روينة/ أحمد سليمان العمري

أجالسها وتذكره ألمسها ورسمه تستبصره
أصحبها الليل وسمرنا روحه تستحضره
أرنوها…  لحظها حظها
جوارحي رق لها مبناها
وحيناً بكت وقالت: أتلهو؟
وتودعت وحد معناها
بالاستقامة عزنا
والاخلاص سعدنا
وسلامة الفطرة زهرنا
واليقينُ لو أني مرة في حِجرِكَ
تَبَصرتُ مردنا
ولو تنحى قصدَ السبيلِ تراءى منكراً عشقنا
آفة الفضيلةِ العول بها عن القصدِ
وقَصدُ النجوى والهوى مرامنا
يا وجداً أمامك ماثلٌ
حولك سورٌ بابه دمعُ عينيكَ
شريفٌ باسلٌ
وحُبُكِ بابٌ محكمٌ
لا يدخله متباذلٌ أو قُربُك سائلٌ
يا غصناً اضطرب كلما امتدت قبلي لثمه
يجود ويختل في آنٍ وصلهُ
أدنِ صغيرتي مني
وصرخت وعنفت
وعمرها أنكرت
غضبت تحرددت
ووجهها صعرت
تلعثمت وعينها غضباً تجمرت
ما أنا صغيرةً وأكعابي نشوة تسمرت
صافح النهد وأقبل
ولا تخف سخط السماء ذنباً
فلثم ثغري عند ربي حلالاٌ فعلهُ
واجزل ولتكن الجنة كنفي مسكنك
يا لولباً بالغنجِ أعياني
وكوكباً بالهجرِ أقصاني
ونجماً قمراءَ عز منالي
يا ربي ما أرقها
تحدثني تضاحكني
وتشكي لي صحبها
ترفع وتخفض يدها
يا صبابتي فستاني في الأمسِ أخضرٌ رائعٌ…
لو رأيتني
وتغردُ روحي بهجةً وأهبط تقبيل أظافرها
ويحلو مبسمي
لولاك يا طفلتي
ما اخضر ربيعي ولا توردَ
بقى صحراءٌ وعيشه أغبرَ
كساه نَسجُ البلاءِ
وأطّرهُ الشقاءُ
وآمنت حتى رأيتك أنه القضاءُ
صبابتي لو رأيتني في الحفل أمسِ!
كنتُ جميلة جداً خرافة
وهل أنتِ روينةَ الآنَ أقلُ رقةً؟
ولستِ الأنعم بيني وصدعي
وكل مسافةً؟
تبسمِ
غردِ
واضحكي ولا تنتهي
وكوني دائما الأجمل في مقلتي
لبيبتي…
ما عاد الكتاب ولا رواية الحديث همي
لا مُسلمَ ولا البخاريَ رَعلي
نسيتُ صحبتي وذكرى أمي
أخوتي وهم العشيرة وتَتَبُعَ تُجارَ عُرُوبَتي
القلمُ أنتِ جيدائي
أوراقي زعفرانيةً لأنها خَاطِرَكِ حِبري تَلَحَفت
صرتِ أنتِ أملي والمي
وكلُ شيٍ المني
شِراءُ حِذَاؤكِ وشكلهُ
لونُ شعركِ
والتفتا يعانق خصرك
ليلكِ وَسَمَرُنا ومقاهي المدينة
سماؤها دخانٌ آلت غوايتي
حتى أني دعوت الإله
تحت غيمها مَسَرَتي أو مَنِيَتي
أُنفُثي تَبغُكِ الهيشي وجهي
كي يزهو وأحزان الماضي تنجلي
فقد عرفت الحظة عمري دُونَكِ
ومحار البحر مذاقة في النار
أقل من أن تذكري
كانت فلسطينَ حتى البارحةَ قَضِيَتي
اليومَ بِتَوَسُدُكِ ذراعيَّ وطني
وبيت لحم نزلاكِ منزلي
وكل قريب لكم عزوتي
حتى الصليبَ جاركم رُحمةٌ ذِكرهُ
صِلوهُ صحبي فَهذهِ لجيدِها سُنتي
وقرباً للهِ فِعلهُ أسوتي
شوقي أنفاسُكِ أشجاني
كالليلِ والنهارِ يتعاقبانِ صبراً مِحنتي
كالشروقِ والغروبِ يتناوبانِ بعداً عُزلتي
فبالله طفلتي رحمى الهجران لا تقربي
أمطري اللقاء والعصمة احفظي
واني لكِ لحافظِ
وأنا لي الله وما تبقى من لياليٍ
 حميمةٍ وذكرى دارٍ جدرانها صممِ

CONVERSATION

0 comments: