمهم حيث وقعت شركة "جنرال اليكتريك" الأمريكية، أكبر مصانع العالم لمعدات إنتاج الكهرباء وخدماتها، أول عقد تجاري لشركة أمريكية مع ميانمار
وذلك في أعقاب قرار الولايات المتحدة تخفيف العقوبات التأديبية المفروضة على ميانمار. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الشركة الأمريكية وقعت عقد بيع معدات طبية متطورة مع مستشفيين في مدينة يانجون بميانمار. يشار إلى أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" كان قد أعلن يوم الأربعاء الماضي تخفيف العقوبات المفروضة على ميانمار للسماح للشركات الأمريكية بالقيام بأعمال تجارية هناك، بعد "التقدم الذي أحرزه الرئيس "ثين سين" والإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي تبناها.
أما منظمة (العفو الدولية) التي أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب ما يجري في سوريا والتي وصفت الإرهابيين القتلة الذين يرتكبون الجرائم في المدن السورية بالأبرياء فقد تجاهلت في تقرير لها صدر يوم 21/7  المذابح التي يتعرض لها المسلمون في ولاية أراكان كليا.
وبدل أن يوجه المسلمون الذين كانوا ولا زالوا يدعمون الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا جهدهم لنصرة إخوانهم المسلمين في ميانمار يطالب رئيس تجمع الوحدة الوطنية الوهابية وشيخ مشايخ التكفير  السلفي في البحرين الرئيس المصري المنتخب "محمد مرسي" بهدم الاهرامات وعمل ما لم يتمكن من عمله  "عمرو بن العاص" الذي نجح فقط في حرق مكتبة الإسكندرية العظمى. بعد أن شجعهم مرسي على مثل هذه المواقف المقرفة بإصداره أمرا يمنع دخول العراقيين إلى مصر.
وبدل أن يطالب الشيخ "عبد الله التميمي" [1] خطيب وإمام مسجد في حمص بتوحد الأمة ضد العدو المشترك نراه يطالب إسرائيل بدعم مطالب وحقوق السنة في سوريا ولبنان، مشيراً إلى أنّ الدولة العبرية لم تكن قط عدو السنة الحقيقي ونحن معها في جبهة واحدة،  وأشاد  التميمي في حوار مباشر على الهواء على القناة التلفزيونية "الإسرائيلية" بما يسمى دولة إسرائيل ونفى بشدة أي عداوة معها واصفا بأنها لم تكن ولن تكون عدوة أبدا وأنهم [أي اليهود والسنة] يقاتلون جنبا إلى جنب في معركة واحدة تجاه نفس الأهداف ولم ينس (فضيلة الشيخ الأرعن) إعلان عداوته الشديدة لحزب الله كحزب ممثل للشيعة لا أكثر لكي يذكر إسرائيل بالعدو المشترك ويغازل عواطفها. وهذا الغزل أكده رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق "آفي ديخنر"[2] من على (you tube) بشريط ظهر فيه يتكلم بالعربية مؤيدا بحرارة ثوار سوريا ويدعوا تلامذته وشركاءه الحكام العرب وشيوخ السلفية الوهابية إلى أن يمدوا يد العون للشعب السوري ويستعجلوا سقوط بشار الأسد.
إن انشغال الطوائف والدول والحكومات والمنظمات العربية والإسلامية بالنزاعات البينية ولاسيما مسألة السنة والشيعة وتفضيل هذا الجانب اللئيم على كل مطالب الحياة الأخرى جعل وضع المجاميع المسلمة قريب الشبه من وضع "الثيران الثلاثة" لا يشك عاقل في حتمية أكلها الواحد تلو الآخر، ولكن تواريخ الأكل سوف تختلف تبعا للظروف.
ثم إن سكوتهم عما جرى بالأمس في البلقان وسكوتهم عما يجري اليوم في ميانمار مقابل (هوساتهم) الرعناء لدعم المعارضة الطائفية السورية والمجاميع الإرهابية في العراق يعني بكل تأكيد أن كل ادعاءاتهم حول الإسلام، والتمسك بتعاليمه، والعمل بهداه هي مجرد كذب وافتراء على الله ورسوله (ص) لأنهم اثبتوا بعملهم المكشوف وبسكوتهم عن ذبح المسلمين وقيامهم بذبح المسلمين المخالفين بعدهم عن الدين وتلقيهم الأوامر من أسيادهم الملحدين.   
كما أن سكوت الشيعة المستمر منذ أربعة عشر قرنا بلغ مداه الأقصى ولم يعد من تحمل للصبر بعد أن ترك أخوتهم المخالفون لهم مذهبيا العدو المشترك يصول ويجول في جنباتها وصبوا جام حقدهم على التشيع وأهله حتى دون أن يفهموا معنى التشيع أو سبب تعلقنا به، وأنا في هذه المناسبة وفي هذا الشهر المبارك شهر الوحدة والأخاء والعبادة وقبول الطاعات، ومع هذه المخاطر التي تحيق بالإسلام والمسلمين أرجو من (الآخر) أن  يكبت غلواءه وغروره وتبعيته للمستكبرين وشراكته مع الصهاينة، وان يستجيب لنداء الدكتور حسن فرحان المالكي الذي قال: "لقد آن الأوان لنفهم الشيعة" فمن المفارقات الغريبة أن يبكي الشيعة أخوة لهم في الدين يتعرضون للذبح في ميانمار رغم ما يقاسونه هم أنفسهم من أفعال الإرهابيين المنحرفين الطائفيين في العراق وسوريا ولا تهتز شوارب السعوديين والكويتيين والقطريين لمصائب أخوتهم في المذهب وهم يحرقون على أيدي البوذيين.

هل ينزل الجيش.. لإنقاذ مـصر؟/ مجدي نجيب وهبة

  
** مصر تقترب من محطة جهنم .. لنهاية سيناريو الفوضى الهدامة ، وتسليمها للإخوان والفوضى .. هذه السيناريوهات التى خططت لها ودبرتها "أمريكا" .. فلم تعد للمقالات أى معانى .. ولم تعد تحرك المشاعر أو الأحاسيس .. بل أصاب الجميع التناحة والبرود والتبلد ..
** تحولنا إلى مجموعات من البشر المشرذمين .. نعيش فى أرض بلا وطن .. هربت الشوارع وإختفت الذكريات ، وضاع الأمان .. وطن فر منه العقلاء والأنبياء والحكماء .. وخرج السفهاء واللصوص والقوادين .. كما إنطلقت الأفاعى والذئاب فى الميادين والشوارع .. وإنتشرت الفوضى فى كل مكان ، ووضعت مصر على حافة الهاوية التى لن ينجو منها أحد .. ولن يكون هناك منتصر ، ولن يحتفظ أحد برأسه .. فالجميع أبيحت دمائهم ..
** أشعلت أمريكا شرارة الفوضى .. لتشتعل النار ، وتأكل الأخضر واليابس .. وتلقى فيه الشعب المصرى لتقديمه قربانا للألهة الأمريكان ، ومنظمات حقوق الإنسان ، والمجتمع المدنى ، والمعروف أنها كلها محارق تشتعل لصالح أمريكا والإخوان ..
** أشعلت أمريكا الشرارة لتعلق المشانق لتحصد رؤوس الجنرالات ، وقادة المجلس العسكرى ، وكل من دافع عن تراب هذا الوطن .. فهل نحن نحلم ؟.. وهل نحن لا ندرى شئ من أمرنا ؟!!..
** هل نترك مصر ليحكمها الرعاع والقتلة واللصوص .. نعم مصر تقترب من النهاية ، وأمريكا تتراقص .. والجميع أصابتهم البلادة والغباء .. البعض منهم مؤيد ، والأخر لا يهتم .. بل هناك من يتواطئ ضد مصر ، ويشد من أزر العاهرة "أمريكا" ..
** الإخوان يحرقون كل من يقف فى طريقهم .. ومصر الأن بلا جيش ولا شرطة تحميها .. ولا قانون يقبض على هؤلاء اللصوص ، والقتلة والسفاحين من ميليشيات الإخوان التى تنتظر إشارة من المضلل العام للجماعة .. لكى تحول الشوارع إلى مجازر وكوارث دموية  ..
** اللقيط "أوباما" .. دفع 50 مليون دولار للجماعة ، لكى تساعدهم على التمكين من الحكم .. ومع ذلك يكذب اللقيط والإرهابى "أوباما" ، ويسانده فى الكذب والتضليل ، العاهرة "كلينتون" ، والحرباء "آن باترسون" .. ويزعمون أنهم ديمقراطيون .. وأمريكا لا تتدخل فى الشئون الداخلية المصرية ..
** ومع تصاعد الأحداث .. يتساءل الجميع .. إذا كانت أمريكا والإخوان وصلوا لهذه الوقاحة .. فمن ينقذ مصر ؟ .. هل يتدخل الجيش المصرى لإنقاذها .. أم سيتركوها لكلاب السكك ؟.. كما يتساءل الشعب .. هل هناك فعلا صفقة بين المجلس العسكرى وأمريكا والإخوان ؟!!..
** لماذا يترك المجلس العسكرى الفوضى تستفحل ، وتكبر حتى تسقط مصر بمن فيها .. لماذا أيد المجلس العسكرى التزويرات الفجة فى إنتخابات الرئاسة ، وأعلن فوز الساقط وسقوط الفائز ؟..
** لماذا ترك المجلس العسكرى قلة من البلطجية يحركهم الإخوان ، فيما يقارب عامين بميدان التحرير ، لتكون البؤرة لإشعال الفوضى فى أى لحظة ؟!!..
** لماذا يصمت المجلس العسكرى على بلطجية الإخوان ، ولا يكشف عن جرائمهم .. ولماذا إعتقل "محمد مرسى" بعد 25 يناير  .. ومن هربه من السجن .. وهل يمكن أن يحكم مصر هارب مسجون ، ومازالت هناك قضايا معلقة لم يتم الفصل فيها بعد؟!!..
** لماذا يصمت المجلس العسكرى على الإفصاح عن المسئول عن دخول ملايين من قطع الأسلحة الثقيلة ، والصواريخ المضادة للطائرات والدبابات ، والعابرة للمدن؟!!..
** لماذا تضحكون على الشعب .. وتدعون أن هذه الأسلحة المضبوطة بقصد الإتجار .. هل يعقل أن يشترى مواطن صاروخ ليضعه فى منزله ضمن ديكورات المنزل ؟!!..
** هل يستخف المجلس العسكرى بعقول هذا الشعب الرافض لحكم المرشد .. إذن ، فماذا ينتظر المجلس العسكرى ..
** لماذا يكتفى النائب العام بالنبش فى ملفات مبارك ، ولم يحقق فى بلاغ واحد من البلاغات العديدة المقدمة ضد كل من "محمد مرسى العياط" ، و"صفوت حجازى" ، و"محمد البلتاجى" ، و"سعد الكتاتنى" ، وعشرات من جماعة الإخوان المسلمين .. بالتحريض على العمليات الإجرامية ، وإشعال الحرائق فى مصر ، وقتل الثوار بميدان التحرير ..
** مصر إلى أين .. أيها المشير ؟!!.. لقد تحول المجلس العسكرى إلى لغز كبير ، أصاب الجميع بالهواجس والتساؤلات .. فمصر تقترب من الحروب الأهلية والطائفية ، والتصفيات الجسدية .. الطاعون يدق على أبوابها .. وهى على أبواب الصومال .. ومع ذلك الجميع صامت .. فأين هو دور الجيش المصرى ؟!!..
** فى 17 يناير 1977 .. إنفجرت القاهرة ، وخرجت المظاهرات الساخطة ، تعلن معارضتها القوية لقرارات زيادة بعض السلع .. وكان "أنور السادات" فى إستراحة أسوان .. يجرى حوارات مع صحفية لبنانية ، وفجأة توقف عن الكلام .. عندما شاهد عمود من الدخان .. فإستفسر عنه وعلم أن هناك مظاهرات فى القاهرة .. إتصل على الفور بالفريق "محمد عبد الغنى الجمسى" .. الذى رفض فكرة إشتراك الجيش فى قمع المظاهرات .. لكن رئيس الوزراء لم يكن على إستعداد لقبول شئ من ذلك .. ضد أمن وسلامة الوطن !!..
** لقد كانت مسئولية الأمن هى شاغله الوحيد .. كان "أنور السادات" فى ذلك الوقت قد وصل إلى القاهرة .. وقصد بيته فى الجيزة ، وكانت هناك طائرة هليكوبتر واقفة أمام فيلا الرئيس على شاطئ النيل .. جاهزة للإقلاع ، وكانت المنطقة كلها محاطة بالدبابات الثقيلة .. وفى مطار "أبو صوير" كانت طائرة الرئاسة الكبيرة "بوينج 707" رابطة على أرض المطار ، مستعدة للطيران .. إذا حتمت الظروف والتطورات .. وكانت جهتها المقررة إذا جاز وقت الرحيل إلى طهران .. حيث كان الشاة على إستعداد لإستقبال أصدقائه ..
** فور دخول "أنور السادات" بيته .. تلقى تليفونا من رئيس الوزراء .. ليخبره بخطورة الموقف .. فالمظاهرات تجوب الشوارع ، والفوضى تعم البلاد .. وقد إشتعات معظم الأقسام بالحرائق ، وتحاول تلك المظاهرات الإقتراب من بيت الرئيس .. كما أن الألاف من صور جمال عبد الناصر ظهرت فجأة فوق رؤوس المتظاهرين .. فمن أين أتت .. وفهم السادات الرسالة .. دون تعليق ..
** ولم تمر دقائق حتى كان وزير الحربية قد تلقى الأوامر بنزول الجيش إلى الشارع .. ومع الأمر بالتدخل صدر قرار أخر بإعلان الأحكام العرفية .. وفرض حظر التجول .. وتكليف الجيش بمسئولية السيطرة على الموقف .. وقام السادات بإلغاء توصيات الحكومة التى أدت إلى إرتفاع الأسعار .. كان الحل حاسم وقوى .. للحفاظ على أمن وسلامة الوطن .. ونجيت مصر من كارثة كادت أن تقضى على الأخضر واليابس ..
** يتكرر نفس السيناريو فى 25 يناير .. مظاهرة للمطالبة بالحرية والعدالة والعيش .. إستغلها الإخوان المسلمين والتنظيمات المتآمرة ، وعلى رأسها 6 إبريل لإحداث فوضى عارمة .. وفى المقابل قدم الرئيس "مبارك" تنازلات لم يكن يحلم بها شعب مصر .. أقال الوزارة ، وحل البرلمان ، وأوقف وزير الداخلية للتحقيق ، وعين الراحل "عمر سليمان" نائبا لرئيس الدولة ، وكلف الفريق أحمد شفيق بتكوين وزارة جديدة ، وأعلن أن هذه الفترة هى أخر فترة حتى نهاية ولايته لإدارة شئون البلاد .. ومع ذلك عمت الفوضى مصر .. وتم الهجوم على جميع الأقسام والسجون ، وضربت الشرطة فى مقتل ، وحرقت جميع سيارات الأمن المركزى .. فقد كان هناك خطة لتعجيز الشرطة عن أداء دورها ..
** لم يجد الرئيس سوى مخرج واحد ، هو اللجوء إلى الجيش المصرى ، لحماية البلاد من الفوضى .. ومع ذلك ، ومازال الرئيس متواجدا بالحكم .. خرجت البذاءات ، ووضعت اللافتات على الدبابات بالإسبراى الإسود ، تطالب بسقوط مبارك .. وظل التحرير مشتعلا ، والإعلام لا يدير وجهه إلا للتحرير بالرغم من إندلاع المظاهرات تأييدا لمبارك ، والمطالبة بالإستقرار .. وفض إعتصامات التحرير التى وضح أن الإخوان سيطروا على هذا المكان .. وعندما فشلت الأمور حتى بعد نزول الجيش .. قرر مبارك التنحى عن الحكم ، وقد أوكل المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد .. وخرج المجلس العسكرى بأول بيان "أنه يؤيد المطالبالمشروعة للثوار" .. ومن هذه اللحظة إنطلقت كلمة "ثوار" ، ولأول مرة على من إعتصموا بالتحرير رغم أنه كان يطلق عليهم "معارضين" ..
** هذه هى صورة واضحة للفرق بين العلاج الذى لجأ إليه الرئيس "محمد أنور السادات" ، ونفذته القوات المسلحة ، والنداء الذى لجأ إليه الرئيس "محمد حسنى مبارك" ، ولم تنفذه القوات المسلحة .. وسؤالنا للجيش المصرى .. هل تستوعبون الدرس ، بعد كل الأحداث التى شهدتها مصر من تدمير وخراب وتدخل خارجى ، وإنهيار الإقتصاد المصرى ، والإنفلات الأمنى ، والأخلاقى .. لتنقذوا مصر قبل فوات الأوان ؟؟؟!!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

ردا علي خطاب محمد مرسي في الذكري الستين لثورة يوليو/ سلوي أحمد‏

ليكن معلوما لدي  محمد مرسي ان ثورة يوليوهي ثورة ضباط احرار التف حولها شعب وليس ثورة خونه خطفها الاخوان المسلمون , انها الثورة التي ستظل في ذاكرة الوطن لم ولن تنسي ولن يستطيع اي من كان ان يلغيها او ينزعها من الصفحات المشرقه في تاريخ الوطن
 .
جاء خطاب محمد مرسي في ذكري ثورة يوليو الستين كمن يقوم بعمل مرغم عليه من باب الواجب وليس من باب الايمان بالحدث الذي يتناوله في  خطابه , مر محمد مرسي مرورا عابرا  علي ثورة يوليوا ليبدا بعد ذلك في الحديث عن ثورة يناير وكانها هي التي يحتفل بها ويلقي الخطاب من اجلها جاء الخطاب دون ان توجه تحية لزعماء الثورة وقادتها ومن شاركوا فيها
 .
جاء الحديث مزييف للحقائق عندما ذكر مرسي ان الثلاثين عاما الاخيرة وهي فترة حكم الرئيس مبارك عطلت التجربة الديمقراطيه و-هي احد اهداف ثورة يوليو - في مصر بما حملته من استبداد وتزييف ونسي انه هو من بدأ عهدة بكبح الحريات عندما خرج علينا وفي الاسابيع الاولي من حكمة ليقول اتقوا شر الحليم اذا غضب في حين ان الرجل الذي اتهم فتره حكمه بانها عطلت الديمقراطية كان يسب ويهان وهو زعيم اكبر دولة عربية دون ان نسمع منه هذا الوعيد وهذا التهديد

نسي ان الفترة السابقة  وان كانت كما يقول  فترة تزوير فهذا التزوير  لا  يساوي شئيا  في مقابل ما رايناه في بدايه عهده من تزوير هذا التزوير الذي جاء به الي الحكم فهوموان لم يكن قد زور في النتائج فقد زور عندما استغل فقر الفقير وجهل الجاهل من اجل الحصول علي الاصوات التي جلعته في الموضع الذي اتاح له اليوم ان يقف امامنا ليلقي هذا الخطاب
  .
ان الثلاثين عاما التي ذكرها محمد مرسي كانت من اكثر الفترات التي نمت فيها الديمقراطيه وسمح فيها بالراي والراي الاخر واتيحت الحريات لحد وصل الي التطاول والسب في كثير من الاحيان . لن تستطيع كلمات محمد مرسي  ان تلغي زمن او ان تهدم ما بني فيه سيظل هذا الزمن بكل انجازاته وبكل ما قدم رغم انف الجميع ولن يستطيع احد ان يلغيه بكلمة او بخطاب فالامر اكبر من ذلك بكثير .

ستظل تلك الفترة وستظل  ثورة يوليو مهما حاول من حاول الغاؤها او الاساءة اليها ستظل وستجد جموع الشعب المصري تدافع عن تلك الثورة وعن اهدافها وعن مبادئها وعن قادتها ولن تسمح لاحد بان يهمشها او ينحيها وليست كلمات شخص مهما كان هذا الشخص ومهما كان منصبه هي التي تلغي التاريخ وتشوه صفحاته المشرقه سيمضي الشخص ويرحل وستبقي احداث الوطن المشرقه صفحات مضيئه في تاريخ الوطن .

و في ذكري ثورة يوليو لابد من تحيه واجبه  الي كل من شارك وخطط من اجل ان تكون ثورة يوليو تحيه الي الضباط الاحرار الذين لم يتلقوا تدريبا او تمويلا من الخارج الذين لم يتحالفوا مع الاعداء بل كانت ثورتهم ثورة وطنية نقيه كانت وستظل وستبقي الي ان يشاء الله
.
الكاتبة \ سلوي أحمد .

ذكرى ثورة تحيا في العقول والقلوب/ محمود كعوش

(الذكرى الستون لثورة 23/يوليو ١٩٥٢)

قبل أكثر من عام ونصف بقليل حسم الشعب المصري أمره وقال كلمته بكل شجاعة واقتدار وعزة وكرامة. قال بصوتٍ عالٍ ومدوٍ لا للظلم والقهر والقمع والتعذيب والجوع والتجويع...ولا لكل صنوف وأنواع الإذلال والحرمان والتجويع والفقر والإفقار. قال لا لنظام فاسد ومنبطح ومستسلم لمشيئة بقايا المتصهينين من المحافظين الجدد في واشنطن وحثالة الإرهابيين في تل أبيب، ولا لأعوان وحزبيين هم نسخة كربونية وصورة طبق الأصل عن ذلك  النظام. قال لا وألف لا لرئيس لا يطيب له النوم إلا في كنف ورعاية وحماية الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل"، اللتين كان يتوسم فيهما راحته وطمأنينته وأمنه وأمانه وسلامته ويرى في حكامهما أصدقاء صدوقين وموثوقين على حساب وطنية شعبه وأمته. قال لا لرئيس تخلى عن كرامته وكرامة مصر العظيمة للعدو وتعامل مع أبناء شعبه كقطعان وحجارة شطرنج يحركهم كيفما يشاء ومتى يشاء، وفرّط بكراماتهم وعمل على كسر إراداتهم بشتى الطرق والوسائل غير المشروعة والتي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.
نعم قبل أكثر من عام ونصف العام بقليل قال الشعب المصري كلمته فانتفض بحزم واقتدار واستعاد أصالته المصرية والعربية، واستعاد معها كرامته وإرادته اللتين سُلبتا منه على مدار ثلاثة عقود أو يزيد. هو ذا الشعب المصري البطل الذي قرر في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011  أن لا يرضى بديلاً عن حريته حين قال كلمته وأصر بثقة وثبات على أن لا يتراجع عنها حتى يحقق طموحاته وطموحات مصر العظيمة ويفرض التغيير الجذري، بغض النظر عن حجم التضحيات التي ترتبت على تلك الكلمة.
الآن وقد تحقق التغيير وانتخب الشعب المصري رئيسه الجديد الذي يفترض أن تكون مصر قد انتقلت معه من حكم العسكر إلى الحكم المدني ودخلت عهداً جديداً فإن من المؤكد أن تُستقبل ذكرى ثورة 23 يوليو/تموز 1952 المجيدة بغير الكيفية التي عهدناه خلال العقود الماضية، أكان ذلك خلال حكم جمال عبد الناصر لمصر أو بعد رحيله في عام 1970، وذلك لأن الرئيس المنتخب د. محمد مرسي هو من جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يكونوا في يوم من الأيام على علاقة طيبة مع جمال عبد الناصر الذي احبط جميع محاولاتهم وطموحاتهم في الوصول إلى السلطة في مصر.
يتفق كثير من المحللين السياسيين على أن ثورة 23 يوليو/تموز التي فجرها نفر من الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر ضد نظام الحكم الاستبدادي في مصر بكل ما مثلته من حالة ثورية مستجدة وطارئة على الأمة العربية في حينه وما أحدثته من تحولات وطنية وقومية لامست مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية العربية، قد ارتقت بالإنسان العربي إلى مستوى المسؤولية التاريخية في صراعه الطويل والشاق مع الاستعمار والاستيطان التوسعي وجميع أشكال التحالفات الإقليمية والأحلاف الأجنبية. كما أنها أسهمت بشكل فاعل وملحوظ في تعزيز وتمتين مناعة وقدرة هذا الإنسان على مواجهة وتحدي الرجعية وقوى الردة والتخاذل والانحطاط والتخلف والاستبداد والرأسمالية والإقطاع في مصر والوطن العربي بشكل عام.
في رحاب ثورة 23 يوليو/تموز 1952 وكنف الزعيم التاريخي جمال عبد الناصر كَبِرَ الإنسان العربي وارتفعت هامته على قدرِ كِبَرِ وارتفاع هامة الثورة التي أجمع المؤرخون عرباً وعجماً على اعتبارها واحدةً من أهم وأعظم الثورات تأثيراً في التاريخ المعاصر، لما أحدثته من تحولات، وما أفرزته من إيجابيات على صعيد مصر أولاً، والوطن العربي ثانياً، والعالم ثالثاً، وبالأخص على مستوى الدول النامية.
أما وقد مضى ستون عاماً على تفجر ثورة 23 يوليو/تموز 1952 وأربعة وتسعون عاماً على ميلاد عبد الناصر وإثنان وأربعون عاماً على رحيله، فإننا نرى أن من الحكمة عدم الخوض كثيراً في قراءات تحليلية وتقيمية لإنجازات هذه الثورة ونتائجها وإيجابياتها وسلبياتها، لتجنب السقوط في منزلقات عاطفية تجاه الثورة وفكرها وزعيمها، خاصة وأننا كعرب عادة ما نُوصف "بالاستغراق المفرط والمبالغ به في التعبير عن عواطفنا الجياشة!!".
وكما هو الحال مع جميع الثورات العظيمة في التاريخ  اتصفت ثورة 23  يوليو/تموز بمزيج من الإيجابيات والسلبيات، لكن إيجابياتها  كانت أكبر بكثير من سلبياتها. وكذا كان الحال مع زعيمها، أقلّه في نظر من اعتنقوا الفكر القومي العربي وبقوا على إيمانهم الراسخ به برغم كل ما أحاط به من مؤامرات دنيئة وما مورس ضده من ضغوط أكثر دناءة على المستويين العربي والأجنبي. ومما لا شك فيه أن إيجابيات الثورة الكبيرة جداً وازت إنجازاتها العظيمة جداً، وكذا كان الحال مع سلبياتها التي وازت هي الأخرى أخطاءها.
إن أي قراءة موضوعية لثورة  يوليو/تموز بعيداً عن التأثر بالحملات المضادة لقوى الردة العربية التي ارتهنت للولايات المتحدة الأميركية وربطت نفسها بمشروعها الاستعماري ـ الاستيطاني في وطننا العربي، تحفزنا على القول دون ما تردد أنه إذا ما قارناها "برغم أعوامها الثمانية عشرة القصيرة التي امتدت بين عامي تفجرها ووفاة قائدها" بكل التجارب والممارسات السياسية العربية الأخرى التي سبقتها ولحقت بها فإنها تبقى الأكثر تميزاً وتفوقاً، لما كان لها من فضل كبير وحاسم في تحقيق الاستقلال الوطني لمصر والعديد من الأقطار العربية والدول النامية في جميع القارات. هذا بالطبع إلى جانب ما أنجزته من تحولات اجتماعية وتنموية وخروج من دائرة الاستقطاب الدولي والتبعية، والتي كان لجمال عبد الناصر وإخوانه من الضباط الأحرار في مجلس قيادة الثورة شرف تحقيقها برغم شراسة قوى الأعداء في الداخل والخارج وتكالبها على الثورة. فلولا قوى الظلام المضادة داخل مصر والوطن العربي عامة والاستعمار والصهيونية في الخارج، لكان بمقدور الثورة بقيادة جمال عبد الناصر أن تنجز الكثير من خططها ومشاريعها وبرامجها الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية، وكذلك الوحدوية.
يتفق كثيرون من  المؤرخين والمفكرين والكتاب العرب على أن الأسباب التي جعلت جمال عبد الناصر يقوم بثورته في منتصف القرن الماضي ما تزال قائمة حتى يومنا هذا، مع تصاعد في حدّتها وتمدد في رقعة انتشارها افترضهما التبدل في الزمن. كما ويتفق هؤلاء على أن الأفكار التي طرحتها الثورة ما تزال تلقى صدى جماهيرياً إيجابياً واسعاً حتى يومنا هذا أيضاً، الأمر الذي يؤكد مصداقيتها ومصداقية قائدها، ويمنحهما المشروعية الحقيقية والصادقة. ومما لا شك فيه أن حضور ثورة يوليو/تموز وشخص قائدها في ميدان التحرير المصري والميادين العربية بشكل لافت للنظر خلال الشهور الأخيرة قد دلل على صحة هذا. فمن حسن طالع الأمة العربية أن فكرة النهوض الوحدوي التي لامست العواطف وتربّعت في الوجدان الشعبي العربي مع تفجر الثورة وانتصاب هامة زعيمها ما تزال تداعب هذه العواطف وتحتل هذا الوجدان على مساحة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
لا شك أن الوفاء لثورة 23 يوليو/تموز يستدعي ونحن نُحيي ذكراها الستين ضرورة التوقف طويلاً عند شخص قائدها جمال عبد الناصر لاستذكار تجربته واستلهام العبر منها والعمل على زرعها في ذاكرة الأجيال الجديدة من الشعب العربي، لأن الأسباب التي استدعت قيامها ما تزال تحاكيها، ولأن الأفكار التي طرحتها ما تزال تنتظر من يباشر في تطبيقها بشكل أمين ومخلص.فلربما أن هذا التوقف يكون عبرة لمن رهنوا مستقبل بلادهم وشعوبهم بيد الولايات المتحدة وأطلقوا العنان للمخططات الأميركية – "الإسرائيلية" الجهنمية لتعيث فساداً في الوطن العربي، لقاء حفنات تافهة من الدولارات أو البقاء فوق كراسي الحكم في أنظمة فقدت شرعية بقائها مع لحظة إسقاط مشروع الدفاع العربي المشترك.
وعندما يحدث هذا التوقف فإنما يحدث من منطلق الإيمان بعظمة وزعامة الرجل وضرورة محاكاة تجربته وثورته واستخلاص الدروس والعبر.وربما أنه يحدث من منطلق إيمان راسخ بالقومية العربية التي رفع شعارها وتبّناها وقضى من أجلها، والتي حوّلها نفر من الكتاب والمفكرين والباحثين والإعلاميين من أهل الثقافات الضيقة إلى "شماعةٍ" علقوا عليها الأوضاع العربية المتردية التي سبقت تفجر الثورات العربية في مطلع العام الجاري، خدمة لأهل السلطة والجاه وأسيادهم في الخارج وتبريراً لتقاعسهم واستكانتهم، وحتى استسلامهم. فالفكر القومي الذي اعتنقه جمال عبد الناصر ما كان يوماً دعوة إلى تغييب الديمقراطية أو القفز من فوقها، ولا وجهاً للقمع والفاشية أو رديفاً للدكتاتورية الفردية، بصرف النظر عما أُلصق بالتجربة الناصرية من تهم وافتراءات بهذا الخصوص، قد يكون بعضها القليل صحيحاً وقد يعود العذر فيه لِقصر عمر التجربة نفسها وكثرة الإرهاصات والإفرازات السلبية والكبيرة التي ورثتها عن مراحل الاستعمار المتعددة ونظام الحكم الاستبدادي الذي انقلبت عليه، إضافة إلى تكالب القوى المعادية في الداخل والخارج ضدها.
إن كل ما قيل وتم تداوله عن التجربة الناصرية والثورة والقائد بهذا الخصوص صاغه المغرضون في إطار خطة شيطانية مدروسة وحملة ترويج شرسة للنزعات القطرية البحتة التي استشرت في الوطن العربي بعد رحيل عبد الناصر، تلك النزعات التي حوّلت الأقطار العربية إلى إقطاعيات ومزارع لممارسة القمع والفاشية والدكتاتورية تحت سمع وبصر العالم بما فيه الولايات المتحدة الأميركية "صاحبة الفضيلة والحريصة على إرساء الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان في العالم"!!
نتوقف عند جمال عبد الناصر وثورته وتجربته القيادية وفي الصورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ 64 عاماً من الاحتلال الصهيوني الفاشي لأرضهم، وفي الأذهان جميع أشكال المؤامرات والمخططات الجهنمية التي يتعرض لها الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. ونتوقف عند المناسبة العظيمة متشبثين بما تبقى عندنا من كرامة كان لجمال عبد الناصر الفضل الأكبر في إرساء دعائمها وزرعها في نفس وعقل وقلب كل إنسان عربي على مساحة الوطن العربي كله. كما ونتوقف عندها لشعورنا الصادق والأمين بأننا أحوج ما نكون في هذه الأيام لمثل هذا الرجل الكبير، الذي كبرت أمته به وكبر بها.
الآن وبعد مضي ستين عاماً على رحيل جمال عبد الناصر في عام 1970 وتوالي التجارب السياسية العربية التي أعقبت التجربة الناصرية، بما في ذلك ما اصطلح على تسميته "الربيع العربي"، ألا تقتضي الحكمة الاعتراف بحالة التميز التي شكلتها ثورة 23 يوليو/تموز، بتجربتها وشخص قائدها، وضرورة إخضاعها للتقييم  وأخذ العبر من نجاحاتها وتصحيح إخفاقاتها ووضعها موضع التطبيق العملي والبناء عليها، بحيث تخرج الأمة العربية من النفق المظلم وتستعيد مكانتها التاريخية وتعود كما أرادها رب العالمين "خير أمة أخرجت للناس" !!!؟
محمود كعوش
كاتب وباحث مقيم بالدانمارك
كوبنهاجن 2012
kawashmahmoud@yahoo.co.uk
kawashmahmoud@hotmail.com

هل "المشير" باع مصر؟/ مجدى نجيب وهبة


** كلاكيت للمرة الألف .. خبر رغم خطورته إلا أنه يبدو أن شئ ما غامض .. غير معلوم .. يقلل من أهمية الخبر .. فيتم نشره وكأنه إحدى الحوادث التى تحدث فى حوارى مصر أو فى أى منطقة من ضواحى مصر المتطرفة ..
** يقول الخبر المنشور بجريدة أخبار اليوم الصادرة فى 21/7/2012 .. "إحباط محاولة تهريب 90 صاروخا .. عابرا للمدن فى الطريق الدولى" .. والتفاصيل تقول "تمكنت أجهزة الأمن من إحباط محاولة تهريب ٠٩ صاروخا أرض جو وأرض أرض علي الطريق الساحلي زشيد - بورسعيد كانت في طريقها  من مطروح إلي الاسماعيلية في سيارة نصف نقل .. وردت معلومات إلي الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقيام بعض الاشخاص بتهريب صواريخ عابرة للمدن داخل مصر وبعرض المعلومات علي محمد إبراهيم وزير الداخلية تم تكليف قطاع الأمن المركزي بالمشاركة في أكمنة ثابتة ومتحركة لإحباط تهريب الشحنة. تم رصد السيارة ومحاصرتها وتمكن قائدها من الهرب مترجلا إلي الزراعات وتم ضبط شحنة السلاح وقد تمكنت اجهزة الامن من تحديد شخصية المتهم الهارب ويدعي هاني ابراهيم عبدالقادر ويجري حاليا تكثيف الجهود لضبطه" !!..
** هذا الخبر رغم خطورته .. إلا أنه لم يحظى من الصحيفة بأدنى إهتمام .. بل لم يحظى من الإعلام المصرى بأى إهتمام ، كما لم يحظى بأى إهتمام من أى جريدة .. وكأن ما تم ضبطه هى صواريخ لعب أطفال يتم ضربها فى أيام الأعياد .. فى الوقت الذى إنشغلت فيه الجريدة بعنوان رئيسى .. "مرسى يقضى أول أيام رمضان بالشرقية" .. وعنوان أخر يقول "د. مرسى عقب صلاة الجمعة بالشرقية .. أدعو المواطنين للعمل وقضاء حوائج الناس" ..
** أين الأمن القومى ياسادة .. إذا كان ما تم ضبطه هو 90 صاروخ عابر للمدن ، وإستطاع السائق أن يهرب .. ولم يتم العثور عليه حتى الأن .. فكيف تأتى هذه الأسلحة .. هل المقصود بها توجيه الضربات القاتلة للشعب المصرى .. هل الثمن الذى سيدفعه الشعب المصرى هو القضاء عليه وتحطيمه ، لو حاول الدفاع عن كيان دولته .. من الذى يسمح بهذه الصفقات أن تعبر الحدود .. لتتوه وسط المدن .. أين الجيش المصرى ، وأين قرار المشير الذى يفاجئنا كل يوم بتخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية ، ومعه الرئيس "مرسى" ..
** إن أمن الوطن ياسيادة المشير .. هو مسئوليتكم الأولى .. أسلحة كثيرة دخلت مصر .. وفى متناول منظمات إرهابية ، وربما هذه الأسلحة هى التى أدت إلى تنصيب "مرسى" رئيسا لمصر .. ومع ذلك وحتى الأن لم يصدر بيان واحد من القوات المسلحة ، أو من أى جهات أمنية .. تحدد ما هى الفوضى التى تعيش فيها مصر الأن .. وتحدد المؤامرات الدنيئة التى أدت إلى إحتلال الأرض المصرية ، وتهدد شعب مصر .. وما هى الجهات التى سربت كل هذه الكمية من الأسلحة الثقيلة التى دخلت معظم المدن ..
** هل يستطيع جهاز الشرطة .. أن يتعامل مع هذه الجرائم الواردة من الخارج ، وليست جرائم مخدرات أو إتجار فى الحبوب الممنوعة ، أو تهريب أغذية فاسدة ، وإنما هى تهريب أسلحة ثقيلة وصواريخ لمحاصرة مصر وضربها .. وللأسف لم نقرأ بيان واحد للسيد المشير .. الجميع ينشغلون بأحداث وعلى رأسها ما يحدث فى التحرير الذى طالبنا أكثر من مرة بالقبض على كل من فيه ، وجميع البلطجية ، والقبض على المحرضين بتواجد هؤلاء المأجورين والخونة ، والقبض على المحرض لهذه الجماعات ، الشيخ "صلاح أبو إسماعيل" ، والداعية "صفوت حجازى" ، والبحث عن ممولين هذه الجماعات .. الذين يهدفون إلى إلهاء مصر بمشاكل داخلية .. حتى يتسنى للأخرين تهريب وتسريب الأسلحة والصواريخ .. لمحاصرة مصر من جميع الجهات داخليا .. الأن إسرائيل تنعم بالراحة ، فلم تعد بحاجة إلى الحرب ضد مصر .. ولكن مصر ستسقط بفضل جماعة الإخوان المسلمين ، وبفضل تقاعس المجلس العسكرى الذي إنشغل بألاعيب الإخوان ، ولم ينتبهوا لخطورة ما يدبروه من الداخل والخارج .. فخطورة ما يحدث يجعلنا نضع مليون علامة إستفهام ..
** ونتساءل .. هل المتهم هو السائق الذى يدعى "هانى إبراهيم عبد القادر" .. وإذا كان هو المتهم ، وإستطاع أن يهرب من الكمين ويترك سيارته .. فمن الذى دفع ثمن هذه الصواريخ ، وما هى الجهة المنظمة التى دفعت كل هذه الأسلحة الثقيلة والصواريخ العابرة للمدن لتحيط بمصر من كل الجهات ، والتى تعمل منذ 25 يناير ، لتخريب وإسقاط مصر بكل جدارة .. ونحن ننشغل تارة بهدم كنيسة ، وتارة أخرى بسقوط ضحايا عديدين من مشجعى الأهلى أثناء مشاهدتهم مباراة كرة قدم .. وتارة أخرى بأحداث سقوط القطارات المتعمد .. وتارة أخرى بالإعتصامات الفئوية المتعمدة .. وتارة بقطع الطرق البرية من جراء خطف طفلة أو طفل .. فصواميل القاهرة لم تعد كما كانت .. فهل نأتى لليوم الذى يهرول كل منا للنجاة بنفسه كما حدث فى لبنان فى بداية الحروب والفتن الطائفية ، أو كما يحدث الأن فى العراق ، أو فى ليبيا ، أو كما تحاول أمريكا من هدم للجيش السورى؟!!..
** أؤكد بعد كل ما أكتبه أن المتهم الوحيد أمامنا هو المجلس العسكرى الذى ترك البلاد إلى هذه الحالة من الفوضى بزعم حرصه على العلاقة بينه وبين أمريكا ..  التى يعلم الجميع أنها تخطط لتدمير مصر وإغراقها فى الفوضى الهدامة .. أو بزعمه أنه يقف على مسافة واحدة من كل التيارات السياسية المختلفة ، فالإخوان المسلمين و6 إبريل ليسوا بتيارات سياسية ، ولكنهم تيارات هدامة لتخريب وإسقاط مصر وإشعالها من جذورها ..
** هذه الرسالة الخطيرة .. التى تغيب عن الشعب المصرى .. أحذر من خلالها كل شعب مصر للإنتباه إلى الخطر القادم الذى سيفاجئ الشعب بصواريخ ساقطة على رؤوس المصريين رجالا ونساء ، أطفال وشباب .. توجه لهم من صحراء مصر ومن داخل سيناء .. ومن بعض الحدود فى المدن .. بل أن هذه الصواريخ ستوجه إلى الجيش المصرى لإسقاطه داخليا .. ولا يحتاج إلى أى حرب لإسقاطه من الخارج ..
** إذا كنتم لا تعلمون ما تؤول إليه هذه الفوضى .. فإرحمونا .. وإرحلوا عن الوطن قبل أن يحترق .. فالجميع زائلون ومصر باقية !!.. حماكِ الله يامصر من كل سوء .. ومن الكذابون والأفاقون .. ومن طيور وخفافيش الظلام !!..
صوت الأقباط المصريين

شعار "شراكة ومحبة" حدث ولا حرج!!/ الياس بجاني


يتبين يوماً بعد يوم أن شعار البطريرك الراعي "شراكة ومحبة" هو شعار مفرغ من كل معاني الصدق والجدية والأعمال المحقة. فشراكته حتى الآن كما هو موثق ومدون هي مع المقتدرين والأغنياء الذين يضعون بتصرفه الطائرات الخاصة ويقيمون له الإستقبالات والعراضات والولائم والحفلات وتوابعها، وليست شراكة مع الفقراء والمحتاجين وخصوصاً مع التلاميذ الفقراء في المدارس الكاثوليكية.
كما أصبح واضحاً للمتابعين أنشطة وجولات وصولات ورحلات غبطته، ونحن منهم، أن المحبة بمفهومه العملاني هي على ما بدا غير المحبة كما عرفها القديس بولس الرسول (رسالة كورنثوس الأولى، الفصل 13/01-13): "لو تكلمت بلغات الناس والملائكة، ولا محبة عندي، فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن. ولو وهبني الله النبوة وكنت عارفا كل سر وكل علم، ولي الإيمان الكامل أنقل به الجبال، ولا محبة عندي، فما أنا بشيء. ولو فرقت جميع أموالي وسلمت جسدي حتى أفتخر، ولا محبة عندي، فما ينفعني شيء. المحبة تصبر وترفق، المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء. المحبة لا تسيء التصرف، ولا تطلب منفعتها، ولا تحتد ولا تظن السوء. المحبة لا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق. المحبة تصفح عن كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. المحبة لا تزول أبدا. أما النبوات فتبطل والتكلم بلغات ينتهي. والمعرفة أيضا تبطل، لأن معرفتنا ناقصة ونبواتنا ناقصة. فمتى جاء الكامل زال الناقص. لما كنت طفلا، كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أدرك، وكطفل كنت أفكر، ولما صرت رجلا، تركت ما هو للطفل. وما نراه اليوم هو صورة باهتة في مرآة، وأما في ذلك اليوم فسنرى وجها لوجه. واليوم أعرف بعض المعرفة، وأما في ذلك اليوم فستكون معرفتي كاملة كمعرفة الله لي. والآن يبقى الإيمان والرجاء والمحبة، وأعظم هذه الثلاثة هي المحبة"
وبالتأكيد هي ليست المحبة المقرونة بالأعمال كما شرحها الكتاب المقدس في آيات كثيرة، وكما جسدها يسوع المسيح من على الصليب حيث قدم نفسه فداءً عنا ومن أجلنا نحن البشر.
كما يظهر جلياً من ممارسات ومواقف غبطته المثيرة للجدل أن مفهومه  العملاني للدعوة وللنذورات ومعه كل القيمين على المدارس الكاثوليكية هي غير ما جاء في رسالة القديس بطرس التي تحكي مفهوم هذه الدعوة الربانية.
(الرسالة الثانية: 1/10-15/: "وهبت لنا قدرته الإلهية كل ما هو للحياة والتقوى بفضل معرفة الذي دعانا بمجده وعزته، فمنحنا بهما أثمن الوعود وأعظمها، حتى تبتعدوا عما في هذه الدنيا من فساد الشهوة وتصيروا شركاء الطبيعة الإلهية. ولهذا ابذلوا جهدكم لتضيفوا الفضيلة إلى إيمانكم، والمعرفة إلى فضيلتكم، والعفاف إلى معرفتكم، والصبر إلى عفافكم، والتقوى إلى صبركم، والإخاء إلى تقواكم، والمحبة إلى إخائكم. فإذا كانت فيكم هذه الفضائل وكانت وافرة، جعلتكم نافعين مثمرين في معرفة ربنا يسوع المسيح. ومن نقصته هذه الفضائل كان أعمى قصير النظر، نسي أنه تطهر من خطاياه الماضية. فضاعفوا جهدكم، يا إخوتي، في تثبيت دعوة الله واختياره لكم. فإذا فعلتم ذلك لا تسقطون أبدا. هكذا ينفتح لكم باب الدخول واسعا إلى الملكوت الأبدي، ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. لذلك سأذكركم بهذه الأمور كل حين، وإن كنتم تعرفونها وتثبتون في الحقيقة التي عندكم. وأرى أنه من الحق، ما دمت في هذا المسكن الجسدي، أن أثير حماستكم بهذا التذكير، وأنا أعرف أني سأفارق هذا المسكن عما قريب، كما أظهر لي ربنا يسوع المسيح. فسأبذل جهدي لتتذكروا هذه الأمور كل حين بعد رحيلي".
مؤسف أنه ورغم كل الشكاوى والتظلمات من الأهالي الذي يعانون من ضيقة مالية خانقة، فقد أصرت حتى يومنا هذا المدارس الكاثوليكية على موقفها المجرد من الرحمة والمحبة واستمرت في حرمان طلابها الفقراء وأهلهم من استلام نتائج فحوصات آخر السنة قبل أن يسدد هؤلاء كل ما هو مستوجب عليهم من أقساط متأخرة. حرام والله حرام هذا الظلم وهذا الجحود!
نسأل أين هي النخوة عند رجال ديننا هؤلاء، وأين هي الرحمة، وأين هي نذورات العفة والطاعة والفقر التي نذروها يوم استجابوا للدعوة وقبلوا أن يكرسوا حياتهم في خدمة البشارة؟
والسؤال الأهم في هذه المعانات هو أين هم (رجال الدين) من مفهوم الدعوة والبشارة وعبادة المال وخطيئة حرمان التلاميذ من فرحة نجاحهم وذنب إشعار أهلهم أنهم ضعفاء ومقصرين؟
هذه ممارسات مستنكرة وبعيدة عن المحبة والبشارة بُعد الأرض عن السماء.
الجميع يعلم أن الكنيسة في لبنان (المارونية والكاثوليكية) هي متخمة بغناها وأملاكها ومؤسساتها وأرصدتها في البنوك، فما هو إذاً المانع الذي يحول دون مد يد العون لهؤلاء الطلاب ونجدتهم ودفع ما عجز أهلهم عن الإيفاء به بسبب الضيقة الاقتصادية؟
ترى هل المطلوب أن يبيع الأهالي منازلهم وأراضيهم ليدفعوا أقساط أولادهم المدرسية، هذا إذا كانوا يملكونها كون معظمهم يعيش في شقق مستأجرة؟
وهل المطلوب أن يهاجر هؤلاء إلى بلاد تؤمن لأولادهم التعليم المجاني كما هو الحال في الكثير من البلاد التي يهاجر إليها اللبناني ككندا واستراليا وغيرهما من البلدان التي تقبل المهاجرين؟
هل ربع الأغنياء بفحش من الذين يضعون الطائرات الخاصة بتصرف غبطة الراعي عاجزين عن مساعدة هؤلاء الطلاب؟
بالطبع لا لأن المبلغ المطلوب لحل هذه المأساة لا يساوي مصروف عراضة واحدة من تلك العراضات التي أقاموها للراعي خلال مسلسل زياراته الذي لا ينتهي.
وهل المؤسسة المارونية للانتشار التي تصرف كما نعلم الملايين تشجيعاً للمغتربين على تسجيل أولادهم وحصولهم على الجنسية اللبنانية عاجزة عن مساعدة طلاب المدارس الكاثوليكية في لبنان ومن بين أعضائها أغنياء كبار مقيمين ومغتربين؟ وهل يعود لمجهود هذه المؤسسة أي مصداقية أو فائدة أن كانت هي تحاول استعادة المغتربين والمدارس الكاثوليكية تعمل على تهجيرهم؟
عيب والله عيب يا قيمين على المدارس الكاثوليكية، وعيب صمت الصروح الدينية الكاثوليكية الذي يشبه صمت القبور.
عيب والله عيب، خافوا الله واتعظوا.