أنت عربي، أنت خطير/ جواد بولس

ليس كعادتي، في ذلك الصباح توسّمت خيرًا. دخلت بناية "المحكمة العليا الإسرائيلية" وبي شوق المحارب للغبار. في الفضاء صدى للطقطقة وإيقاع هرولة رعاة تاهوا في فجر تلك الفاجعة.
كل شيء بدا طبيعيًا في طريقي إلى بناية المحكمة الجاثمة كظل سطوة. في إحدى الزوايا خيّل لي أنّني سمعت قهقهة البارون روتشيلد ومعه من قنّنوا شريعة النشوة والقهر. الخديعة سيّدة، فلا دم دير ياسين يقض حلمك ولا ما كان قسطلًا، أعشاشًا لفراخ النسور والبواشق. هي أنّات العروس خجولةً في الظل تختبئ وما زالت تخبئ في صدرها حليبًا ليوسف وأخوته.
"لفتا"، لم تكن صغيرة أخواتها لكنّها مثلهن شهدت كيف كان قيصر يهيّئ مراسم الاكتتاب وجداول الدم. "لفتا"، في كل مرّة أحيط بخاصرتها لأصل إلى ميداني، حيث احترفت الخسارة في محاكم بيلاطس، أحس بوخزة ولا أشتاق لنوح ولا لحكمة الخَلّ على الصليب.
أدخل القاعة. هناك على الدكّة العليا ثلاثة أكوام من لحم. أنتبه أن واحدًا منهم اجتهد ليريني أنّه لاحظ دخولي وتعمّد أن ينقل إلي إشارة خفيّة أنّه ليس كالآخرين. كأنّه ما زال يحترم حضوري. الثاني، ذلك الذي يتوسّط الدكّة، يوهمني أنّه جدي وغارق في مآسي الساعة وقضايا اليوم، ينظر مستقيمًا من عليائه فتضيع نظرته في الفضاء. أدقّق في وجهه فلا ألمس فيه خطوط طول ولا خطوط عرض، شفته السفلى مقبوضة بنصف عضة وأختها العليا تحتضنها بحزم. عيناه غائرتان لم أتحقّق ما كان لونهما. أتفرّس فيه أكثر فأجده كمن يشمّ رائحة كريهة أجهدته. على هيئته هذه يبقى منذ ساعة الصباح إلى ساعة ما يحسبونه هزيمتي. ثالثهم لا يخفي ما تحت العباءة وهو مباشر كخنجر. يشعرني، منذ النظرة الأولى، أنّني ضيف ثقيلٌ عليهم. مهما حاولت أن أتجمّل أو أترحّم أو أتظلّم لن يسعفني بكاء أو سباب أو صراخ، فهو مقتنع أنّه ابن لمن وطئ جبل سيناء، وسليلُ من حمل الألواح وحامي كلام الرب ودستوره. هو الفضيلة في زي آدمي ونحن أولاد هاجر أو أحفاد من خان الأمانة وسرق الديانة والعهد.
الحكاية أنّهم ثلاثة يتبدّلون ولا يتغيّرون ولا يغيّرون. آتيهم بحق وحقيقة فيبدّلون الحق بالباطل والحقيقة يقلبونها عجينة وعجيبة. في كل كرّة أتركهم مع أكثر من قلق، كي ألملم احتياطيَّ رماحي وذخيرة من وجع لأعود بصرخة أخرى وإصرار عروس ستنتظرني بخاصرتها وشهادة وفاتها.
ما أن ينادي المنادي باسم قضيتي، أقف قارئًا بعض أبياتٍ لشاعر يهودي يقرّ ويعلن: "أكثر ما يبرر الوحدة/ واليأس الكبير/ واحتمال العبء الغريب/ الوحدة الكبيرة/ اليأس الكبير/ هي الحقيقة البسيطة القاطعة/ لا مكان لنا عمليًا نذهب إليه". أستطرد وأوجه كلامي لهم: "هل حقًا لم يعد أمامنا ملجأ ومفر؟ هكذا يا سادتي تساءل شاعركم دافيد أفيدان فهل كان صادقًا ومحقًا؟". بدعابة امتدح أحدهم الشاعر والقصيدة واستطرد مبادرًا ومتسائلًا إن كنت أصر على المضي في التماسي بعدما قرأت رد نيابة الدولة وفيه التزامها بتمديد توقيف الفلسطيني "نايف رجوب" فقط لشهرين إضافيين، بعدهما تتعهد الدولة بالإفراج عنه. بإصرار مستفَزّ أجبته: طبعًا وأطالبكم بسماع ادّعاءاتي. ثمانين شهرًا يقضي نايف رجوب في غياهب سجونكم. يدفع فاتورة الحلم والخديعة. لم يقترف ذنبًا. جريمته انه انتخب من شعبه نائبًا في برلمان أعدم مع لحظة ولادته. واختير وزيرًا لأوقاف فلسطين بحكومة اغتالها سرابها. هو ليس كمراياكم ولا كالحلم فهو الحقيقة في التراب وهو ابن لجبال ابراهيم وجار للسماء والمطر. خمسون شهرًا وراء قضبانكم، قضبان القمع والقهر ثمن مشاركته بلعبة الأمم وقمارها الخاسر. وبعدها ثلاثون يقضيها بلا تهمة ولا حسيب أو رقيب. "معتقل إداري" لا يعرف بأي ذنب تئدون حريته وتعاقبون عائلة بجحيم فراق عزيزها الحامي. جئتكم لتطلقوا سراحه اليوم. كفى عبثًا وكفى ظلمًا. هل سيكون هذا البيت هذه المرة ملاذًا وخيمة للعدل. لا تحجبوا الصبح عن ليله فسواد لياليه سوادكم ووجعه سجلّكم الناجز في ذاكرة التاريخ التي لا تنسى.
أباغتهم بحرقة وصوت يراوح على حدود الوقاحة "بأي منطق ستحكمون؟ فاليوم نايف رجل خطير وبعد شهرين لن يكون؟! أمام القضبان كان خطيرًا فسجن. وراء القضبان بقي خطيرًا فسجن! فإلى أين يذهب؟ ربما عليه أن يتبخر أو يتبعثر" أكمل خطبتي فرحًا. شعرت للحظة أنني هزمتهم. سمعت نبضهم يتراجع، ينخفض يتلاشى كناي سدت ثقوبها.
كان المنطق فائضًا فلم يسكتوني. كان الحق ساطعًا فوقع عليهم كالبرق. حاولوا الهرب. كان الظلم كالصخر فأغلق عليهم كل شعبة ومسرب. بجديّة أبلغوني أنهم لن يصدروا قرارهم في ذلك اليوم الذي توسّمت فيه خيرًا منذ الصباح، القضية تستوجب التفكير بعمق وبمسؤولية، قالوا. شكرتهم ولم أنتبه انّهم كانوا جديين لدرجة العجيبة. بعد يومين أصدروا قرارهم الذي رد التماسي وأبقى "نايف الرجوب" في أسرهم فأمن وسلامة الجمهور يستدعيان ذلك، إنّه عربي خطير ومكانه وراء قضبان القهر. أضافوا، أنهم سجلوا ما قالته الدولة: فنايف، على ما يبدو، لن يكون خطيرًا في أيار المقبل. في أيار سيكون الصباح جوريًا كلون الدم وعندها سيتيح السلطان انبلاج الفجر وسيضم الأب ابنه وسيشتعل الدوري في السماء وسيكون غناء وستكون صلاة، كتلك التي سمعتها في ذلك الصباح، الذي توسّمت فيه خيرًا.
قرأت عسفهم وتذكرت أنني كنت أمام ثلاثة أكوام من اللحم وتذكرت ما قالته لي الريح في الصباح، عند ذلك المنحنى: "ما في حدا منكن إلو وادي/ قولولي: مْنين بدّو يكون في إلكُن صدى؟".

شتان بين منصف عاقل ومنحاز حاقد!!/ محمد فاروق الإمام

منذ أن انطلقت الثورات العربية على أنظمتها الديكتاتورية الفاسدة بما سمي (الربيع العربي) سارعت إيران وحزب الضاحية الجنوبية في لبنان إلى إعلانهما عن تأييد هذه الثورات ووقوفهما إلى جانبها، واعتبرتا أن هذه الثورات هي امتداداً لثورة الخميني على نظام الشاه عام 1979، ولكن عندما انطلقت الثورة في سورية كحال ثورات الربيع العربي على نظامها الطائفي الباغي، سارعت كلاً من طهران والضاحية الجنوبية عن إعلانهما أن ما يجري في سورية هو مؤامرة كونية تستهدف دول الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة الذي يجمع الثلاثي: معممي قم، ونمرود دمشق، وحسن نصر اللات زعيم ميليشيا الضاحية الجنوبية، وطائفي المنطقة الخضراء في بغداد نوري المالكي، وعلى مدار سنتين تقريباً من انطلاقة الثورة وطهران والضاحية الجنوبية والمنطقة الخضرا تدعم نمرود دمشق بالمال والسلاح والعتاد والرجال، وتسخر إعلامها الهابط في الدعاية لهذا النظام الباغي وتشويه وقلب الحقائق التي تدور على الأرض.
ولعل تصريحات رئيس الوزراء العراقي الطائفي نوري المالكي الأخيرة، وهو الذي يرفض بصلف وغرور المطالب العادلة التي انتفض من أجلها الشعب العراقي في معظم المحافظات العراقية، تصب في خانة الحقد الطائفي الذي تتزعمه إيران تجاه سورية والثورة السورية، فقد صرح هذا الأخرق لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية، نقلتها شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكية يوم أمس الأربعاء قال فيها: "إن تحقيق المعارضة السورية انتصارًا في حربها ضد نظام بشار الأسد سيتسبب في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها".
وأضاف " إن ذلك من شأنه خلق ملاذ جديد داخل الشرق الأوسط لتنظيم القاعدة، الأمر الذي قد يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة قاطبة"، حسب قوله.
وأشار إلى أن "انتصار المعارضة السورية سيجلب حربًا طائفية في بعض دول المنطقة ومنها العراق ولبنان".
الحقائق كانت أكبر من أباطيل وحقد هؤلاء، فقد تبين للقاصي والداني أن الثورة السورية هي ثورة فريدة من نوعها انطلقت من صفوف الجماهير السورية بكل مكوناتها وأثنياتها وأعراقها وأديانها ومذاهبها وطوائفها، ولم تكن تقتصر على أي لون أو أي طيف من فسيفساء المجتمع السوري المنوّع الذي تعايش بحب وسلام ووئام وتعاون على مدار قرون مضت، خرجت هذه الجماهير كلها تهتف بصوت واحد: (إرحل.. إرحل يا بشار).
وعندما واجه هذا الباغي الجماهير السورية بالحديد والنار لم يفتّ من عضدها أو أن يحرف بوصلتها، بل واصلت المسيرة تقدم الشهيد تلو الشهيد، وهي على يقين أن للحرية ثمن ولن تبخل في تقديمه، وعندما زاد هذا الباغي من تصعيد عمليات جرائمه ومجازره التي فاقت الوصف وصدمت المجتمع الدولي، إلا أولئك الشركاء في القتل في موسكو وطهران والمنطقة الخضراء في بغداد والضاحية الجنوبية في بيروت، فإنهم لم يزدهم تفجّر أنهار الدماء إلا تغوّلاً في تأييد هذا النظام الباغي ودعم نمروده سياسياً وعسكرياً ولوجستياً ومادياً وإعلامياً.
وعندما زاد هذا الباغي وتيرة تصعيد جرائمه لجأت هذه الجماهير إلى السلاح لتذود عن أنفسها وعن حرائرها ومقدساتها، فصدقت فصدقها الله وأمدها بتأييده ونصره ورعايته، حتى تمكنت ألوية وكتائب وفصائل الثوار من الوصول إلى أعتى معاقل النظام وتدميرها الواحدة تلو الأخرى حتى باتت قاب قوسين أو أدنى من القصر الجمهوري الذي يحتمي به نمرود دمشق.
ومن قلب هذا الظلام الدامس والبغي الطائفي الممنهج صدح صوت الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله بالحق معلناً في مقابلة له على قناة "إم تي في" اللبنانية عن إشكاليات تدخل حزب اللات في الشؤون السورية، وهو الذي كان ينفي عبر أبواقه الرخيصة أي تدخل له في الشأن السوري رغم كل الوثائق التي ساقها الثوار والتي تدينه بشكل واضح لا لبث فيه ولا شك أو غموض، وقدم هذا الشيخ الجليل مقاربة منصفة لما يجري في سوريا لطالما افتقدناها لدى أصحاب التأثير في المجال الشيعي، أعلن صراحة أن "حزب الله يحارب في سوريا"، معتبرا أن "الشيعة في سوريا ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم ولكنهم باتوا بخطر اليوم لأننا ورطناهم"، معتبرا "أننا نستطيع من خلال خطوات ايجابية ان ننأى بأنفسنا عن الصراع في سوريا وأنا أضمن للشيعة في سوريا ان يُجنَبوا المأساة".
ورأى الطفيلي ان "حزب الله يورّط شيعة سوريا في المأساة، ويتحمل مع ايران المسؤولية عن كل قتيل شيعي في سوريا"، مشيرا إلى أن "دخول حزب الله الى سوريا يخدم العدو الاسرائيلي"، ومعتبرا أن "من يُقتل من حزب الله في سوريا ليس شهيدا بل يذهب الى جهنم".
ولفت الطفيلي إلى أنه "لن يُسمح بأن ينتصر أحد الفريقين في سوريا فالمصلحة أن تُدمر الامة"، معتبراً أنه "يجب التأسيس لنظام في سوريا يحمي الجميع".
لهذا الشيخ الجليل المنصف من الشعب السوري ومن الثوار تحية تقدير وعرفان وامتنان لقولة الحق التي صدح بها، غير آبه لكل أولئك الطائفيين الحاقدين الذين آثروا الوقوف إلى جانب نمرود دمشق الباغي، الذي يقتل شعبه بلا أي رادع إنساني أو أخلاقي أو ديني، وهم الذين يدّعون حملهم لرسالة الإسلام والذود عنها، والدفاع عن المظلومين والمحرومين في مواجهة الاستكبار العالمي، ففضحهم الله على لسان أحد علمائهم وقادتهم السياسيين.
مجدداً نتقدم بخالص الشكر للعالم الجليل المنصف صبحي الطفيلي، مؤكدين له أن ثورة الشعب السوري لم تكن يوماً موجهة ضد أي مذهب أو طائفة أو أي مكون من مكونات الشعب السوري، وأنها كانت وما زالت تهدف لتحقيق المجتمع الذي يكفل العدل والحرية والكرامة لجميع أبنائه على أساس المواطنة دون استثناء أو تمييز.
وأن الثورة السورية هي ثورة في سبيل الحرية والعدالة والتنمية، والخلاص من هذا النظام الطائفي الفاسد، والخلاص من حكم استبدادي قمعي إرهابي لم يتورع عن سفك دماء المسلمين واستباحة أعراضهم وسرقة ثرواتهم وأموالهم باسم المقاومة والممانعة الزائفتين.
ختاماً أدعو إخوتنا في لبنان عموماً وأتباع المذهب الشيعي على وجه الخصوص إلى النأي بأنفسهم عن الصراعات التي يزجهم فيها مجموعة حاقدة تستتر بشعارات وأيديولوجيات دينية مضللة ما أنزل الله بها من سلطان، تبرر عدوان الأخ على أخيه عبر تأويلات خاطئة منحرفة لمعاني النصوص المقدسة التي نزلت في قرآننا الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه.

هل ستقع حرب في العراق؟/ أسعد البصري

القضية ليست أنت حكيم و عاقل و غيرك غريزي جاهل
ليس القضية حضرتك تكتب للسلام والأمم المتحدة و حقوق الإنسان
وأنا أكتب للحروب والنازية والموت
بل القضية باختصار هل ستحدث حرب أم لا ؟؟
الجواب نعم : نعم ... وفخري كريم يطلق مثقفيه في كل مكان
لإنتاج مرهم عجيب اسمه : السلام
فهو مغرور يعتقد أن الأنبار تشبه الصبيان المتظاهرين
الذين أطلقهم تحت نصب الحرية وشارع المتنبي قبل عامين
بحيث يحركهم ثم يساوم ثم يعيدهم إلى بيوتهم
الحرب ستحدث وهناك طرف في العراق
لا يريد أن يعرف كيف يشعر الطرف الآخر
يكتبون لنا شعورهم فقط ويحذفون شعورنا و مقالاتنا
وهذا أكبر دليل على انقطاع الحوار و اندلاع الحرب
أي سلام هذا باحتلال فارسي و أحزاب طائفية صريحة
سلام بتغيير ديموغرافي لسكان العاصمة و زيارات مليونية
و مداهمات واجتثاث وقانون أربعة إرهاب
و مساءلة و سرقة قوت الشعب وسجون سرية وتعذيب ؟؟
أي حكومة هذه ؟؟
مؤسس فرق الموت هادي العامري أم باقر الزبيدي ؟؟
ربما تقصد عضو البرلمان حاكم الزاملي
تاجر جثث أهل السنة في ثلاجات المستشفيات ؟؟
ثم لماذا يقاتل البصراوي ابن الأنبار كما يلمح سرمد الطائي ؟؟
المعركة ضد الحكومة في بغداد
أما إذا أعلن السيستاني الجهاد فهذا قضية أخرى
إن إيران تستثمر في العراق وسورية من خلال شبح القاعدة
فقد رسخت عملاءها و طردت أهل السنة بهذا الشبح المريع
وها هي تستثمر ذات الشبح لإنقاذ حكم الرئيس بشار الأسد
بشار الأسد حليف إيران
الذي كان يبني معسكرات للقاعدة و يطلقها على العراق
لتشويه وإبادة سنة العراق
صار يستغل ذات الورقة لإبادة الثورة السورية و إنقاذ حكمه
الحكومة العراقية خائفة لا تريد حربا
لماذا ؟؟
الجماعة سرقات مئات المليارات من الدولارات
حتى شباب المليشيات والجنود
عندهم هواتف نقالة حديثة و آي باد و كومبيوتر
وساتيلايت و تلفزيون شاشة كبيرة HD
إضافة إلى سفرات شبه سنوية
إلى تركيا و إيران و الأردن و مصر ولبنان
صاروا يعرفون البرادا والڤيرساچي والكانالي والگوچي
هؤلاء لن يقاتلوا بكل تأكيد
يقول شلش العراقي إن بغداد امتلأت
باللون الأحمر في عيد الحب هذا العام
هذا أنسب وقت للحرب لأنه يعني أن الطرف الخصم بدأ يحب الحياة
بينما الطرف المقموع المسحوق بوجدانه و ضميره يتوق للقتال
القتال ليس مشكلة خصوصا لأطراف مدربة و تراثها عسكري
المهم هو المنظمات العالمية والدوائر الدولية و مراكز القرار
بحيث تسمح لكم الإحتفاظ بالنصر
لن تستطيع إيران التدخل بشكل مباشر
وهذا سيبرر للأنبار تلقي الدعم اللوجستي من خصوم إيران
الحرب تعني شعبية عربية كبيرة للمقاومة و الثوار
وعزلة وكراهية كبيرة للحكومة العراقية الصفوية
على نوري المالكي أن يفعل
كما كان يفعل سيف الدولة الحمداني
وكما كان يفعل السلطان العثماني
أن يقاتل القبائل المتمردة
يقهرها ثم يصفح عنها ويلبي مطالبها
لكي لا تتمرد عليه مرة أخرى
أما إذا هزمتك القبائل فهي عهد جديد يا نوري
لم أقبض دولارا واحدا من أحد ولم أخرج من بيتي هذا الشتاء
لكن كل ما كتبته كان بدافع المسؤولية تجاه مظلومية كبيرة
و هو رفض عملي كبير لسياسة طائفية عميلة
القضية ليست غريزية أو جهالة ولا تجارة حرب بالضرورة
كما يكتب سرمد الطائي
هذا هو الجهل بعينه
إنه يتجاهل التمييز والإذلال والمداهمات و يتجاهل التهجير
يتجاهل أهم شيء في الحياة وهو الضمير والوجدان
يتجاهل أنه هو نفسه نجم ثقافي عراقي في هذا العهد
و ضيف فضائيات دائم حتى لو كان معارضا
بينما مثقفون سنة عرب ربما عندهم نفس الكفاءة
يكتبون في الفيس بوك أو في مواقع هامشية أو لا يكتبون أساساً
إن العناد والإصرار على رفض سماع الآخر
هو ما يجعل من أبي تمام شاعرا عظيما
(( السيف أصدق إنباء من الكتبِ
في حده الحد بين الجدّ واللّعبِ ))
وهو في النهاية وسيلة إيضاح نهائية لمن به صمم كبير
لا مانع من أن ترفضوا الآخر و ترفضوا سماع ظلامته
لكن لا تصنعوا إشاعات حربية و تصدقوها
الذي يريد دولة عربية مدنية نحن معه مهما كان مذهبه
أما الذي يريد دولة شيعية فليجربها على الشيعة فقط
إن أكبر دليل على هزيمة هذه العصابة الطائفية
هو عجزهم التام في كل مواقعهم و صحفهم
عن نشر مقال واحد لي أو لأمثالي في هذا الموضوع
هذا هزيمة كبيرة لهم
.............................
 هامش
.....................
الهيئة التنسيقية لنصرة الثورة العراقية
في اوربا \ لندن
وسط الصمت المطبق وتواطئ حكومة المالكي العفن ..الميليشيات الطائفية الصفوية المدفوعة من ايران تواصل تهديدها للمواطنين العراقيين الســــنّة بالقتل في حال عدم رحيلهم من بغداد
بغداد المحتلة -26 شباط- فبراير 2013
بدأ العديد من المواطنين العراقيين السـّـنة في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد بعرض منازلهم وعقاراتهم للبيع بعد تعرضهم للتهديد بالقتل من قبل ميليشيات طائفية مجرمة تابعة لايران قامت بتوزيع منشورات على عوائل من المواطنين الـســـنّة.
ونقلت الانباء الصحفية التي نشرت ذلك اليوم، عن شهود عيان في منطقتي الشعلة والحرية شمال غرب بغداد قولهم ان العديد من منازل المواطنين السّنة تلقت منشورات وزعتها ميليشيات طائفية تهدد ساكنيها بالقتل في حال عدم رحيلها خلال فترة محددة، في الوقت الذي اكدت مصادر موثوقة إقدام سكان مناطق السيدية وحي الجهاد والعامل والرسالة على عرض عقاراتهم للبيع بعد اتساع ظاهرة التهديدات الطائفية للسنّة هناك.
واوضح شهود العيان ان هذه التهديدات التي تستهدف العراقيين السّنة تطالب العائلات بترك منازلها فورا، وبخلاف ذلك ستتعرض الى اجراءات لا تحمد عقباها، ما اثار حالة من الرعب والخوف بين العائلات الآمنة التي وصلت إليها تلك المنشورات .
واكد شهود العيان ان اهالي المناطق المستهدفة يستنكرون بشدة صمت حكومة المالكي وتجاهل الاجهزة البوليسية لهذه الميليشيات التي اصبحت تعيث في الارض فساد دون رادع ، في الوقت الذي اعترفت فيه ما تسمى بوزارة الداخلية الحالية بوجود عمليات تهجير طائفي في عدد من المناطق التابعة للعاصمة بغداد ولا سيما ( السيدية والعامل والجهاد والرسالة )، دون ان تتخذ أية إجراءات لحماية المواطنين من تهديدات العصابات الطائفية الاجرامية

فخري كريم رجل المخابرات يقود رجال الثقافة/ أسعد البصري

الإعلام العراقي هو عصابة من طائفة واحدة
يتحدثون مع أنفسهم لأنفسهم
لهذا لم نسمع بهذه الإعتصامات المليونية
حتى حدثت فعلا
وزير الثقافة والإعلام العراقي الفعلي هو فخري كريم
فهو يسيطر تقريبا على معظم الإعلام العراقي المكتوب
هذا إذا اعترفنا بتهافت و سخافة الإعلام الديني
و فخري كريم قومسيار كبير
يدير الثقافة العراقية مقابل صفقات
وهذه الصفقات أكبر بكثير
من اليسار والحزب الشيوعي العراقي
الخصم الوحيد القادر على منافسة فخري كريم غائب
وأقصد القوميين العراقيين العرب
ربما تقولون الشرقية والزمان و سعد البزاز ؟؟
إن سعد البزاز ليس صاحب مشروع جريء
بل هو مجرد مستثمر محظوظ في الإعلام العراقي
و فخري بذكائه و أتباعه
يستطيع زراعة حقول سعد البزاز نفسها بمحاصيل فخري كريم
لأن فخري هو صاحب الصفقات الكبرى والإمتياز في العراق
قبل أحداث الأنبار بأيام سرب فخري كريم
عن اجتماع سري بين المالكي و طالباني
حضره فخري بصفته مستشار الرئيس طالباني
وأشاع مقولة مسجلة صوتيا للمالكي بشكل سري يقول فيها
(( إنه يفكر بمنح الموصل لكردستان وليس فقط كركوك
لأن أهل الموصل أعداء للعملية السياسية و قومچية ))
فخري كريم من طفل ال KGB المدلل إلى شيخ ال CIA الحكيم
هذه سيرة رجل خطير حقاً
وهو يرفع أسماء و يمحو أسماء كما يحلو له
لقد خنق سعدي يوسف و جمعة اللامي
و فاضل الربيعي ... عشرات الكتاب
ولأنه خبير مخابراتي فهو يدرك أن عزل المثقف
يجعله يقع في التطرف و قد يكتب خطابات متطرفة
هكذا ذبح فخري الكثير من المثقفين بأيديهم دون أن يلمسهم
إن اشتياقي إلى البعثيين العراقيين له مبررات كثيرة
فخري كريم أحدها
الطريقة المباشرة التي أكتب بها
لا تتحملها الصحافة العراقية
تقاليد الصحافة هي كتابة غير مباشرة للإعلام
و كتابة مباشرة للمخابرات
لكن حياتي الطويلة في الغرب
علمتني بأنه لا أهمية لهذه الأوهام
معظم هؤلاء الذين يكتبون استشارات سرية للحكومات أو المخابرات
يعيشون في أوهام شخصية لا أساس واقعي لها
الأفضل أن لا تكون هناك أسرار ونكتب ما نفكر به علنا
  

مرسى يطلق كلاب جهنم .. للنهش فى لحم الأقباط/ مجدي نجيب وهبة

** تتميز عصابة الإخوان ، وزعيمهم "مرسى العياط" بأنهم مجرمين وسفاحين ودمويين ومصابون بمرض التكبر والتسلط .. هذا يعنى أنهم ليسوا إخوان مسلمين ، بل هم عصابة من البلطجية ، يضحكون على الناس بإسم الدين .. بل إنهم إخوان كافرين بأقوالهم وأفعالهم التى تخالف الدين الإسلامى !!..
** عذرا يا أبناء هذا الوطن فى إختيارى لهذا العنوان .. فما يخططه الإرهابيين لا يفرق بين الأقباط والمسلمين ، بل إنهم يقتلون كل ما تطوله أيديهم ، ولكن فى هذا المقال وبالتحديد أتحدث عن الجرائم الممنهجة والمخطط لها ، والتى ترتكب ضد الأقباط بصفة دائمة دون أى ردع أو قانون يحاسب ، ودون أى موقف واضح للأقباط داخل مصر أو خارجها ..
** بالأمس .. حدثت مجزرة بشعة فى منطقة "نجع السلام" ببرج العرب بالأسكندرية .. فقد قتل بعض هذه الجماعات الإرهابية التى تنتمى للإسلام المتطرف ، ثلاثة أشقاء أقباط فى عمر الورود ، وقبطى رابع ، ومعهم خفير مسلم كان يعمل بالمنزل ، ويدعى "محمود أحمد" !! ..
** بداية القصة .. قامت أسرة مسيحية بشراء قطعة أرض ، ويبدو أنهم دفعوا جزء من ثمن الأرض ، وتبقى جزء أخر .. وعقب ذلك وصلت تهديدات للأسرة بالقتل ، بزعم نية الأسرة المسيحية فى بناء كنيسة على هذه الأرض .. وزادت حدة التهديدات ، وتم إبلاغ المسئولين بالقسم التابع له برج العرب ، وكالعادة رفضوا التحرك ، وإكتفوا بأخذ تعهد على المشتريين بعدم بناء كنيسة ، كما تم دفع المبلغ المتبقى ..
** ورغم ذلك .. لم تصمت التهديدات .. ولأننا نعيش فى دولة البلطجية ، والتى ينفذها زعيم العصابة بمساعدة منظمة حماس وميليشيات الإخوان .. فقد تم تنفيذ التهديدات ، وتم إغتيال الأشقاء الثلاثة "شنودة عياد سوريال" ، 27 عاما .. و"سامى عياد سوريال" ، 25 عاما .. و"بشاى عياد سوريال" ، 23 عاما .. و"عادل ملاك فايز" ، 30 عاما  ، وكان موجودا بالمنزل .. ومعهم الخفير "محمود أحمد" الذى كان يعمل بالمنزل أيضا .. والتهمة التى قتلوا بسببها أنه تنامى إلى علمهم إشاعة تزعم قيامهم بناء كنيسة .. وكأن بناء الكنائس بعد ما أطلق عليها "ثورة 25 يناير" هو من المحرمات والمبوقات وأشد فتكا من بناء الكباريهات وأماكن اللهو !!!...
** وهنا نتساءل ، من يتحمل مسئولية هذه المجزرة الإرهابية الطائفية البشعة .. فلم تكن هذه المجزرة هى الأولى من نوعها ضد الأقباط ، ولن تكون الأخيرة .. هذا بجانب المجازر اليومية التى تحدث للشعب المصرى ، والتى لا تفرق بين الأقباط والمسلمين .. من عمليات خطف للسياسيين والمعارضين للديكتاتور الفاشى الإرهابى "مرسى العياط" .. ووصل الإجرام إلى حد التعدى على كل المعارضين بالتعذيب داخل المعتقلات والسجون ، بإستخدام كل الطرق والوسائل التى تمارسها حماس فى قطاع غزة ضد الشعب الغزاوى ، وضد حركة "فتح" الممثل الشرعى للدولة الفلسطينية .. هذا بجانب التعدى على فتيات ونساء مصر بهتك عرضهن وسط الميادين العامة بإستخدام ألة حادة على مرأى ومسمع من الجميع .. وبخطط مدبرة من هذه الميليشيات الإرهابية والمجرمة ..
** ومن الكوارث التى تعيشها مصر الأن .. حماية الشرطة المصرية لهذه الجماعات الإرهابية ، ووقوفهم ضد الشعب المصرى ، وإتهام كل من يخرج على الشرعية الإخوانية بالبلطجى والإنقلاب على الحكم !! .. بل وصل إجرام وزارة الداخلية إلى أن تتحول لأداة بطش فى أيدى جماعة الإخوان الإرهابيين .. وهى تزعم أنها تقوم بدورها فى حفظ الأمن .. وفى الحقيقة هى أداة للبطش بالمصريين وتلفيق التهم لهم وإذاقتهم أبشع أنواع الإرهاب البوليسى ..
** هذا هو ما يحدث على أرض الواقع .. ولكن ما زاد الطين بلة ، هو ما يتعرض له الأقباط من قتل لحرق مساكنهم ، لطردهم ، للإعتداء على أعراضهم ، لخطف الأطفال من الفتيات المسيحيات ، وهتك عرضهن ، وإجبارهن على تزويجهن وإشهار إسلامهن .. هذا يحدث بصورة يومية دون أى عقاب ، أو حتى مجرد المساءلة .. بل ما يحدث يجد تشجيع من بعض شيوخ الفتنة ومن قيادات إخوانية ..
** أحداث كثيرة تحدث يوميا للأقباط .. ولا يتحرك الأقباط بل هم صامتون صمت القبور ، وكل يهمس فى نفسه ويردد "الحمد لله أن ما حدث بعيدا عنى" ..
** ونتساءل .. هل تحركت أى منظمة أو كشك حقوقى للذين ملأوا الدنيا صراخا وضجيجا ، وهم يحصدون بعض الجرائم التى إرتكبتها جماعات إرهابية فى عصر الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" .. الإجابة لن يتحركوا .. لأنهم ببساطة يتقاضون أجورهم ، ويتسولونها من العاهرة أمريكا ، وهم ليسوا على إستعداد لرفض هذه الرشاوى إذا قرروا فضح هذه الممارسات الممنهجة ضد الأقباط .. لأن أمريكا هى من تعطى هذه الأموال لكل من يحمل كارنيه بأنه ينتمى إلى مجالس حقوق الإنسان أو المجتمع المدنى أو لجان الحريات .. وأمريكا نفسها هى التى تحرض على هذه الفوضى ، وهى التى تدعم وصول الإرهابيين ومساندتهم لحكم مصر .. و"باراك حسين أوباما" هو أساسا من أصل إسلامى متطرف ... يعشق الدم ويدعم الإرهاب !!! ..
** أما الكارثة الكبرى .. هى صمت الأقباط أنفسهم .. وصمت الكنيسة ، وهو ما تعودنا عليه منذ هجوم السلفيين على قداسة البابا المتنيح "الأنبا شنودة الثالث" ، للمطالبة بما قالوا عنه كذبا وإفتراء وتضليلا "إخواتنا المسلمات" وإدعاءهم بالكذب أنهم مسجونات داخل الأديرة والكنائس .. والتى وصلت إلى حد محاصرة الكاتدرائية ، وحمل صورته ، والبصق عليها أمام مرأى ومسمع من الجميع ...
** ولأن الأقباط لا يتعلمون .. فقد حرصوا على الذهاب إلى صناديق الإستفتاء للإدلاء بأصواتهم فى إنتخابات مجلس الشعب الذى تم حله بحكم قضاء .. وقد حذرنا أنه يجب أن يوضع الدستور أولا قبل أى إنتخابات سواء كانت رئاسية أو برلمانية .... وتكرر نفس السيناريو فى الإستفتاء على الدستور الباطل الذى أعقب الإعلان الدستورى الكارثى الذى أصدره محمد مرسى العياط ، وهم يعلمون جيدا أن الصناديق يتم تزويرها .. ولكن خرجت دعوات من بعض المثقفين والسياسيين وبعض الإعلاميين الأقباط بالحرص على الذهاب للتصويت .. وأن يرفضوا هذا الإعلان الدستورى .. ومع ذلك خرجت النتيجة كعادة الإخوان لتزوير الصناديق بأن الجميع إتفقوا على "نعم" للدستور ...
** لم يكن الإخوان يتحركون بمفردهم .. بل كانت هناك دوافع وتشجيع وتمويل من القيادات الأمريكية والتى اعلنوا عنها على الملأ ، بان مصالحهم مع الإخوان ، وأنهم مصرون على تدعيمهم للوصول للحكم ..
** كل شئ معروف ومعلوم للجميع .. فالمحرض على إسقاط مصر هى أمريكا .. ومع ذلك ، طالبنا الأقباط أكثر من مرة بالخروج فى الشوارع ، والإنضمام للمظاهرات التى خرجت تطالب بسقوط الإخوان بحمل اللافتات للمطالبة بسقوط أمريكا ، وسقوط "أوباما" و"كلينتون" ، وكل أعضاء الكونجرس الأمريكى المتورطين فى دعم الإخوان والإرهابيين لإسقاط مصر .. وكانت الإجابة دائما حتى كتابة هذا المقال هى الرفض حتى الهتاف ضد أمريكا .. وإذا كانت هناك هتافات صدرت أحيانا ، فلم تكن لمطالبة أوباما بوقف دعم الإرهاب ، بل كانت الهتافات تخرج للمطالبة بوقف الدعم الأمريكى السنوى لمصر .. وهو مبلغ 1.3 مليار دولار ، تقدمها أمريكا لمصر باليمين ، وتحصل على أضعافها بالشمال ...
** الخلاصة .. أن كل الأقباط فى مصر ، وفى كل دول العالم يتحملون مسئولية كل قطرة دم سقطت لأقباط مصر .. منذ بداية التدخل الأمريكى السافر ، عقب أحداث 25 يناير 2011 .. والتى أيدتها أمريكا ، ودعمت هذه الفوضى وأطلقت عليها "الربيع العربى" ، و"رياح التغيير" ، و"ثورة اللوتس" .. وأسماء كثيرة تجعلنى أشعر بالغثيان عندما أتذكرها ، وأتذكر قنوات مسيحية تبث من أمريكا كانت تهلل لهذه الفوضى ، وتصفق لها بعد الإطاحة بالرئيس محمد حسنى مبارك ..
** لم تمضى أياما كثيرة منذ بداية "الدعارة الأمريكية" والتى روجت لها السحاقية "هيلارى كلينتون" ، والإرهابى "أوباما" .. وأطلقوا عليها "الربيع العربى" بضعة شهور .. وسقط ألاف الأقباط .. بل ولأول مرة منذ دخول الإسلام لمصر .. نرى ونشاهد هذا الفجور بحرق وهدم الكنائس ، كما حدث فى كنيسة صول بأطفيح ، وسط تهليل وتكبير السفلة والإرهابيين وهم يصرخون "الله أكبر .. الله أكبر" .. بينما المعاول تدب فى جسد الكنيسة ، والجميع صامتون !!! ...
** وبدأوا يتكلمون بعد هدمها وطرد الأقباط ، وحرق منازلهم .. وهدأت الأمور .. وبدأنا نسمع عن الزيارات الإعلامية لقرية "صول" ، والزيارات الحقوقية ، وزيارات المشايخ .. وإنتهى السيناريو بإعادة بناء الكنيسة بسواعد رجال القوات المسلحة ، ولم يحاكم أحد .. وكنت أتمنى أن يعاد بناء الكنيسة بسواعد أبناء القرية ، حتى لو لم يكونوا مشاركين فى هدمها .. وحينها توقعت أنها البداية ، وقد كان .. وكنت أكتب فى كل مقالاتى وأطالب الأقباط فى مصر وفى كل دول العالم بإدانة الممول والمحرض الأكبر على كل هذه الجرائم الإرهابية .. ولكن لا حياة لمن تنادى .. فكانت بعض المظاهرات تخرج فى أمريكا لا تتعدى العشرات ، ويتم تجميعهم بالعافية .. ومع ذلك نؤكد أنه لم توجد لافتة واحدة تدين أوباما أو كلينتون .. بل كانت الهتافات والتنديدات توجه للجماعات الإرهابية ..
** وتكررت نفس النغمة .. وتم مهاجمة كنائس إمبابة ، وحرقها ، وتعرض الأقباط للقتل والطرد من منازلهم ، ونهب أموالهم وكل مدخراتهم .. ورغم بشاعة العملية الإجرامية ، إلا إنه إستمر التجاهل والصمت والإكتفاء بجلسات الصلح ، وجلسات المصاطب .. وعفا الله عمل سلف .. وذهبت دماء الشهداء أدراج الرياح .. مع التعهد بعدم التكرار .. وتكررت الإعتداءات فى كل مدن وقرى الصعيد وفى العامرية بالأسكندرية ، وفى العمرانية بالجيزة ، وأبو قرقاص ، والعياط ، وأبو حنس ، والأقصر ، والمرج وتعددت الأسباب ، فكله مخطط له وممنهج .. إرهاب وسفالة وهجوم متواصل ، تارة بزعم بناء كنيسة .. وكأن بناء الكنيسة أصبح يشبه بناء الكباريهات .. فكيف يتجرأ النصارى على بناء الكنيسة ، وتارة أخرى بزعم سماع أصوات صلاة .. وتارة ثالثة بزعم تلاوة بعض الترانيم .. وبالطبع يكون الإعتداء بعد صلاة الجمعة ، والهجوم التتارى النازى على منازل ومتاجر الأقباط ، والتى غالبا ما تنتهى بحرق وسلب ونهب وطرد كل الأقباط .. ثم يبدأ بعض المتنطعين فى بعض البرامج الإعلامية فى التنديد بالأحداث .. دون تغيير أو تعلم من الدرس ..
** أما أقباط المهجر .. فهم يكتفون بعقد مؤتمرات بالخارج .. تارة فى هولندا ، وتارة فى أمريكا .. المهم هو الإعلان عن المؤتمر فى إحدى الفنادق الفاخرة بأوربا أو أمريكا .. وليس هناك مانع من إستضافة بعض الشخصيات الإسلامية التى تعمل فى مجال الإعلام .. ينضم إليهم بعض الشخصيات المسيحية من مصر ، أمثال "عبدة مشتاق" ، و"كمبورة" ، و"عزيز بيه الأليط" .. ورغم عدم جدوى هذه المؤتمرات الفاشينكية إلا أنه يجب أن تقوم بتفعيل دورها المخطط لها والمرسوم طبقا للإتفاقيات الدولية والأمريكية والميزانية التى تضعها أمريكا لدعم هذه المنظمات والمؤتمرات الأونطة .. مع النطق بكلمة السر "إضحك الصورة تطلع حلوة" .. وعقب كل مؤتمر تصدر البيانات الفيسبوكية .. فأصبحنا نسمع عن رئيس الإتحاد الأوربى لأقباط المهجر .. وإتحاد أقباط المملكة المتحدة البريطانية .. ومنظمات أقباط المهجر فى أمريكا وهولندا وألمانيا والنمسا .. والمحصلة صفر .. ومن يعترض على تعبيرى عن هذا الهزل السياسى والفكرى ، فليقل لى عن نتيجة واحدة ظهرت فاعليتها بعد ألاف المؤتمرات الفندقية التى يتم عقدها ؟؟ ..
** وفى النهاية .. مصر يتم تدميرها بالكامل .. ومازلت أكرر ، بفعل أمريكا والصهاينة .. والأقباط يتساقطون ليس بسبب الإسلام والمسلمين المعتدلين .. ولكن بفعل الإسلام الأمريكانى الصهيونى ، وبفضل الكذبة والمضللين والأفاقين أرباب السوابق الذين دعمتهم أمريكا للوصول إلى حكم مصر .. فمن يحاسب على حقوق دماء الأقباط الذين سقطوا فى منطقة "نجع السلام" ببرج العرب ..
** أعتقد أن الجميع سيشجب ويندد ويطالب .. ولا شئ أكثر من ذلك .. والدليل عندما قرر محمد مرسى العياط الإعلان عن بداية إنتخابات مجلس الشعب ، خرجت بعض الأصوات من الأقباط تناشد السيد رئيس الجمهورية ، وتستعطفه أن يراعى أعياد الأقباط .. وقرأنا مناشدة المستشار "نجيب جبرائيل" ، والتى تم نشرها ببعض الصحف والمواقع الإلكترونية .. كما قرأنا مناشدة السيد "ممدوح رمزى" ، والمعين بمجلس الشورى البائد .. والكارثة أن الإثنين يتحدثون بإسم الأقباط .. وتصور البعض أن رئيس الدولة قد سهى عليه تحديد ميعاد الإنتخابات فى تلك الفترة .. ولكن لأننا أعباط ولسنا أقباط .. فقد صدقنا هذه الأقوال ..
** والحقيقة أن السيد الرئيس أو المستشارين حوله .. لم يسقط سهوا وضع الميعاد للإنتخابات .. ولكن كانوا ينتظرون خروج تصريحات بعض الأقباط الذين ينتمون لفصيل "عبدة مشتاق" لمناشدة الرئيس .. وهذا يعنى أن الأقباط سيخوضون إنتخابات مجلس الشعب القادمة .. والدليل أنهم طلبوا تغيير الميعاد ، وهو ما إستجاب له الرئيس مباشرة .. وأصبحنا نتحدث عن تغيير ميعاد الإنتخابات ، بدلا من الحديث عن عدم المشاركة فى الإنتخابات .. وبلع الجميع الطعم كالعادة .. فعدم الفهم والإدراك هو سيد الموقف .. ولم يتحدث أحد عن دعوة أمريكا لخروج الشعب المصرى للمشاركة فى إنتخابات مجلس الشعب القادمة ، وما علاقتها بذلك .. حتى يكتمل سيناريو هدم وإسقاط مصر ، بفضل المخطط الأمريكى الذى مازلت أصر أن الأقباط ساهموا بقدر كبير فى إسقاط وتدمير مصر ، وساهموا بقدر كبير فى سقوط الضحايا والشهداء ، والجرحى ، وإغتصاب الفتيات ، وهدم الكنائس ...
** والكارثة أنهم يدعون رئيس الدولة لتعديل ميعاد الإنتخابات البرلمانية القادمة .. وتناسوا كل الجرائم .. وتناسوا أننا فى دولة بلا دولة .. فلا يوجد قانون ولا دستور ولا قضاء ولا أمن ولا أمان .. ولا أى شئ .. وأننا فى فوضى هدامة تقودها أمريكا ..
** ولا حل إلا بالخروج والإلتفاف مع إخواننا المسلمين الحقيقيين لحماية هذا الوطن .. مع ضرورة خروج اللافتات للتنديد بالعاهرة الكبرى أمريكا .. فى كل مكان بالعالم .. فلا حل سوى هذا .. ولا تلوموا أنفسكم .. فعليكم مواجهة الحقيقة والكشف عنها ، وإسقاط الأقنعة الزائفة ، وإنكار الذات .. فالثمن باهظ والوطن يحتضر !!!! ....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

الله يعين/ عصام ملكي

بعيد ... الابانا وبريت الشفـّه
ومش عم بيوصل عا السما صفـّي
دقت البلا وطعميت "بشمزين"
عن بو جنب شو كنت عم لفـّي

هلق عليي عامل قوانين
كاسي مع الكنفوش ما بقفـّي
وبقول الله دخل اسمو يعين
تا صير اعرف وين رح صفـّي

رح ينقطع قلبي بقلة دين
للهم منها الروح مشتفـّه
من مي كل بضاعتي ومن طين
ما بقيت القى صرت عا الحفـّه

منـّو ضروري ساير شياطين
ما زال بلـّش ينقرا كفـّي
قرّبت عا الطلعه من السبعين
المنـّو خواجا يضل عني بعيد
عندي وجع بالراس بيكفـّي

مع الله/ محمد محمد على جنيدي

وما للعمرِ يُلقيني
على همٍ ويُشقيني
ولولا اللهُ يحميني
لبات الحزنُ يُفنيني
وهبتُ القلبَ مولاهُ
رجائي وهْوَ مجلاهُ
سأدعو اللهَ يمنحهُ
سبيلاً نحو مسراهُ
أنا قد جئتُ من زمنِ
وضاع العمرُ في شجنِ
وعينُ اللهِ حارسةٌ
برغم البعدِ والوهنِ
عبادُ اللهِ لم يبقوا
على أملٍ ولم يسعوا
أهانوا خلقَ أنفسهم
وقالوا أنهم ظلموا
ضميرُ الناسِ في سفرِ
تكاد تراه في الأثرِ
كأن الليلَ يفجعهُ
فراقٌ من سنا القمرِ
فلا رقتْ مضاجعُنا
وقد شاعتْ مصارعُنا
فيا من تشتكي وجعا
إلى اللهِ اشتكي معنا
مع اللهِ الرضا يصفو
مع اللهِ الصِّبا يهفو
فمن بالغيثِ يرحمنا
وغير اللهِ من يعفو

النيل يعلن الاعتصام/ فاطمة الزهراء فلا‏

ماذا تبقي لنا سوي رصاصة
صوبوها لصدر عمر
صغير في الميدان
يبيع البطاطا
تلسعه نارها فيضحك
وينادي , فيتجمع الزبائن
ويمني نفسه بقبلة من أمه
عندما إليهافي المساء يعود
حاملا في جيبه بضعة نقود
ماذا تبقي والوطن يئن في استكانة ؟
والمصري يلفه الذل وتنهكه المهانة
ماذا بقي والطيور تهجر الأعشاش
هربا من القهر والفقر والخيانة
أصبحنا هياكلا تسير بلا تفكير
ولا ضمير ولا أخلاق ماذا دهانا ؟
الوقت يمر ودقات الساعة تصرخ
من أطلق للظلم العنانا ؟
بين الأخوة شقاق وانشقاق
ماعدنا نعرف السلام
نسينا الحب والأعياد والابتسام
من همجية إلي قتل
والحزن تطاول علينا
فخرب السواقي
والنيل أعلن الاعتصام
أين حلوي البنات والبالونات
حين تطيروتغرد الألحانا
متي نزرع زهرة في الحديقة
تطرح الألوانا
ومتي نعود بالحب نتوضأ
ونغسل صدأ الجروح
ونلبس ثوب الفرح
فيطرح شجرنا
ا ....فلا000 وريحانا
متي نغسلك بالشمس من الأنين
ويعود للأبناء نور اليقين
بأنك أبدا لن تذبلين
وتعود إليك طيور المحبة
تغرد بالشوق وبالحنين
هيا بجذع النخلةهزي
يتساقط رخاء
وبثوب العز ثانية سترفلين
هيا اوقدي شموع الأمل
ومن نور القمر بعد الهم اغتسلي
وفي دارك ظلي باقية أبدا
في انتظار فارسك صلاح الدين
وليلك الكفيف دعيه يمضي بالمحن
أما آن الأوان أن يعود للأسد العرين
والزجاج المنكسر نستبدله
بآخر حديد متين
والحمام الذي سافر بعيدا
سيعود فرحاوأنت به ستسعدين

ما بينَ الممكنِ والمستحيل!/ آمال عوّاد رضوان

ولأنّني عاشقةٌ جبرانيّةٌ منذُ تفتّحت مجسّاتُ حواسّي على الحياةِ، كان جبرانُ سميري وخليلي وحبيبي، أتعزّى بحروفِهِ في حزني، وأتلهّى بكلماتِهِ في ضجَري، فيغمرُني ببصيصِ فرحٍ يُغبّطُني، ويُواسيني مداعبًا عاتبًا:
"ما أكثرَ ما تمتلىءُ البئرُ الّتي تسقين منها ضحكاتِكِ بفيضِ دموعِكِ، فعَلى قدْرِ ما يغوصُ الحزنُ في أعماقِكِ، يَزيدُ ما تستوعبينَ مِن فرحٍ، أليستِ القيثارةُ الّتي تَسكُنُ لها نفسُكِ، هي قطعةُ الخشبِ الّتي حفَرَها سكّين؟ حين يَستخِفُّكِ الفرحُ اِرجعي إلى أعماق قلبِكِ، فترَيْنَ أنّكِ في الحقيقة تفرحينَ بما كان يومًا مصدرَ حزنِكِ، وحين يَغمرُكِ الحزنُ تأمّلي قلبَكِ مِن جديدٍ، فسترَيْنَ أنّك في الحقيقةِ تبكين ممّا كان يومًا مصدرَ بهجتِكِ، فدعي الحاضرَ يُعانقُ الماضي بالذّكرى، والغدَ بالحنين!"
ولطالما يتمدّدُ الليلُ في اضطرابِهِ الكئيبِ يُناجيني، يَتثنّى نسيمُهُ العابثُ مُتمايلًا، بشَجيِّ نايِهِ يُناغيني، يُوشّحُني بأشباحِ الرّهبةِ وطَرحةِ الأخيلة، لتَزفَّني عرائسُ العتمةِ بنشيدٍ وديعٍ إلى كوّةِ الحزنِ، حيثُ أنّاتُ خليلي تنسابُ إلى عُمقِ روحي المُلبّدةِ بالسكينةِ!
تتسلّلُ.. تندسُّ في ثقوبِ خلوتي، تتخلّلني، تُجَبْرِنُني بعشِقِه المُفعمِ بأذيالي، وتُبشّرُني بفرحٍ آتٍ، يُتوّجُني بإكليلِ الحياةِ كي أكون! تتلبّبسني البسمةُ: أكونُ؟ كيف أكونُ؟ وأينَ أكون؟ ومتى أكون؟
هناك.. في الأفقِ الغافلِ عن مواعيدِهِ، تنهّدَتْ أجراسُ الحنينِ بأنفاسِها المسحورةِ، تُسكرُني بحنانِها الممشوقِ، وتدعوني مصابيحُها المُعطّرةُ بالنّور، إلى كأسٍ تمتلئُ بهتافِ غبطةٍ هامسٍ:
يا الكائنةُ ما بينَ الممكنِ والمستحيلِ، عسى قراءتي تلقى استحسانَكِ، وتنشرينها أينما ترغبين!
بسرورٍ، يا الناقد عبد المجيد جابر، يا مَن تُلهب غروريَ المتواضعَ بتحليلكَ الأدبيّ للقصيدة:
في مَهبِّ رَصِيفِ عُـزلَـة/ للشّاعرة: آمال عوّاد رضوان!؟
المَجهُولُ اليَكْمُنُ خَلفَ قلبي
كَم أَرهبُهُ يَتَكَثَّفَ وهْمًا
عَلى/ حَوافِّ غِلافِهِ
أَخشَاهُ يَحجُبُ برَائبِ غَيْمِهِ أَقمَارَ حُلمي
أن تَتَطاولَ يَدُ عَقلي
تَهُزُّني ../ تُوقِظُني ..
بِلُؤمٍ سَاخِرٍ
مِن سَكْراتِي الهَائِمَة
كَيفَ أَمنَحُكَ قلبيَ الآنَ
وقدِ اخْتَطفَتْهُ مَلائِكةُ الحُبِّ
إلى فُسحَةٍ في العَراء
كيفَ لَها أن تَهدأَ ذبذباتُ الرَّغَباتِ
حينَ تَتماوجُ في فَضاءاتِ الخَيالِ؟
كيفَ وَصَداها يَشُقُّ حِجابَ الإرادةِ
وتَركُنَ حِيالَها عَاجِزًا .. شارِدَ الرُّوح !
آهٍ .../ ما أَشقاهَا المرأةَ
حِينَ تُسَاقُ مُقَيَّدَةَ الرَّغبةِ
إلى زَنزَانةِ أَحلامِهَا المُستَحِيلَة ..
كأَنَّ الشَّوقَ يَرمِي حُوريَّاتِ الأَحلامِ
في سَحيقِ هَاوياتِها
يُهجِّنُ وِلادَاتٍ رَهيبةٍ
يَترُكَها أَجِنّةَ حُبٍّ عَلى ثَديِ انْتِظَارِها
قَد أَكونُ أَرهقتُكَ؛
بِضَجيجِ فِكري/ بِضَوضاءِ قلبِي
أَشعرُ بالذّنْبِ
حِينَما أَرجُمُكَ بِإبرِ أَحاسِيسي
وما مِن ذَنْبٍ أَقترِفهُ
سِوَى أن تتكَبَّدَ جَرِيمةَ حُكْمِي
أُحِسُّ برَاحةٍ غَريبةٍ
حِينَما أُوقِعُ بِكَ قِصَاصِي
بِلُؤمٍ أَبْلَه
أَحتَاجُ إليكَ ..
بِنَسيمِكَ أَكُونُ مَلكْتُنِي
وَبِغُبَارِكَ أَكُون خَسِرْتُنِي
فَلاَ تسكبْ عُصاراتِ رُوحِكَ
في كُؤوسِ ضَعفِي
ولا تَقُضَّ قِشرَةَ آمالِي
أَرهبُ عليكَ مُنازلتَها الشَّقِيَّة
ولا تُوقِظْ بِي حَنينًا أَغرقتُهُ في سُبَات !
لَيْتكَ تَغمُرني كلَّ آنٍ
بِلَحظاتِ حُزنِكَ وَعذابِكَ
قَدْ تَقتُلُ بِيَ الخَوفَ والشَّكّ
كَيفَ آمرُنِي أَن أُغادِرَكَ ؟
وقَلبُكَ احْتَلَّنِي
رُوحُكَ تَتجلَّى في مَرايا رُوحِي
وأنتَ ظِلِّي المُلاَصِقُ
بِحَرْفي ../ بِخَوْفي ../ بِعَطْفي ..
أنا المَصقُولةُ بِكَ / المَرهونةُ لَك
كَم بِتُّ رَهِينةَ رَوعَتِك !
أَرتَاعُ حِينَما أُحِسُّ بالشَّوقِ
يُدثِّرُني بِثَوبِ الإِثْم
أَجزَعُ وأَهرُبُ
كي لا أُكَابِدَ/ في وحدَتي
مَغَارزَ الأَلَم
لا تَترُكْني رَعشةً
في مَهبِّ رَصِيفِ عُزلَة
رغم أَنَّ تلكَ النَّسائمَ أَصبحتْ
تَطِيبُ لي وتُغفِيني !
*ثانيًا: التّحليلُ الأدبيّ:
جوُّ النّصّ:  تتحدّث عن معاناة المرأة في صمتِها، ما بين البوح والكتمان، وما بين الممكن والمستحيل، وما بين المفروض والمطلوب، والحاجة الشخصيّة والحاجات المجتمعيّة، بكلّ الأحاسيس التي تُكابدها الأنثى في عزلتها، فهي تريد أن تكون شريك الرَّجُل أو أقلّ درجة، لكنّها لا تجد ذاتها، ولا تتلمّس كيانَها، في ظلّ مجتمع لا يُراعي أمانيها أو نبضَ أحاسيسها، فتظلّ أسيرةَ الوحدة... 
*الأفكارُ الرّئيسة:    
1. شعورُ الشاعرة بالرهبة والخوف، وهي ترى واقعَها وهمًا وخيالًا، فأقمارُ أحلامِها قد حُجبت واستُتِرتْ بفِعل المجتمع.
2. تتحسّسُ الشاعرةُ مرارةَ اليأسِ مِن جرّاء عزلتِها، لكنّ أحاسيسَها تسخرُ منها، وضميرَها يُؤنّبُها على عجْزِها.
3. ترى الشاعرةُ أنّ المرأة لم تعُدْ تثقُ بالرّجُل، أو المجتمع الّذي أبعدَها عن دوْرها الطبيعيّ، وقَلَبَها نبْعَ عطاءٍ اختطفتْهُ ملائكةُ الحُبّ.
4. تُعلنُ الشاعرةُ أنّ المرأة لديها رغباتٌ جامحةٌ وأمانٍ وأحلامٌ، لكنّها عاجزةٌ عن تحقيقِها، فتراها شاردةَ الذهن والوجدان أمام هذا الواقع المهمِّشِ لرغباتِها وأمانيها.
5. تُصوِّرُ الشاعرةُ ما في داخل المرأة، فهي امرأةٌ شقيّةٌ متوجّعةٌ، تُساقُ ورغباتُها وأحلامُها رغمًا عنها في غياهبِ الضّياع.
6. المرأةُ تُطالبُ بحقوقِها، لكنّ مطالبَها لا تتحقّقُ، وهي تشعرُ بتأنيبِ الضّميرِ، وهي عاجزةٌ بأحاسيسِها المُتدفّقة نحو الرّجُلِ الذي لا يُصغي لها.
7. المرأةُ تُعاقِبُ الرّجُلَ وتُعاتِبُهُ؛ لأنّه لا يستمعُ لمطالبِهان ولا يعملُ على تحقيق أمانيها، فكأنّهُ أبلهٌ لا يُحلّلُ ولا يعي ما تريدُه.
8. تتمنّى الشاعرةُ مِن المجتمع أن يَسمعَ لمطالبِها ونبضاتِ قلبِها وشوقِها، لتَسكُبَ في روح الرّجُلِ  حنانَها، ولِيُحَسِّسَها بمكانتِها، لكنّ الرّجُلَ يَصُمُّ أذنَيْهِ، ويخسَرُ هذا السّيلَ المُتدفّقَ مِن رِقّةِ أحاسيسِها وفيْضِ عطائِها.
9. انعدامُ الثّقةِ بينَ المرأةِ والرّجل، بينَ مَن يُنادي وبينَ مَن لا يَسمع.
10. تريدُ المرأةُ أن تتوحّدَ روحُها مع روح رجُلٍ لا يُهمِّشُها، لكن دون جدوى.
11. المرأةُ تبقى أسيرةَ وحدتِها.
لذلك نرى أنّ الأفكارَ عندَ شاعرتِنا في مقطوعتِها هذه مُنْصَبَّةً في قلبِ عناصر العملِ الأدبيّ مجتمِعة، (لقد بيّن روّاد الشعر العربيّ الحُرّ، كيف تندمجُ الأفكارُ مع بقيّة العناصر المُكوِّنةِ للقصيدة، بحيثُ لا يمكنُ فصْلُها عن السّياقِ الشعريّ، إذ تصبحُ جزءًا مِنَ البناء الفنّيّ والصّورة الفنّيّة. فالبياتي يرى "أنّ الأفكارَ تختلفُ في الصورةِ الشعريّة، فلا يَبرُزُ مِن القصيدة غيرَ بنائِها الفنّيّ وصُوَرِها الشّعريّة"(1 ). فالفكرةُ جزءٌ مِن عناصرَ كثيرةٍ تُكَوِّنُ مادّةَ القصيدة، ولا يُمكن فصْلُها عن المجموع أو تمييزِها مِن القصيدة. إنّها "ليست قيمةً تُضافُ إلى قيمةِ الفنّ في الشّعر، فيُصبحُ بها غيرَ ما هو، أو غيرَ ما كان"( 2)، بل هي مبثوثةٌ في كلّ العناصرِ المُكَوِّنة. 
الأشياءُ تفقدُ في الفنّ شيئِيَّتَها والأفكارُ فِكرِيَّتَها، لأنّها تنسلخُ عن أصلِها وتَلبَسُ فنّيّتَها، تُصبحُ رمزًا. الواقعُ في القصيدة يتخلّصُ "من نظامِهِ المكانيّ والزّمانيّ والنفسيّ والموضوعيّ"(3). 
*العاطفة:        
1. عاطفةُ الرّهبةِ والخوفِ مِن واقعِها الوهْميّ، والخيالُ مِن واقعِ عُزلتِها في المجتمع.
2.  التّبرُّمُ مِن مرارةِ اليأس، والسّخريةُ مِن نفسِها لعجزِها وضياعِها. 
3. عاطفةُ الأسى والحزن، بسبب انقطاعِ حبْلِ الثّقةِ بين الرّجُلِ والمرأة، ومِن شرودِ ذهنِها، وعجزِها.
4. التّوجُّعُ والتّألُّمُ مِن واقعٍ مرير. 
5. عاطفةُ الدّهشةِ والتّعجب مِن تصرّفاتِ الرّجُلِ الّذي يُفضِّلُ عُزلةَ المرأة، على أن تنسكِبَ وتتوحّدَ روحُهُ في روحِها.
6. عاطفةُ الحزن الشاعرة، فهي أسيرةُ وحدتِها.
      وتستمدُّ الشاعرةُ أفكارَها ومعانيها مِن تجربةٍ صادقةٍ، وعاطفةٍ قويّةٍ، فلا ريبَ في ذلك، فهي مُرهفةُ الأحاسيسِ، تُحِبُّ وتطمحُ في مشاركتِها للرّجُلِ وأعبائِهِ، مُتلهِّفة للرّجُل للتّوحُّدِ معهُ، على أن يُحسِّسَها بذاتِها وقيمتِها، بعيدًا عن واقعِ حياةٍ لا تَرحمُ، وقد تكرّرتْ معاني العُزلةِ ومترادفاتُها كثيرًا في المقطوعة؛ لتأكيدِ تَطلُّعِها وشوقِها بالإحساسِ بذاتِها وكيانِها، فهي تهربُ بقلبِها عن واقعٍ وحياةٍ سلبَتْها الحقوقَ، وأثقلتْ عليها بالواجباتِ، فوجدتْ في العُزلةِ والاعتزالِ خيرَ صديقٍ، وهيَ تَعجزُ عن التّغييرِ، فها هي تُعايشُ الأحداثَ بنفسِها، فانعكستْ تلكَ على أحاسيسِها ووجدانِها، وقد غلبتْ على المقطوعةِ نزعةُ الرّفضِ للواقعِ المُرِّ والمُزري، فارتفع صوتُها رافضًا هذا النّسيجَ المَبنيَّ على عدَمِ تقديرِ الإنسانِ لإنسانيّتِهِ، فتَهرُبُ أمامَ العجزِ وعدمِ التّمكُّنِ مِن التغيير، إلى خيرِ جليسِ وحدتِها وقلمِها، لتسطُرَ ما يحلو لها شعرًا نثريًّا، طلبًا للذّاتِهِ العقليّةِ والوجدانيّةِ، فهي المُلقي، والشِّعرُ هو الوسيلة، علّها تجدُ المتلقّي الذي يسمو بفِكرِهِ نحوَ الإبداع، ففي الشِّعر تُعبِّرُ عن ذاتِها وحُبِّها وآمالِها وأمانيها. 
*الخصائصُ الأسلوبيّة: أوّلًا: التّصويرُ الفنّيّ-
        *التّشبيهات: 
 أ. التّشبيهُ البليغُ: (وأنتَ ظِلّي المُلَاصِقُ): شَبَّهَت الشّاعرةُ نفسَها بظِلِّ الرّجُلِ، تشبيهٌ مفردٌ/ بليغ.
ب. التّشبيهُ التّمثيليّ: (يَترُكَها أَجِنّةَ حُبٍّ عَلى ثَديِ انْتِظَارِها): صورةُ الرّجُلِ الذي يُهملُ عواطفَ المرأة، ولا يلتفتُ لأحاسيسِها، وهي تترقّبُ استجابتَهُ لها ولا يستجيبُ، بصورةِ الطّفلِ الّذي ينتظرُ ثديَ أمِّهِ ولا يحصلُ عليه.
*الصّوَرُ والاستعاراتُ:
المَجهُولُ اليَكْمِنُ خَلفَ قلبي
كَم أَرْهبُهُ يَتَكَثّفُ وهْمًا/ عَلى حَوافِّ غِلافِهِ
أَخشَاهُ يَحجُبُ برَائبِ غَيْمِهِ أقمَارَ حُلُمي
أن تَتَطاوَلَ يَدُ عَقلي
تَهُزّني ../ تُوقِظني ../ بِلُؤْمٍ سَاخِرٍ
مِن سَكْراتِي الْهَائِمَة
هنا مجموعةٌ مِن الصّورِ المُتلاحقةِ المُتتابعةِ، وهي كما القنواتُ العذبةُ،  تجري كلُّها وتتدفّقُ لتصبَّ جميعُها في الصّورةِ الكُلّيّةِ، وتتمثّلُ في صورةِ المرأةِ الّتي أُهمِلت في مجتمعِنا، وهي عاجزةٌ عن التّغييرِ، وغيرُ راضيةٍ على هذا الواقع، تتلوها صُوَرٌ جزئيّةٌ أخرى متتابِعةً ومتلاحِقة.
الصّورةُ الأولى: صورةُ امرأةٍ تشعرُ بالرّهبةِ والخوف، وهي ترى واقعَها وهْمًا وخيالًا، فأقمارُ أحلامِها قد حُجبتْ واسْتُتِرَتْ بفِعل المجتمع.
والصّورةُ الثّانية: صورةُ امرأةٍ تَشعُرُ بمرارةِ اليأسِ مِن جرّاء عُزلتِها، لكنّ أحاسيسَها تسخَرُ منها، وضميرَها يُؤنّبُها على عجْزِها.
كَيفَ أمنَحُكَ قلبِيَ الآنَ
وقدِ اخْتَطفَتْهُ مَلائِكةُ الحُبِّ/ إلى فُسحَةٍ في العَراء
صورةُ امرأةٍ لم تَعُدْ تثِقُ بالرّجُلِ، أو المجتمع الّذي أبعَدَها عن دوْرِها الطّبيعيّ، وقلبُها نبعُ عطاءٍ اختطفَتْهُ ملائكةُ الحُبّ.
كيفَ لَها أن تَهدأَ ذبذباتُ الرَّغَباتِ
حينَ تَتماوجُ في فَضاءاتِ الخَيالِ؟
كيفَ وَصَداها يَشُقُّ حِجابَ الإرادةِ
وتَركِنَ حِيالَها عَاجِزاً .. شارِدَ الرُّوح!
صورةُ امرأةٍ لديها رغباتٌ جامحةٌ وأمانٍ وأحلام، لكنّها عاجزةٌ عن تحقيقِها، شاردةُ الذهنِ والوجدانِ أمامَ هذا الواقع المهمِّش لرغباتِها وأمانيها.
آهٍ .../ ما أَشقاهَا المرأةَ/ حِينَ تُسَاقُ مُقَيَّدَةَ الرَّغبةِ
إلى زَنزَانةِ أَحلامِهَا المُستَحِيلَة ..
كأَنَّ الشَّوقَ يَرمِي حُوريَّاتِ الأَحلامِ
في سَحيقِ هَاوياتِها/ يُهجِّنُ وِلادَاتٍ رَهيبةٍ
يَترُكَها أَجِنَّةَ حُبٍّ عَلى ثَديِ انْتِظَارِها
صورةُ المرأةِ الشّقيّةِ المُتوجّعةِ تُساقُ ورغباتُها وأحلامُها رغمًا عنها في غياهبِ الضّياع.
قد أَكونُ أَرهقتُكَ؛
بِضَجيجِ فِكري/ بِضَوضاءِ قلبِي
أَشعرُ بالذّنْبِ/ حِينَما أَرجُمُكَ بِإبرِ أَحاسِيسي
وما مِن ذَنْبٍ أَقترِفهُ
سِوَى أن تتكَبَّدَ جَرِيمةَ حُكْمِي
صورةُ المرأةِ الّتي تُطالبُ بحقوقِها فلا تتحقّقُ، وهي تشعرُ بتأنيبِ الضّميرِ، وهي عاجزةٌ بأحاسيسِها المُتدفّقةِ نحوَ الرّجُلِ الّذي لا يُصغي لها.
أُحِسُّ برَاحةٍ غَريبةٍ/ حِينَما أُوقِعُ بِكَ قِصَاصِي
بِلُؤمٍ أَبْلَه
صورةُ المرأةِ الّتي تُعاقبُ الرّجُلَ وتُعاتبُهُ، لأنّهُ لا يَستمعُ لمَطالبِها، ولا يَعملُ على تحقيقِ أمانيها، فكأنّهُ أبلهٌ لا يُحلّلُ ولا يَعي.
أَحتَاجُ إليكَ ..
بِنَسيمِكَ أَكُونُ مَلكْتُنِي/ وَبِغُبَارِكَ أَكُون خَسِرْتُنِي
فَلاَ تسكبْ عُصاراتِ رُوحِكَ
في كُؤوسِ ضَعفِي
ولا تَقُضَّ قِشرَةَ آمالِي
أَرهبُ عليكَ مُنازلتَها الشَّقِيَّة
ولا تُوقِظْ بِي حَنينًا/ أَغرقتُهُ في سُبَات!
صورةُ المرأةِ الّتي تتمنّى أن تُبادلَ الرّجُلَ الّذي يَسمعُ لمَطالبِها، لنبضاتِ قلبِها وشوقِها، وتسكبَ في روحِهِ حنانَها، ويُحسِّسُها بمكانتِها، لكنّ الرّجُلَ يَصُمُّ أذنيْهِ، ويخسرُ هذا السّيْلَ المُتدفّقَ مِن رِقّةِ أحاسيسِها وفيْضِ عطائِها.
لَيْتكَ تَغمُرُني كلَّ آنٍ/ بِلَحظاتِ حُزنِكَ وَعذابِكَ
قَدْ تَقتُلُ بِيَ الخَوفَ والشَّكّ
صورةُ المرأةِ هي بحاجةٍ لرَجُلٍ يَسمعُ لآرائِها، ويُشاركُها آمانيها، ويوقظ أحاسيسَها النّائمة الّتي نوّمَها التّجاهلُ والتّهميشُ، وحينَها ستثقُ بالرّجُل، وتُزيلُ عن روحِها غشاوةَ الخوفِ والشّكّ.
كَيفَ آمرُنِي أَن أُغادِرَكَ/ وقَلبُكَ احْتَلَّنِي؟
رُوحُكَ تَتجلَّى في مَرايا رُوحِي
وأنتَ ظِلِّي المُلاَصِقُ
بِحَرْفي ../ بِخَوْفي ../ بِعَطْفي ..
أنا المَصقُولةُ بِكَ/ المَرهونةُ لَك
كَم بِتُّ رَهِينةَ رَوعَتِك !
أَرتَاعُ حِينَما أُحِسُّ بالشَّوقِ/ يُدثِّرُني بِثَوبِ الإِثْم
أَجزَعُ وأَهرُبُ
كي لا أُكَابِدَ/ في وحدَتي/ مَغَارزَ الأَلَم
لا تَترُكْني رَعشةً/ في مَهبِّ رَصِيفِ عُزلَة
رغم أَنَّ تلكَ النَّسائمَ أَصبحتْ/ تَطِيبُ لي وتُغفِيني !
 صورةُ المرأةِ تريدُ أن تتوحّدَ روحُها في روحِ الرّجُل، وتُصبحَ الرّوحانِ مُنسكبتَيْنِ في روحٍ واحدة، وتتمنّى منهُ ألّا يُهمِّشَها، لكن أمانيها تذهبُ أدراجَ الرّياح، وتبقى أسيرةَ وحدتِها. 
والدّلالةُ السيميائيّةُ لصُوَرِ المرأةِ الجزئيّةِ المُتلاحقةِ والمتتابعةِ في هذهِ المقطوعة، تجتمعُ وتتوحّدُ كلّها في فضاءٍ نفسيٍّ وفِكريٍّ واحدٍ، وتعودُ لأصلِها الأمّ الدّلالةُ الكبرى، أو الصّورة الكبرى المُتمثّلة في تهميش دوْرِ المرأةِ في المجتمع.
ويرى كروتشيه أنّ المضمونَ والصّورةَ يجبُ أن يُميَّزا في الفنّ، لكن لا يمكنُ أن يوصَفَ كلٌّ منهما على انفرادٍ بأنّه فنّيّ، لأنّ النّسبة القائمة بينهما هي وحدها الفنّيّة، أعني الوحدة لا الوحدة المجرّدة، بل الوحدة العيانيّة الحيّة.(4)
إنّ الوصفَ والمجازَ والتّشبيهَ  يمكنُ أن يخلقوا صورةً، أو أنّ الصّورةَ يُمكنُ أن تُقدَّمَ إلينا في عبارةٍ، أو جملةٍ يَغلبُ عليها الوصفُ المَحضُ، ولكنّها توصِلُ لخيالِنا شيئًا أكثرَ مِن انعكاسٍ مُتقنٍ للحقيقةِ الخارجيّة.(5)
*ومن الاستعارات المكنيّة ما يلي: 
شبّهَت العقلَ بشيءٍ يَهُزّ ويوقظُ ويلومُ ويسخرُ.(تَهُزُّني../ تُوقِظُني../ بِلُؤمٍ سَاخِرٍ):
وشبّهَت السّكراتِ بكائنٍ حيٍّ يَهيمُ: (مِن سَكْراتِي الهَائِمَة/ كيفَ لَها أن تَهدأَ ذبذباتُ الرَّغَباتِ/ حينَ تَتماوجُ في فَضاءاتِ الخَيالِ؟)
شبّهتِ الرّغباتِ بشيءٍ يتذبذبُ ويتماوجُ: (كيفَ وَصَداها يَشُقُّ حِجابَ الإرادةِ)
شبّهَت الرّغبة بسجينٍ يُقيَّد:      (حِينَ تُسَاقُ مُقَيَّدَةَ الرَّغبةِ)
شبّهَتِ الشّوقَ بإنسانٍ يَرمي:     (كأَنَّ الشَّوقَ يَرمِي حُوريَّاتِ الأَحلامِ)
شبّهَتِ الحجارةُ بإبرةِ ترمي:    (حِينَما أَرجُمُكَ بِإبرِ أَحاسِيسي)
شبهت الروح بثمرةٍ تُعصَر:      (فَلاَ تسكبْ عُصاراتِ رُوحِكَ)
شبّهَت الضّعفَ بسائلٍ يُوضعُ في كأس:   (في كُؤوسِ ضَعفِي)
شبّهَت الآمالَ بشيءٍ لهُ قشرةٌ:       (ولا تَقُضَّ قِشرَةَ آمالِي)
شبّهَت الحنينَ بإنسانٍ نائمٍ:   (ولا تُوقِظْ بِي حَنينًا أَغرقتُهُ في سُبَات!)
شبّهَت كُلًّا مِن الحزنِ والعذاب بشيءٍ يَغمرُ: (لَيْتكَ تَغمُرني كلَّ آنٍ/ بِلَحظاتِ حُزنِكَ وَعذابِكَ)
 شبّهّت الشّوْقَ بإنسانٍ يُدَثّرُ، والإثمَ بإنسانٍ يَرتدي ثوبًا: (أَرتَاعُ حِينَما أُحِسُّ بالشَّوقِ/ يُدثِّرُني بِثَوبِ الإِثْم).
*ب. الاستعارة التصريحيّة:
 شبّهَت الشّاعرةُ ثورةَ الفِكرِ بالضّجيج، ورفْضَ القلبِ للواقعِ بالضّوضاءِ: (قَد أَكونُ أَرهقتُكَ؛/ (بِضَجيجِ فِكري/ بِضَوضاءِ قَلبِي):
شبَّهَت الشّاعرةُ إزالةَ كلّ مظاهرِ الخوفِ والشّكّ بالقتل: (أَشعرُ بالذَّنْبِ/ قَدْ تَقتُلُ بِيَ الخَوفَ والشَّكّ)
شبّهَتِ الشّاعرةُ تَمَلُّكَ الرّجُل لقلبِها بالاحتلال: (وقَلبُكَ احْتَلّنِي)
*الكنايات: 
(في مَهبِّ رَصِيفِ عُـزلَـة): كناية عن عُزلةِ المرأة.
(المَجهُولُ اليَكْمِنُ خَلفَ قَلبي): كناية عن واقعِ المرأةِ المجهولِ مستقبلًا.
(كَم أَرهبهُ يَتَكَثَّفَ وهْمًا/ عَلى/ حَوافِّ غِلافِهِ أَخشَاهُ يَحجُبُ برَائبِ غَيْمِهِ أَقمَارَ حُلُمي): كناية عن خوفِ المرأةِ مِن استمراريّةِ تجاهلِ الرّجُلِ لها.
(مِن سَكْراتِي الهَائِمَة): كناية عن ذهولِ المرأةِ في هذا الواقعِ المُهين. 
(كَيفَ أَمنَحُكَ قَلبي الآنَ/ وقد اخْتَطفَتْهُ مَلائِكةُ الحُبِّ/ إلى فُسحَةٍ في العَراء): كناية عن أنّ المرأةَ لن تَمنحَ الرّجُلَ عذبَ أحاسيسِها ما دام مُتجاهِلًا لها.
 (كيفَ لَها أن تَهدأَ ذبذباتُ الرَّغَباتِ/ حينَ تَتماوجُ في فضاءاتِ الخَيالِ؟/ كيفَ وَصَداها يَشُقُّ حِجابَ الإرادةِ): كناية عن تألُّمِ المرأةِ لعُزلتِها.
(وتَركُنَ حِيالَها عَاجِزًا.. شارِدَ الرُّوح!): كناية عن عجْزِ المرأة وعدمِ قدرتِها في التغيير. 
(حِينَ تُسَاقُ مُقَيَّدَةَ الرَّغبةِ/ إلى زَنزَانةِ أَحلامِهَا المُستَحِيلَة): كناية في كلٍّ عن قيودِ المرأةِ التي تكبِّلُ مِعصمَيْها.
(كأَنَّ الشَّوقَ يَرمِي حُوريَّاتِ الأَحلامِ/ في سَحيقِ هَاوياتِها/ يُهجِّنُ وِلادَاتٍ رَهيبةٍ): كناية عن ضياعِ أحلامِ المرأة.
(يَترُكَها أَجِنَّةَ حُبٍّ عَلى ثَديِ انْتِظَارِها): كناية عن ترقُّبِ المرأةِ.
(حِينَما أَرجُمُكَ بِإبرِ أَحاسِيسي): كناية عن غضبِ المرأةِ لتصرُّفاتِ الرّجُلِ ومحاولتِهِ تهميشها.
(أُحِسُّ برَاحةٍ غَريبةٍ/ حِينَما أُوقِعُ بِكَ قِصَاصِي/ بِلُؤمٍ أَبْلَه): كناية عن راحةِ المرأة في عقابها للرَّجُلِ المُهمِّش دوْرضها في الحياة.
(أَحتَاجُ إليكَ ../ بِنَسيمِكَ أَكُونُ مَلكْتُنِي/ وَبِغُبَارِكَ أَكُون خَسِرْتُنِي): كناية عن حاجةِ المرأةٍ لرَجُلٍ يُقدِّرُ أحاسيسَها، ويُشعرُها بذاتِها ووجودِها.
(فَلاَ تسكبْ عُصاراتِ رُوحِكَ/ في كُؤوسِ ضَعفِي/ ولا تَقُضَّ قِشرَةَ آمالِي): كناية عن مُطالبةِ المرأةِ للرّجُلِ ألّا يَستغلَّ ضعفَها، ويستمرَّ في تضييعِ آمالِها.
(ولا تُوقِظْ بِي حَنينًا أَغرقتُهُ في سُبَات!): كناية عن فقدِ المرأة لعذبِ أحاسيسِها، في غمرةِ التقصيةِ والتّهميش. 
لَيْتكَ تَغمُرني كلَّ آنٍ/ بِلَحظاتِ حُزنِكَ وَعذابِكَ/ (قَدْ تَقتُلُ بِيَ الخَوفَ والشَّكّ): كناية عن تطلّعِ المرأة لتلعبَ دوْرَها في الحياة، واللّحاق بعربةِ التقدّم.
(كَيفَ آمرُنِي أَن أُغادِرَكَ ؟/ وقَلبُكَ احْتَلَّنِي/ رُوحُكَ تَتجلَّى في مَرايا رُوحِي/ وأنتَ ظِلِّي المُلاَصِقُ/ بِحَرْفي ../ بِخَوْفي ../ بِعَطْفي ../ أنا المَصقُولةُ بِكَ/ المَرهونةُ لَك): كناية في كلٍّ عن التصاقِ المرأةِ بالرّجُل، وخاصّة إذا قَدّرَ أحاسيسَها.
(كَم بِتُّ رَهِينةَ رَوعَتِك !/ أَرتَاعُ حِينَما أُحِسُّ بالشَّوقِ/ يُدثِّرُني بِثَوبِ الإِثْم/ أَجزَعُ وأَهرُبُ/ كي لا أُكَابِدَ / في وحدَتي / مَغَارزَ الأَلَم/لا تَترُكْني رَعشةً/ في مَهبِّ رَصِيفِ عُزلَة / رغم أَنَّ تلكَ النَّسائمَ أَصبحتْ/ تَطِيبُ لي وتُغفِيني !): كناية في كلٍّ عن تألُّمِ المرأةِ لواقعِها المُهمَّش.
*المجاز المُرْسَل: (أن تَتَطاولَ يَدُ عَقلي): ذكَرَت الشّاعرةُ اليدَ (الجزءَ)، وأرادت بهِ الكلَّ، مَجازٌ مُرسَلٌ علاقتُهُ الجزئيّةُ أو السّببيّة.
*ثانيًا: التعبيرُ (اللغة والأساليب): ويذهبُ عزّ الدّين إسماعيل إلى أنّ القصيدةَ الحديثةَ غامضةٌ على مستوى رؤيا الشاعر ولغتِهِ المستعملة، "لأنَّه ما دامت الرّؤيا مغايرةً لِما هو مألوفٌ، وكانت اللّغة المستخدمَةُ خاضعةً لطبيعةِ هذه الرّؤيا، فإنّه مِن الطّبيعيّ أن يُغلّفَ القصيدةَ إطارٌ مِن العتمة، ويجعلَ الولوجَ إلى عالمِها شاقّا" (6).   
وقد تعرّضَ روّادُ الشّعرِ العربيّ الحُرّ لظاهرةِ الغموضِ في القصيدةِ الحديثة، وعَدُّوا ذلكَ مِن طبيعةِ الشّعر، لأنَّهُ رؤيا تكشفُ المجهولَ، وتتجاوزُ الرّاهنَ، وتقولُ المستقبل. ولأنّ لغتَهُ إبداعيّةٌ تخترقُ العادي، لتقولَ ما لا تستطيعُ اللّغةُ العاديّةُ قولَه.(7)
*1.الألفاظ والتراكيب
أ. العنوان: القصيدة بعنوان (في مَهبِّ رَصِيفِ عُـزلَـة)، فالعنوانُ يتشكلُ مِن جارٍّ ومجرورٍ، وهو خبرٌ لمبتدأ محذوف، يتلوهُ مُضافٌ ومضافٌ إليهِ مرّتيْنِ، وكلمة (مهبّ):
ابن سيّده: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوبًا وهَبِـيبًا: ثارَتْ وهاجَتْ؛ وقال ابن دريد: هَبَّتْ هَبًّا، وليسَ بالعالي في اللّغة، يَعني أَنّ المعروفَ إِنّما هو الـهُبُوبُ والـهَبيبُ؛ وأَهَبَّها اللّهُ. الجوهريّ: الـهَبُوبةُ؛ الرّيحُ الّتي تُثِـير الغَبَرة، وكذلك الـهَبُوبُ والـهَبيبُ. تقول: من أَين هَبَبْتَ يا فلان؟ كأَنك قلت: مِن أَين جِئْتَ؟ من أَينَ انْتَبَهْتَ لنا؟ وهَبَّ من نَوْمِهِ يَهُبُّ هَبًّا وهُبُوبًا: انْتَبه؛ أَنشد ثعلب: فحَيَّتْ، فحَيَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ، * مَعَ النَّجْم، رُؤْيا في الـمَنام كَذُوبُ وأَهَبَّه: نَبَّهَه، وأَهْبَبْتُه أَنا. وفي حديث ابن عمر: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير؛ هو مَن هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ. وهَبَّ فلانٌ يَفْعَل كذا، كما تقول: طَفِقَ يَفْعَلُ كذا. وهَبَّ السّيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبًّا: اهْتَزَّ، الأَخيرةُ عن أَبي زيد. وأَهَبَّه: هَزَّه؛ عن اللّحياني. الأَزهريّ: السيفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً.(8)
فكلمة (مَهَبّ) هي اسمُ مكانٍ أو مصدرٌ ميميّ، ومعناها الدّلاليُّ التّحرّكُ والانطلاقُ، ولكنّ الحركةَ ليست موجبة، بل تحملُ في ثناياها ما لا يُحمَدُ عقباه، كهُبوب الرّيح عندما تحملُ معها الغبرة. وعبارة (رصيفُ عزلة): كناية عن الشّيءِ المركونِ مُنعزلًا، فكأنّي بالشّاعرة تريدُ أن تقولَ، بأنّ المرأةَ هنا معزولةٌ، لا يُسمَعُ لها رأيٌ.
عزل: عَزَلَ الشّيءَ يَعْزِلُهُ عَزْلًا، وعَزَّلَهُ فاعْتَزَلَ، وانْعَزَلَ وتَعَزَّلَ نَحَّاهُ جانِبًا فَتَنَحَّى، وقولُهُ تعالى إِنَّهُم عن السَّمْع لَمَعْزولون، معناهُ أَنَّهم لَمَّا رُمُوا بالنّجوم، مُنِعوا منَ السَّمْع، واعْتَزَلَ الشّيءَ وتَعَزَّلَهُ ويتعدّيانِ بعَنْ، تَنَحَّى عنهُ، وقولُهُ تعالى فإِنْ لم تُؤْمِنوا لِي فاعْتَزِلونِ، أَرادَ إِنْ لم تؤمنوا بي فلا تكونوا عَليَّ ولا مَعِي، وقَوْلُ الأَخوص يا بَيْتَ عاتِكةَ الَّذي أَتَعَزَّلُ حَذَرَ العِدى، وبهِ الفُؤادُ مُوكَّلٌ، يكونُ على الوجهيْن، (* قولُهُ «يكون على الوجهيْن»، فلعلهما تعدي أتعزل فيه بنفسه وبعن كما هو ظاهر)، وتَعَاَزَلَ القومُ انْعَزَلَ بَعْضُهم عن بَعض، والعُزْلةُ الانْعِزال نفسُه، يُقالُ العُزْلةُ عِبادة، وكُنْتُ بمَعْزِلٍ عن كذا وكذا، أَي كُنْتُ بموْضعِ عُزْلةٍ منه، واعْتَزَلْتُ القومَ أَي فارَقْتهم وتَنَحَّيْتُ عنهم. قال تأَبَّط شَرًّا: ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْب ريحٍ وقِرَّةٍ، ولا بصَفًا صَلْدٍ عن الخير مَعْزِل، وقَوْمٌ من القَدَرِيَّةِ يُلَقَّبونَ المُعْتَزِلة زعموا أَنّهم اعْتَزَلوا فِئَتي الضّلالةِ عندهم، يَعْنُون أَهلَ السُّنَّة والجماعةِ والخَوَارجَ. (9).
ب‌. استخدَمت الشّاعرةُ في نصّها لغةً سهلةً موحِية تخاطبُ عقولَ النّاس، وقد جاءت ألفاظ معجمِها الشعريّ مناسِبة ومعانيها مطابقة للأفكار، ولقد اختارت ألفاظها وكلماتها مِن معجم يوحي بالضياع، وتمنّي الخروج من عزلتها.
ج. ولقد‌ جاءت تراكيبُها متناغمة بعضها مع بعض، رقيقة متينة موحِية، فيها من الرّمز الجزئيّ تعبرا عن رفضها للواقع، فاستخدمت أسلوبَ "الاتّساع" وهو واحد من الأساليب التّحويليّة، الّتي تطرأ على العبارات والتراكيب النحويّة، ويُعرّفُه المُحْدِثون مِن المشتغلين بالدّراساتِ اللّغويّة، بأنّه عمليّةٌ نحويّة تأتي عن طريق إضافة بعض العناصر الجديدة إلى المُكوّناتِ الأساسيّة، دون أن تتأثّر تلك المُكوّنات"، كالاستعاراتِ الكثيرةِ والتشبيهات والكنايات، ووضّحَ بعضُ البلاغيّينَ هذهِ الظاهرة، وأطلقوا عليها مصطلح "الاتّساع.
وقد عبّر عن هذا المفهوم، مفهوم الاتّساع أو الانزياح "جان كوهن" وقال: بأنّه الأسلوبُ في كلّ ما ليس شائعًا، ولا عاديًّا، ولا مُطابِقًا للمعيارِ العامّ المألوف، وهو يُشخّصُ اللّغة الشّعريّة باعتبارِها انحرافًا عن قواعدِ قانون الكلام، ورأى جاكوب كورك أنّ أكثرَ الوظائفِ حيويّة للصّورة الاستعارة والصّورة الشّعريّة، أي خلق معانٍ جديدة مِن خلال صِلاتٍ جديدة، ومنها في النّصّ الاستعاراتُ والتّشبيهاتُ والكنايات، والحذف...
ويرى بعضُ النّقّادِ الأسلوبيّينَ أنّ الانحرافَ مِن أهم الظّواهر الّتي يَمتازُ بها الأسلوبُ الشّعريّ عن غيره، لأنّه عنصرٌ يُميّزُ اللّغة الشّعريّة، ويَمنحُها خصوصيّتَها وتوهّجَها وألقها، ويجعلُها لغة خاصّة تختلفُ عن اللّغة العاديّة، وذلك بما للانحرافِ من تأثيرٍ جَماليٍّ، وبُعدٍ إيحائيّ. واتّسمت القصيدةُ بمجموعةٍ مِن الخصائصِ الفنّيّةِ، مُتمثّلة في الوحدةِ العضويّةِ والموضوعيّة. 
*2. الأساليبُ الخبَريّة والإنشائيّة:
 ا. راوحت الشّاعرةُ بين استعمال الأساليبِ الخبَريّة والإنشائيّة؛ فاستهلّت قصيدتَها بالأسلوب الخبَريّ لتأكيدِ الذّات؛ وليُناسبَ الغرضَ، فاستخدَمَته؛ لتُجسّدَ مدى تقديرِها لمشاعرِها وأحاسيسِها، حماية لها مِن عَبثِ العابثين، ولتأكيدِ ذاتِها بارتباطِها بآمالِها وأحلامِها، ثمّ استَخدَمَت الأسلوبَ الإنشائيّ، فاستخدمت:
* الاستفهامَ في قولِها، ويُفيدُ في كلّ التّعجّب:
(كيفَ لَها أن تَهدأَ ذبذباتُ الرَّغَباتِ).
(كيفَ وَصَداها يَشُقُّ حِجابَ الإرادةِ).
 (كَيفَ أَمنَحُكَ قَلبي الآنَ).
*. ومِنَ الأساليبِ الإنشائيّة الّتي وظّفتها الشاعرةُ أسلوبَ النّهي: 
فَلاَ تسكبْ عُصاراتِ رُوحِكَ/ في كُؤوسِ ضَعفِي.
ولا تَقُضَّ قِشرَةَ آمالِي.
أَرهبُ عليكَ مُنازلتَها الشَّقِيَّة.
ولا تُوقِظْ بِي حَنينًا أَغرقتُهُ في سُبَات !
والنّهيُ في كلٍّ يُفيدُ الالتماسَ.
ج. استخدمت الشّاعرةُ أسلوبَ المتكلّم (لي)؛ لتأكيد الذّات، والذّات المخاطبة تُحاولُ الفرارَ مِن واقعِها الأليم لتشكيلِ عالمها الخاصّ، وضمير الأنا يستشعرُ هوْلَ المأساة ومرارةَ الواقع المُهين والمُزري، وتُدركُ أنّها تنتمي إلى زمنٍ رديءٍ مرٍّ مُهين. كما استخدمت ضميرَ الآخر (أنت) كما في قولها: ( أنتَ ظِلّي المُلاصِق). كما استخدمت أسلوبَ الغيبة والفعل المبنيّ للمجهول؛ لتبيان دوْر المرأة المُغيَّب كما في قولها: 
آهٍ .../ ما أَشقاهَا المرأةَ
حِينَ تُسَاقُ مُقَيَّدَةَ الرَّغبةِ/ إلى زَنزَانةِ أَحلامِهَا المُستَحِيلَة ..
كأَنَّ الشَّوقَ يَرمِي حُوريَّاتِ الأَحلامِ
في سَحيقِ هَاوياتِها/ يُهجِّنُ وِلادَاتٍ رَهيبةٍ
يَترُكَها أَجِنَّةَ حُبٍّ عَلى ثَديِ انْتِظَارِها
 د. استخدمت أسلوبَ الإيجازِ بالحذفِ كما في عنوانِ القصيدة، وكما في قولها:          (المَجهُولُ اليَكْمِنُ خَلفَ قَلبي)، والتقدير: (المَجهُولُ إليَكْ يا مِنُ خَلفَ قَلبي)
ه. استخدمت الشّاعرةُ أسلوبَ الخطاب كثيرًا للتّحبّب والتقرّب للرّجُل، عسى أن يسمع لها ويُخرجها من هاويةٍ عُزلتِها، في مثل: أمنحُكَ، أرهقْتُكَ، أرجُمُكَ، بكَ، عليكَ، إليكَ، ملكتُني، خسرتُني، تغمرُني، روحُكَ، حُزنكَ، عذابكَ، روعتكَ.. كما استخدمت أسلوبَ المُتكلّمَ لتأكيد الذات، وتبيان أهمّيّة موقعِها في الأسرة والمجتمع في مثل: قلبي، حلمي، عقلي، حكمي، ضعفي، وحدتي، قصاصي، تهزّني، توقظني، بِحَرْفي، بَخوْفي، بِعَطْفي، تتركُني، تعفيني، تغمرني، ملكتني، احتلّني، خسرتُني..
*3. المحسِّنات البديعيَّة :
أ. الترادف:، كما في مثل: (قَد أَكونُ أَرهقتُكَ ؛/ بِضَجيجِ فِكري/ بِضَوضاءِ قَلبِي).
*ثالثا– الوزن والموسيقى:
نظَمت الشّاعرةُ مقطوعتَها على نمطِ الشّعرِ النثّريّ، وموسيقاها تقفُ في منتصف الطريق بين النّثر والشّعر الموزون، فاستخدمت الموازنة بينَ الكلماتِ في سطورِها الشّعريّة؛ لخلق إيقاعٍ موسيقيٍّ: بِحَرْفي ../ بِخَوْفي ../ بِعَطْفي ..
أو النّسق الموسيقيّ في نهايةِ بعضِ السّطور:
لا تَترُكْني رَعشةً/ في مَهبِّ رَصِيفِ عُزلَة
وهذا النّسقُ الواحدُ أشاعَ في النّصِّ إيقاعًا موسيقيًّا داخليًّا، كما لجأت إلى التّكرارِ حينًا كتكرارِها لـ (كيف)، إنّ هذا التّكرارَ للكلمة نفسِها (كيف) المتّفقة في شكلها وعددِ حروفِها، يكونُ توافقًا صوتيًّا، وهذا التّوافقُ الصّوتيُّ مِن شأنِهِ أن يُحدِثَ موسيقى داخليّة، بالإضافةِ إلى موسيقى البيتِ، وإنّ نغمة هذهِ الكلمات المتكرّرة تُبرزُ إيقاعَ النفسِ المُنفعلةِ والمُندهشة (10). 
فقد تخلّصتْ مِن الرّتابةِ في القافيةِ المُوحّدة، وتمكّنت الشاعرةُ بهذا في الانطلاق برحابةٍ أوسعَ في قاموسِها الشّعريّ؛ لتُحَمّلَهُ المضامينَ الكبيرة، وجاءت السّطورُ الشّعريّة حسبَ التّدفّق العاطفيّ للشّاعرة، ممّا ساهمَ في المحافظةِ على الوحدةِ العضويّةِ والموضوعيّةِ في النّصّ.
*رابعًا- شخصيّة الشاعرة: اتّسمت المعاني والأفكارُ والصّورُ الفنّيّة التي اتّكأتْ عليها الشّاعرةُ بالبساطةِ والرّقّةِ والعذوبة، لكنّها عميقةٌ في معانيها، واسعةٌ في مدلولاتِها، وشاعرتُنا مبدعةٌ بحَقٍّ امتطتْ صهوةَ الشّعرِ النثريِّ بجدارة؛ مُستعينة بالألفاظِ والتراكيبِ الموحِية؛ لأنّ وقْعَها على النّفس أبلغُ، إذ تبدو الشّاعرةُ مِن خلالِها جيّاشة المشاعرِ، رقيقة العاطفة، مُرهفة الإحساس، مُحِبّة لعهودِها، وفيّة لمبادئِها، رافضة للذلّ والمذلّة. 
وآخِرُ دعوانا أنّ الحمدَ لله ربّ العالمين.
من الكتاب الشّعريّ الأوّل- بسمة لوزيّة تتوهّج
الهوامش
(1) دراساتٌ نقديّة في النظريّة والتطبيق: محمّد مبارك ـ منشورات وزارة الإعلام ـ الجمهوريّة العراقيّة 1976 (ص 151).
(2) طبيعة الشّعر: أحمد محمّد العزب (ص 58).
(3) ثورة الشّعر الحديث: عبد الغفار مكّاوي ـ ص 32، الهيئة المصريّة العامة للكتاب، القاهرة 1972.‏
(4). انتروبولوجية  الصورة والشعر العربيّ قبل الإسلام، قصي الحسين، 389، الأهليّة للنشر والتوزيع، ط1 ، 1993. 
(5). الصورة الشّعريّة، سي دي لويس، 21، ترجمة أحمد الجاني ورفاقه، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، العراق، دار الرشيد، 1982.
(6) مفهوم الشّعر في كتابات الشّعراء المُعاصرين: عزّ الدّين إسماعيل/ فصول مج 1 ع 4 1981 (ص 56).   
(7). مفهوم الشّعر عند روّاد الشّعر العربيّ الحُرّ، د. فالح علاق ص201، منشورات اتّحاد الكُتّاب العرب، دمشق 2005. 
(8) لسان العرب، ابن منظور ص11 ج9، دار الحديث، القاهرة، 2002.
(9). المرجع نفسه، ص233 ج6، دار الحديث، القاهرة، 2002.
(10). قراءة أسلوبيّة في الشّعر الجاهليّ، د. موسى ربابعة، دار جرير، عمان، 2010  ص 24.

الكافر/ أسعد البصري

يفتتح يوحنا الحبيب الإنجيلي إنجيله هكذا
((في البدء كانت الكلمة .
والكلمة كان لدى الله ،
والكلمة هو الله ...
به كان كل شيء
وبغيره لم يكن أي شيء .
هو الحياة لكل موجود ،
والحياة نور الناس ،
والنور يشرق في الظلمات
ولا تغشاه الظلمات ...
والكلمة صار بشراً
فسكن بيننا فرأيناه ))
يشعر المثقف بمسؤولية كبيرة
تجاه المستضعفين في الأرض والمقهورين
لهذا نزودهم بأكثر الخطابات حماسة و جسارة
حين نجد عندهم الجرأة على الثورة
مهما كان الخطاب حماسيا و مباشرا
إذا تمت صياغته من قبل المثقفين
فإنه سيحتفظ بإشكالية من الصعب دحضها
الآن تحرك الأنبار بخير
لهذا نعود إلى هذه المهنة الشاقة
مهنة الكتابة الفنية
هل بإمكاننا حقاً كتابة شيء يستحق البقاء ؟؟
في عصر كهذا ؟؟
يجب أن تكون مؤسسا لمذهب حتى تنال هذا الشرف
الأديب الكبير جمعة اللامي حملني هذا العنوان
(( أسعد الكافر )) المستوحى من رائعة جبران
(( خليل الكافر )) في كتابه الشهير الأرواح المتمردة
وهناك أيضاً خطاب ميخائيل نعيمة
في كتابه (( من وحي المسيح ))
التي عنوانها (( يسوع الكافر ))
كل إيمان حقيقي هو كفر حقيقي
خليل الراهب كافر بهرطقات الكنيسة الفاسدة
و يسوع كافر بهرطقات الفريسيين والكهنة اليهود
و محمد العظيم كافر بالوثنية التي شوهت تعاليم إبراهيم
قبل هؤلاء جميعا إبراهيم أبو الأنبياء هادم الأصنام
بعد هؤلاء جميعا الفيلسوف نيتشيه هادم الأصنام
لكن بيت إبراهيم امتلأ بالأصنام حتى ظهور النبي العربي
و فلسفة نيتشيه تحولت إلى نازية حتى ظهر مَن ينقذها
ثورة الحسين بن عليّ
تحولت إلى مرقد و سوق و سرقة للمال العام
و سيستاني واغتصاب في السجون
تحتاج الثقافة والتاريخ البشري
في نظر الأديب جمعة اللامي
إلى كتاب يثورون باستمرار
لقد كان نصر المسيح الأخير على نفسه
مرة حين اعتزل الناس أربعين يوما صائما صامتا
و مرة على الصليب والجلجثة
إننا حين نستمر بالكلام والكتابة ننسى رسالتنا
لهذا أنا بحاجة إلى صمت و ظلام صوم و كفر و إيمان
بحاجة لأن أسخر من نفسي كثيرا و أتلذذ بإذلالها
فمَن (( أنا )) لولا الله ...
(( أنا )) كلمة عظيمة لأنها تعني جميع الناس
وتعني أيضاً (الله)
والمسيح وموسى و محمد و عليّ بن أبي طالب
لن تلقى الله كل يوم
لكن الحقيقة أقول لكم
إن آخر شيء في الإنسان
أكثر الأشياء حقيقة و صدقا في وجدان البشر :
هو الله
لقد حدث أن انكسر ظهري من قبل
وقد رأيت الله في نخاعي الشوكي
في عيوني و في حبلي السري
مع هذا أرى بوضوح فشلي العميق ك كاتب
لأنني ما زلت أُصاب بالحماسة
وقد يحدث لي ما يحدث للهمج و المتوحشين
قد أُطلق الرصاص في الهواء أو ألوّح بسكين
قد أضرمُ النار في بيت جاري
إذا كانت زوجته جميلة
ماذا عندي أكتبه للمصريين القدماء
هذا الأسد الجالس بوجه الزمن والصحراء
يمثل الغرائز والطمع والجوع والقهر
يمثل وحشية الحياة و اندفاعها
لكن رأسه رأس إنسان
هذا الرأس عليه التحكم بهذا الجسد
والتحكم بغرائزه واندفاعه نحو الروح والعقل
هل رأيت عينيّ ( أبو الهول) الحالمتين ؟؟
هل رأيت الثور المجنح البابلي ؟.
الذي يحمل الفكرة ذاتها
حيث الأجنحة تنقذ الجسد الغريزي
وتحلق به إلى الحكمة والروح والحرية
إننا نبني لأنفسنا سجنا كل يوم
لأن الروح متحمس . وأما الجسد فضعيف
كما يقول المسيح
الجسد في الحقيقة يفرض حاجاته
وفي النهاية تستسلم الروح للجسد
هذه حكاية معظم الناس
هل بإمكاني اللحاق بهؤلاء القليلين النادرين
الذين لم يستسلموا لإرادة الخوف
والمرض والجسد والشيخوخة ؟؟
أصمت ... نعم الصمت يعلمني البلاغة

شتاء 1958 خيرٌ من ربيع العرب اليوم!/ صبحي غندور

أهو "ربيعٌ عربيٌّ" فعلاً ما يعيش العرب الآن "نسماته"، أم هو انتقالٌ من زمن الاستبداد والفساد إلى زمن التبعية والحروب الأهلية؟! كلاهما تعبير عن زمن انحطاطٍ وتخلّف واستنساخ لماضٍ قريبٍ وبعيد عاشته البلاد العربية على مدار قرون ماضية. فمنذ انتهاء "الزمن الراشدي" قبل 14 قرناً لا يتغيّر الحكم ويحدث التغيير إلا بفعل القوّة العسكرية. ولا فرق هنا تاريخياً بين عربي وأعجمي، فهكذا أيضاً كان تاريخ بلاد فارس وتاريخ بني عثمان حيث وصل الجيش الانكشاري العثماني إلى سلطة "الخلافة" بحكم القوة العسكرية، وحكَم العرب لأربعة قرون انتهت بالثورة العربية المسلحة للشريف حسين، المدعومة من الغرب!. وكل هذه القوى الأجنبية تفعل فعلها الآن في أرجاء الأمّة العربية!.
نعم تعدّدت الأسباب، لكن النتيجة واحدة. نعم أنظمة الاستبداد أو الفساد، أو الاثنان معاً، مسؤولةٌ عن تردّي أحوال الأوطان العربية وعن تبرير التدخّل الأجنبي بمصائرها، لكن هل سيغير ذلك الآن من النتائج؟! أليس الاستنجاد بالأجنبي لتغيير حكوماتٍ وأنظمة هو تكرارٌ لما حدث قبل قرنٍ من الزمن أيام "الثوة العربية الكبرى"، حيث لم تقم "الدولة العربية الواحدة" التي وعدت بريطانيا بدعمها، بل قامت في المشرق "دولة إسرائيل" التي وعد بها الوزير البريطاني بلفور، فحنث عهده مع العرب ونفّذ وعده مع المنظمة الصهيونية. وبدلاً من "الدولة العربية الموحّدة" جرى توزيع البلاد العربية وتقسيمها كمناطق نفوذٍ وانتداب لدول أوروبا الكبرى.
وحينما جرت أول محاولة فعلية لتحطيم اتفاقيات (سايكس- بيكو) بإقامة "جمهورية عربية متحدة" تربط جناحي الأمّة في المشرق والمغرب، من خلال وحدة مصر وسوريا في 22/2/1958، انقضّت كل القوى الأجنبية عليها لوأدها في المهد، فلم تعش أكثر من ثلاث سنوات، وكان الانفصال في خريف العام 1961 بداية لحقبة جديدة من الصراعات العربية ومن السعي الأجنبي/الإسرائيلي المشترك لمنع مصر نهائياً من تكرار تجربة محمد علي في القرن التاسع عشر، وجمال عبد الناصر في القرن العشرين، من توحيد مصر مع بلاد الشام. فهذا التوحيد كان تاريخياً وراء قدرة صلاح الدين الأيوبي على هزيمة جيوش "الأفرنج" وتحرير القدس فيما عُرف بحقبة "الحروب الصليبة". 
كم هو فارقٌ كبير بين ما كان عليه حال العرب قبل 55 عاماً، وحال مصر وسوريا تحديداً، وبين ما هو واقع حال اليوم. بين "شتاء" نهاية الخمسينات من القرن الماضي وبين "ربيع" القرن الحالي. بين ما كانت عليه الأمّة العربية من تضامن ووعي وآمال، وما هي عليه الآن من تخبّطٍ سياسي وأمني وصراعات داخلية ومخاوف على مصير الأوطان نفسها.
من عاشوا في القرن الماضي من العرب المعاصرين تلك الفترة الزمنية الغابرة، أو بعض آثارها، يدركون هذا الفارق الكبير بين ما كان عليه العرب وما وصلوا الآن إليه. والحديث الآن عن تجربة الوحدة المصرية - السورية ليس هو بحنين عاطفي لمرحلةٍ ولّت ولن تعود، بل هو لمواجهة من يُغرق الأمَّة الآن في خلافاتٍ وصراعاتٍ ليس الهدف منها نهضة الأوطان وتقدمها، بل تقسيمها إلى دويلات طائفية ومذهبية تتناسب مع الإصرار الإسرائيلي على تحصيل اعتراف فلسطيني وعربي بالهُويّة اليهودية لدولة إسرائيل، فتكون "الدولة اليهودية" قائدة وراعية لدويلات دينية ومذهبية منشودة في المنطقة كلّها!.
هو "زمنٌ إسرائيلي" نعيشه الآن، بعد الانقلاب الذي حدث على "زمن القومية العربية"، حين كانت مصر في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي طليعة له. فاليوم تشهد مصر وكل بلاد العرب "حوادث" و"أحاديث" طائفية ومذهبية وإثنية لتفتيت الأوطان نفسها، لا الهويّة العربية وحدها.
هو "زمنٌ إسرائيلي" الآن على مستوى أولويّة الصراعات في المنطقة، إذ جرى تهميش "الصراع العربي/الصهيوني"، وتنشيط الصراعات الأخرى في عموم "الشرق الأوسط"، بحيث ضاعت معايير "الصديق" و"العدو" وطنياً وإقليمياً ودولياً، وأصبح "المقاومُ" مُداناً، والمساندُ للعدوِّ "مرجعيةً إنسانية" مطلوبٌ تدخّلها العسكري لحلِّ أزماتٍ داخلية!.
اليوم، نجد واقعاً عربياً مغايراً لما كانت عليه مصر وسوريا والعرب قبل أكثر من خمسين عاماً.. اليوم هوت "الهويّة العربية والوطنية" لصالح مستوى "الانقسامات الوطنية الداخلية"، اليوم تزداد الصراعات العربية بينما تستمر محاولات "التطبيع" والتفاوض مع إسرائيل!
ألم يبدأ عام "ربيع العرب" بانفصال جنوب السودان (بتحريض من إسرائيل ودول غربية) وقبول دولته فوراً في الأمم المتحدة، دون المرور في الاعتراضات والمماطلات الحاصلة الآن حول مسألة الدولة الفلسطينية؟ ألم يؤدِّ احتلال العراق لتغيير نظام الحكم فيه إلى تقسيمه عملياً؟! ألم تكن أولى باكورات الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1978 بحجة تحجيم المقاومة هي إعلان "دولة جنوب لبنان الحر" بقيادة العميل الإسرائيلي سعد حداد؟! أوَليست إسرائيل حاضرةً الآن في أكثر من جبهة عربية مفتوحة على احتمالات الحروب الأهلية؟
صحيحٌ أنّ الانتفاضات الشعبية العربية قد حقّقت الكثير من الإيجابيات، لكنّها إيجابيات ما زالت محدودةً في المكان والنتائج. والردّ هنا لا يصحّ بالقول إنّها ثوراتٌ مولودة حديثاً، وهي بحاجةٍ لفترة من الوقت، فالمولود يعاني أصلاً من نقصٍ في قوّة المناعة، ومن صراعٍ على أبوّته، حيث تتصارع القوى السياسية التقليدية على حقّ الرعاية للمولود اليتيم، وبعض هذه القوى لا يأبه حتّى بمصير الطفل الثوري المولود طالما كان هو الضامن للوراثة من بعده!.
وصحيحٌ أنّه جرى كسر حاجز الخوف لدى شعوب المنطقة، لكن ما يجرى أيضاً في المنطقة هو محاولات كسر وتحطيم مقوّمات الوحدة الوطنية وتسهيل سقوط الكيانات، كما سقطت وتسقط أنظمة وحكومات، إذ لم تعد تميّز بعض قوى المعارضات العربية (عن قصدٍ أو عن غير قصد) بين مشروعية تغيير الأنظمة وبين محرّمات تفكيك الأوطان ووحدة شعوبها. وهذه المخاطر موجودة في كلّ المجتمعات العربية، إن كانت منتفضةً الآن أو مستقرّةً إلى حين.
الآن، يرى البعض في المنطقة العربية الحلَّ في العودة إلى "عصر الجاهلية" وصراعاتها القبلية، ويستهزئون بالحديث عن حقبتي "الخمسينات والستينات"، وعن "تجربة الوحدة المصرية/السورية".. وبعضٌ عربيٌّ آخر يرى "نموذجه" في الحل بعودة البلاد العربية إلى مرحلة النصف الأول من القرن العشرين، التي تميّزت بتحكّم وهيمنة الغرب على مصر والمشرق والمغرب! لكن ما يحدث الآن في البلاد العربية هو تأكيدٌ جديد على أهمّية إعادة صياغة مشروع وطني عربي شامل، تكون الديمقراطية والهوية العربية ورفض التدخل الأجنبي ونبذ أسلوب العنف في المجتمعات، بمثابة أركان أربعة متكاملة فيه بحيث لا يجوز الأخذ بواحدها دون الآخر، ففي ذلك ضمانات للحاضر والمستقبل، ولوحدة الشعوب والأوطان والأمّة معاً.
اللهمَّ ارحمْ شهداءَ هذه الأمَّة وضحايا حكوماتها ومعارضيها، من بشر وأوطان وتجارب تاريخية عربية ناصعة، واقصِ عن رحمتك من يسعوْن في الأرض العربية المباركة فتنةً وفساداً وتقسيماً، كائناً من كانوا: عرباً أم أجانب، حكاماً أم معارضين، كتّاباً أم إعلاميين أم متستّرين بغطاء دين ..
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

اعتداء ظلامي آخر على تمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين/ شاكر فريد حسن

لم تمض سوى ايام قليلة على تهميش واقتلاع رأس تمثال الشاعر والفيلسوف العربي الخالد ابو العلاء المعري في مسقط رأسه بمعرة النعمان السورية ، من قبل عصابات الارهاب الظلامية الوهابية السلفية المتطرفة ، التي تتستر وراء عباءة الدين ، والدين منها براء ، المعادية لكل فكر تقدمي وحضاري واصلاحيي متنور ، والمفارقة لروح زماننا ومعناه الثقافي، واذا بالايدي الآثمة  نفسها تطال  تمثال رمز آخر من رموز الثقافة والفكروالابداع، هو عميد الادب العربي، والمفكر المصري العظيم ، ومبدع السيرة الذاتية في كتابه "الايام" ، الدكتور طه حسين ، القائم وسط الميدان في شارع كورنيش النيل بالمنيا ، حيث قامت ثلة من الملثمين الخارجين من كهوف الظلام  بتشويه رأس التمثال وقطعه ،والاعتداء على تمثال سيدة الغناء العربي ام كلثوم في المنصورة وتغطيته بالنقاب.
ولا ريب ان هذه الاعمال الاجرامية التترية هي جزء من الهجمة الظلامية، وامتداد للممارسات الغوغائية الاقصائية ، التي تقوم بها الجماعات الاصولية والاخوانية المتشددة والمتطرفة، بحق رجالات وعمالقة الفكر التنويري النهضوي والحداثي التحرري،وضد اعلام النهضة والثقافة الديمقراطية الاصلاحية والعقلانية،بهدف اغتيال فكرها، وماضيها المؤسس للغد الباسم القادم، وازهاق ابداعها الحرالخلاّق .
وفي الحقيقة ، ان الهجمة ضد الاديب والمفكر الدكتور طه حسين لم تتوقف منذ ان وضع كتابه "في الشعر الجاهلي" المثير للجدل ، الذي احدث ضجة كبرى ، وأثار حفيظة القوى الرجعية والتقليدية المتعصبة ، التي اتهمته بـ"الردة"و"الالحاد" و"الكفر" و"الاساءة "المتعمدة للدين والقرآن الكريم . ولجأ الازهر في حينه، الى المحكمة لبحث هذه القضية ، لكن المحكمة برأته من هذه التهم الممجوجة والمفتعلة ،  وقام طه حسين بنفسه باجراء بعض التعديلات على الكتاب وحذف بعض العبارات ، التي اخذت عليه ، وتغيير اسمه  فاصبح " في الادب الجاهلي".
 ومثلما لوحق طه حسين  في حياته، فقد طورد في مماته  وفي قبره ، باعتباره واحداً من رواد التنوير والاصلاح الديني ، واحد اهم الشخصيات الفكرية والادبية العقلانية في الحياة المصرية والعربية ، وها هي القوى ذاتها تواصل اليوم ملاحقته بتحطيمها واقتلاعها لتمثاله الرمزي ، مستهدفة ارائه التجديدية العصرية وافكاره المستنيرة العقلية والاصلاحية ، الداعية الى وجوب النهضة الفكرية والادبية ، وضرورة التجديد والتغيير والاصلاح، والانفتاح على الآخر ،والاطلاع على ثقافات انسانية جديدة .
ان الاعتداء البربري الآثم على تمثال الرمز عميد الادب العربي الدكتور طه حسين  يأتي وسط الفوضى الخلاّقة والهدامة التي تعيشها مصر ، التي لم تشهد اعتداءً مثله عبر تاريخها الماضي . وهو بمثابة اعتداء صارخ على الثقافة والابداع الحقيقي الاصيل والرفيع ، واعتداء على عقل شعب وتراث امة ، ويدل على عجز وفشل القوى السلفية المتأسلمة المنضوية تحت تيار "الاسلام السياسي "  في مواجهة فكر طه حسين وغيره من رموز الفكر المستنير والعقل المضيء الواعي.
وازاء هذه الجرائم ، التي تستهدف الفكر التقدمي النير، والثقافة الانسانية المتحررة، والابداع الملتزم، والفن الاصيل ، يجب ان يرتفع عالياً صوت المثقفين وكل اصحاب القلم المؤمنين بشرف وقدسية وحرية الكلمة ، للتنديد والتصدي لعربدات الظلاميين وممارساتهم البلطجية ضد كنوز الوطن وطلائع الثقافة وروادها . وانني اقولها بملء فمي : اذا كانت خفافيش الظلام ، التي خرجت من الكهوف والمغر المكفهرة قد نجحت باقتلاع التمثال الرأسي لطه حسين ، فـ" فشرت" بأن تنال منه اوتهزم فكره،فهو اقوى من كل زعرناتهم وخزعبلاتهم وطغيانهم وطغمتهم .انه عقل موزع وممتد وراسخ ومنزرع في كل العقول.

قارئة فنجان التحرير/ د. ماهر حبيب

جلست والخوف بعينيها      
تتأمل ميدانى المنكوب
قالت ياولدى لا تفرح         
فمرسى عليك هو المكتوب
يالهوى يا لهوى
يا ولدى قد مات شهيدا       
 من كان من الإخوان مش محسوب
يا لهوى.... يا لهوي

بصرت ونجمت كثيرا        
 ولكنى لم أقرأ أبدا
ميدانا يشبه ميدانك
بصرت ونجمت كثيرا        
ولكنى لم أعرف أبدا
 أحزابا تشبه أحزابك
مقدورك أن تمضى أبدا      
 فى بحر الرئاسة بغير رئيس
وتكون حياتك طول العمر    
ندمانا على خلع المخلوع
فبرغم جميع كوارثه          
وبرغم جميع حوادثه
وبرغم الهم الساكن فينا ليل نهار
وبرغم التورييييث
وبرغم العادلى وزكريا وماما سوزان
فمرسى سيبقى ياولدى مبتدئ الإحزان
يامرسى ... يا لهوى

بحياتك ياولدى رئيسا بيهيس أخر تهيس
فمه بيطلع أى كلام
وصباعه بيحذر تخاف وتنام
والساعة شغلاه عن الكلام
قد يبدو المنظر مرسيا        
بينما هو المرشد يا سلام
لكن سماؤك ممطرة          
وطريقك مسدود مسدود
فرئيس الوطن يا ولدى       
نائم عند المرشد مسنود
من يدخل وكرهم من ينقد كربهم
من حاول نقد مرشدهم وشاطرهم يا ولدى مسحول مسحول مسحول
يا مرسى ....يا لهوى

ستفتش عنه يا ولدى   فى كل مزلقان
وستسأل عنه موج الدم        إللى مغرق كل مكان
وتجوب من حارة إلى شارع  وتصرف من جيبك ع الفاضى
وسيكبر همك حتى يصبح أطنانا ....أطنانا
وسترجع يوما يا ولدى ندمانا مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر    بأنك إنتخبت رئيس إخوان
ما أصعب أن تنتخب مرسى وهو نايم فى اللومان
ما أصعب أن تنتخب مرسى  ياولدى وإنت صاحى فى الميدان
فى الميدان فى الميدان
يا مرسى ....يا لهوى

الإقليم السنّي العراقي/ أسعد البصري

منذ أن صارت الأحزاب الدينية المذهبية الشيعية
تتحدث عن الوحدة الوطنية انتهت تلك الوحدة
وصار لا معنى لها
كيف تحكم البلاد بأحزاب مذهبية مغلقة
و تتحدث عن وحدة وطنية في الوقت ذاته ؟؟
المفكر الدكتور عبد الله النفيسي
يقول الحل هو أقاليم أو فيدرالية
ويحذر العراقيين من ما أسماه (( الحل الصفري ))
وهو يقصد اللجوء إلى العنف والقتال
لا يمكن فرض حكم سني على الشيعة
لكن يمكن رفض الحكم الشيعي الحالي على السنة
المطالبة بإقليم سني كما فعل الأكراد
السنة يبحثون عن حل
لأنهم يتعرضون للإبادة الثقافية والبيولوجية
ما يقوله الدكتور عبد الله النفيسي أدناه فيه صحة
لا يمكن للسنة التعايش في وضع كهذا
لا يمكنهم إنجاب أطفال وتربيتهم
في ظل دولة تتحكم بها تنظيمات صفوية طائفية متطرفة
ك حزب الدعوة و المجلس الأعلى والتيار الصدري
هذه قضية مستحيلة
لو انسحب السنة في إقليمهم و قواتهم المسلحة والأمنية
سيسقط الإيرانيون في صراع مع الشيعة العراقيين
على خلفية قومية مثل صراعهم مع الأهوازيين
لكن وجود السنة و ذاكرة البعث
هو ما يؤجل هذا الصراع
ويجعل من السنة حطب هذا الزواج
غير الشرعي بين شيعة العراق و إيران
موقف عشائر النجف الأخير و صمت المثقفين الشيعة
إضافة إلى مطالبة الشارع الشيعي حكومة المالكي
بالضرب بيد من حديد
لكي لا يتفاقم الوضع ولا يتفرعن السنة
الإبتهاج الشيعي باغتصاب النساء
و بكاء المدن السنية في صلاة الجمعة
كل هذا يزيدنا قناعة بهذا الحل السلمي
الأقاليم .... لا للعنف ولا للقتال نعم للحلول مهما كانت
هكذا يمكن الشيعة الإستمرار بالزيارات المليونية في إقليمهم
وشتم عمر بن الخطاب وعائشة كما يحلو لهم
ربما بعد عشرين سنة يشبعون و تنتهي هذه الحمى
يعود الشعب العراقي بعدها يتحد كما حدث لألمانيا واليمن
إذا كانت هناك حاجة و مصلحة للوحدة الإندماجية مرة أخرى
العراق كان يستنجد بفكرة البعث لخلق عقيدة جديدة
تضمن بحزم أن يكون الولاء للعروبة قبل الولاءات الأخرى
وذلك لتأثير الدعاية الدينية الإيرانية في العراق
لكن هذا حول البعث إلى عقيدة مرهقة و متشنجة قاسية
ثم أن كثيرين يعتقدون بأن الولاء للعقيدة أهم من القومية
وهناك اليوم مثقفون كثيرون يعتقدون بأن الولاء فكرة متخلفة
وأن أساس البناء الصحيح للدولة الحديثة هو القانون المدني
لهذا لا أرى جدوى من تكرار فكرة البعث
سيسقط ضحايا كثيرون ولا جدوى من استعادة سلطة متشنجة
في الأيام الماضية حاولت تقمص فكرة البعث
بأناشيدها و أفكارها و صوتها الرهيب
فكرة نبيلة ملحمية لكنها غير مريحة
مليئة بالكوابيس والقسوة والثورة الدائمة
إن فكرة الأقاليم تجنبنا الحاجة إلى آيديولوجيا عنيفة
لم يكن لحزب البعث بديل
لمواجهة العقائد الأخرى في الماضي
لكن الحال قد تبدل اليوم
حتى لو أخذ السنة الحكم في بغداد بمساعدة غربية
كيف ستحكم الشيعة ؟؟
ستضطر إلى بناء جيش جرار مرة أخرى
إلى عسكرة البلاد و الأناشيد والشعر الشعبي والأبواق
هذه القضية مزعجة حقاً
لأن الشيعي سيقاوم كما يقاوم السني اليوم
وهكذا لن يرتاح أحد إلا بتقسيم البلاد حاليا
إن العراق اليوم يتألف من جزئين
الجزء الكردستاني الذي يتحكم بمصيره
أهله الوطنيون الأكراد
هذا سبب البناء والإعمار و ازدهار المدنية في كردستان العراق
وهناك من جهة أخرى هذا الجزء المُخرَّب الذي تحتله إيران بالكامل
إن كفاح السنة نحو تحرير البلاد من الإحتلال الإيراني
سيعتبر انتحارا و غباء سياسيا من الدرجة الممتازة
لأن تحركا كهذا سيفسر هجوما على الحكم الشيعي
ويؤدي إلى حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد
إعلان إقليم سني مشابه للأكراد
بمساعدة المجتمع الدولي والحقوقيين العالميين
يجنبنا قتال الأخوة
ويمنح الوطنيين في الجانب الشيعي الثري بالبترول
فرصة الكفاح ضد الإحتلال الإيراني
لبناء مدنهم و مستقبل أبنائهم
ضد هذا النهب والفساد و تخريب البلاد
الأمل والضوء يبدأ في العقل ثم ينعكس على الواقع
إن لجوء السني العراقي إلى البعث والقومية
هو بسبب خوفه من إيران
ولجوء الشيعي إلى إيران هو بسبب خوفه من السنة والبعث
معادلة بسيطة ، لكن لو يتم تقسيم العراق
لا تعود بالسني حاجة إلى فكر وآيديولوجيا حادة كالبعث
كما لا تعود بالشيعي حاجة إلى هذا المشي للزيارة بالملايين
والصراخ والغبار والميليشيات هذه آيديولوجيا موت
و توتر و وعي عذابي بالعالم
يسترخي الشيعي وحده في إقليمه
ويفكر في بناء مدينته والقضاء على اللصوص والإحتلال الفارسي
كذلك يسترخي السني في إقليمه ويبني مدينته
مع مرور السنوات تترسب الثارات والحقد والسوداوية و تختفي
ربما يظهر جيل عراقي مثقف سليم غير معاق
في المستقبل يقدر ملحمة العراقيين و ذاكرتهم المشتركة
ويرى مصلحة ثقافية واقتصادية بتوحيد البلاد مرة أخرى
لكن الآن الإقليم و حدود الله والقانون أفضل من سفك الدماء
عار على العراقيين قتل بعضهم هكذا
لكن هذا سيحدث لو لم يحدث تقسيم
العراق ليس ديناً
هو مؤسسة كبيرة لخدمة المواطن
إذا فشل في هذا تنتفي الحاجة إليه
سيبقى عشرة بالمئة سنة في الإقليم الشيعي
و عشرة بالمئة شيعة في الإقليم السني
لا يشكلون منافسة أو خطرا من أي نوع
و سيعيشون في أمان و دلال
يشبه دلال المسيحيين و تنتهي المشكلة
إن إقليما سنيا عربيا سينقذ الشيعة أيضاً
لأن الأحزاب الشيعية الصفوية الحالية
تبرر سلوكها التخريبي
من خلال وجود سنة و إرهاب و بعث في البلاد
هكذا تبرر وجود ائتلافا شيعيا طائفيا يحكم البلاد
و محاصصة سياسية و ميليشيات مسلحة للسبب ذاته
الفكرة هي أن الأحزاب الشيعية تتصرف كالخوارج
ونعتقد حقاً بأن الحل الوحيد
هو أن ننقذ مدارس أطفالنا
من العبث الصفوي بالوجدان والثقافة والعروبة
كما نعتقد بأن هذا سيمنح العلمانيين الشيعة خصوصا
فرصة أكبر للكفاح ضد هذه القوى الظلامية
حيث لا تكون هناك ظروف طواريء خادعة
قائمة على التخوف من السنة العراقيين
هناك سخفاء يحذرون من اللعب بنار الطائفية ؟؟
ما هو المقصود ؟؟
البلد تحكمه أحزاب و ميليشيات طائفية صريحة
يقولون صراحة بفتوى واحدة من السيستاني
لا يبقى سني في العراق حيا
زيارات مليونية كل شهر ، شعر شعبي لطميات
على الفضائيات الحكومية و في دوائر الدولة
مداهمات على طائفة واحدة و تعذيب
و سجون سرية و قلم سري و أربعة إرهاب
اغتصاب للرجال والنساء في السجون
تمييز في كل شيء و على كل شيء
ويأتي مستفيد من الحكومة الطائفية
يحذر من اللعب بنار الطائفية
لماذا على السنة تقديم نموذج آيديولوجي حماسي
يمارس الشيعة فيما بعد سخريتهم منه و تمردهم عليه
في إقليم سني لا تعود هناك حاجة لحزب بعث
ماذا تفعل به ؟؟ الكل عروبي ولا توجد ولاءات غير عربية
لن تجد شعوبية ولا كراهية للعرب ولا دعوة لمقاطعة العرب
في الحقيقة هذا ما لم أفهمه في سورية مثلا
فالشعب السوري عروبي بطريقة فطرية
إلى درجة أن عبد الناصر نفسه قال
بأنه لم يكن مقتنعا بالعروبة تماماً
حتى زيارته الأولى إلى دمشق واستقبال الشعب السوري له
لا يحتاج الشعب السوري إلى حزب بعث
ولم يكن للحزب وجود ملموس في سورية
لأن الشعب كان أكثر عروبة من حكومته حليفة إيران
التي تتحرك بهاجس أقلية تغامر بمصيرها في سبيل السلطان
من ناحية أخرى الشعب الشيعي جنوب العراق
لو تم الأمر و حصل على إقليم
سيتخلص من التشنج الطائفي والمبالغة في الزيارات
فور التخلص من السنة العراقيين
لأن الشيعة يمارسون الدين
كثورة سياسية حسينية و تحدٍ للسنة
أكثر منه تجربة روحية إنسانية
فهم رغم التهديد والتفجيرات والنزيف يزحفون نحو الحسين
في الحقيقة لو اكتشفوا أن السنة هجروهم إلى إقليمهم البعيد
سيشعرون فورا بالضجر والفتور
من هذه الزيارات السخيفة و يتبدل مزاجهم
بحيث يلتفت الجميع إلى الحياة المدنية والبناء
الخطأ العراقي في الديموغرافيا و التشكيلة السكانية والجغرافيا
أكثر منه خطأ في أفكار زكي الأرسوزي أو ميشيل عفلق أو باقر الصدر
هؤلاء مجرد كتاب لا أكثر ولا أقل
تم زجهم في الصراع لأسباب سياسية فوق تصورهم
نحن هنا نؤكد على حق حزب البعث
في العمل السياسي كما يشاء
لكنه سيكون في الإقليم السني
كبائع ماء في حارة سقائين
يجب البحث عن حلول وطرد الغوغاء من الحوار الوطني
يعود سواد الناس إلى مهنهم و بيوتهم