الغنوص والسيستاني والعقل المستقيل/ أسعد البصري

إن سب السيستاني لا يشبه سب القرضاوي ؟؟
الغنوص و عبادة الأشخاص السادة أصحاب الكرامات
يتجسد بمعنى الحديث النبوي العجيب
(( مَن مات وهو لا يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية ))
وإمام زمانك هو المرجع السيستاني
الذي يفرض عليك الدين اختياره و تقليده
فلا يجوز شرعا تقليد الميّت ابتداءً
يجب أن تختار مرجعا حيا تطبق رسالته العملية و تطيع فتواه
هذا المرجع باختصار بمثابة النبي محمد
و ممثل الإمام الغائب الحجة المنتظر صاحب الزمان
هو آية الله و روحه و ظله على الأرض
مثال على جبروت المرجع السيستاني و مكانته
أنه أفتى بعدم جواز الإلتفات يمينا و يسارا
للسلام على الملكين الحافظين نهاية الصلاة
وقال هذا لا يجوز فقط سلم مرتين وأنت متوجه إلى القبلة
فتغيرت صلاة عشرات الملايين من أتباعه
تقليد عمره آلاف السنين تغير بفتوى صغيرة من السيستاني
أنا في الحقيقة نقلت قصيدة جديدة للشاعر الكبير سعدي يوسف
يقول فيها إن السيستاني فاجر مأواه جهنم
لأنه أفتى بمباركة الإحتلال و صمت عن مذبحة الفلوجة
تخيلوا هذا المرجع بهذه السلطات
الروحية والسياسية الهائلة
يقيم في العراق و دائماً إيراني
كيف يمكن الخلاص
من الإضطهاد الإيراني لنا جميعاً
لا يوجد حل إلا بمبادرة سنية عربية
لأن هؤلاء لا يتأثرون بفتوى السيستاني
يمكنهم طرد الإحتلال الإيراني
وإعلان عراق عربي للجميع بلا تفرقة
نعم أنا مجنون حقاً
لكنني أدرك خطورة كلامي
وأعلم بأنني مقتول يوما
هؤلاء الذين يتحدثون
عن ديمقراطية في العراق
يذبحون أنفسهم و يذبحون العراق
لأن الديمقراطية في الفلسفة
تشترط وجود شخص individual
الديمقراطية تعني وجود ذات منفصلة حرة فردية
بوجود مرجع مقدس إيراني
وبوجود عرب مقلدين
و بوجود أطماع فارسية في العراق
لا يمكن تأييد نظام ديمقراطي في العراق
خصوصا إذا كان نظام محاصصة طائفية
إن ثورة الأنبار هي ثورة ضد الإبادة
إبادة العروبة والوجدان
وإبادة بشرية واضحة
إما السيستاني وإما العراق العربي
الكبير سعدي يوسف في الثمانينات من عمره
شاعر وطني كبير بهذا الحجم
حتما يعرف ماذا يقول
إن نظام المرجعية وضع العراق
في غبار الزيارات والدفوف
ومكبرات الصوت والضوضاء الغريزية
والشعر الشعبي الشعوبي والمليشيات
والعمالة والتبعية للإيراني
نحن عمليا تحت احتلال فارسي
روحي و ثقافي و سياسي واقتصادي
احتلال يشبه المدن
السومرية المهزومة حيث
يفرض العدو الساساني العيلامي
علينا هدم معابدنا وعبادة
آلهة المدينة المنتصرة القاهرة
نحن شعب منوم مغناطيسيا بحاجة
إلى قيامة عربية شاملة
وهي لاشك قادمة
هناك عقليات لا أستطيع التفاهم معها
أنت تعتبر النظام الإيراني صديقا
لا فائدة هو يعتبرك عدواً
أنت تعبت من الحرب والجثث والدمار
وتبحث عن السلام والجمال
لا فائدة إيران تريد قنبلة نووية
وجيشا جرارا و سيطرة على المنطقة
إيران أمة حية متدفقة ما زالت تمتلك
إيمانا و شجاعة حرس الخميني
الذين كانوا ينقضون على الألغام
والجيش العراقي حاملين السكاكين فقط
أنت تؤمن بالقناعة و لا تريد نهب ثروات أحد
لا فائدة إيران سرقت مئات المليارات من العراق
وستسرق المزيد من خلال عملائها
وسوف تستمر جارتنا الشرقية
بتصفية العقول و الضباط و تخريب العراق
يجب أن تقاتل أيها الأحمق لا مفر
حسنا لا تقاتل
على الأقل دع الآخر المستعد للتضحية يقاتل
لا تتدخل ربما يتم إصلاح المجاري
والكهرباء والمدارس بعد طرد اللصوص
ربما يعود العراق العربي
لقد تعودنا على ثقافة سلبية جبانة
تتوجه بالسخط على الذات العراقية والعربية
ثقافة مهزومة مصابة بكل أعراض النقص
الأعداء هدموا حواضرنا
ولم يمنحونا سوى حق المشي إلى الأضرحة بالآلاف
هدموا المستشفيات والمدارس واغتصبوا النساء في السجون
ولم يمنحونا سوى حق البكاء في الليل
سرقوا ثرواتنا و طحنوا وجداننا
الآن توقفوا عن الثرثرة و التشكيك والتخوين والخيانة
استمعوا إلى رجال منكم يحاربون عدوهم و عدوكم
إنها بغداد تعود لجميع أهلها
بشرارة من موقد عربي في الأنبار
.....................................
الفلم أعلاه يصور المرجع ( ولي الفقيه ) الخامنائي
في زيارة إلى مدرسة آية الله العارف اليزدي
حيث يلقي اليزدي العالم بنفسه ويقبل حذاء الخامنائي
الغنوص وعبادة المرجع / الملك ثقافة وثنية غريبة على العرب لا يفهمونها
ما جدوى أن يُكرّم الله وجه علي بن أبي طالب
بينما آية الله العارف يسجد تحت قدمي الخامنائي
ليتك يا عليّ بن أبي طالب سجدت لصنم ك هبل مثلا
شأنك سأن الخلفاء الراشدين و شأن شعراء المعلقات الفرسان العظام
ولا يُعبد البشر وتُقبّل الأحذية باسمك

الغزالي والعراق و الطائفية/ أسعد البصري

عن صفحة الكاتب والباحث العراقي علاء اللامي

نفاق المتعصبين لأبي بكر وعلي :

كتب الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدن" عن نفاق المتدينيين المتعصبين ( ترى الواحدَ منهم يتعصب لأبي بكرٍ وهو آكلُ الحرامِ مطلقُ اللسانِ بالفضولِ والكذبِ ومتعاطٍ لأنواعِ الفسادِ ولو رآه أبو بكرٍ لكانَ أول عدوٍّ له ..وترى فضولياً آخر يتعصبُ لعليٍّ وكانَ من زهدِ علي و سيرتهِ أنه لبسَ في خلافته ثوباً اشتراه بثلاثة دراهم وقطعَ رأسَ الكُمَّين إلى الرسغِ وترى الفاسقَ لابساً ثيابَ الحرير ومتجملاً بأموال اكتسبها من حرام وهو يتعاطى حبَّ علي ويدعيه )
المصدر : ص17 المستطرف الجديد / هادي العلوي
.....................................
ملاحظة هذا الكلام غير صحيح اليوم ، الغزالي يتحدث عن الطالبيين والعلويين العرب وتعصبهم لأهل البيت مقابل تعصب آخرين لأبي بكر و عمر . هذا لا ينطبق على الوضع الحالي . بعد الدولة الصفوية ظهر دين جديد غنوصي هرمسي يعتمد عبادة البشر في مافيا روحية تنتهي إلى المرجعية . هذا ليس فكرا ولا وجهة نظر لتحاججه وتقول له هذا يلبس وذاك لا يلبس ، أو هذا لا يظلم وأنت تظلم ، الغنوص فوق المحاججة والتناقض لأنه كما أطلق عليه المؤرخ البريطاني توينبي (( تمثل كاذب )) للإسلام قامت به ثقافة نرجسية ذات حنين و جاذبية قومية هي إيران . الهرمسية بالتحديد (( طقس )) وليست أفكارا و وجهات نظر . الطقس يخاطب الغرائز والحواس واللامعقول المظلم ، تذكر عمر الوثنية عشرات الآلاف من السنين بينما التوحيد مجرد فكرة فتية . الغنوص هو عقل مستقيل و حواس نرجسية متيقظة تجعلك تشم رائحة خراء في المسجد السني دون أن تعرف السبب . خصوصا أن السنة في أحسن الأحوال ( أبناء عامة ) وهذا يعني ضمنيا أنك ( أبناء الخاصة ) عقدة التفوق المذهبي هي عقدة التفوق القومي الإيراني .
مشكلة إيران أن تشيع العشائر العراقية حديث كما ورد في كتاب الباحث اليهودي العراقي رجاء النقاش . معظم هذه العشائر العربية دخلت التشيع منذ قرنين فقط . وهذا راجع إلى عدة أسباب أهمها ضيق المدارس الدينية في النجف الأشرف و كربلاء بالغارات الوهابية ، خصوصا العهد العثماني لم يكن يسمح بحاميات فارسية كبيرة . فكانت هذه العشائر درعا بشريا للحوزة والأضرحة . إضافة إلى ضعف التبشير العثماني وإهمال الباب العالي للفلاحين الفقراء بين النهرين على جانبي الفرات والجنوب ، فكان الناس بحاجة إلى فقهاء يعلمونهم الكتاب والحكمة والفقه . الجانب الأخير والأهم هو ظلم الإقطاع و عبودية نظام الري الآسيوي جعل من مأساة الحسين وما يرافقها من بكاء و تعبير صادق عن الألم أكثر ملاءمة من المذهب السني . الذي كان مذهب السلطة والإقطاع والبرجوازية .
مع هذا التشيع العراقي حديث ومازال يحمل ملامح عربية (طالبية ) . لهذا كانت خيبة أمل كبيرة حين انتصرت العروبة العراقية القديمة عند عشائر الجنوب على التشيع الحديث في حرب إيران . لقد كانت تلك الحرب اختبارا كبيرا أثار شهية كل باحث في هذا الشأن لمعرفة أي العصبيتين أقوى ؟ العروبة ؟ أم التشيع ؟؟ .
وكانت العروبة أقوى بكثير ... لهذا الحكومة العراقية خائفة من ثورة الأنبار .
ولهذا إيران لم تثق يوما بالعراقيين العرب .
الشيعة العرب جنوب العراق أقل رغبة بتشويه العرب لأنهم عرب مثلهم . الفرس عندهم تاريخ طويل بهذا الفن وهو تشويه الخصم تاريخيا حتى لو هزمهم سياسيا . يراهنون على الزمن والعناد والهزيمة الثقافية . في الشاهنامة التي كتبها الشاعر القومي الفردوسي أن الضحاك بن قيس هو ابن ملك عربي ظهر له الشيطان وأغراه بقتل أبيه فقتله . ثم قبله على كتفيه واختفى فنبت ثعبانان يهيجان عليه في الليل ولا يهدآن حتى يطعمهما  دماغ طفلين من الشعب كل ليلة . كل هذا التشويه لأن الضحاك في الحقيقة حكم فارس وقتل بطلها جمشيد . بقيت الأمهات الفارسيات يعلمن هذه الحكاية للأطفال ألفي سنة عقابا للملك العربي الغازي . نفس الحكاية تكررت مع الخليفة عُمر بن الخطاب فيما بعد . وفي الشاهنامة بكاء و شكوى من قسوة الزمان و عماء القدر الذي جعل العرب البدو أبناء الصحراء والغبار الهمج يحكمون الحواضر والبساتين الفارسية الغناء . هذا تعريض واضح بالبيئة .
هذا المزاج الفارسي غير منسجم تماماً مع عشائر جنوب العراق . لأن التاريخ والثقافة مختلفتان . هناك قناعة عند المثقفين الشيعة العرب في العراق بعد تجربة عشر سنوات سوداء من الإحتلال الفارسي للعراق بأن الفرس يتخذون من التشيع وسيلة للتوسع القومي على حساب الشعوب العربية لنهب
ثرواتها و تجهيلها واستغلالها .

الاعجاب والثقة بالنفس مابين الحقيقة والسراب/ إيـــمى الاشــــقر

  الهدف من البحث :
 فى خلال حياتنا اليومي  وعلاقتنا الشخصية او العملية بالاخرين من افراد المجتمع نجد العديد بل الكثير من الشخصيات التى ترى فى ذاتها صفات ليس لها وجود او ربما تكون موجوده بالفعل لكن بدرجه اقل بكثير مما يحاولون ابرازه  ,ومنهم من يحاول إعطاء نفسه قيمة ومكانة تجعله متميزا وعلى درجه أعلى وأرقى من المحيطين به وعلى العكس محاولة الإقلال والتحقير من قيمة الاخرين وخاصه اذا كانوا الافضل ولديهم من المميزات ما يجعلهم الاكثر رقيا , وايضا من هم يكثروا من الحديث عن انفسهم وعن مميزاتهم التى تكاد لا يكون لها اى وجود فى الحقيقة ودرجة اعجابهم بانفسهم لا تليق ابدا بواقعهم ولكنها تحاكى صوره وهمية مرسومة بمخيلتهم المريضه وليس لها اساس الا فى عقلهم الباطن لمحاولة تجميل الحقيقه او إعطاء المحيطين ايحاء انها بالفعل الحقيقة التى لا شك فيها وذلك إما محاولة من الفرد التخلص من إحساسه بالنقص او بالفعل هو يرى نفسه فى صورة  لا يراها الناس وهؤلاء من تربوا على مبدأ الايحاء النفسى باشياء ليس لها اساس الا فى عين من قاموا بتربيتهم وتنشئتهم الاجتماعية  .
 أسباب الإعجاب بالنفس والشخصية الغير سويه :
  التنشئة الاجتماعية الغير سويه والقائمة على اساس الايحاء النفسى
  المدح والاطراء المستمر والمبالغ فيه والتمييز عن الاخرين
  الاهتمام المبالغ فيه والتمييز فى فترة الطفوله من منطلق التدليل والحب
  التنشئة الاجتماعية التى ينتج عنها شخص غير سوى نفسيا
  إحساس الفرد بالنقص ومحاولة تجميل او اخفاء الحقيقة
  خفة عقل الفرد وافتقاره  للرجاحه وعدم قدرته على رؤية الحقيقه بموضوعية
 عينات البحث :
اجريت البحث على عدد كبير جدا من الشخصيات وجميعهم مشتركون فى الاسباب والدوافع مابين الاحساس بالنقص ومحاولة تغطيته والظهور بالشخصيه الكامله امام المجتمع او التربيه والتنشئة الاجتماعية القائمة على اساس الايحاء النفسى ولذلك اكتفيت بتلك العينات كأمثله توضيحية  وحتى لا يكون هناك تطويل يسبب ملل للقراء .
العينه الاولى :
انثى , حاصله على درجة البكالريوس , العمر 28 ليست قبيحة الملامح ولكنها على درجه عاديه جدا او اقل من العادى , تميل الى العظمه والفخامه والاستعلاء والتكبر فى التعامل مع الاخرين , تحاول الظهور بصورة الشخصيه القويه المثقفه المتميزه , تتعامل مع احدى زميلاتها هى دون غيرها فى العمل بغباء وسوء تقدير ودائما تحاول ان تعطى لها ايحاء انها لا شىء وان هى الافضل منها او مثلها كما تحاول ابراز مميزات تعرف انها موجوده فى تلك الزميله مدعيه انها تتسم بها وبدرجه اعلى منها
تحليل العينه الاولى :
شخصيه ضعيفه مهزوزه تخشى من الاخرين وخاصه اذا كان لهم سيطرة او سلطة فى العمل وتقع هى تحت رئاستهم , قدراتها العقليه ضعيفه جدا ولذلك فهى تشعر بانها وصلت الى درجه غير عاديه ومتميزه حينما حصلت على البكلريوس , اما بالنسبه لزميلتها التى تتعامل معها باسلوب سىء وذلك لن زوج ( العينه الاولى ) كان قد سبق وتقدم لخطبتة زميلتها وهى قابلت الطلب بالرفض القاطع معلله انه ليس من مستواها الاجتماعى وهناك اختلاف كبير فى البيئه والتنشأه الاجتماعيه بينهم ,و لانها مثقفه جدا وقدراتها العقليه عاليه ومتميزه , تجيد التحدث بلباقه , تجيد لغه اجنبيه , على قدر عالى جدا من الذكاء الاجتماعى مما جعلها محبوبه ومرغوب فيها من ناحية جميع الزملاء المحيطين بها وجميع الزملاء فى مجال العمل الذى يجمعهم معا ولذلك فهى تشعر بالنقص الشديد من ناحيتها وترى انها بها مميزات لا توجد فيها ولذلك تحاول جاهده اظهار امتلاكها لمثل هذه المميزات وتتعامل معها باسلوب به اهانه وتقليل من قيمتها لتعطى لها ايحاء نفسى بانها اقل منها وانها هى الافضل منها .
 العينه الثانية :
انثى , حاصلة على مؤهل متوسط , العمر 33 عام , موظفه , ليست جميله ولكنها صاحبة بشره بيضاء وقوام ممتلأ مما يلفت اليها الانظار , فشلت فى علاقتها الزوجيه اكثر من مره نظرا لسوء قدرتها على التعامل مع المواقف الحساسه وسوء اختيارها وضعف اساسه فى مرات اخرى , ترى انا صاحبة كرامه وكبرياء ومكانه اجتماعيه مرموقه دون الاخرين , ترى ان السبب فى الفشل يرجع الى الطرف الاخر لكن هى معصومه من الخطأ وليس لها اى ذنب من قريب او بعيد فى الفشل , تسىء التعامل مع الاخرين لكن لا تقبل الاساءه اليها بابسط التصرفات , تهوى التقليل من قيمة الاخرين والاستهزاء بهم والسخريه منهم , ابراز نفسها فى صورة المثقفه التى على درجة علم ووعى عاليه وخاصه عندما تلاحظ ان الشخص المتحدث معها مثقف ودرجة معلوماته عاليه , تهوى وتستمتع كثيرا فى اعطاء الاخرين ايحاء بالنقص واشعارهم بالضيق , تميل الى مد يد العون الى الاخرين فى المواقف التى تستدعى ذلك وبدرجه كبيره جدا تجعل الشخص يشعر بفضلها عليه و بعد ذلك تتعامل معه على انه ملكيه خاصه لابد وان يكون تابع لها ينفذ رغباتها بلا تردد او تفكير وبدون ان يضع كرامته وكبريائه فى الاعتبار .
تحليل العينه الثانية :
نظرا لانها تعمل فى وسط افراده ينتمون لبيئه ريفيه فيها مقياس الجمال بالبشره البيضاء والجسم الممتلىء لذلك  تعتقد وهما انها جميله ولانها تهتم بمظهرها وملابسها مما جعلها مختلفه ومتميزه عن باقى زملائها الذين هم او الغالبيه العظمى منهم من مجتمعات ريفيه بسيطه جدا مما يجعلها تعطى لنفسها الحق فى الاستهزاء بالاخرين وبمظهرهم وملابسهم , نظرا لانها فشلت فى علاقتها الزوجيه مما تسبب فى خلق عقده بداخلها وتركيبة نقص تجعلها تشعر بانها اقل من الاخريات و التى كلا منهن لديها اسره وزوج واطفال وذلك يجعلها تحاول عمدا طول الوقت ان تعطى لهم ايحاء بالنقص والاستهزاء بهم وبمستوى معبشتهم المتواضعه ,ولانها حاصله على مؤهل متوسط ولن تسمح لها فلسفتها فى الحياه باستكمال دراستها ولانها كانت ترى ان الحياه استمتاع ولهو فقط ولم تكن محبه للدراسه وتحصيل العلم مما خلق بداخلها احساس بالنقص من ناحية المثقفين واصحاب العقليات المتفتحه ولذلك تحاول دائما الظهور بصورة المثقفه والاستعراض بشكل واضح جدا بمعلومات حصلت عليها بالصدفه من خلال احد الاصدقاء او البرامج وخاصه اذا كانت تتحدث مع احد الاشخاص المعروف عنهم انهم على درجه ثقافيه عاليه , لان والدها يعمل فى وظيفه مرموقه لها مكانتها الاجتماعيه هذا جعلها تتخذ وظيفة والدها نقطة ترتكز عليها فى الاستعراض والاستعلاء على الاخرين لذلك تحاول اعطاء الاخرين ايحاء بالنقص الشديد لتغطى على احساسها هى بالنقص لانها تفتقر الى اشياء كثيره بالنسبه لهم وتعوضها بالتباهى والتفاخر بوالدها .
 العينه الثالثة :
انثى , حاصلة على درجة البكالريوس , العمر 31 عام , طويلة القامه بشكل غير مناسب للانثى وصاحبة قوام غير متناسق , ملامحها الى حدا ما تعتبر مقبوله الا انها خاليه من الجمال , قدراتها العقليه ضعيفه جدا لدرجة انها كانت تجتاز السنوات الدراسيه بصعوبه ولم تكن موفقه فى جميع الاعوام , ترى انها جميله جدا , لطيفه وتتمتع بخفة الدم وصاحبة شخصيه متميزه , تمدح نفسها وترى صوره ليس لها اى اساس من الحقيقه لدرجة انها ترى ان مستحضرات التجميل واذا كانت الوانها غير جميله عندما تضعها على وجهها سيتحول اللون الى لون مثير لاعجاب الاخرين !! لا ترى فى نفسها عيوب وتنتقد الاخريات من حيث الشكل والمظهر
تحليل العينه الثالثة :
جاءت الى الدنيا بعد اكثر من 19 عاما وذلك لان والدتها بعدما انجبت شقيقتها الكبرى لم تتمكن من الانجاب لاسباب قدريه الا بعد مرور 19 عام , ولان والدها توفى وهى لا تزال صغيره جدا حاولت والدتها ان تعوضها عن الحرمان من الاب بالحب والتدليل والافراط فى الاطراء والمدح بشكل مبالغ فيه اى تعاملت معها وبشكل غير مقصود اطلاقا بمبدأ الايحاء النفسى فاصبحت الحاله ترى نفسها فى صوره ليس لها وجود الا فى عينيها وعين والدتها التى قامت بتربيتها وهنا لعب الايحاء النفسى دور قوى جدا وفعال فى تكوين شخصيه تتسم بالثقه بالنفس والاحساس بالتميز والانفراد ولكن هى مجرد صوره صنعها الايحاء النفسى تحاكى الوهم ومجرد سراب ليس له اساس فى الواقع ولا يمت للحقيقه بصله اطلاقا .
الاستنتاج :
  احساس الفرد بالنقص يجعله يلجا الى الايحاء النفسى كوسيله لاقناع الاخرين بعكس الحقيقه وتغطيتها بغطاء اجمل واقوى يوارى حقيقته السيئه اوالضعيفه.
  احساس الفرد بان حقيقته مخجله او مثيره لسخرية الاخرين يدفعه لرسم شخصيه اخرى بحقيقه اخرى ذات مقام رفيع تحظى بانبهار الاخرين
  خفة العقل وضعفه يجعل الفرد الذى تربى على الايحاء النفسى يستمر طيلة حياته دون ان يحاول الوقوف امام الحقيقه والابتعاد عن الموضوعيه فى التفكير وتقيم الذات وكذلك نظرته للاخرين
  عدم رغبة الفرد وتكاسله عن محاولة تصحيح مكانته وتطوير ذاته يجعله يظل مرتكزا على مبدا الايحاء النفسى لذاته وللاخرين بصوره وهميه لتغير الواقع فى اطار وهمى بعيدا عن الحقيقه و الذى يتطلب الارهاق و الاجتهاد وكذلك جهاد النفس
الوصايا :
  لكل ام واب يجب عليكم عدم الافراط فى المدح والاطراء فى ابنائكم مهما كانت درجة الحب والعاطفه التى تحيا بداخلكم لهم بل محاولة اعطائهم ثقه فى انفسهم ولكن فى اطار واقعى موضوعى حتى لا تكون النتيجه شخصيات غير سويه تعد بمثابة شخصيات هستيريه مريضه ترى حقيقه ليس لها وجود الا فى مخيلتهم فقط مما يثير نفور او كراهية الاخرين ورؤيتهم فى صوره غير محموده .
  الاطلاع على القواعد الشرعيه فى المدح والاطراء ومحاولة فهم وادراك المعانى العظيمه التى وردت فى الكتاب والسنه النبويه الشريفه فيما يخص هذا الموضوع او غيره فالدين الاسلامى الحنيف هو بمثابة منهج اجتماعى اخلاقى ترباوى فى المقام الاول .
  الانسان الذى يشعر بالنقص يجب عليه ان يحاول جاهدا تغير نفسه والارتقاء بها بدلا من ان يحيا طوال عمره فى صراع مع نفسه والاخرين .
  تحليل ودراسة
إيـــمى الاشــــقر
 للتواصل عبر الفيس بوك
http://www.facebook.com/pages/%D9 /177203479086157?ref=hl
 المدونة :
http://emyalashkar.maktoobblog.com

عاجل.. رسالة هامة إلى "الجيش المصرى"!/ مجدى نجيب وهبة

** عندما كتبنا بتاريخ 5 إبريل 2011 .. مقالا بعنوان "الجيش هو الحل" .. وقد مضى على كتابة ونشر هذا المقال ما يقرب من عامين .. رؤيتنا كانت واضحة وصريحة من بداية الأحداث أن هناك مؤامرة تدبر لإسقاط هذا الوطن وتقسيمه .. وقد هاجمنا الكثيرين وقال البعض "لقد تخلصنا من الحكم العسكرى ولن نعود له مرة أخرى" .. ولم يدرك كل هؤلاء أن مصر مليئة بالتيارات السياسية العنيفة والإخوان المتأسلمين وجماعات إرهابية عديدة .. والبعض كان يعتقد أن الإنتقال من ثورة 25 يناير وإسقاط النظام هو قمة النجاح .. ولكننى كنت أرى أنها بداية سقوط الدولة ، فلم يكن هناك ربيع عربى ولم تعرف أمريكا الديمقراطية ، ولا تصدر للشعوب إلا الخراب والدمار ..
** وعندما تأكدنا بعد مرور سبعة أشهر أن هناك بالفعل مخطط لإسقاط هذه الدولة .. كتبنا مقالا بتاريخ 27 يناير 2012 ، بعنوان "المجلس العسكرى يسلم مصر للفوضى" .. وقلنا " ** الصورة الأن للجميع .. لقد تمكن الإخوان بجميع مؤيديهم من جماعات ، إلى منظمات ، إلى حركات تخريبية .. أن يسيطروا على كل مجريات الأمور ، فى مصر .. وسط حالة فى منتهى الغرابة ممن أطلقوا على أنفسهم "المجلس العسكرى" ..
** المجلس العسكرى يعلم طبيعة الشعب المصرى ، وللأسف رفض سماع صوت الأغلبية الصامتة ، وفضل أن يستمع للإخوان والفوضويين والمخربين ..
** المجلس العسكرى يعلم طبيعة وحساسية المرحلة التى تعيش فيها مصر ، ويقر المجلس أن هناك مخططات خارجية وداخلية ، ومع ذلك لا يفعل أى شئ ، وكأنه ينتظر شئ ما يدبر ضد هذا الوطن .."
** وعندما تأكدنا أكثر وأكثر أن هناك مخطط يديره المجلس العسكرى بالتوافق مع جماعة الإخوان المسلمين لبيع هذا الوطن .. كتبنا مقالا بعنوان "إلى المجلس العسكرى .. كفاكم .. كفاكم .. مصر تنهار" .. وقلنا "** هل يعقل أن يترك المجلس العسكرى الحبل على الغارب لجماعة دموية ، معروف تاريخها الإسود ، وأيديهم الملطخة بالدماء ، وجرائمهم مسجلة بالتاريخ ، وبحروف من نار طبعت فى سماء القاهرة .. فما من دولة حلوا عليها إلا وخربوها .. وما من حكومة إلا وأسقطوها .. وما من عهد أقسموا عليه إلا ونقضوه .. فهل لا يعلم كل ذلك المجلس العسكرى ؟!! .. ...
** وعندما تم تزوير وتدليس الإنتخابات الرئاسية ، ولم ينظر فى أى طعن من الطعون التى بلغت جملتها 2000 طعن من منع الأقباط من الإدلاء بأصواتهم .. إلى تسويد البطاقات الإنتخابية فى مطابع الأميرية وبعض المطابع الأخرى ، إلى البلطجة من قبل الإخوان على الصناديق .. وتم تزييف النتيجة وتزويرها بالمستندات .. وفرضت أمريكا على المجلس العسكرى أن يتم تعيين محمد مرسى رئيسا لمصر ..
** لم يكن أمامنا سوى كتابة مقال بعنوان "المقال الأخير .. -ضحكوا على الشعب .. وباعوا مصر-!!! بتاريخ 13 أغسطس 2012 .. وقد قررنا بعد هذا المقال .. ألا نكتب مرة أخرى !! ..
** وقد وصلتنى رسائل عديدة من بعض الأصدقاء تطالبنى بإلإستمرار فى الكتابة .. فلم يكن هذا هو نهاية المطاف .. ويجب علينا أن نكشف كل ما نعرفه من حقيقة الأوضاع والأحداث التى تمر بها مصر .. وقد هاجمنا الإدارة الأمريكية فى كل مقالاتنا وطلبنا منهم عدم التدخل فى الشئون المصرية .. فلن ينزلق هذا الشعب العظيم ولن يتفتت جيشه العظيم .. ولن تضيع مصر فى سيناريو الفوضى الهدامة .. فمصر ستظل باقية .. ولن يكسرها أى شئ ..
** وبعد كل هذه المقالات والرؤى التى طرحناها فى مقالات عديدة عبر موقعنا ومواقع أخرى عديدة نعتز بها .. نكاد أن نصل إلى المراحل الأخيرة .. واللعب على المكشوف ، بعد أن تحقق كل ما كنا لا نتمناه لمصرنا العزيزة ..
** والأن .. ليس لنا إلا حل واحد .. هو التدخل الإلهى لإنقاذ هذا الوطن .. وعلى الجيش المصرى أن يحسم هذه المؤامرة الكبرى ، فما يتعرض له الشعب المصرى من سقوط دماء ، ومن تفتيت ، ومن إنهيار كل مؤسسات الدولة ، ومن إسقاط متعمد للقضاء المصرى ، ومن دق الأسافين للوقيعة بين الشعب المصرى بطوائفه ، مسلمين وأقباط .. مسلمين مع مسلمين أخرين ..
** لم يعد أمام الجيش المصرى إلا التدخل لإنقاذ هذا الوطن .. فليس هناك أى مجال للتفاوض أو الحوار ، أو الجلوس على أى مائدة مفاوضات .. فلا يمكن أن نعطى الوطن إلى الذئاب .. ولا يمكن أن نترك الوطن لهذه المنظمات التخريبية .. بعد أن وصلت نسبة الفوضى إلى أكثر مما نتوقع ..
** سيناء ممزقة .. ومدن القناة تم ضربها .. ومصر تندلع فيها الحروب والفتن .. والأسكندرية إشتعلت بها المظاهرات .. والغربية أصبحت مرتعا لأحد كوادر الإخوان .. فقد دمرت كل الدول والمحافظات بعد أن هيمن جماعة الإخوان على كل مفاصل هذه الدولة ..
** لم يعد أحد يثق بالقضاء .. وتصدر الأحكام تباعا لأمزجة وأهواء الإخوان .. وأصبحنا بالفعل فى دولة بلا دولة .. دولة لا يحكمها قانون بل يحكمها مجموعة من البلطجية والمأجورين ..
** الأن تحقق أمريكا كل ما كانت تهدف له .. وهو إسقاط وتفتيت وتدمير مصر .. فلم يعد أمام الجيش المصرى إلا أن يفيق من غيبوبته وأن يعلم جيدا أنه يتحمل المسئولية الكاملة عن سقوط كل هؤلاء الشهداء ، وعن إسقاط الدولة المصرية .. فالإخوان ينفذون ما يصدر لهم من تعليمات أمريكية وقطرية ، وما يتناسب مع تنظيمهم العالمى .. فهل ينزلق الجيش المصرى دون دراية إلى هذا التنظيم الفاشى .. فالوضع ليس بمأمن والفوضى على أبواب الدولة .. ونحن نقترب من كل ما خطط لهذا الوطن من دمار وتخريب ..
** وفى نهاية رسالتى .. أتوجه إلى الجيش المصرى وإلى قواتنا المسلحة .. وإلى كل الجنود الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم ، وبكل غالى ونفيس ، وبكل قطرة من دماءهم لتحرير هذه الأرض الغالية من الإستعمار الأمريكى الإسرائيلى فى 1973 .. هذا النصر الذى شهد له العالم كله ..
** الأن تطمس معالم مصر بأيدى من يدعون إنهم أبناءها .. وهم ليسوا بأبناء إطلاقا .. فالجيش يتحمل مسئولية كل كلمة نكتبها هنا .. وكل نقطة دم تسال فى بورسعيد ، أو فى القاهرة ، أو فى الأسكندرية ، أو فى السويس ، أو فى الإسماعيلية .. أو فى كل بقعة من بقاع هذا الوطن الغالى ..
** ومهما كانت مبررات البعض الذين يدعون إبعاد الجيش عن السلطة .. وإبعاد قياداته عن السياسة .. فلا فائدة من هذا الكلام .. وليس لنا أمل إلا أن يتسلم الجيش هذا الوطن ويديره بكل حسم حتى يتم تطهيره من كل الأفات ومن كل الجراثيم والطاعون الذى إنتشر على أبوابه فى فترة إنتقالية .. يطهر فيها هذا الوطن ، ثم يعاد إنتخابات رئاسية مدنية يعتز بها الشعب المصرى .. حتى نصل بهذا الوطن إلى بر الأمان .. حماكِ الله ياأرض مصر .. وحمى شعبك من كل المتآمرين والخونة والمأجورين !!!!!.......
صوت الأقباط المصريين

شرف الثورة وشرف المرأة/ ايمان حجازى

 عندما إنتهك المجلس العسكرى شرف الثورة الأولى ,وقام الجيش بالكشف على عذرية البنات فى المتحف المصرى , قامت الدنيا ولم تقعد , وثارت ولم يهدأ لها بال , فقد كانت وقتها المرأة لها قيمة  والإعتداء على  شرفها وهتك عرضها شىء يهتز له الكون
أما الآن وبعد مرورعامين على ثورة يناير 2011 , من الواضح أنه حدث تغيير جذرى فى المفاهيم الثورية لدى البعض , حيث أصبح نبأ إغتصاب عدد من الفتيات يزيد عن 25 فتاة إغتصاب جماعى فى الشوارع الخلفية المحيطة بميدان التحرير وعلى بعد أمتار من أحداث الثورة والثوار , أصبح خبرا كهذا لا يتحرك له ساكنا ولا يغلى منه الدم فى العروق ... بيد أن العروق لم يعد يجرى فيها دم من الأساس !!!!
وأتساءل أهذه رسالة من جهة ما تقول بأن المرأة ليس لها قيمة ولا يجب الإنتفاض لأجلها ولا تصلح إلا للإنتهاك والإغتصاب ولا تزرف الدموع عليها حتى ولا يجب مواساتها !!!!!
وأتساءل أهذه رسالة من جهة ما بأن المرأة كم مهمل يجب ألا نكترث له ولا نؤكد وجوده ولا نضمد جراحه ولا حتى نأسى لحاله !!!!!
وأتساءل أهذه رسالة من جهة ما بأن المرأة التى كانت فى الصفوف الأولى بجانب الرجل فى الثورة منذ بدايتها والى الآن لا تحتاج أن يشهر أحدهم سلاحه للدفاع عنها ولو حتى بكلمة دعم وتأييد !!!!!!
وأجدنى أتساءل من الجهة التى تتطوع لإهدار كرامة الثورة هكذا !!!!
وأجدنى أتساءل من الجهة التى تبذل كل هذا الجهد لتدنيس شرف الثورة !!!
وأجدنى أتساءل من الجهة التى تهتك عرض الثورة بهذه الأفعال وغيرها ؟؟؟
أتساءل عنهم لأخبرهم بأن كرامة المرأة وعرضها خط أحمر
أتساءل عنهم لأخبرهم بأن كرامة المرأة والحفاظ على شرفها من الحفاظ على شرف الثورة
أتساءل عنهم لأخبرهم بأن المرأة هى نصف المجتمع الذى يربى النصف الآخر فكيف تهدر كرامتها على هذا النحو وكيف يستباح عرضها وشرفها حتى تدوسه الأقدام
 أتساءل عنهم لأخبرهم بأن كرامة المرأة والثورة هما مؤشران أساسيان لكرامة مصر الأم
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

رسائل غزل بين موسكو وواشنطن تنتظر دوراً للمعارضة السورية/ محمد فاروق الإمام

قيل للفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) :يا أمير المؤمنين ألا تكسـو الكعبة بالحرير ..؟؟
فقال : بطون المسلمين أولى ..
قد يقول قائل ما علاقة قول عمر بموضوع سياسي بامتياز؟!!
ما دفعني للاستشهاد بقول عمر رضي الله عنه هو رجاحة العقل التي ميزته، وقد غلّب مصلحة العامة على زينة أحجار لا تملأ البطون الخاوية أو تطعم الأفواه الجائعة، وهذا دليل على أن عمر تفوق على ساسة اليوم الذين كل همهم المتاجرة بدماء الناس ونهش لحوم الموتى لتحقيق بعض المصالح الخاصة، وما أقصد بقولي المناكفة بين الولايات المتحدة وروسيا اللتان تختلفان حول تضارب المصالح بينهما على حساب ما يجري في سورية من دماء وما يسقط من ضحايا وما يدمر من بلدان، وكل منهما لا هم له إلا ليَّ ذراع الآخر بلا أي حسابات أخلاقية أو إنسانية لما يجري في سورية.
هناك ملفات عالقة كثيرة بين موسكو وواشنطن من أهمها نصب الولايات المتحدة أجهزة دفاع صاروخية متمثلة في عشرة صواريخ في بولندا وأجهزة رادار في التشيك، اعتبرتها روسيا مصدر قلق لأمنها واقتراب الخطر من حدودها، والأمر الثاني إصدار واشنطن القانون المسمى بـ" قانون ماغنيتسكي" احتفاء باسم سيرغي ماغنيتسكي، المحامي الذي توفي في السجون الروسية عام 2009. ويفرض القانون على السلطات الأمريكية رفض إعطاء تأشيرة دخول للولايات المتحدة لأي مواطن روسي متهم بانتهاك حقوق الإنسان، الذي اعتبرته موسكو أنه تدخل سافر في شؤونها الداخلية، وقد ردت موسكو على واشنطن بإصدار قانون مماثل يحظر منح الأمريكيين الذين يرتكبون انتهاكات حقوق الإنسان تأشيرة دخول إلى روسيا. كما يجيز القانون مصادرة ممتلكاتهم في روسيا. الأمر الثالث الملف النووي الإيراني الذي تجني من ورائه روسيا مغانم كثيرة مادية ولوجستية ومعنوية، وتريد من واشنطن أن تتفاوض معها بشأن وضع حد لهذه الملفات المختلف عليها بما يضمن مصلحة روسيا إذا ما تساهلت بالنسبة للملف السوري وخسرت قاعدتها العسكرية الوحيدة في شرق البحر المتوسط.
التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف بإن فرص احتفاظ الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة "تتضاءل يوميا"، تشي بأن هناك بعض التبدل في الموقف الروسي، جاء على خلفية تبدل موازين القوى بين النظام والمعارضة السورية على الأرض، وقد ضيق الجيش السوري الحر الخناق على معاقل النظام واجتاح معظمها في كل المحافظات السورية بما فيها دمشق العاصمة، حتى بات القصر الجمهوري في مرمى نيرانه بعد أن حيّد مطار دمشق الدولي وأوقف حركة الطيران فيه، وتأكد للروس ذلك بعد أن اضطر نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد للانتقال إلى بيروت للسفر إلى موسكو، واضطرت موسكو لترحيل رعاياها من سورية عن طريق مطار بيروت.
فقد أجرت قناة سي إن إن الأميركية مع مدفيدف مقابلة نوه فيها إلى أن "أيام الأسد قد تكون معدودة".
وأضاف "أن الأسد أخطأ بإرجاء الإصلاحات السياسية، وكان يجب أن يتم ذلك بصورة أسرع بكثير، مع جذب المعارضة المعتدلة إلى جانبه والتي كانت مستعدة للتفاوض معه". وأضاف "أن ذلك كان خطأ جسيما من جانبه، بل خطأ قاتلا".
هذه التصريحات الروسية الجديدة على ما يبدو قصد منها التمهيد للقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي أوباما والرئيس الروسي بوتين، والذي قابلته واشنطن بموقف مماثل عندما راحت تخفف من تصريحاتها السابقة التي كانت تؤكد فيها على أن على الأسد الرحيل، وبدأت تمارس فعلياً الضغط على حلفائها الأوروبيين لوقف الدعم للمعارضة السورية والحيلولة دون تسريب السلاح للجيش السوري الحر.
وتعد هذه التصريحات هي الأقوى من قبل مسؤول روسي بشأن الأزمة السورية، علما بأن مدفيدف -عندما كان رئيسا لروسيا- سبق أن حذر الأسد مما وصفه بمصير محزن ينتظره إذا لم ينفذ الإصلاحات ويصالح المعارضة، وذلك بعد نحو أربعة شهور من اندلاع الاحتجاجات في سوريا، كما صرح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن سقوط الأسد يبدو وشيكا.
هذا التبدل في الموقف الروسي هو رسائل للمعارضة السورية كما هي رسائل غزل لواشنطن والدول الأوروبية وأصدقاء الشعب السوري، وباعتقادي أنه على المعارضة السورية أن تتلقف هذه التصريحات وتبني عليها مواقف مطمئنة عن مستقبل العلاقات السورية ما بعد الأسد مع روسيا، تشجع موسكو على المضي في موقفها إلى أبعد من التصريحات، وليس هناك ما يعيبها إذا ما فعلت ذلك، ففي السياسة لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم، كما أنه على الدول العربية المؤيدة للثورة السورية أن تتلقف هذه الرسائل وتشد الرحال إلى موسكو لتشجيعها على المضي نحو إيجاد حل لوقف نزيف الدم من خلال التأكيد على المصالح التجارية بين روسيا والدول العربية التي تريد لها الديمومة والنمو.

كيف يبدو الفرع بعد 15 عاما من عودته الى الأصل؟/ د. عبدالله المدني

في يوليو 1997 حينما إستعادت الصين السيادة على هونغ كونغ بعد155  عاما من الحكم البريطاني الذي حولها إلى جنة إقتصادية مزدهرة ينعم شعبها بالرخاء والحريات في ظل حكم القانون، مثـــّل الحدث لحظة إنتصار لبكين، وفرصة للحزب الشيوعي  الحاكم فيها لتأكيد شرعيته من خلال الإدعاء بأنه هو وحده الذي استطاع إعادة الفرع إلى الأصل، والقضاء على عار الحقبة الإستعمارية، وتخليص الهونغكونغيين من حكم الرجل الأبيض. وقتها إعتقدت بكين أن صيغة "دولة واحدة ونظامان" التي أرتضتها حكومة رئيسة الوزراء البريطانية السيدة "مارغريت تاتتشر" في عام 1984 كحل لغلق ملف هونغ كونغ كافية لكسب ثقة سكان الجزيرة، خصوصا وأن الصيغة كانت تترك لهم إدارة كافة شئونهم الخاصة (فيما عدا الدفاع والعلاقات الخارجية). وقتها إعتقد الهونغكونغيون أيضا أن بكين سوف تلتزم بتعهداتها تجاههم فلن تسلبهم ما اعتادوا عليه في ظل الحكم البريطاني من قيم وحريات وأسلوب حياة.
لكن سرعان ما إتضح خلاف ذلك. إذ تدخلت بكين بشكل سافر في إختيار أعضاء المجلس التشريعي المكلف بتسمية رئيس الجهاز التنفيذي، بل فرضت عليهم تسمية شخصية موالية ومدينة لها هي "تونغ تشي هوا" ليكون أول زعيم لهونغ كونغ بعد عودتها إلى السيادة الصينية. ومع مرور الوقت راحت بكين تكثر من تدخلاتها لجهة فرض القيود الأمنية وتكبيل الحقوق الاساسية والحريات السياسية والدينية والصحافية، الأمر الذي تسبب في خروج نحو نصف مليون مواطن إلى الشوارع في يوليو 2003 في أضخم مظاهرة جماهيرية عرفتها الجزيرة في تاريخها، إحتجاجا على تلك التدخلات والقيود، وتنديدا بفضائح الفساد داخل الإدارة المدعومة من بكين والتي تجسدت في فشلها في منع تسرب وباء سارس المعدي من البر الصيني إلى هونغ كونغ، وطلبا لبرلمان منتخب بالكامل من قبل الشعب وإنتخابات حرة لإختيار زعيم تنفيذي للجزيرة.
ولأن بكين لم تقرأ تلك الإحتجاجات ودواعيها قراءة واعية، وسارعت إلى وصف المشاركين فيها بأعداء الأمة الصينية، وحصرت الوطنية الصينية في مواطنيها من البر الصيني، فإن نقمة الهونغكونغيين على بكين إزدادت، في صورة مظاهرات جديدة، ومقالات حادة تنتقدها، ودعم معنوي للصينيين المنشقين والحركات المتمردة في التيبت وتركستان الشرقية، بل والقيام سنويا بإحياء ذكرى من سقطوا قتلا على يد الجيش الأحمر في مظاهرات ساحة "تيان إنمين" في عام 1989.
واليوم بعد مرور أكثر من 15 عاما على عودة الفرع الهونغكونغي إلى الأصل الصيني نرى توجها متزايدا نحو تعلق الهونغكونغيين بهويتهم المنفصلة، مع إبتعادهم أكثر فأكثر عن أشقائهم في البر الصيني ممن يصفونهم في العادة بغير المتحضرين او عديمي الذوق لجهة ما يختارونه من ملابس او ما يأكلونه من أطعمة أو ما يستمعون إليه من أغان. بل وصل الأمر بالهونغكونغيين إلى السخرية من لغة أشقائهم الصينيين الوافدين إلى الجزيرة أي اللغة الماندرينية المختلفة عن اللغة الكانتونية الشائعة في هونغ كونغ، والسخرية من عدم نطقهم للإنجليزية بطريقة سليمة، وتقريعهم بسبب مخالفات بسيطة مثل أكل وجبات "النودل" في قطارات المترو، على نحو ما وثقه شريط مصور في موقع "اليوتيوب".
ولعل الزعيم الصيني المنتهية ولايته "هو جينتاو" لاحظ شيئا من هذا خلال زيارته الأخيرة للجزيرة في يوليو الماضي، وهي الزيارة التي إختلفت كثيرا عن زيارته الأولى لها في عام 2007 . ففي الزيارة الأولى كان الهونغكونغيون – رغم إرتيابهم في نوايا بكين – يترقبون الخير القادم من البر الصيني مع إستضافة الصين لدورة 2008 الأولمبية، وتصاعد معدلات نموها الاقتصادي، وتدفق الإستثمارات الأجنبية الضخمة عليها. أما الزيارة الأخيرة فقد خيم عليها عدم الثقة في الحكومة الصينية، بل حتى عدم الثقة في من نصبته مؤخرا كرئيس جديد للجهاز التنفيذي في الجزيرة ألا وهو "ليون تشون ينغ".
وليس أدل على صحة ما نقول من المظاهرات التي إجتاحت الجزيرة مؤخرا للتنديد بخطط بكين لإجبار المدارس الهونغكونغية على تدريس مقررات التربية الوطنية الصينية، وخطط أخرى أعدتها حول لم شمل العائلات التي إنفصل بعضها عن بعض من تلك التي يتناثر أفرادها ما بين أراضي هونغ كونغ والأقاليم الصينية (خصوصا إقليم غوانغزو). حيث جاب المتظاهرون الشوارع وهم يحملون أعلام فترة الإحتلال التي تحمل الشعار البريطاني، ويافطات تعرب عن كراهيتهم للقادمين من البر الصيني وتطالبهم بالعودة من حيث أتوا. هذا ناهيك عن المشاجرات التي عادة ما تحدث بين أبناء الجزيرة والمتسكعين ومثيري المشاكل  الصينيين القادمين من الوطن الأم، على نحو ما حدث في سبتمبر الماضي في موقع للتخييم، وهو ما دعا السلطات الهونغكونغية إلى إتخاذ إجراءات سريعة للحد من قدوم تجار اليوم الواحد من البر الصيني، والمقصود بهؤلاء أولئك الذين يدخلون هونغ كونغ ليوم أو أقل من أجل شراء البضائع الهونغكونغية لبيعها داخل الصين حيث تجد تفضيلا بسبب جودتها مقارنة بالبضائع الصينية (خصوصا حليب الأطفال وأطعمتهم وأدويتهم التي تفضل الامهات الصينيات شراء المصنوع منها في هونغ كونغ إعتقادا منهن أن شبيهاتها الصينية مزيفة وخطرة على الصحة).
وتشبه تلك الإجراءات ما إتخذته السلطات للحد من تدفق السيدات الصينيات الحوامل على هونغ كونغ للولادة في مستشفيات الأخيرة الأفضل لجهة التجهيز والمعدات والنظافة والعناية. والمعلوم أن 28 مليون صيني (أي أربعة أضعاف تعداد سكان هونغ كونغ) عبروا الحدود من البر إلى الجزيرة خلال عام 2011 ، الأمر الذي تسبب في ضغوط إقتصادية وديموغرافية ذات أبعاد إجتماعية خطيرة على هونغ كونغ، مثلما تسبب في خسائر إقتصادية للسوق المحلية في البر الصيني.
ويتوقع المراقبون أن تزداد نزعة العداء في هونغ كونغ للصين مع تراجع مؤشرات نمو الإقتصاد الصيني ذي التأثير السلبي على الأحوال الإقتصادية والمعيشية في الجزيرة، وتمسك بكين بسياسة وضع كل مقدرات الجزيرة الإقتصادية في أيدي حفنة من تايكونات المال والأعمال المؤيدين والمخلصين لها، وإصرارها على سياساتها المتشددة ضد الإنفتاح السياسي وحقوق الإنسان. بل قد يحدث ما لا يحمد عقباه إذا ما أخلت القيادة الصينية الجديدة  بالوعود التي قطعتها القيادة السابقة على نفسها (لكن دون ضمانات واضحة) بمنح أبناء هونغ كونغ حق إختيار زعيمهم التنفيذي عبر الإقتراع الحر المباشر بحلول عام 2017 . ويبني هؤلاء المراقبون تشاؤمهم على معطيات مثل التململ الواضح في صفوف غالبية الهونغكونغيين بسبب الإرتفاعات المتصاعدة في أسعارالمساكن (الأعلى في عموم آسيا) والناجمة عن المضاربات التي يقوم بها الأثرياء القادمون من البر الصيني، والتفاوت المذهل ما بين دخول الأغنياء والفقراء (أكبر من مثيله في بريطانيا والولايات المتحدة) والذي إضمحلت معه الطبقة الوسطى، وزيادة معدلال تلوث الهواء، والتراجع الخطير في وفورات الميزانية التي كانت يوما ما تبلغ 662 بليون دولار هونغ كونغي (حوالي 85 بليون دولار أمريكي)، ناهيك عن نسب التضخم التي إرتفعت من 1.7 في عام 2010 إلى 5.3 في عام 2011 .
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: يناير 2013
البريد الإلكتروني: elmadani@batelco.com.bh

سيكولوجية رجل الأمن الفلسطيني/ د. مصطفى يوسف اللداوي

هل ينبغي على رجل الأمن الفلسطيني أن يكون نسخةً عن عناصر الأجهزة الأمنية القمعية العربية أو الأجنبية، يلتزم سياسة النظام، ويكون في يده أداةً طيعة، أو دميةً متحركة، أبكماً أصماً أعمى، لا يعي ولا يفكر، ولا ينتقد ولا يرفض، يبطش ويظلم، يقتل ويضرب ويسجن ويعذب، ويعتمد العنف في كل معاملاته، والفظاظة في كلماته، والخشونة في علاقاته، ويفتري ويكذب ويختلق ويدعي، ويستغل منصبه وموقعه، ويخون أمانته ويوظف صلاحياته، ويعتقد أنه بسلطته فعالٌ لما يريد، وأنه قادر على ضرب شعبه بيدٍ من حديد، وأنه لا يخاف التهديد ولا يخشى الوعيد، فهو يعتمدُ على ركنٍ شديد، ويستقوي بصلاحياتِ مسؤولٍ عتيد.
هل يجوز لرجل الأمن الفلسطيني أن يكون تاجراً أو رجل أعمالٍ، أو سمسارٍ للأراضي والعقارات، محتكراً لسلعة، أو مسيطراً على صنعة، أو مهيمناً على مادة، فينسى واجباته، وينشغل في أعماله، ويسخر قدراته وعلاقاته في استثمار أمواله، وتشغيل مؤسساته، وتوظيف أعوانه وأقاربه ومعارفه ومن يهمه أمرهم، أو أن يكون شريكاً لتاجرٍ، يسهل أعماله، ويذلل العقبات أمامه، ويزيح من طريقه من يعترض تجارته، أو ينافسه في استثماراته.
هل ينشغل رجل الأمن الفلسطيني براتبه عن واجبه، فيجعل من راتبه حائلاً دون الأمانة، ومانعاً لأي عملٍ وطني، فمن أجل الراتب يخضع ويلين، ويسمع ويطيع، يعطل عقله، ويغمض عينه، ويصم أذنه، فلا يستجيب إلي نداءاتٍ خيرة، أو دعواتٍ وطنية صادقة، ويقوم بكل المهام، قذرةً أو نظيفة، خاصةً أو عامة، إمعاناً في الظلم أو تحقيقاً للعدالة، مخافة أن يفقد وظيفته، ويخسر راتبه، أو يغضب عليه مسؤوله فيقصيه ويبعده، ويحرمه من امتيازاتٍ ويمنع عنه عطاءات.
أم أن المطلوب منه أن يكون الجهاز التنفيذي للمخابرات الإسرائيلية، يلتزم وينفذ ما يتم الاتفاق عليه، وما ينتج عن عمليات التنسيق الأمنية المشتركة، فلا يتردد في إطلاق النار على أبناء شعبه، وملاحقة أحراره، واعتقال رجاله، والتضييق على أحزابه، ومصادرة أمواله، وحرمان أبنائه من حقوقهم في المواطنة والعمل وحرية السفر والتنقل، وحقوقه في التجارة والبيع والشراء، وأن يكون أميناً وحارساً للمصالح الإسرائيلية، فلا يسمح بأي اعتداءٍ على أرواحهم أو ممتلكاتهم، في الوقت الذي يحمي فيه المعتدين الإسرائيليين ويمنع أي اعتداءٍ عليهم، ويحول دون أي محاولة لصد عدوانهم، ويضمن تسليمهم وإعادتهم آمنين سالمين إلى مدنهم أو مناطقهم في حال دخولهم مناطق السلطة الفلسطينية.
هل يقبل رجل الأمن الفلسطيني أن يكون مخبراً وعيناً لعدوه، وأداةً طيعةً في يده، وهو يعلم أن المعلومات التي يقدمها، والمهام التي يقوم بها، والتحقيقات التي يجريها، بل والاعتقالات التي يقوم بها، إنما هي وفق أوامرٍ إسرائيلية، وتعليماتٍ وتوجيهاتٍ عليا، تطلبها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتكفل الإدارة الأمريكية تنفيذها والقيام بها.
هل يظن رجل الأمن الفلسطيني عندما يقوم بهذه الخدمات أنه يخدم وطنه، وينفع شعبه، ويحمي مصالحه، ويحول دون إلحاق الضرر به، أو أنه ينتمي إلى مؤسسةٍ وطنية صادقة، أمينة على شعبها، وحريصةً على أمنه وكرامته، وغيورةً على مصالحه، تسعى إلى ضمان الأمن، واستقرار الأوضاع، وسلامة المواطنين، وتيسير الحياة، وتهيئة المناخات الكريمة لكل المواطنين.
الفلسطينيون في حاجةٍ ماسة للمصالحة مع الأجهزة الأمنية، والاحساس بأن هذه الأجهزة لهم، تعمل من أجلهم، وتسهر على راحتهم، ولا تتآمر عليهم، ولا تستغل سلطاتها لتطويعهم وإذلالهم، ولا تكون عوناً لعدوهم عليهم، فقد عانى الفلسطينيون كثيراً من المخابرات الإسرائيلية ووسائل قمعها، وقاسوا كثيراً من السجون والمعتقلات ومن الشبح والقمع والزنازين، فهل غارت بعد أن أوجدت متعهداً أميناً يقوم مقامها، وينفذ مهماتها، ويبالغ في الاعتقال والتعذيب والإهانة، ويضاعف في التحقيق والعقوبة والمحاكمة.
هل مات الضمير الوطني لدى هذه العناصر الأمنية، فلم تعد تعرف للحق طريقاً، وللعدل مساراً، أم أنها نسيت أننا شعبٌ عانى من الاحتلال، وخبر السجون والمعتقلات، وعرف الرشوة والمحسوبية، والاستغلال والاستبداد، والطمع والجشع، وقد باتت تستخدم مفردات العدو نفسه، وتسجن إخوانها في ذات الزنازين، وتستخدم مع المعتقل ذات وسائل التعذيب، فتضع رأسه في الكيس المنتن، وتقيد يديه بذات القيود البلاستيكية اللعينة، وتخاطبه بمفرداتٍ عبرية، وكلماتٍ يهودية، ويطلق المحققون على أنفسهم ألقاباً حملها من قبلهم ضباطُ المخابرات الإسرائيليين، فهذا أبو وائل، وذاك أبو ذيب، وآخر أبو علاء، وصاحبه أبو عيد.
لست أدري ما هي طبيعة رجل الأمن، وما هي سيكولوجيته النفسية، كيف يفكرون، وبماذا يؤمنون، وعلام يعتمدون، أهم جبلةٌ واحدةٌ أياً كانت جنسيتهم وهويتهم، يحملون ذات الأفكار، ويؤمنون بذات المفاهيم، ويستخدمون نفس الوسائل، ويعتمدون لغة العنف والسوء والفحش في التعامل مع المواطنين، وأنهم شركاءٌ في المقايضة والمساومة والابتزاز، أم هم مرضى مهوسين بالأمن، مسكونين بالعنف، يعتقدون أنهم وحدهم الأمناء، وغيرهم خونةٌ عملاء، وأنهم أفهم أهل الأرض عرفاً وقانوناً، وغيرهم سوقةٌ وجهلاء وبهائمٌ دهماء.
ألا يدركون أنهم وقيادتهم مسؤولون ومحاسبون، وأنهم سيجلبون وسيحاكمون، وأن الشعب لن يسكت عنهم، ولن يقبل بفعلهم، ولن يسلم لهم ولن يخضع لجبروتهم، وأن من يعملون لحسابهم لن يدوموا لهم، ولن يستطيعوا أن يحموهم إلى الأبد، كما أنهم لن يدرأوا عنهم العذاب، ولن يجنبوهم العقاب، وأن يوماً قريباً قادماً لن يكون فيه سوطٌ إلا للحق، ولا قوةٌ إلا للعدل، وأنهم ومسؤوليهم محضرون ليومٍ عظيمٍ، يجردون فيه من ألقابهم، وتنزع عنهم رتبهم ونياشينهم، ويقفون أمام شعبهم صغاراً، منهم يقتصون، وأمامه يخضعون.

انتهت الانتخابات، ماذا بعدها؟/ نبيل عودة

في مساء يوم الانتخابات غيرت موقفي وقررت ان أصوت. امتنعت في الأسبوعين الأخيرين قبل الانتخابات عن الكتابة حتى لا اتهم بفقدان الوطنية  من الذين صارت مصالحهم الشخصية فوق أي مصلحة وطنية.
رؤيتي كانت وما زالت ان الحزب الشيوعي وجبهته الديمقراطية هما أفضل ممثلين  سياسيا  لمصالح الجماهير العربية. لا انفي أي دور لأي فئة سياسية أخرى، أحترم نشاط كل البرلمانيين العرب ، غير اني لا ارى ان أحزابنا العربية، بما فيها الجبهة..  قادرة ان تشكل طليعة نضالية للجماهير العربية بعد أن أضحت مجرد قوائم انتخابية نلمس وجودها مع بداية كل نشاط انتخابي ، بفقدانها الواضح لأي نشاط تثقيفي سياسي او فكري او حتى ثقافي عام، بإعلام لا يتعدى مستوى النشرات الحزبية الداخلية  ويشبه دعايات تسويق البضائع التي اقترب زمن استعمالها من الإنتهاء  وبغياب رؤية مستقبلية متكاملة تشكل محورا لنشاطها. هذا الواقع يشكل  انعكاسا لتراجعها الحاد عن مواجهة التحديات وبالأساس  فقدان دورها كقائدة لمجتمع مدني له مطالبه ويعاني من اشكاليات لا تعد ولا تحصى،  برامجها او أجندتها صارت مجرد حبر اسود على ورق ابيض  واذا طرحت موقفا سياسيا بعد كل صحوة تبقى ضمن رؤية عامة  صحيحة ولكن لا ترجمة نضالية للموقف. لا انفي مصداقية الطرح السياسي انما ليس بالثرثرة تحقق المطالب، او كما قال المسيح:"ليس بالخبز وحده يحيا الانسان".!!
هناك خلل واضح بين النضال البرلماني من جهة وتفعيل الكوادر الحزبية من جهة أخرى. غياب التثقيف السياسي والفكري يولد حالة التفكك السياسي والوطني وضحالة المعرفة والوعي في اوساط ناشئة التي نعاني منها وهو المركب الحاسم في الأزمة الحزبية الفكرية والتنظيمية لكل الأحزاب العربية. بعد اغلاق صناديق الإقتراع يبدأ موسم البيات، يصبح عضو الكنيست هو الحزب، هو الناطق، المتحدث والمقرر. هل صار البرلمان هو الساحة النضالية الوحيدة؟ الاحظ منذ فترة طويلة جدا نزع الثقة من كوادر طليعية بقيادات أحزابها والانسحاب المتواصل من عضوية الأحزاب وغياب وجوه جديدة تعطي دما جديدا للحياة الحزبية.
اسجل ذلك من رؤيتي ان الحزب ليس مجرد تنظيما سياسيا، هو تنظيم مجتمع مدني ومهماته المدنية الاجتماعية لا تقل اهمية وخطورة عن قضايا السياسة والإقتصاد وسائر المطالب التي لا قيام لمجتمع مدني متطور بدونها.
طبعا لا انتظر ان يشرحوا لي انهم يعانون من التحريض والعزلة في نشاطهم البرلماني وان نشاطهم يجري في ظروف قاسية ورغم ذلك يحققون انجازات عديدة. ما يقلقني أكثر هو غيابهم عن مجتمعهم المدني، تحول الأحزاب من تنظيمات مدنية تثقف وتنظم مجتمعها وتقود نضاله الى تنظيمات تمجيد للأفراد وشخصنة الحياة الحزبية وظاهرة الضحالة السياسية التي تتسع والفقر الفكري والسياسي والتقوقع في إطار مقولات عفا عنها الزمن هي وجه آخر لأزمة الحياة الحزبية والأزمة السياسية العامة التي يعاني منها مجتمعنا.
الا تعكس المقاطعة الواسعة للانتخابات هذه الحقيقة الأولية؟ هل يعلم قادة الأحزاب ان نسبة كبيرة من مقاطعي الانتخابات هم مثقفون واكاديميون ونشطاء اجتماعيون بمستوى وعي مرتفع جدا؟
بعض الفروع الحزبية  واعني فروعا كبيرة ومركزية أيضا، تحولت الى مجرد مكاتب وتلفونات بغياب أي نشاط لا علاقة له بتركيب القوائم والانتخابات.
كنت ارى المهمة الأساسية بتثوير الجماهير ودفعها للمشاركة بالتصويت، بغض النظر اذا صوتت لهذا الفريق او ذاك من القوائم العربية.  رأيت ان الوقت لا يتسع لمثل هذا النشاط الذي يحتاج عملا متواصلا تثقيفيا واعلاميا كل يوم وكل ساعة وليس عشية انتخابات بحيث يبدو كلام انتخابات ينتهي معها. أهملت المهمة حين كان الواجب ملحا  ولن يتغير الحال في شهر الانتخابات، هذه مهمة حياة او موت للحياة الحزبية، اسقاطاتها هامة ومؤثرة على مستقبل الجماهير العربية ونضالها من أجل حقوقها القومية وغير القومية.  قد نواجه انتخابات جديدة قريبا كما هي التوقعات الكثيرة، سنجد انفسنا نعود لنفس الشعارات والإقتراحات التوحيدية وكأن مشكلتنا في اقامة قائمة عربية واحدة، ان الوحدة مستحيلة ومضرة بالتأكيد ، واحد زائد واحد ليس شرطا اثنان او أكثر ، بل اثنان ناقص ، ربما وحدة في قائمتين ، مع ذلك مشكلتنا ليست في الوحدة الانتخابية، او "الوحدة الموسمية" كما يسميها البعض لأنها لا تطرح الا عشية كل انتخابات، الوحدة تبدو مستحيلة ضمن التركيبة الفكرية والطبقية السائدة، قد تكون وحدة اليسار العربي ( الجبهة والى حد ما التجمع) مع اليسار اليهودي (ميرتس مثلا) خطوة تستحق الدراسة الجادة، لا اقول انها ممكنة ومقبولة. ان مشكلتنا الأصعب تنحصر جوهريا في النشاط  المتواصل السياسي، التثقيفي ،التنويري والإعلامي داخل مجتمعنا. صحيح ان هناك بعض النشاطات في المراكز الثقافية لكنها غير كافية وضيقة ، معظمها ينحصر بعدد صغير محدد سلفا من المدعوين، لأن المسؤول الثقافي المحسوب على القوة المسيطرة في سلطة الحكم المحلي قصير النظر ومحدود الآفاق وليس على الأغلب بالشخص المناسب، يتجاهل بوضوح يبدو مبرمجا لأوساط واسعة جدا، للشباب عامة ، خاصة الطلاب الجامعيين والثانويين، ولنشطاء ثقافيين تحديدا. ثم يشكون ان المثقفين على وجه الخصوص ، يتحاملون على القيادات البلدية والسياسية ، واعرف ان نسبة كبيرة منهم قاطعت الانتخابات، من رؤيتهم ان شخصنة الأحزاب تحررهم من مسؤولية التصويت لأنها نفي للأجندة الفكرية  التنويرية والسياسية التي اعتادوا التصويت لها. اعترف ان هذه الإشكاليات كانت وراء قراري ان لا أكتب، الذي نفذته وان لا أصوت، الذي نقضته.
ان اضمحلال الدور التثقيفي للأحزاب هو مشكلتها الكبرى، كان الحزب الشيوعي مدرسة تثقيفية تربوية واسعة النشاط، اليوم فقدت الأحزاب حتى الصلة مع كوادرها الانتخابية  ونواجه اليوم بوضوح أزمة الحياة الحزبية في مجتمعنا. لم ننجح بتطوير خطاب سياسي للتعامل مع المجتمع اليهودي ، الى حد ما للجبهة خطابها المتقدم نسبيا ولكنه خطاب يوجهه يهودي لليهود، خطاب هام ومؤثر، لكنه غير كاف ، يجب تطوير خطاب عربي في مواجهة الخطاب اليميني والفاشي اليهودي، ليس ردا على التطرف بتطرف، انما بطرح عقلاني قادر على التأثير على اليهود العقلانيين وتحريرهم من وهم العدو العربي ، تحريرهم من وهم ان الاحتلال ضمانة للأمن واثبتت الانتخابات الأخيرة انهم قوة تشمل نصف المجتمع اليهودي على الأقل.
مقاييس الأحزاب اليهودية الصهيونية لا تخصنا، نحن اقلية قومية غير معترف بنا الا كطوائف، نواجه سياسية تمييزية هي في جذور الفكر السياسي الصهيوني للدولة. التمييز يشمل كل القضايا الحياتية الملحة لمجتمعنا بدءا من أخطرها واهمها، قضية الأراضي والتنظيم، حيث نواجه تنامي الاحتياجات للمواطنين العرب الذين تضاعف عددهم (6) مرات منذ العام (1948) مقابل تقليص  في مساحة الأرض بسبب المصادرة وضم أراض  عربية كثيرة لمجالس يهودية وتضييق الخناق على الأراضي التابعة للسلطات المحلية العربية، إضافة إلى فرض قوانين تنظيم تزيد الحصار السكاني على المواطنين العرب، التمييز واضح بقوة في سلطة الأراضي وقوانين التنظيم وبكل أجهزة الدولة السياسية والقضائية . المحكمة العليا في قضية "عادل قعدان ضد كتسير"   اشارت الى التمييز بوضوح حين كتبت في قرارها:" ان نتائج سياسة التفريق (القصد بين العرب واليهود)المعمول بها اليوم، هي تمييزية".
اسجل هذه القضية بكونها من أخطر القضايا التي تواجهها الأقلية العربية. العرب يشكلون (20%) من السكان، يملكون (3.5%) من الأرض (والمصادرة تلاحقنا)، مساحة الأراضي ضمن السلطات المحلية العربية لا تزيد عن(2.5%) أي ان ثلث الأراضي العربية تخضع لمجالس يهودية. تخصيص اراض لاحتياجات الجمهور العربي هي ما دون الحد الأدنى القطري،  يمنع العرب من تملك اراض  بما يزيد عن (80%) من اراضي الدولة والتي تدار من شركة اراضي اسرائيل . الم يحن الوقت لتحويل سياسة الأرض من سياسة "ارض يهودية لليهود فقط"، الى سياسة "ارض اسرائيلية" تخص كل المواطنين بما فيهم العرب؟
ألا تستحق مثل هذه القضية النموذجية معارك شعبية وقضائية (عدا طرحها في الكنيست التي لن تقود إلى أي تغيير في قوانين الأرض المجحفة بسبب الأكثرية التقليدية المعادية للعرب). الم تبرز إمكانية قانونية لمعركة شعبية وقضائية نطرح ونفضح عبرها إحدى أخطر قوانين التمييز العنصري  أمام المجتمع اليهودي والمجتمع الدولي؟ لا اقول اننا سننجح بتغيير قانون عنصري من أخطر القوانين العنصرية، لكننا سنفضح سياسة الأبرتهايد الإسرائيلية التي تمارس تحت صيغ ديمقراطية  وحقوق مواطن يروجها اعلام اسرائيلي رسمي مبرمج شديد الذكاء ويعرف كيف يسوق اكاذيبه.
لماذا تخلو أجندة أحزابنا (اذا بقي ما يمكن تسميته أحزابا)من سائر القضايا الملحة؟ مثلا مشاكل الإسكان، الخدمات للمواطنين، التعليم، العمل، الرفاه والتطوير الاقتصادي، ميزانيات السلطات المحلية العربية التي تعاني من ضعف اقتصادي وتمييز في المخصصات المالية، تطوير مبادرات اقتصادية  لا بد ان يكون للحكومة دور كبير فيها، تساعد على نمو الإمكانيات المالية للمجتمع العربي وسلطاته المحلية ، أسوة بما هو الحال في الوسط اليهودي.
هناك قضايا ملحة كثيرة... يُخيل لي إننا نواجه المجهول بما وصلناه في السنوات الأخيرة من تدني مستوى الوعي العام لواقعنا السياسي  وحقوقنا العامة كمواطنين ننتمي لأقلية قومية مضطهدة ومميز ضدها. قبل شهرين في محاضرة لي أمام مجموعة شباب عرب تفاجأت ان عام  (1948) لا يعني لهم شيئا خاصا، وبعض من أجابوا بأنه كانت "نكبة" لم يدلوا  بما يوضح أبعاد هذه النكبة ونتائجها وبماذا تخصهم. ألا نساهم بتجاهلنا لهذا الجهل بتاريخ شعبنا المأساوي في تنمية العدمية القومية التي تشكل إحدى أجندة السلطة الصهيونية؟!
 هل بهذا المستوى من الجهل السياسي والوطني  ننتظر إحداث نقلة نوعية في مجتمعنا وسياستنا ومضاعفة عدد المصوتين للأحزاب العربية؟ اليس من العار ان الأحزاب الصهيونية اليمينية المتطرفة تحصل على نسبة اصوات كبيرة من المصوتين العرب الذين لا يقاطعون الانتخابات ، البعض يقدرها بثلث الأصوات (اي 3 – 4 نواب في الكنيست؟)
حين اقول الشخصانية تسود أحزابنا ، اعني ان الموقع الشخصي ( والفائدة الشخصية) باتت أهم من الوحدة الوطنية ومن أي برنامج نضالي مرهق ومكلف!!
لبيد ينتحر سياسيا
الانتخابات الأخيرة كانت نزعا للثقة من رئيس الحكومة بيبي نتنياهو. يائير لبيد (قائمة يش عتيد – يوجد مستقبل) انجز نجاحا في اطار نزع الثقة  من رئيس الحكومة وسياساته ، الاجتماعية، الإقتصادية والأمنية وتحوله الى حامل لواء الاستيطان العنصري في الأراضي الفلسطينية وعرقلته لأي إمكانية لحل سلمي مع الشعب الفلسطيني.
ليس سرا النقد الحاد والقاسي الذي وجهه الرئيس الأمريكي اوباما لسياسة نتنياهو ونشر قبل الانتخابات بتوقيت يبدو منسقا ومقصودا، الى جانب الانتقاد الذي وجهه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس لرئيس الحكومة نتنياهو  الذي يكرر  أن محمود عباس ليس شريكا في العملية السلمية بتأكيد من بيرس، أشبه بالصفعة السياسية،  أن عباس رجل سلام وشريك حقيقي للوصول الى سلام وحل دولتين ، كذلك ما قامت به الصحافة الإسرائيلية وعلى رأسها "هآرتس" من دور طليعي في فضح سياسات نتنياهو المغامرة.
ان رفض لبيد ان يشكل كتلة مانعة مع أحزاب العمل والحركة وكاديما وميرتس والاحزاب العربية ، هو بوضوح رفض إسقاط رئيس الحكومة نتنياهو الذي فقد ثلث قوته البرلمانية بأكبر نزع للثقة تعرفه الانتخابات الإسرائيلية، لبيد يمد له خشبة إنقاذ بتبجحه انه لن يقيم كتلة مانعة مع حنين  زعبي، هذا يعني انه سينضم  الى ائتلاف عنصري  يميني مع منزوعي الثقة من اليمن الفاشي والعنصري في إسرائيل وهم: البيت اليهودي ،يسرائيل بيتينو بقيادة المستوطن ليبرمان ،الليكود  الذي اسقط العقلانيين نسبيا من تركيبته الانتخابية ( ما يعرفون بامراء الليكود) وثبت مكانهم مستوطنين فاشيين واليمين الديني المتطرف وغيرهم،  يعني ان ما يهم لبيد هو الحصول على منصب وزاري، لن يكون لبيد مقررا  في سياسة الحكومة، أي ان برنامجه الانتخابي كان ثرثرة وثقة الجمهور الذي يمثل تيار الوسط - يسار في المجتمع الإسرائيلي لم يكن لبيد عنوانا صحيحا لها.
نزع الثقة بنتياهو لا يغطى بموقف  صبياني من حنين زعبي، التي تمثل تيارا ضمن مجموعة سياسية واسعة معظمها قوى يهودية ترى خطر سياسات نتنياهو على مستقبل إسرائيل وعلى السلام في الشرق الأوسط. الوسط واليسار في إسرائيل الذين نجحوا بصد انطلاقة نتنياهو المغامرة شكلت حركة لبيد جزءا هاما منها. ارتباطه بنتنياهو سيقود حركته الى نفس مصير حركات سابقة أنجزت ما أنجزه لبيد اليوم، ومنها "الحركة الديمقراطية للتغيير" ( داش) ثم حركة شينوي ( التغيير) التي أقامها والده، وتفككت الحركتان بعد نجاحهما الكبير في انتخابات الكنيست والدخول الى ائتلافات يمينية، هي نفس الأسباب التي تدفع  اليوم لبيد لمعانقة نتنياهو وقوى اليمين المتطرف وإعطائهم  أوكسجين لمواصلة مغامراتهم السياسية، رغم نزع الثقة الشعبي الواضح بسياستهم.
لا اختلف مع المعلقين الذين يتوقعون انتخابات جديدة قريبا. وارى ان لبيد وضع قدمه وحركته السياسيةعلى طريق الإضمحلال.

فلا بُـدَّ أن يَسجيـبَ القَـدَر/ مهندس عزمي إبراهيم

قال الشاعر الفنان والحكيم الفيلسوف اللبناني العالمي جبران خليل جبران: "يقولون إذا مررت على العبد وهو نائم لا توقظه ولا تحدثه عن الحرية، ولكني أقول إذا مررت على العبد وهو نائم سأوقظه وسأحدثه عن الحرية."
وقال شاعر الحرية التونسي الشاب أبو القاسم الشابي: "إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر."
عَبْـرَ تاريخ مصر المتأصل بجذوره في أعماق الوجود، اِتَّصَف المصريون من أي دين ومن أي مذهب وأي ملة، وحتى مَن بلا دين ولا مذهب ولا ملة.. أتصف المصريون بالطيبة والبساطة والسماحة والبشاشة والحكمة والروح الطيبة وخفة الدم وحسن الطباع وحسن الخلق وحسن الظن وتوقع الخير والجد في العمل والوفاء للوطن والولاء للحاكم واحترام الإيمان بتعدد عقائده.  شهد ويشهد بذلك العالم كله مشرقه ومغربه، مدعَّماً في كتب ومراجع ومستندات ووثائق تاريخية، وفي دراسات وأبحاث اجتماعية وعرقية وسياسية.  كما  دُرِّسَ ذلك ويُدًرَّس في مدارس وجامعات ومحافل شعوب العالم أجمع، حتى من احتل مصر وظلم المصريين منهم.. وكما تشهد بذلك الدول الأجنبية المعاصِرة، شرقية وغربية، التي هاجر إليها ويعمل ويعيش بها خيرة المصريين حالياً... مع بعض الاستثناء.
صفات المصري الأصيل من أروع وأنقى الطبائع البشرية، أولا لأنه نشأ على أرض طيبة خصبة مدرة للخير والخضرة والنعمة والعديد من الطيبات فامتلأت نفسه بالرضا والأمان. وثانياً لأنه يعتز بتاريخ حضاري رائع لا مثيل له في العالم.  وما زالت بقايا هذه الصفات الطيبة موجودة عميقة في ملايين المصريين. ونجدها واضحة "مكتمـلة" في قرى مصر، شمالها وصعيدها، بين فلاحيها وعمالها الكادحين وفي البيئات البكر التي لم تُلـوَّث بالأحقاد العقائدية المُحَرَّفة والمتطرفة السوداء، والتي لم تدوسها أقدام المتشددين المتطرفين وميولهم الصفراء.  لكن للأسف، تلك الصفات الروائع ما بقي منها في مصر صار أقل بكثير مما كان.. والسبب في ذلك هو نشر التعاليم الدينية المشوهة والتي ليس فيها من حقيقة الدين وحلاوته أثـر!!!
بطيبة المصري وبساطته، وَثَقَ فيمن يتشدق بالدين، ومن يغرد وينشد ويلحن ويفسر ويفتي ويستغل آيات الدين. ظن المصري الطيب أن كل من يتظاهر بالدين ويتغنى بنغمة الدين ويحمل كتب الدين ويرفع شعار الدين.. متدينــا، ووكيلاً لله على الأرض!!  وما هؤلاء إلا سماسرة الدين ومُسَيِّسيه والمنتفعين من ورائه، خادعي الشباب ومقيديهم بقَسَم الولاء لغير الله والوطن، وخازني وحاملي ومستعملي المتفجرات الأسلحة الثقيلة النارية والبيضاء موجهة لا إلى عدو الوطن بل إلى أشقائهم بالوطن من أي عقيدة وملة ومذهب، لا لهدف إلا لتمكين أقدامهم على بساط الحكم، وتمكين مؤخراتهم على كراسي السلطة، والاستبداد بخير مصر دون أبنائها العاملين الكادحين الأحرار.
والأدهى من ذلك والمُشين أنهم يستعينون بزمرة مأجورة مغرضة مرتزقة من شيوخ النفاق وسماسرة الدين. هؤلاء بدورهم، بدلا من الحث على التآخي بين الموطنين وتعليم الأخلاق وحسن التعامل بين الناس واحترام القيم الإنسانية ينادون في الجوامع والمنابر والمجامع والفضائيات والصحف بالقتل والقتال والجهاد والفوضى وكره الآخر وعدم احترام المنشئات الوطنية والمقدسات حتى من نفس الدين.
انصرف رجال الدين عن واجبهم الذي يفرضه عليهم الدين، إلى سياسة وسلطة ومناصب ومصالح وتجارة، واستغلال البسطاء وابتداع الفتاوي.  فنزلوا بنا وبشبابنا ومجتمعاتنا إلى حضيض عميق. نزلوا بالمصري وبمصر إلى مستوى لم تصل مصر ولا المصري إليه حتى تحت نير أي مستعمر غاشم جبار. ولماذا العجب!!  فإذا كانوا هم أنفسهم على سوء من الخلق والانغماس فيما يشين من جنس وفساد وارتشاء وبذاءة ونفاق وغيره... فكيف لا يخدع بهم المصري الطيب البسيط ويتخذ منهم بعض الجهلاء قدوة.
لم يتصور المصري الطيب البسيط أن الذين أعطاهم ثقته وصوته الانتخابي (رغم الشكوك) وأجلسهم علي كراسي حكم مصر يعقدون اليوم الصفقات المشبوهة مع من كانوا يدعون دائماً أنهم أعداء مصر. يقسمون الوطن جغرافياً ومفاصلا وطوائفاً، ويسرقون مؤسساته وخيراته، ويقتلون حرية التعبير ويتهمون من يكتب الحق بالتكفير والزندقة والخيانة والعمالة، وهم الخائنون. ينعمون بخيرات مصر وتمويل "الأجانـب" من الشرق والغرب المغرضين المخططين لتفتيت مصر، ويتركون المصري الأمين في فقر وجوع وضيق وبطالة وقمع وفوضى وخوف ورعب. لم يكن يتصور المصري البسيط أنهم عُتاة غِلاظ لا يأبهون بإنسانية أو وطنية.. أو بدين!!
هؤلاء من يدعون التدين ويسجنون النساء في حجاب ونقاب وبرقع ودواليب ويحتفظون بهم أوعية للشهوات، ويرفضون التعامل مع شركاء الوطن المؤمنون بالله وبالوطن حتى من نفس دينهم، يسعى منهم من يقوم بعمليه تجميل أنفه ويحرم على النساء تجميل وجوههنَّ، أو حتى إظهار وجوههنَّ وشعورهنَّ التي أهداها الله لهنَّ، وأقصد أيضاً شعورهنَّ أي مشاعرهنَّ وأحاسيسهنَّ كبشر لهنَّ من العقل والرأي والعاطفة ما للرجال، بل ما يفوق ما لدى الكثيرين من الرجال.. هؤلاء من يدعون التدين يدعون بنكاح الوداع ونكاح الأطفال وارضاع الكبير، وأحديثاً جواز تقديم المسلم أمه وأخته وأبنته بل وزوجته للنكاح من شخص آخر (الشيخ أبو حسان هذا الأسبوع) ، وبتحريم مجالسة الأب لإبنته وما شابه ذلك، ويقومون هم بالفعل الفاضح علناً في كل مكان حتى في الطريق العام... وغير ذلك كثير.
مصر، في عصر نهضتها المشرفة في النصف الأول من القرن العشرين (الفترة اليتيمة في الـ 1400 عام تحت الحكم الاسلامي) كانت مسلمة متدينة ديموقراطية مدنية حرة، مزدهرة بالإسلام الحقيقي المتعايش مع البشرية والمتوافق مع الحضارات الراقية المبدعة  الحديثة، بما نسميه اليوم "الاسلام الوسطي" الهاديء السمح الرزين، والمحترم من كل الأديان والشعوب. كانت مصر خالية من قوى وشيوخ النفاق وتجار الدين الداقين طبول الحرب والناعقين بالحقد والفساد والتمييز والتكفير والتدمير. كانت خالية من تيارات الأخوان والسلفيين والوهابيين والجماعات المسلمين والمتأسلمين الارهابيين المتشدقين بالدين وزمرة الشيوخ والفتاوي التافهة.  كانت مصر في حِمى الأزهر الشريف القوي معقل الإسلام، والإمام الشيخ محمد عبده سند الإسلام، وزعيم الشعب سعد زغلول خريج الأزهر، ومصطفى كامل ومحمد فريد وطلعت حرب وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومصطفى لطفي المنفلوطي ومحمود مختار، وغيرهم من أبطال الدين والسياسة ونجوم الاقتصاد والعلم والفن والابداع، حتى عصر مصطفى النحاس، ثم عصر جمال عبد الناصر. وكانت السيدة والفتاة المصرية، مسلمة ومسيحية، موظفة وطالبة، فلاحة وبنت بلد وست بيت لا محجبة ولا منقبة ولا مقنَّعة ولا مخفية "متكلفتة" كالعفريت الأسود.  كنَّ في سفورهنَّ محترمات. عندما كانت مصر كذلك لم يكن بها مثل هذا التحرش الجنسي السائد اليوم وسوء الأدب والفساد والصياعة والضياع والفوضى والهبوط الأخلاقي تحت مظلة التدين المزيف "المستورد"الجاثم على صدر مصر.
بدلا من تعليم الأخلاق وحسن التعامل واحترام القيم الإنسانية في الجوامع والمجامع والمواقع والمنابر والفضائيات والصحف، ينادي "شيوخ النفاق" و"سماسرة الدين" بالقتل والقتال والجهاد والفوضى وكره الآخر وعدم احترام الأديان الأخرى التي أوجدها "اللـــه الخالـــق" في العالم. فماذا نتوقع.. لقد نصب رجال الدين من أنفسهم آلهة ووكلاء لله، وانصرفوا عن واجبهم الذي يفرضه عليهم الدين إلى أطماع سياسية وسلطة ومناصب ووظائف وتجارة وابتداع الفتـاوي.. فنزلوا بنا وبشبابنا ومجتمعاتنا وبتعليمنا وبوطنا إلى الحضيض. ومن ناحية أخرى، إذا كانوا هم أنفسهم على سوء من الخلق والانغماس فيما يشين من جنس وفساد وغيره... فلا عجب أن يقتدي بهم بعض الشباب والرجال بل وبعض النساء.
فيا أبناء مصر الطيبين البسطاء الأحرار.. رجال ونساء، شباب وصبايا، فلاحين وعمال وكتبة ومهنيين ورجال أعمال.. هبوا واتحدوا وحدة وطنية وجبهة واحدة مقدسة مع الجيش والشرطة والقضاء والاعلام النزيه لإنقاذ مصر من تحت كابوس الظلم والاستبداد، واستعيدوها من براثن الذئاب الذين لا يهمهم مصر ولا صالح أبنائها من قريب أو بعيد.
يا بني مصر الطيبة: أعداؤكم قوم لا يعرفون حدود.
** قوم يتشدقون بالدين وهم أبعد الناس عنه.
** قوم يتظاهرون بأنهم جنود الله، وهم سلطويون مستبدون أقرب إلى الشيطان منهم إلى الله.
** قوم غافلون عن العدل والحق.. والعدل والحق إسمان من أعظم وأقيم أسماء اللـــه.
** قوم غافلون عن مباديء الإنسانية، والإنسانية هي جوهر الدين وأساسه الصلد، التي أرسى الله عليها قواعد الدين وقوائمه.
** قوم لا يعملوا لوطنهم ولا للآخرين.  فهم لا يزرعوا ولا يصنعوا ولا ينتجوا ولا يبدعوا، ولكن يعيشون عابثين بالوطن مشيعين للفوضى سالبين لحقوقنا وعرقنا ورغيفنا وأرزاقنا، مُرَفَّهين مُنَعَّمين بدخولهم السخية من مموليهم ومستأجريهم الأجانب، عُربٌ وغُربٌ.
** قوم لا يضيرهم اليوم أنين وآلام وضيق المصري الفقير والجوعان والعاطل والمريض والمجروح، ولا دموع اليتيم والثكلى والأرملة.  غير مدركين أن بعد اليـوم غــد، وأن الغــد وَلادٌ لأبطال الشعوب حاملي شعلة الحرية سواء بيضاء أو حمراء.
يا أخوتي أبناء مصر...
بئس من يظن أنكم عبيد نائمين غافلين هامدين.. لقد وجب الانتفاض وسحب الثقة ممن لم يصونها، وسحب حسن الظن ممن هو ليس أهلٌ لحسن الظن. لقد حَقَّ اليوم بل الساعة أن نطالب بالحرية والكرامة والعدالة والمساواة والعيش والأمان لنا ولمصر، واالتخلص من المغتصبين والمغرضين والانتهازيين والمتاجرين بدماء الشباب وحرية العباد وكرامة الأوطان
ولا بد... لا بد أن يستجيب القدر.
مهندس عزمي إبراهيـم

حاكموا "الرئيس" قبل محاكمة متهمي "بورسعيد"/ مجدي نجيب وهبة

** أصدرت محكمة جنايات بورسعيد ، قرار بإحالة أوراق 21 متهما فى أحداث بورسعيد الماضية إلى فضيلة المفتى .. وعقب النطق بالحكم ، إندلعت أصوات وزغاريد أهالى الشهداء وهتفوا "يحيا العدل" .. وإنطلقت أفراح "ألتراس الأهلاوى" ، وأطلقوا الشماريخ إحتفالا بهذا الحكم !!
** على الجانب الأخر .. إندلعت أصوات وصراخ أهالى المتهمين ، لشعورهم بالغبن على هذا الحكم ، وهو ما أدى إلى إندلاع الفوضى والمظاهرات فى جميع أرجاء "بورسعيد" .. نتج عنه إستشهاد 16 شخص من بينهم ضابط شرطة ، وأحد الأمناء المكلفين بحراسة سجن بورسعيد ، أثناء محاولتهم للتصدى لإقتحام سجن بورسعيد .. ومازالت الفوضى مشتعلة ومستمرة ، بل أعلن شعب بورسعيد عن إستقلالية محافظتهم عن الإخوان المتأسلمين ، النظام الحاكم الأن فى مصر ...
** لم يغب هذا المشهد الذى حدث اليوم بالحكم الرادع من محكمة جنايات بورسعيد عن مشهد الأمس الذى سقط فيه 9 أشخاص من شباب السويس شهداء برصاص الأمن المركزى والشرطة المصرية .. كما سقط فرد أخر شهيدا بمدينة الإسماعيلية .. وكل هذه الإصابات كانت نتيجة إطلاق رصاص حى أصابهم فى الصدر والبطن !!! .. هذا بجانب إصابة 600 شخص أخرين .. نتيجة قذفهم بالرصاص وقنابل الغاز المسيلة للدموع بكمية كبيرة جدا ..
** هؤلاء الذين سقطوا والذين أصيبوا .. لم يكونوا بلطجية .. ولم يكونوا مجرمين .. ولم يكونوا خارجين على الدولة ، بل هم جزء من هذا الشعب الأصيل الذى خرج للتعبير عن غضبه مما وصلت إليه مصر من تدهور فى كل مؤسسات الدولة !!. .
** سقطت السياحة فى مصر ، بسبب حكم الإخوان .. وقد وصلت إلى حد الصفر ، وأغلقت جميع الفنادق ، وألغيت جميع الأفواج السياحية رحلاتها ... وإنهارت السياحة تماما !!
** تدهور الإقتصاد بسبب حكم الإخوان ، وصل إلى حد التسول من صندوق النقد الدولى !! ..
** تدهور الأمن بسبب حكم الإخوان .. وغاب الأمان عن الشارع المصرى !!
** تدهور القضاء بسبب حكم محمد مرسى العياط ، الذى أمر ميليشياته وأبناء عشيرته بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ، ومنع قضاتها من دخول المحكمة لأداء عملهم .. وهى سابقة أولى فى تاريخ مصر ، بدأها رئيس الدولة بعدم إحترام أحكام القضاء عندما أعلن عن عودة مجلس الشعب المنحل لعمله !! ..
** إنها سابقة أولى بدأها رئيس الدولة .. عندما توغل على عمل القضاء وأقال النائب العام وعين نائب عام أخر يتميز بالسمع والطاعة والولاء لمرشد الإخوان ..
** تدهور الإعلام بسبب حكم الإخوان بعد إرهابهم للإعلاميين ومحاصرتهم لمدينة الإنتاج الإعلامى ..
** تدهورت الصحافة بعد حكم الإخوان .. وتهديد الصحفيين برفع الدعاوى لإفتعال القضايا والبلاغات لتقديمهم للمحاكمة ..
** سقطت الداخلية عندما بدأ العياط بإحالة كل ضباط الداخلية للتقاعد ، ويتلاعب بمنصب وزير الداخلية للوصول إلى وزير يلبى رغباته بالسمع والطاعة ..
** سقطت هيبة الجيش المصرى .. عندما بدأ يتوغل بين قادة المجلس العسكرى ويصدر تعليمات بعدم ملاحقة الإرهابيين فى سيناء بزعم أن ملاحقتهم قد تصيب مدنيين .. ويأمرهم بالعودة لثكناتهم ..
** لقد سقطت مصر عندما سمح رئيس الدولة لميليشياته وميليشيات حماس بقتل المتظاهرين حينما إعتصموا أمام قصر الإتحادية وقتل أكثر من 7 مواطنين مصريين ، وإصابة أكثر من 200 مصرى .. بل وصل فجور وبجاحة هذه الجماعة الكاذبة أن يصرح المضلل العام لهذه الجماعة فى بيان للإعلام بأن جميع شهداء الإتحادية هم من الإخوان المسلمين .. رغم أن الجريمة قد صورت ونقلت عبر كل وسائل الإعلام بالصوت والصورة وبالأسماء أيضا .. فهم ليس لهم علاقة بالجماعة بل كانوا مواطنين مصريين معتصمين ضد محمد مرسى وبعضهم كان من الأقباط !! ..
** ما حدث بالأمس 25 يناير 2013 .. هو إنفجار وخروج الشعب المصرى جميعه فى كل محافظات مصر .. مطالبين برحيل محمد مرسى العياط ومحاكمة هذه الجماعة ..
** ولكن يبدو أن الداخلية لا تتعلم من الدروس السابقة .. فقامت بالتصدى للمظاهرات السلمية بصورة عنيفة لم يسبق لها مثيل .. تنذر بالخطر القادم على مصر !!..
** أما الجيش المصرى .. فيبدو أنه تعود على إطلاق تصريحات فيسبوكية بعد أن تم نشر بعض قواته على الحدود بين المحافظات والمدن داخل مصر .. ولكنه للأسف تدخل بالأمس بمدرعاته فى السويس ، ليس لحماية المتظاهرين الذين سقط العديد منهم قتلى وجرحى ، بل هو تدخل فقط لحماية المنشأت والمحليات بعد أن إندلع الغضب فى كل شوارع المحافظة !! ..
** ما حدث بالأمس هو إشتعال غضب كل محافظات مصر .. وإشتعال غضب الشعب المصرى وإعلان المتظاهرين عدم رغبتهم فى حكم محمد مرسى العياط .. ومع ذلك صمت الجيش المصرى عن تحقيق رغبة الشعب .. ونحن هنا نذكرهم بأحداث 25 يناير 2011 .. عندما خرجت قلة بميدان التحرير كان أغلبهم من الإخوان والسلفيين وحركة 6 إبريل .. وطالبوا بإسقاط الرئيس ..
** وقف الجيش بجانب هؤلاء المعتصمين .. وأعلن أول بيان له بأنه مع المطالب المشروعة للثوار .. وسؤالنا الأن ، من ينقذ هذا الشعب ؟ .. من يحاسب الرئيس على كل جرائمه التى حدثت فى مصر منذ توليه الحكم ، وحتى الأن ؟ .. من يحاكم الرئيس على كل الدماء التى سقطت ؟!! ..
** أعتقد أننا إقتربنا بشدة من سيناريو ما يحدث فى سوريا .. فقد يظهر غدا ما يطلق عليه الجيش الحر ، ليقف ضد ما يطلق عليه الجيش الإسلامى .. ليتقاتل مع ما يطلق عليه الجيش الشعبى ..
** وقد يظهر غدا شرطة الإخوان وشرطة الشعب والشرطة الملتحية .. وجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ..
** قد يظهر غدا ميليشيات إسلامية .. فى مقابلها ميليشيات مسيحية ، ليتكرر نفس المشهد اللبنانى ..
** أعتقد أن كل هذه المشاهد كانت تخطط لها الإدارة الأمريكية .. وحدثت بكل نجاح ساحق .. فقد حقق أوباما وكلينتون أكثر مما كانو يحلمون به !! .. فالرئيس مرسى لم يكن رئيسا لمصر ، بل هو مجرد أداة فى أيدى الإدارة الأمريكية ، لتحقيق سيناريو الفوضى الهدامة وإسقاط دولة مصر بالكامل .. ليس هذا فحسب ، بل يتم ذلك فى حماية الجيش والشرطة .. فهل يصل بنا الغباء إلى هذا الحد ؟ !!!..
** هل يمكن أن نترك مصر القوية والشامخة .. فريسة لجماعات إرهابية مسلحة ، تقود الوطن إلى حروب مدن وعصابات .. إلى متى نظل صامتين وبلهاء عن محاكمة الرئيس ؟ .. هل نظل نردد كالبغبغانات لعبة "الصندوق الكاذب" .. و"الشرعية الباطلة" .. و"الدستور المسلوق" !!!!!!!
** حماكِ الله يا أرض مصر .. وحمى شعبك من كل الإرهابيين وطيور وخفافيش الظلام !!!!
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

بعـران الوالي ــ من تراث جـريدة عـمّـا كـلدايا/ مايكل سـيـﭙـي

من تراث جـريدة عـمّـا كـلدايا / سـدني ـ 2001

مقـدِّمة :
حـين أصدرنا جـريـدتـنا عـمّا كـلـدايا / سـدني 2001 المحـلية ، كان الهـدف منها إستـنهاض الحـس الـقـومي لـدى أبناء شعـبنا الـكـلـداني في أستراليا ثم تسلـيط الـضوء عـلى ما نـراه في بـيئـتـنا من ظـواهـر مسموعة أو منـظـورة يستحـق الـتـوقـف عـندها بكـل رَويّة من أجـل تـقـويمها أو تشجـيعـها بالعـلـنية ونحـن في بـلـد الحـرية . ولا يخـفى عـلى الجـميع بأنـنا الـيوم في عـصر ما بعـد الحجـرية والجاهـلية فـقـد نجحـنا في دورات محـو الأمية وتعـلمنا الكـتابة باللغة العـربـية وإذا ظهـرَتْ عـنـدنا أخـطاء إملائية أو نحـوية أغـفـروا لـنا فإنها عـفـوية من سِـمات الطبـيعة البشرية وحـبَّـذا لو تـنبِّـهـونـنا عـلى أخـطائـنا الكـتابـية أو محـتـوياتها الـفـكـرية فـنـعـتـذر لكم بكـل ممنـونية ، وطالما ذكـرتُ الحـرية فـقـد تـذكـَّـرتُ معـها ما كـتبه قـبل أشهـر أحـد الأصدقاء من قـرّائـنا الكـرام من بـلـدتي عـنـد معـرض ردّه عـليَّ مغـلـفاً مقاله بتهـديـد رخـيص الـثمن في سـوق المحـن قائلاً عـني لو كـنتُ في بـلـدتي ــ عـنـده ــ ما كان بإمكاني أن أكـتب ما أكـتبه الآن بهـذه الحـرية التي في أستراليا !! وكلامه صحـيح ، لماذا ؟ لأن في بـلـدتي (سابقاً ــ وليس لي عِـلم الآن ) كانت هـناك حـكـومة نهارية وأخـرى لـيلية ، وكان هـناك البعـض من الساذجـين النهاريّـين الكـثيرين يعـتـقـدون بأنَّ عـمليات الـغـدرَ الليلية بخـمسة أو عـشرة أو خـمسين رجلاً آمناً أعـزلاً في قـرية صغـيرة فإنها سـتـقـود إلى إنـتـصار الماركـسية اللينينية دون أنْ يـدركـوا أنَّ عـشرات الملايـين بل أكـثر والتي سُـفِـكـتْ دماؤها غـدراً وظـلماً ، قـد تـفـسَّـخـتْ أجسادها الـبريئة ولكـن أرواحها الحـية هي التي تعالـتْ وثارتْ وأسـقـطـت تلك الصروح اللينينية الماركـسية لا بالغـدر ولا بالمؤامرات بل بثـورة حـب هادئة سـلمية مثل حـبة الحـنـطة التي تـتـفـتــَّـتُ في التربة بإرتياح فـتـنـبتُ سـنبلة حـيّة  ، وهـذا هـو معـنى كـلام الرب المسيح ( لا تخافـوا من الـذين يقـتـلون الجـسـد ولكـن خافـوا بالحـريّ من الـذي يقـدر أن يهـلك الـنـفـس والجـسـد ) ومع كـل الأسف بعـد كـل تلك التجارب الحـياتية وسنين عـمـره ما فـوق الستينية لم يستـطِع صديقي الموقـر التجـرّد ولا الإرتـقاء فـوق العـقـلية الشبابـية فـنراه يلجأ ( ليس هـو لـوحـده ) إلى التهـديـد المُـخـجـِل عـلى غـرار الطريقة المتخـلـفة العـشائرية وفي ذات الـوقـت نـراه أمام الـناس يفـتخـر مـدّعـياً بإنـتماءاته الـثـقافـية والـتـقـدمية وينـشر ــ متباهـياً ــ صوَره مع عـمالـقة الـنـضالات السياسية .   
ويسـرّني أنْ أكـون منصفاً ومنـطـقـياً أكـثر فـقـد رأيته محـقاً في نمط تـفـكـيره وأجـدَر ! لأنه هـو نـفـسه لم يـذق طعـم الحـرية فـكـيف نطالبه بها في أيامنا الحالية ؟ لم يَـرَ شيئاً إسمه الـديمقـراطية فـكـيف نـسأله أنْ يرسمها لـنا عـلى السـبّورة المـدرسية ؟ وقـد فاته شيء واحـد أنـنا ( أنا ، ورفاقه في الشـيوعـية ) محـظـوظـون حـين لجأنا إلى هـذا البـلـد الـذي يحـترم حـياة الحـيوانات والكائـنات الـبشرية والقـيم الإنسانية ويحـترم الحـرية الشخـصية ، وقـد لا يصـدق صديقي أن أستراليا الرأسمالية تـُـجَـسِّـد الإشـتراكـية أكـثر بكـثير من إشتـراكـية مدّعي الإشتـراكـية !! وليس مثـل الآخـرين الـذين تعـني الإشـتراكـية عـنـدهم ــ لا تموت ولا تشبع ــ والحـرية عـندهم هي كـَـمّ فاه كـل إنسان ويودَع داخـل زنـزانات حـتى يصبح في طيّ الـنسيان ، أما هـنا في أستـراليا فعـلينا واجـبات ــ وفـق طاقـتـنا ــ نؤديها برحابة صـدر منقـطع الـنـظـير ولـنا حـقـوق كـلها مدوّنة بنـصوص قانونية نأخـذها مع الـتـقـديـر ، ونحـن أناس بُـسطاء لسـنا أولاد الأمير ، وأنَّ ــ هـذا مهم ــ الـبعـض عـنـدنا من (( رفاق صديقي العـزيز )) يستـلمون راتـبَـين دون مضايقة أو تأخـير .
ورجـوعاً إلى جـريـدتـنا عـمّا كـلـدايا فـقـد نشرنا في وقـتها قـصصاً من صنع الخـيال أو أساطـير قـديمة زُجَّ فـيها الحـيوان ــ حـتى لا يـزعـل عـلينا إنسان ــ ألـَّـفها الحـكـماء تـدعـو الـبشر إلى تحـسين سـلوكهم وتـفـكـيرهم نحـو الكـمال ، فـيها عِـبَـر مفـيـدة تـقـودهم إلى الخـصال الحـميـدة وتـنفعهم لكـل زمان ومكان بصورة أكـيـدة :
( 1 )
بعـيـر الوالـــــــــــــي
حـدثـني زميل عـن مسرحـية ( بعـير الوالي ) التي شاهـد عـرضها عـلى خـشبة مسرح بغـداد في فـترة من السبعـينات ، نكـتبها بلون قـلمنا لـيـطـلع عـليها قـرّاؤنا لـنعـرف درجة صدقـنا عـند ثرثرتـنا ومدى إيماننا بأي عـمل جـماعي يخـصنا .
يُحكى عـن بعـير مُدلل للوالي كان يجـول ويصول كـيفـما يشاء في حـقـول الأهالي يأكـل ما يشتهي من زروعهم ويتمرغـل أينما تستهـويه مروجهم ولا يـبالي حـتى تطاول فـصار يداعـب ناقاتهم تارة ويغـمز غـزلانهم تارة أخـرى ناسياً أنه بعـير كـبـير لا يليق به مغازلة الريم الرشيقة ولا مداعـبة الجـميلة في الحـديقة من إناث الحـيوانات الأنيقة . ضاق الناس به وتذمروا منه حـتى أجـمعـوا أمرهم يوما ليرفعـوا دعـواهم إلى الوالي يشكـون إليه سوء تـصرّف بعـيره في ديرتهم . ولكن مَن ذا الذي يتـقـدمهم ليكلم الوالي بإسمهم ؟ في الـبـدء تشجَّع كلهم فـتـقـدم أحـدهم وقاد مسيرتهم في الطـريق إلى حـيث الوالي وعـددهم يفـوق المائـتين . وقـبـيل منـتـصف الطريق نظر قائـدهم حـوله فـرأى قـسما منهم يعـود أدراجه إلى حـيث قـدِمَ . هـزَّ رأسه وإستمر مع الباقـين مسيرته حـتى برز من بعـيد برج قـلعة الوالي عـندئذ تباطأ عـدد آخـر من المتـظاهرين وبقـوا في مكانهم والآخـرون يواصلون سيرهم . ولما وصلوا مشارف القلعة نظر الزعـيم الشجاع حـوله إندهـش ! فجـماعـته الذين أجـمعـوا أمرهم ورفعـوا دعـواهم وإشتـد غـضبهم ، تركـوه ولم يـبقَ إلا بضعة منهم وما أن وصل باب القلعة حـتى إستـوقـفه الحـراس برماحهم قائلين : ماذا تريد يا رجل ؟ قال لهم : أنا وجـماعـتي نريد مواجهة الوالي في شأن خـطـير عالٍ ! قالوا: إنك أنت أمامنا ولكن جماعـتك أين ؟ إلـتـفـتَ الرجل كي يشير إلى جماعـته ، فلم يـرَ إلا نفسه . لـقـد خـذله أصحابه ، فـقال للحـراس : خـوَّلـني أصحابي أن أكـلم الوالي بإسمي وباسمهم وهم الآن ينـتـظرونني عـند مشارف القلعة وما بعـدها عـلى الطريق . سأله الحـراس : ولماذا لم يصطحـبوك إلى باب القلعة ؟ قال : كي لا يُساء فهمهم ويُـفـَسَّر موكـبهم بقافلة تـثير حـول القلعة غـبارهم . ولما أذِن له وصار في حـضرة الوالي ، سأله : ما الذي جاء بك إليَّ يا هـذا؟ قال الرجل المقـدام : يا حـضرة الوالي ، إن بعـيركم صار يرعى في حـقـولنا و...! فـقاطعه الوالي فـورا قائلا : وهل من مانع يمنع عـزيز الوالي ( البعـير ) من حـرِّيته ؟ قال الشجاع : كلا يا مولاي إنما نحـن نـراه وحـده فـنحـزن له ولا رفـيقة عـنـده ! وعـلينا أن نجـتهد لـنخـطب ناقة له ، تـزيل عـنه هـمومه وتـعـوِّضه وحـدته وتوفّـيه حاجـته ، فـما رأي فخامتـكم في طلبنا لـلـتـرفـيه عـنه ؟ قال الوالي : بارك الله فـيكم جميعاً وهـذه مئة ناقة مكرمة لك ولبعـيري واحـدة . ولما رجع الرجل والـ 101 ناقة معه سأله أصحابه الـذين تركـوه عـما جـرى بـين الوالي وبـينه ، أخـبرهم بالحـقـيقة فـقالوا له : أليس من العـدالة أن تشاركـنا فـيما وهـبك ؟ قال لهم : أما كان الأجـدر لو شاركـتموني في حـضوري أمام الوالي ؟ قالوا له : ولكـنك قـلتَ للـوالي أن الـبعـير يريد ناقة ! ولم تـقـل دمَّـر حـقـولنا ونحـن رعـيته جـميعـنا ! قال : خـذلـتموني وتركـتموني وحـيداً أمام الباب العالي وتريدون مشاركـتي في مكـرمة الوالي ؟ أتريدونـني أكـلمه عـن شكـواكم وتذمُّركم كي يعاقـبني عـوضا عـنكم ؟ أما كان الأصح لو رافـقـتموني كي تشاركـوني ؟ فـمنذ الآن لن أتـكئ عـلى جـداركم كي لا ينهار بي وأموت تحـت أنقاضكم !! دام الوالي عـزيزا وأنا مُكـرَّما وليخـذل المتخاذلون .     

( 2 )
صاحـب الناقة والوالــــــــــــــــي

البابلي في حـــضرة الوالي يـسأله ماذا عـن الأحـــــــــــــــــــــوال
رد عـليه الصدى بالإجـمال (ياذيب ليش تعَـوي؟ حالك مثل حالي)
يحكى أن رجلاً من ديار بابل ضاعـت ناقـته النزيلة ، وهـو في طريقه إلى تل الكهف في حـلب الجـميلة . سأل عـنها الكـثير وأمله وفـير وبعـد عـناء مرير رآها عـند إعـرابي من أهـل الشام كان قـد لـقـيَها تائهة فإمتـلكها . جاء الرجل إلى الإعـرابي فـسلم عـليه وطبع قـبلة على كـتـفـيه ، وإسترسل الحـديث معه ثم قال له : يا أخا العـرب لـقـد ضاعـت مني ناقـتي ، كانت مُسَـليتي فأخـذتْ معها مهجـتي ، تعـبتُ في البحـث عـنها ولم أجدها وبعـد جـهد مليل شاهدتُ مطلعـكَ الجـميل توسمتُ فـيك الخـليل أراك من أهل الشيمة والكـرم لا تقـبل الضيم وترد الذمم ، كل الشهامة منك والأصالة فـيك ، ومقـدما أشكرك لأقـول لك ها هي ناقـتي عـندك ! فـقال الإعـرابي : يا أخي في أرض القـبـيلة ، لـقـد أكرمْـتـني بكـلماتك النبـيلة وأغـرقـتـني بعـباراتك الهديلة ، صدقـتَ فـيما قـلت إلا في الأخـيرة ! أعـندك غـيرها بديلة ، فهذا جـمَلي وليس ناقـتك الهزيلة . قال الرجل : هلا نظرتَ أسفلها لترى ضرعها وحلمتيها ؟ قال الإعـرابي : نظرتُ وحـمدتُ ، فـلـقـد مَنَّ الله عـلي بجـمل ذي ذكـرَين ، فـشكـرتُ .
إحـتار الرجل الـبابـليُّ في أمره وفـقـدَ وجه الصواب في الإعـرابي وسذاجـته ، ولما كان غـريـبا لم يجـد بدَّاً إلا أن يكـون أديـباً فـيعـرض أمره على الوالي لبـيـباً . فـقال للإعـرابي : أتـقـبل بقـضاء والي الشام فـنـذهـب إليه كِـلانا بسلام ؟ رد عـليه الإعـرابي فـورا: نعـم والله إنه والينا ، شيخ عـلينا معـلمنا وراعـينا ، وهـو سـيِّـد الـقـوم وأبونا ، نقـدم له الغـلة من زرعـنا والـعُـشـرَ من مدخـولنا ، وكل يوم نصلي ونـطـلب له عـمراً طـويلاً ونعـطي له ما بأيدينا ، نقـبِّل يده بشفاهـنا وهـو يرد لكـرَمنا عـناقاً وبَوساً عـلى خـدنا ، يربـتُ عـلى ظهـرنا ويكـثره عـلى من يتـصف باللطافة بـينـنا ، وعـليه فأنا أقـبل بقـضائه لـنا فإليه هـيا بنا . ولما وصلا إليه سلما عـليه ردَّ عـليهما السلام والغـمة فـيه ، سألاه : ما بك يا مولانا ؟ قال: نُـزعَـتْ عـني حمامتي وشاية ، كانت ترف جـناحـيها فـتهفُّ لي صيفا وتجاورني بريشها فـتـدفـئني شتاءا ، تدغـدغـني بمنقارها فأنتشي بها ليلا ، ومن شدة حـزني ، نفـضتُ عـباءتي فـلحـقـتْ بها رفـيقاتها ، وتركـتْ أعـشاشها ، فـنـثرتُ وراءها من الشعـير بعـض حـبات وإتخـذتُ من العـش محـرابي وقـلعـتي ، وقـلت لنفسي : يا ليت شعـري هل أبـيتن ليلة بعُـشِّ الدجى إني إذاً لـزهـيد وسعـيـد ، وأتركُ الموتى يدفـنون موتاهم ( ساذج وبلـيدُ ) . إستغـرب البابلي من إستـناحة الوالي وحسَـبَه مهووسا في كـلماته ، فـقال له : يا مولانا إن الحـمامات في أعـشاشها ساكـنات ، فـما الذي جاء بها إليك لتمنحـك الدفء والـدغـدغات ؟ ( وقـلب البابلي يقسم بالكائنات : هـذا النحـيب ودموع التماسيح شبـيهات) ! .
أجاب الوالي : إن الحـمامات الوديعات لا تطمئن إلا عـند الولاة . ولِمَ الريـبة ! أما يُحكى عـن سليمان كان يناغي الطير وهي جُـثـَّمٌ راغـبات ؟ ثم أردف : حـلـلـتما أهلا ونزلـتما سهلاً وأقـضي لكما إذا طلـبتما أمراً . حكى البابلي قـصته وأفـضى للوالي أمره . ثم تـقـدم الإعـرابي وقال : هـذا جـملي يا طويل العـمر وأنت مولاي مدى الدهـر، والبابلي يحاججـني في الأمر ويقـول عـن جـملي أنه ناقـته ، فإقـضِ بـينـنا أدامك الله والينا لـنا وله . فـلما تـفحَّـصَ الوالي العـلة قال : إنه جملك أيها الشامي ، خـذه وإذهـب في طريقك إنه لك . فـقـبَّل الإعـرابي يد الوالي ثم خـرج . ولما رأى الرجل في الوالي الخَـصْمَ والحَكَمَ سكـت ولله أمره سلـَّم ، وعـندئذ بالخـروج هَـمَّ . وهـنا إستوقـفه الوالي سائلا إياه : كم ثمن ناقـتك ؟ قال الرجل ألف درهم حـفـظك الله . فأمر أن يُعـطى له ألف درهم وبعـض زيادة . تعـجـب الرجل البابلي وقال: ما هـذا يا مولاي؟ قال الوالي : تلك كانت ناقـتك وهـذا ثمنها وبعـض الزيادة لك ! فاستغـرب الرجل وقال : إن كـنتَ تـقـرُّ بأنها خاصتي ، فلماذا قـضيتَ وأعـطـيتَ له ناقـتي ؟ أجاب الوالي وقال : بسذاجة هـذا الخـبل وأمثاله الذين لا يفـرقـون بـين الناقة والجمل ، أصبحـتُ أنا واليهم وسأبقى راعـيهم طِوال الـزمن المقـبل ، أتريدني أن أعَـلِّمه ليستـنير عـقله ، وغـدا تـُعـرَفُ حـقـيقـتي عـنده ، فأفـقـد ولاءه ولن يفـتح لي صرَّته ، وأخسر الـعُـشـرَ والغلات ، كـنزي في الحـياة والممات ؟ أما أنت فإنك واحد بذكائك ، لا تهمني طاعـتك ، ولا يقلقـني دهاؤك ، طالما أنت بعـيد ولا أقـبل بإقـترابك ، وإلا فستـكشف حـيلتي وتدرك خـدعـتي وتـنزع عـني عـباءتي . قال له البابلي : يعـرف الناس بأنك هـيطل ، يوم نفـضتَ العـباءة يا ذابل ، إبتسمَ الوالي وقال يا عاقـل ، كـبـيرهم في مجلسي غافـل ، وكل مَن في المجلس أهـبل ، أحسبهم كالأصنام ولا أخجل . هـزَّ البابلي رأسه الناجل ، والدرهم الحـرام في يـده يقـول : أفـتخـرُ ! مدينـتي بابل ، أجاهـر بالحق ولا أمهل ، الثعـلب في الغابة ماكـر، وجلده في الأسواق وافـر، والشاري في فـلوسه زاخـر ، ومن يعـيش بالحـيلة يموت بالفـقـر . فالفـقـر ليس دائماً بالمال بل تـراه في الخـُـلق والخـصال .

اذا عرف السبب بطل العجب/ فادي الحاج

ما هذه الدوامة التي يعيشها لبنان لا اول لها ولا اخر. هل فعلاً يمكن الخروج من التعصبية الطائفية والحزبية؟؟

قامت الدنيا وما قعدت مؤخراً على الوضع في طرابلس بعد حادثة كرامي والتخوف من إقامة او تحويل مدينة طرابلس الى امارة اسلامية، بسبب تعصب بعض الجماعات الاسلامية امثال (الذي نصب نفسه أمير) أبو حسن الصباغ، الا ان إجماع العقلاء في طرابلس أصروا على تحصين الأجواء من عقلية التعصب الطائفي للحفاظ على الاستقرار القائم بعدم السماح لأي كان بجر المدينة الى حرب عبثية واراقة المزيد من الدماء.

وان ما حصل اضرب وافك رقبه في مقاطعة او إمارة كفر ذبيان من تعصب راديكالي مسيحي فاضح "بمناخ انتقامي"، ووجود " تربص" من بعض اهالي المنطقة الذي أدى الى هذه الخضة الامنية مع الاسير ومن انفلات للأمور الذي كان ممكن جداً ان يأخذ منحىاً كاد ان يهدد باندلاع حرب لا يعلم احد كيف يكون مسارها. اذا عرف السبب بطل العجب مؤسفا جدا ان نقول ان هذه العقلية تبدو وكأنها تتفق تماماً مع ذهنية أغلبية السياسيين المسيحيين في لبنان، والبعض منهم يفرض نفسه وصيا روحيا على جماعة أنصار التجييش الطائفي والمذهبي (المسيحي) المتعطش للحرب.

هذا التوتر بالعلاقات الخطير وغياب الثقة بين اللبنانيين يعيدينا بالذاكرة المؤلمة للحرب الاهلية اللبنانية ، والشرقية ذات الاغلبية المسيحية ، والغريبة الطرف المسلم المرادف عندما كان لا يحق للمواطن اللبناني التجول في جميع ارجاء الوطن او أن يستمتع بالطبيعة المميزة التي وهبها الله لهذا البلد العزيز كما يشاء ان لم يكن ينتمي لطائفة معينة

الطابع النسبي للحريات العامة/ سهى بطرس قوجا

الحرية بالمعنى العام هي خاصة الموجود، وهي ضرورة إنسانية، ومنحة وهبة إلهية خصت فقط من أجل الإنسان دون الحيوان، وحق طبيعي كامن ومُنحدر من الحق الوجودي للإنسان على الأرض. فهي مُرتبطة بالحياة، ولا وجود للواحدة دون الأخرى. كما إن الحرية هي القدرة على التصرف بما لا يضر الآخرين. وعندما نتحدث عن الحرية يتبادر إلى ذهننا كلمة (التحرر)، أي الحصول على الاستقلال والتخلص من القيود وهذه رغبة جُبل الإنسان عليها. ولكن هل هذه الحرية هي مُطلقة أم نسبية؟
الحرية من أصعب المفاهيم التي تواجه الفكر الإنساني، وأكثرها تعقيداً وتشابكًا، ولم يصل الفقهاء إلى أعطاء تعريف مُحدد لها. لأن الحريات في مسيرتها عبر التاريخ في تناقض وتعارض دائم مع سلطة الحكام. فعندما كانت تتطور الحريات العامة، كانت سلطة الحكام تتراجع، والعكس صحيح. وحيث إن حدة التعارض مرتبطة بتطور الوعي السياسي والفكري عند المحكومين، والظروف التاريخية الموجودة، لذلك ظهرت بعض المواثيق لتقييد سلطة الحكام، سواء ما تعلق منها بحقوق وحريات الأفراد الخاصة، أو ما تعلق منها بحقوق الحريات العامة المعارضة تجاه الحكام. مثال ذلك صدور وثيقة العهد الأعظم، التي عقدت بين الملك الانكليزي وممثلي الشعب عام 1215، ووثيقة إعلان الحقوق عام 1689 في انكلترا.
لكن المفهوم الحديث للحرية قد صاغها فلاسفة القرن التاسع عشر، وأقوى تعبير لها، كان في وثيقة إعلان حقوق الإنسان والمواطن عام 1789، أبان الثورة الفرنسية، ومذاهب الحرية الليبرالية. فقد عرفت في الإعلان أعلاه في مادته الرابعة بأنها:" القدرة على كل ما لا يضر الغير". وعرفها بعض الفقهاء على أنها حالة الإنسان الذي لا ينتمي إلى أي سيد، بمعنى ليس عبداً. كما عرفها البعض على أنها سلطة وإمكانية السيطرة على الذات، وبموجبها يختار الإنسان بنفسه تصرفاته الشخصية ويمارس نشاطاته دون عوائق أو أكراه، بمعنى إن الإنسان له حرية اختيار تصرفاتهِ، التي هي نابعة من إرادته، وفي ذلك قال (بوسويه):" كلما بحثت في أعماق نفسي عن السبب الذي يدفعني إلى الفعل، لم أجد فيها غير إرادتي". فالإرادة علةٍ أولى، وابتداء مُطلق وهي خالصة من كل قيد، لأنها لا توجب أن يكون الفعل مستقلاً عن الأسباب الخارجية فحسب، بل وأيضا مستقلا عن الدوافع والبواعث الداخلية.
وجميع هذه التعريفات مُنطلقة ومُرتبطة بالإشكالية المُتمثلة في العلاقة بين السلطة والحرية. فالحريات العامة هي مجموعة الحقوق والإمكانيات المُعطاة للفرد، وهي عامة لأنها تفترض تدخل السلطة العامة، دلالة على دور الدولة في الإقرار والاعتراف بحريات وحقوق الأفراد، وتنظيمها وضمانها بموجب قواعد قانونية. فالعلاقة بين الدولة والحريات العامة علاقة وطيدة، ولا يمكن التحدث عن الحريات العامة ألا في أطار نظام قانوني مُحدد، وهي تنتمي إلى القانون الوضعي.
ومن مميزات الحرية أنها ليست مُطلقة، لأنها هنا تعني الفوضى والإباحية والتسيب والفساد، على حدّ قول المفكر بارك أدمون:" الحرية لا العبودية في علاج الفوضى". على أساس أن الحرية هي التحرر من القيود والضغوط الاجتماعية، ومناهضة كل أشكال التدخل في حياة الفرد، وهذه كانت مطالب شباب وطلاب فرنسا عام 1968، وفلسفة حركة الهيبز. وما دامت الحرية ليست مطلقة، فهي إذن نسبية، باختلاف الزمان والمكان، فإذا كانت باب الرحمة والرأفة والإعدام والإجهاض والقتل، هو سلوك مُشين ومرفوض في بعض المجتمعات، فأنهُ من ناحية حقًا يمارس من قبل مجتمعات أخرى!
وطبقاً للتعريف الوارد للحرية في إعلان حقوق الإنسان والمواطن 1789، فأن الحدود المفروضة على الحرية لا تجوز ألا بقانون، فالحرية أذن هي تقييد إرادي بالنظام كما يقرره القانون، والخضوع الإرادي للنظام هو الذي يميز الحرية عن الفوضى، والسيادة بالنسبة للدولة بمنزلة الحرية للفرد. ومثلما للدولة سيادتها، كذلك الفرد لهُ سيادته الشخصية على ذاتهِ، التي هي حريتهِ. والبشر كما هو معلوم متفاوتون فيما بينهم من حيث القدرات والمواهب، ومن ثم فأن حرية كل فرد تتوقف على ما لديه من إمكانيات.
ومن هنا فأن الحرية إنما يُقصد بها الحرية النسبية التي تتناسب مع قدرات وإمكانيات الفرد وليس المطلقة، لأنهُ لا وجود للحرية المطلقة، لأنها تسبب الفوضى والتسيب والارتباك والتفكك والانهيار في المجتمعات، ولابدّ من ضبطها بضوابط واقعية وفي ظل نظام ومرتكزات ترتكز على الأخلاق والآداب العامة وفي حدود ما يأمر به القانون، حتى يتم تقليص تأثيراتها السلبية لصالح التأثيرات الإيجابية على الفرد ثم على المجتمعات. حتى إن حرية الإنسان على جسده ليست مطلقة، وإنما نسبية ومنظمة بحيث لا يستطيع أن يتصرف بجسده بمطلق حريته، أو أتلافه كسائر الأموال التي يمتلكها، فجسد الإنسان تسكنه الروح، وهذه الروح لا يقدر أن يتصرف بها ألا من خلقها ووهبها لهُ.
وخلاصة الحديث نقول أن الحرية حالة مثالية، لا يتصف بها إلا من جعل أفعاله صادرة عما في طبيعته من مكامن ومعانٍ سامية، لذلك قال (لينز):" إن الله وحدهُ هو الكامل، أما المخلوقات العاقلة فلا توصف بالحرية إلا على قدر خلوصها من الهوى".
 والإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش في ظل مجتمع، ألا إذا سادهُ النظام والقانون. وإذا أراد أن يعيش في هذا المجتمع، فلابد من أن يتنازل عن جزء من حريتهِ لهذا المجتمع، ليتمتع مع سائر الأفراد بذات القدر من الحرية، وأيضا كل ما ينقص من حرية الفرد يزيد من حرية المجتمع، والعكس صحيح. لذلك كان شرطاً أساسيًا للاستمتاع بالحرية، أن لا تتعدى على حرية الآخرين، بل احترامها والحفاظ على المجتمع والنظام العام في الدولة. وعلى السلطة المختصة من جانبها أيضا أن تحترم حرية الفرد في شؤونه الذاتية، وأن تراقب بعين يقظة كيفية ممارسة وتنظيم هذه الحرية تحقيقًا للصالح العام، لأن أي اختلال من جانبها قد يؤدي إلى الاضطراب ويختل الأمن والنظام العام. لذلك أشار (روفيرو) إلى أن الحريات العامة هي حقوق اعترفت بها الدولة ونظمتها وضمنت حمايتها.