رسائل البابا فرنسيس للشعب الفلسطيني/ نقولا ناصر

(كانت خلاصة رسالة البابا فرنسيس للشعب الفلسطيني هي أن المفاوضات مع الاحتلال ودولته، وعدم الإقدام على خطوات من جانب واحد، والامتناع عن المقاومة ب"العنف"، والاعتراف بإسرائيل كأمر واقع هي "الطريق الوحيد إلى السلام")  

وصل البابا فرنسيس إلى الأراضي المقدسة في فلسطين قبل ثلاثة أيام من احتفال دولة الاحتلال الإسرائيلي بالذكرى السنوية السابعة والأربعين لضم المقدسات المسيحية والإسلامية في شرقي القدس وبعد عشرة أيام من إحياء الفلسطينيين للذكرى السنوية السادسة والستين للنكبة الفلسطينية.

لقد دعا البابا خلال "حجّه" إلى "حل عادل" للصراع في فلسطين، وإلى "سلام مستقر على أساس العدل"، وطار من الأردن مباشرة إلى بيت لحم ليدخل "دولة فلسطين" ويقابل "رئيس دولة فلسطين"، كما قال وجاء في البرنامج المعلن لزيارته، من بوابة غير إسرائيلية، في دعوة رمزية صريحة إلى إنهاء احتلال عام 1967، وأعلن عن وجوب "الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في وطن ذي سيادة وبحقه في العيش بكرامة وحرية حركة"، وخرج على البرنامج المقرر لزيارته للتوقف والصلاة عند جدار الضم والتوسع في بيت لحم في مبادرة جريئة دلالاتها غنية عن البيان.   

لكن البابا لم يجد ما يقوله في المناسبيتن، فهو والكرسي الرسولي الذي يشغله ليس لهما رأي وليس في وسعهما ما يفعلانه للشعب الفلسطيني سوى الصلاة من أجل رفع المعاناة عنه، لأن "الإجراءات الملموسة للسلام يجب أن تأتي من المفاوضات"، فهذا هو "الطريق الوحيد إلى السلام"، كما قال الحبر الأعظم للصحفيين المرافقين له في رحلة طيران عودته إلى روما.

في السادس والعشرين من هذا الشهر وصف موقع "الكاثوليكي أونلاين" سياسة الفاتيكان هذه بأنها "دبلوماسية الايمان".

وكانت هذه هي رسالة البابا الأساسية للشعب الفلسطيني، وهذه هي على وجه التحديد الرسالة الأميركية - الإسرائيلية لهم، فخلاصهم من الاحتلال ليس في يد الفاتيكان أو الولايات المتحدة، التي ترعى مفاوضاتهم معه منذ ما يزيد على عقدين من الزمن، بل يكمن خلاصهم في استمرار ارتهانهم لتفاوضهم الثنائي مع الاحتلال فقط.

وكانت رسالته الثانية لهم في خدمة رسالته الأساسية، فقد حثهم على "الامتناع عن القيام بمبادرات وأفعال تتناقض مع الرغبة المعلنة في التوصل إلى اتفاق حقيقي" أي الامتناع عن القيام بخطوات من جانب واحد، وهذه أيضا رسالة تكرر دولة الاحتلال وراعيها الأميركي توجيهها لمفاوض منظمة التحرير الفلسطينية كي يلتزم بها من جانب واحد من دون إلزام دولة الاحتلال بالتزام مماثل.

ولهذا الغرض وجه البابا دعوته للرئيس الفلسطيني محمود عباس للانضمام إلى رئيس دولة الاحتلال شمعون بيريس للصلاة معا من أجل السلام في "بيتي في الفاتيكان كمكان لاجتماع الصلاة هذا" في الثامن من حزيران/يونيو المقبل. ووصف المتحدث باسم البابا فدريكو لومباردي هذه الدعوة بأنها "مبادرة سلام بابوية". فكانت هذه رسالة البابا الثالثة للشعب الفلسطيني.

وتمثلت رسالته الرابعة لهم بباقة الورود التي وضعها على قبر مؤسس الحركة الصهيونية في القدس المحتلة ثيودور هيرتزل، الملحد الذي كان يؤمن بالرغم من ذلك ب"وعد" الرب ل"شعبه المختار" بأن تكون فلسطين وقفا يهوديا له، في سابقة بابوية تاريخية امتنع عنها البابوات الثلاث الذين سبقوه في "الحج" إلى المقدسات المسيحية، بعد مرور مائة وعشرة أعوام على رفض البابا بيوس العاشر دعوة هيرتزل له للموافقة على إقامة دولة يهودية في فلسطين.

إن إضفاء شرعية الفاتيكان على هيرتزل هي شرعنة ومباركة لمشروعه الاستعماري الاستيطاني في فلسطين والنكبة الفلسطينية التي تمخضت عنه ورسالة بابوبة تعترف بالأمر الواقع الراهن القائم على الظلم والعدوان والاغتصاب وتدعو الشعب الفلسطيني إلى اعتراف مماثل بهذا "الأمر الواقع".

وبعث البابا فرنسيس برسالة خامسة إلى الشعب الفلسطيني عندما خاطب أطفال اللاجئين الفلسطينيين من مخيم الدهيشة في بيت لحم قائلا: "لا تسمحوا أبدا للماضي بأن يقرر حياتكم، انظروا إلى المستقبل دائما." إنها الدعوة الأميركية – الإسرائيلية المكررة إلى نسيان النكبة الفلسطينية والتطلع من مخيمات اللجوء إلى مستقبل مجهول في المنافي والشتات.

وفي المناسبة ذاتها وجه رسالته السادسة لهم عندما خاطبهم قائلا: "لا يمكن هزيمة العنف بالعنف. فالعنف يمكن هزيمته بالسلام فقط". إنها الدعوة الأميركية – الإسرائيلية ذاتها لتخلي الشعب الفلسطيني عن مقاومة الاحتلال وعنفه بكل أشكال المقاومة التي يجيزها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة  والشرائع السماوية ومنها المسيحية.

فالسيد المسيح وهو رسول السلام والمحبة حد أن يحث المؤمنين بأن "أحبوا أعداءكم" لم يمنعه غضبه من "المرائين" بين الحق وبين الباطل من أن يلعنهم واصفا إياهم ب"الحيّات وأولاد الأفاعي"، ومن تحويل بعض الحبال إلى سوط ينهال فيه على الباعة والصيارفة فيقلب موائدهم وينثر دراهمهم ويطردهم من "الهيكل" لأنهم حولوا بيتا للعبادة إلى بيت للتجارة، فلم يلجأ إلى مقاومتهم "بالسلام" كما ينصح البابا الآن للتعامل مع من انتهكوا حرمة بيوت العبادة المسيحية والإسلامية في فلسطين.

إن صلاة البابا في متحف الهولوكوست وحائط البراق ونصب ضحايا مقاومة الاحتلال وزيارته لرئيس دولة الاحتلال بمقر إقامته حيث صلى "من أجل مؤسسات دولة إسرائيل" المسؤولة عن اغتصاب فلسطين واحتلالها واستقباله رئيس وزرائها ينيامين نتنياهو في مجمع فندق النوتردام هي نشاطات بابوية جرت جميعها في القدس التي ضمتها دولة الاحتلال وأعلنتها عاصمة "أبدية" لها.

وهي نشاطات حملت مباركة الكرسي البابوي لكل الرموز الصهيونية التي تسوقها دولة الاحتلال كمسوغات لإدعاءاتها في الأراضي المقدسة والقدس ولاستمرار احتلالها وعدم مسؤوليتها عن النكبة الفلسطينية، ليذكر بسلفه البابا بنديكتوس خلال حجه المماثل عندما "شكر الله" لأن "اليهود عادوا إلى أرض أجدادهم". وهذه رسالة بابوية سابعة لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يمر عليها مرور الكرام.

وكانت رسالته الثامنة حول القدس التي دعا إلى "وجوب" حل قضيتها "عن طريق التفاوض ... بروح من الأخوة والثقة المتبادلة" بين الجلاد وبين الضحية فيها "لأنني لا أعدّ نفسي مؤهلا للقول إنه ينبغي عمل شيء أو آخر" بشأنها، ليكتب روفن بركو في "إسرائيل هايوم" العبرية إن لقاءات البابا فيها مع بيريز ونتنياهو هي "تعبير أمر واقع عن اعتراف الفاتيكان بالقدس عاصمة لإسرائيل".

لقد كان لافتا أن لا ترد كلمة "الاحتلال" في أكثر من ثلاثة عشر خطابا للبابا طوال ثلاثة أيام استغرقها "حجه"، ولم ترد فيها كذلك أي إشارة إلى معاناة المحاصرين في قطاع غزة، أو إلى الجليل حيث يوجد أكبر تجمع للمسيحيين الذين تستهدفهم دولة الاحتلال اليوم بالتجنيد الإجباري في جيشها، أو إلى معاناة المقدسيين في "ضاحية السلام" ومخيم شعفاط وعدة أحياء أخرى عزلها مضيفوه المحتلون للقدس عن المدينة المقدسة بجدار الضم والتوسع وقطعوا عنها كل الخدمات حتى المياه.

في الثالث والعشرين من الشهر الجاري قال ابراهام فوكسمان، رئيس رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأميركية، إن "الأهمية الأكبر" لزيارة البابا "تكمن في حقيقة أنها تعكس تطبيع العلاقات بين الفاتيكان وبين دولة إسرائيل".

ومنذ برّأ مجلس الفاتيكان الثاني اليهود من دم المسيح في ستينيات القرن العشرين الماضي تسارع "تطبيع" هذه العلاقات ليقول الحاخام ديفيد روزن مدير العلاقات بين الأديان في اللجنة اليهودية الأميركية في السادس والعشرين من هذا الشهر إن "ثورة قد حدثت في (علاقة) العالم المسيحي" مع اليهود.

إن "دبلوماسية الايمان" التي قادت البابا فرنسيس إلى "الحياد" بين دولة الاحتلال وبين ضحاياه قد  حولته إلى محايد بين الحق وبين الباطل، وبين الخير وبين الشر، وبين العدل وبين الظلم، وبين الاحتلال وبين السلام، وهذه ثنائيات متناقضة ليس مقبولا الحياد بينها خصوصا من جانب قوة روحية بوزن من يشغل الكرسي الرسولي في الفاتيكان. إن حيادا كهذا يفتقد بالتأكيد "العدل" الذي دعا البابا إلى حل الصراع على أساسه.

منذ نهاية حروب الفرنجة (الصليبية) في القرن الثاني عشر الميلادي لم يقم أي من بابوات روما ب"الحج" إلى القدس حتى زارها البابا بولس السادس عام 1964 وهي تحت الحكم الأردني ليلحق به بعد ستة وثلاثين سنة البابا يوحنا بولس ثم البابا بنديكيت عام 2009 وأخيرا البابا فرنسيس.

ومنذ ذلك الحين أيضا لم يكن للكنسية الكاثوليكية وجود في المنطقة بسبب مباركتها لتلك الحروب وقد عادت إليها فقط في أواخر الخلافة العثمانية وبداية الاستعمار الأوروبي للوطن العربي الذي لم ينقطع فيه أبدا وجود الكنائس العربية والوطنية الشرقية بسبب وقوفها مع العرب والمسلمين في الدفاع عنه ضد حروب الفرنجة عليه.

إن تقليد الحج البابوي إلى الأراضي المسيحية المقدسة في فلسطين منذ عام 1946 لم ينجح حتى الآن في تبديد الحقيقة التاريخية الكامنة في الذاكرة العربية منذ حروب الفرنجة بأن البابوية "ما زالت مرتبطة بالحروب الصليبية بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر" عندما كانت صلة البابوات بالأراضي المقدسة صلة عسكرية فقط كما كتب المحرر الدولي ل"إن بي آر. أورغ" غريغ ماير في الرابع والعشرين من أيار/مايو، ليتساءل المراقب العربي، مسيحيا ومسلما على حد سواء، عن السبب في انقطاع تلك "الصلة العسكرية" للفاتيكان مع القدس وبيت لحم وفي أن "تحرير" مهد السيد المسيح وقبره لم يعد هدفا للفاتيكان بعد الاحتلال العسكري الإسرائيلي لهما.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

الحب الخالد/ محمد محمد علي جنيدي


ما لي أراني عاشقاً أدمعي 
ما لي وقلبي قد جفا مضجعي 
من ذاق مثلي من عذابِ الهوى 
ناراً وشاء الحظُّ تبقى معي 
يا قلبُ لا للعيشِ دون المنى 
لن يُخضعَ الهجرانُ أهلَ الرِّضا 
باكٍ على شكواك دوماً معي
واللهُ يبقى راحماً بالقضا 
ذكراكِ في الوجدانِ تبدو لنا
أطيافَ ماضٍ يحتوي عمرَنا 
يا نضرةَ الرُّبا فذي دمعتي 
والشَّوقُ باقٍ لم يزلْْ بيننا
صدقُ الوفاءِ قصةٌ للأبد
تسري وفي قلبي حنينٌ ووِد
فهل وجدتي يا حياتي أحد
يحيا بماضيهِ إلى فجر غد
بالحبِّ يمضي ليلَهُ ساهرا
والشُّوق لا أدري خلاصا لَهُ
أيا جراحَ الحبِّ ما لي أنا
كلٌّ إلى نومٍ وما ذقتُهُ
يا روحَ قلبي إنِّني ضائعٌ 
لفرقةٍ تدري بها مقتلي 
ما عشتُ يوماً زاهداً مُنيتي 
لم تبدأي هجراً ولم تفعلي 
لكنَّنا نمضي إلى مشهدٍ 
للغيبِ نادانا وما من مفرْ 
ليس الثَّرى قبراً لحبِّي ولا 
أنا الَّذي يا بينُ أشكو القدرْ 
لعمرِنا كيف نقولُ انطوى
حبٌّ جميلٌ خالدٌ كم روَى
ما هان يوماً بفراقٍ كما
هو الحنينُ خالدٌ للمدى
كوني صدَى صوتي وبي أبحرِي 
أعماقَ قلبٍ عاشقٍ واذكرِي 
كوني كما رَضْيَ إلهي لنا 
كوني كنارِي أو حَيَا كوثرِي 
ولْتَصْدَحي بكلِّ آتٍ لنا 
أرى رضا الأقدارِ في شدوِكم 
فسوف يصغَى الدَّمعُ في مُقْلَتي 
يشدُو وفاءً حافظاً عهدَكم 
ولتسعدِي طولَ المدى إنَّني 
لا أكتوي إلَّا بدمعٍ لكم 
ولتنثرِي عشقي عبيراً لنا 
يا مهجةَ الرُّوحِ ومَنْ غيرُكم 
لن ينقضي عهدُ الهوى الصَّادقِ 
أمرُ السَّما وقد قضَى خالقي 
من يعلمُ الخيرَ سوى الواحدِ 
أيا فراقُ لم تكن عاتقي 

m_mohamed_genedy@yahoo.com

شـكـراً لسيادة المطران سعـد سيروب والأخ نامق ناظم والأب ألـبـير هـشام والأب أوﮔـن الموقـرين/ مايكـل سيـﭘـي

القـصة : كان أحـد الإخـوة المسلمين ــ وهـو موظف في المستـشفى ــ ماراً في شارع بـبغـداد مساء 23 آيار بتوقـيت بغـداد ، فـشاهـد رجلاً في مطلع الخـمسينات من عـمره واقعاً عـلى الأرض فـحـمله بسيارته إلى مستـشفى الكـنـدي وهـو في حالة ميؤوس منها ، ولما فـتـشوه وجـدوه مسيحـياً وعـنـده رقـم تـلفـون لأقـربائه في أميركا فأبلغـوهم بالموضوع .... 
ونظراً لأني قـريب إليهم إتـصلوا بي إلى أستراليا لأتـدبر وأتابع الأمر وأوصي به الخـيـرين في بغـداد لإجـراء اللازم إلى أسـوأ الإحـتمالات ، وهـنا بـدَوري إتـصلتُ بعـد منـتـصف الليل بالأخ نامق ناظم جـرجـيس القـريـب من الكـنيسة والـﭘـطريركـية فـسألته أولاً : بإعـتـبارك في بغـداد ، لو أن أحـداً من المسيحـيّـين ـ عـلى إفـتـراض ــ  مات في المستـشفى وليس له أحـد في العـراق ، ما هـو مصيره من حـيث الـدفـن ؟ فـردَّ مباشرة وقال : 
الجـمعـية الخـيرية الكـلـدانية تـتـكـفل بذلك بغـض النـظر عـن إنـتمائه الكـنسي وذلك عن طريق كـتاب من الخـورنة التي هو تابع لها وأستطيع أن أساعـد في هـذا المجال ......... قـلتُ : هـناك رجـل إسمه جـيمس نمرود ميخائيل في مستـشفى الكـنـدي في حالة خـطـيرة ، فهل يمكـن متابعـته ؟ فـقال : إن الطرق مقـطوعة ولكـن غـدا صباحا سأتصل بالجـمعـية الخـيرية الكـلـدانية .................... 
سألني الأخ نامق عـن مسكـنه وأقاربه وكـنيسته ــ كي لا يزعـل الـبعـض من ناحـية الطقـوس ــ ، فأجـبته : في الحـقـيقة لا أعـرف مسكـنه ، وأنه وُجـد في الشارع ملقـياً حـياً وأخـذه أهـل الخـير إلى المستـشفى ... أمه كـلـدانية وأبوه ميت آثـوري من كـنيسة التـقـويم الحـديث وليس له أقارب في العـراق  .............. وفي صباح اليوم التالي 24 آيار قال الأخ نامق : إتصلتُ بسيدنا المطران سعـد سيروب وأرسل الأب ألبـير إلى مستـشفى الكـنـدي وتبـين أنه لا وجـود لهـذا الإسم في المستـشفى ولا في الثلاجات ، لذا تعـذر عـمل اي شيء . 
ولما أكـدتُ للأخ نامق أن الرجـل موجـود في المستـشفى ، إتـصلَ فـوراً بالأخ المسلم فأكــد وجـوده هـو أيضاً وكانت الساعة متأخـرة ، وبعـد مكالمات داخـلية كـتب لي الأخ نامق : إتـصل بي الأب ألبـير الآن وقال عـنـدما تـنـفـتح الطرق غـدا سأذهـب مرة أخـرى إلى مستـشفى الكـنـدي وأبحـث عـنه وأعـطيه القربان ومسحة المرضى ، وهـكـذا كان ......... وبعـدها إستـلمتُ مكالمة مفادها أن الرجـل توفي في ساعة متأخـرة من مساء 25 آيار ، فأعـلمتُ الأخ نامق وسألته : ما هي الإجـراءات الكـنسية الممكـنة من حـيث الصلاة أو الـدفـنة ؟ . 
أجابني قائلاً : اليوم 26 آيار ذهـبتُ إلى مستـشفى الكـنـدي ومعي كـتاب من كـنيسة مار يوسف بتوقـيع الأب ألبـير ومعـنا سيارة وصندوق لـنـقل المرحـوم إلى الكـنيسة للصلاة عـليه ومن ثم دفـنه . رفـضتْ إدارة المستـشفى في بـداية الأمر تسليمه إلينا بالرغم من وجـود الكـتاب ، لأنهم طالبونا بهـوية الأحـوال المدنية والبطاقة التموينية وهـذه ليست موجـودة لـدينا ، سنبحـث عـن حل آخـر وهـو الذهاب إلى الطب العـدلي والمحكمة لإصدار اذن قـضائي بتسليمه إلينا وسنحاول عـمله يوم غـد إذا وفـقـنا الله ولم تـظهر عـوارض في الطريق . 
فـكـتـبتُ له : أخي العـزيز نامق ، جهـودكم مشكـورة ... أنا أصبحـتُ حـلقة وصل بـينكم وبين أهـل المرحـوم ، قـبل قـليل إتـصلوا بي وقالـوا أن سـيدة كانت تـزوره وقالت أنها سـلـمـَـتْ هـوية المرحـوم للكاهـن ...... هـذه آخـر معـلوماتي ... مع الشكـر ثانية
فأجاب : نعم وصلني الخـبر وسأذهـب لأنها جـلبت شهادة الجـنسية وبطاقة السكن ولم يجـلبوا هـوية الأحـوال المدنية التي هي المطلوبة ، وسألـنا السيدة إنْ كانت ترغـب في المجيء معـنا فـوافـقـتْ ، نحـن سنـقـوم بما يمليه عـلينا ضميرنا وإيمانـنا المسيحي بدون جـزاء ولا شكـور . قـلتُ : شكـراً جـزيلا ...في ظروف كهـذه التي عـنـدكم ، فأنـتـم تـعـملون أكـثر من اللازم .

ثم كـتب لي : اليوم 27 آيار 2014 تم إستلام المرحوم جـيمس وأقـيمتْ مراسيم الصلاة والجـناز له في كـنيسة مار يوسف للكـلـدان / خـربـنـدة ، وأقام الصلاة عـليه الأب ألبـير راعي كـنيسة مار يوسف ، والأب أوﮔـن من كـنيسة الآثوريّـين وبعـد الصلاة عـليه أخِـذ الجـثمان بسيارة الجـمعـية الخـيرية الكـلـدانية ليدفـن في مدافـن الكـلـدان في بعـقـوبة .

إن تلك التـضحـيات والإجـراءات لا تـثـمَّـن برقـم من الـنـقـود ، وقـد تـطـلبتْ بعـض الكـلفة النـقـدية من حـساب الكـنيسة ومن الأخ نامق دون أن يطـلبـوا تعـويضاً عـلى الإطلاق ، ولكـني لم أقـبل بـذلك أبـداً وأوعـزتُ إلى أهـل المرحـوم أن يتـبرّعـوا تبرّعاً مقابل تلك الخـدمات ونحـن شاكـرين هـمة وحـماس ، بل والغـيرة الملتـهـبة لـدى الخـيرين من أبناء شعـبنا وقـت الضرورة .

شـكـراً مرة أخـرى لسيادة المطران سعـد سيروب والآباء الأفاضل ألـبـير والأب أوﮔـن والأخ نامق ناظم جـرجـيس ، وشـكـرنا الخاص أيضاً للأخ كـفاح سائق الجـمعـية لتـجـشمه عـناء التـنـقـل لثلاثة أيام في متابعة جـهـود الإخـوة جـميعاً من المستـشفى إلى الكـنيسة وإلى المقابر الكـلـدانية  متمنين لكم دوام الصحة والخـير .   
ملاحـظة : 
إستأذنـتُ من الأخ نامق أن أنـشر هـذا المقال ، فإعـتـرض قائلاً : شكـراً لك ، ولكن سيـذهـب الأجـر منا ، وأضاف : لأنه يجـب أنْ لا تعلم يمنيك ما فعـلتْ شمالك ! .
قـلتُ له : الغاية هي إعلان الجـهـود للتـشجـيع لا أكـثر ، فالمخالف نراه عـلى شاشة التـلفـزيون بالأخـبار وهـو يغـطي وجهه أمام الكاميرا ونحـن حـين نعـمل خـيراً ما المانع أن نـظهـر وجـهـنا ؟؟
فـقال : بكـيفـك ، الله أعـلم ما في القلوب .

دراسة موجزة لرواية "يلا نغني" للأديب صبحي خميس/ حاتم جوعيه

     أودُّ  في  هذه المقالةِ ان أقدِّمَ  دراسة ً موجزة ًعن روايةِ الكاتب والأديبِ  التقدُّمي والملتزم " صبحي خميس "  بعنوان  : " يلا نغنَّي " وسأحاولُ  أن أركِّزَ فيها  الأضواءَ  على  أبعادِ  وأهدافِ هذه الروايةِ ، من  جميع النواحي ، وعلى شخصيَّةِ وحياةِ الكاتب الذي تعكسُهُ الرِّواية ُ نفسها .  
  معرفتي  بالكاتب  الروائي  الصديق  " صبحي خميس " واسعة   وشاملة  عرفتهُ صديقا  مخلصًا  مثقفا  ومناضلا  ووفيًّا  لأفكارهِ ، ملتزمًا  في مواقفهِ الوطنيَّةِ  وتطلعاتهِ الإنسانيَّةِ النبيلة  المشرفةِ ...يتحلَّى  بمعرفةٍ وثقافةٍ واسعةٍ ،إضافةٍ إلى ذلك كرمهُ وعطاؤُهُ اللامحدود المادِّي والمعنوي . وكانت نقطة ُ البدءِ  في معرقتيبهِ من خلال قراءاتي واطلاعي لدراساتهِ  ومقالاتهِ  الأدبيَّةِ  والإجتماعيَّة  والسياسيَّة  والفكريَّة  التي  كانت  تنشرُ  في  معظم  الصحفِ والجرائد العربيَّة  المحليَّة ، في الفترة ِ من سنة  1987، وهي بدايةِ مشوارهِ  في عالم الكتابةِ  والإنتشار، ولغايةِ أوائل سنوات الألفين ..حيث  أثبتَ  نفسهَ  يومها  كتابيًّا  وإبداعيًّا ونضاليًّا  رغم  كلِّ الحواجز والسدود التي وقفت  في طريقهِ ، فأصبحَ  اسمهُ لامعًا  يحتلُّ الصفحات الأولى في الصحف والجرائد ..وهنالك  للكثير من المقالات والإفتتاحيات الرئيسيَّة وكلمات العدد الخاصَّة  للعديدِ من  الجرائد  والمجلات  المحليَّة  كان  يكتبها هو  بنفسِهِ  ولا  يكشفُ  ويعلنُ عن  ذلك ، حيث  كانت  تنشر  تلك  المقالات  الرئيسيَّة  الهامَّة  باسم الصحيفةِ نفسها ... وفجأة ً وبدون سابق إنذار غاب قلمُ   صبحي عن مسرح الكتابةِ ، والكثيرون بدؤُوا يتساءلون لماذا هذا الغياب المفاجىء الذي يطرح  أكثر من  سؤال  وسؤال ،  سيَّما  وأنَّ  مقالاته  وكتاباته  المنشورة ، خاصَّة السياسيَّة  والادبيَّة  منها  ذات الطابع  القومي والوطني والإنساني المقاوم ، المترعة بالأمل والمجد والإباء قد اخذت حيِّزًا واسعا واحدثت  ضجَّة ً قويّة ً  محليًّا .. وأشيرُ هنا إلى الحوار الودِّي  الساخن والبناء  الذي ابتدأهُ معهُ عمُّهُ  الكاتب  المرحوم  "  صليبا  خميس "  والكاتب  الإبداعي  الكبير المعروف المرحوم " إميل حبيبي " حول موضوع "حرب الخليج " ... هذا وقد  أجمع العديدُ  من المثقفين  المعروفين  والقراء الذين  واكبوا  تلكَ  المقالات  آنذاك  أنَّ  صبحي خميس  كان في  تحليلاتهِ  وردودِهِ  الكتابيَّة  من أعمق المحللين  المحلِّيِّين نهجًا وأكثرهم رؤية ًعلميَّة ً .  وقد ادارَ  ظهرَهُ  لبعض  الأشخاص الحاقدين  الذين  حاولوا النيلَ  منه  ظلما  وافتراءً  قائلاً  لهم  بكلِّ  وضوح ٍ : " ليسَ  لديَّ  وقتٌ للعقول والأفكار  الرَّجراجة "   .  كانَ  شجاعًا  جريئا  وأثبتَ انهُ  قدوة ٌ  وكفىءٌ للشجاعةِ العقلانيَّة  والمواقف  الصَّعبة  الحرجة .    وهذا الأمرُ   برزَ  بوضوح   حينما انطلقت وظهرت   روايتهُ " يلاَّ نغنِّي "  إلى  النور كاسرًا  فيها  كلَّ  الحواجز  داحرًا  العصابات  والمافيات  الأدبيَّة  التي فرضت هيمنتها وغطرستها محليًّا  في مجال  النشر والإعلام، خاصَّة ً أولئك الذين قال عنهم :" فسادُ السَّمكة  يبدأ من الرأس ".. والكلام  واضحٌ .   وهذه  الرواية  أثارت  وما  زالت  تثيرُ الكثيرَ  من  الرُّدودِ  والنقاش  الحار  حول  الشكل والمضمون ، كان فيها مبدعًا رائدًا  مُخلصًا  لفنِّهِ  وعطائهِ ... حيث  نجدُ  في كلِّ  كلمةٍ  في  روايتهِ مدى إخلاصهِ العميق لأعزِّ  ما  عنده : الإنسان والأرض "- كلّ  هذا في أساليب روائيَّة " متعدِّدة مبتكرة ، الأمر الذي يتطلبُ الدراسة العميقة لهذه  المغامرةِ  الأدبيَّةِ  الرَّائدة التي  كسرَ  بها  جميعَ القوالب الأدبيَّة الروائيَّة المألوفة التقليديَّة وكان لسانُ حالهِ  يقولُ لنا  : ( " أتركوانا  نقفل  القرن  العشرين  وهيَّا  بنا  إلى  عام  ( 2000 ) ... عام الثورة التيكنيلوجيَّة " ) .  وهنا  يجبُ الوقوفُ وقفة  تأمُّل ٍ عميقةٍ  لما  يريدُهُ  كاتبنا " صبحي خميس " الذي أتمنَّى  لهُ  التوفيق والتقدم  المستمر في عالم الكتابةِ .. وأرجو أن  يكونَ في  مستوى ما  تنبَّات به إحدى الصحف المحليَّة سابقا " أندكس هجليل " التي قالت عنهُ  " بأنّكَ   ستكون العنوانَ " .  وليسَ عندي ذرة ُ شكٍّ بأنَّهُ  سيصبحُ ليسَ عنوانا فقط ، بل مدرسة ً تحوي الكرامة َ  والمروءَة َ والمحبَّة والإبداع  والرُّؤيا العميقة الفلسفيَّة على فهم كلِّ ما  يدورُ   بكلِّ  حركةٍ  من  حركاتِ التاريخ  ( محليًّا وشرق أوسطيًّا  ودوليًّا )  .   
    أمَّأ  بالنسبةِ  للرواية  " يلاَّ نغنِّي " فيجتمعُ  فيها  عنصران هامَّان  هما : البعدُ  الوطني القومي  والبُعد  العاطفي  والإنساني  .   فيها  يتحدَّثُ   كاتبنا  بإسهاب عن الحبِّ  الجوهري الروحي  بشكل  واضح ٍ ، من  خلال  أحداثِ  الروايةِ الدراميَّة... يثبتث أنَّهُ  في زماننا  هذا ...عصر التيكنيلوجيا .. عصر المادَّة  والبيزنس  والرُّوتين المُمِلّ  القاتل  يمكنُ  أن  يوجدَ  مثلُ  هذا الحبّ العميق البريىء ، وانَّ حبَّ الإنسان الصَّادق  لحبيبتِهِ  لا يختلفُ  في جوهرهِ  ومعاناتِهِ عن  حبِّ الإنسان لأرضِهِ  ووطنهِ .  فمفهوم  الحبّ  الحقيقي  عند  "صبحي خميس " هو   الإنتماء والهويَّة والكيان  والمصير المشترك .   وبدون العواطف  الجيَّاشة  والحُبّ السَّامي المتعالي والمُنزَّه عن عالم المادَّة  ( عالم  الغش  والخداع  والإستغلال )  فحياة  الإنسان  ليسَ  لها  أيَّة ُ  قيمةٍ  جوهريَّة .   الحبُّ هو  العطاء  والفداء  والبذل  بلا حدود  والتفاني من أجل الحبيب .   وهو  همزة  الوصل  بين الإنسان والحقيقة  والخالق .     والشَّيىء الغريب والمُثيرُ والمُمَيَّز في هذه الرواية  والشَّاذ عن الكثير غيرها  من  الروايات المحليَّة  أنهُ  يوجدُ  فيبها عنصرُ الإثارة والجاذبيَّة  والتشويق  بشكل ٍ قويٍّ خلاب  آسر  .  ومعظم الذين قرؤُوا  رواية " صبحي خميس "  حسب ما  سمعت -   بالإضافةِ  إلى رأيي  وذوقي الشَّخصي -  قرؤُوها  في نفس ٍ واحدٍ  دون  انقطاع   وتوقُّفٍ  حتى  أتوا  على نهايتِها ... على  عكس  غبرها  من  الرواياتِ  والقصص  القصيرة  أو  الطويلة  أو  حتى  روايات  الكتاب الكبار أيضًا مثل:( نجيب محفوظ ، إحسان عبد القدوس.. وغيرهما )   الذين نقرأ  رواياتهم  وكتبهم  بشكل  متقطع دائما ، وقد  ننهي  قراءة القصَّة  في يوم  أو في أسبوع  أو شهر، وكثيرًا ما  يُصيبنا الجُهدُ  والملل  والإعياء  أثناء القراءة المتواصلةِ ... وليس كلامي هذا تملُّقا  للصديق  صبحي خميس  بل هي الحقيقة . إنَّ رواية "يلاَّ نغنِّي" تتمتعُ وتتحلَّى بجميع مقوِّماتِ  القصَّة  أو الرّواية  الإبداعيّة الحديثة  المتطوِّرة  والناجحة  على جميع المستويات :  من ناحيةِ الأسلوب الأدبي الجميل المبتكر والمستوى الفنِّي، والصُّورالحسيَّة  الجماليَّة المُعبِّرة والكلام السَّلس المتناسق في المفردات والعبارات،والتعابير البلاغيَّة  الجميلة  والأجواء الرُّومانسيَّة  الشَّاعريَّة ، والإنسياب  في تسلسل الأحداثِ ، والبعد القومي  والإنساني  والفلسفي  للحياةِ  في  مجرى  أحداثِ الرِّوايةِ ، والحوار الفلسفي  الدرامي  الفكري  المنطقي  المثير  والبنَّاء  بين شخصيَّات  وأبطال الروايةِ ونرى ونلمسُ أيضًا  في  جوِّها  وطيَّاتِها  الكرمَ الاخلاقي العربي،والنظرة َالإنسانيَّة الشموليَّة ،والعادات والتقاليد والفيلكلور الفلسطيني المحلِّي  .   ولكن  هناك  بعض التمرُّد  أو الخروج  عن المألوف  وروتين  الحياة  التقليديَّة ، من  خلال  العلاقة  بين  بطل  وبطلة ِ الرواية  - القصَّة ... ولكن  هذا الشَّيىء قد يحدثُ في مجتمعنا .. ويعطي  ويُقدِّمُ  كاتبنا  تحليلا  ومُبَرِّرًا  منطقيًا  مقبولاً  لتلك  العلاقة  لا  يتنافى مع  القيم  والنظرةِ الإنسانيّة  ، على عكس ما  اتِّهمَ   بهِ   كاتبنا  حيثُ   جعلَ  بعضُ  النويقدين والحاقدين  من هذه  القصَّة  فرصة ً وذريعة ً سانحة ً  للطعن  والنَّيل ِ منهُ  . كما أنَّ الشخصيَّات والأحداث السِّياسيَّة  التي  يذكرُها  الكاتب واقعيَّة  ( من  صميم  واقعنا ) ونراها  ونلمسها يوميًّا  في حياتِنا، وأيضًا  بالنسبةِ للأجهزةِ  الإعلاميَّة  والأطر السِّياسيَّةِ والفكريَّة ... إلخ . ولكنهُ  جاءَ بأسماءٍ  مستعارة  ووظفها في روايتهِ ترمزُ للشخصيَّاتِ التي يعنيها ويقصدُها، ووفِّقَ في هذا.       
    لقد  كتبَ  عن  هذه  الرِّواية " يلاَّ  نغنِّي " بعضُ هواةِ  الكتابةِ  الدخيلين  على النقدِ الأدبي . والمعروف محليًّا أنَّهُ لا يوجدُ عندنا نقدٌ أدبيٌّ  موضوعيٌّ  بالمفهوم الحقيقي  للنقدِ  كما هو  في  الدول العربيَّة ، ومعظمُ   ما  نقرؤُهُ في الصحفِ  والمجلاتِ  ووسائل  الإعلام  المحليَّة  هو  خربشات  وتخبيصاتٌ  فقط ،  يفتقرُ إلى  البحثِ  والتحليل  وبعيد  عن  جوهر  وعالم  النقد  العلمي  والموضوعي  البنَّاء   ولا   تربطهُ  رابطة ٌ  وعلاقة ٌ  مع   أسس   وأصول   ونظرياتِ النقد المعروفة والمتفق عليها . والنقدُ المحلِّي عندنا ( في الداخل )  ينبثقُ  من  دافعين :  دافع  النفاق  والتملُّق  والكذب   ومسح  الجوخ  عندما  تكونُ هنالك مصالح  شخصيَّة ومكاسب مُعيَّنة ، أو من  دافع  الحقد الأرعن  والطعن  والتشهير الأعمى .   وأريدُ أن  أشيرَ هنا  إنَّ  جميعَ  من كتبوا عن روايةِ  صبحي خميس  هم  غير  مؤَهَّلين   لمهنةِ   النقد  الأدبي ، وبعضهُم جاءَ  نقدُهُ على شكلِ التهَّجُّم  ومن دافع  الحقدِ الشَّخصي والكراهيةِ  كما يبدو (  ولغايةٍ  في  نفس يعقوب ).. وربَّما  لعقدٍ  ورواسب دفينة  لديهم  ( تحتاج إلى محلِّل نفسي ) .. والبعضُ كتب عنهُ  دون أن يقرأ كتابهُ  إطلاقا  ويطَّلعَ  عليهِ ،  مستعملاً  وَمُوجِّهًا  ضدَّهُ  أقذرَ الشَّتائم   والعبارات  السوقيَّة  النابية ( بشكل ٍ شخصي ) . ولكن جميع ما كتبَ لا  يُؤَثِّرَ سلبيًّا على انطلاقةِ كاتبنا  الأدبيَّةِ والثقافيَّة  وتحليقهِ في أجواءِ عالم الكتابةِ  والفنِّ  والإبداع  .  والمهمُّ في نهايةِ المطاف هو العطاء والمستوى الإبداعي وليسَ ما يسطِّرُهُ  ويبتدعُهُ المشعوذون والحاقدون والمُغرضون  .    
- وأخيرًا :  إنَّ  هذه  الرواية  تحتاجُ  إلى  وقفةٍ  أخرى طويلةٍ  وإلى دراسةٍ  عميقةٍ  شاملةٍ  لنعطيها  حقها  ونعطي  الكاتب  والأديب  الصديق " صبحي خميس "  ما يستحقّ  .   
..ولا أريدُ الإطالة- وأخيرًا وليسَ آخرًا نهنِّىءُ الكاتبَ المبدع صبحي خميس بروايته  " يلاَّ  نغنِّي " ونتمنَّى  أن   يتحفنا  دائمًا  بالمزيد  من  الإصداراتِ  والرِّوايات  والكتب الأدبيَّة  الجديدة  .   
                                (  بقلم  : حاتم  جوعيه -  المغار -  الجليل  ) 

دلالات ومعاني زيارة قداسة البابا للمنطقة/ راسم عبيدات

مما لاشك فيه بأن زيارة  قداسة البابا  فرنسيس الأول  للمنطقة وتحديداً للأراضي الفلسطينية المحتلة،وبما له من مكانة دينية واخلاقية وقيمية كبيرة في العالم،وتحديداً عند الغرب المسيحي،تحمل الكثير من الدلالات والمعاني الكبيرة والهامة،حيث أن مشاهداته ورسائله وانطباعاته ومواقفه، تعني لهم الكثير،وزيارة قداسة البابا للمنطقة والأماكن المقدسة،لم تحمل معاني روحية ودينية فقط،فهو رسول محبة وسلام ويقف ضد الظلم والعدوان والإضطهاد لكل أبناء البشر،أياً كانت معتقداتهم ومذاهبهم ولونهم وجنسهم،فهو في صلواته في كل الأماكن الدينية في القدس وبيت لحم وغيرها،دعا الى المحبة والسلام والتسامح والعدل،ونبذ خيار العنف،وتكثيف الجهود  والمبادرات من اجل السلام ،ولكن في الجانب الآخر وفي رسالة واضحة للإحتلال رغم انه لم يتحدث علانية عن إنهاء الإحتلال،بل تحدث عن المعاناة المشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين،إلا اننا نرى بأن تلك المقارنة ليست دقيقة،وهي تساوي بين الضحية والجلاد،فمن يعاني من جدار الفصل العنصري وتداعياته وتأثيراته على كل جوانب حياتنا ومعيشتنا ومستقبلنا والإذلال وإمتهان الكرامة اليومي والبطش والحواجز والإعتقالات اليومية،هو نحن الفلسطينيون دون غيرنا،ولكن رغم كل ذلك نقول بأن تلك الزيارة،فيها الكثير من التعاطف والوقوف الى جانب شعبنا ،وحقه في العيش بحرية وكرامة في وطن خالي من الإحتلال،فقداسة البابا في زيارته لمدينة بيت لحم مهد المسيح عليه السلام،تظاهر ضد جدار الفصل العنصري على طريقته الخاصة، حيث ترجل من سيارته المكشوفة وتوجه نحو البوابة الحديدية الضخمة المنصوبة وسط جدار الفصل العنصري وأدى هناك لنحو دقائق معدودة صلاة خاصة أعطت الكثير من المعاني والدلالات،فهو يقول للإحتلال كفى للجدران والحواجز،فالجدران والحواجز،والعيش في "جيتوهات" مغلقة ودولة "ابارتهيد" عنصري بغيض،لن تصنع سلاماً،هدم هذه الجدران،جدران الذل والفصل،والإعتراف بحقوق الآخرين وتقديم التنازلات الجدية والحقيقية،هي من يصنع السلام،وتلك لم تكن اللفتة الوحيدة من قداسته تجاه شعبنا،والتي نرى أنها تتقدم على مواقف الكثير ممن يدعون الوقوف الى شعبنا وحقوقه من العرب والمسلمين،في الوقت الذي يتآمرون عليه،ليس فقط في السر،بل واصبح ذلك عند البعض منهم في العلن.وقداسة البابا لم يكتفي بالتظاهر على طريقته الخاصة ضد جدار الفصل العنصري،بل زيارته لمخيم الدهيشه والتقاءه بلاجئي شعبنا،فيه أيضاً في الذكرى السادسة والستين لنكبة شعبنا رسالة ومعاني سياسية،فهو يقول بأن هذا الشعب الذي سلمه بطاقة تموين كاول لاجيء ومجسما على شكل مفتاح،تاكيد منه على حق العودة الى وطنه وأرضه التي طرد وشرد منها  قسرا،بأنه آن له ان يعود الى دياره ووطنه،وتنتهي معاناته،وان يعيش بحرية وكرامة،وايضا كان لقاءه مع أهالي أسرانا وممثلين عنهم،والذين يقبع أكثر من (5200) منهم في سجون الإحتلال وزنازينه وأقسام عزله،ويخوض الآن لليوم الرابع والثلاثين اكثر من (120) معتقل إداري منهم معركة الأمعاء الخاوية،معركة الإضراب المفتوح عن الطعام،من اجل نيل حريتهم،حيث يجري اعتقالهم وفق قوانين جائرة من عهد الإنتداب وانظمة الطوارىء،بدون اية ادلة وبراهين وإثباتات،وبدون محاكمة،فقط حقد أجهزة مخابرات العدو ومزاجيتها،هي التي تتحكم في مصير المعتقل،والذي يمدد إعتقاله لمرة ومرات.

أهالي أسرانا طالبوا قداسة البابا بالتدخل والضغط على حكومة الإحتلال من اجل نيل حريتهم،وتحسين شروط وظروف إعتقالهم،وكذلك الإطلاق الفوري لسراح من يتهددهم الموت في اي لحظة من الأسرى المضربين عن الطعام،هؤلاء الذين قال جاهز المخابرات الإسرائيلي"الشاباك"،أنه معني بموت العديد منهم في السجون،بما يثبت مدى حقد وعنجهية الإحتلال واجهزته،وضربهم عرض الحائط،بكل القوانين والمواثيق والأعراف والإتفاقيات الدولية.

ولم ينسى أبناء شعبنا في لقاءاتهم مع قداسة البابا،ان يذكروه بمعاناة المبعدين واهاليهم،مبعدي كنيسة المهد الذين مضى على إبعادهم اكثر من (12) عاماً،دون ان تسمح حكومة الإحتلال لهم بالعودة،رغم تعهدها وإلتزامها بذلك،السماح بعودتهم بعد ثلاث سنوات،ولكن حتى جثة من استشهد منهم لم تسمح بعودتها.

وأيضاً في زيارته للمسجد الأقصى،شرح له وأطلعه مفتي الديار المقدسة،الشيخ محمد حسين ووفد الأوقاف والشخصيات المقدسية،ما يتعرض له المصلون من مضايقات يومية،تمنعهم من تادية شعائرهم الدينية،والوصول للمسجد الأقصى،وما تقوم به حكومة الإحتلال من جرائم بحق الأقصى من إقتحامات يومية وحفريات أسفله وحوله وبالقرب منه.

تلك الحقائق والمعانيات إطلع عليها،قداسة البابا وشاهد بأم عينه،كيف تقوم إسرائيل بقمع الفلسطينيين،ومنعهم حتى من إستقباله.

قداسة البابا الذي،حمل رسالة محبة وسلام،فهو ايضاً كان حريصاً،على التاكيد بأن دولة الإحتلال لها حق العيش في دولة وبحدود آمنة ومعترف بها،كذلك أكد على حق شعبنا في العيش في دولة مستقلة قابلة للحياة،وهو يدرك بأن الوضع في المنطقة قابل للإنفجار،بسبب تعنت اسرائيل ورفضها الإعتراف بحقوق شعبنا،وحقنا في الحرية والإستقلال،وهو دعا الرئيس الفلسطيني أبا مازن ورئيس دولة الإحتلال شمعون بيرس،من أجل القدوم للفاتيكان وإقامة صلاة خاصة بالسلام في بيته ،وتلك الدعوة والرسالة التي إستجابا لها،هي تحمل معاني ساسية،تحمل إستمرار التفاوض من اجل تحقيق السلام،على قاعدة الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة،مقابل الإعتراف بدولة الإحتلال في حدود آمنه ومعترف بها،فإنهيار المفاوضات وتوقفها،يعني بان الأوضاع،قد تتجه نحو خيارات أخرى،خيارات من شأنها ان تدفع بالأمور نحو الإنفجار والخروج عن السيطرة،وهو ما لا تريده كل الأطراف المتفاوضه.

وفي النهاية تبقى زيارة قداسة البابا لفلسطين ،زيارة محبة وسلام،زيارة تضامن ووقوف ومشاهدة ل والإطلاع على حقيقية ما يرتكبه الإحتلال من جرائم بحق شعبنا،وما يتعرض لهم من ظلم وإضطهاد يومي وعلى مدار الساعة،وليعمل قداسة البابا وليستخدم ثقله الديني والأخلاقي والسياسي،من اجل  أن يوضح للغرب المسيحي الإستعماري،بأن شعبنا الفلسطيني،من حقه العيش في وطن حر مستقل،ينعم فيه أطفاله بحرية كباقي أطفال بني البشر.

كارثة الدبلوماسية السرية الفلسطينية/ نقولا ناصر

(دخلت جيوش سبع دول عربية فلسطين وإعلامها الدبلوماسي العلني يتحدث عن تحريرها من العصابات الصهيونية الغازية بينما الدبلوماسية السرية لحكوماتها ملتزمة بتقسيم فلسطين وتقاسمها معها)

عندما تكون الاستراتيجية المعتمدة هي استراتيجية "الحياة مفاوضات" يكون من المتوقع أن تلجأ القيادة الفلسطينية إلى دبلوماسية التفاوض السرية عندما تفشل المفاوضات العلنية، كما حدث فعلا طوال ما يزيد على العشرين سنة المنصرمة عندما انطلقت عملية التفاوض بعد سنين من الاتصالات والمفاوضات السرية من خلف ظهر الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية والمدنية.

وكان اللجوء إلى قناة أوسلو السرية من وراء ظهر الوفد الفلسطيني الذي كان يدير مفاوضات علنية غير ناجحة في واشنطن أوائل تسعينيات القرن العشرين الماضي برئاسة المرحوم حيدر عبد الشافي مثالا ساطعا.  

وبعد فشل الجولة الأخيرة للمفاوضات لا يحتاج المراقب إلى "الضرب بالمندل" للاستنتاج بأن القيادة تبحث الآن عن دهاليز توجد وفرة منها، عربية وغير عربية، لاستئناف دبلوماسيتها السرية، فالقيادة ما زالت نفسها واستراتيجيتها كذلك.

لقد كانت الدبلوماسية السرية كارثة قومية وفلسطينية في ثمارها الملموسة الان، ولا يمكن تجاهل نتائجها المدمرة، فالنكبة العربية في فلسطين كانت من ثمارها، إذ دخلت جيوش سبع دول عربية فلسطين وإعلامها الدبلوماسي العلني يتحدث عن تحريرها من العصابات الصهيونية الغازية بينما كانت الأوامر الواردة لها من حكوماتها ملتزمة بموافقة الدبلوماسية السرية لتلك الحكومات على تقسيم فلسطين وتقاسمها مع الحركة الصهيونية.

والدبلوماسية السرية العربية هي التي أثمرت معاهدتي الصلح المنفردتين بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وبين كل من مصر والأردن وكذلك تبادل التجارة والممثليات التجارية والاتصالات الأمنية والسياسية السرية بينها وبين العديد من الدول العربية الأخرى، في معزل عن شعوبها ومشاركتها ورقابتها وبالضد من إرادتها الحرة، وهو ما قاد إلى محاصرة عرب فلسطين في مأزقهم التاريخي الراهن.

في مقال له نشرته "ذى تلغراف" البريطانية في الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر عام 2010 كتب العميد المتقاعد من جيش الاحتلال مايكل هيرتزوغ، الذي شارك في كل مفاوضات دولة الاحتلال مع منظمة التحرير الفلسطينية والعرب منذ عام 1993: "أثبتت القنوات الخلفية أنها فعالة بصفة خاصة في حالة مفاوضات السلام الإسرائيلية – العربية. وفي الحقيقة لقد ساعدت في إبرام كل اتفاقيات إسرائيل للسلام مع مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية".      

لقد اشترط وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووافقت القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية الحاضنة لاستراتيجيتها، على أن تكون المفاوضات "العلنية" التي رعى كيري جولتها الأخيرة لمدة تسعة أشهر منذ أواخر تموز/يوليو الماضي مفاوضات "سرية".

ولا يحتاج المراقب إلى "الضرب بالمندل" أيضا ليكتشف السبب في حرص دولة الاحتلال الإسرائيلي وراعيها الأميركي على سرية المفاوضات، حتى "العلني" منها.

فإطار هذه المفاوضات ومرجعياتها وأهدافها المعلنة والنتائج الكارثية لأكثر من عقدين من الزمن من عمرها تتجاوز الخطوط الحمر لثوابت الشعب الفلسطيني الوطنية، لذلك فإن اطلاعه على حيثياتها وتفاصيلها هدد دائما ويهدد الآن بإفشالها إن لم تفشل لأسباب ذاتية، ومن هنا حرص المتفاوضين الدائم على إبقاء الشعب الفلسطيني في الظلام.

إن وعد الرئيس محمود عباس بعرض أي اتفاق تفاوضي يتم التوصل إليه على استفتاء شعبي لم يعد مسوغا كافيا للقبول باستمرار تجهيل الشعب الفلسطيني بما يدور وراء الأبواب المغلقة بشأن حاضره ومستقبله وباستمرار تغييب مؤسساته الرسمية والمدنية عن تفاصيل ما يدور.

فحرية القيادة في اتخاذ القرارات على مسؤوليتها اللاحقة أمام المؤسسات قد تصلح للحكومات في الشأن الداخلي في الدول المستقلة ذات السيادة، لكنها لا تصلح عندما يتعلق الأمر بتقرير مصير ومستقبل شعب تحت الاحتلال، كما هو الحال الفلسطيني، وحتى في الدول ذات السيادة تخضع الحكومات للرقابة المستمرة من المؤسسات المنتخبة ولا تستدعى هذه المؤسسات كل بضع سنوات كي "تبصم" فقط على قرارات لم تشارك في صنعها.

ألم يكن هذا هو الحال الفلسطيني الذي غيّب، مثلا، المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية لمدة تزيد على عشر سنوات حاسمة في التاريخ الوطني منذ "إعلان الاستقلال" عام 1988 حتى دعوته إلى الانعقاد عام 1999 برعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون لإفراغ ميثاق المنظمة من محتواه الوطني والعربي، ليظل مغيّبا بعد ذلك حتى عام 2009 عندما استدعي لإضفاء شرعية المنظمة على الوضع الناجم عن الانقسام الوطني قبل أن يستدعى مؤخرا هذا العام لإضفاء شرعية المنظمة على قرار قيادتها باستمرار التزامها باستراتيجية المفاوضات، ثنائية كانت أم متعددة، برعاية أميركية أم مدوّلة، بعد أن أكد فشل جولتها الأخيرة فشلها كاستراتيجية يكاد الشعب الفلسطيني يجمع على ضرورة التوافق الوطني على استراتيجية وطنية بديلة لها.

وقد غيبت منظمة التحرير ذاتها وهمشت، وغيب وهمش معها معظم شعبها خارج الوطن المحتل المفترض انها ممثلة له  وأجلت استراتيجية التفاوض قضية لجوئهم ومنافيهم إلى "الوضع النهائي"، لصالح إبراز سلطة للحكم الذاتي الفلسطيني تحت الاحتلال تعترف بها دولة الاحتلال وراعيها الأميركي كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، فعزلت القدس وغيبت، وأخرج أقل من مليوني مواطن من فلسطينيي 1948 من استراتيجية التفاوض الفلسطينية بصفتهم "مواطنين إسرائيليين"، إلخ.

إن الاستمرار في هذه الاستراتيجية يعني استمرار تغييب منظمة التحرير، واستمرار تغييبها بالرغم من الاتفاق على تفعيلها بموجب اتفاقي المصالحة الوطنية في القاهرة والدوحة يهدد بإجهاض اتفاق المصالحة الأخير في غزة الذي اعتمد اتفاقي القاهرة والدوحة مرجعية له، مثلما أفشل عدم تفعيلها اتفاقيات المصالحة السابقة جميعها.

عندما أعلن وزير خارجية دولة الاحتلال أفيغدور ليبرمان السبت الماضي عن اتصالات فلسطينية وعربية تجري سرا وقال إنه "لا يوجد أي ركود" في العمل الدبلوماسي بالرغم من انتهاء الجولة الأخيرة للمفاوضات رسميا لم تنف المنظمة، لكن مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح التي تقود المنظمة، عبد الله عبد الله، أكد اللقاء "السري" الذي انكشف بين الرئيس عباس وكبيرة مفاوضي دولة الاحتلال، تسيبي ليفني، في لندن الأسبوع الماضي عندما قال إن اللقاء "لم يكن تفاوضيا"!

لكن السلطة الفلسطينية "نفت" التقرير الذي نشرته "يديعوت أحرونوت" العبرية في السادس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الماضي عن وجود "قنوات محادثات سرية طوال سنوات عديدة" بين عباس وبين رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

غير أن هذا النفي يظل موضع شبهة في ضوء تجربة النفي الأردنية لوجود قنوات مماثلة طوال عقود من الزمن قبل توقيع معاهدة وادي عربة، وتجربة النفي المصرية قبل توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، وتجربة النفي الفلسطينية قبل اعتراف الولايات المتحدة بمنظمة التحرير.

والرئيس عباس نفسه لا يرى حرجا في الدبلوماسية السرية، فهو على سبيل المثال اقترح علنا في مقابلة مع "هآرتس" العبرية في الشهر الثالث من عام 2006 فتح "قناة محاثات خلفية" مع الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، وكان هو نفسه الذي قاد قناة أوسلو "الخلفية".

في ضوء النتائج الكارثية للتجربة الفلسطينية التاريخية في الدبلوماسية السرية، لم يعد مفيدا أو مقبولا الاستمرار في ممارسة هذه الدبلوماسية فلسطينيا حتى لو استمرت عربيا.

* كاتب عربي من فلسطين 
* nassernicola@ymail.com

المثقفون العشائريون/ راسم عبيدات

في المجتمعات القائمة على العشائرية والقبلية،وفي حالة غياب الوعي الوطني والإنتماء للوطن،والفقر النظري والخواء الفكري،وتكلس و"تنمط" القيادات وعدم قدرتها على الإنتاج الفكري والنظري،وتشكيل قوة مثل تحديداً في الجوانب السلوكية والمجتمعية والحقوقية،ترى بأن أغلب المثقفين ينتمون للعشيرة والقبيلة وليس للوطن،وبالتالي من الصعب ان تخلق ثقافة وطنية وانتماء وطني،وترى بأن الأحزاب والفصائل التي تحمل برامج وطنية تحررية وديمقراطية إجتماعية،وحتى الأكثر يسارية وديمقراطية فيها،على صعيد الممارسة والتطبيق،ليست بعيدة عن القوى والأحزاب المصنفة طبقياً على انها تمثل البرجوازية،ففي إطار الممارسة تجد بان المثقف او السياسي لا يخرج عن إطار العشيرة وفي الشكل الأكثر تطوراً عن الحزب،وهنا يجب التركيز على ان منهج التفكير والعقلية مبني على التعصب للذات او الفئة التي ينتمي اليها المواطن العربي مما يفقد الانسان الموضوعية وتغيب لغة الحق والعدل ويحل منطق القوة محل قوة المنطق .... الآخرون دائما على باطل وانا وفئتي او حزبي دائما على حق وسواء كانت الفئة عشيرة او بلدة او حزب سياسي او غيره فالعقلية هي ذاتها ومنهج التفكير هو ذاته ... وحتى المثقفين الذين يدعوا انهم يتبنوا المنهج العلمي في التفكير لا يختلفوا كثيرا عن غيرهم في طريقة تفكيرهم ... اعتقد ان الفصائل حتى اليسارية ارتكبت خطأ قاتلا حين ركزت على "التربية الأيدبولوجية " واهملت " التربية السلوكية " اعتقادا منها ان الاولى ستحدث تغييرا تلقائيا في الثانية ... انا لا ارى فرقا جوهريا بين من يقول بالتعاليم الدينية كمصدر وحيد للتشريع وبين من يقول بالمادية الجدلية والمنهج المادي كمصدر ومنهج للتفكير والتحليل،اذا كان منهج التفكير والسلوك والنفسية هي ذاتها .... ان العيوب التي في داخلنا (ولا اعمم بالمطلق ) اكثر بكثير من العيوب الموجودة في اي فكر او دين ولا شك ان مثقفينا بحاجة الى اعلان ثورة ثقافية على الذات اتمناها اكثر راديكالية من الثورة الثقافية التي حدثت في الصين او جنوب شرق آسيا او امريكا الجنوبية ... ثورة اعتقد اننا بحاجة اليها من اقصى يميننا الى اقصى يسارنا.

ان المشكلة تكمن فينا،في ذواتنا،بحيث لم نستطع التخلص من امراضنا وأزماتنا ورواسبنا الإجتماعية،بحيث يكون هناك إنفصال وانفصام كبيرين بين ما نقوله وندعي ايماننا وقناعتنا به وبين التطبيقات على أرض الواقع،وفي كثير من الأحيان عندما يتقاعس المثقف او الثوري او الوطني عن اخذ دوره فنراه يستسهل الحل العشائري ويبدو اكثر المنظرين والداعين له حتى لا يتحمل مسؤولياته.

نحن في مرحلة كارثية تزداد قتاماً وسوداوية مع انتشار الأفكار التكفيرية والإقصائية والمعتقدات الغيبية والدروشة والسطلان فهي أصبحت تنتشر في المجتمع العربي وكذلك على صعيدنا الفلسطيني إنتشار النار في الهشيم،وهي تهتك وتفكك وتدمر النسيج الاجتماعي وتعيد المجتمعات العربية الى مرحلة ليس ما قبل الحداثة فقط،بل ما قبل الجاهلية.
نحن امام كارثة حقيقية مثقفو ليس سلطة فقط يمتهنون التكسب والتملق على ابوابها والتنظير لها،بل مثقفو عشائر وقبائل وحواري وقرى،ومن منهم مثقفا يحمل فكراً وطنياً أو عروبياً هم قلة،محاصرون ومطاردون.

نحن دخلنا في مرحلة الإستنقاع،شمولية الكارثة للسلطة والمعارضة وحتى الجماهير،والخروج من الأزمة التي تتعمق وتتجذر،بحاجة الى رؤيا جديدة وخلاقة،ربما نحتاج الى جراحة،تستأصل وتزيل حتى بالقوة كل الأدران والطحالب التي علقت بالجسد العربي،وأصبحت تحاول ان تتسيد وتتربع على قيادة السلطة والمجتمع،وليس تكرار نفس"الكليشهات" والإنشاء الفارغ،رؤيا وأفكار وبرامج تنتشل المجتمع من الغرق في أوضاع تقوده نحو التفكك والتحلل والتشظي الى عشائر وقبائل،بل الى حمائل وأفخاد ودون ذلك.

لا يعقل أن ينأى المثقفين ويتخلوا عن دورهم وتحمل مسؤولياتهم،ويفتحون الطريق والمجال،لمن هم يقودون المجتمعات العربية،نحو  التدمير والقتل والتفكك والظلامية،والدخول في حروب مذهبية وطائفية وعشائرية وقبلية،كما يحصل الأن في اكثر من بلد عربي،كنتاج لما يسمى بثورات الربيع العربي التي كانت بمثابة كارثة بكل معنى الكلمة لمجتمعاتنا العربية،حيث أعادت تطورها الى قبل مائة عام،حيث الدمار والخراب والقتل وفقدان الأمن والأمان وغياب السلطة والدولة المركزية،وتعطيل لغة الفكر والعقل والحوار،ونبذ قيم التسامح والوحدة والتعددية والحرية الشخصية والمواطنة،فهنا لا تتشكل فقط تراتبية اجتماعية جديدة تسيطر على المجتمع،وتفرض رؤيتها وفكرها وتصوراتها عليه جلها من الدراويش والمشعوذين والإقصائيين،بل تعمل بمنهجية وتخطيط على عملية التدمير،في شعار شبيه بالشعار الذي رفعه بوش الأب ومن بعده بوش الإبن،في إطار حربه على الشعوب وقوى المقاومة،الرافضة للنهج والسيطرة الأمريكية"من ليس معنا فهو ضدنا"،وهي ترفع نفس هذا الشعار،لا مكان لمن لا يؤمن بمعتقداتنا وأفكارنا في المجتمع او الدولة.

نعم  هي مرحلة إنحطاط بكل المقاييس والمعايير،مرحلة إنهيار وتحلل وتفكك،ولكن رغم كل سوداوية هذا المشهد،فإن هناك إرهاصات صعود وتطور،إرهاصات لإعادة بناء فكر قومي عربي مقاوم،يعيد للعرب هويتهم وتاريخهم ومكانتهم،يجب على كل المثقفين العرب،ممن هم من حملة الفكر القومي العروبي،حمل هموم الوطن والمرحلة،والتصدي لكل من يحاولون فرض هيمنتهم وسيطرتهم على مجتمعاتنا العربية،وبث سمومهم وأفكارهم الغربية عن بيئتنا وحضارتنا العربية،فنجاحهم في مشروعهم هذا يعني،بأن مجتمعاتنا العربية،ستفقد مبررات وجودها كامة عربية،وستكون أمام مشاريع تصفية لها تشظيها وتذررها مذاهب وطائف وممالك،فهل يعي مثقفينا من حملة مشروع القومية والعروبة،حجم المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في مواجهة مثل هذا الخطر.

دراسة لكتاب "شطحات" للشاعر والأديب " معين شلبيِّة/ حاتم جوعيه

 
 هذا الكتابُ هو المجموعة ُ الثالثة ُ التي يُصدرها الشَّاعرُ والأديبُ " معين شلبيَّه " من قرية المغار الجليليَّة  .   سبقَ وأن أصدرَ من قبلهِ  كتابين هما : 
1 ) الموجة عودة ، شعر – سنة 1989 . 
2 ) مساء ضيِّق  -  نثر – سنة 1995   . 
    والشَّاعرُ معين شلبيّه يكتبُ الشعرَ والنثرَ والخواطر  والمقالات السياسيَّة  والأدبيَّة والإجتماعيَّة  منذ  فترةٍ طويلةٍ، ويُعتبرُ من الشُّعراءِ والكتاب المُبدعين والمُمَيَّزين فنيًّا على الصَّعيد الأدبي المحلِّي .  
مدخل : إنَّ  كتابَهُ الذي بين أيدينا الآن " شطحات " هو في النثر ، يحوي العديدَ من المقالاتِ والخواطر والشَّطحاتِ الادبيَّةِ سبقَ  وأن  نشرَ معظمها في الصُّحفِ والمجلاتِ المحليَّةِ . 
   تمتازُ كتابات الشَّاعر" معين شلبيّه "، وخاصَّة ً في هذه المجموعةِ، بالعذوبةِ والرَّشاقةِ وبالجمال ِاللفظي وبالتعابيرالمموسقة وبالرّومانسيَّةِ الشَّفافةِ وبالتكثيف  والإيجازوالإبتعاد عن اللغو والتكرار، وأعني بالتكثيف من الصُّور الشعريَّةِ المُلوَّنة  الخلاَّبة ، وتمتازُ وتتحلَّى  كتاباتهُ  أيضا  بالعُمق  والبُعدِ  المعنوي والفلسفي وبالخيال ِ المُجنَّح  الميتافيزيكي الحالم ، وبالرَّمزيّة  والغموض .  كما  أننا  نجدُ في جميع كتاباتِهِ ( الشعريَّة والنثريَّة ) عنصرَ التشويق والجاذبيَّة والإثارة..  حيثُ  تثيرُ كوامنَ  لواعِجنا ووجدانِنا وتجذبنا بلهفةٍ  لنقرأها  بشغفٍ  كاملة ً حتى نهايتها بالرُّغم أنَّ  قسمًا لا بأس بهِ منها مستغرقٌ في الغموض والفلسفةِ والإبهام  .  وكتاباتهُ لها  طابعٌ  سحريٌّ  مميَّزٌ  وعبقٌ  وأريجٌ  أخَّاذ ٌ  يسحرُ العقولَ والالبابَ  ويُحرِّكُ اعماقَ الضَّمير  والوجدان .  وبالإضافةِ إلى ذلك الجمال اللفظي  والسِّحر البلاغي الذي تتحلَّى  بها  وهذا ما يُميِّزهُ عن غيرهِ من الكتَّاب المحلِّيٍِّين .  ونجدُ عندهُ أيضًا الجانبَ التثقيفي  والتعليمي والحكمة في جميع  ما يكتبهُ ممزوجًا ومتحدًا مع الجوانب والأبعاد الرُّوحيّة  والادبيَّة والمعنويَّة والفنيَّة .  يقولُ  مثلا في صفحة 26  في مقال  بعنوان : "عن النص الطيب" : ( " وهذا  أنّ  حضور النص بإيماضةٍ  مضمونةٍ  وألق  شكلانيتهِ  وتجليات ماضويتهِ   يفرض محاولة توظيفهِ  من أجل فتح نوافذ الإبداع  في  مطبخ الحداثةِ  لكي  تصبحَ علاقة المؤدي  بالمتلقي  علاقة  تحبل  بالدهشةِ ، بالتواصل ،  والتأصيل  والتجريب ، بعيدا  بعيدا  عن الثغرات  والنواقص  والإنحرافات والسلوك المشبوه والنص الأجوف ...  بعيدا بعيدا عن التشويه  العقلي والعاطفي ، والإقتراب  من خامات التوافق الإنساني  ، الحريَّة ، الصدق ، الحقيقة ، العطاء ، والقوة الخلاقة للنسق الجديد  . 
    ويقولُ أيضًا  في مقدمة  الكتاب  صفحة 1 : ( " الثقافة  والأنوثة  نهران عاجيَّان في غابات رخام ... وأنا مشتاق  بينهما، إلى رائحةِ امرأة .. تبهرني ، وإلى كتابةٍ تحترقُ  بنار الأحلام – معين  " ) .  
  يتناولُ معين شلبية في هذا الكتاب ، من خلال الخواطر والمقالات،  جميعَ الأمور والمواضيع  التي تهمُّ المواطن العربي  والفلسطيني خاصّة ً ، سواءً داخل  الوطن او خارجه  ويُعالجُ همومَهُ وآمالهُ  وأحلامه وأفراحهُ  وأحزانهُ  ومآسيه وتطلعاته المستقبيليّة وفيما يتعلَّق في جدوى وجودهِ وكيانهِ... وَيُعبِّرُ بصدق ٍ وبحنكةٍ  في ما يكتبهُ عن هذه القضايا..عن الإنسان العربي، وأحيانا يستعمل أسلوبَ السخرية ممزوجا بالحزن والفرح الآدمي والغضب الطفولي  .  ونجدُ بذرة َ الأمل والتفاؤُل تشرئِبُّ  من ثنايا  وطيَّاتِ هذه الشطحاتِ  الصوفيَّة والمقالاتِ  والخواطر البلاغيَّة  المموسقة  والمترعة  بشذا  الجمال  والإبداع  الفني .  يقولُ مثلا في خاطرةٍ  لهُ : ( "عن حالة  تناغم " -  صفحة 54 )  : 
  ( " أنني أنثى تعيشُ  حالة َ التناغم الشّديد " حالة الإنسجام الكلي – الروح ،الجسد، والعقل ، حالة الفكر والفن والجمال . حالة التألق، التوهُّج والإحتجاج ،  إلى أنثى تُعشعِشُ  شقوق الروح ، تحرّكُ بحيراتي الراكدة ، ترسلُ أمواجها نحو الأفق الممكن ، ثمَّ  يحرقني بندى آهاتها  ولعنة شالها الوردي، إلى أنثى تسيل  أزرارها  إن مسَّها حلمٌ ، أنا  حلمي، أنا حلمٌ  وذكرياتٌ  آتية  .   إليها أبعثُ باقةِ وردٍ ومحبَّة .. دفتر حنيني وأوجاعي .. وأسأل: هل ما زالَ الحبُّ ممكنا ؟ وهل ما زالَ الحبُّ ضروريًّا ؟ لستُ أدري !؟  " )  .   
  ويكتبُ معين أيضًا عن العناصر السلبيَّة التي  تعملُ على تشويه طابع المجتمع  وانطلاقاته الإبداعيَّة والحضاريَّة والإنسانيَّة، فيقولُ : ( "هنالك بعض الفيروسات  الإجتماعيَّة تجتمعُ  سويَّة في الآونة الأخيرة  وتقف وراء مشاريع ومخططات مستنقعيَّة من أجل غزو خيمتنا الحضاريَّة ...عليكم  بالمصل الواقي ضدّ الإلتهابات الفكريّةِ ). ويكتبُ أيضًا عن النفاق الإجتماعي -  وهذا ما  نلمسهُ بشكل ٍ يومي  وبوضوح ٍ في  مجتمعِنا ، يقول : ( " بعضُ الجراذين والحرابين  في المؤسَّسات  يمارسون  مسح  الجوخ  وفرق  تسد ،  وهذه الظاهرة  تسدُّ  النفوسَ  وتثيرُ القرفَ  والإشمئزاز ،  ولكنها  أخيرًا سترسلُ أصحابهَا في  البريد المسَجَّل إلى مزبلةِ التاريخ ... المطلوب أن تتوقف عمليَّات الهبوط الخلقي  " )  . 
إنَّهُ لأسلوبٌ تهكُّميٌّ  لاذعٌ  وجميلٌ يصيبُ كبدَ الحقيقة  المأساويَّة التي  نعيشُها  نحنُ  كشعب وكتاب  ومُثقفين وأدباء وشعراء في الداخل  يٌعانونَ على  جميع الأصعدة  والمجالات .  ويقولُ معين  أيضًا في مقال ٍ  لهُ عن سياسةِ التعتيم ( صفحة  27 )  ما يلي : ( " إنَّ  سياسة  التعتيم السَّائدة  في الفترةِ  الأخيرة تجعلُ الحالة َ العامَّة َ تفرغ ُ من  بلاغتها ، تتفكَّكُ  وتصبحُ  كالطعام التمة .  وعندما تنظرُ فجأة ً وترى أن كلَّ الوجوه تحوَّلت  إلى  أقنعةٍ مزيَّفة ، وتراها  تسقطُ رويدًا رويدًا في مستنقع الخيانةِ  وتراها تلهثُ وراءِ النرجسةِ والدَّوس على حقوق الآخرين ، عندها تتسعُ لحظة ُ النهايةِ ِ لديكَ وتكبرُ مساحات شاسعة ٌ من  خيبةِ الأمل ، الجفاء  والمرارة ...  وتقولُ : إنهُ الضَّعف البشري " )  .     إنهُ  لموضوعٌ  مههمٌّ  جدًّا وحسَّاس  قلائلُ  من الأدباء  والشعراء الذين  تطرَّقوا إليهِ وكتبوا عنهُ .   
   ويكتبُ معين أيضا عن الوضع الإقتصادي بأسلوبٍ على شكل نكتةٍ ترفيهيَّة -(  صفحة 27 ) : ( " إن  أردتَ أن  تعرفَ  الوضعَ الإقتصادي لشخص ٍ ما .. لا تنظر إلى  ملابسهِ !! وإنما انظر  إلى ملابس زوجتِهِ  ") . 
  ويكتبُ عن  الوجوهِ  المستعارة (عن خيبة الأمل  ) -  صفحة 39 )  .  
    وكتبَ عن الحبِّ الحقيقي صفحة 34 ...  الحب الروحاني  المتبادل حيث  يقولُ : ( " هو  يعيشُ حالة َ  التألق  والتوهُّج والصراع الحضاري ، إنهُ بين  ذراعها، هي...تعيشُ حالة َ سموِّ الإخلاص وريشة الروح والعشق الممزوج  بالأمومةِ ،  إنها  بين  ذراعيهِ " )  .    وفي  خاطرة  لهُ  عن  طفولةٍ أخرى صفحة  49 ، فيقولُ فيها : ( " أبحثُ عن  طفولةٍ اخرى وعن  رحلة أخرى  فوق أجنحةِ الندى  ودفءِ الياسمين ، فلماذا أنتَ  جرحي  وروحي  وجنوني ؟  يا  امرأة ً تعذبني  وتفرحني  وتحملني في مهبِّ الأنوثة ..  يا  امرأةً إليها   أكتبُ  على  رعشةِ سحابة ، وجعي ، شعري ، ونبيذي ، " ) .  
  ونجدُ  معين شلبيّه مستغرقا في الفلسفةِ  عندما  يكتبُ  عن الحقيقةِ والعدالةِ ، فيقول - صفحة 49 : " ليست هناك  حقيقة  مطلقة على الأرض، فالحقيقة المطقة هي الحقيقة الرَّبانيَّة المحكمة ، باستطاعتنا  أن  نلمسَ  جانبا   واحدا من الحقيقة  ويفلتُ  جانب  آخر، وإدراكنا  لهذا  الموضوع  يطرحُ  عنصر المتشابه  في السطح .  وبمعنى آخر يطفوعلى السطح  دون الغوص عميقا . إنَّ  الإيمان  بنسبيَّةِ  المعرفةِ  يدعنا  نكفُّ عن  فكرةِ  الحقيقةِ  المطلفة...لانَّ الحقيقة َ متعدِّدة الجوانب والعدالة  مثقوبة وليسَ لها معنى نسبيتها  أننا  نبتهلُ  سبر أغوارها  ") .   
  وفي تناولهِ للقضايا القوميّة والوطنيّة لا نجدُ أروعَ من قولهِ- صفحة 50 : (" إلى شعب شُرِّدَ عن  وطنهِ ، وخذلهُ المجتمعُ الدولي عندما أرادَ ممارسة َ حقهِ في  الوجود  ودفاعه  عن  أرضهِ  وعرضهِ .  إلى  شعب  شربَ  كأس المذَّة والهوان وجارَ عليهِ الزمان وأرتُكِبَ بحقِّهِ  أبشعَ الجرائم  وسكبَ عليهِ الغُبنُ  والقهرُ  ومارسَ المُحتلُّ ضدَّهُ  انتهاكَ  الأعرافِ  الإنسانيَّة والقانونيَّة   وغيره  من غياب  الضمير والدمار الشَّامل  إلى ...هذا الشَّعب  ألفُ تحيَّة ،   وقد  أثبتَ التاريخ  أنَّهُ  لا  يمكنُ أن  يضيعَ الحقُّ ما  دامَ  وراءَهُ  مطالب... واللهُ يُمهِلُ ولا  يُهمِلُ .  أنتِ فلسطين ... أم  البدايات ... أم  النهايات .. " ) .   
    وقد  أعجبني مقالٌ  لمعين  بعنوان : " عن حمير الشُّغل "–  يتحدَّثُ  فيهِ عن الذين أخذوا المراكزَ العالية  شكليًّا  وحققوا الكثيرَ من الكماسب  الماديَّة من  دون أيَّةِ  معرفةٍ  أو  كفاءات  ومؤهِّلات   .     وفي  نفس  الوقت  نجدُ الأشخاص الأفذاذ والمتعلمين  وأصحاب الكفاءات والأهل لكلِّ  شيىء  موجودين  وراء الكوايس وفى طيِّ النسيان  يُمارَسُ ضدَّهم  كلُّ أنواع  التعتيم والتشويش  وإغلاق أبواب المعيشة  والرزق  والإنطلاق  الثقافي  والإبداعي،  فلا  أحدٌ  يسمعُ عنهمم  شيئا إطلاقا .، فيقولُ ( صفحة 24 ) : 
 ( " قبل أن تموت نفسك في العمل  ، لماذا  ينجح المتسلقون  ويفشل  حمير الشغل ؟ " )  .   ليست هذه دعوة   لتحريضك  على  نفسك ، ولا  هي خطة  سريعة لأشعال نارالحرب الأهليَّة بأعماقك ، إنها  دعوة خاصَّة جدًّا  للأنقياءِ في هذه الأرض .  خطابٌ مباشر إلى كلِّ الذين يتمتعون بكلِّ المهارات العقليَّة والنفسيّة والفنيَّة والفكريّة التي  تؤهلهم لتشغيل أعلى المناصب، ومع  ذلك فهم يجلسون  بجوار الحيط   يمضغون الغيض ، يرون الدُّون  فوق  وهم  تحت ، يرون الزمن يجري وهم  وقوف . الحياة تمضي وهم يُردَّدون طيلة الوقت انهم مظلومون  لأنهم  لا يجيدون فن الانحناء وعلم الفساد وأصول لعبة  النفاق .  لا  تنسَ هذا  الكلام يا  صديقي فقد  قرأتهُ  منذ  مدَّة  وجيزةٍ  ولن أنساهُ ") .   
   نحنُ  نلمسُ في الكثير من  كتابات  معيين  شلبيّه النفسَ الدرويشي ... أي  أنهُ  متأثرٌ بعض الشيىء بشاعر فلسطين  الكبير محمود درويش ، وقد  لمَّحَ معين  بذلك عندما  قال في كتابهِ ( صفحة 75  " عن  رحم المأساة " ) :   ("  لقد  ولدتُ من رحم  المأساة وأنا  أعاني  حبيبتي وأعانق  شمسَ الشاعر الكبير محمود درويش ... فهل أكونُ مدينة الشعراء يوما " ) .  
 وفي مقدمةِ  كتابه " شطحات" نجدُ  تواردَ الخواطر والتشابه  في الأسلوب بينه  وبين محمود درويش ، حيث  يقولُ معين : ( " والكتابة  لديّ ، تسوية ٌ أخلاقيَّة بين  تجربتي الإنسانيَّة وبين  شهوة هاجس البحث عن سؤال الحريَّة ، الحقيقة ، والعدالة ، في  مناخ  استثنائي ذاتي وشمولي ، يبدأ من الصرخة الأولى ويمتدُّ نحو التصاعد الغامض للمتوتر،الحائر ، المقاوم ، والقلق الذي لا يتوقف على حال ٍ، من أجل بناء  تجانس كينوني بين الجماعي والفردي ،  بين الأنا  والآخ ، بين العشق  والمرأة ، بين  الأرض  والطبيعة  والوطن . ولكن ، يبقى سؤال الكتابة  مبحرا في الأزرق كما  يبدو ... معاناة  لا  شفاء   منها .. إلخ )  .    أي  أننا  نلمسُ  بوضوح الطابعَ الفلسفي  والإستغراق في الغموض والرَّمزيَّة  كما هو عند  محمود  درويش . ونجدُ معين  شلبيّه أيضا
متأثرًا أيضا  بالأديب العربي المهجري الكبير " جبران  خليل جبران "... خاصَّة  في خواطره حيث  نراها  مترعة ً بالعذوبة والجمال اللفظي  والأسلوب الشائق وبالرومانسيَّة الحالمة  وبنكهة  مميَّزة . ولكن معين  شلبيه رغم  تأثرهِ   بهما ( بمحمود  وبجبران )- كما يبدو - وبغيرهما من الكتاب والشعراء الكبار- العرب -  والأجانب  والعالميِّين (  حيث  يمتلكُ  ثقافة  واسعة  جدا واطلاعا على  جميع  الكنوز والذخائر الأدبية )  فنرى له  أسلوبا مستقلا منفردا مميزا وتوجُّها مختلفا عن غيره  من الكتاب والشعراء ( محليًّا وخارجا ) .  فالتأثر شيىء طبيعي  وكل  شاعر أو  أديب مهما  كان   كبيرا وعظيما  فلا  بدَّ  أن يكون قد  تأثرَ بغيره من الكتاب والشعراء   ممن  سبقوه وجاؤوا قبلهُ  .  ولكن هنالك  فرق كبير بين التأثر وبين التقليد.. وأنا  شخصيًّا  أعتبرُ  الشاعرَ والأديب  معين  شلبيِّه  مبتكرا مبدعا  إلى  أبعد  الحدود ومجدّدا بكلِّ  معنى  الكلمة ، غير مقلد للغير، لقد  شقَّ  طريقه الأدبي الفني الإبداعي بجهد  وإصرار ورويَّة  وتعمُّّق  وحقَّقَ  الإنجازَ الكبير في  هذا  المضمار الفني  .  وكتاباتهُ ( النثريَّة  والشعريَّة )  تمتازُ  بمستواها  الراقي  وبالأسلوب  الشائق  العذب المموسق وبالبعد المعنوي والفكري والفني والبلاغي والفلسفي  وبالبعد  القومي  والإنساني  والأممي الشامل  .    
- وأخيرا : مهما  كتبنا عن  هذا الأديب  والشاعر القدير ( معين شلبيّه ) لا نعطيه حقة وما يستحقهُ، ولاأستطيعُ بهذه المقالةِ الصَّغيرة  أن أعبِّرَ  وأشملَ كلَّ شيىءٍ  فيما  يتعلَّقُ  بكتاباتِهِ  وتقييم  مستواها وأبعادِها  وتموُّجاتِها الفنيَّةِ ، وآملُ  في  مقالاتٍ  أخرى أن  أركّزَ الأضواءَ  على جوانب أخرى  عديدة  لم أتطرَّق إليها  في كتاباتهِ النثريَّة والشعريَّة . 

                               (  بقلم  :  حاتم  جوعيه  - المغار  - الجليل   )

رسالة مفتوحة الى دولة الرئيس سعد الحريري/ سعيد ب. علم الدين

العزيز ابن الشهيد العزيز على قلوب كل أحرار اللبنانيين والعرب والعالم   الشيخ سعد الحريري المحترم!
رسالتي هذه لا اكتبها من منطلق طائفي ضيق، وإنما من منطلق لبناني وطني واسع، وعربي شامل وانساني أوسع.
فالظلم والافتراء والضيم والقهر والعدوان المتمادي في غيه الواقع على الطائفة السنية، دفعني الى كتابة هذه الرسالة في هذا الظرف المفصلي والدقيق جدا من عمر الوطن. ولا أريد أن أذكر هنا بأن ما ذكرت من ظلم وقهر واقع عليك انت ايضا، وإلا لما غادرت مرغما من بيروت الى باريس بعد ان قطع لك المدعو ميشال عون تذكرة "ذهاب دون إياب" وقالها بقلة أدب وكانه قد حقق نصرا الهيا على على طريقة نصر الله :one way tiket
ولكي لا اتهم من قبل الأبواق المأجورة والمعروفة واللاأخلاقية، فأريد أن أوضح وبأعلى صوت بأنني ديمقراطي علماني، وديمقراطيتي وعلمانيتي تفرض عليَّ الوقوف الى جانب المظلومين المضهدين ضد الظالمين الأوغاد. 
منطلقي الوحيد هو حبي لوطني المعذب لبنان وشعبه المنكوب بإجرام واغتيالات وألاعيب وفتن وشياطين محور الشر الإيراني البشاري وأذنابه من أشباه اللبنانيين وعلى رأسهم حزب الاغتيالات والتفجيرات الإلهي.
فكرامة الشعب اللبناني وديمقراطيته على المحك، والمساهمة في انتخاب انسان وصولي فاقع، انتهازي فاسد، حاصل على درجة ماجستير في الأنانية، عسكري جبان، شمولي حاقد، عصبي المزاج، موتور مهزوز، بذيء اللسان، وقح وغير محترم بمواقفه وتصريحاته وتقلباته، لرئاسة الجمهورية، أقل ما يقال فيه انه خطأ استراتيجي قاتل، واحتقار للشعب اللبناني ولتضحياته الجبارة، ولثورة الارز الخالدة وشهدائها الأبطال. آخرهم الشهيد البطل محمد شطح الذى قدم الروح دفاعا عن سيادة واستقلال لبنان. 
وعون باع لبنان وسيادته واستقلاله لملالي ايران بثمن بخس!
ايضا يا شيخ سعد، كرامة الطائفة السنية ليس فقط في لبنان، وانما في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة في الدق!
ولن تقبل الطائفة السنية اللبنانية وبالأخص أحرارها، التي تعرضت للكثير من الإهانات والاساءات والاحتقارات والتهديدات والاعتداءات من المدعو ميشال عون، أن يصبح رئيسا للجمهورية عبر مشاركة ممثليها بانتخابه. ولا تحت اي ظرف من الظروف! 
فنحن لا يمكن ان ننسى عدوانية واستفزازات عون، وسلاطة لسانه، وبذاءة كلماته، وانحطاط تعابيره، بحق الطائفة، ورموزها وشهدائها الكبار!
فعون هو القائل في احتقار واضح للطائفة: "منشيل سني ومنحط وسني" وكأن الطائفة لعبة بين يديه وايدي اسياده في محور الشر الإيراني. ولكن وللأسف هذا ما حدث بالضبط عندما تم عزلك من رئاسة الحكومة بطريقة استفزازية، ومن بيت المدعو عون تم اعلان ذلك باعتزاز وشبه انتصار على الزعامة السنية. وتم بعد ذلك تنصيب الدمية نجيب ميقاتي رئيسا لحكومة حزب الله. هذا يؤكد على ان عون هو الساعد الأيمن لحزب الله في السيطرة على لبنان. وان اتى لا سمح الله رئيسا للجمهورية فسيكتمل مخطط ايران في ان تصبح حدودها جنوب لبنان، وعندها لا قيام لدولة لبنان التي حلم بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل شابات وشباب انتفاضة الاستقلال، وعلى لبنان الحالي ولمئات الأعوام السلام.
وعون هو اول من تحدث عن حرق تلفزيون المستقبل وتم له ذلك أبان 7 ايار المشؤوم على ايدي عصابات حزب الله وزعران أمل والقومي السوري.   
وعون هو من رفع اشارة النصر بعد ان احتل حزب الله بيروت السنية في 7 ايار في تحد واضح لمشاعر بنات وأبناء الطائفة.
وعون هو من قبض 40 مليون د. من امير قطر ثمنا لتنازله عن رئاسة الجمهورية للرئيس ميشال سليمان، ولإتمام اتفاقية الدوحة التي انقلب عليها مع حزب الله كما انقلب عليك عندما اسقط محور الشر حكومتك.
وعون هو من هدد بتفحيم اي قتل الشهيد اللواء وسام الحسن بعد أن اكتشف الأخير مؤامرة سماحة- مملوك وتم تفحيمه واغتياله. 
هذا هو ميشال عون بوق للشر ولنشر الشمولية الإيرانية بثقافة الاغتيال والقتل والتضليل والغدر.  
الشعب اللبناني لن ينسى تاريخ عون الأسود والحاقد على اللبنانيين بحروبه العبثية وهزائمه المدوية وهروبه المخزي الى السفارة الفرنسية. 
وحقده على أهل السنة المعلن وتهجمه على المحكمة الدولية، يأتي من خلال تحالفه مع حزب الله وتنفيذا لدفتر شروطه. 
وعون الحيوان الناطق هو من وصف اهل السنة بأنهم: "مجرّد حيوانات، ومتطرّفون، ولا يمكن التعايش معهم، على عكس الشيعة في لبنان".
هذا ما نقلته يومها "اللواء" عن مصدر بارز في دار الفتوى " أنّ الكلام الذي تفوّه به النائب ميشال عون، كلام غير مسؤول، وينافي أصول العيش المشترك، بين اللبنانيين، موضحا أنّ عون، ومنذ تحالفه مع "حزب الله" لم يغال في انتقاد السنّة في لبنان، وقادة الطائفة السنية، ولا سيّما الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ودعا المصدر عون، إلى تقديم الإعتذار، إلى المسلمين السنّة في لبنان، مشددا على أهمية إتخاذ القضاء اللبناني، الموقف الواضح، من ما قاله عون، خصوصا وأنّ كلامه فيه اعتداء، على كرامة طائفة لها حضورها المؤثر والبارز في لبنان، والعالمين العربي والإسلامي".
عون أداة طيعة في يد نصر الله لتنفيذ مشروع ملالي ايران في احتلال المنطقة العربية، بل هو ومنذ تحالفه مع حزب الله تحول الى جزء من هذا المشروع، هذا يعني ان انتخابه سيؤدي الى تغيير وجه وجوهر لبنان الديمقراطي العربي الحالي الذي سيقع كليا في قبضة الاحتلال الصفوي الفارسي.
ونكتة العصر أن يسوق عون نفسه رئيسا توافقيا! 
ومن هنا فان انتخاب عون  كارثة وطنية كبرى، وخطأ ستراتيجي لا يمكن اصلاحه. 
واحتراما للطائفة المارونية الكريمة لن نقبل بالفراغ في سدة رئاسة الجمهورية. ولكن يبقى الفراغ رغم مساوئه، أفضل بكثير من وصول شخص غير سوي وعنطوز عصبي لرئاسة الجمهورية.
عدا ان الفراغ سيحافظ على وجه لبنان العربي وجوهره الديمقراطي الى ان ينصاع حزب الله الإيراني للقرار اللبناني بانتخاب رئيس صنع في لبنان.

سبوبة تحرير القدس .. ومنع زيارة الأقباط/ مجدي نجيب وهبة

** كنت لا أريد أن أتعرض لهذا الموضوع مرة أخرى .. فقد عبرت عن رأيى من قبل ومن خلال الواقع عند زيارتى الأخيرة للقدس والأماكن المقدسة فى إسرائيل ، بإستثناء بلدة "رام الله" ، ومدينة غزة الحائرة ..
** ما دعانى إلى العودة لهذا الحوار هو سببين .. الأول هو الحركة الإحتجاجية التى خرجت بالأمس أمام سلالم نقابة الصحفيين وليس داخل النقابة ، وهذا يعنى أن المتظاهرين ليست لهم علاقة بنقابة الصحفيين من بعيد أو قريب .. ولكنهم يتمسحون بسلالم النقابة .. فقد خرج مجموعة ممن أطلقوا على أنفسهم حركات نضالية أو ثورية أو شباب النضال من أجل تحرير فلسطين فى ذكرى الإحتلال الإسرائيلى للدولة الفلسطينية ، وبالطبع لم يكن الهدف من هذا المشهد هو الحشد من أجل تحرير القدس ، بل كان المشهد مدبر ومخطط له للهتاف ضد المشير عبد الفتاح السيسى ، المرشح الشعبى لرئاسة مصر .. 
** وكالعادة .. عندما يتطاول السفهاء .. فقد بدأت الهتافات الحنجورية التى سئمنا منها "بالروح بالدم نفديك يافلسطين" .. وإنتهت بتوجيه أقذر الألفاظ للمشير عبد الفتاح السيسى ، وللجيش المصرى ..
** يقول البعض من هؤلاء ؟ .. الإجابة فى منتهى البساطة أن هؤلاء هم عناصر من الإخوان المسلمين الإرهابيين ، وعناصر من حماس تعيش فى مصر وتتمتع بخيرات هذا الوطن ويحملون الجنسية المصرية ..
** هؤلاء هم أنصار المرشح الغير محتمل "حمضين صباحى" لأن ذلك بالنسبة لهم سبوبة للإندساس وسط أى هتافات ضد المشير السيسى وطبعا كله بحسابه .. هذا بخلاف الأحزاب الكارتونية وحركة كفاية ، وحزب الغد ، وحزب الدستور ، والوطنية للتغيير .. وكل هذه الحركات المضللة والتابعة لجماعة الإخوان الإرهابيين ..
** هذا لو كان هناك حشد .. أما إذا كانوا لا يتعدى عددهم الخمسين أو المائة فرد .. فستجد كل هذا الكوكتيل على سلالم النقابة ..
** أولا .. لقد قرفنا من كلمة القضية الفلسطينية لأنه أساسا لا توجد أى قضية ، ولكن كان هناك سبوبة تتقاسم بين السلطة الفلسطينية المعتدلة ومنظمة حماس الإرهابية ، وكان هناك دعم خليجى ودولى لهذه المنظمات ، ولم يكن يعنى كل الحركات النضالية فى فلسطين إلا الإعلان عن النضال خارج فلسطين ضد الأنظمة العربية وضد مصر .. ففى فلسطين أو دولة إسرائيل لا توجد ملصقات تطالب بتحرير الأرض ، بل الجميع يعيشون فى حالة تحفز داخلى ، ولكن فى نفس الوقت هم يحملون الجنسية الإسرائيلية ، وإذا تحدثت مع أى فلسطينى فى الضفة الغربية أو الشرقية ، ستجده يسب فى مصر والعرب .. وهذا ما سمعته بأذنى .. بل وصلت البذاءات والسفالة إلى توجيه السباب إلى المشير عبد الفتاح السيسى والجيش المصرى ، ووصف الأقباط الذين ذهبوا لزيارة الأماكن المقدسة بالعملاء والخونة ، ويظلوا يترحموا على قداسة البابا المتنيح "البابا شنودة الثالث" ، علما بأنهم لا يسترزقون إلا من الحجاج المسيحيين الأرثوذكس .. لأنهم كثيرين الشراء للهدايا التذكارية والصور المسيحية لدرجة أن أحد الفلسطينيين أصر على أخذ 30 دولار من مواطن مسيحى مصرى نظير 4 أقراص طعمية ورغيفين .. ولم يقبل أن يتنازل عن سنت واحد من الثمن ..
** أعتقد أننا لم نتعرض لأى مضايقات من قبل الشرطة الإسرائيلية أو المواطنين الإسرائيليين بل قوبلنا بكل حفاوة وحب .. وهذا ليس لأننى أدعو للتطبيع ولا لهذا الكلام الفارغ ..
** وللرد على هؤلاء المضللين .. أن هناك مبادرة سلام وتمثيل دبلوماسى بين الدولتين ، وهذا يكفى لأن أملك حريتى فى الذهاب إلى إسرائيل من عدمه ..
** نعم .. المصريين فى إسرائيل يتعرضون للبذاءات والسباب من الشعب الفلسطينى ، بل وتجدهم متحفزين ضدك .. ولولا وجود الشرطة الإسرائيلية فى كل شبر ، وكل شارع من الكنائس والأديرة وكنيسة القيامة للحفاظ على الأمن لتعرض أقباط مصر للإهانة .. بل وتعرضت كل الأماكن المقدسة للهدم ..
** أما من يدعون للنضال .. فرجاء الذهاب إلى إسرائيل قبل حمل هذه الشعارات الفضفاضة الحنجورية .. ستجد دولة بكل هذه الكلمة من معنى ، وستجد قانون يطبق على الجميع ، فلا يمكن أن تجد ورقة أو قصاصة أو عقب سيجارة ملقى فى الشارع .. هذا الكلام لا ينطبق على القدس الغربية فقط ، بل على كل المدن الإسرائيلية .. كما لا يمكن أن يفكر سائق تاكسى فلسطينى يعيش فى كل المدن الإسرائيلية ، وأكررها جمعيهم يحملون الجنسية الإسرائيلية .. أن يجرؤ على كسر إشارة المرور ليس خوفا من العقاب ولكن إحتراما للقانون .. فكيف تطالب بإحترام الدولة والقانون ، ثم فى خارج نطاق الحدود تطالب بالكفاح المسلح وتدعو لحرب العصابات ، ونسج القصص البطولية الكاذبة ...
** الجميع يدعون لتحرير القدس الغربية من أيدى الإحتلال الإسرائيلي .. حتى يتمكن الأقباط من زيارة الأماكن المقدسة .. بينما القدس الشرقية ضمت أيضا إلى الكيان الإسرائيليى ، وأصبح الجدار العازل مجرد ذكرى أو ديكور ، ولا يجرؤ أى مناضل فلسطينى أن يقتحم مبنى للشرطة الإسرائيلية أو يتعرض لدورية إسرائيلية أو يحمل لافتة تطالب بالنضال .. ولكن النضال يجب أن يكون بسواعد الجيش المصرى .. فى نفس الوقت هم يسبون الجيش المصرى ويسبون المشير ، ويسبون الشعب المصرى .. ويتمنون ألا يذهب الأقباط المسيحيين إلى زيارة الأماكن المقدسة .. ولكنهم لا يستطيعون التعرض لأى جاليات أخرى مثل السودانيين أو الأحباش أو الأرمن الأرثوذكس أو الكاثوليك أو الإنجيليين إلا الطائفة الأرثوذكسية المصرية فهى ملطشة .. ويكفى أنه عندما فكر الأقباط فى الصلاة والتناول ، فقد تم تجهيز قاعة أفراح ورقص ومطعم لإقامة القداس .. وللأسف كان الجميع صامتون ومبسوطين .. لأن التناحة وصلت إلى ذروتها مع أقباط مصر وكل أقباط العالم .. فلم أقرأ لقلم واحد ، أو كاتب واحد ، أو موقع إعلامى واحد ، أو قناة فضائية واحدة مسيحية تتناول هذه القضية ، أو ينددون بما يتم مع أقباط مصر داخل الأراضى المقدسة ... فالجميع يؤمنون يقول السيد المسيح "من ضربك على خدك الأيمن حول له الأخر أيضا" .. وتناسوا قول السيد المسيح "بيتى بيتى للصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" ...
** لذلك فأنا أعيد مقولة قداسة البابا تواضروس فى ختام زيارته للإمارات .. ردا على موقف الكنيسة الرافض لزيارة القدس إلا بعد تحريرها من الإحتلال الإسرائيلى قائلا "موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من زيارة القدس واضح وثابت ، وهو أننا لن نزورها إلا مع كل إخواننا المسلمين" ، وهو الموقف الذى إتخذه البابا الراحل كيرلس السادس عام 1967 ، وإستمر على نهجه البابا شنودة الثالث ومستمر إلى اليوم .. وحتى الأن لا يوجد تطبيع شعبى بين مصر وإسرائيل ، حتى إن كان هناك تطبيع سياسى ، وبالتالى فإن من يسافر إلى القدس يكسر الإجماع القبطى والكنسى حول الأمر ، وهو أمر غير جيد .. لكن الكنيسة لا تمانع فى رغبة كبار السن فى السفر إلى القدس ، ولا ترحب بمن هم دونهم" ..
** وهنا دعونى أتساءل مرة أخرى .. عفوا قداسة البابا ، أى قدس تتحدث عنها .. فالقدس الغربية هى دولة إسرائيل ويقول البعض إنها محتلة .. والقدس الشرقية تم ضمها إلى القدس الغربية وأصبحت تحت السلطة الإسرائيلية وكل الفلسطينين يعيشون سواء فى الشرقية أو الغربية أو تحت سقف الإحتلال ، فجميعهم يحملون جنسية إسرائيلية ومعظمهم يتم تجنيده الأن فى الجيش الإسرائيليى ، ولم أسمع طوال فترة تواجدى فى القدس عن شئ إسمه قطاع غزة ، فهو منفصل تماما عن الأراضى الإسرائيلية أو على حد قول البعض الأراضى الفلسطينية .. كما أن قطاع رام الله هو قطاع منفصل تماما .. بل أنه ممنوع على الرئيس الفلسطينى عباس أبو مازن الزيارة إلى القدس الغربية أو أى مدينة إلا بتصريح مسبق من السلطات الإسرائيلية ، وحكاية المصالحة بين فتح وحماس هى محاولة للفت الأنظار إلى حركة حماس وفتح بعد أن تخلت معظم الدول العربية عن هذا الوهم .. كما إنه ليس مقبولا أن تظل مصر تضحى بأخر جندى مصرى من أجل سواد عيون القضية الفلسطينية ، بينما الفلسطينيين يتآمرون ضد الجيش والشرطة والشعب المصرى لإسقاط الدولة المصرية .. وهذا يعنى أن قرار قداسة البابا الراحل "شنودة الثالث" لم يعد له أى جدوى الأن ..
** هذا بجانب إنعدام الترحيب بالحجاج المسيحيين بسبب طول فترة المقاطعة ، وعلينا أن نعلن أنه لا توجد أى مزارات أو أثار أو كنائس للأقباط الأرثوذكس فى إسرائيل أو فلسطين .. ولا توجد أى تحريم لأنه أساسا ليس لدينا أى شئ نتحدث عنه .. وهذا سوف يحدث إن أجلا أو عاجلا إذا إستمرت قصة المقاطعة ..
** أما عن قداسة البابا المتنيح "كيرلس السادس" ، فهو لم يصدر قرار المقاطعة بل أن عام 1967 الذى حدثت به نكسة يونيو وهزيمة الجيش المصرى ، فقد كان من المنطقى والطبيعى أنه لا زيارات للقدس أو إسرائيل ، ثم عادت الزيارات بعد نصر أكتوبر 1973 ، ثم إنقطعت الزيارات بأوامر من قداسة البابا الراحل "شنودة الثالث" بعد توقيع معاهدة السلام "كامب ديفيد" .. وهذه هى الحقيقة !!..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

الصليب والهلال/ أنطوني ولسن

الصليب هو أول من دخل إلى الأراضي المصرية بدخول الكاروز مار مرقص الرسول إلى مصر مبشرا وكارزا بالإيمان المسيحي والصليب الذي صلب عليه الرب يسوع .

الغريب في ذلك أن المصريين آمنوا بالمسيح ورسالة مار مرقص الرسول وأعتنقوا الإيمان المسيحي الذي يعتبر أول إيمان سماوي يقتنع به المصريون على أنه بالفعل إيمان بقدرة الله وحبه للأنسان صنع يديه مضحيا بإبنه يسوع الذات الألهية المتجسدة . وأصبحت مصر دولة مسيحية وشعبها عرف بإعتناقه للمسيحية كا دين سماوي .

بعد 7 قرون ظهر الأسلام كادين وبدأ في الأنتشار في شبه الجزيرة العربية ثم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وصل قائده عمرو بن العاص الى مصر فاستقبله أهل مصر ممثلين في رهبانهم خير إستقبال .

منذ ذلك الوقت ظهر الصليب مع الهلال . أي عاش المصري المسيحي مع العربي المسلم ، فحمى الصليب الهلال ، وأحتضن الهلال الصليب في محبة وتناغم وبدأ الشعب المصري حقبة جديدة من تاريخه الممتد حتى الأن .

حقيقة أن غزى مصر فاتحين كثيرين بعد عمرو بن العاص سواء عرب أو جنسيات أخرى مسلمة غير عربية وكانت تنشب حروب أحيانا تستمر لفترة طويلة من الزمن أو تبقى رغم أنف الشعب المصري الذي تجانس مع الشعب العربي . لكن في النهاية أصبحت مصر هي حاضنة لكل المصريين دون تميز بينهم بسبب العرق أو الجنس أو الدين أو حتى اللون .

في بداية القرن 19 وفي وقت الأحتلال البريطاني ظهرت شخصية تنادي بالأسلام تحت مسمى " الأخوان المسلمون " وكأن مسلمي مصر ليسوا مسلمين لكن المسلمون هم جماعة " الأخوان " فقط وكل من إتبعهم وسار عضوا معهم .

لقد كان للمحتل البريطاني يدا في تشجيع هذا الفصيل الديني الجديد أن يتغلغل في شئون مصر الداخلية ومشجعا لهم على الأنتشار وسفك الدماء  بأسم الدين والدين منهم بريء .

جاءت فترة حكم عبد الناصر التي أصبحت إستمرارا لما كان عليه الشعب المصري من تآخي ومحبة خاصة بعدما قضى على ما سُمّيّ بالجماعة  جماعة " الأخوان المسلمون " بل صدر قرار جمهوري بعدم الأعتراف بهم كجماعة دينية وتم تصنيفهم كجماعة إرهابية إلى أن إرتكب السادات غلطة عمره وفتح السجون والمعتقلات على مصراعيها لهم ولكل من كان يعمل في الخفاء .

لم يتعظ مبارك بما فعلوه ، فترك لهم الأرض يعيثون فيها ويمرحون دون حسيب أو رقيب طالما هم بعيدين عنه وعن عائلته . وطوز في مصر .

إستطاع الشعب المصري أن يطيح بالرئيس مبارك وبالرئيس مرسي . لكن مازالت لهم " الأخوان المسلمون " جماعات تتبعهم في الكثير من الأماكن الحكومية ويتحكمون فيها على الرغم من وجود حكومة " على ما أظن " غير إخوانية ولا سلفية ولا تتبع أي من الفصائل الأسلامية الجهادية .

وهنا العجب من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور ورئيس الوزراء السابق الببلاوي وحكومته ، والرئيس الحالي للوزراء المهندس محلب دون إعطاء أدنى أهمية لما يمكن أن تفعله تلك الجماعات الموجودة عيني عينك وعلنا في المصالح الحكومية والأعلام المصري الحكومي وغير الحكومي . وكانت المفاجأه ..

نحن على أبواب إنتخابات رئاسية هامة جدا بالنسبة لمصر والشعب المصري الصامد . إنتخابات كل مصري في أي مكان في العالم يأمل أن يتولى حكم مصر رجل مصري حتى النخاع محب لمصر وسيعمل من أجل مصر وكل مصري يؤمن بمصر كوطن له حتى لو كان يعيش فوق أرض وطن آخر .

 ومع ذلك صُدمتُ من خبر إيقاف الأعلامية " الأستاذة بثينة كامل " عن العمل بالتلفزيون المصري . والسبب في منتهى الغرابة يا أوليَ الأمر . لم يكن الإيقاف بسبب إهمال أو تقاعص أو لأي شيء لا يليق بإعلامية بالتلفزيون المصري والتي يشهد لها العالم أجمع بشجاعتها ووطنيتها وتحملها للأذي على أيدي ذبانية جهنم . لكن لأنها تتحلى بسلسلة بها الهلال والصليب !!!!!!...... وأصرت على عدم التخلي عنها .

أسأل سؤالا بريئا .. في أي عصر نعيش ؟ أين أنت يا فخامة رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور وما يحدث في مصر ؟ أين أنت يارئيس وزراء مصر الحالي مما يدور في الأجهزة الحكومية في مصر ومنها الأعلام والتلفزيون المصري الذي قرأنا أن صورة " المعزول " ما زالت معلقة في مبنى الأذاعة والتلفزيون دون أن ندري لماذا مازالت معلقة ولماذا مازال في التلفزيون المصري خلايا إخوانية على الرغم أن الدولة إعتبرت جماعة الأخوان جماعة إرهابية ؟؟؟؟؟

الصليب حمىَ الهلال .. والهلال إحتضن الصليب وأرادت الأستاذة الفاضلة بثينة كامل أن تفتخر بهما فكان جزاؤها الإيقاف عن العمل !.
يا للعار

السيسى ..عريساً/ وفاء القناوى


... جميلة الجميلات هى بلا شك  , ذات حسب وذات نسب ذات جاه الكل يخطِب وِدها, الكل يتقرّب إليها , الكل يحلم أن ينالها حتى ولو كان بغير إرادتها , عروس غير كل العرائس أبناءها غَيرَ كل الأبناء ,تقدموا لمن رأوه يصلح لها وسوف يرعى شأنها ,توسموا فيه  المروءة والحب لُأُمهم , هو من سيخافُ عليها ويحميها من كل من يقترب منها, طلبوا منه أن تكونَ أُمَهُم عروسَه  , و قد وافَقَ بلا تردد ولِما لا وهى حبيبته الأولى التى تربى فى كنفِها وأرضعته ماءَ نيلها , ونام قريرَ العين فى أحضانِها ,حَلِمَ بها ولها ولكن.... لم يكن أبداً من بين أحلامِه أن تكونَ عروسَه  , ولكن هاهى يُزَيِنُوها  لكى تُزَف إليه , حِلمُ الجميع ستكونُ عروسَه هو فقط وقد حان وقتُ الزفاف , يُحب أبناءها لا تفرقة بينهم ويحترمهم جميعاً ,يُعِدَ ما حلِم به مِن  أجلِها وما سوف يجعلها فى المقدمة كما كانت وكما عهَدها , يُفكر فيها وفى ما جعلها تنهار هكذا , يبحث عن الحلول حتى يُخرجها مما هى فيه ,هل ستستردُ عافيتها كما يحلم هو وكما يحلم أبناؤها , الجميع يحلم بالرخاء بعد أن خلّصها ممن كانت بين يديه ودمرها ودمر أبناءها, إستغاثوا به تشبثوا فيه فهو خلاصهم وملاذهم مما أوقعوا أُمهم فيه , مَدّ لهم يده بكل حب وحنان لإنه وهب روحه  فِداءً لها ,الكل ينتظر هذا العريس لكى يروا  فرحةَ الُأُم به ,الكل ينتظر أن تتغير الأيام ويرجع الشباب الذى ضاع , مصرُ تلك العروس الحزينة التى سال دمعُها مع دماء أبنائها , مصرُ التى رأت الغدرَ من بعض أبنائها , تنتظر لحظة حب .... لحظة أن تمتد الأيادى لترفعها من كبوتِها ,تنتظر من رقّ قلبه لها  تنتظر المشير السيسى هذا الرجل الذى لبّى نداء شعبه وقضى على جماعة كادت تُضيّع مصر وشعبها , تنظر من حمل كفنه على يده غيرَ مبالٍ  بشئ غَيرَ ببلده فقط وشعبِه  فقط, مِصرُ تنتظر المشير السيسى  ومعه المخلصين لها وله , تنتظر العمل الجاد فقد حانت تلك اللحظة الفاصلة فى حياتِها وحياتَهم جميعاً ,فهل يتحقق الحُلم أم سيطول إنتظارها ؟؟؟؟


الفنانة يسرا وصحيفة مصراوي و مذكرات ويكيليكس التي تم إلغائها لي/ فراس الور

مع كل أسف كان لي ارشيف مقالات كامل على صفحة كتابات على موقع مصراوي على الإنترنت بجمهورية مصر العربية، حيث كنت انشر المقالات عليه من حين لآخر، و كانت مقالاتي تتناول القضايا السياسية و الفنية و الثقافية التي تهم الشارع المصري خلال فترة 2013  و كان شأنها شأن اية مقالات لأي كاتب مصري او عربي تعالج الشأن المصري الذي شغل العالم بأحداثه الساخنة، و كان الأرشيف يضم ثلاثة مقالات سياسية تعالج وحدة الجيش المصري و أهميتها بالنسبة للسجال و المواجهات الدائرة بين حكم الإخوان المسلمين لمصر و التيارات الليبرالية في العام الماضي و ايضا سلبيات هذا السجال على وحدة الجيش المصري، و مقالة تتعلق بالدستور المصري و تحمل رؤيا عامة لدستور ديمقراطي بدل الدستور الذي تم اعتماده بعام 2012، و مقالة نقد فنية حول فلم رعب من بطولة الفنانين بوسي و فارق الفيشاوي بإسم "إستغاثة من العالم الآخر"، كما كان يحتوي الأرشيف على توضيح للمشكلة التي حدثت بيني و بين الفنانة يسرا و الفنان هشام سليم و الذي رفضت صحيفة اليوم السابع نشره لي بعملية هضم حقوق كاملة لي للرد على سلسلة الأكاذيب التي تم نشرها بحقي من قبل الفنان هشام سليم و التي حاول من خلالها التطاول على سمعتي بمصر، و لم تتعاون معي صحف مصرية آخرى بنشر هذا التوضيح ايضا، فقمت بنشره بصحيفة عمون بالخريف الماضي و بصحيفة تاج الأردن،
لم أفهم سبب اختفاء جميع هذه المقالات من الأرشيف بهذه الصحيفة بتاتا، فالأديب محمد حسنين هيكل له كتابات سياسية كثيرة تعالج قضايا مصرية حساسة جدا و بالوطن العربي و كتبه موزعة حول الوطن العربي بالمكتبات و يتم استضافته بصورة متكررة على الفضائيات بمصر و الوطن العربي و لكن لم يتم إلغاء ارشيفه الأدبي في مصر و لا خارج مصر، فلا أظنني أنا العبد الفقير لله سيكون قلمي أخطر من قلم الأديب محمد حسنين هيكل و عمالقة الكتابة و التحليل بمصر...حتى أنني لست مشهورا بقدر شهرتهم بمصر و لا أتمتع حتى بخبرتهم الثقافية العملاقة و بإلمامهم باللغة العربية...فأكثر مقالة تم قرائتها لي على هذا الأرشيف قبل إلغائه كانت 600 مطالعة فقط، و هنالك اقلام أبرعت بصياغة بنود الدستور الديمقراطي لجمهورية مصر العربية الذي تم اعتماده بهذه السنة بدل دستور 2012 و لم يتم إلغاء ما كَتَبَتْ من أرشيف الصحف المصرية، و هنالك نقاد كثيرون غيري يكتوبون النقد بالافلام المصرية و ينشروها بالصحف المصرية و لم يتم إلغاء مقالاتهم بتاتا، إتصلت قبل تقريبا عشرة أيام و تكلمت بهذا الشأن مع مدير المكتب الإعلامي بالسفارة المصرية بعمان الدكتور أشرف الكيلاني، فوعدني مشكورا بأنه سينظر بالأمر حيث أن له علاقات بصحيفة مصراوي، و بعد هذه المكالمة بأسبوعين رأيت بأن التاريخ يكرر ذاته، و بأن مصراوي لم تقم بالرد على الدكتور أشرف كما فعلت معه سابقا صحيفة اليوم السابع حينما استفسر منها عن سبب عدم اعطائي حق الرد، حيث لم يهاتفني بأي ردة فعل من صحيفة مصراوي، فارسلت لصحيفة مصراوي رسالة بتاريخ 27/4 على بريدهم الإلكتروني و هذه نصها، و أرسلت نسخة من هذه الرسالة الى بريد الدكتور أشرف :
(بداية الرسالة) الى إدراة تحرير مصراوي
الى قسم الدعم الفني (الحاسوب)،
تحية طيبة و بعد،
لا اريد شيئا منكم بتاتا...و لا اريد شيئا من جمهورية مصر العربية مع كل الإحترام و التقدير لبلادكم، و لكن أريد تفسير منطقي واحد للذي حدث، فكان هنالك على حسابي على كتابات سلسلة مقالات كنت قد نشرتها بالفترة الماضية، و فجأة اختفت قبل شهرين من الزمن، و هذا تصرف غير محترف يصدر من صحيفتكم، فليس من المنطقي أن يدخل أحدهم الى قسم الارشيف الورقي لصحيفة بمستواكم الراقي و الكبير و يمزق أوراقا منه ثم يذهب ليخفي بذلك وثائق من الارشيف، و هذا ما حصل معي فقد أختفت مقالات من حسابي، اكرر أقسم بالله العظيم أنني لا اريد شيئا من بلادكم و لن أنشر اية مقالة بعد الآن مع اي صحيفة بمصر مع التقدير لبلادكم و هذا عهد أقطعه أمام الله...و لكن أريد تفسيرا منطقيا واحدا ليبرر سبب اختفاء هذه المقالات او إلغائها من حسابي...(نهاية الرسالة) 

لهذه اللحظة لم تجبني هذه الصحيفة على رسالتي، و أظن أنه هنالك إحتمال واحد قائم هو أن هذه المقالات تم إلغاءها بطلب من الفنانة يسرا حيث احتوى ارشيفي على توضيح صريح للمشكلة التي حدثت بيني و بينها، و كنت قد نشرته على حسابي بآخر الصيف الماضي، و كما أسلفت لم تتعاون معي صحيفة اليوم السابع بنشره حنما راسلتها رسميا بهذا الطلب مع كل أسف و امتنعت عن منحي حق الرد بالإعلام، كما امتنعت صحف أخرى بمصر عن نشره لي،  فما هذه الطريقة الهمجية بالتعامل معي و مع قلمي...الفنانة يسرا و الفنان هشام سليم يتحدون معا بتـأليف سلسلة من الأكاذيب بحقي و مهاجمتي بصحيفة كبرى مثل اليوم السابع و عندما أطرق باب اليوم السابع و عدة صحف مصرية و أطلب منهم نشر الرد يرفضون اعطائي هذا الحق، و فجأة يتم إلغاء ارشيفي بالكامل من صحيفة مصراوي بعد ما قمت بالتصدي بالإعلام الأردني لما قالوه الفنانة يسرا و الفنان هشام سليم من اكاذيب بحقي بالإعلام المصري...فأقول لصحيفة مصراوي و للفنانة يسرا و للفنان هشام سليم ردا على إلغاء "مذكرات ويكيليكس" التي قمت بكتابتها و نشرها بصحيفة مصراوي ...هنيئا لكم بهذه الطباع العنصرية التي تمارسوها معي، فوالله العظيم انا نادم من كل قلبي على كل دقيقة امضيتها و أنا أكتب عن مصاب بلادكم و اتابع قضايا بلادكم...قتلتم كل المحبة بقلبي لكم و لبلادكم و ما تركت معاملتكم إلا الندم بأنني طرقت حاولت التواصل مع بلادكم و اجوائها الإعلامية و الفنية،