عون ملك التكويع والتلون وتغيير المواقف والتحالفات/ الياس بجاني

خلال جلسة مجلس النواب يوم الأربعاء المنصرم بتاريخ 23 نيسان والتي كانت مخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية طلب النائب ميشال عون، وكما أكد أحد النواب المقربين منه، طلب رسمياً من 6 من نواب كتلته وضع أسماء لشهداء قُتِلوا خلال الحرب في لبنان على أوراق التصويت بهدف تشويه سمعة الدكتور سمير جعجع واتهامه بقتلهم وهو المرشح الوحيد للرئاسة الأولى الذي أعلن ترشيحه وقدم مشروعاً وطنياً متكاملاً بخطوة جريئة غير مسبوقة.
النائب ميشال عون الذي لم تكن لدية الجرأة لإعلان ترشيحه وخوض المنافسة الديموقراطية بوجه الدكتور جعجع لجأ بإبليسية فاقعة إلى مخزونه الغرائزي وإلى رزم الكراهية والحقد وحب الانتقام التي تسكنه كما هي عادته باستمرار في مواجهة كل من لا يماشيه في حروبه العبثية وفي مواقفه الحربائية وفي أنانيته الفاضحة وقد حاول من خلال الهرطقة هذه وبوقاحة تلطيخ سمعة منافسه إلا أنه فشل وانقلب السحر على الساحر.
الرد على نفاق وكذب عون والنواب الودائع العصي والمرتزقة الستة من كتلته سوف نستعيره من أرشيف عون نفسه كون هذا الرجل النرسيسي والشعبوي هو بمئة لون وبألف وجه وبمليون خطاب ولا مكان في وجدانه وضميره وثقافته لأي عرفان بالجميل لأحد ودائماً يتصرف دون حساب للعواقب وبما يخدم نهمه وجوعه السلطوي وتحديداً وهمه المرّضي في موقع رئاسة الجمهورية.
بعد جلسة مجلس النواب ورداً على الدرك السفلي الذي وصل إليه عون وربعه من خلال الأوراق السوداء التي هي بلون قلوبهم وضمائرهم ادعى هؤلاء أن تصريحات عون عن براءة الدكتور جعجع وسجنه الظالم كانت قبل صدور الأحكام ضده وليس قبلها.
الاستعارة الرد هي من مقابلة أجرتها مع عون من مقره في فرنسا الصحافية ريما هنداوي ونشرتها جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 9/02/2004 وهي تفضح ممارسات عون وأقوله وتضرب مصداقيته التي هي أصلا مقتولة ومدفونة منذ سنين. 
في أسفل بعض المقاطع من المقابلة التي تفضح حربائية عون ونفاق ربعه وتجنيهم وتعريه من كل أنواع وأشكال المصداقية.
سؤال: أشرت على أن التغييرات الحاصلة في المنطقة ستنعكس على لبنان فهل تتوقع أتكون عودتك إلى لبنان وخروج سمير جعجع من السجن حصيلتي هذه التغييرات وتجاوباً مع رغبة أميركية؟
جواب عون: لا، عودتي وخروج جعجع لن يكونا على مستوى أميركا.
سؤال: لكن هناك حديثاً عن انفتاح سوري يبدأ من لبنان؟
جواب عون: نعم ستبدأ سورية من لبنان وليس من هذا الجانب. مطلوب منها الانسحاب ويجب أن تبدأ من هنا، وليس مطلوباً منها إقرار عودة عون وخروج جعجع. عودتي ستكون نتيجة الانسحاب السوري وليس نتيجة قرار اتخذته ويخص عودتي.
سؤال: يعني لن تعود إلا إذا حصل الانسحاب؟
جواب عون: عودتي ستكون جزءاً من التغييرات الحاصلة من جراء الانسحاب وأنا لا أريد العودة إلى بيروت برعاية سورية مما سيعيقني ويحد نشاطاتي. انطلقت للكونغرس من باريس وأحالوني إلى المحكمة بجريمة إساءة العلاقة مع سوريا فكيف لو انطلقت من بيروت؟ سورية موجودة في لبنان منذ 28 عاماً بينما الانتداب الفرنسي على لبنان دام 25 عاماً فقط.
سؤال: ما رأيك في إعادة الانتشار السوري الذي حصل منذ مدة؟
جواب عون: القصة ليست الانسحاب من مركز والتمركز في مركز آخر على بعد 200 متر. كل سنة يحصل انتشار ضمن نفس المركز. الأمر أشبه بالمداورة والتبديل، المطلوب انسحاب سياسي ومخابراتي من أجهزة الدولة وأجهزة الحكم. القرار السياسي في بعبدا وقريطم مصادر.
سؤال: لنتكلم أولاً عن الانسحاب العسكري، هل بدأ؟
جواب عون: أميركا طلبت رسمياً من سورية الخروج من لبنان. بالأمس أميركا أعطت سورية وصاية على لبنان وقد بدأت بسحبها. سورية تواكب متطلبات السياسة الضاغطة. رامسفيلد قال إنه من المطالب الأميركية: الانسحاب من لبنان. هنا يطرح السؤال إلى أي مدى سورية ستختصر الوقت، وهذا يصب في مصلحتها، وكلما ماطلت فإن ذلك يسيء لها، يعني تزعج نفسها وتزعجنا.
سؤال: هل تعتقد أن خروج سمير جعجع من السجن أصبح قريباً؟
جواب عون: سمير جعجع دخل السجن كتصفية سياسية ولم يكن يجب أن يدخله أساساً. في البداية، اتفق معهم سمير جعجع في الطائف ومن ثم غير مساره.
سمير جعجع كان مجرد كبش فداء لأنه غير مساره ولم يتابع باتفاق الطائف. كنا في العام 1994 على خصام سياسي واليوم الوضع بيننا أفضل. يجب إما العفو عن الجميع أو محاكمة الجميع.
سؤال: لو خرج جعجع من السجن وعدت إلى بيروت هل من الممكن أن تتعايشا من جديد بعد كل ما حصل بينكما من إراقة دماء؟
جواب عون: الوضع لا يصبح شاذاً نتيجة الاختلاف السياسي إنما عندما يتطلع فرد إلى حمل بندقية، وهذا ليس وارداً اليوم. الخلاف السياسي نتاج الحياة السياسية الديموقراطية. وما ليس مقبولاً استعمال الوسائل غير المشروعة. أنا وستريدا جعجع لسنا على خصام إذا اقتضى الأمر نتحدث.. لم لا؟ اليوم ما من حديث لحلف سياسي.
اضغط هنا لقراءة المقابلة كاملة وهي على موقعنا منذ تاريخ إجرائها ومنشورة بفورم بي دي اف.
http://10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun9.2.04.chrek%20awset.pdf
في الخلاصة ميشال عون وكما يبين تاريخه منذ أن تولي قيادة الجيش وبعدها رئاسة مجلس الوزراء وحتى يومنا هذا لا يمكن الوثوق به تحت أي ظرف وهو بطبعه أناني وقناص فرص ومتقلب ومتلون وشعبوي وهوائي ولا يلتزم لا بوعود ولا بعهود ولا يقدر أن يمارس السياسة إلا من خلال حروب وهمية وعبثية مع الآخرين وأبلستهم. هذا هو ميشال عون وهذا العون الذي لا عون فيه ولا منه، لا نعتقد وطبقاً لكل المعايير الوطنية والإيمانية والأخلاقية أنه يصلح لأن يكون رئيساً لوطننا الحبيب.

مجرد خرباشات علي هامش مواقف الشعبية/ سري القدوة

الجبهة الشعبية خلال ثماني سنوات لم نسمع لها صوتا جراء الانقسام ولم يخرج قادتها بمواقف شجاعة من اجل قول الحقيقة وتركت فتح حليفتها الاستراتيجية تواجهه التطرف والحقد والارهاب لوحدها ..

واليوم تخرج الشعبية بمواقف ضد نفسها اولا وليس ضد حركة فتح او قيادة منظمة التحرير الفلسطينية فالشعبية تعترف باتفاقيات اوسلو وعادت للوطن ضمن هذه الاتفاقيات ويمارس اعضاء مكاتبها السياسية والمركزية انشطتهم ضمن اطار اتفاقيات قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ..

يا سلام علي الجبهة الشعبية عندما تخرج عن الاجماع المركزي وتتحدث بلغة المقاومة ..
بصراحة وبدون زعل الرفاق في الشعبية انا مش قادر افهم شو معني بيان الرفيقة خالدة جرار ان تنسحب من الاجتماع وتعلل الانسحاب للاستمرار المفاوضات .. طيب بدل الانسحاب من الاجتماع كان ممكن تتحفظي او تعلني عن موقفك ..
ليس غريبا علي الشعب الفلسطيني موقف الشعبية فهي دائما وجدت لتعارض فقط تعارض من اجل المعارضة وتخرج عن الاجماع الوطني ..
وقالت الرفيقة جرار إن الاصرار على الاستمرار في نهج واستراتيجية المفاوضات، والاستعداد لاستئنافها بشروط، الشيء الذي يعني استئناف ذات المسار التفاوضي المنفرد والمباشر بالرعاية الامريكية، واستنادا لدعوتنا الى الوقف النهائي للمفاوضات والتنسيق الامني المترتب عليها، وبناء على ذلك فأننا نعلن انسحابنا من هذه الجلسة حتى لا نشكل غطاء سياسيا للعودة مرة اخرى للمفاوضات.
يمكن كلنا ( الشعب الفلسطيني )  ضد استمرار المفاوضات الي ما لا نهاية وهذا الموقف عبر عنه بكل احترام الرئيس ابو مازن وقال بوضوح كيفية مواجهة التعنت الاسرائيلي فكيف تخرج جرار لتقاطع اجتماعات المركزي .. لصالح من بيان خالدة جرار .. وموقف الشعبية .. هل هو لصالح اسرائيل نفسها ام لصالح السيد خالد مشعل المرشح المحتمل للرئاسة الفلسطينية حيث تم اتخاذ  قرار من مجلس شوري حركة حماس  على مستوي الداخل والخارج بترشيح خالد مشعل للانتخابات الرئاسية الفلسطينية القادمة ..
يبدو ان معركتنا هي معركة ليست في اتجاه واحد وبات اليوم الصراع مفتوح علي اكثر من جه وان قيادة حركة فتح واللجنة المركزية للحركة تجد نفسها امام مصير يتطلب فيه وحدة الموقف والكلمة وتعزيز عمل الكادر الفتحاوي بكل الاقاليم والمناطق من اجل الاستعداد لمعركة الانتخابات القادمة والعمل علي التحضير المسبق للانتخابات الرئاسة والتشريعي بشكل يكفل القفز عن الاخطاء السابقة ومن اجل وحدة فلسطين وضمان المشروع الوطني الفلسطيني الذي خاضته حركة فتح عبر مسيرة طويلة من النضال عمدت بدماء الشهداء ..
فلسطين الوطن بحاجة الي نكون شعب واحد..  وطن واحد .. وقرار واحد  ..
وما احلاكي يا فلسطين  وانت تنتصري للشهداء وتتزيني بعلم فلسطين ..
وطن واحد .. شعب واحد .. قانون واحد .. سلطة واحدة .. حكومة واحدة .. مستقبل واحد .. نصنعه كلنا وليس طرف واحد ..
عاشت فلسطين حرة عربية..

ليعلو صوت ابناء شعبنا في كل مكان .. فلسطين وطن واحد : واحد واحد وطن واحد
المجد للشهداء الابطال والحرية لأسرانا البواسل ..
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net

بكين تستغل المستجدات الدولية لتحريك مطالبها/ د. عبدالله المدني

من المعروف ان الصين تتنازع حق السيادة على مجموعة من الجزر المرجانية الصغيرة غير المأهولة في بحر الصيني الجنوبي مع تايوان وعدد من أقطار آسيان. هذه الجزر تسمى بجزر سبارتلي وهي غنية بمصائد الاسماك والنفط والغاز، ومن بينها جزيرتا توماس الأولى والثانية اللتين تطالب بهما الفلبين .

وبينما كان العالم مشغولا بمتابعة الأزمة الأوكرانية، وحادثة إختفاء طائرة الركاب الماليزية طوال شهر مارس المنصرم، كانت قلة قليلة من المراقبين تتابع وضعا خطيرا آخر على بعد نحو خمسة آلاف ميل من بحر الصين الجنوبي، وتحديدا عند جزيرة توماس الثانية حيث ترابط منذ 1999 وحدات بحرية فلبينية كتأكيد لمطالبة مانيلا بحق السيادة عليها في مواجهة الإدعاءات الصينية.

والمعروف أن بكين قامت في التاسع من مارس من العام الجاري بأول تحرك لها منذ 15 عاما لإنهاء الوضع القائم هناك. وتمثل هذا التحرك بقيام قوات البحرية الصينية بمنع مانيلا من إيصال المؤن لجنودها المرابطين في تلك الجزيرة، الأمر الذي اضطرت معه سفينتان من سفن البحرية الفليبينية للعودة من حيث انطلقت. وقد ردت مانيلا على هذا التصرف بإمداد جنودها بالمؤن عن طريق إلقائها عليهم من الجو.

وعلى حين تتهم بكين مانيلا بأن سفن الأخيرة تحمل مواد إنشائية الغرض منها إقامة قواعد ومنشآت فليبينية دائمة على جزيرة توماس الصغيرة، فإن مانيلا تنفي هذه المزاعم وتقول أن ما تحمله سفنها مجرد سلع ومواد لتحسين ظروف جنودها المرابطين في تلك البقعة النائية.

يقول "دونالد أيمرسون" الذي يترأس دائرة شئون وأبحاث جنوب شرق آسيا  والباسيفيكي في جامعة ستانفورد الامريكية المرموقة أن الصين بتصرفاتها الأخيرة قد خرقت الإعلان الموقع في عام 2002 بينها وبين دول آسيان العشر، ومن ضمنها بطبيعة الحال الفلبين. والمقصود بهذا الإعلان هو ذلك الذي يــُعرف إختصارا باسم "دي. أو. سي" والذي تعهد الموقعون عليه بحل الخلافات بينهم حول الاراضي والمياه والحدود بالطرق السلمية كاللجؤ إلى التحكيم الدولي والمساعي الحميدة أو أي وسائل أخرى لا تتضمن تهديدا باستخدام القوة. كما تعهدوا فيه بضبط النفس إزاء أي تحركات من أي جانب وذلك بهدف تجنب التصعيد ومنع تعقيد الأمور المؤدي إلى خلخلة الأمن والاستقرار الاقليمي. وكما هو واضح فإن مانيلا لم تقم بعمل جديد يعقد الأمور، وإنما واصلت ما كانت تقوم به منذ عام 1999 ، كما أن الصين لم تقم بضبط النفس المطلوب. غير أنه يجب ألا يغيب عن البال أن دول آسيان المعنية مباشرة بالملف لم توحد مواقفها تجاه الصين وانما راحت تتصرف بطريقة انفرادية بدلا من اتباع سياسة جماعية ضاغطة، بدليل ما حدث في إجتماع وزراء خارجية المنظومة في فنوم بنه في يوليو 2012 حينما تضاربت المواقف من السياسات الصينية فوقفت كمبوديا ضد فيتنام والفلبين. في هذا الوقت كانت السياسية الصينية واضحة وقائمة على دبلوماسية كسب الوقت والانتظار. إذ لوحظ في مناسبات عديدة أن المسئولين الصينيين غير متحمسين للتوصل إلى حلول جذرية للمشكلة وانما متحمسون فقط للحوار حولها وتهيئة مناخ ايجابي لتبادل وجهات النظربخصوصها. وبعبارة اخرى اثبت الصينيون انهم يرغبون في الحديث حول مستقبل الجزر، ولا يرغبون في تنفيذ اي تعهدات بشأنها.

وقد وجدت واشنطون في ما حدث بين حليفتها الفلبينية ومنافستها الصينية فرصة لشن هجمة إعلامية جديدة على الأخيرة وتوجيه مختلف التهم إليها. فالناطقة الرسمية باسم الخارجية الامريكية مثلا إتهمتها بتوتير الأوضاع والتصعيد وخرق المعاهدات. بينما قام محللون وكتاب امريكيون بالإشارة إلى أن ما قامت به بكين ليس أمرا غريبا عليها، بمعنى أنها إعتادت على مناكفة جاراتها الآسيويات عبر تصرفات مستهجنة لأساطيلها البحرية تحديدا. وفي هذا السياق تمت الإشارة إلى جملة من التصرفات الصينية التي تدل ــ بحسبهم ــ على نوايا بكين التوسعية وسعيها إلى إحكام سيطرتها على ماوراء بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، أي على منطقة تمتد من تايوان وحتى خليج تايلاند مرورا بسواحل فيتنام والفلبين وبورنيو واندونيسيا وشبه جزيرة الملايو.

من هذه التصرفات احتلال جزر ضحلة تطالب بها الفلبين، والتحرش الدائم بالسفن الفلبينية والفيتنامية، وتسيير سفن حربية حول جزيرة جيمس التي تطالب بها ماليزيا، واطلاق النيران التحذيرية على السفن المارة بين المياه الفاصلة بين هذه المجموعة من الجزر الصغيرة، ومطالبة السفن الاجنبية او الاشخاص الاجانب بالحصول على إذن مسبق من السلطات الصينية للصيد في منطقة تمثل نصف مساحة بحر الصين الجنوبي، والتهرب من توضيح وتحديد خطوط وحدود المنطقة الجغرافية التي تقول أنها تحت سيادتها البحرية والجوية، ورفض تبديد المخاوف التي تبديها جاكرتا حول المنطقة الاقتصادية الخاصة في شرق "ناتونا" والتي يقلل من فوائدها ما رسمته بكين حولها من خطوط تحذير ورقابة ضمن ما تسميه "يو شيب لاين".

والحقيقة أن بكين لم تختر فقط الوقت المناسب لتجديد مطالبها بالجزر المشار اليها والتحرش بالدول التي تنافسها في المطالبة بالسيادة عليها، وإنما إختارت ايضا ظرفا دوليا معقدا لايمكن فيه لأي طرف أن يقف في وجهها. فالولايات المتحدة الامريكية مشغولة بمواجهة الطموحات الروسية وأخطار إيران النووية وإنتشار الحركات الارهابية المتطرفة، وروسيا مشغولة باستعادة دورها القديم زمن الاتحاد السوفيتي وتثبيت دورها في سوريا من خلال دعم نظام الأسد. أما الدول المعنية مباشرة بالتنافس مع الصين على الجزر وهي الفلبين وماليزيا وبروناي وفيتنام وتايوان فهي، على الرغم من تمسكها بحقوقها، لم يسجل عنها أي تهديد باللجؤ إلى القوة، بل لا يمكنها أن تتوعد الصينيين وتدخل معهم في معارك معروفة نتائجها سلفا.

 وينتقد البعض دول آسيان ليس فقط بسبب عدم تنسيق سياساتها تجاه بكين كما أسلفنا، وإنما أيضا بسبب عدم إلتزامها الدقيق بإعلان " دي. أو . سي". ويضربون المثل بما حدث في نوفمبر 2013 حينما أعلنت وزارة الدفاع الصينية من طرف واحد تضييق حرية الملاحة الجوية فوق مياه شمال شرق آسيا، وكان المتوقع بموجب بنود الاعلان المذكور ألا تصدر دول آسيان بيانات تنديد كيلا تغضب بكين، وكيلا تظهر أيضا بمظهر المنحازة إلى مواقف واشنطون وطوكيو اللتين نددتا بالخطوة الصينية، غير أن البيان الصادر عن قمة دول آسيان واليابان في ديسمبر الماضي تضمن فقرة تدعو إلى ضمان حرية وسلامة الملاحة البحرية والجوية، والتعاون من أجل فتح الأجواء دون قيود أمام حركة الطائرات المدنية وفقا لمباديء القانون الدولي.

د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: ابريل 2014 
الايميل: Elmadani@batelco.com.bh

واشنطن تتحدّث عن أمور فلسطينيّة كثيرة لكن المطلوب واحد!/ صبحي غندور

لا تجد حكومة نتنياهو مصلحةً الآن في أيِّ حلٍّ سياسي مع الفلسطينيين، ولا أقطاب هذه الحكومة طبعاً من الموقّعين أصلاً على الاتفاقيات التي تمّت مع "منظمة التحرير" في العام 1993، ويعتبر نتنياهو (وما يمثّله عقائدياً وسياسياً في إسرائيل) أنَّ الظروف الآن مناسبة جداً لفرض أجندة إسرائيلية على المنطقة يكون الهدف الأساسي فيها هو التشجيع على الصراعات الطائفية والإثنية، وتكثيف الإستيطان، وإخضاع الفلسطينيين لمشيئة المحتلّ الإسرائيلي، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى إدارة مدنية ترعى شؤون الخدمات وتشكّل امتداداً أمنياً لإسرائيل وسط المناطق الفلسطينية، مع توطين الفلسطينيين خارج الأراضي المحتلة. 
وإذا كانت الأوضاع السائدة في المنطقة حالياً واضحةً جداً في كيفيّة خدمة المشروع الإسرائيلي، فإنَّ مقارنة حال الوضع الإسرائيلي مع الوضع العربي والفلسطيني تجعل الرؤية أيضاً واضحة لكيفيّة الخروج من المأزق الذي هي عليه الآن السلطة الفلسطينية.
هناك الآن تشرذم عربي عموماً، وفلسطيني على وجه الخصوص، ونجد إسرائيل تعتمد فقط على منطق "حق القوة"، مقابل اعتماد رسمي فلسطيني وعربي على منطق "قوّة الحق" فقط عبر مبادرات سياسية ومفاوضات واتصالات ومراهنات على مؤسسات دولية، بينما المنطق العملي الذي يؤكّده التاريخ يقول: "إنَّ الحق بغير قوة هو حقٌّ ضائع"، وأنَّ "الجنوح للسلام" يعني أصلاً أنَّ الحقّ هو كالطير له جناحان: جناح العمل للسلام وجناح الاستعداد للحرب، فأين المنطقة العربية من هذا الجناح الأخير! وهل يكفي لتحقيق الحقّ التلويح فقط بأغصان الزيتون ومعظمها يابسٌ الآن؟! 
الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة استفادت وتستفيد من الظروف الدولية والعربية والفلسطينية على مدار عقود من الزمن إلى أقصى الحدود الممكنة، وهي تفرض شروطها ومطالبها على العالم ككل، فلِمَ انقلبت الأمور عربياً بعد حرب العام 1973 التي يُفترض أنّها كانت نصراً للعرب، عمّا كانت عليه بعد حرب 1967 التي يُفترض أنها كانت هزيمة للعرب؟!.
 فمِن شعاراتٍ حافظ عليها العرب بعد حرب 67 : لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل قبل انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967، إلى التسابق على الاعتراف والتفاوض والصلح مع إسرائيل، كما حدث بعد اتفاقيات كامب دافيد ثمّ بعد مؤتمر مدريد واتفاقيات "أوسلو"؟!. 
أيضاً، بعد حرب 1967، كان العرب يتحرّكون وفق إستراتيجية شاملة وواضحة للتحرير، فيها الجمع بين العمل الدبلوماسي والاستعداد العسكري، بين قبول قرارات دولية وبين حرب استنزافٍ مفتوحة على الجهة المصرية وعمليات متعدّدة للمقاومة الفلسطينية .. أمّا في "الزمن الصهيوني" الراهن، فإنّ العجز الرسمي العربي وصل إلى أقصاه حيث لا بدائل عربية لمشاريع ومبادرات السلام، ولا إستراتيجية شاملة واحدة حتّى في الإطار الفلسطيني نفسه. 
وإذا كانت المنطقة العربية عاجزة عن التحرّك إلى الأمام، فلِمَ إستباحة التراجع إلى الوراء؟ ولِمَ لا يقف العجز الرسمي العربي والتنازل الرسمي الفلسطيني عند سقفٍ معيّن من التراجعات؟ لماذا لا تكون المبادرة العربية التي جرى التوافق عليها في قمّة بيروت عام 2002 بمثابة الحدّ الأقصى للتراجعات العربية بينما التطبيع مع إسرائيل قائم؟ لماذا لا تشترط السلطة الفلسطينية تنفيذ القرارات الدولية بشأن فلسطين قبل القبول بتجديد التفاوض مع إسرائيل؟، ولِمَ لا تحسم السلطة الفلسطينية أمرها بإعلان أنّها أمام خيارين: التحوّل إلى إدارة مدنية تخدم إسرائيل وأمنها واحتلالها، أو الانتقال الفعلي إلى صيغة "جبهة تحرّر وطني" تجمع وسطها كل التيارات والقوى التي تنسجم مع إستراتيجيةٍ واحدة تطالب بالحدّ الأدنى من حيث الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس الشريف، وبناء دولة فلسطينية مستقلة على هذه الأراضي (وعاصمتها القدس)، ثمّ تفاوض هذه الدولة على مصير اللاجئين الفلسطينيين دون التخلّي عن حقوقهم المشروعة التي نصّت عليها القرارات الدولية. 
وحينما تتحوّل السلطة الفلسطينية إلى "جبهة تحرّر وطني"، فسيكون من واجبها - كما هو من حقّها-  تحديد أساليب المقاومة وأمكنتها والجهات التي تقوم بها لكي لا يحدث أي خلل سياسي وأمني في الساحة الفلسطينية، ولمنع إسرائيل من استغلال أي عملياتٍ إحباطية فردية قد تسيء إلى معركة التحرّر الوطني الفلسطيني.. 
ألم تفعل ذلك حركة التحرّر الوطني في جنوب إفريقيا التي كان قائدها نيلسون مانديلا في السجن لربع قرنٍ من الزمن؟ أليس ذلك أيضاً هو ما فعله المهاتما غاندي في الهند ضدّ الاحتلال البريطاني واضطراره للدخول إلى السجن أكثر من مرّة حتّى حقّق النصر على الإحتلال البريطاني؟!. 
واقع الحال الآن أنَّ السلطة الفلسطينية تتصرّف وكأنّها دولة مستقلة ذات سيادة بينما هي مؤسسات مستباحة يومياً تحت الاحتلال الإسرائيلي، والأجدر بها (أي السلطة) أنْ تتصرّف وكأنّها جبهة وطنية لمقاومة الاحتلال حتّى لا تصل إلى مستوى الإدارة المدنية للاحتلال. عند ذلك، ستعود الحيويّة إلى الشارعين العربي والفلسطيني، وسيجد الإنسان العربي أملاً في جهةٍ ما تسير على طريقٍ سليم يجمع بين وضوحٍ في الرؤية، وبين أسلوبٍ سليم في التعامل مع مسألتيْ المقاومة والتفاوض. 
إنّ التعنّت الإسرائيلي في رفض وقف بناء المستوطنات لدلالةٌ كبيرة على مدى الضعف العربي الراهن، وعدم وجود تأثير عربي ضاغط على واشنطن يوازي الضغوطات الإسرائيلية القائمة الآن على إدارة أوباما. 
فالأطراف العربية بمختلف مواقعها جاهزةٌ الآن للدخول في تسوية شاملة مع إسرائيل، بينما هي غير مستعدّة للبديل المطلوب في حال عدم حصول التسوية أو مع استمرار "الليونة" الأميركية مقابل التصلّب الإسرائيلي. ولعلّ الانقسامات والصراعات العربية هي أفضل دعم تحصل عليه حكومة نتنياهو في الظرف الحالي. 
الحكومات العربية هي الآن أمام مسؤولية تاريخية لكي تعيد النظر في خلافاتها وأوضاعها المزرية على أكثر من صعيد، وبأن تجعل من الهمجية والعنجهية الإسرائيلية مدخلاً لتضامن عربي يفرض على إسرائيل التنازلات ويعاقبها بالحدّ الأدنى سياسياً واقتصادياً، ويدفع الأطراف الفلسطينية إلى توحيد موقفها السياسي على قاعدة الجمع بين "اليد التي تحمل البندقية، واليد التي تحمل غصن الزيتون"، وإلاّ فإنّ الخيار الآخر هو التسليم بما سيتمّ التفاهم الأميركي/الإسرائيلي عليه بلا أيّ وزنٍ عربيٍّ فاعل في ميزان صنع القرار الأميركي. 
إنّ مسألة المستوطنات هي رمزٌ الآن لمدى العجز العربي والضعف الأميركي من جهة، والاستهتار الإسرائيلي من جهةٍ أخرى بمن يمدّ إسرائيل بالسلاح والمال والدعم السياسي لعقود طويلة. فإذا كانت الإدارة الأميركية (ومعها كل أطراف اللجنة الرباعية) غير قادرة على إجبار إسرائيل على وقف بناء المستوطنات، فكيف ستجبرها إذن على إخلاء الأراضي الفلسطينية المحتلّة وتسهيل بناء الدولة الفلسطينية المستقلّة؟!
إنَّ واشنطن تضغط على العرب والفلسطينين لكي يستمر أسلوب التفاوض مع إسرائيل في ظلّ شرط التخلّي الكامل عن أسلوب المقاومة ضدّ الاحتلال، طبعاً دون أيِّ اعترافٍ أميركي بطبيعة الاحتلال الإسرائيلي الذي أقرّت شرائع الأمم المتحدة حقّ مقاومته. فواشنطن واضحة جداً فيما تطلبه وتريده من الفلسطينيين والعرب، لكنّها غامضةٌ جداً فيما تريده من إسرائيل. ولا يمكن اعتبار التباين الحاصل بين أميركا وإسرائيل حول مسألة الإستيطان بأنّه شرخٌ في العلاقات الأميركية/الإسرائيلية، فالمسألة هي في كيفية رؤية الإحتلال الإسرائيلي، وبالتالي رؤية أميركا لكيفية حقّ مقاومته. 
أساس المشكلة الآن هو الاحتلال الإسرائيلي وليس فقط موضوع الإستيطان أو الإفراج عن الأسرى.. أساس المشكلة هو عدم حديث واشنطن عن مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي، بينما ترفض واشنطن الحديث عن حقّ مقاومة الاحتلال..
أساس المشكلة الآن، أنَّ "منظمة التحرير الفلسطينية" أعطت لإسرائيل حتّى الآن الكثير من التنازلات ولم تأخذ منها حتّى الاعتراف النهائي بها، فكيف بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية؟! 
أساس المشكلة الآن هو ضعف الوضع الرسمي العربي الذي يكتفي بالمبادرات السياسية دون أيّة خططٍ عملية لفرض هذه المبادرات. ولكنّ من المهمّ أن يقول المجتمع الدولي أيضاً:  واشنطن، واشنطن، تتحدّثين عن أمور كثيرة لكن المطلوب واحد: هو الضغط على تل ابيب من أجل الإنهاء الكامل للاحتلال الإسرائيلي. 

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

المصالحة الوطنية في عيون فلسطينيي الشتات/ د. مصطفى يوسف اللداوي

اليوم أعلن في غزة عن انتهاء الحوار، ووصول الفرقاء إلى توافقٍ وطنيٍ شامل، ينهي سنوات القطيعة، ويضع حداً لمرحلة الانقسام والمعاناة، ويعلن عن الدخول إلى مرحلة جديدة، قوامها تشكيل حكومة واحدة، والبدء في إجراء انتخاباتٍ تشريعية ورئاسية، والمباشرة في السعي لرفع الحصار المتعدد عن قطاع غزة، وفتح المعابر المغلقة، وبدء عملية إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي المتكرر عليه، وإعادة ردم الهوة الإجتماعية التي تسبب بها الإنقسام وحالة الاختلاف.
إنها فرحةٌ عظيمة، ويومٌ مجيد، وإعلان عزٍ ومجدٍ، وعزةٍ وكرامة، بيوم الوفاق والمصالحة، سيعتز به الفلسطينيون وسيفخرون بما حققوه في هذا اليوم، بعد طول تأخير، وشديد معاناة، وكثير ألم، ولكنهم يأملون أن يكون الإتفاق جدياً، والمصالحة حقيقية، والتوقيع مسؤولاً، والنوايا صادقة وصافية، والعزم على التطبيق والتنفيذ أميناً وجاداً، وألا نعود في اتفاقنا، وننقلب في مواقفنا، وننكر التزاماتنا، ونضع العقبات، ونفرض الشروط، ونتبادل الإتهامات، ونشكك في النوايا والإجراءات، بحججٍ كثيرة، ومبرراتٍ عديدة.
وهنا سأنقل لكم بصدقٍ وشفافية وجهات نظر العديد من الفلسطينيين الذين يعيشون في الشتات، بعيداً عن أرض الوطن، ولكنهم يتابعون عن كثبٍ تفاصيل الحوار الفلسطيني، وتطورات الأوضاع السياسية والعسكرية داخل فلسطين المحتلة، ويتحدثون بصراحةٍ ووضوح، وبصوتٍ عالٍ وصاخب، وبمسؤولية وأهلية، وصدقٍ وشفافية، ولا يغلفون آراءهم لتبدو مقبولة، ولا يزينونها لتبدو جميلة. 
بل يعرضونها كما هي، صافية نقية، بيضاء ناصعة، أو سوداء قاتمة، فلا يخافون من بيان رأيهم، ولا يجبنون عن التعبير عما يجول في خاطرهم، ولعلهم في هذا الأصدق والأكثر وعياً، والأقدر على تلمس الجراح وبيان العيوب، وما يقولونه قد لا يقوى غيرهم على النطق به، أو التعبير عنه، لا لأنهم يرون ما لا يرى غيرهم، ولا لأنهم أكثر صدقاً وإخلاصاً وانتماءً لوطنهم، بل لأنهم يتمتعون بصدقٍ وشجاعة أكثر من غيرهم، وليس عندهم ما يخافون منه، ولا ما يقلقون عليه، فيعبرون بلا خوفٍ ولا قلق، إذ لا يرجون مصالح، ولا يتوقعون هباتٍ وهدايا، ولا ينتظرون مناصب أو مواقع، ولا ينافقون مسؤولاً، ولا يراؤون قائداً، ولا يتملقون مصلحةً أو رغبةً. 
بل إنهم على العكس من ذلك، يستخفون بالمسؤولين وينتقدونهم، ويعيبون عليهم ويحزنون لحالهم، ولا يتمنون أن يكونوا مكانهم، ولا يصدقون تبريرهم، ولا يؤمنون بتقاريرهم، لهذا فإنهم مراةٌ صادقة، ومنتدى حرٍ لسبر الآراء، ومعرفة وجهات النظر المختلفة، دون وجود رقيبٍ يخيف، أو مسؤولٍ يضيق، فأغلبهم مشغولٌ في عمله، أو مغموسٌ في همومه، وقد لا يكون عندهم وقتٌ كافٍ للانشغال في غير قضايا وطنهم، وهم صغارٌ وكبار، ورجالٌ ونساء، عاملون وطلاب، وتجارٌ ومهنيون، وكتابٌ وصحفيون، وهواة دردشة وأصحاب موهبة، وغير ذلك كثير من صنوف شعبنا المشتت والموزع على الكون كله.
أكاد أجزم أن أغلب الذين استمتعت إليهم، رغم فرحهم واستبشارهم، وسعادتهم وسرورهم، إلا أنهم لا يثقون في جدية الحوارات الجارية في غزة، ويرون أنها حوارات عبثية، وأنها فرصة للطعام والشراب والزيارة، والسلام وتبادل التحيات والتقاط الصور، والظهور المكثف على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ويرون أن النتيجة التي وصل إليها المتحاورون مؤقتة وعابرة، ولن تطول ولن يكتب لها النجاح.
ويصفون المتحاورين، جهاتٍ وأشخاصاً، بأنهم ليسوا جديين، ولا يتحلون بالمسؤولية الوطنية، ولا يدركون حجم الأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ولا عظم المعاناة التي يلاقونها في الداخل والخارج، وأنهم لا يسمعون إلى وجهات نظر الآخرين فينا، من العرب والمسلمين، فهم وإن كانوا يحبون القضية الفلسطينية، ويضحون من أجلها، فإنهم لم يعودوا يثقون بالفلسطينيين أنفسهم، ويرون أنهم يفرطون في نضالاتهم، ويتخلون عن واجباتهم، ولا يقلقون على مصير وطنهم، ولا على مستقبل شعبهم.
إنهم يرون أنه لا صدق في الحوارات وإن وصلت إلى خواتيمها، وأعلن عن التوقيع عليها، إذ لا مصالح وطنية تدفع المتحاورين، ولا احساس بالأخطار الحقيقية ينبههم ويحذرهم، إنما هي مصالحٌ حزبية، ومنافعٌ فردية، ومكاسب آنية، تقتصر على ثلةٍ من المسؤولين وأعوانهم، بما يبقيهم في السلطة، ويحافظ على مناصبهم ومواقعهم، ويزيد في مكاسبهم وامتيازاتهم. 
كما يرى البعض أن المتحاورين يعرفون تماماً أنهم يخدعون بعضهم، وأنهم ينافقون شعبهم، وأنهم يتطلعون إلى عكس ما يعلنون، وأن المصالحة الحقيقية هي آخر همهم، وهي أبعد ما تكون عن أولوياتهم، إذ أنها تضر بمصالحهم، وتهدد نفوذهم، وتفكك وجودهم، وتضعف حضورهم، فليست غايتهم الوفاق والمصالحة، إنما غاية فريقٍ أن يتخلص من الحصار، وأن يخفف من المعاناة، وأن ينتصر على الظروف والضائقة التي ألمت به، وغاية الآخر أن يحل الحكومة، ويستعيد الشرعية، ويمسك بالسلطة، ويستقوي بالآخرين في مساراتٍ تفاوضية مرفوضة.
بينما تضيع هموم الشعب، وتتوه مصالحه بينهم، وهو الأعظم سواداً، والأكثر ضرراً، والأشد معاناةً، وإلا لماذا تفشل المفاوضات دائماً، ولماذا تكون نتيجتها سلباً، ولا يترتب عليها أي نتيجة فعلية، وإن تم التوقيع عليها، بحضور وشهادة ملوكٍ ورؤساء وأمراء، ودليلهم على ذلك اتفاقي القاهرة عام 2011، والدوحة عام 2012. 
فقد تم التوقيع عليهما، وازدانت الدنيا فرحاً باتفاقهما، وتبادل الفلسطينيون التهاني، واستعدوا للتلاقي، وقاموا فرحين بتوزيع الحلوى، وتحديد مواعيد الأفراح والسفر وكافة المناسبات، وظهرت على الناس جميعاً أمارات الفرح، ومخايل السعادة، وقد ظنوا أنهم ودعوا الأحزان، وتخلصوا من الهموم والصعاب، وأنهم على أعتاب مرحلةٍ جديدة، واستحقاقٍ وفاقي آخر، يطوي الماضي، ويستبشر بالمستقبل الآتي. 
ثم كان الفشل الذريع، والنهاية المحزنة لكل الاتفاقيات، التي شهد عليها العالم، وطبل لها الشعب، الأمر الذي خيب الظنون، وأحزن النفوس، وآلم الناس جميعاً، رغم أن الظروف كانت حينها أفضل مما هي عليه الآن، فلماذا يفترض بنا أن نصدقهم اليوم، وهم الذين كذبوا علينا بالأمس، وغدروا بنا، ولم يراعوا ظروفنا، ولم يفكروا في همومنا، ولم يقلقوا على أوضاعنا المزرية.
إلا أن الفرحة بدت لدى الفلسطينيين اليوم أكبر، والأمل أعظم، والثقة في المستقبل أفضل، فهل يصدقنا المتحاورون، ولا يخذلنا المسؤولون، فتتم الفرحة، وتعم المسرة، ويبدأ غداً في فلسطين وحيث هم، يومٌ آخر، مشمسٌ ومشرق، واعدٌ ومبشر. 

تعليق تركته على صفحة الفيس بوك لنقابة المهن السينمائية في مصر/ فراس الور

هذه الرسالة تركتها على صفحة نقابة المهن السينمائية بمصر على الفيس بوك بما يتعلق بفلم حلاوة روح و الهجوم عليه من قبل النقاد بتاريخ 21 نيسان 2014،  
مساء الخير، 
آسف فلا اريد أن أتطفل على صفحتكم، و لكن لغاية هنا و يكفي...اسمع موال لا يعجبني من بعض فنانين مصر مثل الفنان محمود ياسين و الفنانة أثار الحكيم و الفنان محمد صبحي، فمع متابعتي للهجوم الشرس من بعض فنانين مصر و بعض من وسائل الإعلام المصرية عن فلم حلاوة روح صُدِمْتُ من هضم الحقوق و القساوة مع الفنانة هيفاء وهبي و هذا العمل الدرامي، فبعضهم سمحوا لأنفسهم بإدانة هذا العمل و كأن الارشيف الفني المصري يخلو من مناظر الإغراء كليا...و كأن الفنانة هيفاء وهبي هي الوحيدة بين فنانين مصر و لبنان التي مثلت هذا الفلم الذي يحتوي على مناظر إغراء...كل الفنانات التي تصنفهم نقابة المهن التمثلية في مصر بالفنانات الكبيرات مثلوا مناظر إغراء قوية في أرشيفهم الفني بل مثلوا ما فاق ما فعلته الفنانة هيفاء وهبي بفلم حلاوة روح، فالفنانة يسرا مثلت في فلم العاصفة منظر يحتوي على التعري بمشهد من المشاهد، و الفنانة نبيلة عبيد مثلت الكثير من الافلام التي تحتوي على مشاهد إغراء، و الفنانة نادية الجندي ايضا تحتوي أفلامها على مشاهد الإغراء، و الفنان محمود ياسين قَبًلَ الكثير من الفنانات بأفلامه ايام عنفوان الشباب فلا أعلم كيف ينتقد منتيجي حلاوة روح بمقالة قرأتها على وكالة أنباء مصر، فلم بوبوس للفنانة يسرا و الفنان عادل إمام احتوى على مناظر قُبَلْ حميمة و ساخنة بآخر مشاهده لدرجة أنه قَبًلَ الفنان عادلم إمام الفنانة يسرا مثلما يقبلها زوجها الفنان خالد سليم؟ فبما يدينوا فنانين مصر الفنانة هيفاء وهبي بفلم حلاوة روح؟ مما استفز قلمي لأكتب هذه الكلمات و الخواطر التي من شأنها ان تضع الرأي العام أمام ضميره بالنسبة لهذه المسألة...الرحمة حلوة، فاليخلع العالم الفني بمصر الشوكة التي بعينه قبل ان ينظر للشوكة التي بعين غيره، فالجريمة تكمن عندما يتحول قلم النقاد الى ديان للعمل الفني لا لنقد الأمور الفنية، فالبنهاية العمل الفني هو عمل فني و لا يجب ان يتضخم النقد عليه فوق الحدود الطبعية المطلوبة، أنا أعتذر و لكني اشعر بخيبة أمل كبيرة من الذي يجري
فراس الور 
من الأردن


الهبْ فقـدْ يتناسى النـّاسُ يا قلمي/ كريم مرزة الأسدي

الانتخابات العراقية / نحن موجودن رغم أنوفهم / ستنشر في عشرات المواقع الكبرى:
أبثّ ُشعري وما شعري ســـــوى ألمي *** نبضٌ من القلبِ يجري في عروقِ دمي
لا أستـــــــــــكينُ علـــى خمدٍ وجامدةٍ ***الهبْ فقـــدْ يتنـــــــــاسى النـّاسُ ياقلمي
انفـــــحْ بقافيةٍ تشفِ النفــوسَ بهـا ***** واسـتنهضْ العزمَ سادتْ سكتة ُ العدم ِ
لعبة الانتخابات العراقية ...!! يريدون أن يوهموا الأمة والشعب أننا واهمون ، أحداث التاريخ الكبرى تزلزل الأرض زلزالاً  في لحظات غير محسوبة حتى في دهاليز العقول العظيمة ، هنالك إرادة الله بمحمد (ص) ، وهنالك إرادة البشر حتى بجنكيزخان ...! وستركع الأيام لرؤيتنا الصائبة ، الأمة ستنصر .. العراق سينتصر جزماً حتماً ، ولو إلى حين  ...، وإن غداً لناظره قريب  دعوكم من لعبة الطائفية  ...المناطقية ... الإثنية المقيتة المرسومة بغباء للمنطقة  !! نريدها انتخابات عراقية نزهية وعادلة بعقلٍ جمعي واعٍ. 

البسيط

أبثّ ُشعري وما شعري ســـــوى ألمي
نبضٌ من القلبِ يجري في عروقِ دمي

لا أستـــــــــــكينُ علـــى خمدٍ وجامدةٍ
الهبْ فقـــدْ يتنـــــــــاسى النـّاسُ ياقلمي

انفـــــحْ بقافيةٍ تشفِ النفــوسَ بهـا
واسـتنهضْ العزمَ سادتْ سكتة ُ العدم ِ

وإنْ جــــذوتَ فلا ترجـمْ بصـاعقةٍ
تهفـــو وأنـتَ كبركان ٍمن  الضـرم ِ

اقرأ رويـداً ستبهرُ  من شواردها
بالعيـــن ِ ميماً ونبعُ الضادِ للفـهم ِ

فالشـّــــــعرُ شعرٌ إذا أضرمته ُ ولعاً
قــد يستفيقُ سباتُ الغافل ِ الذّمم ِ(1)

إنَّ العـــــراق َوإرثُ المــجدِ حلـّتهُ
تكســوهُ بارقة ُ الأخلاق ِ والشّـــــيَم ِ

كـــمْ  قــــدْ أجبتُ - وإنَّ اللهَ حافظهُ -
لولا الأصـالة ُ حلـّــــــتْ غمّة ُالغمم ِ

ما ماتَ (تموز ُ) (عشـــتارٌ) لهُ خصبٌ
يومَ (البسوس) و يــومَ (الظالم الدّهم ِ)(2)

انظــــرْ أمامــــكَ إذ ْ دنيـــاكَ صارخة ً:
خلـّفْ خلافكَ بعــدَ الأيـــــــن ِ والوصم ِ

مـا فاقَ قومٌ تناســـــوا عزَّ وحدتهمْ
وأيقظوا فتنـــة ً مــــــن سالف القِدم ِ

ما بالكمْ ؟ عمَّ ربّ ُالكون ِ نعمتكمْ
وتغبطون  شذاذاً  في دُنى الظـّلــم ِ!

لا ترتجي مـــــــن سواك العدل يحكمهُ
إذا رضيتَ بخــــــسفٍ في الدّجى فنم ِ!

ماذا دهاكَ؟ ألمْ تردعكَ  ضائقة ٌ؟ً
من غير رشدٍ تغافتْ عصبة ُالحُكم 

ماذا  خفى من تراثٍ أنت وارثــهُ
والحـــقُّ شعـــــلتهُ نــارٌ على علم ِ

تقدّمتـنا أنــــــــاسٌ أفقهم عـــدمٌ
والدّرّ ُ حـــــــالَ بأيــديـنا إلى فحم ِ

فالـــــدّهرُ لا تؤمنُ الأيّـامُ مقلبهُ
منْ غـــرّةِ الغـُرِّحتى وحشةِ العدم ِ

ويضحكُ المُقــــــــلبُ الغدّارُ سالفهُ
أينَ اعتباركَ من أسطورةالوهم ِ؟! 

لا ترتجي الصبرَجورُالضيم ِيعقبهُ
والحرّ ُمن جــزّعَ الدنــــــــيا ولمْ يلم ِ

إنَّ العــــراقَ إذا أودعتهُ أمـــــلاً
أكرمْ به -إنْ تعافى- باذخ النـّعم ِ

هـــذا الترابُ وإنْ صفـّيتهُ ذهباً
لا يرتقي شـــــأوهُ تبْرٌ من الكرم ِ

إنْ جفَّ نهرٌ ونهرانٌ لنا عســفاً
نهر الحياةِ غزيرٌ من قوى الهمم ِ

يا ليتهمْ نظروا الآنـامً لاهفـــــة ً
لعشـّها أمَلتْ تــــرنو إلى الــرّحم 

طلَّ(المسيـحُ) فعاد(السندباد)لهمْ
يزهو بشدو ٍ وألحان ٍمن النـّـغم ِ(3)

لا تقنطوا أنّ (عنقاءً) قد احترقت
رمادها عادها تسمو إلى القمم ِ(4)

وليس في الأرض ِشعبٌ دامَ مسلكهُ
خيراً فخذ ْعبرة ًمنْ سـالفِ الأمم ِ

منْ يعملْ الخير  لم يعدمْ ْجوازيه
إنّ الحياة َ لأقسامٌ مـن العزم ٍ(5)

صبراً جميلاًعلى البلوىوحكمتنا
للهِ حـــكمٌ وهذا حســــــنٌ مختتم

أتلانتا  تشرين الثاني 2012م  ِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (سبات الغافل ِ الذمم ِ) : الذمم ليس صفة إلى الغافل , بل مضاف إليه  إلى الغافل , ويجوز في اللغة العربية أن يعرف المضاف بتعريفين (الإضافة)و (الْ) ,راجع شرح ابن عقيل ج2 ص 46 باب الإضافة :
ووصلُ (الْ) بذا المضاف مغتفرْ*** إن وصلتْ بالثان ِكـ (الجعدِ الشعرْ)
وابن الرزمي يقول :
وأولادنا مثلُ الجوارح ِ أيّها***  فقدناهُ كان الفاجعَ البينَ الفقدِ
كما ترى( البين)  مضاف معرف بـ (الْ)  (الفقدِ ) مضاف إليه.
(2) الأساطير شغلت تاريخ الشعوب القديمة الأشورية والبابلية والفينيقية واليوانية والرومانية والبابلية والعبرية , واستخدمها الأدباء المعاصرون كالحكايات والرموز  ومنها : كانت الآلهة (عشتار) تجسيدا للخصب  ,وكان  ( تموز ) القوة الخلاقة التي تبعث الحياة في مدينة الوركاء و لعشتار كثير من العشاق وبضمنهم (تموز) الذي كتب لاسمه ان يقترن باسمها ، وكان من اشهر احبائها فقد تزوجته وعاشا في (بيت الحياة) ،  وحرب البسوس هي حرب قامت بسبب ناقة لامرأة اسمها البسوس التميمي، وذلك بين قبيلتي بكر وتغلب وأستمرت 40 عاما من 494 م إلى 534 م.(الظالم الدّهم ) أي طاغية مرّ بتاريخ العراق , وتموز عشتار قابلان وقادران على الخصب واخير والمحبة والتواصل.   
(3) المسيح رمزاً لإنقاذ عالم البشرية  , والقول بأنه سيأتي شخص وسيقوم بطل بإنهاء هذه المجاعة والفقر والجدب و الانعتاق من أسر الواقع ورتابة الحياة الاجتماعية, والسندباد  إسطورة معروفة في ألف ليلة وليلة - ولو يرجعونها للعبرية -  هدفه التنقل بحراً أو برّاً لملاقاة الأهوال والأخطارللإنعتاق من الواقع المرير والرتيب , ومعظم العراقيين أصبحوا سندباد . 
 (4)  أسطورة ( العنقاء) التي تحرق نفسها وتنبعث من رمادها لتزداد نضارة وفتوة وتجدد خلاق.
 (5) صدر البيت للحطيئة , مع تغيير بسيط لإستقامة المعنى , إذ ليس كل فاعل خير يجازى , ولكن الحطيئة كان ذكياً حيت أشرك الله في العجز ÷ لا يذهب العرف بين الله والتاس) , والعزم : المطر الشديد 

عن منع عروض "وطن على وتر " وقمع الإبداع/ شاكر فريد حسن

قبل عدة شهور نشروا بوستراً على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك " ، تضمن تكفيراً لعدد من المبدعين والمثقفين الفلسطينيين المقيمين داخل الخط الأخضر ، وأهدروا دمهم جرّاء مواقفهم الفكرية والسياسية إزاء المؤامرة على سورية وتجاه ما جرى في مصر من عزل محمد مرسي والإخوان المسلمين عن سدة الحكم ، وقبل أسابيع هاجموا العرض المسرحي "وطن على وتر" في أم الفحم عبر بيان هجومي وتحريضي سافر ، وفي الأسبوع قبل الماضي منعوا بالقوة العرض نفسه في الطيرة وعكا وفي عدد من القرى والبلدات العربية بحجة الإساءة للشريعة والإسلام ، وفي الوقت نفسه اعترضوا ومنعوا عرض الفيلم العربي "المخلص" في مدينة سخنين .
هؤلاء هم مجموعة من الشيوخ المتاسلمين الداعشيين والأصوليين السلفيين المتطرفين التابعين والمنتمين للحركة الإسلامية ممن يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين والمجتمع وفكره وحرياته دون أن يخولهم أحد بذلك . وتندرج سلوكياتهم وممارساتهم التعسفية في إطار الكبت والإرهاب الفكري والتحريض الكلامي والقمع الثقافي وتكميم الأفواه والتعدي على حرية التعبير والتفكير ، وحرية الرأي والموقف والفكر والمعتقد وحرية الإبداع . وتشكل هذه الظواهر والممارسات المرفوضة محاولات بائسة لزرع الفتنة وضرب النسيج الوطني والاجتماعي الوحدوي لشعبنا ، وتضييق الخناق على حيز الإبداع  وهامش الحوار المنفتح .
إن منع عروض "وطن على وتر" يعتبر تراجعاً خطيراً وتدهوراً ثقافياً مقلقاً يقوض منجزات شعبنا الثقافية وحرية المعتقد والفكر والعقيدة والإبداع الفني والثقافي ، وبمثابة اعتداء ودوس فاضح على الحريات والنقاش العقلاني والجدل الفكري والأيديولوجي الحضاري في المجتمع ، وينم عن رؤية وفكر وطرح أحادي لا يرى إلا نفسه ، ويعادي كل فكر تحرري وتقدمي ونقدي متنور ، ويعتدي على كل من يخالفه الرأي ووجهات النظر ، وهذا هو صلب العقيدة والمنهج التكفيري الذي ينحدر من المنبع الفكري الوهابي .
إننا إذ ندين عمليات المنع والتهديد والوعيد والترهيب التي قامت بها المجموعات التكفيرية المتأسلمة من نشطاء الحركة الإسلامية ، ونرى فيها أمراً خطيراً يعيد إلى أذهاننا محاكم التفتيش ، وتجاوزاً لكل الخطوط الحمراء ، وتأسيساً لمرحلة جديدة في غاية الخطورة تتعلق بالحريات العامة وخاصة الأعمال الفنية الإبداعية ، وندعو ونناشد جميع قوى الخير والنور والتقدم في مجتمعنا وكل المؤمنين بحرية الكلمة وحرية الرأي التصدي لكل الممارسات التكفيرية القمعية وفرض الأفكار والمعتقدات بالقوة والعربدة ، وضمان حرية التعبير للجميع .

ركب الجزائر محط الأنظــــــــــــــــــــــــار/ غــــــــــالــم مـــــديـن

فــــــــــيــــــيـــــــــنا 

غدا تستفيق الجزائر ,على تحول جديد ,إما تكريس  ماهو معلوم, أو تجديد لما هو مــأمول ,في مرحلة لم تشهدها من قبل,على مر سنوات تخلصها من قبضة الأستعمار الفرنسي, لقد كانت الساحة السياسية في الجزائر , طوال سنة محل التجاذب السياسي بين الفاعلين, و التي  كانت قاب قوسين أو أدنى , من أن تأحذ منعرج,غير محمود, بعد أن خرج الصراع في هرم السلطة الى الواجهة,منذ دخول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ,مرض أقعده و حجبه عن الظهور و مخاطبة الشعب ,غدا تصبح الجزائر على أسم رئيس ,إما يخلف الرئيس المتهية ولايته الثالثة ,نفسه لولاية رابعة ,أو وجه جديد , و إن كان هذا الوجه  مستبعدا, بالنطر الى تاريخ الجزائر مع الإنتخابات, و التي كانت دوما  مجبولة بشبهة التزوير لمرشح السلطة , و الجميع  يجزم بأنها لن  تحيد عن هذا السلوك ,بعد حملة إنتخابية , لم تشهد إهتمام الغالبية العظمى من الشعب الجزائري ,فهل هو يقينه  بأنه بعرف المجهول من المعلوم,و السلطة الفعلية  لن تحيد عن  عدتها التي تورثتها ولذا يريد أن  يكرس هذا اليوم المدفوع الأجر بدون شغل, الى ما هو مهم في سيرورة  حياته اليومية المذخنة بالمتاعب الإجتماعية , كما أن  الإنزلاق الذي عرفته أطوار الحملة الإنتخابية ,ساهم في عزوف المواطن عن مواكبة مجريات الحملة , و التي شهدت و لأول مرة في الأستحققات الأنتخابية , بالجزائر سقوط ضحية ,على أحد أنصار الرئيس  المترشح لخلافة نفسه , على كرسي قصر المرادية للمرة الرابعة , بعد أحدث تعديل في الوثيقة الأولى للجمهورية <الدستور  و فتح العهدات الرئاسية ,جعلها غير مقيدة, مثل ما كانت سابقا محصورة في ولاياتين غير قابلة للتجديد,في دستور 1995 لكن يبدو أن  الرئيس الحالي إستحل المكوث في كرسي القاضي الأول  للبلاد, هذه الرغبة فجرت غضب كبير لدى شريحة مهمة من الشعب, و هو الموقف الذي بنى عليه  منافس الرئيس المترشح, و هو الموقف الذي خلف  تشنج في الساحة السياسية ,أضفى نوع من الخروج عن النص,الى درجة أن الرئيس المترشح,  خرج بتصريح ما يشبه الإستنجاد بالغرب , بعد أن وصف أحد منافسيه بالإرهاب ,خلال إستقباله  وزير خارجية إسبانيا, و فهم كذلك  على أنه بهذا التصرف أراد  إيصال رسالة  الإستقواء بالغرب, غدا يرسو مركب الجزائر , الذي يسبح فوق رمال  متحركة ,أين مستقر ركب الجزائر ,الذي يصارع كثبان الرمال ,على قاعدة رملية  ,لكن ليس معلوم هل يرسو على شاطئ أمان ,أم على شاطئ محفوف بالمخاطر, بعد أن ظهر الوعد و الوعيد , من قبل  المترشح الشرس المنافس للرئيس , و الذي كان في فترة من الفترات ,  صاحب حذوة المقام المقرب من الرئيس .الى أن وقع بينهم الطلاق البائن .بعد تضارب الرؤى بينهم في المواقف, فالأخبار الواردة من المحروسة الجزائر,حبلى بالمفاجأت , و أخطرها  الإستكانة الى منطق أنا أو من بعدي الطوفان , اليوم إنطلق العد العكسي,لوصول الركب,هل تكون أخر محطة  له  في هذه الصولة فوق الرمال أم هناك , وقت إظافي,ذاك الذي سوف ينجلي في التاريخ المعلوم, للخبر للمجهول......؟ من مخاض عسير,بدأت أعراضه مبكرا ,إنخرط  الكل في إبداء تصوره للمرحلة المقبلة ,    مع ظهور لعبين  جدد,ليسوا  تحتى عباءة سياسية , حركة {بركات }أي كفى إعتراضا على الولاية الرابعة للرئيس  المترشح ,لإعادة جلوسه على كرسي الرئاسة, و من غير المستبعد أن تكون نسبة المشاركة في أدنى مستوياتها , نضرا لعزوف المواطن عن التصويت , و كذلك دعوة المقاطعة التي تبنتها أحزاب علمانية و ذات التوجه الإسلامي ,إحتجاجا على الولاية الرابعة للرئيس , وشبح المقاطعة هو الفعل الذي يأرق مظاجع , عرابي الولاية الرابعة للرئيس المترشح , خاصة و أن  بوادر هذا السناريو  تجلت مع مجريات الحملةالإنتخابية , الى درجة إستنجاد المترشحين , بجلب الأنصار من محافظات  أخرة قصد ملء قاعات ,شرح البرامج الإنتخابية.وهذا الموقف جعل أحد المترشحين  الستة  , الى التصريح بأن نسبة المشاركة لن تتعدى ما بين  15 الى 20 في المئة وإذا صدقت هذه التنبوءات ,فهي أسوء نتيجة في إستحقاق إنتخابي,لمقام إنتخابات,بحجم إنتخابات رئاسية ,في تاريخ الإنتخابات في الجزائر,وسيكون الرئيس الذي  يبزغ نجمه منها ,فاقد الشرعية الشعبية ,بحكم ضألة النسبة التي تصوت له..؟ و أغلب التوقعات تصب في وعاء أن الرئيس المنتهية ولايته سيخلف نفسه  5 سنوات أخرة  في قصر المرادية , والمنافس القوي لمرشح النظام ,يقول خصمي هو التزوير....فلمن يؤل المسك بناصية القرارفي الجزائر  بعد 17 أبريل,بعد أن تم بسط قبضة أمنية لم  يشهدها فعل إنتخابي من قبل ,حتى أيام العشرية الدموية  في التسعينيات القرن المنقضي, و هذا الإستنفار الأمني، الى درجة فرض حالة طوارئ   مرده الى الخوف ،و إستباق أي منولق قد   يأخذه مسار الإقتراع و منحى العنف ,بعد ظهورمعالم السير في هذا الإتجاه , و ما يؤكد لنا هذا  الخوف الذي ينتاب السلطة دخول المؤسسة العسكرية على الخط , و التصريح بأنها سوف  تسهر أمنيا على ضمان السير العادي للإنتخبات , وهذه أول مرة تخرج المؤسسة العسكرية عن صمتها و مبدأ الحياد  بصورة علنية,عن طريق وسيلتها الإعلامية,وعندما تتدخل المؤسسة العسكرية ,فعلم  بأن هناك شيء يطبخ , بعد أن تجلى الإستفاف الى صف الرئيس المترشح, و الهلع  خيفة من ردة الفعل,عند إعلان الولاية الرابعة,و هو التقاطع الذي يجمع رافضي الولاية الرابعة,مسيسيين وغير مسيسيين,علمانيين،لبيراليين و أصحاب  الإسلام السياسي,مقاطعين,وباقى أنصارالمترشحين قد يتذكر قارئ صفحات موقع الغربة,بأنه كان لنا  موضوع في نفس السياق, كانت خاتمته ,لكل حادث حديث,هذا هوحادث الحديث,إنتخابات تحت حراسة الكلاكنشوف.      

أسوأ ما في السياسة/ محمد محمد علي جنيدي

إذا كان معظم العاملين بالسياسة يجملون الباطل ويقبحون الحق، ويستبيحون المال والدم والعرض من أجل غاياتهم، فماذا يكون مصير من يزاحمهم لغرس شجرة الشرف والعزة وإنكار الذات في بقاعها غير التنكيل بهم وتصفيتهم لكي لا يقام لهم من بعدها في الوجود قائمة.
السياسة في عالمنا الآن والأخلاق كالذي خلق من نور ونار، لا يجتمعان في بيت واحد أبدا.
والسؤال المطروح هو هل يمكن أن يكون للدين حظا من السياسة أم أنه كما يشاع لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، والإجابة وفق أعراف عالمنا السياسي الآن وما تقدم من بيان، فإنه لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.
والحقيقة التي يجهلها البعض أن الدين ممتلئ بالعمل السياسي من الألف إلى الياء، ولكنه عملٌ لا يخرج عن الغاية التي من أجلها أنزل الله شرائعه على الإنسان. 
فالسياسة في الدين تقدم الحق على المصالح، والكفاءة على التمييز والعدالة على الجور والبغي والطغيان، والسياسة في الدين تقدس حرمة المال والدم والعرض وانتهاك حرية الاعتقاد والاختلاف في الرأي وهي لا يمكن أن تجيز وسيلة تختلف مع روحه وقيمه ومبادئه.
العمل السياسي في الدين في النهاية يتحلى العاملون به بإنكار الذات إرضاء لذات الله، ولذلك فهو يختلف في الجوهر والمضمون والوسيلة والإسلوب عن السياسة التي يعرفها عالمنا الآن - ولذلك - فالصدام طبيعي والحرب ستطول والتمكين لاريب سيكون لمن أرادها لله خالصة شريطة أن يحسن فهم روح الدعوة إلى الله ولا يتعجل قطف ثمارها اللهم إلا إذا طابت وأينعت.

m_mohamed_genedy@yahoo.com

سلطان باشا الأطرش... وذكرى استقلال سورية الغالية/ أكرم المغوّش

في ذكرى استقلال سورية الغالية نستعيد تاريخ اجدادنا الابطال الذين قادهم الى المجد ابو الثورات العربية وشيخ المجاهدين الاكبر القائد العظيم سلطان باشا الاطرش وحرر سورية لبنان من المستعمرين العثمانيين والفرنسيين وقاتل الصهاينة المجرمين وما زال الابناء والاحفاد يقاتلون العدو الصهيوني من أجل تحرير الجولان وفلسطين ويقدمون الشهيد تلو الشهيد وهم يرددون مع القائد الشهيد البطل الشاعر معذى المغوش نجل الشهيد حمد ووالد الشهيد سعيد وشقيق الشهيد سليم المغوش والقائمة غالية وكبيرة من الشهداء والابطال الميامين:
تربة وطنا ما نبيعا بالذهب
          ودم الاعادي نجبلو بترابها
اجل نستذكر اهلنا وأجدادنا في جبلنا الاشم وبني معروف الاشاوس واحرارا شرفاء وابطالا من وطننا الغالي قاتلوا تحت راية القائد العام للثوة السورية الكبرى وبطل الجهاد والمجاهدين سلطان باشا الاطرش الذي قاد الثورة العربية الكبرى ورفع أول راية عربية على دار الحكومة في دمشق والثوار الاشاوس يرددون القائد الفارس البطل معذى المغوش:
   عرش المظالم انهدم
               والعز طب بلادنا
    راحت عليكم يا عجم
              خوض المعارك دابنا
    حنا حماتك يا علم
            بارواحنا   واكبادنا
ومع هزيمة العثمانيين على يد ابطال بني معروف واحتلال المستعمر الفرنسي الغادر وبعد سنوات عاد الاستعمار الغربي ليتقاسم بلادنا العربية فوقعت معركة ميسلون الغير متكافئة واستشهد البطل يوسف العظمة وهب القائد العظيم سلطان باشا الاطرش لخوض الحرب وطرد المستعمر الغاشم ولكن المعركة كانت قد حسمت حيث المستعمر الغاشم مجهز بافتك الاسلحة والثوار لا يملكون سوى الفؤوس والسيوف والاسلحة البدائية التي اغتنموها من المستعمر العثماني البائد ومع الايمان الذي عمر قلوب الابطال الميامين جابه الثوار المستعمر الفرنسي الغاشم بقيادة بطل الجهاد سلطان باشا الاطرش وانتصروا على المستعمر الفرنسي في معارك ومواقع في جبل الدروز الاشم، جبل الريان والكرامة والفداء والعروبة الصحيحة في ( الكفر _ والمزرعة_ والمسيفرة _ وصلخد _ وشهبا _ والسويداء _ والقريا_ والمجدل _ وسميع _ونجران _ والدور _ وبكه _ وصوخر _ ونمرة _ وخلخلة _ وأم حارتين _ والصورة  الصغيرة وجميع قرى وبلدات جبلنا الاشم جبل القائد العظيم سلطان باشا الاطرش وامتدت  الثورة السورية الكبرى الى دمشق وغوطتها والجولان ومعظم المحافظات السورية وراشيا وحاصبيا ومرجعيون والشوف والضنية في لبنان والجليل في فلسطين وحقق الثوار الميامون الانتصارات بقيادة البطل القائد العظيم سلطان باشا الاطرش ورفاقه الاحرار ولن ننسى القاده الكبار الامير عادل ارسلان والشهيد فؤاد سليم والشهيد رشيد طليع والدكتور الشهيد عادل النكدي والعلامه عارف النكدي وعلي عبيد ومعذى وخليل وسليم ونمر وسعيد  واسد ويوسف واسماعيل المغوش وفضل الله هنيدي وزيد وعلي ومصطفى واسد وسلمان والامير حسن وصياح الاطرش ويوسف العيسمي  وحسين مرشد رضوان وعبد الله العبدالله واكثر من سبعة الاف شهيد بطل من جبلنا الاشم استشهدوا في الثورة السورية الكبرى اضافة الى الاف الابطال الشهداء البررة الذين استشهدوا ضد المستعمر الفرنسي والعدو الصهيوني الغاشم ونحن في حيرة من امرنا ونحن نستعيد التاريخ العظيم الذي صنعه اجدادنا ورسموا خريطة الوطن بارواحهم ولونوها بدمائهم. ويقوم  عميل من هنا وخائن من هناك ليتنكر لنا وتاريخنا ولا يضيرنا لان التاريخ لاهله وابطاله وبكل فخر واعتزاز كان وما زال بنو معروف اسياد النضال العربي الشريف منذ فجر تاريخهم القومي المشرف لان طائفة بني معروف طائفة لا طوائفية ، قومية عربية فقال شاعر العراق الكبير معروف الرصافي:
لله در بني معروف اذ صبروا
         على التجالد ما كلوا ولا سئموا
اخلوا المنازل هم للكر ثانية
          كالاسد ترتد خلفا ثم تقتحم
ولازموا القفر عاشوا في مجاهلة
           عيش القناعة لا حلو ولا دسم
كانوا اشد مضاء من صوارمهم
             فليس يثنيهم ثان اذا هجموا
عند الهجوم كموج البحر تبصرهم
    وكالجبال الرواسي هم اذا التطموا
فقاتلوا في سبيل الذود عن وطن
      صينت له من قديم عندهم ذمم
بذاك حبهم الأوطان يأمرهم
        اذ هم بسيماء حب الوطن اتسموا
 نعم اهلنا واجدادنا بقيادة بطل الحرية القائد العظيم سلطان باشا الاطرش هم من هزموا  المستعمر الفرنسي الغاشم وقبله المستعمر العثماني البائد وان الابناء والاحفاد سيهزمون العدو الصهيوني من الجولان وفلسطين وما ابطال مجدل شمس وبقعاثا وعين قنية ومسعدة الا خير خلف لخير سلف ممن كانوا الى جانب القائد سلطان باشا الاطرش وهم يحفظون وصيته في قلوبهم: «إن كأس الحنظل بالعز أشهى من ماء الذل».
وتأكيداً على صحة ما نقول نظم الشاعر الصادق الاستاذ محمد الفرحاتي في مدينة (دير الزور ) قصيدة منها هذه الابيات :
أبناء معروف ومن ذا منكمو
           لم يلف ليثا في النزال مهيبا
خذلتكم حمص ولم تدفع حما
          عنكم بهذي الحادثات خطوبا
وتقاعست حلب ونكب أهلها
            عن نصركم من ذلة تنكيبا
وثنى لواء الزور عنكم عطفه
           سلفا وقطب وجهه تقطيبا
ومع نهاية هذا المقال ننحني باجلال تقديراً واحتراماً للشهداء الابرار الابطال ونردد مع الشاعر (القروي) رشيد سليم الخوري:
بنو معروف قبل الكل ضحوا
          بانفسهم فكانوا السابقينا
ولكن اسمهم سيظل حيا
              ليكتب في سجل الخالينا.

يا مصري فوق/ محمد محمد علي جنيدي


هوه انت إعلامك أمين
بيبثلك حق ويقين
واهو كل ما يقولك كلام
بتصدقه وتقول آمين!
الفيلم نفس الفيلم.. شوف
معروض علينا شهور.. سنين
واخدك لحاره آخرها سد
أعور ملهش فـ. سكّتين
طول مـ.العبط بنصدقه
يفضل عجينه هباب وطين
طول مـ.احنا سامعين للنفاق
اللطمه تصبح لطمتين
شوف لما طور من غير لجام
تركب عليه ياخدك لفين
يا مصري فوق أرجوك حرام
ربك خلقلك عين وعين
اعدل عشان صبحك يبان
واطلب من الهادي اليقين

m_mohamed_genedy@yahoo.com

المفاوضات خيارهم الوحيد/ نبيل عليان إسليم

تعتبر عملية التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أكثر القضايا حضوراً في الشارع الفلسطيني، فعمرها يزيدُ عن عشرينَ عاماً، حاول المفاوض الفلسطيني طيلةَ هذه السنين أن يوهمَ نفسه وشعبه بأن هذا هو الخيّار الأفضل لاستعادةِ الحقِ الفلسطيني، وقد قدم الطرف الفلسطيني أبعد ما كانَ يتوقع الفلسطينيين من تنازلاتٍ، بالمقابل تمترس المفاوضُ الإسرائيلي أمامَ ثوابتٍ منحها لنفسه، وقد تعاقبَ على المفاوضات خمسة رؤساءٍ لحكوماتٍ في (إسرائيل) ولم يقدموا تنازلاً حقيقياً يدفع (عملية التسوية) خطوةً إلى الأمام، بالمقابل تكفل المفاوضُ الفلسطيني بالحفاظ على أمنِ إسرائيل، والقضاء على المقاومة في الضفة الغربية، بل قام بتجريمها ونعتها بالإرهاب، وملاحقةِ كل من يفكر بأعمال مقاومة ضد (إسرائيل)، ولعل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هم أكثرُ من يدرك بأن عملية التفاوض فاشلة، ولن يصلَ الطرفين إلى اتفاق؛ لأن كل منهما يدرك بأن أي تقدمٍ في عملية التسوية هو مساسٌ بالخطوطِ الحمراء التي لن تسمح بها شعوبهم.
لكن الطرفين يُصران على الاستمرارِ في المفاوضات، فالطرفُ الإسرائيلي مستمرٌ في الاستيطان والضغط على الفلسطينيين، وفرض الحصار وكسب الوقت لصالحه والظهور أمام العالم بأنه يريدُ السلام، ويزعُم عدم وجودِ شريكٍ فلسطيني حقيقي في عملية السلام.
أما الطرفُ الفلسطيني فقد حرقَ سفن العودة وقضى على المقاومة وأصبحت أولويات أجهزة أمن السلطة في رام الله مُنصبةً على حمايةِ أمن (إسرائيل) بالدرجةِ الأولى، كما يمثل المفاوض الفلسطيني أحد طرفي الانقسام الفلسطيني الداخلي ويستخدم المصالحة الفلسطينية وسيلةً للمناورةِ والضغط على الطرف الإسرائيلي ليقدمَ بعضَ التنازلات، كما أن الواقع العربي الذي يمر بأسوأ أحواله بدءاً من مصرَ التي لا تستطيع الوقوف بجانب الفلسطينيين في المفاوضات لأن (إسرائيل) من تتبنى تسويق مشروعَ الانقلاب الذي قادهُ السيسي لدى الغرب، كما أن السعودية والإمارات فتنصبُ جهودهما نحو محاربةِ الإسلامِ السياسيّ في الأقطارِ العربية خصوصاً دول الربيع العربي. 
أما الجانب الأمريكي فقد نصبَ نفسه وصياً على مفاوضات التسويةِ الفلسطينية والإسرائيلية، وقد أعلنَ منذ بدايةِ المفاوضات بأنه وسيط متحيز لـ (إسرائيل) بشكلٍ كامل، لأنه يقدم الدعم لها في شتى المجالات، ويدافع عنها في كل المحافلِ الدولية، ويؤكد دوماً بأن (إسرائيل) حليفاً استراتيجياً له وسيدافع عن أمنها مهما كلفه الثمن، ويحاول الوسيط الأمريكي أن تبقى المفاوضات تحت رعايته، حتى لا تتدخل وساطات دولية أخرى غير متحيزة  "لإسرائيل" بالكامل، لتحرج الأخرى أو تضغط عليها لقبول ما لا ترغب فيه.
لذلك فإن كل الأطرافِ المشاركةِ في عملية التفاوض سوءا كان الجانبُ الفلسطيني أو الإسرائيلي أو الوسيط الأمريكي تدركُ بأن المفاوضات مصيرها الفشل حتى وإن استمرت لعشرةِ أعوامٍ قادمة، لأن أياً منهم لا يمتلك مقوماتِ إنجاحها، ويحاول الجميع التشبث بهذا الخيار لأن الخيارات البديلة ستقلب الموازين.
لذلكَ يجب على المفاوضِ الفلسطيني إعادةَ ترتيبِ أولوياته واستراتيجياته، والذهاب إلى الطريقِ الوحيدة التي أثبتتْ نجاعتها مع المحتل وهي المقاومة المسلحة لتعيد الحقَ الفلسطيني لأصحابه، والأولوية الأولى هي إتمام المصالحة الفلسطيني وبناءِ إستراتيجيةٍ وطنيةٍ لتحرير فلسطين مجمع عليها من الكُل الفلسطيني.

مسخرة علمية تصدر من جامعة هارفرد الأمريكية/ فراس الور

لا يمهني ان أكتب هذه الأسطر باللغة الإنجليزية، فالأهم هو ان نتواصل مع ابناء الأيمان المسيحي بالشرق كي لا يكونوا لقمة سهلة لبعض من التصريحات الغير منطقية التي تصدر من باحثين ينطلق فكرهم الأكاديمي من مستوى اكاديمي بحت ضاربين بعرض الحائط بعض من الأركان التي تقوم عليها الديانة المسيحية و التي استخدمتها لتوثيق نسخ الإنجيل المقدس و التأكد من صحتها، 
فصدر من جامعة هارفرد عن الباحثة كارين كنغ تصريح عن صحة وثيقة يعود تاريخها للقرن التاسع و السادس ميلادية تروي ان المسيحين الأولين كانوا قد تناقلوا عن لسان السيد المسيح بأنه كان ينادي احدى مرافقاته "بزوجتي"، و لكي يفهم القارئ المَغْزَى من هذا الحديث دعونا ننوه عن فكرة هامة جدا بهذا السياق، عندما دَرَسَتْ الكنيسة الأولى عبر فترات قديمة دِقَةَ روايات الأناجيل الاربعة و الذين كُتِبوا بفترات متفاوتة تعود جميعها لقبل القرن الأول الميلادي تم اعتمادهم لأجل المصداقية التي يتمتعوا بها و لأنهم يخبروا نفس التفاصيل عن حياة السيد المسيح و الكثير عن الأحداث التاريخية بدقة متناهية، فَنُسَخْ الأناجيل الأربع تخلوا من الأخطاء الجغرافية عن المناطق التي بشر بها السيد المسيح في اليهودية حينها و تخلوا أيضا من الأخطاء اللاهوتية عن شخص السيد المسيح و تتفق فيما بينها على هوية السيد المسيح و على تجسده الإلهي و تكرر ايضا نفس الكلام بدقة متناهية عن مواعظه و كلامته و عن ما قال بالسنبة لتجسده و آلآمه و قيامته من بين الأموات، و هنا تكمن المعجزة الحقيقية...فالأناجيل الأربعة يُرَجًحْ أنها كُتِبَتْ بالتواريخ التالية المتفاوته و حسب موسوعة ويكيبيديا (و بحسب ما تداولته نسخة NIV STUDY BIBLE التي صدرت أَوًلْ نشراتها بعام 1985) إنجيل متى بين سنة 50-70 بعد الميلاد، مرقس بين سنة 50-60، لوقا بين سنة 59-63 او ربما بين سنة 80-85، و يوحنا بين سنة 90 – 110، فأكبر دليل على صحتها يكمن بأنها كُتِبَتْ بتواريخ متفاوتة و بمناطق جغرافية مختلفة و التي تم تأسيس بها الكنائس الأولة و رغم هذا حملت نفس الرواية التي إتفقت على شخص السيد المسيح و كلاماته و على دقة المناطق الجغرافية التي بشر فيها السيد المسيح على عكس الكثير من المخطوطات و الأناجيل المنحولة التي رصدتها الكنيسة الأولة التي حملت المعلومات المتناقضة و الأخطاء و التي بالتالي جعلت الكنيسة ترفضها تماما بسب ضعف مَنْطِقِهَا، فالديانة المسيحية ارتكزت على الفعل الخلاصي الذي قام به السيد المسيح الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس له المجد بلحظة تجسده و تعاليمه و آلآمه ثم قيامته من بين الأموات و التي حفظها الاثني عشر رسولاً، ثم بشروا بها العالم بأسره، و كما أسلفت بالرغم من تفاوت تواريخ كتابة الأناجيل إلا أنها كُتِبَتْ بدقة متناهية و خَلَتْ من الأخطاء البشرية بنقل المعلومة، فلماذا لا يشيروا مؤرخين هارفرد لهذه النقطة بتصريحاتهم؟
إذاً هنا نصل الى نقطة جوهرية أخرى لا تَقِلْ أهمية عن النقطة الأولة، قيمة الشهادة بالقانون البشري كمادة يُعْتَمَدْ عليها، فشهادة الشهود مرتكز قانوني هام يَقْبَلْ به القانون البشري و كان كذلك على مر العصور المختلفة للبشرية، فالشاهد هو الذي عَايَنَ حدث مُعَيًنْ فلذلك تُقْبَل شهادته بحسب الأعراف القانونية، و هذا ما إرتكزت عليه الكنيسة الأولة التي اعتمدت على النشاط التبشيري لتلاميذ السيد المسيح، فقاموا بعد صعود السيد المسيح الى السماء و بعد ان تمم رسالته التي تجسد من أجلها بتبشير المسكونة بهذه الرسالة، فكان عِلْم تأريخ الأحداث موجودا و الكتابة موجودة في تلك العصور فكان بإستطاعت التلاميذ كتابة الأناجيل قبل التبشير و لكن شاء الله ان يكون نشاطهم تبشيريا و ان يخاطبوا البشرية بما رأوا من أحداث و معجزات على يد السيد المسيح لأن شهادة الشاهد صادقة بما أنه يُخْبِرْ بما عاينه و رأه و شاء الله ان تتأسس الكنيسة على شهادة الرسول كَرُعَاةْ و شهود لتلك الأحداث و رُعَاةْ لكنيسته الأولية...لأنهم اختبروا محبته و رأوا معجزاته و لم يقرأوها من مرجع آخر...فالذي يرى حادثة بصورة بصرية و حِسِيَةْ يُصَدِقُهَا و يرويها بنبرة صادقة قوية لها تأثير على الآخر، و لأن الشهادة هي إثبات على مصداقية حدث إزدهرت الكنيسة الأولة و نشأت بِكَنَفِ رُسُل الرب يسوع و من ثم تم توثيق هذه الأحداث بالأنايجل الأربعة كدلالة على صحتها، و لأن مع مرور الوقت كانت رعايا الكنيسة تَكْبُرْ بالحجم و النسمة أصبحت الكنائس بحاجة لدستور منظم ينظم عملها الرعوي و يوثق العقيدة التي تؤمن بها كحماية لها، و لكي تنظم شأنها الرعوي أيضا، فلا أعلم لماذا جامعة هارفرد لم تتطرق الى بند الشهادة الذي هو مقبول بأعرافنا كبشر و الذي هو مقبول حتى بالقانون التشريعي للبشرية جمعاء، 
أما بالنسبة للوثيقة، فإنها لا تُعَدْ ذات أهمية بتاتا لنا كمسيحين لأن لا يستطيع أحد توثيق تاريخها بدقة، فًكُتِبَتْ بين القرن التاسع و السادس ميلادية و بفترة بيعدة جدا عن تاريخ كتابة الأناجيل الاربعة، حيث إثنين من الأناجيل كُتِبَتَ على يد تلميذين عاصروا السيد المسيح مباشرة و تلقوا التلمذة على يديه و هما يوحنا و متى، و ايضا مرقس حيث تلقى التلمذة على يد بولص مباشرة و لوقا أيضا الذي روى بسفر أعمال الرسل كيف ظهر الرب لبولص بمعجزة ليتحول بعدها من مُضْطَهِدْ للديانة الميسحية الى مبشر بها، و لا ننسى أن بولس كان من اكبر ناشطي التبشير بالديانة المسيحية، والإنجيل الذي كتبه تلميذه لوقا يتفق مع باقي الأناجيل الثلاثة، و بناءا عليه لا نستطيع قبول هذه الوثيقة مباشرة لأنها علميا تعود لتاريخ بعيد كل البعد عن حياة السيد المسيح لتفقد مصداقيتها تماما، 
أخيرا و ليس أخرا هنالك نقطة جوهرية تجعل هذه الوثيقة مرفوضة قلبا و قالبا، فآدم و حواء حينما كانوا بالجنة ارتكب الخطيئة، فَبِحَسَبِ رواية سفر التكوين عن هذه الحادثة أَغْوَةْ الأفعى حواء لتأكل من الشجرة المحرمة عليهم من الله، فتجاوبت حواء مع إغواء الأفعة و لَحِقَ بها آدم حيث أكل من الثمر المحرم، و بعد هذه الحادثة ناداهم الله و وَبًخَهُمْ على فعلتهم و يقول لنا سفر التكوين بالإنجيل أنهم حينها و بعد دخول الخطيئة الى حياتهم (اي مصعية الله) عرفوا أنهم عريانين فاختبؤا من أمام وجه الله خجلا، و بعد طَرْدِهِمْ من الجنة و بعد حُكْم الله عليهم يقول لنا الإنجيل أنه حينها عرف آدم حواء زوجته و أنجبوا الأولاد، فإذاَ الخطيئة وجدت لها مأوى بحياة آدم و حواء و نسلهم من بعد حادثت الجنة حيث بعد أكلهم للثمر المحرم و دخول مفهوم معصية الله لحياة البشر اقتضى هذا الشيئ دينونة الله عليهم ، و بعد طردهم من الجنة دخلت الخطيئة حياة البشر من جيل الى جيل، و حينها أصبح الجنس جزءا من حياة البشر بين الرجل و المرأة، و بدخول الخطيئة الى حياتنا كبشرأصبحنا بحاجة للخلاص الذي وَفًرًه ُالرب يسوع و لهذه المصالحة السامية التي وفرها بآلآمه و قيامته من بين الأموات مع الإرادة السماوية، أما على النقيد المطلق ماذا راينا بالمسيح له المجد الذي هو صورة الله الكاملة على الأرض و الاقنوم الثاني المتجسد؟ فاللذي يقراء في الإنجيل عن صيام الرب يسوع قبل رسالته الكرازية بين الناس و رواية تجربة الشيطان له سيقراء كيف أن المسيح لم يتجاوب مع هذه التجارب و مع إغراءات الشيطان إطلاقا، فإنجيل لوقا إصحاح 1 من أية 1-4 يقول : "أما يسوع فرجع من الأردن وهو ممتلئ من الروح القدس وحمله الروح إلى البرية. أربعين يومًا يجربه إبليس. ولم يأكل شيئًا في تلك الأيام. ولما تمت جاع أخيرًا. فقال له إبليس ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجران يصير خبزًا. فأجابه يسوع قائلًا مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ثم أصعده إبليس على جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان. وقال له إبليس لك أعطي هذا السلطان جميعه ومجده لانه قد دفع إليّ فأنا أعطيه لمن أشاء. فان أنت سجدت أمامي كان لك جميعه. فأجاب يسوع وقال له مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. وجاء أيضًا به إلى أورشليم وأقامه على جناح الهيكل وقال له إن كنت أنت ابن الله فالق بنفسك من ههنا إلى أسفل لانه مكتوب انه يوصي ملائكته بك ليحفظوك ويحملوك على أيديهم لئلا تصدم رجلك بحجر فأجاب يسوع وقال له انه قد قيل لا تجرب الرب إلهك. فلما أتمّ إبليس كل تجربة انصرف عنه إلى حين."
عندما نتكلم عن الرب يسوع نحن لا نتكلم عن إنسان كانت الخطيئة و الغريزة فاعلة بحياته، فالمسيح هو الإله المتجسد الذي كان كاملا بكل شيئ و مُنَزًهْ عن الخطيئة، فالله هو الذي أخذ خطوة نحو عالم البشر و هو ارتضى ان يتجسد من مريم العذراء ليرفع من قيمة البشر و شأنهم و يعيدهم الى سابق عهدهم حينما كانوا بتاصلح مع الله بشخص آدم و حواء في الجنة، فلذلك لم يتجسد من مشيئة رجل و إمرأة و لا من مشيئة بشرية...بل تجسد من أحشاء العذراء فقط لأن رب المجد لا يلبس جسدا آدمي أتى بمشئة أدمية ناقصة، و بذلك يلبس جسد يحمل الخطيئة؟ فكيف لرب الكمال ان يتجسد من مشيئة بشرية؟ الله أزلي الوجود و هو رب الكمال و لا يحمل صفات البشر الخاطئة لذلك حينما تَجَسَدَ فعل هذا بجسد من العذراء الطاهرة بمعجزة ربانية طاهرة، و عاش حياة البشر مثلنا مثله و لكنه كان مُنَزًهْ عن الخطيئة إذ لبس جسدا طاهرا...و بإتحاد الًاهوت مع الناسوت (الله بالجسد) فِكْر الإنسان المتمركز حول إرضاء الشهوات البشرية لم يكن موجود بشخص المسيح لأن اللاهوت بكامل مجده (الأقنوم الثاني) كان حالاً بالسيد المسيح وجوداً و فكراً و مجداً لإتمام معجزة التجسد الإلهي و لتأيده بالبَيِنَاتْ الإلهية و الكَمَال الإلهي، و بنفس القدرة و المعادلة التي استطاع بها ان يبقى من دون طعام أربعين يوما بحسب رواية الكتاب المقدس لأنه الإله المتجسد المنزه عن حاجات البشر لم يكن بحاجة لعاطفة بشرية من أحد...و لا حتى من النساء لأنه الإله الكامل الذي يُوَفِرْ للبشر و لا يخضع للعَوَزْ البشري الذي نختبره كَبَشَرْ، فالمسيح له المجد كان إنسان كامل بجسد بشري و روح بشرية و كان الأقنوم الثاني حالا بالجسد طوال فترة تجسده على الأرض منذ لحظة إعلانه للعذراء للتجسد بها عن طريق بُشْرى الملاك الى لحظة صعوده الى السماء بمجد إلهي بعد آلآمه و موته و قيامته من بين الأموات، و لا يسعني بنهاية حديثي إلا أن أقول لتلك الناس التي تعتقد أن بمقدورها تحطيم الأيمان المسيحي كفوا عن ما تفعلوه...فنحن نؤمن بإله حي لا بِكُتُبْ و مخطوطات و وثائق بالية بشرية الصنع تخضع للخطئ البشري و لا تعني لنا شيئا على الإطلاق،  
المراجع : 
1) http://en.wikipedia.org/wiki/Gospel#Dating
2) http://en.wikipedia.org/wiki/Paul_the_Apostle#Conversion
3) http://egycoptic.com/?p=12061
4) صحيفة عمون : تقرير جديد يأكد أن المسيح كان متزوجا
 http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleno=189146

ماريا ميلر درسٌ وعبرة/ د. مصطفى يوسف اللداوي

ربما لا يعرف الكثيرون من هي ماريا ميلر، إنها وزيرة الثقافة والرياضة البريطانية السابقة عن حزب المحافظين الحاكم، التي قدمت استقالتها من منصبها في الحكومة البريطانية قبل أسبوع، بعد أن أثيرت شبهاتٌ حول ذمتها المالية، ما دفعها إلى التعجيل بتقديم استقالتها إلى رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون، الذي قبلها وكلف بريطانياً مسلماً لأول مرةٍ في تاريخ انجلترا بالحلول مكانها في الوزارة.
استقالتها قرارٌ شخصي محض، لم يجبرها أحدٌ على الإقدام عليه، ولم يطلب منها رئيسها التقدم به، ولم يبد لها رغبته في التخلي عنها والتخلص منها، بل كانت حرةً في قرارها، الذي اتخذته بإرادتها الحرة المستقلة، وعلى الجميع في بلد الديمقراطية الأول في العالم أن يحترمه ويقدره.
ربما من المفيد أن نتوقف عند السبب المباشر الذي دفع السيدة ميلر لتقديم استقالتها، إذ فيه عبرة لكلِ مسؤولٍ، ودرسٌ لكل صاحب منصبٍ، علَّ المواطن العربي يقف عند الشفافية الغربية المميزة، والحساسية الأوروبية المرهفة، تجاه كل ما يمس السمعة والأداء، وما يتعلق بالنزاهة والأمانة، وكل ما له علاقة بالشأن العام، ومصالح المواطنين وشؤون الوطن.
أتهمت السيدة ماريا ميلر بأنها مسرفة ومبذرة، وأنها تهدر المال العام، ولا تراعي في الإنفاق، ولا تتوخى الدقة في الصرف، وأنها لا تحرص على الشفافية فيما يتعلق بمصروفاتها، وبعبارةٍ أخرى فقد أتهمت بخيانة الأمانة، والإهمال في أدائها الوظيفي، وأنها تسببت في إلحاق أضرارٍ بحقوق المواطن البريطاني.
التهمة التي وجهت لها، وتسببت في تقديمها لاستقالتها، وخضوعها للمسائلة البرلمانية، وتقديمها الاعتذار الرسمي والشخصي أمام أعضاء مجلس العموم، وربما ستقدم لاحقاً اعتذارها إلى الشعب البريطاني، أنها أنفقت مبلغ أقل من ستة آلاف جنيه استرليني من حسابها الخاص، ومن حر مالها الشخصي، الذي يمنحه إياها القانون البريطاني من صندوق تعويضات نفقات النواب، والذي يحق لكل نائبٍ في مجلس العموم البريطاني الاستفادة منه، أو اللجوء إليه لتعويض نفقاته الخاصة، مستفيداً مما يوفره صندوق تعويض النفقات الخاصة.
أثبتت الصحافة البريطانية التي تناولت قضية ميلر على مدى أسبوعٍ كامل، أنها صحافة حرة ومستقلة، وأنها مسؤولة وأمينة، وأنها تعمل لصالح شعبها، وتتفق مع مصالحه، وأنها غير مأجورة، ولا تعمل لحساب آخرين، ولا تتقاضى رواتب من جهاتٍ أجنبية، توجهها وترشدها، وتأمرها وتنهاها، وتوقفها وتحركها، وأنها تنطلق من ثوابت وطنية، ومصالح شعبية، وأنها ليست موتورة ولا حاقدة، ولا عمياء ولا صفراء، فهي لا تعتمد سياسة التشويه الشخصي، والتحريض الحزبي، ولا تفتري ولا تختلق، ولا تكذب ولا تبهت، وإنما تعتمد على الحقائق البسيطة، وتمضي فيها حتى النهاية، بما يخدم مصالح المواطنين، ويحقق الشفافية في الأداء، والصدق في العمل، والأمانة تجاه حقوق الشعب.
لعلنا نحسد المجتمع البريطاني أو نغبطه على النعمة الكبيرة التي يعيشها مواطنوه، وعلى الشفافية اللافتة التي يتميزون بها، إذ نجحوا في تسليط الضوء على ما يرونه أخطاءً شخصية في أداء من يقومون على خدمتهم، ومن يتقدمون لمساعدتهم، ممن يسمون في السياسة وعلم الإدارة، بالوزراء أو الموظفين العموميين، الذين يتقاضون رواتبهم من دافعي الضريبة البريطانيين، وينفقون على أسرهم مما تدفعه لهم الأسر الإنجليزية.
فقد أخضعوهم للمحاسبة، وأجبروهم على تقديم استقالتهم، ولكن بعد بيان أخطائهم، وتفسير تصرفاتهم، والكشف عن ممتلكاتهم، وتوضيح ما لُبُس على البريطانيين فهمه، ولو كان شخصياً أو خاصاً، إذ لا خصوصية في التصرف بمال الدولة لمسؤولٍ أو وزير، ولا قبول أبداً للخلط بين العام والخاص. 
ويُعذر الشعب في عدم تمييزه بين العام والخاص، فمن أراد العيش بترفٍ وبذخ، متميزاً عن مجتمعه، ومختلفاً عن محيطه، فليبتعد عن المناصب العامة، ولينأى بنفسه عن إدارات الدولة وأموالها، وليعمل بجهده الشخصي، وبماله الخاص، وليبتعد عن مناطق الشبهات، وأسباب الإتهامات، ليجب الغيبة عن نفسه، كي يجد له الناس تبريراً لفعله، وتفسيراً لثرائه، وشكل عيشه.
ألا نتعلم نحن العرب من هذه الحادثة ونستفيد منها، ونأخذ العبر والدروس من كل جوانبها، فنحن أولى بهذه الشفافية، وأحوج إلى مثل هذه المصداقية، والحساسية المرهفة تجاه الشعب ومصالحه، ربما أن ما ارتكبته ميلر لا يشكل جريمةً في عرفنا العربي، وفي تقاليدنا الرسمية والحكومية، فماذا يعني هدر ستة آلاف جنيه استرليني ولو كانت من ميزانية الدولة، ومن خزانتها العمومية، بل ماذا يعني هدر ستة ملايين دولار ومضاعفاتها، على طاولات القمار، أو في مراهناتٍ دولية، وسباقاتٍ ومبارياتٍ مختلفة، وماذا يعني تقديم هباتٍ ومساعداتٍ ومكافئاتٍ بملايين الدولارات، لإعلاميين متلونين، ولصحافيين مأجورين، ولحملة أقلامٍ مسمومة، ورواد الكلمة الخبيثة.
ألا يستحي كتابنا وحملة الأقلام ومقدموا البرامج السياسية من أنفسهم، الذين يتقاضون أحياناً على الحلقة الواحدة ما أنفقته السيدة ميلر من مالها الخاص، بينما يقومون كذباً بالتغطية على عمليات السرقة والنهب، وأعمال النصب والاحتيال، ويسكتون عن جرائم التهرب الضريبي، ويدافعون عن عمليات التهريب، والتجارة الممنوعة، والاحتكار العام، ويسكتون عن استغلال المسؤولين لمناصبهم في الدولة، وسلطاتهم في الحكومة، وعن تسخيرهم لإمكانيات الدولة لمصالحهم الشخصية، ومنافعهم الخاصة.
أترانا نجهل أن وزيراً يعيد طائرة مدنية بكل ركابها من حيث أتت، لأنها لم تقل ولده الذي كان يعبث في صالات المطار، أم أننا لا نعرف أن طائراتٍ خاصة تحمل زوجات وأولاد المسؤولين إلى باريس ولندن وغيرها للتسوق والعودة في نفس اليوم، أم لا نلاحظ أن السيارات الحكومية والعامة، تقوم على خدمة أطفال المسؤولين، وتجهد في تلبية حاجات زوجاتهم، وتنقلهم وما يشترون إلى كل مكان، وهي سياراتٌ حديثة جديدة، تحدث كل عام، وتستبدل مع كل منصبٍ ووزارة.
أم ترانا نجهل أن المسؤولين العرب لا يدفعون فواتير الهواتف الخلوية والأرضية، وأن لهم أرقاماً خاصة مميزة، وأنهم يعفون من فواتير الكهرباء، ومن أجور العلاج والطبابة، ومن كثيرٍ من رسوم الدولة، وأنه تصرف لهم ولخاصتهم بونات بنزين، وبدلات سفر، ومكافئاتٌ شهرية. 
وأنهم يحصلون ببساطةٍ شديدة، ودون منافسةٍ أو مزاحمة، على تقديمات الدول للمساكن الشعبية، والمشاريع الصغيرة، والقروض البنكية الكبيرة، والتسهيلات المصرفية، وأن يحصلون على منحٍ دراسية كاملة، لأولادهم وأحبائهم وأصهارهم على نفقة الدولة، في أفضل الجامعات العالمية.
أليس جديراً بنا أن نتعلم من قضية ميلر، وأن نحترمها وشعبها، وأن نقدر تصرف حكومة بلادها وصحافته، وأن نتعلم كيف نسقط من سدة المسؤولية، ونقصي عن الحكم والقيادة، ونسحب الثقة والأمانة، ونحاسب ونحاكم، كل من ثبت إهداره للمال العام، وتبين أنه يستخدم قدرات الدولة أو الحزب والحركة والتنظيم لمصالحه الشخصية.

حكومة الغيبوبة (هى وأخواتها)/ ايمان حجازى

تساؤلات تطرح نفسها على العقول هل نحن وبعد المرور بمراحل الثورة المتعددة يطلق علينا الآن أننا نمر في مرحلة الغيبوبة أى مرحلة ما بعد العملية والتى لا يكون المريض مسئولا فيها عن أى شيء يفعله أو يقوله أى أنه يهزى !!!!

قامت الحكومة مشكورة فى خلال تطورات مراحل الثورة بتشكيل لجنة الخمسين لإعداد دستور 25 – 30 والذى تمنينا أن يحقق أحلاما طال من اجلها السهاد وخاصة أنه دستور كل الشعب لجميع أطياف الشعب

ولكن فاجأتنا الحكومة بأن إستنت قوانين تخالف أحكام الدستور
فاجأتنا الحكومة بأن منعت تعيين المرأة كمستشارة فى النيابة الإدارية على عكس ما نص به الدستور
فاجأتنا الحكومة فى مفاجآت متتالية من نوع الصدمات التى يحصل عليها الإنسان حال خروجه من دش ساخن لآخر بارد أو العكس وخاصة إذا كانت مرات متكررة , وهذا فيما يتعلق بالجماعة الإخوانية التى كان للحكومة فى البداية رأي تحترم عليه وهو أن إدراج الجماعة ضمن قائمة الإرهاب يتطلب حكم محكمة وقد يكون هذا ما شجع الجماعة الإخوانية فيما أتت به من أفعال تندرج تحت الإجرامية وسفك الدماء والإعتداء الصارخ على المبانى الحكومية والجامعات وإزهاق الأرواح لجمهور الشعب وضباط الشرطة مما إضطر الحكومة الى إعلان أنها تعتبر الجماعة إرهابية بكل المقاييس

وقد إستلزم هذا الإعلان ضرورة تطبيق قانون الإرهاب على من يعرف عنه إنتماؤه للجماعة أو من يأتى فعلا إجراميا يشير الى الجماعة ولكن عادت الحكومة ورمت بنا بين دهاليز المحاكم وأحكام القضاء
ومرت الأحداث بين هذا وهذا وطال بنا المطال فلا نستطيع أن نحاكم الإجرام ولا حتى نتعامل معه حتى صدقت محكمة الأمور المستعجلة فى الجزء الأخير من شهر فبراير من هذا العام على حكم الدرجة الأولى بأن الجماعة الإخوانية هى إجرامية وكذلك محظورة , وكان من الطبيعى على الحكومة أن تتعامل بشدة مع كل من ينتمى الى هذه الجماعة وكذلك منعه من ممارسة الحياة السياسية

ولكن ومن عجائب الأمور ولأننا فى وقت ترشيحات إنتخابية ولأن لدينا لجنة إنتخابات المفترض أنها تقوم بالبحث والتمحيص فيمن يتقدم الى الترشيح لمنصب رئيس جمهوريتنا
, ولكن لأن حالة الغيبوبة منتشرة وتكاد تكون عامة ولأن البلد لم تعد تأخذ شيئا على محمل الجد نهائيا ولأن حكوماتنا المتعددة المصابة بالعجز والتوهان ومن أصابتها أمراض الشيخوخة إستقبلت بالأمس أوراق السيد باسم خفاجة المنتمى الى جماعة الإخوان حال ترشحه لمنصب الرئيس مع العديد من علامات التعجب والإستفهام

ويتساءل العقل هل تعد حكومتنا هذه رشيدة !!!!
أم أنها لا تعى ما تفعل أم أنها لا ترى ما وراء الخطوة التى تخطوها ........

يعنى إذا كنا نعترض على موقف السيد محافظ الوادى الجديد فى تأييده لترشيح السيد عبد الفتاح السيسي كرئيس للجمهورية وذلك لكونه أداة من أدوات الدولة الفاعلة فهذا لأن فعله يندرج تحت أفعال الغيبوبة والهزيان , وهذا ما يؤكده ما حدث اليوم من إستقالة السيد محافظ الوادى الجديد وهو الفعل الأكثر إستغرابا بعد ما فعله بكل التصميم والعزم بالأمس ... فهل تصرف اليوم أتى من ردة فعل الإعلام والشارع المصرى التى رفضت هذا التأييد الغير مسئول من موظف فى الدولة والذى إنحاز بشكل غير لائق لأحد مرشحى الرئاسة !!!! أى هل هو تصرف من داخل عقل السيد المحافظ فإن كان فهذا يزيدنا تعجبا وتساؤلا وحيرة

أم هل هو تصرف من الحكومة بالضغط على السيد المحافظ لردعه هو وأمثاله ممن يخرجون عن حدود المقبول والمعقول وأيضا يخالفون القانون والدستور!!!!

والسؤال الذى طرحناه فى البداية هو ما يلح علينا مرة أخرى وسنظل نكرره, الى متى يستوجب علينا تحمل حكومات عفى عليها الزمان ؟؟ الى متى يستلزم علينا حمل أخطاء حكومات لم تكن مسئولة ولا رشيدة ؟؟ الى متى نتحمل أخطاء أناس نأتى بهم ليعينونا فإذا بهم يوحلونا ؟؟

يجب على الحكومات أن تستفيق لنفسها وأن تعى الدور المطلوب منها وكفانا عبثا بمقدرات الشعب ومصيره وإلا فسوف تجد الحكومة نفسها فى موقف لا تحسد عليه حينما يحدث ما لا يحمد عقباه لأن الشعب لن يظل هكذا بدون رد فعل على تصرفات هذه الحكومة غير المسئولة هى وسابقاتها

ألا هل بلغت اللهم فإشهد ............

دفء من معطف الذاكرة وقبس من ثلج القصيد/ رجاء محمد زروقي


" 2 "
***--***--***
و.. حين نحن التقينا 
ملّت الأوكار الأشجار 
لما حدثتها  " تشوكي ييانتو" 
عن رهط فنن دفء 
سندر خافقينا 
هجر اللّحن  فؤاد  الرّباب 
حين أصغى لدندنة مرْجل قلبينا 
صمت الوتر تعثر الزيْر  
في سبك حكايا
غير التي تقرضها نوتات 
شفتينا  
خرّت عذراوات بيتهوفن سُجّدا 
لموسيقى تمَشي غدائر 
عرق وجل يدينا 
عزف الوصل على  شبابة  التداني 
رقصت مزارات الكون 
بمرايا مقلتينا
فاشتبكنا وانغمسنا وانصهرنا 
والتأمنا حتى أن النّاظر 
ما عاد يُفرّق بين إزار الرّوح 
ومعطف القلب الذي علينـــــا 
../ ..