اللاجئون والاملاك المتروكة/ د. الياس عفيف سليمان

المصدر " يوميات دافيد بن غوريون " اصدار وزارة الدفاع 1987.
الترجمة حرفية.
في الجلسة العاشرة للجنة الشؤون العربية: بيخورشطريت, موشيه شاريت, يعقوب شمعوني, عزرا دنين, غاد ميكانس, يوسف ساطرومزه, ليفشيتس زلمان ليف, دافيد هاكوهين, رؤوبين شيلوح, يوسف فايس واخرين: هل يجب ارجاع العرب او لا. يجب جمع المعلومات عن مكان اللاجئين, تسجيل  املاكهم, من يمكن ان يعود, هل يمكن اعادتهم الى مكان سكناهم السابق ام الى مكان اخر, فحص امكانيات التوطين في البلدان العربية – اين,تعويض اللاجئين, تقديم المساعدة لإسكانهم في دول اخرى, هل يمكن استبدال العرب باليهود (في عملية نقل متبادل للسكان بين الدول).---
اقترحت (اقترح بن غوريون) ان يتم البحت في ثلاث محاور:
ا) الاملاك, خاصة الاراضي. تسجيلها, فرزها, حرثها وزرعها, مصادرتها, المحافظة عليها وما الى ذلك.
ب) اللاجئون – كيف وبماذا نساعدهم من اجل توطينهم في الدول العربية, اين, وباي الوسائل وما الى ذلك.
ج) هل وباي الظروف ومتى ومن نعيد الى البلاد؟
دافيد هاكوهين: يجب تقدير الاملاك بطريقة  واقعية, والامتناع في الوقت الراهن من نقل الاملاك, حتى تتمكن جهة واحدة من شرائها – وبسعر زهيد.يجب زرع الارض فورا.
دوليك هوروبيتس: موافق على ضرورة زراعة كل الاراضي فورا. هجرة اليهود بمعدل 10 – 20 الف في الشهر توجب تقديم غذاء بكميات كبيرة والتي لا نستطيع استيرادها من الخارج, علينا ان نكتفي ذاتيا.--- يجب شراء هذه الاراضي الان وبأسعار ثابتة. يهود امريكا يستطيعون شراء ممتلكات العرب في البلاد. دخل يهود امريكا هو 11 بليون دولار في السنة.
بيخورشطريت– يقدر ان المناطق العربية المتروكة تصل الى 1,000,000 دونم. القانون الذي اقترحه دافيد هاكوهين غير قابل للتنفيذ دوليا. الاملاك تابعة لوزارة المالية, وهي مخولة بالتأجير والتضمين. يقترح التضمين لجهة واحدة – الكيرين كايمت في القرى وتطوير الاراضي - في المدن.---
اليعيزر كابلن –نبذل جهدا لزرع اكبر قسم ممكن من الارض – زراعة تحت الري او بعلا, نفحص امكانية زرع البساتين... وزارة المالية تعمل كوصي, ولهذا اعارض تدمير الممتلكات – البساتين, المصانع والقرى.
غاد ميكانس– يجب استعمال كل الارض – ما عدا البساتين. البستان المزروع يحفز عودة اللاجئين الى البلاد. يجب استغلال المياه لزراعة الخضروات.
يوسف فايس: حتى اليوم تم اخلاء 286 قرية, منهم 179 في نطاق الامم المتحدة (ارض الدولة التي شملها قرار الامم المتحدة). المنطقة 3 مليون, داخل الامم المتحدة 1,800,000 دونم. داخل هذه القرى يملك اليهود 400,000 دونم, وداخل مجال التقسيم 320,0000 دونم (كل هذا لا يشمل النقب)... الارض العربية الملائمة للزراعة  تصل الى 1,700.000دونم (داخل حدود الدولة – قرابة المليون)... يمكن زراعة 1.250.000 دونم من الاراضي اعلاه. لإنجاز العمل مطلوب 400 جرار زراعي.- - - يجب وضع برامج لإسكان العرب في الدول المجاورة ;من الان يجب تعيين جهة مسؤولة لمعالجة هذه المشاكل وبشكل واضح, هذه الجهة يجب الا تكون حكومية.
دافيد هاكوهين–هرب العرب لان لهم دول, ولأنهم ليسوا امنين على سلامتهم هنا. اذا عادوا – سيهربون من جديد. فقط الحكومة يمكنها ان تعالج مسالة توطين العرب في بلاد اخرى.
ليفشيتس زلمان ليف – يجب فرز كل المناطق التابعة  للدولة, والاستيطان بها فورا.
بيخورشطريت: يجب العمل بجهد من اجل تبديل اليهود العرب (من الدول العربية) بالعرب " الاسرائليين ". الاراضي التي كانت في ملكية العربولم تسجل في الطابو– يجب ان تتحول الى ملكية الدولة.
يعقوب شمعوني – اعارض طرح موضوع نقل السكان. يجب عدم ربط قضية يهود الدول العربية بقضية عودة اللاجئين.
موشيه شاريت– العرب الذين بقوا في الدولة , وليس في قراهم – يجب ارجاعهم الى قراهم , الا اذا كانت هناك اسباب تمنع ذلك. - - -
عزرا دانين – يجب معرفة كل العرب الموجودين في البلاد, والا سنواجه عملية " تسلل كبيره" خاصة في الايام الماطرة.- - -
لم تتخذ  (اللجنة) القرارات.
drelias10@yahoo.com

رد عـلى مقال السيـد (بسّان) المحـترم ردّاً عـلى حـبيب تـومي/ مايكـل سـيـﭙـي


قـرأتُ مقالاً قـصيراً بتأريخ 28/11/2012 للكاتب الذي وردَ إسمه بصورة  ( Bassan ) عـلى موقع ــ عـنكاوا . كـوم ــ الأغـر يمكـن الرجـوع إليه عـلى http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,625372.0.html وكان محاولة منه للرد عـلى ما كـتبه الـدكـتور حـبـيب تـومي ( ألقـوشي والـنعـم ) من تأيـيـده وترحـيـبه بقانـون ــ منع إكـراه العـراقي عـلى تـغـيـيـر قـوميته ــ وكـتبه برأس رمحه الـكـلـداني المعـهـود في الوقـت الـذي نعـتـز بكـل الـبلـدات الـكـلـدانية دون إستـثـناء التي أرى صورة الشهامة والشجاعة والإعـتـزاز بالهـوية الـكـلـدانية مرتسمة عـلى كـل واحـدة منها كـما هي في ألـقـوش . 
يـبـدو من كـتابة السـيـد ( Bassan ) إنه لا يميز بـين القـومية والمذهـب ولا ألومه فحاله حال الأكـثرين من أمثاله وبالأخـص القـياديّـين منهم ، كـما أن أموراً تأريخـية يجـهـلها ولا يمكـنه الـدفاع عـنها ولا يزال يـحـكّ القـوانة الـمثـلومة أصلاً حـين يكـرر ما كـرّره الأولـون ... قال الـمذهـب وحـكى المرحـوم بـيـداويـذ فأقـول له بكـل إخلاص :

لـو أمعـنتَ في ملامح وجه الـﭙاطـريرك الراحـل بـدقة وهـو ينـظـر وينـتـظر ( نهاية سؤال المتـصل الأول بالقـناة التـلـفـزيونية ) عـنـد مقابلته مع الـتلفـزيون اللبناني سـترى بكـل وضوح إرتباكه بعـض الشيء بل أن المذيعة نـفـسها كانت تـنـتـشـله في بعـض الأحـيان بالإضافة إلى أنه قال ((( أنا شخـصياً 2:44 ))) ... وسؤالي للسيد ( Bassan ) هـل يمنع أحـدٌ المرحـومَ بـيداويـذ من الـتعـبـيـر عـن رأيه الشخـصي ، أليس حـراً مثـلما أنت وأنا وغـيرنا أحـراراً ؟ كـما أن كـونه ﭙـطـركاً لا يعـني عـصمته من الخـطأ ، ليس فـقـط في الأمور الـدنـيوية القـومية التي نحـن بصددها ، بل حـتى اللاهـوتية وقـد تستـغـرب من هـذا الكـلام ! أليس هـناك ﭙـطاركة في التأريخ صرّحـوا وأفـتـوا وكـتـبوا وطـبعـوا وقـرروا ونشروا وحـرّموا وأحـرَقـوا من أجـل فـرض آرائهم التي لـقـيتْ معارضة من قِـبَـل ﭙـطاركة وأكـليروس آخـرين فـنشأتْ الـمذاهـب بسبـبهم عـدا الحـروب والـفـتن التي أشعـلوها ؟ .... ونحـن لسنا بـصددها الآن .
إنـتبه ولا تـزيغ بما يقـوله الـﭙـطـرك المرحـوم كـرَأيه الشخـصي : عـن القِـسم الأكـبر في كـنيسة المشرق ذلك الشعـب الذي رفـض الكـنيسة العـشائرية والوراثية النسطـورية .... فـرجع إلى مذهـبه الكاثـوليكي في كـنيسة خـليفة المسيح وتسَـمَّـتْ  كـنيسته بإسم الكـلـدان إعـتـزازاً بالـتراث !! ويقـول عـنها غـبطـته ( نحـن كـكـلـدان لا تــُـعـتـبر قـومية 2:41 !!! ولم يقـل لا نــُـعـتـبر قـومية ) لاحـظ الفـرق بـين حـرفـَي ( تـ كـنيسة مؤنـثة .... نــُـ ضمير الشعـب مذكـَّـر ) وهـنا يقـصد الكـنيسة وليس الشعـب !!!! والدليل الـدامغ عـلى أن غـبطـته يقـصد الكـنيسة وليس الشعـب ! هـو حـين واصل الحـديث مباشرة قائلاً :
إذا الكـنيسة حـصرناها في قـومية معـينة بمعـنى قـضينا عـليها !! 2:49
إذن الكـنيسة هي المقـصودة !!! وليس الشعـب الكـلـداني وهـنا أعـتـذر لأقـول لك أن أموراً كـهـذه ــ تـفـوت عـليك ــ وأنا أكـرر ما قاله الـﭙـطـرك المرحـوم وأؤيّـده وأقـول : إنّ كـنيستـنا الكاثـوليكـية للـكـلـدان ليست كـنيسة قـومية ولا نعـتبرها قـومية بل أممية تسمَّـتْ بإسم الـكـلـدان (1) إعـتـزازاً بإسم قـوميتـنا وتراثـنا التأريخي (2) وكما ذكـره المرحـوم تيمناً بالملوك الذين جاؤوا من بلاد الـكـلـدان إلى بـيت لحـم لـزيارة الطفـل يسوع ... . ويؤكـد المرحـوم مضيفاً في مقابلته : يجـب أن نـفـصل بـين القـومية والـدين 3:48 ! فـيا سـيد ( Bassan ) هل حـضرتك تـفـصل بـين الدين والـقـومية ؟ فإن كان جـوابك نعـم ، سيكـون لي رد عـليك ، وإن قـلتَ لا ، سيكـون لي رد آخـر عـليك ، عِـلماً أنَّ إخـوتـنا الآثـوريّـين البازيّـين والإيرانيّـين وجـميع مؤيـدي حـركة المطران مار باوي سـورو الموقـر هم كاثـوليكـيّـو الـمذهـب في كـنيستـنا الـكـلـدانية نضعـهم عـلى رؤوسـنا ، فـهل في نـظـركَ أصبحـوا كـلـداناً ؟؟
كـما أن المرحـوم يـلوم الآثوريّـين ومشيراً إليهم بشكـل خاص حـين يؤكـد قائلاً في الـﭬـيديو : مع الأسف هـذا الشيء ليسـوا يفـهـموه ويقـولون (( آشوري آشوري آشوري يا أخي أنا آشوري وما لازم أن أخـلط كـل شيء ....3:56 )) والمرحـوم لم يتهم الـكـلـدان بأنهم يقـولون ... كـلـداني كـلـداني كـلـداني .... فـيا أستاذ ( Bassan ) خـذ ذلك بنـظـر الإعـتـبار عـنـد الكـتابة ! وجـدير بالـذكـر أنك في مقالك جـنيتَ عـلى المرحـوم وإدّعـيتَ بما لم يقـله !!  هـل يمكـنك أن تحـدّد للقـراء في أية لحـظة أو ثانية في الـﭬـيـديو قال أن ... الـكـلـدانية مذهـب ؟؟ أتـحـدّاك .
وقـصة الـﭬـيـديو لم تـنـتهِ يا سيد ( Bassan ) فأنا لا يزال عـندي الكـثير عـنه ، فـلـقـد كان المرحـوم بـيداويـذ في زيارة إلى أميركا بعـد اللقاء اللبناني ودُعي إلى لـقاء خاص ــ مسجـل في ﭬـيديو ثاني ــ مع الإتحاد الـكـلـداني الأميركي في ديترويت وقـد شاهـدته بأم عـيني في عام 2005 عـنـد الأخ سمير يوسف وهـو حيٌ يُـرزق في سـدني الذي أعـجـبَ به فـدعاني إلى مشاهـدته ( ولكـني حـين طـلبته منه قـبل فـترة في عام 2011 قال إنه مفـقـود ... ولكـن في رأيي الشخـصي أظـن إنه ليس كـذلك وإنما الأخ سمير يعـرفـني مَن أنا ويعـرف لماذا سألته عـنه ولا يريـدني أن أستخـدم ذلك الـﭬـيديو كـوثيقة دامغة ردّاً عـلى إدّعاءات الكـثيرين مثل إدعاءاتك !! فاليوم الأخ سمير مع إعـتـزازي به وسانـدناه لـدى تـرشيحه لمنصب محافـظ في إنـتخابات أستراليا ، إلاّ أنه من الناحـية القـومية الكـلـدانية قـد مالَ بإتجاه سركـيس آغا جان ... لغاية في نـفـس عـبّوش ) ورجـوعاً إلى الـﭬـيديو ، ماذا قال المرحـوم بـيـداويـذ في ذلك اللقاء المسجـل ؟؟ لقـد أحـرجه الإخـوة الـكـلـدان في الإتحاد الكـلـداني الأميركي وحـسب تخـميني كان السيد جـوزيف كـساب حاضراً بـينهم فـسألوا الـﭙـطرك عـن لقائه اللبناني وعـن نـكـرانه القـومية الـكـلـدانية ! فأجاب قائلاً وصادقاً : أنا لم أقـل لا تـوجـد قـومية كـلـدانية وإنما قـلتُ (( أنا آثـوري ولا يمنع أن أكـون ﭙـطركاً للكـنيسة الـكـلـدانية مثـلما كان ﭙـطركـها مغـولياً في يوم ما ... فاللغة الكـلـدانية موجـودة والقـومية الـكـلـدانية موجـودة !! )) وإذا كان في كـلامي المنـقـول عـن ذلك الـﭬـيديو أي خـطأ أو مبالغة فـبإمكان الأخ سـمير الذي شاهـده معي أن يـردّ عـليّ ... الآن الآن وليس غـداً أجـراس الشجاعة فـلتـقـرع .
أما ... لاءات المطران مار سـرهـد جـمو الجـزيل الإحـتـرام ، فـيا سـيد ( Bassan ) إذا كان الأمر يهـمك إلى هـذا الحـد وعـنـدك الشجاعة الكافـية فـما المانع من تـوجـيهك رسالة شخـصية إلى سيادته أو تكـتب مقالاً موجهاً إليه وتـنـشره في موقع كـنيسته أولاً مع المواقع الإلكـتـرونية الأخـرى وتـتحـدّاه أمام القـراء كي يُجـيب عـلى إستـفساراتك الثلاث ! ؟
أما قالت قـطـعة الأرض وحـكـتْ الهـدايا والمنصب والمال فـهـذه من حـقـك أن تسأل عـنها ولكـن إبـدأ بالأولين الأحـياء أصحاب الملايـيـن والقـصور وأنـت مع غـيرك لا تـزالون نائمين ، لـقـد قال الرفاق المرافـقـون للقائـد الآثـوري الحالي (( لم يعـد يهمه الشعـب الآثـوري ... لأنه تـْـمَـلـْـيَـنْ )) وعاش عـيشة سعـيدة .... وأنت دمت سالماً .

المهاجرون العرب.. و"رابطة الشعب الفلسطيني"/ صبحي غندور

 اجتمعتُ منذ فترةٍ قصيرة في واشنطن مع وزير الداخلية في السلطة الفلسطينية الدكتور سعيد أبو علي، بحضور عددٍ من النانشطين الفلسطينيين في العاصمة الأميركية، وكان الحوار مفيداً لجهة تبادل الرأي حول الأوضاع الفلسطينية الراهنة، والطريق المسدود الذي وصلت إليه عملية السلام منذ توقيع اتفاقيات أوسلو. لكن القضية الأبرز التي هيمنت على ساعات الحوار كانت حول واقع تشتّت الطاقات الفلسطينية في الولايات المتحدة، رغم أهمّية هذه الطاقات حجماً ونوعاً، ثمّ مسؤولية السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير عن عدم الاستفادة الفاعلة من هذه الطاقات الفلسطينية، في بلدٍ تتحرّك فيه إسرائيل بشكلٍ واسع ومؤثّرعبر هيئاتٍ مختلفة للجالية اليهودية الأميركية.
وقد اقترحت في ذاك اللقاء أن تبادر منظمة التحرير الفلسطينية إلى تأسيس "رابطة الشعب الفلسطيني" لتكون إطاراً عاماً يجمع نخب الشتات الفلسطيني في الغرب عموماً، وأميركا الشمالية خصوصاً، بشرط مسألتين: الأولى، أن يكون هدف الرابطة هو البناء التنظيمي الديمقراطي بعيداً عن التحزّب السياسي الذي يسود أوساط منظمة التحرير، ثمّ ثانياً، تشكيل "الرابطة" من خلال الدعوة في المدن الأميركية والأوروبية لمؤتمرات شعبية فلسطينية عامّة تنتخب ممثلين عنها لعضوية الرابطة. وفي مرحلةٍ لاحقة، تضع هذه "الرابطة" برنامج عملها وأولويات تحرّكها وفق الرؤى التي يتمّ الاتفاق عليها بين من يمثّلون القاعدة الشعبية الواسعة من المهاجرين الفلسطينيين.
وكان سبب اقتراحي هذا، هو ما ألمسه في الولايات المتحدة من دورٍ كبير يقوم به نشطاء فلسطينييون لكن بمبادرات فردية، خاصّةً في مجال العمل السياسي الأميركي وفي الحملات الانتخابية، وبلا قدرة على توظيف هذه المبادرات في إطار فلسطيني واسع وشامل.
وسيكون وجود هذه "الرابطة" مفيداً ليس فقط للقضية الفلسطينية وللمهاجرين الفلسطينيين أنفسهم، بل أيضاً لما تريد "منظمة التحرير" التركيز عليه من قضايا سياسية في الغرب وفي الساحة الأميركية خصوصاً، وممّا يجعل هذه "الرابطة" مستقبلاً حالةً شبيهة بما تقوم به "المنظمة الصهيونية العالمية" من تنسيق بين المؤسسات اليهودية العاملة تحت مظلّتها، كما سيكون دور الأميركيين الفلسطينيين الممثلين في الرابطة مماثلاً لحالة "اللوبي الإسرائيلي" في حال جرى وضع إمكاناتٍ مادية مساندة لعملهم السياسي في أميركا الشمالية.
إنّ ذلك لكفيلٌ أيضاً، في حال تحقيقه خلال السنوات القليلة القادمة، أن يجمع خلفه ومعه الكثير من الطاقات العربية الفاعلة في الولايات المتحدة. فالقضية الفلسطينية هي محور يلتقي حوله ومن أجله معظم العرب أينما كانوا، وهذه القضية هي أساس الصراع العربي/الصهيوني الممتد لحوالي قرنٍ من الزمن، منذ إطلاق "وعد بلفور" وخضوع البلاد العربية للهيمنة الأوروبية، ثم تأسيس دولة إسرائيل وبدء صراعها مع الدول العربية المجاورة لها. 
فالعرب في الأوطان العربية منشغلون اليوم في همومٍ كثيرة؛ بعضها ذو عناوين سياسية محلّية ترتبط في طبيعة أنظمتهم الحاكمة، والبعض الآخر منها يدخل في دائرة الهموم الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، لكن بشكلٍ عام هي الآن همومٌ وطنية داخلية في صراعاتها وساحاتها، وتنعكس سلباً على معظم المهاجرين العرب، وهي مرحلةٌ مختلفة تماماً عمّا كان عليه واقع العرب قبل منتصف قرن، حينما كان الصراع مع إسرائيل يوحّد اهتمامات العرب أينما وجدوا، وحيث لم يعرف ذاك الزمن التمييز على أساس الانتماءات الوطنية أو الطائفية أو الإثنية. فالبلاد العربية كانت آنذاك إمّا أنّها تحرّرت حديثاً من حقبة استعمارية أوروبية، أو تخوض ثورات التحرّر من أجل استقلال الأوطان عن مستعمرٍ أجنبي. لكن كان هناك، في الحالتين، إدراكٌ عربيٌّ عام للرابط المهم بين الهمّ الوطني وبين القضية الفلسطينية، بين مواجهة المستعمر الأوروبي للأوطان، وبين مواجهة المحتلّ الصهيوني لأرض فلسطين الذي اغتصب هذه الأرض العربية الفلسطينية بفعل دعم المستعمر الأوروبي ذاته. فأي قضية وطنية عربية كانت هي قضية قومية مشتركة، والعكس صحيح.
وكانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل العرب حتى منتصف سبعينات القرن الماضي، حيث بدأت صراعات عربية/عربية على أكثر من جبهة، متزامنةً مع عزل مصر عن أمّتها العربية بسبب "معاهدات كامب ديفيد" والصلح المنفرد مع إسرائيل.
وللأسف أصبحت اليوم قضية "التحرّر الوطني" عموماً مسألة فيها "وجهة نظر"!! إذ لم يجد البعض الآن مشكلةً في طلب التدخّل العسكري الأجنبي لمساعدة "ثوار عرب" في قضايا وطنية داخلية!!. فهي الآن حالة معاكسة تماماً لما كان عليه العرب قبل نصف قرن، إذ هي الآن تهميشٌ للقضية الفلسطينية وطلب تدخّل عسكري أجنبي ومعايير طائفية ومذهبية وإثنية، مقابل ما كان الحال عليه من مركزية للقضية الفلسطينية، وأولويّة لمعارك التحرّر الوطني من المستعمر الأجنبي، ومعايير وطنية وقومية، لا طائفية ولا إثنية.
إنّ فلسطين كانت أولاً في "وعد بلفور"، قبل تقسيم المنطقة العربية في "سايكس بيكو" بمطلع القرن العشرين، أي قبل مائة عام. وفلسطين كانت أولاً في حروب "الإفرنج" قبل ألف عام. وفلسطين كانت أولاً في هدف المستعمرين الجدد في القرن الماضي، وهي أيضاً كذلك في مطلع هذا القرن الجديد.
وستبقى "إسرائيل أولاً" هي المستفيدة من واقع الانقسام الفلسطيني تحديداً، والعربي عموماً، وبما هو عليه من حال الصراع وانعدام وحدة الموقف، ومن أولويّة مصالح "الحاكمين" و"المعارضين" على مصالح الأوطان وقضاياها المصيرية.
فما أحوج الأمَّة العربية اليوم إلى "عمل نهضوي عربي شامل" تشترك فيه مجموعة من طلائعها الواعية المقيمة في بلاد العرب مع الطاقات العربية المنتشرة في بقاع العالم، ليشكّلوا معاً روّاد نهضة عربية حقيقية متوجّبة للأوطان والأمَّة كلها وللقضية الفلسطينية المركزية، ولا نراها تتحقّق اليوم من خلال ما يحدث من متغيّرات. فمأساة الأمَّة تكبر يوماً بعد يوم، ليس بسبب ما يحدث فيها وعلى أرضها فقط، بل نتيجة ما يخرج منها من كفاءات وأموال وأدمغة... ولقد توفَّرت للمهاجرين العرب إلى الغرب، فرصة العيش المشترك فيما بينهم بغضِّ النظر عن خصوصياتهم الوطنية، وبالتالي توفَّر إمكان بناء النموذج المطلوب لحالة التفاعل العربي في أكثر من مجال. أيضاً أتاحت لهم الإقامة في الغرب فرص الاحتكاك مع تجارب ديمقراطية متعدّدة من الممكن الاستفادة منها عربياً، في الإطارين الفردي والمجتمعي. لذلك، فإنّ للمهاجرين العرب خصوصية مميّزة الآن في عملية الإصلاح العربي الحقيقي المنشود، ونرى ذلك يحدث حالياً في كل الدول العربية التي شهدت أو تشهد حركات إصلاح وتغيير.
لكن التأثير العربي في سياسات دول الغرب ما زال لأسبابٍ عديدة محدوداً، بينها طبعاً تشرذم العرب أنفسهم وتضارب اهتماماتهم الوطنية وضعف تمسكهم بهويّتهم القومية العربية، وسيكون الفارق كبيراً في أعمالهم وحركتهم لو توفّر أمامهم نموذجٌ فلسطينيٌّ رائد في إطاره التنظيمي، وفي برنامجه الوطني الفلسطيني الشامل. وسيجد المهاجرون العرب أنفسهم معنيّين بدعم هذا الإطار الفلسطيني المقترح (رابطة الشعبي الفلسطيني)، ففيه ستكون، ليس سلامة المرجعية للفلسطينيين في الغرب فقط، بل أيضاً إعادة الحيوية للقضية الفلسطينية لدى كل المهاجرين العرب.     
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
sobhi@alhewar.com

تاريخ العراق بين حكم الأزمة وأزمة الحكم/ صالح الطائي

[قراءة في كتاب حكم الأزمة للأستاذ الباحث رائد عبد الحسين السوداني]
لا يجد من يتتبع آثار التاريخ العراقي منذ أن اتخذ الإمام علي عليه السلام الكوفة عاصمة لحكم العالم الإسلامي في أواخر عام 35 هجرية ولغاية هذه الساعة وقتا للسلم التام بمعناه الأشمل؛ فهو حتى مع فترات الهدوء النسبي والسلم القلق كان بؤرة للحراكات الثورية وميدانا لعمل المعارضة والمتكلمين.
وربما لهذا السبب ـ فضلا عن أسباب كثيرة أخرى ـ بادر الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان ما إن دخل الكوفة فاتحا وبعد أن سار إليها بمائة وثلاثين ألف مقاتل على اختلاف الروايات وبعد أن عقد معاهدة الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام؛ بادر إلى نقل كوادر العاصمة الإدارية والمالية والعلمية والفنية إلى عاصمته المؤقتة الشام لتصبح عاصمة العالم الإسلامي بعد المدينة والعراق، فأفرغ العراق من مهاراته، وخلف عليه ولاة امتازوا بالغلظة والشدة والعسف بدأ من المغيرة بن شعبة الذي تولى الترويج لفتنة سب الإمام علي عليه السلام على منابر الجمعة مرورا بالمتحذلق القاسي خالد بن عبد الله القسري ومن ثم الدموي السفاح الحجاج بن يوسف الثقفي وأشباههم من الولاة الغلاظ القساة الجفاة الذين استفزوا العراقيين ودفعوهم إلى الثورة عنوة بحثا عن الكرامة والاستقرار والعيش الرغيد، حتى أصبحت مفاهيم المعارضة والثورة والاحتجاج منهجا ربت عليه الأجيال ومضربا للأمثال.
وقد اجتمعت كل تلك العوامل لتجعل من العراق مرجلا؛ ولكن وقوده نار من القصب ما إن تتقد ويرتفع لهبها إلى عنان السماء فتمنح الناس أملا بمستقبل واعد وحياة فضلى حتى تخمد وتنطفئ قبل أن تترك أثرا يذكر؛ إلا من حيث زيادة معاناتهم وقهرهم، وهو ما زاد حلكة ليل العراقيين سوادا على مر التاريخ.
النكاية الكبيرة أن الباحث المتتبع لتاريخ العراق المعاصر في الأقل خلال القرنين المنصرمين لا يجد فرقا أو اختلافا كبيرا بين الماضي والحاضر، بل يجد تلك الثقافة المورثة نفسها فاشية بين الحكام وبين المحكومين، بين القادة المحليين أو المستعمرين وبين الشعب المظلوم المغلوب على أمره، فكان الشعب الذي يحمل على كاهله تاريخ البشرية الأروع يخرج من مصيبة كأداء ليدخل مصيبة أقسى وأمّر تماما كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ولقد غامر الأستاذ رائد السوداني؛ وغامر بنا أيضا يوم قادنا مخيرين وبإرادتنا الحرة ودونما إكراه إلى متاهة هذا العالم المرعب المخيف المليء بطقوس السحر الأسود والمؤامرات والجرائم والمهاترات عبر كتابه القيم (حكم الأزمة، العراق بين الإحتلالين البريطاني والأمريكي) بادئ ذي بدء من خلال الحديث المسهب عن أواخر حكم الاستعمار العثماني وصولا إلى تتويج الملك المستورد من دول الجوار المرحوم فيصل الأول مع إشارات وتلميحات إلى القومية العربية ونشأتها وإسقاطاتها على ما يمر به العراق اليوم من أزمات سياسية، وقد نجح الباحث المقتدر في رسم صورة واقعية لكثير من الأحداث والأحاديث التي كانت خافية علينا فأجاد وافاد.
يمثل هذا الكتاب الذي صدر عن دار ضفاف للنشر في الشارقة بحلة قشيبة وإخراج جميل الجزء الأول من سلسلة بحوث قد تصل إلى خمسة أجزاء أو أكثر يعكف الأستاذ السوداني على كتابتها لتكون مرجعا للباحثين وخزينا فكريا للقادمين وإرثا حضاريا للعراقيين.
وأنا بعد تمتعي بقراءة الطبعة الجديدة للكتاب لا يسعني إلا أن أقول: مبروك للأستاذ السوداني كتابه القيم هذا وندعو صادقين ومخلصين أن يتمكن من إنجاز باقي الأجزاء.
ومبروك لدار ضفاف للنشر نجاحها في إخراج الكتاب بهذا الشكل الرائع.
وأمنية بقراءة ممتعة لمن يحصل على نسخة من هذا الكتاب.

إرحل يا "مرسى" .. فقد سقطت شرعيتك/ مجدي نجيب وهبة


** اليوم .. سيخرج 85 مليون مواطن مصرى .. حر .. شريف .. وهم يرددون نداء واحد "إرحل يامرسى فقد سقطت شرعيتك" .. بعد أن سقطت كل الأقنعة الزائفة عن وجهك أنت وأبناء عشيرتك .. حتى ورقة التوت التى تستر عورتكم سقطت ، وأصبحتم عرايا بلابيص أمام كل الشعب المصرى وأمام كل العالم !!..
** نعم .. إرحل يامرسى ، بعد أن فاق الشعب المصرى من غفوته سريعا .. وهو يرى أن مصر الحرة الشامخة ، صاحبة حضارة سبعة ألاف عام .. تنهار وتسقط بفضل غبائكم وخيانتكم للوطن ..
** نعم .. إرحل يامرسى ، بعد أن فاق الشعب المصرى .. وهو يرى الإقتصاد ينهار والمصانع تغلق ، ورؤوس الأموال تهرب ، والسياحة تنهار ، والبلطجة تسود الميادين والشوارع .. فهذا هو هدفكم الأسمى ، تجويع الشعب وإسقاط الدولة وتحويلها إلى كهوف وجبال لطيور وخفافيش الظلام ، والجماعات الجهادية فى كل بقاع العالم .. حتى يمكنكم التحكم فى مصر وشعبها !! ..
** نعم .. إرحل يامرسى .. بعد أن سقطت أقنعة الوطنية عن وجهك ، والشعب يرى أرض سيناء التى حررها بدماء الأبناء وسواعد الرجال فى جيشنا العظيم .. تسلم لحماس وقطاع غزة ، لتحقيق الحلم اليهودى وأوامر اللقيط أوباما والعاهرة كلينتون ..
** نعم .. إرحل يامرسى .. بعد أن رأى الشعب المصرى تطاول السفهاء والأقزام على مصر العملاقة .. وفتح الحدود وفقدان السيادة المصرية على أرضها ..
** نعم .. إرحل يامرسى بعد أن شعر الشعب أنه مقدم على أبواب الصومال والحروب الأهلية .. وأنت تتمخطر فى قصر الإتحادية وتخطب فى أبناء عشيرتك وتزهو بنفسك وأنت ترى حولك الجهاديين والإرهابيين والقتلة .. بينما يحرسك الأمن المصرى .. ياللعار على مصر وجيشها وشرطتها ..
** نعم .. إرحل يامرسى .. فقد تسببت قراراتك العنترية فى سقوط الدولة وإنهيار الإقتصاد وهروب رؤوس الأموال .. وإنهيار البورصة التى فقدت فى نصف ساعة 29.2 مليار جنيه مصرى .. بينما شعب مصر يتسول اللقمة ولا يجدها .. فى الوقت الذى صدعنا وزيرك الهمام "محسوب" بعودة الأموال المنهوبة .. وكلها أرقام وهمية .. فما نهب فى ستة أشهر يفوق ما نهبه مبارك وحاشيته فى ثلاثون عاما ..
** نعم .. إرحل يامرسى .. بعد أن كشفكم النائب العام السابق "عبد المجيد محمود" ، وكشف الطرف الثالث وأعطاكم حوالى 12 مليار جنيه من الأموال المنهوبة ولم تعلن عنها ، وإختفت هذه الأموال ..
** نعم .. إرحل يامرسى بعد أن فقدت مصر هيبتها وسط العالم وريادتها فى أفريقيا وتطاول عليها الأقزام والسفهاء .. وعلى رأسهم دولة قطر ، المأجورة والدلدولة ، ماسحة الأحذية لأمريكا .. ومعها سفهاء "حماس" ، هذه المنظمة الإرهابية التى دعمت الفوضى فى مصر ودفعت بأعضاء تنظيمها لإقتحام الأقسام وحرقها والسجون وهدمها وتهريب السجناء والبلطجية لإحداث الفوضى الهدامة ...
** نعم .. إرحل يامرسى .. بعد أن باركت إنشاء الأنفاق ، لتهريب المواد الغذائية من مصر إلى غزة ، والسولار ، والبنزين .. وفتحت المعابر .. ومكنت التنظيمات الإرهابية من أرض سيناء .. وكل هذه الجرائم تمثل خيانة عظمى للشعب والدولة ..
** نعم .. إرحل يامرسى .. بعد أن حنثت القسم الذى أقسمته أمام الشعب ، على أن تحترم الدستور والقانون .. وترعى مصالح الشعب .. والحقيقة أنك لم تحترم لا الدستور ولا القانون .. فقد تطاولت على الأحكام الصادرة من المحكمة الدستورية .. عندما أصدرت حكمها ببطلان عمل مجلس الشعب للعوار الدستورى ..
** وإذ بالشعب يفاجئ فى خطابك الحنجورى بالتحرير أمام أبناء عشيرتك بعد تنصيبك رئيسا لمصر .. إنك سوف تعيد البرلمانات المنتخبة وكررت نفس الخطاب فى جامعة القاهرة .. وهو وعدك بعودة البرلمان المنحل ، ولكن وقوف الشعب ضدك وكل المؤسسات جعلك تتراجع ..
** نعم .. إرحل يامرسى .. بعد أن كشفك الشعب المصرى ، وكشف مكرك وخداعك .. فأنت لا تجيد سوى الخطابة فى الجوامع ، ولا تعرف إلا حزبك وأبناء عشيرتك .. أما مصر فهى كبيرة عليك وقد كشفت البلاغات الأخيرة أنك لم تكن رئيسا منتخبا .. ولكن الصندوق الإنتخابى تم تزويره وإشترك معك الكثيرين فى خداع الشعب ، وسيحاسبهم الشعب والتاريخ .. بعضهم من أعضاء المجلس العسكرى ، وهم عار على الجيش المصرى العظيم ، ولن يسامحهم الشعب أو الجيش ، وبعضهم من القضاء المصرى بعد أن باعوا ضمائرهم للشيطان ..
** نعم .. إرحل يامرسى فقد فعلت فى مصر ما عجز عنه ألد أعدائها .. فقد أسقطت مصر أنت وجماعتك ولم تعد الدولة المحورية فى المنطقة ..
** نعم .. إرحل يامرسى .. فقد أصدرت الإعدام الدستورى .. لحمايتك أنت وأبناء عشيرتك .. وأصدرت قانون بتحصين قراراتك وتنصيبك إله .. وحصنت مجلس الشورى ضد أى قرارات قضائية أو دعاوى بإسقاطه رغم أنه ساقط منذ إسقاط مجلس الشعب .. وقمت بإقالة النائب العام ، وهو ما لم يفعله أى ديكتاتور منذ أيام الفراعنة وحتى الأن ..
** وحصنت اللجنة التأسيسية العار لعمل دستور الإخوان .. لأنه ببساطة ، هذه اللجنة التأسيسية لعمل الدستور .. هى تحت إشراف الرئيس مرسى العياط ، وتفصل كل الدستور لصالح الرئيس والجماعة فقط لا غير ..
** والكارثة أن كل التيارات المشاركة فى هذه الجمعية قرروا الإنسحاب بعد أن كشفوا أهدافها القذرة .. وحتى لا يشاركوا فى دستور العار الذى يفصله المستشار "حسام الغريانى" ، و"محمد البلتاجى" ، و"عصام سلطان" ، و"ياسر البرهامى" ، وممثل المجلس العسكرى ، اللواء "ممدوح شاهين" .. وكل من عينهم مرسى العياط .. ورغم كل هذه الشواهد نفاجئ بصدور مرسوم بقانون .. يحصن هذه اللجنة من البطلان ، ويعطى لها مهلة شهرين لسلق الدستور بالإكراه .. وفرضه بالبلطجة على الشعب المصرى ...
** والمضحك أن الرئيس يقول "إننى أتكلم بإسم الشعب .. وأحافظ على مكتسبات الثورة" .. ونعود ونتساءل أى شعب يتحدث عنه وأى ثورة يتكلم بإسمها ... هل يعتقد أن هذا الشعب وصلت أميته لدرجة أن يصدق الحواديت والأكاذيب التى يطلقها هو وأبناء عشيرته ليلا ونهارا بعد أن هيمنوا على الإعلام المصرى بالكامل ..
** ليته يذهب إلى التحرير ليسمع بنفسه صوت القضاء الذى يرى إنه من العار أن يكون ذلك الرجل الذى يريد أن يسقط القضاء والمحاكم هو رئيس مصر" ..
** ليته يذهب ليسمع بنفسه أن رجال الصحافة والإعلام إستاءوا من كل قراراته الإرهابية لقصف الأقلام وغلق القنوات ومطاردة الإعلاميين .. بينما حاول أن يخدعهم بأنه يؤيد حرية الإعلام والصحافة ..
** ليته يذهب ليسمع بنفسه أعضاء كل النقابات المهنية والعمال والفلاحين وهم يطالبونه بالرحيل بعد أن ساءت نقابتهم وسرقت أموالهم وتدهورت حالتهم من علاج لرعاية لحوافز لمرتبات .. ليته يذهب ليسمع شباب الثورة ، وشباب 6 إبريل الذين خدعهم .. ثم إكتشفوا مكره وكذبه ، وهم يزأرون ويطالبونه بالرحيل ..
 ** الكلام كثير وموجع .. ومصر على حافة السقوط .. فالجميع من أبناء الشعب المصرى على كل إنتماءاتهم الفكرية اليوم فى مواجهة مرسى والإخوان ، وكل التنظيمات الإرهابية التى تدعم حكم مرسى ، وحكم المرشد ..
** ولكن الأمل هو سقوط هذا الإخطبوط والقضاء على هذا الطاعون .. الذى دمر مصر فى غضون أشهر قليلة .. فإلى التحرير ياشعب مصر لتطهيرها من خفافيش وطيور الظلام والبوم والغربان .. ولتحيا مصر حرة كريمة عزيزة أبية !!!!!......
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

هوية سلاح المقاومة الفلسطينية/ د. مصطفى يوسف اللداوي

أثار العدوانُ الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وصمود قوى المقاومة الفلسطينية في وجهه، وقدرتها الكبيرة على إطلاق الصواريخ على مختلف المدن الفلسطينية، وصولاً إلى شمال تل أبيب، حيث أصابت الصواريخ مدينة هرتسليا الساحلية التي تبعد عن قطاع غزة قرابة ثمانين كيلو متراً، ما جعل قوس نار المقاومة الفلسطينية يتسع، ولا يقتصر على الجنوب وما يعرف بمدن الغلاف الإسرائيلية، بل تعداها ليجعل الجنوب والوسط وبعضاً من الشمال ضمن دائرة الاستهداف، ولم يتوقف سيل الصواريخ حتى الدقائق الأخيرة قبل دخول الهدنة بين الطرفين حيز التنفيذ، الأمر الذي فتح باب النقاش والتساؤل عن هوية سلاح المقاومة الفلسطينية ومصدره، وهل هو سلاحٌ إيراني، خاصة أن بعض الصواريخ التي أطلقت كانت من طراز فجر الإيرانية المعروفة، أم أنه سلاحٌ فلسطيني صُنِعَ في غزة، أو طور وحُسِّن بأيدي رجال المقاومة الفلسطينية في غزة، برعاية وإشراف قوى أخرى كإيران وغيرها.
مما لاشك فيه أن قوى المقاومة الفلسطينية على اختلافها قد نجحت في السنوات الأخيرة، وخاصةً بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر العام 2008، في تطوير ترسانتها العسكرية وتحسين مخزونها من القذائف الصاروخية وغيرها، وقد دأبت جميعها على تطوير السلاح الذي تملك، وعملت على صناعة أسلحة تناسب ظروفها وواقعها الجغرافي، فصنعت صواريخ محلية كثيرة وعديدة، مختلفة القدرة والمدى والأثر، ولم تخف قوى المقاومة استراتيجيتها الدفاعية القائمة على امتلاك وتطوير السلاح، لقناعتها أنه السبيل الوحيد لردع العدو الصهيوني وكبح جماحه، وأنه الوسيلة الوحيدة التي باتت تملكها المقاومة الفلسطينية في وجه العدو الإسرائيلي، وقد ساعدت الأنفاق المنتشرة على حدود قطاع غزة مع مصر في تسارع امتلاك المقاومة الفلسطينية لمكونات بناء وتصنيع أسلحة فلسطينية خاصة.
ولكن القدرة الفلسطينية على تصنيع السلاح لم تغنِ المقاومة عن امتلاك أسلحة أخرى أكثر قدرة وفعالية، فهي بحاجة إلى كل سلاحٍ في حربها مع الكيان الصهيوني، وقد تذهب إلى آخر الدنيا لامتلاكه، وفي سبيله تعرض حياة أبنائها للخطر، فكان السلاح الإيراني الذي كان له الأثر الملموس في المعركة وقبلها، والدعم الإيراني غير المحدود للمقاومة الفلسطينية على اختلافها، وهنا يجب على الجميع الاعتراف بالدور الإيراني في تسليح المقاومة، وأنها قدمت وما تزال لصالح المقاومة والشعب الفلسطيني، دعماً مالياً وعسكرياً ولوجستياً كبيراً، وألا تأخذنا العزة بالإثم نتيجةً لمواقف مختلفة أخرى قد نختلف معها، فننكر دورها وجهودها في دعم المقاومة الفلسطينية، وفي إمدادها بالسلاح والمال وعوامل الصمود والمواجهة المختلفة.
إيران تدرك أن من واجبها أن تدعم المقاومة في فلسطين، وأنها مكلفة كغيرها من الدول العربية والإسلامية في المساهمة في تحريرها وتخليصها من براثن الاحتلال، فكانت شعاراتها القديمة والجديدة، التي أطلقها مرشد الثورة الإسلامية وقادتها من بعده، أن تحرير فلسطين واجبٌ مقدس، وأن إسرائيل سرطانٌ يجب أن يستأصل، وأنه ينبغي الإعداد للمعركة معها، وأن طهارة الأمة الإسلامية لا تتم بغير استعادة الأرض المقدسة من أيدي الإسرائيليين الغاصبين، وبموجب هذه العقيدة تقدم إيران دعمها للمقاومة الفلسطينية مالاً وسلاحاً، وهي بذلك تعتقد أنها تساهم في المعركة بما تستطيع، وتقدم للمقاومة واجب النصرة والمساعدة والإمداد، دون انتظار شكرٍ من أحد، أو اعترافٍ بفضلٍ من جهة.
وانطلاقاً من القاعدة الإلهية الخالدة "ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"، فينبغي عدم إنكار الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية، ومساهماتها المالية في دفع رواتب الموظفين والعاملين، واسناد الحكومة الفلسطينية، وتشغيل المؤسسات وإنشاء المشاريع، وفضلها في استقبال مئات الجرحى والمصابين وأصحاب الحالات الحرجة من الجرحى والمصابين الفلسطينيين، الذين عالجتهم في مستشفياتها، وأشرفت على إجراء عملياتٍ جراحية معقدة لهم، ساعدتهم في التماثل للشفاء، والعودة إلى الحياة الطبيعية، ودورها في دعم المؤسسات الإعلامية والإنسانية المختلفة، ولذا ينبغي أن يقدم الفلسطينيون لها الشكر والعرفان، لا أن يقابلوا عطاءها بالجهود والنكران، أو يخفوا حقيقته بالحياء والخجل.
الإسرائيليون الذين يحتلون أرضنا، ويحوزون على كل خيرات بلادنا، يصلهم الدعم المادي والسياسي والعسكري من كل مكانٍ، فهم يتلقون المساعدات المالية والعسكرية من مختلف دول العالم، وهم يعلمون أن إسرائيل تستخدم هذا السلاح في قتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم وتخريب حياتهم، ومع ذلك فإنهم لا يتأخرون عن تزويدهم بالطائرات والصواريخ والذخائر ومختلف أسلحة الدمار والقتل، فإن كان الإسرائيليون يتلقون كل هذا الدعم والإسناد، فلماذا يكون عيباً علينا أن نحصل على السلاح من حلفائنا وأصدقائنا، ولماذا تكال التهم لمن يساندون ويدعمون، في الوقت الذي لا تصل فيه قطعة سلاحٍ واحدةٍ من دولٍ عربية وإسلامية أخرى، فإن كان هناك من نقدٍ ورفضٍ واستنكار، فإنه ينبغي على دعاته أن يبادروا إلى القيام بالواجب بأنفسهم قبل أن يعيبوه على غيرهم، فنحن لا نرفض سلاحاً يصلنا، ولا نصد مساعدةً تقدم إلينا، إذا كانت خالصةً لشعبنا ومن أجل قضيتنا.
الفلسطينيون بحاجةٍ إلى كل سلاح، وهم في أشد العوز لما يقيهم من بطش الاحتلال وقسوة اجتياحاته المستمرة للأرض والسكان، وقد أدرك الفلسطينيون أن قوتهم في السلاح الذي يملكون، وفي الإرادة التي يتميزون، وفي العقيدة التي يؤمنون، ولهذا فإنهم يسعون بكل طاقتهم لامتلاك المزيد من السلاح، فيغامرون بحياتهم في البحث عنه في كل البلاد، ويجوبون في سبيله الصحارى والمهالك، ويدفعون في سبيله المال الذي يملكون، ولا يتأخرون عن استجلابه من أي أرضٍ ومن أي مصدر، فكيف لو كان الراغب في منحه مؤمناً بالمقاومة، عاملاً من أجلها، وساعياً في سبيلها، وبسببها يتعرض للأذى والعقاب والحساب، فإننا نرحب بسلاحه، ونسعد بأمواله، ونسعى للحصول على المزيد من دعمه.

لماذا نجحت الديمقراطية في إندونيسيا، وإنتكست في مصر؟/ د.عبدالله المدني

في النسخة السابعة لمنتدى الإتحاد السنوي الذي عــُقد في أبوظبي في العشرين من أكتوبر المنصرم، خـُصصت جلسة بعنوان "المشهد العربي ومسارات التحول" تحدث فيها بعض الزملاء من المفكرين العرب الذين كان من بينهم المفكر الإسلامي اللبناني المعروف الدكتور رضوان.
من ضمن ما قاله السيد أن تحولات "الربيع العربي" في بعض الدول كمصر قد فشلت في تحقيق أهدافها بسبب تحدي الإسلام السياسي الذي وصفه بالكبير والنافر، مضيفا "أن الإخوان شعبويون وإقصائيون، والسلفيين إنفجاريون ومصممون، بينما الفكر الإسلامي النهضوي القادر على إستيعاب التطورات الحديثة والمعاصرة في إدارة الشأن العام، والحكم الصالح، والتمييز بين الدعوي والسياسي، غائب". ولكي يثبت أستاذنا السيد نظريته هذه فإنه قارن الوضع المصري بأوضاع إندونيسيا في أعقاب ثورة شعبها ضد الديكتاتورية السوهارتية في عام 1998، قائلا أن ماحدث في إندونيسيا من نجاح للديمقراطية وإستتباب لمؤسساتها كان بسبب خلو إندونيسيا من تحدي الإسلام السياسي المتشدد.
ولما كنت متابعا وملما بأوضاع إندونيسيا، فإني قدمت مداخلة قصيرة إعترضت فيها  فقط على  إشارة السيد إلى خلو المجتمع الإندونيسي من جماعات الاسلام السياسي المتطرفة، مع إعترافي وإقراري بما عــُرف عن هذا المجتمع أصلا من تسامح ديني مدهش. فلو سلمنا بما قاله الدكتور السيد فكيف نصنف "الجماعة الإسلامية" بقيادة رجل الدين الإندونيسي المتشدد من أصول حضرمية "أبوبكر باعاشير"، وفي أية خانة نضع أتباعه وتلامذته من أمثال عمروسي، ونورالدين توب، وأبودجانة، وذو المتين، والحنبلي، والأزهري حسين وغيرهم ممن نفذ أعمالا إرهابية يندى لها الجبين على مدى السنوات الماضية، ومارس العنف المسلح والإرهاب والتفجيرات وإزهاق الأرواح البريئة على أمل تحقيق فكرة خيالية تجاوزها الزمن وهي إقامة دولة خلافة إسلامية في جنوب شرق آسيا تضم إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وبروناي والأقاليم الجنوبية من تايلاند والفلبين.
ووافقتي في وجهة النظر هذه الدكتور "بهجت قرني" أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الإمريكية، والذي بدا مطلعا على دقائق الحالة الإندونيسية من خلال ما نظمه في جامعته من ورش عمل ولقاءات أكاديمية حول مسارات التحول الديمقراطي في العالم الثالث.
إن ما حدث في إندونيسيا ولم يحدث في مصر مثلا، من وجهة نظري المتواضعة، لم يكن بسبب وجود تحدي الاسلام السياسي المتشدد في الثانية وغيابها مثل هذا العامل في الأولى، وإنما بسبب أمر آخر فائق الأهمية في سياق حديثنا هو تفشي الأمية في مصر وبلوغها معدلات مرتفعة مقابل أقل من 7 في المئة في إندونيسيا. والأمية، كما هو معروف، تحوّل الجماهير إلى قطيع ينطلي عليها أي شعار من أي مصدر كان، وتجعلها مغيبة وغير قادرة على التمييز وقت منح صوتها الإنتخابي العزيز، بينما إرتفاع نسبة المتعلمين تؤدي إلى العكس.
ففي إندونيسيا حيث تصل نسبة المتعلمين إلى 93.4 بالمئة من إجمالي السكان البالغ عددهم اليوم نحو 238 مليون نسمة كان المجال متاحا أمام جماهير الناخبين للتمييز بين من يمثل تطلعاتهم وآمالهم الحقيقية،  ولديه من المصداقية ما يكفي لتحقيق تلك التطلعات، فذهبوا إلى صناديق الإقتراع في كل الإنتخابات التي تلت سقوط الديكتاتورية، من بعد قراءة واعية ودقيقة لبرنامج كل متنافس وسيرته الذاتية ومدى خدمته لمجتمعه، وقدرته على تنفيذ وعوده الإنتخابية. وفي آخر إنتخابين رئاسيين لم يجد المقترعون الإندونيسيون، الذين ذاقوا الأمرين من رعونة وصفاقة جنرالات المؤسسة العسكرية وفسادهم، غظاظة من منح أصواتهم بكثافة لرجل عسكري كان قد خلع بزته الكاكية منذ زمن قريب وشكل حزبا سياسيا توافقيا تحت شعار ترسيخ الديمقراطية والعدالة والمساواة، وتحقيق تنمية للأمة مشابهة لما تحقق في دول الجوار. هذا الرجل الذي وثق فيه الإندونيسيون رغم خلفيته العسكرية هو الرئيس "سيسيلو بامبانغ يودويونو" الذي يقود الديمقراطية الإندونيسية الوليدة بنجاح من بعد مرحلة مخاض عسيرة في عهود أسلافه الثلاثة (يوسف حبيبي، وعبدالرحمن واحد، وميغاواتي سوكارنوبوتري).
وقد ساعد المقترع الإندونيسي هنا ثورة الإعلام الجديد وتكنولوجيات التواصل الإجتماعي التي إجتاحت بلاده ووصلت إلى أقصى جزيرة من جزر إندونيسيا البالغ تعدادها نحو 17500  جزيرة، الأمر الذي مكــّن هذا المقترع من تكوين صورة أوضح للخيارات المتاحة أمامه سواء على صعيد المترشحين للرئاسة أو لعضوية البرلمان، من بعد أن كان مكبلا على مدى ثلاثة عقود بما يضعه الإعلام الرسمي أمامه.
أما في مصر التي تصل نسبة أمية ملايينها الثمانين إلى نحو 40 بالمئة في أحسن الأحوال، فإن الأمية معطوفة على العاطفة الفجة، والفقر الحائل دون إمتلاك قطاع واسع من الناس لوسائط الإتصالات الحديثة، والرغبة في التغيير دون التمحيص في البديل، جعلت الجماهير التي قادت الحراك الشعبي تقع في فخ الوعود الوردية التي أطلقتها قوى الإسلام السياسي، لتكتشف بسرعة أنها إستبدلت ديكتاتورية الفرد بديكتاتورية الجماعة والمرشد. وما الفوضى الأمنية، وتعقيدات المشهد السياسي، والقرارات الإدارية المتناقضة، والمصادمات الشارعية التي أعقبت فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة إلا دليل على حالة "السيولة المصرية" كما وصفها صديقنا المفكر القطري الدكتور عبدالحميد الأنصاري.
والمؤكد أن الحالة المصرية بتشعباتها المختلفة سوف تتكرر قريبا في أفغانستان التي تستعد لإنتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة بعد إنتهاء فترة ولاية الرئيس الحالي "حامد كرزاي" الذي أعرب عن عدم رغبته في الترشح مجددا. فالمجتمع الأفغاني لئن كان أكثر تخلفا وأمية وإضطرابا من مجتمعات "الربيع العربي"، فإنه في الوقت نفسه أكثر تشددا وتعصبا للقبيلة والطائفة والعرق. وهذه العوامل مجتمعة ستجعل من حالة التشظي المجتمعي، والإنفلات الأمني، والتطرف الفكري الراهنة مستمرة إلى أجل علمه عند الله، وسوف تعيق أي خطة، (كائنا من كان الفائز في الانتخابات الرئاسية القادمة) لإخراج البلاد من دوامة الحروب الأهلية ووضعها على سكة الإصلاح والتنمية، خصوصا وأن التجارب والأحداث أثبتت أن أفغانستان ضحية موقعها الجغرافي الكئيب، بمعنى أنها محاطة بمجموعة من القوى الأكثر تقدما منها، وكل قوة تدس أنفها في شئونها الداخلية وتبني فيها لنفسها نفوذا بحجة حماية مصالحها القومية. وبطبيعة الحال، فإن في مقدمة هذه القوى جارة أفغانستان الجنوبية (باكستان) التي لعبت وما زالت تلعب من خلال مخابراتها العسكرية دورا مشبوها في توتير الأوضاع في هذه البلاد. ثم تأتي الجارة الأخرى (إيران) التي تنطلق في سياساتها الخارجية تجاه أفغانستان من منطلقات مذهبية وطائفية بحتة.
ومما لاشك فيه ان ولاءات الجماعات الأفغانية السياسية العابرة للحدود بإتجاه هذه الدولة أو تلك من دور الجوار بحسب الإيديولوجيا أو الإثنية المشتركة أو المذهب الديني الواحد لعبت على مدى عقود من الزمن دورا مخربا وعائقا أمام إستتباب الأمن والسلام في هذه البلاد. وهذه الجزئية تحديدا تنطبق على بعض الحركات السياسية العربية التي باعت نفسها للأجنبي بثمن بخس، بل وصارت تفاخر بذلك علنا دون حياء بعد أن كان مثل هذا التصرف في حقبة المد القومي العروبي، ومرحلة مواجهة الاستعمار الغربي عيبا وخيانة للوطن وجريمة تدمغ صاحبها بالعار في حياته ومن بعد مماته.
ومجمل القول أن العدو الحقيقي لترسيخ حالة من الديمقراطية السليمة هو الجهل.
د. عبدالله المدني
* باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة : نوفمبر 2012
البريد الإلكتروني:elmadani@batelco.com.bh   

اصــاله اســم على مســـمى/ فادي الحاج

شغلت اصاله العالم العربي، بصوتها الهادر وحضورها الطاغي وموقفها المشرف.
“المحبة هي الحرية الوحيدة في هذا العالم لأنها ترفع النفس إلى مقام سام لا تبلغه شرائع البشر وتقاليدهم، ولا تسود عليه نواميس الطبيعة وأحكامها”,"قدسوا الحرية حتى لا يحكمكم طغاة الارض" هكذا شاعرنا الكبير جبران خليل جبران وصف لنا وبأختصار شديد معنى كلمة الحرية ولكن الاغرب من ذلك انه كتب عنها ولسورية بالذات منذ اكثر من مئة سنة كلام ينطبق على واقعنا اليوم واليكم النص كما كتب بالتفصيل:
"إن مسألة استقلال سوريا تملأ عقل كل سوري، وسنحصل على هذا الاستقلال في النهاية. (27 أيار/مايو 1913،عقيدة جبران، ص356).,
إن الثورة العربية شيء رائع حقًا, شيء حلمت به وعملت في سبيله طوال السنوات العشر الماضية. (29 حزيران/يونيو 1916، نفسه، ص358).,
يا أخي السوري أنت أخي لأنك سوري والبلاد التي لفظتك كلمة في مسامع الأبدية قد همستني كلمة أخرى. أنت أخي لأن البلاد التي حبلت بك ولدتني، والفضاء الذي حمل أول صرخة خرجت من أعماقك يحمل أول صرخة تمخضت بها أحشائي. أنت أخي لأنك مرآتي، فكلما نظرت إلى وجهك رأيت ذاتي بكل ما في ذاتي من العزم والضعف، من الائتلاف والتشويش، ومن الهجوع واليقظة... أنت أخي بيسوع وموسى ومحمد. أنت أخي بكوارث خمسين قرنًا. أنت أخي بالقيود التي جرّها آباؤنا وأجدادنا. أنت أخي بالنير الثقيل الذي أثقل عاتقنا. أنت أخي بالألم والدموع. ومن تجمعهم نكبات الدهور وأوجاعها لن تفرّقهم أمجاد الدهور وأفراحها. أنت أخي أمام قبور ماضينا وأمام مذابح مستقبلنا. (25 تشرين الأول/أوكتوبر 1920، نفسه، ص308)."
إن روح الولاء صديقٌ وعدو لنا. صديق إذا تمكنّا منه، وعدو إذا تمكنّ منّا. صديق إذا فتحنا له قلوبنا، وعدو إذا وهبنا له قلوبنا. صديق إذا أخذنا منه ما يوافقنا، وعدو إذا وضعنا نفوسنا في الحالة التي توافقه. الحرية هي حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة، التخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، أو التخلص من الإجبار والفرض. ومن هنا لمع نجم الفنانة اصاله في مسارح الثورة السورية وارقى بها لتنضم لمستوى عملاقة الفنانيين امثال أم كلثوم, عبد الوهاب, عبدالحليم حافظ, وفيروز, فريد الاطرش في زمن انقرض مثيلهم كعمالقة الديناصورات.  "ليتني معكم لأصرخ " حرية" بكل صوتي ولو كانت تلك آخر كلمة سأنطق بها، ليتني معكم لأنادي الله بنفس يختزل كل غيماني علنا نخترق بأصواتنا أسماعهم فيخافون منه، ليتني معكم لأنادي "سوريا" فقد اشتقت إليها وأعلم إني إن حرمت منها اليوم حتما ستحتضنني وإياكم غدا عروسا حرة أبية". اصاله نصري
كان من الطبيعي أن يحتل نجوم السينما والفن مساحة كبيرة من الاهتمام الشعبي والإعلامي في البلدان التي شملها ربيع الثورات العربية، وعلى الرغم من الخصوصية التي تميز كل بلد عن الآخر إلا أن الممارسات القمعية السلطوية في هذه البلدان تكاد تكون السمة المشتركة التي حالت دون بروز أسماء سياسية معارضة أو ناشطين حقوقيين معارضين، فانصب الاهتمام على أكثر الفئات شهرة أي نجوم الفن والسينما .في الحالة السورية ليس هناك موقف يماثل موقف المطربة السورية أصالة نصري من حيث الجرأة والشجاعة في مناصرة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بلادها، ففي رسالتها المعنونة "إلى ثوار سوريا" قالت أصالة إنها ترفض السفر إلى سوريا للمشاركة مع الفنانين السوريين في ” تمثيليات ” لدعم نظام بشار الأسد ثم أضافت في الرسالة ذاتها التي نشرت الكترونيا في مواقع كثيره." كيف لي أن لا اشعر بأهلي ولا أرى ما يحدث ولا أسمع صراخهم الذي زلزل قلبي وعقلي وكاد يخترق روحي", الذين حاولوا أن يقللوا من أهمية موقف أصالة، تذرّعوا بأسباب تتعلق بضغط من قبل نقابة الفنانين المصريين لمساندة الاحتجاجات في سوريا، وأشاروا إلى إقامتها خارج بلادها في مصر،كمحفز هام لاتخاذ موقف جريء من نظام بشار الأسد، لكن ذلك ليس صحيحا تماما فأصالة التي تعد الأكثر شهرة في العالم العربي بالمقارنة مع الفنانين السوريين، تجنبت اتخاذ موقف توفيقي على غرار نسبة غير قليلة من الفنانين العرب الذين يحاولون إمساك العصا من الوسط لئلا يخسروا مواقعهم في حال تحققت مطالب الشعوب العربية في تغيير الأنظمة الحاكمة. أثنى كثيرون في العالم على شجاعة أصالة وقال بعضهم إنها أكثر رجولة من قادة الجيش السوري الذين وافقوا على قمع شعبهم. لقد حرص النظام السوري على الدوام أن تكون الحركة الثقافية والفنية تابعة له، لذا فإن المبدع الذي يتخذ موقفا معارضا للنظام فهو كمن يفتح على نفسه أبواب جهنم، لهذا السبب فأن غالبية الفنانين المقيمين في داخل البلد تجنبت أن تفتح جبهة مع النظام، لكن ثورة الشعب السوري غيرت المعادلات ومنحت الفنانين الجرأة في التعبير عن معارضتهم للنظام.  حاول النظام السوري بسط هيمنته على الحركة الفنية، وقد نجح إلى حد كبير دون أن تتناقض هذه الحقيقة مع وجود عدد قليل من الفنانين السوريين الذين وقفوا إلى جانب الشعب السوري في مطالبه المشروعة بتحقيق الحرية والكرامة.
وقفت الفنانة اصالة على خشبة مهرجان قرطاج وغنت وبكت للثورة والحرية لسورية متمنية النصر لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون ضد قوات النظام الرئيس السوري بشار الاسد للمطالبة بتنحيه وحييت الصمود الثوار. ولم تتمكن اصالة من مغالبة دموعها وهي تغني بتأثر "ياطيرة طيري يا حمامة" فتوقفت عن الغناء للحظات لتكفكف دموعها التي قالت انها لا تحرجها بل هي "دموع تفتخر بها". اصالة شدت بباقة من اغانيها التي اشتهرت بها وخصوصا الحزينة منها مثل "لو تعرفوا" و"قد الحروف" وغنت "طال المطال" من التراث السوري ولكنها كانت في كل مرة تهدي اغانيها الى "شبان وابطال الثورة السورية الصامدين". متلحفتاً دائماً بعلم الثورة السورية وهي تغني لبلدها قائلة "لو ما رجعتش لي ما ابقاش انا". "وما بحبش حد الا انت".  واقدمت على خطوات أخرى ساعدة في نصرة الشعب السوري وتبرعبت بأعمالها الفنية للثورة السورية. لهؤلاء الذين يمنون على أصالة لكونها تعالجت منذ أن كانت صغيرة على حساب الدولة ويتهمونها بالخيانة لوطنها.والمنحبكجية لحد الأن لا ينسون هذا الأمر.معاهم حق هذا شئ لا يحصل أبدا في سوريا الأسد. ان يتعالج مواطن هذا شئ مستحيل لذلك هؤلاء المعتوهين يعتقدون أن هذا أمر عظيم قام به قائدهم, وبحسب عقليتهم يجب على أصالة أن تبدي الولاء لهذا القائد الفذ وأبناءه وكل عائلته طول عمرها هي وأهلها وعلى حساب أي شئ كان, على حساب ضميرها, وأخلاقها وكرامتها وشرفها ودماء أبناء سوريا وأشلاء اطفالها, علما أن قائدهم الذي لن يجود الزمان بمثله ولا بمثل ذريته لم يصرف على علاجها من ثمن الجولان الذي قبضه ولا البترول الذي سرقه. ولو قبلنا جدلاً ان هذا صحيح فهذا ينزل في ميزان حسناتها, ان تقف في وجه النظام المفروض ان تكون الى جانبه, وكلنا نعرف ما قدمته وبدون اي مقابل من اغاني شعبية ووطنية لقد دفعت أصالة دين الأسد بأغان كثيرة ولسنين طويلة و أماديح كانت غالبيتنا تشمئز منها و كنا نعلم في قلوبنا أنه استغل حاجتها للعلاج كطفلة و فنانة فعالجها ليس من أريحيته بل من اجل مصلحته.
منذ ان أعلنت العملاقة أصالة نصري إنضمامها لثورة الشعب السوري ضد النظام السوري الحاقد المقبوع والمخلوع، ذاد بشار الأسد بأجتماعاته بالفنانين السورين مطالباً تكثيف أعمالهم لمناوئة الثورة وتجسيدها كمؤامرة في أعمال فنية متعددة سواءاً عن طريق الأغاني أو البرامج الفنية المتعددة. والحملة الشعواء التي أطلقتها أجهزة الإعلام وزبانيتها على الفنانة القديرة أصالة نصري لوقوفها ضد النظام وإلتحامها مع جماهير الشعب السوري ونساؤه العزل الذين يقتلون يومياً برصاص الغدر والخيانة لهو عمل جبان كيف لا وقد إتهمت كما يتهم كل إنسان شريف يقف موقف الحق والبطولة مع شعبه بالعمالة لإسرائيل وقطر والخ.... من هذه السمفونية المبتذلة التي أصبحت إسطوانة مشروخة يرددها النظام السوري ببلادة متناهية النظير. أصالة نصري إنسانة تجسد المرأة السورية بكل ما فيها من عنفوان وهي أم وابنة سورية من هذا الشعب قبل أن تكون فنانة ومطربة يعشق فنها ملايين العرب، هي مثل مئات المعتقلات في السجون السورية من إخواتنا اللواتي طالبن بالحرية هي إختنا سهير الأتاسي وابنتنا طل الملوحي وغيرها من النساء اللواتي يعشقن أرض سوريا وتراب سوريا. أصالة نصري هي كلمة حق عند سلطان جائر، وهي تعلم أنها مهددة أينما كانت فأيدي النظام الإخطبوتية قادرة على إغتيالها وإسكات صوتها، لكنها مع ذلك لم تخشى غير الله وأصرت من موقعها كامرأة سورية أن تنادي بالحرية لشعبها العظيم، وتنادي بصوتها الجهوري الله سوريا حرية وبس بكل المحافل واينما وجدت. الفنان الذي يقف ضد حرية شعبه فإنه يعيش انفصاما في الشخصية، فالفن مرتبط ارتباطا وثيقا بالحرية والتحرر. وسوف يتحول دعم وموقف الفنانين التابعين للنظام الى كابوس يطاردهم بعد انتصار الثورة السورية. عجباً كيف لم تصلهم رياح الشجاعة والتغيير التي أزهرت آلاف الشهداء وعشرات آلاف المعتقلين والمشردين، والفرج قريب بإذن الله. لم تخيفها ما شنتهوا بعض صفحات المواقع الاجتماعية على الانترنت من حملات شرسة ضدها. وابت ان تدع التجاذبات الفنية ان تحبط اصرارها على دعم ثورة الابطال.

"الوطن لايمكن ان يكون ملكا لشخص واحد" فعلا والشعب السورى لن يتراجع عن مطالبه واهدافه النبيلة وهى الحرية والعدالة. ووقف قتل الاطفال والنساء والشباب الابرياء السلميين المناديين بتطبيق الديمقراطية واحترام حقوق الانسان. تحية حب واحترام وتقدير للفنانه القديره أصاله ووقفتها الشريفه مع أبناء وطنها سوريه الحبيبه وإهداء الفنانه الأصيله للثوره السوريه: "....اه لو الكرسي بيحكي, ..كل الكراسي تكسرت,.. من درسك تعلم,..كل العلم ما بينفعك,...والشعب بطل يسمعك,..وكل القتل ما بينفعك,..كان فيك تتعلم,...سكتنا كتير عالظلم،..لاتقول ما عندك علم,.. لما الجرح علم,..بدي بصراحة انصحك،..تبقى مارح تزبط معك,..لك روح وتعلم,..شفلك حدا بيرضى القهر,..ناسي الكرامة من دهر نحنا انقهرنا والقهر,...خلانا نتعلم". سلم الله فمك يا أصاله ويمينك وصوتك. إن من يسكت عن هذا الإجرام والقهر لشعبه ما هو إلا مشارك فيه وليت البعض من المنافقين والمتمسحين بالسلطه الفاجره يعون أن وقوفهم الى جانب الباطل ماهو إلا مذله لهم فبأي حق يؤيدون قتل وتعذيب الأطفال ويريدون منا أن نصدق تفاهاتهم. كنت في قلوب الملايين ومازلت يا أصاله. بنت الاصول الدمشقيه التي ايدت الثوره, حينما غيرها مازال يتبجح بالاسد ويشاهد المجازر التي يقوم بها. الشرفاء امثالك ينضمون لصوت الحق في البداية والشبيحة الفنانون يؤيدون النظام القاتل ويطالبونه بمزيد من القتل، والكثير يقفوا على الحياد بانتظار وضوح الرؤية فقط الشجعان يأخذون موقف مبدئي ويكونوا مستعدين لدفع الثمن.
هذه الانسانه قبل كل شيء في الفعل والسلوك التي أثبتت أنها فنانه بكل المقياس الفنية سوا في الغناء او حتي في الموقف السياسي البطولي لفنانة قالت كلمتها في موقف شجاع هو الوقوف مع الشعب السوري الشعب البطل الذي وقف في وجة الطغيان والجبروت والظلم, فعلا يا أصاله انتي فنانه بكل ما لفن من معني وهو الغناء والذوق الرفيع في الكلمة والمعني لن ينسي لك جمهورك هذا الموقف. لقد قام  النظام بقتل المغنيين, وضرب بالعصي رسام الكركاتير ورغم ان اغلب الفنانيين المعروفين و مواقفهم المنافقه امثال أبواق النظام متل دريد لحام و رشيد عساف و عباس النوري و جمال سليمان و مأمون البني و سلمى المصري. فأذا بأصالة الأصيلة تقول لكل شبيح انها لا تعترف بكلامهم الكاذب والمنافق. ونقول كم الفرق؟؟ بين أصالة وبين البعئية الشبيحة (( ميادة الحناوي )) وأين الممثلون الابواق أمثال باسم ياخور وغيرهم كم الفرق؟؟ هل أصالة بحاجة للشعبية؟؟ لا هل تريد أن يكون لها إسم لامع؟؟,لا بل هي وطنيه وأصيلة وهي تحب بلدها سوريا الحرة وهي أثبتت بأنها إنسانه وطنية ومخلصة للوطن الحر. أصالة فنانة أصيلة صاحبة الفكر الراقي والمبادىء السامية والنهج دافعت عنهم ولم تحيد عنهم ولم تهبط حيث هبط الهابطون بفنهم, و هي ملتزمة بقضايا شعبها و هي امرأة شجاعة و أخت رجال، بل هي أشجع من كل هؤلاء الرجال الذين يسخرون أنفسهم عبيداً للنظام الجائر في سورية. أصالة نحن الأحرار فخورون بك حماك الله. ونعلم ان في جمهوريات الرعب والاشتراكية: كل من يخرج خارج المسار المرسوم من قبل زعيم العصابة يصبح عميل وخائن وشرير ومندس وسلفي وارهابي ومخرب. والمفروض ان تكن الولاء الاعمى وطبعاً مسموح  للنظام ان يحافظ على أمن كيان يهود...أم لأنه باع الوطن للصفويين....أم لأنه عادى جيرانه العرب واذاهم شر أذية: لبنان والعراق وبدرجة أقل الاردن....أم لأنه أعطى امتيازات اقتصادية لتركيا أغلق بعدها عشرات المصانع الوطنية الصغيرة....أم لأنه كبت نفس الشعب لمدة 40 سنة....أم لأنه اقترف أبشع جريمة ضد شعبه  عام82 ....أم لأنه نشر الرشوة والفساد الى حد لا يطاق....أم لأن معتقلاته ملأت تماما بالمظلومين....أم لأنه سلم القنيطرة بمسرحية فاشلة....الخ
تعبيرًا عن إيمانها بالقضية، واستمرارًا لموقفها الصلب في دعم سوريا ضد طغيان بشار الأسد الذي بلغ حدا لا يمكن احتماله، وضعت الفنانة السورية أصالة نصري علم سوريا على باب المنزل الذي تقطن به, , رفضت الفنانة السورية أصالة نصري اختزال سوريا بأكملها في شخص واحد، وقالت إن سوريا ملكاً لشعبها العظيم الذي ينشد الكرامة وأنها غير مقتنعة، هي والملايين على امتداد الوطن العربي، بما يقال عن الثوار من أنهم مجرمون ومخربون. وأضافت أصالة: "نحن ناس نطالب بأبسط حقوقنا، ونريد بلداً ننتمي له، ونفخر به، ونحس أننا نملك جزءاً فيه، ولا نحس أنه تابع لشخص، لأن عمر الوطن ما يتبع لشخص، ولا يتسمى باسم شخص".. لهذه الاسباب تعرّضت أصالة للعديد من المضايقات بسبب موقفها من بشار الأسد، كالتهديد بالقتل وتبرؤ بعض أفراد عائلتها منها، واتهامها بالجنون، بل والتشكيك في وطنيتها والقول إن وراء موقفها نفعا ما سوف يعود عليها بعد انتهاء الأزمة!. ولكن أصالة تصرّ على موقفها، وتدعو لإيقاف نهر الدم الذي يتدفق في سوريا، ورحيل الأسد عن السلطة، ومنح السوريين حق تقرير مصيرهم بأنفسهم. علماً ان موقف أصالة هوعلى النقيض تماما من مواقف فنانين آخرين مثل الفنانة رغدة ، الذين دعموا النظام السوري ضد شعبهم منذ اللحظات الأولى، إما خوفا من بطش شبيحة بشار، وإما طمعا في المكافأة!. نعمة (الله) على عملاقتنا ليس فقط بالصوت المميز, والفن الذي تجاوز حدود وطنها، والموقف الوفي لشعبها الذي رعته وحضنته. بل لأنسانيتها المثالية وقلبها الكبير وشجاعتها البطولية.
فادي الحاج

خواطر وأحلام (5)/ سركيس كرم

تسلم يا شرف الشرف .. ويا قمة التضحية.. ويا عظمة الوفاء.. تسلم يا وطن.. والوطن ما بيسلم ألا معك وحدك يا جيشنا يا جيش لبنان.
*****
مبروك للبنان ..
مبروك للراعي الصالح غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكاردينالية..
*****
تحية الى رئيس بلدية باراماتا الاستاذ جان شديد الذي أقام حفل رفع العلم اللبناني في وسط مدينة باراماتا في سيدني اوستراليا لمناسبة عيد استقلال لبنان. وكعادتها قدمت فرقة أرز لبنان الفولكلورية بقيادة الأستاذ ايلي عاقوري لوحات رائعة من التراث اللبناني. كذلك تحية الى ألاستاذ نيد عطيه رئيس بلدية أوبرن الذي زرع أرزة لبنانية في حديقة أوبرن. والتحية الأكبر الى النائب الاستاذ طوني عيسى الذي كان أول من بادر الى أطلاق هذه المناسبات اللبنانية في اوستراليا.
*****
دايما الكلام يللي بيطلع من القلب والعقل بيفوت بقلب وعقل الانسان الواعي والمنفتح.. اما الكلام المعلب والمستنسخ ما ألو ألا تأثير ظرفي ومؤقت ع بعض الناس ..
*****
تاريخ الانسانيي ما بيذكر ألا النخبة الصادقة والملهمة ويللي تركت أثر ايجابي ع المجتمعات..
*****
رأي بسيط عن زيارة الاستاذ ميشال بك معوض لأوستراليا لا علاقة له لا بالأنتخابات ولا بالمواقف السياسيي. وهوي أنو عند ميشال بك كل المؤهلات حتى يسوّق فكرتو وقناعتو بالخط يللي هو مؤمن فيه عبرالكلمة الجيدة والوعي والدقة والقدرة ع مخاطبة الناس بأسلوب أنيق وواضح.  وعندو كمان العزم والطموح والرغبة بالعمل والكد ساعات طويلة للتواصل مع الكل، والدليل أنو بالرغم من برنامجو المكثف بسيدني كان دايماً عم يطل بحيوية وتركيز وحضور لافت بكل المناسبات. وكمان عندو موهبة مواكبة التغيير المطلوب بها الأيام بنضوج متنامي وبتتطور متواصل وبطرق عصرية وشبابية قريبة من الناس وبعيدي عن الفوقيي ..
*****
بيوم الاستقلال منتذكرك يا بطل الابطال يا يوسف كرم.. ومنشوفك مع رجالك الفرسان.. رافعين راية الوطن بوجه الغريب.. راية السيادة الوطنيي بوجه الحاكم الأجنبي وجحافل السلطنة يللي هزمتو جيشا بكل المعارك وانتو بس متسلحين بالكرامي والشهامي والايمان.. بيوم الاستقلال نحنا ما مننسى يا بطل فضلك ع الاستقلال.. ولو نسيو يللي ما لازم ينسو فضلك وتضحياتك وبطولاتك انتي ورجالك الأبرار.. ومتل ما قال الشاعر " ولو غبت من حول أرزتنا منذكرك بيوم عازتنا وكل ما رياح الشوق هزتنا منقصد لأهدن منبت الأبطال بالمعبد نصلي على ديّالك"
*****
شايف بطركنا القديس اسطفان الدويهي عم يأرخ وينظم كنيستنا المارونيي ع مكتب من صخر وحبر من ألم المصاعب والمشقات يللي تغلّب عليها بالأيمان حتى صار فينا نقول بفخر وأعتزاز "الكتب كلها مديوني.. لأعظم بطرك ماروني ..الدويهي بقلوبنا قوني ..ها الأرخ كل الأزمان"..
*****
كتر الحكي الفارغ من أي مصداقية بيمحي حالو من كتر الحكي.. بس الحكي الصادق والمنطقي ما في شي بيمحيه..
*****
معقول!!! صاحب الدعوة في حفل كوكتيل وعدد قليل من الضيوف يجلسون على "طاولة" .. وبقية الضيوف يقفون.. او ليست العادات المتبعة والمعروفة في العالم أجمع  تقضي بأن يجلس الجميع او ان يقف الجميع..

الوجه الآخر لحقِّ الاختلاف/ علي مسعاد

عضو الإتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني

قرأت ، قبل يومين ، للكاتبة المغربية الجريئة سناء العاجي ، بموقع الصحيفة الإلكترونية " كفى بريس " ، مقالا تحت عنوان  " موضة "السبّان" بأسماء مستعارة " ، و هو عبارة عن وجهة نظر شخصية ، للكاتبة حول ثقافة السباب ، التي إنتشرت ، بين رواد مواقع الشبكات الإجتماعية ك" الفايس بوك " أو زوار الصحف الإلكترونية ، التي عززت المشهد الإعلامي المغربي ،  في السنوات القليلة الماضية .
و هي ظاهرة سلبية ، ليست حكرا على رواد النت المغاربة ، وحدهم ، بل أصبحنا ، من الماء إلى الماء ، تعاني من الظاهرة عينها و إختلفت حدتها من مجتمع لأخر ، إلا أنها تكاد تكون القاسم المشترك ، بين المجتمعات العربية عامة ، حيث يعاني معظم أفرادها ، من القهر النفسي و إزدواجية الشخصية و إنفصامها ، بشكل لافت للنظر .
ما أعطى ، إمكانية ، إخفاء الوجوه و الهويات ، مجالا لتصريف مظاهر الكبت و الأمراض النفسية ، عبر إنتحال بروفايلات غير حقيقية و شخصيات مزيفة ، للبوح بكل ما يعتمل بالذات ، دون خوف من الرقيب أو الكشف عن الهوية الحقيقية .
فمن خلال التعايق الغير اللائقة ، التي تصاحب كل مقال جريء ، لا يروق إلى قارئه ، خاصة ، إذا أقتحم صاحبه حصنا منيعا  كطابو " الجنس ، الدين أو السياسة " ، سيكون
أمام سيل ، جارف من السب و الشتم و هتك العرض و التهجم على شخصه و اختر ما شئت من المصطلحات ، ما تحت الحزام ، للنيل منه و من شخصه ، بهدف تشويه سمعته أمام القراء و المتتبعين لكتاباته ، دون وجه حق .
دون ، حتى أن يترك له المجال للكاتب ، للدفاع عن وجهة نظره ، التي ليست بالضرورة ، وجهة نظر كاتب التعليق ، و إلا ما معنى الإختلاف ؟ا  
فقط " سباب في سباب " و شتيمة تتلوها أخرى ، كأننا مجبرون بالنمطية في التفكير و التفكير بعقلية القطيع و أن لا مجال للتميز و البحث عن الخصوصية الذاتية ، في مجتمع متخلف ، لا يؤمن بالأفراد المتميزين ، في الإعلام ، في الإختراع ، في العلوم ، في الرياضة ، في الإبداع ، في الفن ...و غيرها ، من المجالات الحياتية ، حيث بإمكان  الفرد منا إبراز مواهبه الذاتية و طاقاته الإبداعية ، دون حاجة إلى أن يكون نسخة ردئية ، عن الآخرين ، يفكر بذات الأسلوب و بالطريقة عينها ، و تكاد لا تختلف عن عقلية القطيع في شيء . 
فسناء العاجي ، كعادتها ، في هذا المقال ، قد وفقت في الوقوف ، على مكن الداء ، الذي أصاب المجتمعات العربية ، في مقتل ، حيث يصبح كتاب التعاليق ، بقدرة قادرة ، أشخاص أسوياء ، بلا خطايا و بلا ذنوب ، غيورين على الدين الإسلامي ، ولهم كامل الأحقية في إسداء النصائح و إعطاء الدروس لصاحبة أو صاحب المقال .
ضاربين عرض الحائط ، للمقولة الشهيرة : "  " قد أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد للموت دفاعاً عن حقك في أن تعبر عن رأيك " لصاحبها فولتير أحد ملهمي فكر
التنوير بعد الثورة الفرنسية ، التي تدافع عن الإختلاف وعن " الرأي و الرأي الأخر " و أن ديننا الإسلامي الحنيف ، هو دين الحوار و بامتياز، و لا مكان فيه للمصادرة و القمع و تكميم الأفواه .
فمارك جوكربيرج، حين إخترع الفايس بوك ، كان كل همه ، هو تحقيق التواصل بين الناس ، عبر الحوار و تبادل وجهات النظر و لم يدر بخلده ، يوما أن الإختراع ، نفسه في مجتمعات الكبت و القمع ، سيصبح لها وظيفة أخرى ، غير التي أخترع من أجلها الكمبيوتر وقل الشيء عينه ، عن الكاميرا الرقمية و الهاتف الخلوي و الحاسوب الشخصي و التلفزيون و كل وسائط الإتصال الحديثة ، التي إستخدمت في غير غايتها ، ما دفع بأصحاب الفتاوى الفضائية ، إلى إعتبارها " حراما " ، يجب محاربته ، عبر المقاطعة ، لنصرة دين الإسلام ، و الرجوع القهقرى إلى العصر الذهبي ، بحثا عن المدينة الفاضلة .
فهل ، بهكذا ، عقلية يمكننا ولوج عالمنا المعاصر ، من بابه الواسع ، خصوصا و أنه  أصبحنا في زمن ، تقاس فيه الأمم المتحضرة بمدى اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة و الثورة المعلوماتية في كل معاملاتها الحياتية و العملية ، و عملها على تشجيع الأفراد على التفكير و إبداء الرأي دون خوف أو تردد ؟ا فيما نحن في مجتمع تعطل لدى افرده ، ملكة العقل و الفكر ، والقدرة على الحلم ، لكي يرددوا كالببغاء ، كل ما قيل أو يقال دون تفكير أو تمحيص ، أو حتى أن يملكوا القدرة على تغيير واقعهم و لو بالاحلام و الكلمات .

أخرج يا شعب مصر.. ولكن إحذر مكر الذئاب/ مجدي نجيب وهبة


** لم يعد هناك ما يقال الأن بعد أن بدأت الأصنام تنطق بالحقيقة .. لم يعد هناك ما يقال الأن بعد أن كتبنا الكثير .. من بداية نكبة ما تسمى ثورة "25 يناير" ، وإنها فوضى هدامة تخطط لها العاهرة "أمريكا" .. ولم يصدقنا أحد ..
** لم يعد هناك ما يقال عندما حذرنا من بقاء "مرسى العياط" رئيسا لمصر .. ولو ليوما واحدا .. لم يعد هناك ما يقال عندما هاجمنا "اللقيط أوباما" بصفته زعيم الإرهاب فى العالم .. ومعه راقصة الموالد والكباريهات ، العاهرة "هيلارى كلينتون" ..
** لم يعد هناك ما يقال عندما تنبهنا للبيانات الفيس بوكية للمجلس العسكرى المقال من منصبه .. وحذرنا من أنها تهدف لإلهاء الشعب المصرى عن سيناريو الخيانة والتحالف المخزى بين أمريكا والإخوان والمجلس العسكرى ..
** لم يعد هناك ما يقال عندما حذرنا من مكر الذئاب وعفونة الإخوان .. فهم ليس لهم عهد ولا أمان ، وليس لديهم مبادئ .. وقلنا إنهم مرحليون وهم لا يصدقون أنفسهم .. عندما أعطت لهم العاهرة أمريكا مصر مكافأة لهم على تسليم سيناء لحماس والغزاوية وتخليق دولة إسرائيل الجديدة ..
** لم يعد هناك ما يقال .. عندما حذرنا الأقلام العفنة والكتاب المأجورين والقنوات الفاسدة .. عندما بدأت تهلل للثوار فى ليبيا .. لإسقاط دولة القذافى .. وقلنا أنهم مأجورين ومجموعات إرهابية ومرتزقة دفعت بهم العاهرة والقذرة أمريكا لإسقاط وتدمير دولة ليبيا .. حتى ولو إختلفنا مع القذافى ..
** لم يعد هناك ما يقال .. بعد أن نبهنا نفس الوجوه التى تخرج علينا فى بعض القنوات المصرية العفنة .. وهى تنقل لنا أخبار الثوار فى سوريا .. وصور للضحايا المدنيين ، والحديث عن الجيش الحر .. والحقيقة هى تكرار لسيناريو ما حدث فى ليبيا ، وما حدث فى مصر بتحريض من العاهرة أمريكا لدعم الفوضى وإسقاط سوريا .. وهم ليسوا إلا مجموعة مرتزقة يتم تأجيرهم والدفع بهم وبميليشياتهم لإسقاط الأنظمة ..
** لم يعد هناك ما يقال .. وأنا أرى الغباء فى العيون الوقحة فى الإعلام ، والقنوات المسيحية فى أمريكا .. وهى ترفض إدانة اللقيط "أوباما" ، والعاهرة "كلينتون" .. ويقوموا بالهجوم على مقالاتنا والسخرية من كتاباتنا بزعم ثقتهم بالسياسة الأمريكية الحرة والديمقراطية الأمريكية ، وقرارات الكونجرس الأمريكى .. وأعتقد أن شحاتين هذه القنوات والمرتزقة الكتاب الهاربين فى أحضان أمريكا يعرفون أنفسهم جيدا .. وبالطبع هم المقصودون ..
** لم يعد هناك ما يقال .. عندما حذرنا من هدف أمريكا بتسليم السلطة للإخوان .. ليس حبا فى الجماعة ، ولا إيمانا بالحرية التى لا تعرفها العاهرة أمريكا .. وكل من يعيش على أرضها .. ولكن لأن أمريكا تعرف أن الإخوان هم فصيل إرهابى لا يؤمنون إلا بالهدم والتخريب .. وهم يجيدون فن إسقاط الشعوب والدول ..
** بالأمس .. خرج علينا الجنرال "مرسى العياط" .. بقرارات عنترية إخوانية .. بعد أن أخذ جرعة الشجاعة من العاهرة "هيلارى كلينتون" .. فأطلق صواريخه الخلفية وقرر التكويش على السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية .. وقام بإصدار قرار عنترى بإقالة النائب العام .. وتعيين أخر .. وقام بحلف اليمين أمام الرئيس فى صورة هزلية لم تحدث فى مصر فى أى حكم أو فى أى دولة فى العالم ..
** لقد تخيل "مرسى" أن يصدر قراراته فى حركة حماس الإرهابية .. وإنه رئيس لتنظيم القاعدة ، وليس رئيسا لمصر .. ويبدو أن هذا الدموى الذى حصل على جرعة شجاعة من العاهرة "كلينتون" بأوامر من اللقيط أوباما .. قرر إعادة التحقيقات والمحاكمات لكل من مبارك والعادلى ، وموقعة الجمل .. وكانت أكثر قراراته الساقطة هو تحصين عمل الجمعية التأسيسية للدستور .. ولا يجوز الطعن على عملها فى وضع الدستور .. كما لا يجوز الطعن على بقاء مجلس الشورى .. كما لا يجوز الطعن على أى قرار يصدره منذ توليه السلطة فى البلاد .. وهذا يعنى ببساطة إلغاء كل الأحكام الصادرة وإلغاء القضاء المصرى والعودة لنظام الجاهلية ، وتأليه الحاكم .. وعودة مجلس الشعب المنحط والمنحل .. وتنصيبه إلها  لمصر وليس فرعونا ..
** لم تعد تجدى كتاباتنا .. ونحن نرى الجميع يعتذرون للشعب المصرى عن وقوفهم مع جماعة الإخوان .. وأولهم د. "وحيد عبد المجيد" .. الذى حذرنا منه فى أخر مقال .. فقد عاد وإعتذر عن دعمه للإخوان .. وأيضا الكاتب الإسلامى "حسن نافعة" أصابه الذهول من القرارات العنترية لمرسى العياط .. وإستنكر ما يحدث وإعتذر عن إستمراره فى التأسيسية .. وأيضا د."أيمن نور" الذى ظل متمسكا بعلاقته بالإخوان والتأسيسية .. وبالأمس فقط أعلن إعتذاره للشعب المصرى وتقديم إستقالته من التأسيسية ..
** عادوا الجميع إلى رشدهم بعد أن صدموا فى الجنرال "مرسى العياط" .. وكنا قد حذرنا كل هؤلاء مرات عديدة .. والأن هم يتجرعون من سموم الإخوان ، وأولهم الإعلامى "وائل الإبراشى" .. بل المدهش أن يخرج علينا الإعلامى "محمود سعد" ، وهو يضرب كف على كف .. ويتساءل ما الذى أصاب مرسى العياط .. وهو يردد لقد تحاورت معه أكثر من مرة .. ما الذى جرى له؟!!!
** بالأمس .. خرجت كل القوى السياسية التى وقفت وساندت الإخوان فى خندق واحد حتى أسقطوا نظام مبارك .. فى حالة ثورة وغضب رهيب بعد أن عقرتهم الكلاب والذئاب ، وتجرعوا سموم الأفاعى .. وأصدروا بيان هام وعاجل برفض كل قرارات الجنرال مرسى العياط .. وطالبوا كل الشعب المصرى بالنزول إلى كل الميادين لمواجهة الإرهاب الإخوانى والفاشية الحاكمة ..
** لقد أسقط الجنرال "مرسى العياط" مصر .. ليس بالأمس فقط .. ولكن منذ أن تحالف مع الشيطان الأمريكى وحصل على الثمن هو وجماعته .. وإرتدوا ثوب الوطنية .. ولكن كان مكرهم أقوى من مكر الذئاب والثعالب ..
** بالأمس .. ثارت مصر .. شبابها وشيوخها ونساءها .. وكل الأحزاب السياسية يطالبون بسقوط مرسى العياط .. بل ومحاكمته على جرائمه فى حق الشعب المصرى ..
** بالأمس .. أصدرت المستشارة "تهانى الجبالى" بيان ، أعلنت فيه سقوط مرسى وسقوط شرعيته .. وإنه لم يعد رئيسا لمصر .. وبالأمس أيضا ... عقد إجتماع عاجل لرئيس نادى القضاة ، المستشار "أحمد الزند" .. وخرج الإعلام المصرى والفضائيات عن صمتها .. وهى تفضح النظام الفاشى لجماعة الإخوان المسلمين ..
** واليوم .. الأمل كله فى شباب مصر ورجالها ونساءها وأطفالها وأحزابها السياسية .. للخروج فورا إلى الميادين والمطالبة بمحاكمة عاجلة للدكتور "محمد مرسى العياط" ، بتهمة الخيانة العظمى ..
** ولكننى .. أحذر كل القوى السياسية وكل الشعب المصرى بمحاولة الجنرال "مرسى العياط" الإلتفاف وكسب عطف الشعب والقوى السياسية مرة أخرى .. وتقديم تنازلات عن كل القرارات التى أصدرها .. فهو ماكر أكثر مكرا من الذئاب .. إحذروا .. إحذروا .. إحذروا الجلوس معه على أى مائدة للمفاوضات .. فهو الثعلب الذى يمكر وعندما تأتيه الفرصة .. فهو يطيح بخصومه مثلما فعل مع المجلس العسكرى المتواطئ مع الإخوان .. ومثلما فعل مع النائب العام بعد أن إعتذر عن إقالته فى المرة الأولى ..
** فى النهاية .. اليوم هو نهاية حكم مرسى .. ونهاية الإخوان .. وفق الله شعب مصر .. وكل القوى والتيارات السياسية ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

كذب التربية والتعليم!/ عـادل عطيـة

كم وقفت بإحترام وإجلال أمام وزارة التربية والتعليم، ذلك الصرح العظيم الذي يضم في رحابه ملايين المدارس في حنايا الوطن!
وكم وقفت متأملاً، وآملاً في ذلك الاسم، الذي يشارك كل أب وكل أم في تربية أولادهم، وتعليمهم بما هو اسمى من المعرفة: المبادىء، والمثل، والفضيلة!
وأجدني اليوم، أقف مطأطىء القلب، والمصير، وأنا أرى نزيف الأخلاق منحدراً من سبوراتها السوداء، عابراً بواباتها الحديدية إلى التراب!
البداية من الصباح المظلم.. حيث يذهب طلبة الشهادات العامة إلى فصولهم فلا يجدوا مدرساً، وإذا وجدوه، قال لهم بجرأة ساخرة: "ايه اللي جابكم"؟!..
تحتضنهم الدروس الخصوصية، ينسون شكل مدارسهم، لكن إدارة المدرسة لا تنساهم، فهي تعدّ عليهم أيام غيابهم، وترسل لهم انذارات بعدد أيام الغياب، ثم الخطاب الأخير بالفصل!
يتساءل ولي الأمر: ما سبب ارسال خطابات الانذار، مع معرفتكم بأن جميع الطلبة لا يذهبون إلى المدرسة، وإذا ذهبوا لا ترحبون بهم؟!..
يجيب السيد المسئول: الخطابات ما هي إلا اخلاء لمسئوليتنا القانونية!
وما العمل في قرارات الفصل؟..
يجيب السيد المسئول: على الطالب احضار شهادة مرضية عن أيام الغياب!
وما على الطالب، أو الطالبة، سوى الكذب؛ للحصول على الشهادة المرضية!
أعرف أماً ملتزمة بالصدق في زمن أصبح فيه: "الكذب منجاة، والصدق مهواة"، ذهبت إلى الطبيب، وقالت له: ابنتي لم تكن مريضة، ولكن المدرسة تطلب شهادة مرضية؛ حتى تعيد قيدها بالمدرسة من جديد!
وعند الطبيب، تكتشف الأم، أن الكذب أصبح لغة العصر، وأن الطبيب من كثرة سماعه الأكاذيب، لم يعد يحتاج إلى سماعها؛ وقد أمسى يدوًن الكذب بتلقائية على التذكرة الطبية؛ حفاظاً على مستقبل طالب معرضاً لفصل تعسفي!
يا وزارة التربية والتعليم، ان كنتِ لا تريدين تعليم أولادنا، فلا تربيهم على الكذب!...

إللى تحسبه مرسى يطلع فرعون/ د. ماهر حبيب

خرج علينا فرعون مصر الجديد رع مرسى رع حاكم الأسرة الإخوانية الأولى وحليف ونسيب الأسرة الحمساوية الغزاوية الأولى وقائد الحرب على الهكسوس الليبراليين والعلمانيين والأقباط والمصريين بالقرارات المناسبة لإبادة هذا الجنس وتعليمه الأدب وحا يمشيه على العجين ما يلخبطوش وفى سبيل تحقيق ذلك قرر الفرعون الجديد أن يحكم بغير قضاء والقاضى إللى يحكم بحكم يخالف العقيدة المرساوية يتركن على الرف كما قرر إن الدستور المعوق إللى بتعمله اللجنة الإخوانجية السلفيه حا يتعمل يعنى حا يتعمل ويمكن كمان يوفر علينا الإستفتاء عليه ويقول لك ما إنتوا حا تقولوا نعم إتلهوا على عينكم أنا بافهم أحسن منكم بلا إستفتاء بلا خيبة.
بخ يا قانون بخ يا عدالة بخ يا محكمة دستورية قطر مرسى السريع جاى حا يقش إللى يقف قدامه فشر ديموقراطية السادات أم أنياب وفشر جماهيرية الكتاب الأخضر وحا يطلع صدام تلميذ فى الحضانة جنب إللى حا نشوفه وطبعا حانشوف قباضيات الإخوان وهما محتلين الشوارع حاملين الأر بى جى وصواريخ إللى بتتمسك كل يوم ومش حا تتمسك إبتداء من النهارده وإللى حا يفتح بقه حا يتعدم فى الشارع زى ما بتعمل حماس ويتم سحله فى الشوارع لأنه عدو الثورة وغطينى  يا ثورة وزغرتى.
طبعا القناة إللى حا تفتح بقها هى عدوة الثورة وحا يقطعوا الكهربا عنها وكل مذيع حا يخاف على العدة ويروح يدفع الفاتورة والسمع والطاعة فى فرع المنيل أو المقطم حسب قرب الموقع لسكنه تسهيلا للحرية الإعلامية التى لا تخرج عن الخط الإخوانى المعروف وكل جريدة مش حا تراعى أخلاق القرية الإخوانية لا حاتلاقى حبر ولا ورق وبعد كده الجريدة عندها الحرية إنها تطبع الجريدة على روحها.
طبعا حا نشوف محاكمات ثورية وقطع رقاب حتى من تثبت براءته والشاهد إللى حا يقدم دليل فى مصلحة المتهم إعدام والمتهم إللى كان بيدافع عن قسمه أو سجنه إعدام وكل من شغل منصب فى النظام السابق ولم يغير جلده وياخد واحد كارنية حرية وعدالة إعدام والمجرم إللى حرق القسم شهيد والسجين إللى هرب من سجنه يا شهيد يا رئيس والحرامى إللى حرق أركيديا أشرف من الشرف والبلطجى إللى سرق المحلات وما طالهوش البوليس يا ياخد نجمة سينا يا وشاح النيل وإللى قتل المتظاهرين ولبسها فى الفلول حا يتعين رئيس حى أو محافظ على محافظة ما فهاش مزلقان علشان وجع الدماغ.
أما أنت يا من عملت فيها ثورجى وضحكت على الناس وكنت عامل فيها بطل الأبطال أو عاملة فيها جان دارك وبعد ما لبستونا فى حيطة الإخوان ويحكمنا الفرعون مرسى إختفيتوا وطلعتوا سراب فمنكم لله طبعا قاعدين بتتفرجوا على مصر وهى بتموت وإنتوا عمالين تهضموا الشاى بالياسمين وبتطرقعوا صوابعكم تكتبوا تويت هنا وتعملوا بوست ع الفيس بوك يا بتلعبوا جيم بلاى ستيشن مع المعلم الكبير وائل غنيم عن طريق الإنترنت وكل إسبوع والتانى تدخلوا على حسابكم الدولارى وتشوفوا هو نقص والا زاد ولو خسع الحساب شوية أهو تدوروا على إنترفيو فى أى قناة بتدفع بالدولار توزن الأمور بما يليق بمكانتكم فى النخبة إللى خيبت أمل الشعب المصرى إللى غمض عينيه ومشى وراكم وسمع كلامكم وخدعتوه بإنه حا ينتخب مرسى وما فهمتهوش إنه محتاج 4 شهور بس علشان يبقى الفرعون.

العقل الوطني العراقي قبل الطوفان/ أسعد البصري

ابو محمد الطحاوي
البارحة الشيخ السلفي الأردني أبو محمد الطحاوي يمتدح الزرقاوي على ال بي بي سي و يصفه بالمجاهد الكبير
ويقول إنه لا يعترف بالحدود التي صنعها الإستعمار و يريد دولة خلافة
ستنهض جيوش سنية شرسة تواجه الجيوش الشيعية الأكثر ضراوة و بأمر من الإستعمار ستكون حربا يمزق الإسلام بها نفسه
ملايين ستحترق جثثهم لا يمكن لإسرائيل أن تحترق بصواريخ إيران أو بقنابل تركيا
أنت تعلم بأنه يجب الإعداد لمذبحة سنية شيعية تجعل تلال الجماجم في المساجد والحسينيات أمرا عاديا كما فعل هولاكو
ولماذا ننزعج ربما هذا الخراب القادم ضروري ، مَنْ يدري ؟؟؟
في الحروب والمذابح الصليبية الرهيبة التي حدثت في أوربا القرون الوسطى تم ذبح عشرة ملايين إنسان في يومين
العنف الطائفي أكثر فتكا من قنبلة ذرية . وهو قادم لا محالة . يحتاج المسلمون تجربة كهذه ربما .
الزرقاوي
حين ظهر نظام الخميني الطموح عام 1979م في إيران
و قد كان قربه نظام البعث العراقي و صدام حسين الأكثر طموحا
قال خبير استراتيجي إسرائيلي حينها هذان نظامان فتيان قويان
وكلاهما يحمل أفكارا عقائدية معادية لدولة اسرائيل لهذا يجب أن نفعل شيئا
وهذا الشيء هو طبعا حرب طاحنة بين العراق و إيران
اليوم هناك طائفتان إسلاميتان صاعدتان بقوة هما الشيعة والسنة
كلاهما يحمل أفكارا معادية لإسرائيل
أعتقد بأن على إسرائيل أن تفعل شيئا
على المثقف أن يكف عن المقاومة لا جدوى ولا أمل في الممانعة
الطوفان الديني انتشر و هو لا يعترف بالدولة الحديثة
هذه دول وهمية لا تاريخ ولا جذور قديمة لها مجرد مخلفات عثمانية
الإسلاميون لا يعترفون بحدود تفصل الأردن عن سوريا و عن العراق و تركيا
ولا يعترفون بحدود تفصل العراق والسعودية والبحرين و إيران
في نظرهم كلها بلاد الإسلام و الجهاد فيها مفتوح لأي مجاهد
لو التقى هذا الخراب مع رغبة مخابراتية أمريكية بالحروب الأهلية تحدث كارثة
المثقف العربي مازال يتحدث ضمن حدود سايكسء بيكو و يقدس حدودها
لا الغرب يحترم هذه الحدود لسعيه الدائم للتقسيم
ولا الإسلاميون يحترمون هذه الحدود لسعيهم الدائم للتوحد
ولا القوميون يحترمون هذه الحدود
المثقف يظن حقاً بوجود دولة تونس والعراق و سوريا و أن الحدود مقدسة بينها
وكأنها حدود بين أمم عريقة
إن الفرار إلى الدين هو فرار منافق من قبول المسؤولية عن الدولة الحديثة
بعد احتلال العراق عام 2003م هرب الشيعي والكردي إلى الطائفة والقومية
وتركوا مسؤولية الحروب و غزو الكويت و العداء لأمريكا
والقمع برأس السني العربي العراقي الذي حولته المفاجأة إلى شبه معتوه
الآن هناك فرصة أخرى للسنة العراقيين لفعل الشيء ذاته
التهرب من المسؤولية عن الفساد والتبعية لإيران و وضعها كلها برأس الشيعي
والهرب إلى تحالف إقليمي سني قادم
بالنسبة لإسرائيل هذه الطبخات دائماً على نار هادئة والشعوب غبية دوما
أشياء في الخفاء يتم طبخها لنا ، الجدران تنهار من حولنا العالم كله وهمي
لا بد أن يكون هناك عراقيون آخرون غير هؤلاء
غير السني الدموي الغاضب الذي يثير الحروب والدمار في المنطقة
وغير الشيعي العميل لإيران وسارق المال العام والثروات
يجب أن يكون هناك في مكان ما نماذج وطنية حضارية عراقية
على كل حال الوقت قد تأخر كثيرا على أي حل عراقي
الوضع العراقي كالنار التي اشتعلت بثياب الدول الإسلامية جميعها
لقد كان العنف الطائفي العراقي الرهيب
بمثابة قاطرة لتاريخ دموي جديد و كبير نشهد بداياته فقط اليوم
الصراع على بغداد لم يكن يوما و عبر التاريخ شأنا عراقيا
وبكل أسف سوف لن يكون كذلك في المستقبل .
إن أكبر ضربة للكفاح والعقل العراقي
هو السهولة التي باع بها اليسار والحزب الشيوعي نفسه
كان المناضلون متعبين وبحاجة إلى مكافأة في أرذل العمر
بعد سقوط النظام اللينيني السوڤيتي اختلطت المفاهيم والمعايير عندهم
رأس المال الوطني والمعنوي البديل للنظام القومي العلماني انهار
وقع الشيوعيون في فخ الواقع و فخ فخري كريم و انتهى أمرهم
لا يوجد مهرب يساري وطني للعقل العراقي
مؤسسة فخري كريم المدى و موقع الحوار / الخوار المتمدن
و أمثالها هي في الحقيقة
مؤسسات مشبوهة قابلة للمساومة وقد يغدرون بك بأية لحظة
إن العقل الوطني العراقي اليوم هو بحق وحيد و معزول
وهذه العزلة ستجعله يسقط إذا لم يكن قد سقط فعلا في فخ التطرف
و فخ العمالة و فخ الطائفية

عملية تل ابيب ومصير التهدئة/ ابراهيم الشيخ

بدون شك ان العدو الصهيوني يشن حرب جديدة على كامل الشعب الفلسطيني، بدأت هذه الحرب حين هدد هذا العدو السلطة الفلسطينية التي اعلنت اصرارها على الذهاب الى الامم المتحدة من اجل التصويت على طلب اعتبار فلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة، ومن ثم تبع هذه التهديدات الهجوم على غزة، ويتضح هنا بأن الشعب الفلسطيني مستهدف بكل فئاته، لان اسرائيل تريد فرض الاستسلام على الفلسطينيين وثنيهم عن عدم المطالبة بحقوقهم التي تتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
في الفترة السابقة وخلال عدة سنوات امتنعت التنظيمات الفلسطينية عن هذه الاعمال لكي لا تُتهم بأنها تقتل المدنيين الصهاينة ولكي لا تُألب الرأي العام الدولي ضد القضية الفلسطينية، ولكن بالرغم من ذلك فأن هذا الراي العام لم يتغير وبقي على حاله، وسياسة الكيل بمكيالين استمرت، واستمر دعم وجهة النظر الاسرائيلية .
بالرغم من الردود الفلسطينية خلال هذا العدوان الاسرائيلي التي كانت غير مؤثرة من حيث سقوط القليل من القتلى الاسرائيليين، الا ان الردود كان لها تأثير معنوي على  جميع مواطني العدو الصهيوني، والجميع داخل هذا الكيان شعر بهذا الخطر وهذا لم يتوقعه الاحتلال الذي راهن على تحطيم القوة العسكرية الفلسطينية وخاصة الصاروخية منذ الايام الاولى لهذا العدوان.
 تبدو ان نظرية الامن الاسرائيلي  قد سقطت بالرغم من الاحتياطات الامنية المشددة التي تقوم بها اسرائيل، وبناء الجدار العازل الذي يبدو انه لم يحقق الامن، وكذلك القبة الحديدية لم تمنع الصواريخ الفلسطينية من السقوط  في عمق مدن الكيان الاسرائيلي الغاصب..
لا شك ان ان العملية في تل ابيب  لم تكن متوقعة، وهذا ما شكل حالة من الارتباك للمسؤولين الاسرائيليين وسكان دولة الاحتلال، الذين ظنوا بأن دولتهم والتي تدعي القوة من خلال قتل الاطفال والنساء وتدمير البيوت فوق ساكنيها في غزة قادرة على حمايتهم، فحالة الرعب التي شكلتها المقاومة الفلسطينية خلال هذه الحرب ايضا كانت غير متوقعة لانها ادت الى  تصدع قوة الردع الاسرائيلية.
وان ما يميز هذا العدوان عن عدوان2008 هو استهداف العمق الاسرائيلي بالصواريخ الفلسطينية وايضا تفجير حافلة في  تل ابيب وهذا لم يحصل خلال العدوان السابق، وستحاول اسرائيل استغلال هذا العمل وتُظهر نفسها  بأنها الضحية، ولكن الذي دفع الجماعات الفلسطينية الى تنفيذ هذا الهجوم هو الارهاب الصهيوني الذي يُمارس ضد الفلسطينيين في غزة وفي الاراضي المحتلة الاخرى.
بالرغم من امتناع القوى الفلسطينية عن القيام بمثل هذه العمليات داخل الكيان المحتل، الا ان واشنطن لم تغير موقفها من هذه الجماعات ودائما دعمت موقف دولة الاحتلال التي تشن العدوان على الشعب الفلسطيني، والتبجح بالتزام امريكا الدفاع عن امن هذا الكيان وحقه بالدفاع عن نفسه، واخرهذه التصريحات كانت على لسان هيلاري كلينتون التي ادلت بها خلال لقائها برئيس وزراء العدو بينيامين نتنياهو.
يبدو ان التنظيمات لم تكتف بالرد على العدوان بالصواريخ فقط، وانما اتخذت قرارا بالرد بواسطة تفجير حافلة في تل ابيب للتاثير على مسار هذه الحرب واظهار قدرتها على انها ما زالت تستطيع الرد في اماكن مختلفة، وافهام العدو  بأنه سيدفع ثمنا غاليا لقاء اعتداءاته.
بلا شك ان هذه العملية سيكون لها تأثير كبير على جهود الوساطة التي يقوم بها الجانب المصري لوقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل، ومن غير المعرف الى أي منحى تتجه جهود الهدنة، ويبدو ان كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، هل سيعم الهدوء ام ستفرض الحرب نفسها على الجميع.