شهداؤنا.. قُتِلوا مَرَّتَين/ مهندس عزمي إبراهيم

يا وطني... ها هي ذكرى شهداء مذبحة القديسين بعد ثلاثة سنواتٍ دون عقابٍ أو حُكمٍ على الجاني أو الجناة لمجرد أن المجني عليهم غيرُ مسلمين!! فرغم أن المجني عليهم كانوا مواطنين مصريين أمناء مسالمين غير مسلحين... فقد قُتِلوا مَرَّتين!!
راحُوا، كما راحَ شهداءٌ أقباط عديدون مثلهم، ضحايا تعصبٍ مقيتٍ أسودِ كريهِ. قُتِلوا ليس فقط باعتداء الجاني أو الجناة، بل بتغاضي وتراخي بل وتواطؤ الحكومة والقضاء في تناولهم لتلك الحوادث بما لا يردع ظالماً عن ظلم الغير، ولا مجرماً عن قتل الأبرياء!!
الغريب أنه بينما يُعَزِّي الأقباط أنفسهم عن أحزانهم ومآسيهم فيعتبروا أبناءَهم القتلى وكنائسَهم المحترقة بأيدي الأرهابيين الإسلاميين قربانَ تضحية من أجل مصر، يبدوا أن الإرهابيين والحكومة والقضاء المسلمين يعتبرون أن قتلَ الأقباطِ وحرقَ كنائسِهم قربانٌ بَشريّ في سبيل الله والدين ووسيلة لدخولهم الجنة!!
هي ذكرى دموية مروِّعة تصرخ في أذهاننا مثل أخواتها السابقات واللاحقات، معلنة للعالم أن مصر - حكومة وشريعة وقضاء - لا تعرف العـدل مهما تشدقت به!!
فيا وطني... ونحن على أعتاب عامٍ جديدٍ مستبشرين به خيراً وسلاماً، ومتطلعين فيه إلى طاقمٍ جديدٍ من دستورٍ ورئيسٍ وحكومةٍ، أما آن الأوان كي نمارس العدل الحق بين البشر.. فنعرف اللـه ونشعر بوجوده فينا؟؟؟ في قلوبنا وفي أعمالنا؟؟ لأن العـدلَ إسمٌ من أسماء اللـه، وسِمَةٌ من سِماتِه، بل العـدلُ هو اللـه ذاتـه.!!
أما عن الشهم، بطل مذبحة القديسين فها هي تحيتي له:
***
عفــارم عليــك يا بَطــَــل
برافـــو عليــك يا شـَهـْــم
كان نفسي أحييك بإسـمَك
لكــن... ما لكـشي إســْــم
***
قتلـت طفــــل بــرئ *** وسَرَقت الحياة مِنـّـه
وقتلت كهـل عجـوز *** بـلا احتــــرام سِـنــّه
وقتلــــت أب وأمْ
يتِّمـْـت أطفـــالهمْ
دا غير شباب وصبايا.. قتلتـهمْ
وقتلـت آمالـهمْ
وقتلت كاهـن بيرشــد ويعلــّم الأخـــلاق
قتلتــهم في سـاعة ما بيعبـدوا الخــَـلاق
لا كان في إيـدهـم سـلاح *** ولا بيهتفــوا بالحَـــــرْبْ
كانـت قلوبـــهم شـمـوع *** نـورهـا رجـــــاء للــرَّبْ
بيرتلـــوا للســـــــــــــلام *** ويبشــروا بالحُــــــــــبْ
***
كانــوا بيسجـدوا للــــــه *** "الواحــــد" الرحمــــان
قضِيت عليهم في لحظـة *** يا كــــــاره الإنســــــــان
العـــار عليــك يا نــَـــدل *** العــار عليــك يا جبــــان
مش عايـز أقـول إنسـان *** ولا عايـز أقـول حيــوان
مش عايز أقولها عشان
إهـانــــــــة للحـيــــــوان
***
عفــارم عليـك يا شـَهـْـم *** يللي... ما لكـشي إســْــم
ما لكشي إســـم عشــان
في الأصـل انـت جبــــان
ضحكـوا عليـك تجــــار السـمـــوم والــــــدَّم
ضحكوا عليك سماسرة خلطوا الديــانة بســم
وَعَـدُوك حتروح السـما تبـقى بطـَـل وشهيــد
وحيبقى يومـك هنـاك يــوم احتفـال أو عيـــد
يستقبلوك (الحـور) ومعاهم (الغلمـان)
في (حَضرة الرحمـــان)!!!
وصَدَّقتهم يا حمـار
يا لعبــة السمسار، يا إصبـع الأشــرار
يا أرخص بضـاعـة... لأســوأ التجـــار
عايشين في قصـر العـاج
مالكـش قيـــمة في عُرفــُـهم يا حمــار
***
بتنافـس الشيطــان.. وتـدَّعي الإيمــــان
عنـدي سـؤال، قـولـّي.. لـو رُحــت للرحمــان
تقــف أمامـه إزاي ودم الأبريـــاء في إيديـــك
واللــه بعدلــه وجلالــه إزاي حيرضى عليــك
قتـلـت من غيـر سـبب خَلـْقــُـه وصُنـْـع يديــه
ضحكوا عليك السماسرة وجاي تضحـك عليه
وتقـول بتـؤمـن بيـه!؟ُ
***
ضحكـوا عليـك السماسـرة
مشَـوّهُــوا الأديـــان
استعملوك يا جبـان
خـــَـــدَّروك بكــــــــلام *** دفعــوك على الإجــرام
والدافـِـع مع المدفــوع *** عـارهـم على الإســلام
***
أما انــــت ياخيبــــــــان
مـُــت.. لا انــت شهيــــد *** ولا احتفــال ولا عـيـــــد
حيستـقـبـــلك جبــــــــار *** يشـويك بنـــار وحديــــد
مبــروك عليـك ياجبــان
*****

هل أدمن العالم الإرهاب.. وعشق أمريكا؟/ مجدي نجيب وهبة

** نحن أمام حقائق يرفض الكثيرين الإعتراف بها .. فالحقيقة الواضحة أن كل الشعوب فى كل دول العالم أدمنت الإرهاب ، وأصبحت تشعر أنها لا تستطيع أن تعيش بدونه .. كما أن شعوب العالم قد عشقت أمريكا ، وأصبح حلم كل مواطن فى الكرة الأرضية هو الحصول على فيزا للسفر إلى أمريكا .. بالفعل هذه حقيقة وليست مزحة أو نكتة !!..
** الجميع يختلف مع الإرهاب ، ولكنهم لا يفعلون شيئا .. يظلوا صامتين مغيبين ، سكارى وبلهاء .. إلى أن تدركهم وتطولهم يد الإرهاب الإسود .. عندما تغتال أحلامهم وتقتل ذويهم .. حينئذ يبدأ البعض فى التحرك والصياح .. أما فيما عدا ذلك فالكل صامت صمت القبور ..
** هناك أمثلة عديدة وكثيرة .. ففى العراق يتم تفجيرات شبه يومية .. وتدمير وحرق للكنائس ، وقتل الأقباط ، وإجبارهم على ترحيلهم من ديارهم  .. تفجيرات إنتحارية ، ويتساقط الضحايا ، والعالم يستعد للإحتفال بأعياد الكريسماس ، ورأس السنة ، وأعياد الميلاد .. فلا شئ يهم إذا كانت هذه الجرائم بعيدة عن أوطاننا ...
** الأوطان تتفكك وتتشتت .. ويسحق المواطنين .. ففى مصر يسقط كل يوم جمعة العديد من الضحايا .. والشرطة تواجه الإرهاب .. والجيش فى حالة حرب ومواجهة مع هذه العناصر الإجرامية الإرهابية .. ومع ذلك نجد فى الإعلام بعض الأفراد يتحدثون بمنتهى السفالة عن العسكر وعودة النظام القمعى فى البلاد ، وإستخدام الشرطة للوسائل القمعية للبطش بالأبرياء على حد زعمهم ..
** ورغم أن هؤلاء قلة فاشلة ومجرمة وعملاء وخونة .. إلا أن الجميع يصمتون ويتركونهم يهلون علينا فى الإعلام والصحف ، وعبر حركات سياسية دون أن يحركوا ساكنا ..
** فى مصر .. لدينا رئيس دولة .. يبدو أنه لا يجيد شيئا إلا الصمت .. فالوطن فى خطر ليس بسبب جماعة الإخوان الإرهابية ، وإنما هناك مخطط ومؤامرة كبيرة تتعرض لها مصر ، تقودها أمريكا على عينك ياتاجر ، بل وتعلن عن ذلك .. ورغم ذلك نجد الرئيس المصرى المؤقت ، المستشار "عدلى منصور" يرى أن حل المشكلة يتلخص فى زيادة نسبة المعاشات بنسبة 10% ، رغم أن إقتصادنا فى حالة يرثى لها ، وتحولنا إلى دولة متسولة من الأصدقاء العرب ، فالرئيس لا يرى ولا يفهم ولا يدرك معنى كلمة وطن ، ومع ذلك مازال رئيسا لمصر لأننا نخشى أن تنطلق أمريكا وحلفاءها لإنتقاد السياسة المصرية ، وأننا دولة غير  مستقرة ، وغير قادرة على إحترام خارطة الطريق ..
** ومازال عدلى منصور رئيسا .. والجميع صامتون صمت القبور ، حتى كل المطالبين برحيل الرئيس والحكومة ، وتعيين حكومة مسئولة عن سلامة الوطن ، إلا أن الحقيقة لا أحد يستجيب .. فالبعض يؤذن فى مالطة ، والكثير مستمتع ، والغباء مستمر ..
** السجين مرسى العياط الإرهابى يصف تفجيرات الدقهلية بأنها عمل إلهى ويهدد بالمفاجأت القريبة ، ويعرب عن سعادته ، ويقول أنها عمل إنتقامى إلهى ، وتوعد حراسه بأنه سيخرج قريبا .. يقول البعض "دعه يهذى" ، ولكنه توعد أحد المكلفين بحراسته بأن أمريكا والغرب لن يسمحوا بمحاكمته بتهمة التخابر ، وإنه يملك دلائل ضد شخصيات كبيرة داخل البلاد ، وتعهد بتفجير مفاجأة كبيرة حال تقديمه للمحاكمة .. ومع ذلك جهات التحقيق تتركه يهذى دون إنتزاع الإعترافات منه حتى ولو كانت بالقوة الجبرية .. لأنه ببساطة هذا الرئيس المعتوه تآمر وتخابر على إسقاط وهدم الدولة المصرية ، وهى جريمة تستوجب أن يتم إلباسه البدلة الحمراء ، وكلبشته من أيديه ورجليه بالحديد لأنه مسجل خطر ، وأن تتم محاكمته بأسرع ما يمكن بعد إنتزاع كل ما يحتفظ به فى مخيلته ، ومع ذلك يبدو أننا تحولنا إلى بلهاء صامتين ، نتلذذ بتهديدات هذا المعتوه ، ويتعامل معه البعض حتى الأن بأنه الرئيس المصرى حتى لو كان معزولا ..
** فأين إهتمام رئيس الدولة ورئيس الحكومة بكل هذه الكوارث ؟ .. الإجابة لا يوجد أدنى إهتمام ، وإكتفت الحكومة بإصدار قرار بأن جماعة الإخوان المسلمين ، جماعة إرهابية ، ودحرجوا الكرة وتركوها فى ملعب الجيش والشرطة ..
** لقد ثار الشعب المصرى وخرج للقضاء على الإخوان والإرهاب .. ومع تقاعس الشعب فى الخروج لمواجهة هؤلاء الإرهابيين ، بدأت جماعة الإخوان الإرهابية فى العودة إلى الشارع المصرى وهم يمارسون كل أنواع البلطجة والإرهاب ، و90% من الشعب المصىرى يكتفون بالفرجة من منازلهم ، أو ينشغلوا بأعمالهم ويتركون الشرطة والجيش وبعض المواطنين الشرفاء فى مواجهة هؤلاء المجرمين والسوابق .. فهل الحل أن نظل صامتين لكى ننتظر الكارثة القادمة ..
** المناضل الحنجورى محمد أبو الغار ، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى ، الذى صدعنا بإنضمامه إلى جبهة الإنقاذ والحزب وجماهيريته ، ومع ذلك قرر أبو الغار عقد مؤتمرا جماهيريا مساء اليوم السبت 28 ديسمبر 2013 ، بشارع  الوحدة بحى إمبابة ، لتعريف المواطنين بالدستور الجديد ، والحشد للإستفتاء .. والسؤال هنا إذا كان الحزب المصرى الديمقراطى يملك الحشد ، فلماذا إختفى الحزب بالأمس ، ولم يحشد الجماهير يوم الجمعة لمواجهة الإخوان الإرهابيين ، والوقوف بجوار الشرطة والجيش للقبض على المجرمين ..
** أعتقد أننا أدمننا الهجص والنفاق والكذب ، وليس لنا مقدرة على مواجهة الإرهاب ..
** قررت وزارة التربية والتعليم العالى اليوم السبت ، عقد المؤتمر الأول لمناقشة دور الأنشطة الطلابية فى تنمية وصقل فكر ومهارات طالب الجامعة برئاسة د."إبراهيم راجح" مستشار وزير التعليم العالى للأنشطة الطلابية تحت رعاية الوزير حسام عيسى نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالى ..
** والسؤال هنا .. لماذا لم تدعو الوزارة الشباب يوم الجمعة للتصدى لطلبة الإخوان الإرهابيين داخل أسوار الجامعة والقبض على هؤلاء الطلبة المجرمين .. وإذا كان المسئولين لا يتحركوا ولا يحققوا فيما يحدث فى جامعات مصر .. ولا هناك مسئولين لضبط العملية التعليمية فى جامعة الأزهر ، وربما هناك من يتورط معهم من العاملين بالجامعة أو من داخل مشيخة الأزهر نفسها .. والإجابة نحن تعودنا على الهجص والهلس ولا شئ أخر .. فما حدث أمام جامعة الأزهر بالأمس ، ومازال يحدث حتى صباح اليوم السبت من إقتحام الجامعة وغلق الأبواب بالجنازير ، وقذف المولوتوف .. هو أكبر دليل على تورط مسئولين داخل جامعة الأزهر ، بل وداخل مشيخة الأزهر ، هؤلاء هم محسوبون على الشعب المصرى .. والسؤال هنا لماذا يصمت عليهم السادة المسئولين لو كان هناك بالفعل مسئولين ؟ ...
** الجانب الأخر .. هو أن الجميع يعشقون أمريكا .. نعم هذه حقيقة ، فالغباء وصل إلى كل الشعوب لدرجة أنهم لا يدينون الإرهابى "باراك حسين أوباما" ، ولا يدينون السياسة الأمريكية ، ولا الإدارة الأمريكية الحاكمة ... بل الجميع يتمنى أن يهرول إلى بلاد العم سام .. وهذا يتضح من خلال الهرولة إلى السفارات الأمريكية عند فتح أبواب الهجرة .. هل رأيتم بلاهة وغباء أكثر من ذلك .. هل رأيتم غباء للبعض عندما يقسمون اليمين للولاء لأمريكا .. وأمريكا تقتل العالم ، وتقتل الشعوب وتدمرهم .. فهل حقا أصبحنا ندمن الإرهاب ونعشق أمريكا ؟؟؟؟ ....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأٌقباط المصريين

إلى العَام ِ الجَدِيد/ حاتم جوعيه

 (بمناسبةِ  عيد رأس السَّنةِ  الميلاديَّة ِ)  
  
أيُّهَا   العامُ  الجَديدْ 
أيُّ   بُشْرَى ... أيُّ  خير ٍ وَحُبُور ٍ وَهَناءْ
تحملُ الأنسامُ  من  َندٍّ  ومن نفح ِ عبير ٍ وشَذاءْ  
أيقظِ  الآمالَ   فينا  والرَّجاءْ  
أيُّها   العامُ   الجديدْ  
أعطِنا  حُبًّا  ودِفئا ً  وَسُكونا ً  وسَلامَا   
وحَنانا ً  وَوئامَا   
كيْ    ُنعِيدْ   //                                                                                                  
 بسمة َ الأطفال ِ للكون ِ الوَطِيدْ 
فعلى وقع ِ خطاكْ // يرقصُ القلبُ التياعًا وهيامَا 
لنغنِّ   فجْرَنا  المَنَنشُودَ   دومًا  ولِنزدَدْ   التِحَامَا  
أعطِنا  حُبًّا   لنجتازَ  الوهادَ  المُدْلهِمَّهْ 
نرسُمُ الأحلامَ ... ُنعلِي راية َالأمجادِ في ذروة ِ قِمَّهْ 
فلنحَلّقْ  ما  وراءَ  المُنتهى  واللاوُجُود
ولنُحَرِّرْ روحَنا من عتمة ِ السِّجن ِ وأعباءِ القيودْ  
فلنُوَدِّعْ  عامَنا الماضي  ونخطوُ  لِلقائِكْ  
قادِمٌ  أنتَ  إلينا ... ألفُ  مَرْحًى  لعِناقِكْ  
فعلى أعتابِكَ الوَسْنى شغافُ القلبِ تصبُو لِضِيَاكْ   
ما الذي تحملهُ من فرح ِ الدنيا وألحان ِ السَّعادهْ 
أيُّها المجهولُ فينا لكَ دومًا في حنايا الرُّوح ِ حُبٌّ وعبادَهْ  
هلْ  يعمُّ  السِّلمُ ... يخطو في  رُبَى الشَّرق ِ الحبيبْ  
تشرقُ الشَّمسُ علينا ... يتهادى النورُ تيهًا ، بعدَ أن حَلَّ المَغيبْ  
سنغنِّي  للسَّلامْ  //  كلَّ  إطلالة ِ  صُبْح ٍ  ومساءْ  
إنَّ فجرَ السِّلم ِ يأتي ... سوفَ  يأتي  ،  والضياءْ 
يغمرُ  الدنيا  وأركانَ  الفضاءْ  
 تبسمُ الزهارُ والأطيارُ والأقمارُ ... تزدادُ  سَناءْ  
ندفنُ  الآهاتِ   والحُزنَ   وأهوالَ  الشَّقاءْ 
فلنُغنِّ ولنصَلِّ  مع  خُطى العام ِ الجديدْ 
ولنوَدِّعْ عالمَ الماضي  وأطيافَ الشَّجَنْ 
 إنَّما الهمُّ  سرابٌ سوفَ  يمضي  َويُوَلِّي  ...   
... يتلاشَى   في  متاهاتِ   الشَّجَنْ  
أترعُوا  الكأسَ   فهذا  اليومُ   عيدْ   //
أيُّ عيدٍ //  إيُّ  بُشرَى  //  إنَّهُ  أروعُ  عيدْ 
واشربُوها ، في سُمُوِّ الروح ِ ، مع عذبِ الأغاني والنشيدْ 
فلنعَلِّ  رايةَ َ الحبِّ  الوَطِيدَهْ  
ولنغنِّ فرحة َ العيدِ  السَّعيدَهْ 
أيُّها   العامُ  الجديدْ  
أيُّ   بُشْرَى  ... أيُّ   حُبٍّ  وحُبور ٍ  وَهَناءْ 
تحملُ الأنسامُ من َندٍّ ومن نفح ِ عبير ٍوشَذاءْ  
أيقظِ  الآمالَ  فينا  والرَّجَاءْ      
أيُّهَا  العامُ  الحديدْ
أيُّها  العامُ  الجديدْ
 (شعر : حاتم  جوعيه  - المغار -  الجليل)

الإعدام هو الحل/ مجدي نجيب وهبة

** لن يتوقف الإرهاب فى مصر .. ولن تتوقف جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية عن جرائمها .. إلا لو شاهدوا ورأوا بأعينهم إعدام بعض أفراد هذه الجماعات ، بل يتم بث تنفيذ الإعدام على الهواء مباشرة .. وفى التو واللحظة سينتهى الإرهاب وسيتوقف نهائيا فى مصر !!...
** دعونا نتذكر ما فعله الملك الراحل "حسين" ملك الأردن فى الجماعات الإرهابية الفلسطينية ، عندما حاولوا التدخل فى الشأن الداخلى لدولة الأردن والسيادة الملكية .. والتى عرفت بأحداث "أيلول الإسود" .. وهو الاسم الذي يشار به إلى أحداث شهر أيلول من عام 1970م والذي يطلق عليه أفراد الحركات السياسية الفلسطينية اسم أيلول الأسود. حيث تصرّفت بعض المجموعات الفلسطينية بشكل يهدد الحكم الهاشمي في الأردن، فأعلنت حالة الطوارئ وتحرك الجيش الأردني بناءاً على تعليمات حسين بن طلال ملك الأردن آنذاك ومستشاريه العسكريين لوضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية في الأردن .. وأعتقد أنه دعاهم للحوار وجمعهم فى إحدى المعسكرات بالأردن ، وأطلق عليهم النار .. وخلص الشعوب العربية ودولة الأردن من شرورهم .. ومن يومها وهم لا ينسون ذلك ، ولم يقتربوا من المملكة الأردنية الهاشمية حتى بعد رحيل الملك حسين ..
** دعونا نتذكر ما فعله العقيد الراحل "معمر القذافى" فى نفس الجماعة الإرهابية عندما حاولت أن تنقلب على الدولة الليبية .. فأبادهم على الحدود الليبية ..
** دعونا نتذكر ما فعلته دولة الإمارات عندما حاول بعض أفراد الإخوان والمتطرفين الإسلاميين تدبير مؤامرة فى ظل أحداث ثورات العرى والسيربتيز التى تسمى "الربيع العربى" .. فقد تم القبض على كل عناصر الإخوان ، ومازالوا يحاكمون من يومها .. وإختفت هذه الجماعة من الساحة فى الإمارات .. وكل ما تفعله هى مناشدة بعض الدول للتوسط لدى دولة الإمارات للإفراج عنهم .. وبالطبع هذه المطالب لا تلقى أى قبول لدى حكومة الإمارات ..
** دعونا نتذكر ما فعله الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" مع هؤلاء المجرمين بعد أن تعرض لمحاولة إغتيال .. فكان مصير الشيخ "سيد قطب" زعيم التكفيريين هو الإعدام .. وأيضا كان مصير الشيخ "حسن البنا" .. وكان مصير الإخوان هو المعتقلات والسجون والتعذيب .. هذا هو السلوك الأمنى المتعامل مع هذه الجماعات ولا شئ أخر ..
** والأن .. تغير الوضع .. فالإخوان أصبح لهم ظهير قوى يساندهم فى أمريكا والإتحاد الأوربى وفرنسا والولايات المتحدة البريطانية ، وهولندا ، والنمسا ، وقطر ، وتركيا .. من خلال حكومات هذه الدول .. ومن يقودهم هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية "باراك حسين أوباما" ، الراعى الرسمى للإرهاب فى كل دول العالم ..
** بالطبع .. تغير الوضع .. فالأموال أصبحت تغدق عليهم بالمليارات .. هذه المليارات بدأت تعرف طريقها إلى جيوب البلطجية والخونة والمأجورين والقوادين ، ومنظمات الإرهاب الدولى مثل حركة حماس الإرهابية ، الذراع العسكرى لجماعة الإخوان المسلمين .. كل هؤلاء تحالفوا مع الشيطان الإخوانى الذى تحالف بدوره مع الشيطان الدولى لتنظيم الإخوان فى العالم ، الذى يتلقى تعليمات الشيطان العالمى "باراك حسين أوباما" ..
** إذن .. فالمؤامرة واضحة وذيول الإرهاب ينتشرون فى كل مكان ، بداية من الشيطان العالمى إلى البلطجية ومدمنى الكلة وشاربى البانجو والترامادول ..
** هؤلاء المجرمين والبلطجية والإرهابيين إعتادوا على السجون .. فحبسهم لن يكون جديد عليهم ، بل أن سلو جماعة الإخوان المسلمين الموضوعين فى سجون مصر حاليا طبقا للقرار الصادر من النائب العام بمحاكمتهم ، ستجدهم قد زادت أوزانهم ويتمتعون بصحة جيدة ، ويتطاولون على القضاة وعلى ضباط الشرطة داخل محبسهم .. ويطلقون فتواهم من داخل محبسهم لإشعال مزيد من الفوضى والإرهاب .. لأنهم ببساطة إعتادوا على السجون .. فجميعهم أرباب سجون وسوابق ، وإسألوا عصام العريان ومحمد البلتاجى ومرسى العياط وسعد الحسينى ، وعصام سلطان ، وصبحى صالح ، وخيرت الشاطر .. وإسألوا كل أفراد العصابة كم من مرة تم إعتقالكم .. سيكون الرد إتعودنا .. وأعتقد أنهم إذا ظلوا عشرات السنين داخل السجون المصرية فلن يغير السجن منهم شيئا ..
** وإذا كان الوضع والحال كذلك .. وكل هؤلاء هم مجرمين بالفطرة .. فهل سيفيد معهم الملاحقات الأمنية والقبض عليهم وإيداعهم فى السجون .. هذه العصابة لم تعد عصابة الإخوان المسلمين بمفردهم ، بل ضمت العديد من القوادين والبلطجية ومدمنى المخدرات .. كل هؤلاء وقادتهم داخل السجون ، وحرائرهم .. أو بالمعنى الأدق عاهراتهم خارج السجون ، لن يردعهم إلا أحكام ناجزة وفورية ، وهى الإعدام .. الإعدام .. الإعدام .. ولا حل أخر ..
** إذا تم تنفيذ حكم الإعدام فى بلطجى أو إرهابى واحد .. أعتقد أن هذه الظاهرة سوف تختفى فى التو واللحظة ..
** هذا هو الحل .. ولا حل أخر بعيدا عن مجلس هباب الإنسان "حقوق الإنسان" .. ومنتدى الحريات المدعمة أمريكيا ، والممولة من الصهيونية العالمية ، والفضائيات المأجورة ، والإعلاميين الخونة ..
** حمى الله مصر وحمى ثورتها العظيمة 30 يونيو ، وحمى جيشها الباسل ، وحمى شرطتها وقضائها ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

تجربة العيساوي دروس وعبر/ راسم عبيدات

أمس عانق الأسير القائد المقدسي سامر العيساوي الحرية،ليعود ظافراً منتصراً الى مسقط رأسه في قرية العيساوية التي تبعد فقط عدة كيلو مترات عن الأقصى والقيامة فقط،الأقصى الذي يتعرض لمخاطر التقسيم الزماني والمكاني الفعلي على يد العصابات والجمعيات الإستيطانية المتطرفة،سامر شكل حالة استثنائية على صعيد الحركة الأسيرة الفلسطينية،وهذا ليس لكونه خاض فقط اطول ملحمة بطولية على صعيد الحركة الأسيرة فلسطينياً وعربياً ودولياً،ملحمة الأمعاء الخاوية،والتي امتدت لتسعة شهور ونيف،بل لكونه أعاد تجليس الهرم لكي يجلس على قاعدته بدل رأسه،بالقول بأن الإرادة والثبات على الموقف والمبدأ قادرة على تحقيق الإنتصارات،وان إستدخال الهزائم او ما يسمى بالواقعية و"الكف لا يناطح المخرز"،لن تحرر وطناً ولا أسرى ولن تصنع حرية،وأثبت وبرهن القائد سامر بالممارسة والفعل والتضحية،بأن إمتلاك ذلك يمكن ان يحقق النصر على اعتى القوى الفاشية والمتغطرسة،فهو رفض كل أشكال المساومات،متسلحاً بإرادة وقرار جريء وعزيمة لا تلين، رافعاً شعاره الناظم بأن لا عودة إلا للعيساوية،وغير ذلك الشهادة في سبيل الوطن والحرية،ولا اخفيكم القول بأننا سعينا الى إجراء نقاش مقدسي حول خطوة سامر بعد مضي ما يقرب من سبعة شهور على قيامه بالإضراب عن الطعام،حيث كنا نبحث عن مخرج،لا يجعل سامر يعود الينا محمولاً على الأكتاف،فنحن نريده حياً نستلهم من تجربته ونبني عليها للمستقبل،ولا أخفيكم بأنه كانت تساور البعض منا شكوكاً بأن هناك من يدفع بسامر نحو هذا الخيار من أجل ان يتسلق على تجربته ونضالاته وتضحياته،ففي مثل هذه المعارك غير المعهودة في النضال،تصبح هكذا شكوك مشروعة، ونحن كان هاجسنا سلامة سامر وعودته حياً،وان تكون تجربته بروفة لمعارك إعتقالية اوسع وأشمل،ولكن كل اطروحاتنا وتنظيرتنا سقطت امام صمود هذا العملاق،حيث كان هناك جزم وحزم بأن لا خيار سوى ما إختاره سامر،النصر او الشهادة،والمطلوب فقط دعم صموده وتنظيم اوسع عمليات تضامن واحتجاجات ومسيرات واعتصامات ومظاهرات شعبية  وجماهيرية دعماً ونصرة لخطوته  النضالية.

والدرس الآخر المستفاد من تجربة القائد العيساوي،هي قضية رفض الإبعاد،تلك القضية الخطيرة،التي قلنا انها واحدة من مثالب  صفقة التبادل،صفقة الوفاء للأحرار،على الرغم من تثميننا وتقديرنا العالي لها،التي أبعدت قسراً ما لا يقل عن  40 % من الأسرى المحررين عن ديارهم وبيوتهم،والقول بأن من أبعدوا الى غزة، ذهبوا الى وطنهم،كلام لا يصمد أمام الوقائع والحقائق،فالذاهب الى أرض الوطن غزة وغيرها يكون بإرادة وخيار حر طوعي وليس إلزام قسري،فنحن من تجربة مبعدي كنيسة المهد عام/2002،كان علينا ان نستلهم الدروس والعبر،حيث تم إبعادهم بشكل مؤقت لمدة ثلاث سنوات،ولم يعد أحد منهم حتى الان، فالمبعد المناضل عبدالله داود الذي إستشهد في الخارج،لم يسمح بدخول جثمانه ليدفن في أرض الوطن،وكذلك حال كل الأسرى الذين جرى إبعادهم في صفقة الوفاء للأحرار،وانتهت مدة إبعادهم،لم يوافق الإحتلال على عودة أي منهم،فهذا الإحتلال خبرناه وعرفناه جيداً،لا يلتزم بأية اتفاقيات ولا أعراف ولا مواثيق دولية،تعتمد على حسن النوايا أو غير موثقة وموقعة من أطراف دولية ضامنة لتطبيقها وتنفيذها،وحتى تلك الموقع والموثق منها كثيراً ما يخرقها ولا يحترمها،وقد وعى الأسير القائد العيساوي الدرس والتجربة جيداً،برفضه كل صيغ الإبعاد التي طرحت عليه،وأصر على العودة إلى مسقط رأسه في العيساوية،وكذلك فترة الحكم أصر على ان تكون مقرة وموثقة بتوقيع المحامين وقضاة محاكم الإحتلال،وليس عبر وعود شفوية من اجهزة قمع ومخابرات صهيونية تتنصل منها بعد إنتهاء الخطوة النضالية مباشرة.

والدرس الآخر المستفاد من تجربة الأسير القائد العيساوي،هو البيئة الحاضنة للأسير العيساوي،فهو ولد وتربى في عائلة مناضلة قدمت الشهداء والجرحى والأسرى،فقد إستشهد شقيقهم فادي في  المناشطات  التي اعقبت مجزرة الأقصى/1994 وكان نشاطاً في الإنتفاضة الأولى- انتفاضة الحجر،وكان احد قادتها الميدانيين،اما شقيقه مدحت الذي عرف طريقه لسجون الإحتلال اكثر من مرة،فقد تحرر من الأسر قبل أسبوع على تحرر القائد سامر،وكذلك شقيقيه شادي ورأفت كانوا معتقلين سابقين وشقيقتهم المحامية شيرين العيساوي،أما الوالدين "أبو رأفت وأم رأفت"فهم نماذج صارخة في التضحية والفداء والصمود والتحدي والكفاح والنضال،وانا لا أبالغ بان والدتهم ضربت مثلاً رائعاً ومميزاً في قوة أعصابها وتحملها وصبرها،وأنا واثق بأنه لو كانت أم غير هذه الأم الفولاذية،لمارست كل أشكال الضغوط على إبنها من أجل ان يفك إضرابه  المفتوح عن الطعام،وذلك بغريزة الأم التي لا تريد أن تفقد او تخسر إبنها،ولكن تلك الأم النموذج والرائعة تحملت ما لا تتحمله الجبال،فقالت أنا مع خيار ابني،فإما حرية او شهادة،وهذا قرار يحتاج الى جرأة عالية وأعصاب فولاذية ودرجة غير مسبوقة من الإنتماء.

نعم البيئة الحاضنة من الأسرة والأصدقاء والرفاق والجماهير،لعبت دوراً مركزياً في معركة القائد سامر الإعتقالية،وانا واثق بأنه لو كان هناك إحتضان رسمي بالمستوى المطلوب،لأمكن تحقيق هذا النصر بزمن أسرع،وهذا النصر يجب أن تستلهمه وتتعلم منه القيادات التي تقامر بحقوق وثوابت شعبنا عبر مفاوضات عبثية ،لن تؤدي سوى الى المزيد من ضياع وخسارة تلك الحقوق وتبدد مشروعنا الوطني،فأظن بأن ما يحمله كيري من مشروع سياسي لحل إنتقالي،سيصيب من مشروعنا الوطني مقتلاً،وهذا المشروع أخطر من أوسلو كثيراً.

الأسير القائد العيساوي،حقق إنتصارا كبيراً،انتصاراً يحق لسامر ولعائلته ولرفاقه ولحزبه ولثورته ولكل أبناء شعبه أن يفخروا به،فهذا انتصار يسجل،في ظل تراجع شهدته وتشهده اوضاع الحركة الأسيرة الفلسطينية،والتي عليها أن تدرك جيداً بأنها مستهدفة كمجموع وليس كأحزاب وفصائل منفردة،وبدون وحدة اداتها التنظيمية الوطنية،فلن تستطيع تحقيق إنتصارات جدية وحقيقية.

ولد المسيح/ مفيد نبزو


 ولد المسيحُ فهِّلُلوا وترَّنموا 
سرُّالطَّهارةِ والقداسةِ مريمُ

 لمَّا المجوسُ تعلَّقوا في نجمةٍ
علموابما أهدتْ إليه الأنجمُ

 ولدالمسيحُ فيا ملائكةُانظري 
في ثغرهِ و الطهرُ ذاكَ المبسمُ

 كهفٌ وضيعٌ والَّسوائمُ حولهُ 
 أمسى عظيماً, والمشيئةُ أعظمُ

 هيرودسُ السَّفاحُ أعمى طيَشهُ
حبُّ التَّسلطِ, فهو وحشٌ مجرمُ

ظنَّ المسيحَ بقوةٍ أرضيةٍ 
قد جاء يفتكُ بالعباد ويحكمُ

 ياأيُّها السفاحُ هذا ابن السَّما
 وبه الإلهُ مجَّسدٌ ومجَّسمُ

ولدالمسيحُ بمذودٍ متواضعٍ
لكنْ به كلُّ البرايا تنعمُ

 يا بيت لحم والمغارةُ مذودٌ
فيك العزاءُ لكلِّ من يتألمُ

 هو للحزانى المتعبينَ عزاؤهم 
وهو الرجاء،وبالمحبة مفعمُ

 دربُ النعيم مع المسيحِ مسرةٌٌ 
وطريقُ من سلك الضلال جهنمُ

 جاءالمسيحُ بوجهه إشراقةٌٌ 
فجلاالحقيقة, واستنار المبهمُ

 ما جاء للدنيا بسطوة قادرٍ
متجبرٍ لالا يرقُّ ويرحمُ

 بل جاء للدنيا سلاماً واسعاً
ومعلماً نعمَ المسيحُ معلمُ

 الله حقٌ والحقيقةُ جوهرٌ
هيهاتَ يدركُ سرها المتوهِّمُ

 فرحُ الإله السرمديِّ مقدسٌ 
يشفى المريضُ بمائه والمعدمُ

 يا من ولدتَ مع المسيح تيقُّناً 
كنْ في يسوعَ محرَّراً لاتسأمُ

كنْ بالمسيحِ وللمسيحِ مصِّمماً
ما يبنى فوق الصخرلا يتهدمُ
**
 يا عدرا 
                              
يا عدرا يا حنونة ويا نقية  
  أنت النور يا أم الطهارة
يا أم الدني يا جنة تقية 
    من الإيمان زيدينا حرارة
لحتى تنمحي عنا الخطية 
    النجم بشَّر ويا محلا البشارة
الهدية أكبر وأغنى هدية 
 ولادة ربنا الفادي بمغارة
ومغارة بيت لحم النور منها
    قدَّس أرضها صخور وحجارة
ما فيني قول وفِّي القول عنها 
    ويسوع الرب للعالم منارة
شوفو المجد بالعدرا وابنها 
    شعشع نور إيمان وحضارة
________

وكل عام ومؤسسة الغربة الإعلامية 
وربان سفينتها الأخ الغالي الحبيب الشاعر المهجري اللبناني الكبير شربل بعيني 
ومن يلوذ به  بألف خير

منتدى الأديبات الفلسطيني يحيي ذكرى رحيل فدوى طوقان العاشرة!/ آمال عوّاد رضوان




تحت رعاية وزارة الثقافة وجمعيّة التكافل والتضامن الأسري والجمعيات التراثيّة في جنين، أقام منتدى الأديبات الفلسطينيّ فعاليّةً ثقافيّة متميزة، لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل سنديانة الوطن فدوى طوقان، وذلك باستضافة النادي النسائي الأرثوذكسي- عبلين بتاريخ 21-12-2013، على خشبة مسرح الشهيد قدورة موسى في جمعية التكافل- طريق الناصرة، ووسط حضور كبير من الأدباء والأصدقاء والمثقفين، ووقوفًا إجلالًا لأنغام السلام الوطني، ومن ثم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار، لتشارك كلّ من الكاتبات آمال عوّاد رضوان، الروائية فاطمة ذياب، الأديبة سعاد قرمان. وقد تخلل اللقاء فيلم وثائقي عن الطوقانية، إعداد الكاتبة د. عبلة الفاري، ثم وصلة زجلية للفنانة عايدة أبوفرحة، ووصلة موسيقية للفنان إياد إستيتي وفرقته "الكمنجاني"، إلى جانب قراءة في شعر فدوى بقلم آمنة الكيلاني، ومجموعة من قصائد شاعرات المنتدى؛ نعيمة الأحمد، وليلى جعبري، وناديا فهمي، وبسمة بعجاوي- لاجئ من حيفا، وقد تولت عرافة الاحتفال الشاعرة آمال غزال، وفي نهاية اللقاء تمّ تكريم كل من موسى قدورة- آمال غزال- والنادي النسائي الأرثوذكسي، ومن ثم التقاط الصور التذكارية.
 وقد استضاف منتدى الأديبات الفلسطيني- جنين وفد النادي النسائي الأرثوذكسي- عبلين الجليلية نهارا كاملا، للمساهمة في إحياء ذكرى رحيل سنديانة الوطن فدوى طوقان، وقد نظم للوفد زيارة محطات في جنين: أوّلًا: بناية مجلس الجلمة المحلي: حيث قام خالد أبو فرحة رئيس مجلس الجلمة مع زوجته الزجالة عايده أبو فرحة، بانتظار الوفد بعد حاجز الجلمة، واستقباله بحفاوة، واستضافته في بناية مجلس الجلمة، وإعطاء نبذة قصيرة عن الجلمة سكانيا وعمرانيا وثقافيا واقتصاديا. 
ثانيا: الانتقال إلى بيت المسنين في جنين: حيث كان في الاستقبال والترحيب أبو الباسل، مع بعض النزلاء وبعض الكادر العامل في المؤسسة، وقام بتعريفهم على النزلاء وعلى أقسام وأرجاء المؤسسة، وتاريخ تأسيسها، والخدمات الي تقدّمها، والدعم الذي تتلقاه!
ثالثا: الانتقال إلى بازار التكافل، والذي ضم إنتاجات نسوية من تطريز وحياكة، واهتمام بالجانب الفولكلوري والجانب الإنتاجي- شركة بيتوتة ومنتوجاتها من مخللات، وقد وفد إلى المكان موسى قدورة ابن الشهيد محافظ جنين قدورة موسى مع والدته، فرحب بالنادي النسائي الأرثوذكسي، كما قدم المفتي محمد صلاح أبو سعيد كلمة ترحيبيّة، ومعايدة للجميع بمناسبة الأعياد المجيدة، تدعو للألفة والمحبة والتآخي واللحمة بين الأشقاء الفلسطينيين، لأن فلسطين هي مهبط الأنبياء، وأرض شعبها الواحد بكل دياناته وأحزابه وتعدداته.
رابعا: ندوة ثقافية تحيي ذكرى فدوى طوقان العاشرة في مسرح التكافل.
خامسا: استقبال قيادة منطقة جنين لمنتدى الأديبات الفلسطيني والنادي النسائي الأرثوذكسي- عبلين، والوفد المرافق في معسكر قوات الأمن الوطني "حرش السعادة"، حيث استقبلهم نائب قائد منطقة جنين المقدم زاهي سعاده، ومجموعة من الضباط وصف ضباط وجنود قوات الأمن الوطني، وتقديم عرض عسكريّ، حيث رحب بالحضور، ونقل تحيات قائد قوات الأمن الوطني اللواء نضال أبو دخان، وتمّ اصطحاب الوفد في جولة ميدانية داخل المعسكر، تم خلالها التعرف على أقسام وفروع ومهام تقوم بها قوات الأمن الوطني مع أبناء القوات والشعب، من بسط النظام والتواصل، وتقديم كافة وسائل المساعدات الإنسانيّة المتاحة لدى القوات، لكافة شرائح المجتمع الفلسطينيّ. 
ألقت عريفة الحفل آمال غزال كلمة وزارة الثقافة نيابة عن المدير عزت أبو الرب التي جاء فيها: 
السلام عليكم ورحمة الله بركاته، وأهلا وسهلا بكم أعمدة للثقافة وأذرع حقيقية لها، أشكركم على حضوركم لدعم مسيرة الثقافة عامة، ومنتدى الأديبات الفلسطيني خاصة. 
إخواني.. أخواتي.. نحن اليوم أمام بادرة نسويّة حقيقية، تحاول زرع بذورها في أرض الثقافة الفلسطينية الخصبة وأرض القومية العربية. بدوْرنا نتمنى لها أن تثمر، وتؤتي أكلها في إثراء الحركة الثقافية عمومًا، والأدب النسائي خاصّة، ونحن كوزارة لن نتوانى عن تقديم يد العون والمساعدة للمنتدى وللأدب والأدباء، بما أوتينا من إمكانيات والله الموفق. نتمنى للأخوات في المنتدى مزيدًا من التقدم، وإلى الأمام في خدمة الوطن والعروبة، فالمثققف والأديب هو رسول للكلمة، عليه دوْر كبير، فهو ممثل لبلده وقوميّته، وهو مترجم لهموم وأحلام أبناء شعبه ووطنه، وعليه رفع أعمدة الثقافة إلى أقصى الحدود. أشكركم على حسن الاستماع والسلام عليكم.
جاء في كلمة العريفة آمال غزال: مسحتُ عن الجفون ضبابةَ الدمع الرماديّة، لألقاكم وفي عيني نورُ الحبّ والإيمان، بكم، بالأرض، بالإنسان. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرحّب بكم جميعًا كلٌّ باسمه مع حفظ الألقاب والمسمّيات.
وطني.. أنت لست احتمالًا، أنت آذار مُزهرٌ بحكايات الأجداد، أنت يافا، أنت حيفا، أنت طوقُ الياسمين، ذراعاكَ حصارٌ حولَ جسدي، أنت قضيّتي يا وطنًا قد كتب فوق الجبين. 
نقف إجلالًا لأنغام السلام الوطني، ومن ثمّ قراءة الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبرار. وعلى طرف أمنياتنا تولد الكلمات حافية الفرح، عندما تؤول الأحلامُ إلى وطن ودماء، لنرتبَ أيّامنا على ما سيكون لنا من واقع مقتول بالحلم، مسالك شتى، ولوعة النفس الأخير، لحوافر خيلك صهيل من نداءات بعيدة، تضرب شريعتك الأرض بالحكمة، وتقسم الريحَ نصفين، لتتمرّد عيون الأقدار، معلنة انتهاء عبوديتها للانتظار، فلنستمع لكلمة رئيس الهيئة الإداريّة لجمعية التكافل والتضامن الأسري، يُلقيها نيابةً عنه موسى قدورة موسى؛ نجل مؤسّس الجمعيّة رحمه الله، الشهيد قدورة موسى. 
لا تبدو إستثنائية، تصفق بأجنحة الرماد لحظة ساخرة، حقيبة مسافرة، وحروف أبجديّة، مَن يشتري لي مدادًا لأكتب للدفلى في ليالي السمر، وكيف ينام في حديقتي على الغصن المطر، فأنا يا بحر مرهقة من حكايات الوطن. 
كلمة رئيسة منتدى الأديبات الفلسطيني (مدى) الشاعرة الشعبية عائده أبو فرحة: 
الضيوف الكرام.. أهلنا في الجليل الغالي..إن قلت لكم أهلا وسهلا، فهي صادرة من أعماقي، وإن قلت لكم أرحب بكم، فهي صادرة من أعماق أعماقي وبصدق.. أرحب بكم جميعًا مع حفظ الألقاب والمسمّيات.. الجمهور الكريم.. دمتم بعز وهناء، ورغد عيش وصفاء.. وبعد.
نجتمع اليوم في هذا اللقاء الأدبي الكبير، لإحياء الذكرى العاشرة لشاعرتنا الخالدة "فدوى طوقان"، الشاعرة التي تحدّت الظروف، وثارت على الواقع المرير، لتشقّ الصعاب وتنير الطريق. احتفاءً بهذه المرأة الواعية وتأكيدًا على رسالتها، جعلنا من ذكراها أنموذجًا للمرأة الفلسطينيّة المبدعة، والتي منها ومن مسيرتها نحن في منتدى الأديبات الفلسطيني نستلهمُ دربنا ونشحذ الهمم، فكما يكون للمناسبة قدسيّة، فإن للمكان قدسية أيضا. فمَن سمّى هذا المسرحَ على اسمه، كان داعمًا كبيرا  لنا، فباسم زميلاتي أعضاء منتدى الأديبات الفلسطيني عامّة، وبالأصالة عن نفسي كرئيسة للمنتدى، نستمطر شآبيبَ الرحمة على روح فقيدنا الشهيد "قدورة موسى".
وهنا أقول لذوي الشهيد: أنا التلميذ أستاذي/ أهيم بوجهك الشاذي/ سقت أيديكم هذه/ على ظمأ بساتين/ كلامك كله عبرا/ وتوصي دائما خيرا/ فليس تفارق الذكرى/ ولا الأيام تنسيني... رحمك الله يا أبا موسى
اسمحوا لي أن أوجه كلمة قصيرة  للمرأة الفلسطينيّة.. إنّنا ورغم تقدّم الدستور الفلسطينيّ، وخاصّة فيما يخصّ المرأة وما ورد في وثيقة الاستقلال عام 1987، ومن قرارات المجلس التشريعيّ، إلّا أن المجتمع وتحت تأثير العادات والتقاليد البالية، لا يزال يتجاهل وجودنا ومكانتنا ودورونا، وعلى الرغم من المواقع المتقدمة والحسّاسة التي شغلناها، وتركنا أثرا وبصمة جليّة في كلّ الميادين، سواء النضاليّة أو العلميّة أو الأدبيّة، فإنني أحث النساء على المضي قدمًا نحو التعلم والتثقف والتطور، والمشاركة في ميادين العمل، حتى نكون شركاء حقيقيّين في المجتمع، شركاء حقيقيّين في التنمية.
الحضور الكريم.. الحديث يطول ويطول ولكن سأختصر وأذكر أن من أهم أهدافنا كمنتدى:
أولا: تنمية المواهب والإبداع الثقافيّ لدى المرأة الفلسطينية.
ثانيا: إنشاء مقرّ ثقافيّ خاصّ، يجمع ويوثق الموروث الثقافي للمبدعات الفلسطينيّات، ويحتضن أعمالهنّ.
ثالثا: تدريب وإعداد المواهب الأدبية للتميّز والانتشار.
رابعا: تأسيس دار نشر ودراسات لإصدار ونشر الأعمال الأدبية.
خامسا: تطوير التبادل الثقافي وطنيا وعالميا.
سادسا: نشر الوعي الثقافي لدى الجيل الصاعد مع الاهتمام بأدب الأطفال.
سابعا: الحفاظ على هوية الثقافة الوطنية الفلسطينية في وجه التحديات.
وهنا أوجه ندائي إلى أديباتنا في محافظة جنين، وأنا أعلم أنّ هناك من هن أعرق وأكفأ منا، وأنّ انتسابهنّ للمنتدى يعتبر قوة له ومنبرا لهنّ.. لتكن سنة 2014 هي سنة زخم وهُويّة للأديبات الفلسطينيّات، حتى يكون لنا انتشار ومشاركات في محافظات الوطن والدول العربية، فباب الانتساب مفتوح، ووجودكنّ ضروريٌّ وهام.
الحفل الكريم.. أشكر لكم حضوركم، وأشكر كل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء، وأخصّص شكري للأستاذ "إياد ستيتي" مدير مركز الكمنجاتي، هذا الفنان الملتزم النصير للمرأة، والذي أبى إلّا أن يُساندنا بحضوره وطلابه المبدعين. وكذلك نشكر من استقبلونا في الصباح أروع استقبال، (إدارة بيت المسنين) السيد: "أبو باسل"، له منّا كلّ الاحترام والتقدير على حسن الضيافة. واسمحو لي أن أشكر أيضًا المناضلة "وفاء العفيف"، التي نعتبرها رمزا من رموزنا في جنين، على دعمها والجهود التي قامت بها، ولا يفوتني أن أشكر سلفا أهلنا في الأمن الوطنيّ، الذين ينتظروننا بحفاوة وغبطة وسعادة في قلعة الأحرار في حرش السعادة.
أكرّر شكري لكل من حضر لمناصرتنا، كمرأة تود أن تشق طريقها وتحتاج لمن يُمكّنها. باسمي وزميلاتي في المنتدى أعود وأرحب بأمّهاتنا وأخواتنا من الوطن الحبيب أجمل ترحيب، كيف لا وأنتنّ حاملات طيب.
تتابع عريفة الحفل آمال غزال: لن نختبئ وراء ظلنا، فتاريخنا يُزمجر ببطن السحاب، لأننا ننتمي لرحم أرض مُهجّنةٍ وسماء، نحمل مفتاح العودة في بُعدنا المبتور بين مكانيين، فتولد كلماتنا على سطر هائم بالأمل، من نصفنا المترامي على حاجز الانتظار لالتئام الجسد، تطلّ علينا الشاعرة المميّزة آمال عواد رضوان، كممثّلة للوفد الجليلي.
جاء في كلمة آمال عوّاد رضوان: قبل عام ونصف بالتمام، قمنا بتأسيس منتدى الأديبات الفلسطيني بحثّ من المرحوم قدورة موسى، وذلك قبل رحيله بأسبوعيْن، وقد حمّلنا هذه المؤسسة أحلامنا وآمالنا، من أجل جمع شقّي الوطن لحمة وثقافة، لكن الموت بادر اليه سريعًا، وتجمدت أحلام المنتدى قبل الولادة، وها اليوم نباشر تحقيق وتنفيذ أحلامنا في خطوة أولى على درب تنشيط الثقافة، فنحيي ذكرى كليهما، الشهيد المرحوم قدورة موسى محافظ جنين الأسبق، والشاعرة فدوى طوقان سنديانة الوطن.. مطوّبٌ تذكارهما إلى أبد الآبدين.
 اليوم نحتفي بالذكرى العاشرة لفدوى طوقان، من عشقت الحياة على أرض بلدها وغنّت تقول: 
كفاني أموت على أرضها/ وأدفن فيها/ وتحت ثراها أذوب وأفنى/ وأُبعث عشبًا على أرضها/ وأُبعث زهرة/ تعبث بها كف طفلٍ نمّته بلادي/ كفاني أظلّ بحضن بلادي/ ترابا وعشبّا وزهرة!
وأقول لفدوى: فدوى.. أيا فُلّة برّيّة/ فاحَ بياضُ أنفاسِها دهشةً عُذريّة/ لِم صَحا العتمُ باكرًا/ لِمْ غافلَكِ.. يُقلّمُ أحلامَكِ الورديّة؟
أيا راهبةَ الحرفِ/ يا مَن هِمتِ بالحزنِ/ تُعطّرينَ قضبانَ الليلِ بمآتي فجرٍ مُقدّس/ في صومعةِ الحُبّ تنسّكتِ/ تُناغينَ سِرَّ الأزرقِ.. وفُلَّ القلبِ تذرفين/ يا الطّوْقانيّة/ همْسُكِ المُجَنّحُ.. باتَ يَهيبُ بمَواكبِ العدالةِ/ وما انفكَّ.. في ذاكَ البُعدِ المُرتعِشِ/ يُذيبُ ضبابًا تكلّسَ.. 
يناجي آفاقَ الحواسِّ خافرًا:/ هذا الزمانُ مسرحُ شقاءٍ.. يَعصفُني في أبديةِ المَجهولِ/ أنّى يتجاسرُ على ضَلالِهِ/ في غفلةٍ مِن وحشةِ وطني؟
أيا الفدوى/ دموعُكِ.. أزهرَتْ مُروجَ حنين/ بقواريرِ العطرِ.. كثفها الوجعُ/ حتى غدوْتِ زينةَ وطنٍ/ ما جفّفَ نسغَهُ.. ماءٌ مُمَلّحُ../ بينَ المَدِّ والجزرِ.. تشامخْتِ/ كملائكةِ البحرِ.. تعنقتِ/ وتأنقتِ.. كزهرةٍ عمّدها البياضُ.. وأبدًا.. أبيْتِ الانحناء!
وتتابع العريفة آمال غزال: على أبواب يافا يا أحبائي، وفي فوضى حطام الدور، بين الردم والشوك وقفت وقلت للعينين: يا عينين قفا نبك، على أطلال من رحلوا، وفاتوها تنادي من بناها الدار. أميرة المطر، عنوان فيلم وثائقيّ أعدّته الطبيبة الأديبة د. عبلة الفاري، رئيسة المجلس الاستشاريّ الثقافيّ. 
جاء في كلمة د. عبلة الفاري قبل عرض الفيلم الوثائقي: يحمل الفيلم الوثائقي القصير عنوان "أميرة المطر"، في إشارة واضحة إلى ميلاد وموت الشاعرة فدوى طوقان في فصل الشتاء، إضافة لتعلّقها الشديد بالمطر؛ (لماذا يغلف قلبي الأسى في ليالي المطر).
الفيلم عبارة عن رؤيا بصريّة لفنّ السرد في القصّة القصيرة، من خلال توظيف التصوير الضوئيّ، ومقاطع الموسيقى والمؤثرات، لخدمة الفنّ القصصيّ، لعرض سيرة الشاعرة  فدوى طوقان بطريقة فنيّة مميّزة، وقد تمّ التصوير في غرفة فدوى، أي مسقط رأسها في خان التجار، في البلدة القديمة في نابلس، وفي ديوان آل طوقان، وكذلك مِصبنة عبد الفتاح طوقان والد فدوى، والأماكن التي تردّدت إليها الشاعرة، وكذلك الضريح المشترك للشاعرة وأخيها إبراهيم، بالإضافة إلى العديد من المواقع الجميلة في بلادنا مثل: القدس، حيفا، عكا، مكتبة بلديّة جنين، محميّة العمرة  الطبيعيّة، ومرج ابن عامر، وغير ذلك من الصور الجميلة لأماكن مختلفة. 
يتحدّث الفيلم عن مولد فدوى ونشأتها ورحيلها، وعلاقتها بعائلتها، وثقافتها وتعليمها، وأهمّ محطات حياتها، والمصاعب التي واجهتها، والمواضيع التي كتبت فيها مختلف القصائد، والسيرة الذاتيّة. المدّة الزمنيّة للفيلم سبع دقائق، فيه تكثيف معلومات، وتسليط الضوء على جوانب معيّنة لم يلتفت لها الكثيرون، ومثال ذلك  تقديس فدوى طوقان للصداقة، حيث صورة صديقتها المسجّاة في غرفة فدوى، بين ركام الغبار وأعشاش العناكب (سلمى الجيوسي)، وكذلك وصية فدوى، حيث تظهر صور القبر الجماعيّ، الذي يضمّ ثراها وأخيها إبراهيم بمكان واحد، وغير ذلك من المواضيع. 
النصوص الأدبيّة للكاتبة د.عبلة الفاري، وكذلك التصور الفوتوغرافي ومشاهد الفيديو، بالإضافة للصوت، والقراءات الشعريّة لبعض قصائد فدوى، والإعداد والتقديم والمونتاج للفيلم، أمّا الموسيقى فهي تراث فلسطينيّ، مُرفق صورة  تظهر فريق التصوير أمام مدخل بيت فدوى طوقان، وهو المشهد الأخير بالفيلم. 
من لجنة ديوان عائلة آل طوقان: حسام وخالد طوقان، والشاعرة ليلى طوقان، والكاتب محمّد حسن أبو بكر، والأستاذ بجامعة القدس فيصل الفاري.
تتابع العريفة آمال غزال: رحلت سنديانة فلسطين، بعدما أعلنت بأشعارها وتمرد قوافيها ولادة جديدة للموت، فحملتنا على أجنحة كلماتها، لنصل كلّ المدن الفلسطينيّة، وتنتحر المسافات بين الأرض والسماء، لتزرع بذور الحُبّ، فتُعرّش في كلّ الدنيا أشجارًا، كيف يكون الوقت لي، وأنا المصلوبة على نخيل الانتظار، كيف يكون الوقت لي/ وأنا الفاردة أجنحتي لألمس شذرات الفضاء المُحلّق بالأمل/ فيعاكسني التيار/ كيف وذاكرتي تتسلق جسور الحرف المرصوف بالتمني/ الموصلني كي أصيرنا أنا/ أنا القدس.
جاء في كلمة الأديبة سعاد قرمان:
مَن رأى زهرةَ المواهب تزهو/ وهزارًا شدا ببوحٍ الحبيبِ/ من رأى قلبها الحزينَ المُعنّى/ يَنشرُ البِشرَ في الفضاءِ الرحيبِ/ هي فدوى تكسو الوجودَ جَمالًا/ وحنينًا للحبِّ رغم الخطوبِ/ هي فدوى فيها الفداءُ تجلّى/ بصمودٍ يجتاحُ أعتى الدروبِ/ قاومت ظُلمَها بقلبٍ صبورٍ/ وتحدّت قيدَ الحريم الرهيب/ وسعت تنهل المعارف ظمآى/ لحياةِ الأحرارِ.. سعيَ الأريبِ/ حيث تخطو ينداحُ طيبُ خطاها/ حيث ترنو تأسو جراح القلوبِ/ غنّت الشعر فانتشى الكونُ سحرًا/ باكتمالِ الرؤى وحلوِ النسيبِ/ شيّدت للنضال مجدًا وأحيت/ في قلوب الأجيالِ وهجَ اللهيبِ/ فانعمي بالخلود يا أختَ روحي/ واستريحي يا عندليبَ السهوبِ/ لستُ أرثيك بل أُصبّرُ نفسي/ قد يُعزي الوجدانَ بوْحُ الطيوبِ/ كنتِ شمسًا من العطاءِ تجلّت/ لا يُضيرُ الشموسَ وقتُ المغيبِ/ بِنتِ فدوى فلا أقولُ وداعًا/ بل فراقًا...إلى لقاءٍ قريبِ !
إلى فدوى: عشر سنواتٍ على رحيلك يا حبيبة.. وكنتِ الأخت التي ترتاح روحي لحديثها كلما أُتيحت لي فرصة زيارتها، فإذا صمتت يغمر صمتها وهدوؤها الجو عمقًا وحنانا! فدوى، الفراشة التي طالما رفرفت بأجنحتها الملونة في عوالم من السحر والجمال! فراشة أفلتت من قيود مجتمع كاد يخنقها منذ طفولتها، ويمنع عن روحها الانطلاق، فطارت على أجنحةٍ من الشعر المرهف، الذي جاب العالمَ يحمل صدى روحها حبُّا للوطن، حُبًّا للإنسانيّة، وحُبًّا للكرامة والحريّة والجمال.. شعرًا صادقًا صريحًا ناجت عبره أحِبّتها، وتغنّت بجَمالِ الطبيعة رغم وحدتها التي نلمسها في دواوينها، والتي بدأت بديوان "وحدي مع الأيام"، حيث تقول ص50: بي ألفُ إحساسٍ يحرقني متدافع التيارِ دفاقِ.
وتستمر ص51: نفسي موزّعةٌ معذّبةٌ بحنينها بغموض لهفتها/ شوقٌ إلى المجهول يدفعها/ متقحّمًا جدران عزلتها/ وتنطلق في قصيدة "مع المروج"/ هي يا مروج السفح مثلك/ إنها بنت الجبال/ جرزيم روّى قلبها    وسقاهُ من خمر الخيال/ روحًا تفتّحُ للطبيعةِ/ للطلاقةِ للجمال.
وتفجع بموت أخيها إبراهيم الذي أخذ بيدها وفتح أمامها آفاق العلم والشعر والحرية، فتقول: آه يا قبر هنا كم طاف روحي/ هائمًا حولك كالطير الذبيحِ/ أوَ ما أبصرته دامي الجروحِ/ يتنزّى فرطَ تبريحٍ ويأسِ/ مُرهقًا ممّا يُعنّيهِ الحنين                                                  وتنطلق في عالم الشعر والنضال، ويتفتح قلبها للحب والحياة فتنادي في ديوان"وجدتها" ص80-81: نادني من آخر الدنيا أُلبّي/ كلُّ دربٍ لك يُفضي فهو دربي/ يا حبيبي أنت تحيا لتنادي/ يا حبيبي أنا أحيا لألبّي/ صوت حبّي/ أنت حبّي/ أنت دنيا ملء قلبي/ كلّما ناديتني جئتُ إليك/ بكنوزي كلّها مُلك يديك/ بينابيعي بأثماري بخصبي/ ياحبيبي
هذه فدوى الرائعة التي وحدها حطمت قيودَ مجتمع ظالم، فانحنى العالم لها إجلالًا، ومنحها جوائز عدة من البلدان العربية والأوروبيّة، وتقديرًا من كلّ المحافل الأدبيّة الراقية. وأخيرًا جاء تكريم وطنها، فقبل وفاتها بسبع سنين مُنحت جائزة فلسطين للشعر، وبعدها بعام كرّمتها جامعة النجاح الوطنيّة في نابلس، بمنحها درجة الدكتوراة الفخريّة في حفلٍ تحدّث فيه مُحبّوها وأبناؤها في الوطن، تعبيرًا عمّا أثارته مسيرتها الوطنيّة والشعرية في وجدان أبناء جيلها، من عزة وكبرياء وجمال ورواء.                                           
وقبيل وفاتها، عام 2003 أُطلق اسمُها على مدرسة إبتدائيّة للبنات في نابلس، وطُلب إليها كتابة نشيد الصباح لتنشده الطالبات قبل الدخول الى الصفوف، وفعلت! حدثتني بصوتها الرقيق عبر الهاتف عن هذا الأمر وكلّها انفعال وسعادة! وفرحت لها، فليس أجمل من أن يُكَرّم المرء في بلده ومن بنات جنسه، وكانت هي من كتبت نشيد جامعة النجاح الرسمي قبل ذلك بسنين.
تتابع العريفة آمال غزال: سأسكن أحلامكم/ فقد أعلنت سقوط رمش النوم من جفن الأجل/ وحرمت جلدي على ثيابكم الرثة/ بعدما هجرتها رائحة النخوة/ فما قيمة الدم المنبعث في أصابع الوقت الصماء/ وأيدي من سراب/ تناجي صرير أبواب الهزيمة/ فمتى نقاتل؟؟ تقول القدس
أهمس لقافلة الهزيع الأخير/ برئة غزالة ضالة/ أنادي صحراء العروبة الصماء/ وهمهمة الصبح الراحلة/ خلف سفح آخر الأنفاس/ من يسمعني/ من ينقذني من حبال حزني ورغوة جنوني/ فما زلت أنادي.. أنادي/ أين أحفاد صلاح الدين/ أين صلاح الدين. 
الأديبة القاصّة السيدة فاطمة دياب: عفوًا شاعرة الوطن والغربة.. لا وقت لدينا للكلمة، لا وقت للحروف، لا وقت لشعر أو شعور، لا وقت لأي شيء. يومَ رحيلك توقفت الأرض عن الدوران، وحبس الشرق أنفاسه.. تنفس الغرب الصعداء، ولا وقت لنعيك، ولا وقت لعزاء.. خبر الرحيل تراجَعَ لخبرٍ عابرٍ في نهاية نشرة؟ والخبر العاجل يَطغى على كلّ الأخبار الأخرى، فاليلية ليلة القبض على الأسطورة التي صنعوها، وما زالوا يصنعون دمى أخرى من وجعنا، من جرحنا ومن كلّ شريان فينا.. يتلهّون ويمزقون، وألف دمية تصطفّ بالدوْر. لا يقرؤون التاريخ جيّدا، ولا هم يحزنون. 
فدوى يا ذات الجرح النازف، لست أعرف كم مبدعًا ما بين مساحات الدمى سار وراء نعش الكلمة، مشيّعا غربتك واغترابك؟ فدوى يا ذات الخيوط التي تجمعنا ما بين الاختزال والاعتزال، وشراهة القتل والاعتقال، هل بعد شاعرتي في واقع (الزفت الأزفت من الزفت) ما يُقال؟ ترجّل الفارس فدوى غير آسف ولا نادم، وفوق الأرض حوافر الحصان، وفي الفضاء حبّات مطر تدقّ على أبوابنا، وزخات من رصاص يغتال بقية من بقية وجودنا. لا بأس عزيزتي.. لم نزل (أمام الباب المغلق) نرسم الوجع بحروفنا، في (رحلة جبلية صعبة)، و(الرحلة الأصعب) تعزف اللحن الأخير، على بوابات الرحيل.
فدوى.. شرقي انتحارنا، شرقي تفجُّرنا.. وراءك ووراءنا.. (شوط طويل المدى، سُفحت عليه سنين العمر، وكم فلسفتك حياة تمرُّ على جانبيها بحلو ومُرّ.. ذوت عنك وجه بشاشتها، وأوْلتك وجهًا لها مُكفهرّ.. خبرتِ تناقض حالاتها ولم تدركي كنهَها المستتر، وقد حان أن تستريحي، وتُلقي عن المنكبين غبارَ السفر، فحسبُكِ أنّك لم تُهزمي، ولا حطّمتك سهامُ القدَر). فدوى.. ما بين القبول والرفض طفلة الى هذه الدنيا جئتِ، وموعد ميلاد مجهول تُسجّله طبخة العكوب، بقِدر يفورُ ويغلي. نعم طفلة كنت بأحلام صغيرة، أن تكون لها دمية كما لابنة عمّها شهيرة. 
إبراهيم يا الطوقانيّ المعروف، ألستُ أنا أختك من لحمك ودمك؟ إبراهيم أخي القادم من بيروت العاصمة، فُكّ قيدي، حرّرني أخي، حكايتي صغيرة جدّا، حكاية فُلّة. نعم ورَبّكَ لم تكن غير فُلّة من ابن الجيران. لا سلام ولا كلام، فقط فلة، ووثبة قلب لم يزل صغير على الحب. هذه جنايتي وخطيئتي، أن أُسجَن من أجل فلة، ويحكم السيد والأسياد. لن تخرجي من البيت إلّا إلى القبر! أرأيت أخي؟ حرّرني إبراهيم من الأسر. إن كان لا بدّ من الموت والقبر، تعالَيْ فدوى أعلمك الانتحار على مذبح الشعر. 
فدوى عزيزتي.. والمشوار طويل طويل، نكتبك في ضمائرنا حكايةَ شاعرة عصامية. ونُعلّم أجيالنا كيف تولد من أرحامنا في هذا الوطن شاعرة. فدوى.. (ما زلنا في غرف التخدير ننام، والعام يمرّ وراء العام، والأرض تميد بنا، والسقف يهيل ركامًا فوق ركام، والكذب يُغطينا من قمّة هاماتنا حتى الأقدام)، وبعد العام يجرّ العام، ولم نزل معك نرنو (أن يصيرَ الحبُّ هو الدنيا، أن يصيرَ الحبُّ هو الرؤيا، أن يصيرَ الحبُّ هو الدرب)، كي لا نظلَّ في هذا الزمن مجرّدَ كذبة كبرى.
تتابع عريفة الحفل آمال غزال: تعانقت المسافات، حالة عشق كونية، عشقت الأرض سماءَها، وتنفس الصبح برئات المساء، عبقت الدنيا برائحة أوّل الشتاء، أرخت الأرض جدائلها لتستحم بِرِيق السماء، وانتظرت قطرة ماء نقية، قبل أن تلامس الأرصفة. 
وطني.. منيت أن أكون فجرك الشهي البهيّ، نهارك النديّ، أسواقك الثملة، مقاهيك الحبلى، حاراتك القديمة، أزقتك الضيقة، والياسمين المُعرّش على جدرانك، تمنيت أن أكون الدهر كي أخلّدك. لا تسقني كأس حنظل من أردان الحقيقة، دعني أبحث عن طفلي وأشيائي، عن حقيبتي وأشلائي، وراء العاصفة وفي سويداء قلب عاصمتي، لماذا لم آتِ إليك؟ لماذا أتيت إليك، كي ألمس خيوط القنب في وحدة نهارك. 
نجترح أحزاننا بمرارة الولوج إلى الكلمات المُحولة سرّا، على أكفّ الغياب، علنًا نقترب ممّا ينتظرنا خلف أبواب الشعور، سنلبس الكلمات معانٍ جديدة، لنتسلل بحسّيّة الفكرة، ونرحل معها إلى طرقنا المُعبّدة للغيم، نحن.. مَن نحن؟ أبقايا ثوان متعثرة على لوحة الوقت، أم سباق بين خيول الروح والجسد؟ متى سنحتفي بجفاف الريح؟ هل لنا ما للوجع من صوت، وما للنشيج من سماء؟ إذن؛ سأمنح للصمت حبكة الكلام، بانتظار موعد يتكرّر.
الزمان ينتظر الزمان مُعاتبًا، لماذا تأخر القطار، وقافلة العودة، ومفتاح معلق ينتظر، يحنّ إلى باب وسُكّرة، ستّون عامًا ونيف، وعتبة بيتنا تحنّ لرمل أقدامنا، ستّون عامًا ونيف، والدمع يغسل وجنتي الأرض الطهورة بالمُنى ويرحل. تحلّقُ أعيننا خلف الأسوار، تلتحف أجسادنا ورق البرتقال الحزين، ننظر إلى حيفا.. إلى عكا، ونهتف بملءِ الحلم، راجعين لك يا دار، راجعين لِك يا دار. 
ونبقى مع الفنان إياد إستيتي وهذه الوصلة الموسيقيّة، والزجالة عايدة أبو فرحة بزجليتها سقى الله- التراثيّة.

بهية يا بهية/ حيدر كريم

قصيدة الشاعر العراقي حيدر كريم
في الغداء التكريميّ للمحامية أبو حمد
الذي دعا راعي الأبرشيَّة الأنطاكيَّة الأرثوذكسيَّة
 سيادة المتروبوليت بولس صليبا السامي الاحترام

يل اسمك علم ما بين الأعلام
وطولك سيف بس بلون وردة
شربيتي الثقافة من الأجداد
ويا باب الكرم محد يسدة

إذا عن الوطن حبيتي لبنان
وجبل لبنان هو انطاك خدّه
وإذا عن العروبة إنت تمثال
من بغداد ولبيروت حدّه

وإذا قالوا إنسانة أجمل إنسان
وجميلك، على الطوائف ما تعده
ساعدتي الجوامع وقت الآذان
وكم مسلم بساعونك وتفدّه

بهية ويا بهية وقلب بنسان
لك عند الثقافة اشكد مودة
نساء اهواي لاكن انت شتان
وانا السان شاعر من يرده
وأنا الطبعي وقح لوشفت نسوان  
بس وياك سيفي ما تعدة

وإذا عن المواقف صرتي عنوان
طلع قلبك بحر ويروج وحدة
وإذا عن الجمال بطولك أغصان
وعلى خدودك ورد مرسوم شدة  

جمال الروح لا يرسمها فنان
لأن كلك عذوبة وهاي شدة
رسم المونيليزا وجان غلطان
ودافنشي اعتذر لو هسة بعدة  


ولمعَّ نجمهُ في السماء/ سهى بطرس قوجا

أتى المُتجسد ليخلص الإنسان من قوى الشر والخطيئة ومن الشهوات المُهلكة، أتىّ المسيح صغيرًا فقيرًا ليكبر على الأرض ويحمل خطيئة العالم الكبرى، أتى من أجل أن يكشف عظمة الخالق واهتمامه بخلاص الإنسان.
"بعدما ولد يسوع في بيت لحم ... جاء إلى أورشليم بعض المجوس القادمين من الشرق، يسألون:" أين هو المولود ملك اليهود؟ فقد رأينا نجمهُ طالعًا في الشرق، فجئنا لنسجد لهُ" ( متى 2 : 1- 2 ). أتوا يسألون ثم " مضوا في طريقهم، وإذا النجمُ، الذي سبق أن رأوهُ في الشرق، يتقدمهم حتى جاء وتوقف فوق المكان الذي كان الصبي فيه، فلما رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًا، ودخلوا البيت فوجدوا الصبي مع أمهُ مريم، فجثوا وسجدوا لهُ، ثم فتحوا كُنُوزهم وقدموا لهُ هدايا، ذهبًا وبخُورًا ومُرًّا" ( متى 2: 9 – 12 ).
نجمًا مُضيًا لمع في السماء يعلن عن ولادة طفل صغير في مذود، هذا الطفل دعيّ المخلص (نور العالم) الذي أنار العالم بقدومهِ وخلص البشرية من ظلامها " ... إن المسيح يسوع قد جاء إلى العالم ليخلص الخاطئين .." ( 1 ت: 1: 15)، لمع نجم ميلاد التجدد والمحبة والتسامح والغفران والسلام ليكون النور للبصر والدليل للطريق والرمز للفرح.  
حياتنا في خضم صخب الحياة دائمًا تتطلب ولادة جديدة، تتطلب أنفصالا عن العالم للحظات لنسكن ذواتنا ونبحث عن الطفل الغافيّ في أعماقنا، والذي بيقظتهِ وصرختهِ يُعيدنا إلى حيث بدأنا أن نكون، نعم الحياة تتطلب أن ننفصل ولو قليلا عن الاهتمامات الدنيوية لنعيش لحظات روحية وإيمانية مع المسيح. المجوس لِما تجشموا عناء السفر الطويل والشاق، مُنقادين خلف نجمًا في مسيرتهم؟ لأنهم أدركوا أن الخلاص بالمسيح والحياة فيهِ، أبصروا هذا بقلبهم وسمعوا لصوت البُشرة دون إرغام أو فرض بل كانت رحلتهم بملء إرادتهم وبكامل إيمانهم، نعم نراهم قبل أن يقدموا كنوزهم وهداياهم قدموا أنفسهم وذواتهم.
 يُحتفل كل عام بميلاد المسيح ولكن لا نريد أن يكون هذا الميلاد مُجرد مناسبة اجتماعية وأحتفال خالي من الروحية، لا نريدهُ كحدث تاريخي يُعاد إقامتهِ في يومهِ واعتباره مهرجان يتضمن برنامج لعدة احتفاليات بل أن يكون امتداد مُتواصل وكلمة حاضرة ومُمتدة إلى ما لا نهاية، نريد فيه أن نستحضر المسيح معنا ويكون دائمًا وأبدًا بيننا.
" المجْدُ للِّه في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالنَّاسِ المسرَّة" ( لو 2: 14)، ولد المسيح في مغارة صغيرة وبين الحيوانات ليكون فيما بعد راعيًا صالحًا لخرافهِ التي تتبعهُ بسماع صوتهِ ويفديها بعد حين بدمهِ الزكي، ولدّ المسيح ليكون ضياء تلك النجمة التي عكست نورها على جميع نجوم السماء، في ليلة ميلاد الطفل يسوع أضاءت الدنيا وعمتْ المحبة والسلام القلوب المُحبة المتواضعة، هي كانت ولادة خلاصية إذن بها تكون حياة جديدة يلبسها الإيمان.   

أعيادنا.. أعيادكم فالوطن واحد والشعب واحد/ راسم عبيدات

نحن في المشرق العربي تحديداً....عشنا كأمة عربية واحدة،وشعب واحد،لم يفرقنا ولم يباعدنا تعدد الطوائف والمذاهب،وكان الجميع يقدم إنتماءه الوطني والقومي على إنتمائه الديني والطائفي بعزة وإفتخار وكبرياء...رغم وجود بعض الحركات الإسلامية كحركة الإخوان المسلمين،والتي تريد أن تعلي إسلاميتها ومذهبيتها فوق الوطن والأمة....وهذا قادها بعد ان تسلمت السلطة في اكثر من بلد عربي الى السقوط بزمن قياسي،كما حصل في مصر،حيث فئويتها وإنغلاقها وعدم اعترافها ومشاركتها للآخر في القرار والسلطة ودخولها في تناقض مع كل مركبات ومكونات المجتمع المصري،قادها لسقوط مدوي وعاصف.

ولم نكن نلتفت الى أن هذا المفكر او الزعيم او القائد او المناضل مسلم او مسيحي،سني او شيعي او درزي او علوي،بل رصيده الوطني والقومي وانتماؤه للوطن والقضية،هو من يفرض وجوده وحضوره الجماهيري والشعبي،وطبعاً هذا مرتبط بمرحلة تاريخية وطبيعة تلك المرحلة....حيث الأمة في مراحل المد القومي انجبت قادة عظام على مختلف مشاربهم الفكرية والسياسية ومذاهبهم كان لهم احترامهم وحضورهم وشعبيتهم وجماهيريتهم عند كل مكونات مجتمعاتنا العربية ومركباتها،...وكانت اعياد امتنا وأفرحها واحزانها وإحتفالاتها،هي ملك لكل الأمة،بكل مركباتها ومذاهبها وطوائفها....ومن كان يجاهر او يغالي في مذهبيته وطائفيته،كان يتعرض لحملات شرسة من النقد والتجريح،تصل الى حد الإتهام بالتخوين او الخروج على مصالح الوطن والأمة.

هذا كله كان في مرحلة المد الثوري والقومي والوطني,ولكن في مرحلة الهزيمة والنكوص يحدث الإرتداد والتراجع،وتتقدم الغيبيات والقبليات والمذهبية والطائفية على الوطني والقومي،عندما تجد التغذية ليس فقط من مرجعيتها الدينية والمذهبية وقادتها السياسيين ومن صناع قرارها،بل بفعل من يريدون ضرب المشروع القومي العربي،وتفكيك الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها بما يخدم مشاريعهم واهدافهم واطماعهم الاستعمارية، يساعدهم في ذلك أدواتهم وحلفاؤهم من مشيخات النفط والكاز،والتي وظفت اموالها النفطية من اجل نشر فكرها الوهابي والديني المتزمت،وجندت لذلك الكثير من المرتزقة وما يعرف بالمشايخ ورجال الدين والدعاة والوعاظ،وضخت عليهم حنفيات المال بلا حسيب او رقيب،وفتحت لهم المدارس وحتى الجامعات،وأطلقت لهم العنان عبر الكثير من الفضائيات ووسائل إعلامها لبث أفكارهم ومعتقداتهم وخزعبلاتهم التخريبية والاقصائية والمذهبية المشوهة للدين الإسلامي وتعاليمه السمحة،والتي كانت تهدف الى خدمة اجندات محددة،ليس الهدف منها نشر الوعي بالدين وهداية الناس وإرشادهم،بقدر ما هي دعوة الى تفكيك لحمة المجتمعات العربية وهتك نسيجها المجتمعي،وتحويلها الى طوائف ومذاهب تقتتل فيما بينها وتتنازع،لتصل حد القتل على الهوية والطائفة والمذهب...وما يحدث في سوريا الان بلد ومهد الحضارات على يد تلك القوى،مؤشر جداً خطير،ليس فقط على وحدة المجتمع ولحمته ووحدته الوطنية فقط،بل الأمور تصل الى ابعد من ذلك نشر الخراب والفوضى في البلد وتقسيمها طائفياً ومذهبياً،وقتل أي امكانية للوحدة الوطنية بين مكوناتها مستقبلاً.
ان واجب كل النخب السياسية والوطنية والاعلامية والثقافية والمتنورين من رجال الدين،العمل على فضح وتعرية هذه الجماعات الارهابية والمجرمة،وكذلك العمل على اجتثاثها بالمعنى المادي،وتدمير كل بناها التحتية والمجتمعية ومؤسساتها الإغاثية والإجتماعية،لأنها تستخدم كدفيئات لتفريخ الإرهاب والخراب وتعميمه على المجتمعات العربية ،وكذلك حظر أي نشاط لها لكون ذلك يرتقي الى مستوى الخيانة وبث أفكار هدامة ومدمرة....وما يحدث في الشام من وحشية في عمليات القتل والذبح،يدلل بشكل واضح بان هذه الجماعات ليس لها علاقة بالبشرية سوى بالأسم،وهي اقرب للوحوش والقطعان من البشر،إنها خطر داهم وحقيقي على المجتمعات العربية،مجازر عدرا العمالية،تكشف إلى أي مستوى من الإنحطاط والبوهيمية وصلت تلك الجماعات،ان لم يجري التصدي لها بكل قوة وصلابة،فإننا سنقف امام كوارث حقيقية تصيب منا مقتلاً كأمة عربية،وعلى الجميع ان يعي بأن رأس المشروع القومي العربي وحوامله السياسية والتنظيمية والفكرية هي المستهدفة والمطلوبة،من تلك الجماعات المنتمية الى فكر الجاهلية،فكر إنكار الآخر واقصائه،فكر دفع الناس للحجر على عقولهم وفكرهم،وإدخالهم في مستنقع الرذيلة والتجهيل والدروشة و"جهاد" النكاح وإنتظار الحور العين والتخلف بكل أشكاله ومسمياته.
نحن في هذا الوطن العربي الكبير عشنا بامان وسلام على مر العصور،لم يلتفت الواحد منا للآخر أو يحاكمه على أساس مذهبيته او طائفيته،بقدر ما كان الالتفات الى مدى انتمائه واخلاصه وخدمته للوطن والأمة والمبدأ والموقف.
واليوم مع اقتراب اعياد الميلاد المجيدة للطوائف المسيحية،يجب ان تكون هذه الأعياد بالممارسة وليس بالقول او التنظير والشعار غير المدعم بالممارسة،اعياد لكل أبناء امتنا وشعبنا الفلسطيني،فهذا الشعب العظيم والمضحي،لم تهب عليه رياح الطائفية والمذهبية،كما هي عليه الان في اكثر من عاصمة عربية،بفعل الجماعات الوهابية والتكفيرية على مختلف مسمياتها....والتي يجب ان يكون الرد عليها من كل مكونات مجتمعاتنا العربية ومركباتها،بان تكون أعيادنا الإسلامية والمسيحية واحدة،يفرح لها الجميع ويحتفل بها الجميع،هؤلاء يريدون قتل البسمة والفرحة والمستقبل عند أبناء هذه الأمة،يريدون زرع الموت والدمار في جسد هذه الأمة،وعلينا عدم منحهم هذه الفرصة.

أناسٌ يذهبون إلى ميدانِ السباق/ شوقي مسلماني

1 (شوارب!)   
لا يبتعدون قيد أنملة، وفي هذا الموضوع أيضاً وأيضاً، عن قضبانهم الذكوريّة. فهم يزعمون بسيطرتهم على النساء، ترتفع "راياتهم"! وفي المساواة "تنكسر"!. 
**

2 (سؤال العارف)  
سألني مكسوراً: "أيّهما الأمرُّ، يا صديقي، أن تفقد ابنك ميّتاً، أم تفقده حيّاً"؟. 
**

3 (وضّاح اليمن)  
جاء في 'الأغاني" إنّ زوجة الوليد بن عبد الملك، أمّ البنين، أقامت صلة عشق مع عبد الرحمن بن اسماعيل الخولاني (الذي لقبه: "وضّاح اليمن" لوسامته) وكانت ترسل إليه، فيدخل إلى مخدعها، ثمّ تخبئه في صندوق، وتقفل عليه، إذا داهمها زائر، حتى اكتشف أمرها خادم، فوشى بها إلى الخليفة. ولقد سارع الوليد، فدخل على أمّ البنين، في مخدعها، وتعمّد الجلوس على الصندوق الذي وصفه الخادم، ثم قال: "يا أمّ البنين هبي لي صندوقاً من هذه الصناديق" فقالت: "كلّها لك يا أمير المؤمنين" قال: "ما أريدها كلّها، وإنما أريد هذا الذي أجلس عليه" فقالت: "فيه أشياء من أمور النساء" فقال: "ما أريد غيره" فقالت:  "خذه يا أمير المؤمنين". وهكذا، دعا الوليد أن يُحمل الصندوق إلى مجلسه، فأزاح البساط، وأمر عبيده أن يحفروا حفرة عميقة، ثمّ خاطب الصندوق، قائلاً: "يا هذا، إنه قد بلغنا شيء، إنْ كان حقاً فقد كفّناك ودفنّاك وقطعنا أثرك إلى آخر الدهر؛ وإنْ كان باطلاً فإنّا دفنّا الخشب، وما أهون ذلك" ثم قذف بالصندوق في الحفرة، وهيل عليه التراب. صاحب "الأغاني" أبو الفرج الأصفهاني لا يؤكد وجود وضّاح في الصندوق تلك،  ولا ينفيه؛ ولكنّ الخليفة ارتاح، وأمّ البنين نجت من الفضيحة، وما وقعت عينٌ على وضّاح اليمن بعدئذ.
**

4 (عبّاس بيضون)  
"الشعر غريب في العالم، ولا مجد له، ولا سلطان، ولا عرش". 
**

5 (الحريّة)  
أنت حرّ في أن تقول ما تشاء، إنّما، رجاءً، انتظمْ، وارفعِ المستوى!. 
**

6 (إبن الرومي) 
"إن للحظ كيمياء إذا ما 
مسَّ كلباً أصاره إنسانا". 
**

7 (أُولورو) ـ ( Uluru )
مرّة 
كانَ قمران   
ومدٌّ عظيمٌ 
مِنَ البحر 
وانزياحاتٌ أرضيّة 
وحيواناتٌ عملاقة 
وبَشرٌ     
وبدأَ أحدُ القمرين
 يبتعد عن مدارِه    
طارَ في الفضاء 
مبتعِداً  
ثمّ عاد في مدار إهليلي 
مشتعلاً 
كأنّه مذنّب 
وبقاياه المحترقة 
اصطدمتْ 
بالأرض 
بالقرب مِنْ منطقة "أَلِيس سبْرِينغ" 
عاصفةُ غبار انقذفتْ عالياً 
وحجبتِ الشمسَ 
وقتلتْ كلَّ الخضرة تقريباً  
ومحقتِ الديناصورات 
وأرسلتِ الناجين مِنَ الناس إلى الكهوف  
إلى أن انجلتِ الظلمةُ 
وعادتِ النباتاتُ 
إلى النموّ   
وانبثقَ الناسُ 
كما مِنْ حلمٍ طويل 
وذهبوا 
ونظروا إلى بقايا القمر الثاني 
الناتئةِ في الأرض 
وأسموها: "أولورو" - "مكان الروح" 
واليوم تقريباً بالجوار 
يوجد منتجع   
يُسمّى: "يولورا"  
أي: "امرأة تبكي" 
وهو اسم المحلّة 
وفي كلّ سنة 
أناس يذهبون 
وينظرون بالآلاف 
إلى الصخرة 
ويلتقطون صوراً لها 
ويتسلّقونها 
ويُشاهدونها 
تبدّلُ ألوانَها 
في 
شروقِ 
وموتِ الشمس. 
Grant Caldwell  غرانت كالدويل.  
**

8 (أناسٌ يذهبون إلى ميدانِ السباق)  
في سبعينات القرن العشرين 
عندما لم أكن أعرف كثيراً 
سُئلتُ مع من أقف؟ 
قلتُ: "لا أقف مع أحد"    
وسُئلت: "ماذا لو أُلزِمتَ أن تقفَ مع أحد"؟ 
قلتُ: "إذا أُلزِمتُ 
فسأقف مع الإشتراكيين \ الشيوعيين"    
أحد أصدقائي أرادَ قتلي    
البعض أرادَ مطاردتي 
لكي يضربني   
وواحد ظلَّ يسألني 
لسنتين متتاليتين 
عن حال أصدقائي الفيتناميين الشماليّين؟   
وصديق كان أعقل مِنْ أي صديق آخر 
عرفتُه في ذلك الحين 
قال: "ما أعرفُه إنّه يوجد أناس كُثُر 
يهربون مِنَ الشرق إلى الغرب 
لكنْ أحداً لم يذهب في الإتّجاه المعاكس"    
ولم يكن عندي له جواب 
ولذلك شعرتُ بوجود خطأ 
وأفكّرُ الآن بالجواب:  
هناك أناسٌ يذهبون إلى ميدانِ السباق 
ولا يعني ذلك إنّهم 
سيربحون. 
Grant Caldwell  غرانت كالدويل.  
**

9 (الساعة) 
في المرآب 
حافلةٌ على أهبةِ الإنطلاق   
- "انتظرْ دقيقة"! 
صاحَ المفتّش   
"لم يحن الوقتُ بعد 
الوقتُ هو 6:42"!     
- "إنّها 6:42 بتوقيت ساعتي"  
قالَ السائق   
- "أنتَ لا تتحرّك بتوقيت ساعتك"  
قالَ المفتّش   
"إنّما تتحرّك بتوقيت ساعة المرآب 
أو بإذن منّي"    
وانتظرَ السائقُ 
ألقى المفتّشُ نظرةً على المنحدَر 
ونادى 
وهو يومئ بيدِه 
إلى أحد ما
- "بسرعة، بسرعة رجاءً"   
ووصلتْ امرأةٌ 
وصعدتْ إلى الحافلة   
- "هذا هو السبب" 
قالَ السائق للمفتّش    
- "نَعم هذا هو السبب" 
قالَ المفتّش وهو يهزّ رأسَه موافقاً 
جاعلاً أصابعه على هيئة مسدّس 
ومطلقاً النار على السائق   
قبل أن يبتعد 
عنِ المرآب.
Grant Caldwell  غرانت كالدويل. 
**
Shawki1@optusnet.com.au 




ليالي ميلاد 2013- عبلين الجليلية!/ آمال عوّاد رضوان



لجنة ليالي الميلاد 2013- عبلين الجليلة، باشرت بافتتاح أماسيها الميلاديّة بتاريخ 18-12-2013، وسط أجواء الفرح بميلاد الطفل يسوع، لتزرعَ في القلوب نشوةَ وألفةَ ميلاد المحبّة، ولتغدوَ عبلين عائلةً واحدة في الميلاد، حيث هلّ الآلافُ مِن جمهور أهالي عبلين؛ مسلمين ومسيحيّين، أطفالًا ونساء، شبابًا ومشيبا- وبحضور رجال دين، وشخصيّاتٍ سياسيّةٍ واجتماعيّةٍ واعتباريّة. 
بدأت الافتتاحيّة بمسيرةٍ شعبيّةٍ مُرنّمةٍ في شارع الكنائس، أحيتها جوقة النادي النسائيّ الأرثوذكسيّ وجوقة الكروان، وصولًا لساحة الميلاد وخلال ثلاث محطات، في المحطة الأولى رنّمت الكروانية ألفت حاج، وفي المحطة الثانية رنّم كلا الكروانيّين ساندرا حاج وشادي تلحمي، وفي المحطة الثالثة عولى مسرح ساحة الميلاد رنّمت الكروانية رنا إدريس، في استقبال الجمهور برفقة جوقة صغار الكروان. 
تولّى عرافة الحفل الأستاذ الكاتب زهير دعيم، لتتابعَ جوقة صغار الكروان وصلتها بترانيمَ ميلاديّة، ومن ثمّ جوقة النادي الأرثوذكسيّ بتراتيل كنسيّة ميلاديّة، وبعدها تمّت مراسيم إضاءة شجرة الميلاد، وبترقّب جميلٍ من الأطفال والجموع. 
توالت كلماتُ الترحيب والمباركة لقدس الأب ميشيل طعمه كاهن رعية الكاثوليك، والشيخ حسن حيدر إمام المسجد القديم، وقدّمت الفنانة آمال أبو شحادة ترنيمة "هليلويا" باللغة الإنجليزيّة، ثمّ كلمة رئيس مجلس عبلين المحلي مأمون الشيخ أحمد، وكلمة سكرتير المجلس المِلّي الأرثوذكسيّ جاكي حاج، وفي النهاية بارك المطران كرياكوس مطران الناصرة وعكا وسائر الجليل بكلمته انطلاق هذه الليالي الميلاديّة في عبلين.
جاء في كلمة عريف الحفل الكاتب زهير دعيم:
الآباء الروحيّون الأفاضل، الشيوخ الأفاضل، رئيس مجلس عبلين المحليّ السيّد مأمون شيخ أحمد المحترم، الضيوف والأهل الكِرام مع حفظ الألقاب.. 
ليلة ولا أحلى.. فلنفرحْ ولنتهلّلْ بها.. ليلة نتذكر فيها تجَسُّدَ الربّ الإله الذي جاءنا طفلًا رائعًا، يُزقزقُ على شرفاتِ حيواتنا، فيجعلها ربيعًا. 
مَرَّ مِن هنا، مِن فوق تُرابنا، يَحملُ صليبًا وزفراتٍ، وراحَ يُبلسمُ ويُداوي، ويَزرع الهضابَ عطرًا وأقاحًا، ونسماتِ محبّة، وينثرُ فوقَ أديم الحياةِ قداسةً وذكريات. 
مَرَّ مِن هنا، وسيعودُ إلى هنا، فتزَيّني يا أرضُ واسجُدي يا نفوس، فالطفلُ السماويُّ عائدٌ بجبروتِهِ، بجَلالِهِ عائدٌ وأجرَتُهُ معه، عائدٌ ليَجمعَ الحصادَ، ويَلُمَّ القطيعَ ويُورِدَهُ إلى المراعي الخُضر.. 
مَرّ مِن هنا، وما زال صدى صوتِهِ يُجلجلُ في الأودية: "تعالَوْا إليَّ يا جميعَ المُتعَبينَ وثقيلي الأحمال، وأنا أُريحُكُم". (متى 11:28). 
وتُردّدُ أجواقُ الملائكة: "المجدُ للهِ في العلا، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المَسرّة". (لوقا 2:14). 
مَرّ مِن هنا، وسيعودُ إلى هنا.. مَرَّ يَحملُ رجاءً، وغُصنَ زيتونٍ، وقماطًا، وهمساتٍ سرمديّةً، فأزهرَ اللوزُ، وغرّدَ البرقوقُ تحتَ قدَميْهِ، وانتشى الزمانُ، وانبهرَ البَشرُ، وارتعشتِ المَسكونةُ، وصرختِ الجُموع: 
مَن هذا؟ أتُراهُ ابنُ النجّارِ الذي نحنُ عارفونَ بأبيهِ وأُمِّهِ، أم أنّه الآتي مِن خلفِ الريحِ والسُّحُب؛ ابنُ االله، ابنُ المغارةِ المُقمّط في مَغائرِ القلوب؟ 
قال السيّدُ: "أنا نورُ العالم، مَن يَتبعني فلا يمشي في الظلمة". (يوحنا 8:12). 
ولكن يُعطيكم السيّدُ نفسَهُ آيةً، وها العذراءُ تحبَلُ وتلدُ ابنًا، وتَدعوهُ عِمَّانُوئيل أي؛ الله معنا. (اشعياء 7:14).
أمّا "أنتِ يا بيتَ لحم أرضَ يهوذا، لستِ الصغرى بينَ رؤساءِ يهوذا، فمِنكِ يَخرجُ الذي يكونُ مُتسلّطًا على إسرائيل، ومَخارجُهُ منذُ القديم، منذ أيّامِ الأزل".. (ميخا النبي 2:5).
"لأنّه يولدُ لنا وُلدٌ، ونُعطى ابْنًا، وتكونُ الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمُهُ عجيبًا، مُشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رئيس السلام". (اشعياء- 9:6)
ليلة يجتمعُ فيها الأهلُ في عبلين، وما أحلى الإخوةَ معًا، فها هو المسيحيُّ إلى جانب أخيهِ المُسلم في وئامٍ ومحبّة، ولطالما قلتُ وما زلتُ أقول: عبلين بألف خير، ما دامت هذه الوجوهُ تنيرُ الليلَ بالمحبّة والصفحِ والقلوب البيضاء. 
إنّني أعتزُّ وأفخرُ أن أكونَ عبلّينيًّا، ففي انتمائي لهذه البلدة الوادعة شرفٌ، وأيُّ شرَف! 
لا يَسَعُني إلّا أن أشكرَ؛ 
فألفُ شكرٍ أوّلًا وبحرارةٍ، للجنود الذين خلفَ الكواليس، شباب وصبايا الميلاد، الذين رابطوا ليلَهم ونهارَهم في بيت أبي يامن، مِن أجل الطفل السماويِّ وشعبِهِ، لتصميم وصناعة شجرة الميلاد. إنّهم يستحقون منّا كلّ حبّ وتقدير وتصفيق. 
شكرًا لأخي مأمون الشيخ أحمد، رئيس مجلس عبلين المحلي، لعطائهِ وأياديهِ البيضاء، دمتَ عنوانًا للأُخُوّةِ، ورمزًا للتفاني والبذل والعطاء. 
ولن أنسى المعهدَ الموسيقيّ، وجوقة الكروان وجوقة صغار الكروان، والإدارة الحكيمة هناك، وعلى رأسها المايسترو الرائع نبيه عوّاد، الذي زرعَ ربوعَنا فنًّا وموسيقى وموسيقيّين ومُبدعين. شكرًا للأستاذ نبيه عوّاد لزخّات عطائِهِ التي لا تنقطع، وجوقة الكروان تواصل احتفالاتها الميلادية لعام 2013 في مدن الجليل بتاريخ 21-12-2013 في مدينة البشارة- الناصرة- 
بتاريخ 25-12-2013 في عبلين- 
بتاريخ 26-12-2013 في مدينة سخنين الجليلية
وبتاريخ 28-12-2013 في مدينة شفاعمرو
شكرًا للمُتبرّعين مِن الداخل والخارج، الذين أعطَوْا مِن قلوبهم قبلَ جيوبهم. 
شكرًا لمؤسّسات مار إلياس، ونوادي الأحد، والكشافات، والنادي النسائيّ الأرثوذكسيّ، وجمعيّة البيت الدافئ، وجمعيّة كلّنا معك، وجمعيّة أحيا معك. 
شكرًا للسيد مروان عطالله- الناصرة، لعطائه الرائع لزينة شجرتنا الميلاديّة. 
شكرًا للسيّد حربي داموني، لتبرّعه السخيّ للجنة الميلاد. بوركتم جميعًا.. الربُّ يُبارككم.
 برنامج الليالي الميلادية في عبلين يتوالى:
19-12-2013 أمسية ميلاديّة مع المرنمة ميرفت أشقر- في ساحة الميلاد.
20-12-2013 أمسية ميلاديّة- تراتيل جوقة صغار الكروان ترافق ثلاث قصص ميلاديّة لزهير دعيم.
21-12-2013 أمسية ميلاديّة مع كشافة ونوادي الأحد في أوديتوريوم مار إلياس- عبلين.
22-12-2013 صلاة غروب في كنيسة مار جريس الأرثوذكسيّة.
23-12-2013 مسيرة بابا نويل بمبادرة جمعية البيت الدافئ.
25-12-2013 عرض أجراس الميلاد تحييها جوقة الكروان.
27-12-2013 أمسية ميلادية تحييها الفنانة مريم طوقان.
29-12-2013 أمسية ميلاديّة تتضمّن: كونسيرت موسيقي- فرقة المعهد الموسيقيّ في عبلين.    
                  ستاند أب كوميدي- فرقة سمِّة بَدَن- أمير داود/ بمبادرة جمعية كلنا معك
                  مواهب فنيّة عبلينيّة- بمشاركة ربيع وبيلسان.