مناوراتٌ عسكرية إسرائيلية دفاعية/ د. مصطفى يوسف اللداوي

غَيَّر الكيان الصهيوني من استراتيجيته، وبدل في نظرياته الأمنية والعسكرية بما يتناسب مع تطورات المقاومة، والأخطار التي باتت تحدق به، بعد الذي تعرض له جيشه، وما واجهته وحداتُ النخبة والخاصة من مفاجئات المقاومة خلال عدوانهم الأخير على قطاع غزة، الذي فرض مفاهيم جديدة، فأسس لنظرياتٍ مختلفة، تقوم على استراتيجية الدفاع والحماية، على حساب استراتيجية الهجوم والمباغتة التي كان يتبعها العدو خلال العقود السبعة الماضية من عمر كيانه.
اليوم تؤكد مختلف التقارير العسكرية الإسرائيلية أن جهود الجيش وقيادة الأركان، تنصب على وضع مختلف الخطط لضمان حسن الدفاع عن البلدات الإسرائيلية، ومنع تسلل رجال المقاومة إليها، والحيلولة دون سقوط بعضها في أيديهم، أو وقوع بعض سكانها رهائن لدى المقاومة، أو التحصن في بعض مراكزها الحساسة، والتترس فيها خلف المستوطنين وسكان البلدات المدنيين، الأمر الذي يعني رفع كلفة المواجهة، والاستعداد لتحمل أثمانٍ باهظة في الأرواح والممتلكات في مواجهة عمليات المقاومة.
الإسرائيليون باتوا يخشون من عمليات إنزالٍ بحرية، على شواطئ البلدات الإسرائيلية القريبة والبعيدة، أو من عمليات تسللٍ ناجحة خلف الحدود، إلى المستوطنات أو المعسكرات، أو إلى مراكز التجمعات والأماكن العامة، التي يصعب في وجود الجمهور مهاجمتهم، أو الحد من تقدمهم، ولهذا فإنهم يتدربون ويتهيأون لمواجهة هذا الاحتمال، وصده في حال وقوعه.
إذ كشفت تقارير صهيونيّة أنّ قوات معززة من ألوية النخبة والوحدات المختارة التابعة للجيش الصهيوني، وأخرى تابعة للشرطة والدفاع المدني، أجرت تمارين عسكريّةً ومدنية موسعةً، تدرّبت خلالها على عمليةٍ عسكريّة كبيرة، تحاكي تنفيذ مجموعات مسلّحة هجوماً على المدن التي تقع على البحر، مُشيرةً إلى أنّ التدريبات تأتي لرفع جاهزيّة الأجهزة الأمنيّة والجيش في مواجهة التحديات الأمنيّة القادمة من البحر والأنفاق، إذ أنّ التهديدات الأمنيّة في هذه المرحلة باتت مختلفة عن المألوف، بعد أن نفذت "كتائب القسّام" عدداً من العمليات الهجوميّة البحرية والبرية عبر قوات "كوماندوز" في الحرب على قطاع غزة.
لم يكن الإسرائيليون يتوقعون يوماً أن ذراعهم العسكرية الطويلة ستقطع، وأن قدرة طيرانهم الحربي ستجهض، وأن مباهاتهم أمام شعبهم بأن معاركهم دوماً ستكون بعيدة، ضمن أرض الخصم وبين أهدافه، ستتوقف بل وستنقلب، وأن شعبهم الذي ما اعتاد أن يسكن الملاجئ طويلاً، ولا أن يهرب من البلاد سريعاً، والذي كان يثق في جيش كيانه ويعتقد أنه الأقوى والأكثر بطشاً، سيكون مضطراً إلى مواجهة واقعٍ جديد، فيه من الخوف والقلق والاضطراب وعدم الاستقرار ما يعطل حياتهم، ويربك مشاريعهم، ويفسد مستقبلهم. 
قيادة الأركان الإسرائيلية بدت جادةً ومهمومةً في جلب أساتذة وباحثين نفسيين، وخبراء في علم الاجتماع، من كل الجنسيات وفي مختلف التخصصات، قبل أن تستدعي خبراء عسكريين، لدراسة قدرات المقاومة الجديدة، ومعرفة حجم ترسانتها العسكرية، وقدرتها على الصمود ومواصلة القصف، والتنبؤ بمفاجأتها القادمة، وأقصى مدى يمكنها الوصول إليه بصواريخها، وقدرتها على التعويض والتجديد والتصنيع، ومدى صلابة صفوفها، وتماسك أجنحتها، ومتانة التنسيق فيما بينها، واحتمالات اختلافها، وفرص انشقاقها وتصدعها، ومدى التفاف الجمهور حولها، ودفاعه عنها، وقدرته على تحمل نتائج مقاومتها، وغير ذلك من الجوانب التي يبدع في دراستها العسكريون، وينجح في تقديرها الخبراء والمختصون.
فعلاً بدأت قيادة الأركان الإسرائيلية في عقد ندواتٍ خاصةٍ، تجمع كبار قيادتها العسكرية، ومختلف مستويات الضباط، وقادة المناطق الثلاثة ونوابهم ومساعديهم، إلى جانب أساتذة جامعيين، وخبراء في علم النفس والاجتماع، وبعض العارفين بشؤون السكان الفلسطينيين، ممن شاركوا في الإدارة المدنية، أو ساهموا في عمل أبحاث ودراسات عن سكان المناطق الفلسطينية، وواكبوا تطور العمل المقاوم لديهم، وكانت لهم أدوار في دراسة سلوك السكان خلال سنوات الانتفاضة الأولى وما بعدها، في محاولةٍ لفهم حقيقة التغيير الحادث، ودراسة أبعاده واحتمالاته.
قيادة الأركان الإسرائيلية تريد فهم أسباب الطفرة في المقاومة، والعوامل التي أثرت في نفسية الفلسطينيين، وجعلت منهم مقاتلين أشداء، ومقاومين شرسين، ونقلتهم من مربع المقاومة إلى الهجوم، ومن صد العدوان إلى المبادأة والمباشرة، وجعلتهم يقاتلون بعنادٍ، ويثبتون بتصميمٍ وإرادة، وقد أصبح عندهم من أدوات الصمود المادية والنفسية الكثير، إذ لا يشكون من عتاد، ولا يعانون من اضطراب، ولا يخالج نفوسهم شك، ولا يعتريهم ضعفٌ، أو احساس بالهزيمة والانكسار.
وهم يتساءلون كيف استطاع الفلسطينيون أن يكسروا حدة الجيش الإسرائيلي، وأن يتجاوزوا عقد الخوف التي سكنت قلوبهم، وحكمت سلوكهم خلال السنوات الماضية، وهي نفس العقدة التي سيطرت على الدول العربية، ومنعتهم من محاولة صد العدوان، والدفاع عن حدودهم، أو محاولة استعادة حقوقهم، وتحرير أرضهم المحتلة، رغم أن المنطق يقول أنه يجب عليهم أن يكونوا في حالة مقاومة دائمة، واستنفارٍ لا يتوقف، إلا أن العكس هو الذي ساد، إذ أن الأنظمة العربية تتلقى الضربات، وتسكت عن الإهانات، ولا تقوى على رد العدوان، ولو كان تدنيساً لحرمةٍ، أو انتهاكاً لسيادة، بل إنها تعاقب من يفكر بالرد، أو يسعى للثأر.
الإسرائيليون بعد الذي أصاب جيشهم في السنوات الماضية، يريدون أن يفهموا عقلية الانتصار لدى الفلسطينيين، وكيف أنهم يعدون الموت حياةً، والخسارة كسباً، والهزيمة نصراً، وكيف يخرجون من حربٍ لم ترحمهم إلى حربٍ جديدة، لا يخافون ولا يبالون، ولا يقفون عند الفقد الذي هو في عقيدتهم شهادةٌ وحياة، وهو رقيٌ وسعادة، وفوزٌ يتطلعون إليه، وشرفٌ يتسابقون لنيله.

الإنترنت منجم المعلومات الإسرائيلي/ د. مصطفى يوسف اللداوي

كشفت القناة العبرية العاشرة للعدو الصهيوني عن حجم الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لاختراق جبهات العدو على كل المستويات، والاستفادة منها استخبارياً في جمع المعلومات، والحصول على البيانات، والتعرف على أسرار وخصوصيات الأطراف المعادية، خاصةً أن البشر عموماً باتوا لا يستغنون عن التقنيات الحديثة المصاحبة لحياتهم، والملاصقة بهم، والمرافقة لهم أينما ذهبوا وحلوا، كالهواتف الحديثة من الأجيال الثالثة وما بعدها، والتي تقدم خدماتٍ كبيرة للمستهلك، وتؤدي مثلها وأكثر للمخدمات المركزية، التي تخضع غالباً لإدارة مراقبة وتشغيل الأجهزة الأمنية.
ربما ليس في الأمر سرٌ جديد، ولا خبرٌ مفاجئ، كما أنها ليس سبقاً صحفياً تسبق إليه القناة العبرية العاشرة، فقد بات الجميع يعرف أن الإنترنت سوقٌ مفتوحٍ لكل من يرغب في العمل على جمع المعلومات، والحصول على البيانات، والوصول إلى الأسرار، فهذا أمرٌ متاحٌ للجميع، من الخاصة والعامة، والأفراد والجماعات، وقد يكون هوايةً أو عملاً احترافياً، وقد يكون بالمصادفة أو عمداً مقصوداً، ولكن الخطورة تكمن في تنظيم العمل، وتوجيه العاملين، ووضع الخطط واستهداف الأشخاص والجهات، وتحديد الأهداف وتركيز الجهود عليها، عندما يكون الهدف أمنياً أو استخبارياً عسكرياً.
فقد اعتبر الخبير الأمني الصهيوني "يوسي ميلمان" أنّ الجبهة الحربيّة الجديدة أمام "إسرائيل" تتعلق بحرب "السايبر" الإلكترونيّة من خلال التنصت على الهواتف والتسلل للحواسيب، واعتراض الوسائط الرقميّة وحل الألغاز الاستخباريّة، وجمع مختلف البيانات والمعلومات والصور، واعادة تحليلها وتوثيقها، والاستفادة من كثيرٍ منها في مختلف المراحل.
لافتاً إلى أنّ هذه السلسلة من الأعمال يقوم بها أفرادٌ ومنظمات صهيونيّة، هدفها إلحاق ضرر بحواسيب الخصم ومنظومات المعلومات لديّه، مشيراً إلى أنّ لهذا الهجوم هدفان أساسيّان، الحصول على معلومات، وإلحاق ضرر بالحواسيب والمنظومات، حيث يُحدث رداتِ فعلٍ متسلسلة تمس بالبنى التحتيّة الاستراتيجيّة، وتشغل برامج مضرة، أو أخرى تنفذ عملياتٍ دقيقة وحساسة، كنقل البيانات، أو التحكم في المعطيات، وتوجيه الأجهزة مركزياً، وتعطيلها أحياناً، أو تزويدها بمعطياتٍ وأوامر مضادة ومعاكسة، تضر بالمستخدم، وتفيد الجهة المراقبة والمتابعة.
 وأوضح الخبير الصهيوني أن هذه العمليات تتم من خلال شعبة الاستخبارات العسكريّة "أمان"، التي تنظم وتشرف على عمل منظومة السايبر، موضحاً أنّها المنظومة الوحيدة في شعبة الاستخبارات التي حصلت على علاوة في القوى البشرية، وزيادة في الميزانية السنوية، لأن لديها أهدافاً متعدّدة الأبعاد الجغرافيّة، فضلاً عن أنها نجحت في تحقيق أهدافٍ كثيرة، ووصلت إلى أسرارٍ عديدة، وسجلت انتصاراتٍ على الخصم كبيرة، وتمكنت من الولوج إلى أجهزة خطيرة، وتعرفت على برامج كانت غاية في السرية والأهمية.      
يتطوع في العمل في هذه الأنشطة الإليكترونية طلابٌ وطالباتٌ جامعيون، ممن يمتلكون مهارات الكمبيوتر، ويتقنون فنون الإنترنت، ويعرفون أسراره، ولديهم الرغبة في خدمة كيانهم، وتقديم ما أمكنهم من مساعدة لحكومتهم، ويقدم على العمل فيه العديد من الطلاب، بالنظر إلى أنه مجالٌ لا يشكل خطورةً على حياتهم، لا يلحق بهم ضرراً، ولا يتطلب قوةً ولا شجاعة، ولا تلزمه جرأة وجسارة، ولا يوجد فيه دمٌ يرعب، ولا قتلٌ يخيف، وإنما هي عملياتٌ الكترونية، وأوامر فنية، وبرامج اختراق مختلفة، تنفذ إلى الأجهزة، وتصل إلى الأهداف المقصودة، علماً أن أغلب الذين يوجهون الطائرات بدون طيار، خلال تنفيذها لطلعات استخبارية، للتصوير والمراقبة، أو أثناء تنفيذها لعملياتٍ أمنية، إنما هم من المجندين والمجندات الشبان، الذين يتقنون هذا الفن ويبرعون فيه.                    
ومن جانبٍ آخر فقد أطلق العدو الصهيوني عشرات الآلاف من الفتيات والشبان الإسرائيليين وغيرهم من المتعاونين معهم، والمؤمنين بمشروعهم، والراغبين في الدفاع عن كيانهم، ليدخلوا إلى صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، وهي كثيرة ٌوعديدة، وإن كان من أشهرها على النت الفيس بوك والتويتر، وعلى الهواتف الذكية الواتس آب والفايبر واللاين وغيرها، فضلاً عن العناوين الإليكترونية والصفحات الخاصة، ليقوموا بأوسع عملية تعارف وبناء شبكات صداقة وعلاقة، في عملياتِ غزوٍ منظمة ومنسقة ومراقبة، الهدف منها الحصول على معلومات، وبناء شبكة علاقات مع المتعاونين، وتوظيف بعض العملاء والجواسيس، حيث يتم من خلال هذه العلاقات المقصودة، التعرف على حاجات ومشاكل وظروف الطرف الآخر، قبل المباشرة في تقديم العون له وتوريطه، تمهيداً لربطه عمالةً، أو الاستفادة منه مأجوراً في الحصول على معلوماتٍ خاصة.
علماً أن الجهود الأمنية الصهيونية في هذا المجال لا تقتصر على فلسطين ولبنان، حيث المقاومة فيهما قوية وفاعلة، وتشكل على العدو خطراً، بل تشمل الدول العربية كلها والإسلامية وفي مقدمتها إيران، ولعلها تمتد أيضاً إلى شبكات الدول الأفريقية التي تتحكم فيها، وتسلط عليها أقمارها الصناعية، وأجهزتها الرقابية المنتشرة في عمق الأراضي الأفريقية، أو على السفن التي تجوب البحار القريبة من الدول العربية، فضلاً عن غواصاتها النووية التي لا تخرج من عمق المياه، بل تستمر في عمليات جمع المعلومات وتحليل البيانات، والاستفادة من كل ما تتمكن من التقاطه، أياً كان صورةً أو رقماً أو بياتٍ ومعطياتٍ وغير ذلك.
لا أريد أن أخيفَ أحداً، ولا أدعو إلى فصل الإنترنت وعدم استخدامها، ولا إلى مقاطعة الهواتف الذكية وعدم التعامل معها، بل أدعو إلى الحيطة والحذر، والانتباه والتيقظ، فلا نحتفظ في أجهزتنا الموصولة بالإنترنت بملفاتٍ خطيرة، ولا بمعلوماتٍ قد تضر، ولا ببرامج حساسة لها علاقة بخصوصياتنا الوطنية والشخصية.
كما لا نقبل بصداقة الغرباء، وإضافة المجهولين، والحديث والدردشة مع من لا نعرفهم ولا نثق بهم، ولا ينبغي أن تكون حواراتنا في الممنوع والخاص، ولا في الأسرار والمعلومات، فبهذا نقلل من حجم الأخطار، ونحد من الاختراق والتسلل، في الوقت الذي نستفيد مما بين أيدينا من تقنياتٍ حديثة، ووسائل متطورة. 
علماً أن منّا من برع في هذه الحرب، واستطاع اختراق أجهزة العدو، والتنصت عليه، ودخل على خطوط الإمداد، وبرامج الخدمة الجوية والأرضية، وسجل على العدو سبقاً، وألحق به ضرراً، وكبده خسائر حقيقية، واخترق منظوماته الأمنية والعسكرية، وعطل حواسيبها، وسحب منها معلوماتٍ وبياناتٍ، اعترف العدو بأهميتها، وخطورة وقوعها في أيدي المقاومة.

سايد مخايل في كتاب "القلب المفتوح": وشم على جسد الذاكرة/ فؤاد نعمان الخوري

يحاول الصحافي والشاعر سايد مخايل التقاط اللحظات الهاربة وتثبيتها في كتاب يحفظها من الاندثار. كأن كتابه الأخير "القلب المفتوح" وشم على جسد الذاكرة الجماعية، ومرآة صادقة تعكس كرم المنتشرين وحماس الزائرين. "القلب المفتوح" يروي حكاية الخط المفتوح بين لبنان واستراليا، بالصورة الملونة والتفاصيل المدونة بصبر واتقان؛ فجاء الكتاب مجلّداً انيقاً وفخماً يحمل عطراً من أصابع سدني ومطابع بيروت.

حديثة هي هجرة اللبنانيين الى استراليا، فالجرح كما القلب دائماً مفتُوح: فالتواصل والتفاعل لا ينقطعان، وعيونهم مسمّرة أبداً على شاشات الفضائيات والصحف و...الفايسبوك. يضيء سايد مخايل على تلك العلاقة الحميمة ويرصد تجليّاتها بين العامين 2008 – 2012 مع الوعد بكتاب ثانٍ يؤرخ للسنوات اللاحقة. ومن غير الصحافي يستطيع أن يبحث ويجمع ويبوّب وينسّق المعلومات؟ هنا يصير "التوثيق" عملاً مضنياً خبره سايد حين وثّق رحلة البطريرك صفير الى استراليا في كتابه "رحلة الانقاذ"، كما الصحافي  الاستاذ انطوان قزي في كتابه "وجوه مشرقة".

لكن سايد مخايل شاعر ايضاً، ومن حقنا ان نطالبه بديوان جديد. فاذا كان "القلب المفتوح" سجلاً للجماعة، يقى الشعر سجلاً للشخص المتفّرد وسط الجماعة. وهل اصدق من شاعر يصف تجربته في الوطن والغربة، في الحزن والفرح، في اليأس والأمل، وفي رعشات القلب المفتوح!  في الشعر ايضاً يصير التاريخ الشخصي قبساً من تاريخ المجتمع في لحظة معيّنة من الزمن، وتمسي القصيدة قطرة ندى على نشرة الأخبار وافتتاحيّة "الأنوار".

ويبقى السؤال: هل بقيت لنا ذاكرة تتسع للكتب في عصر الاصدارات الالكترونية والصحافة اليومية؟ لعلّ افضل اجابة هي قول الشاعر العربي القديم:" وخيرُ جليسٍ في الأنان كتابُ!" طُوبى لمن يكتب ولمن ينشر ولمن يقرأ، وعافاك الله يا سايد!

السياسة الخارجية لأمريكا/ مهندس عزمي إبراهيم

مصر، شأنها شأن شقيقاتها دول الشرق، لا زالت تسبَح، أو بالأصح تغرق في أمِّيَّـةٍ سياسية. ولا تستطيع أن "تفك الخط" في سِفر "علم السياسة الخارجية للدول". فلا مصر ولا أيّ دولة من الدول "الإسلامية" أثبتت أنها تعرف ألِف باء هذا المجال. حيث ما زلنا بالشرق لا ندرك أن علاقات الدول ليست علاقات أخدان ورفاق وعشاق. ولا هي علاقات أشقاء وأبناء عمومة. بل هي علاقات مصالح متبادلة.
عظمت في هذه الأيام مشاعر بغضاء لدى المصريين تجاه أمريكا، وتجاه سياسة أمريكا الخارجية. وذلك لمحاولاتها تثبيت أقدام الأخوان الإسلاميين الإرهابييين عنوة في حكم مصر، والتي أفشلها شعب مصر الواعي وجيشها الأمين. وأقول أنه شعورٌ مستحَقٌ إلى حدٍ ما. ولست أقول ذلك عشوائياً. فهناك أمريكيون وشرقيون مقيمون بأمريكا وفي مقدمتهم أقباط المهجر لم يَكِلّوا عن رفع أصواتهم في الإعلام والميديا وأمام المسئولين، مجالس وهيئات وأفراد، بعدم الرضا على موقف أمريكا في هذا الصدد بالتخصيص.
ولكن... والحق يُقال. أمريكا ترعى مصالحها خلال سياستها الخارجية، مثلها مثل باقي الدول الحرة المستنيرة المتقدمة: استراليا والصين والهند وكندا وروسيا واليابان والبرازيل وفرنسا وانجلترا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وسويسرا وباقي الدول الواعية. كلهم يرسمون خرائط سياساتهم الخارجية على أساس مصالح أوطانهم وشعوبهم. وإذا قَصَّروا في ذلك فقد قَصَّروا في مسئولياتهم، وفشلوا في إدارة أمورهم، وخانوا أوطانهم وشعوبهم.
فالسياسة الخارجية، باختصار، هي من أهم المناهج لدى الدول لتنفيذ وحماية مصالحها. وحيث لا بد من إقرار أن لكل قرار ظروفه وأنه لا يُستبعد احتمال الخطأ في أي قرار، فالثابت أن تلك الدول المستنيرة وشعوبها الواعية، بغالبيات مواطنيها، سواء مسيحية أو يهودية أو هندوسية أو بوذية أو غير ذلك، لا ترسم خرائط سياساتها الخارجية على أساس صداقات عشوائية، أو على أساس مشاركة في دين أو في عرق أو في جوار، كما تفعل دول الشرق الإسلامي.
فدول الشرق الإسلامي، دون دول العالم أجمع، تقيم التزاماتها الخارجية وحتى الداخلية أساساً على مقياسين. أحدهما "عِرق العروبة". تلك العروبة التي لا وجود لها بين ما يسمى بـ "الدول العربية". فمن تلك الدول دولٌ مستقلة، بخلفيات متباينة وحضارات قومية وهويات عريقة خاصة بها. هي دولٌ لا تمُتّ للعروبة إلا بأنها (كانت) مستعمرة بالعرب في عصور مضت، وانزاح عنها كابوس الاستعمار العربي، كأي استعمار أجنبي، منذ قرون.
والمقياس الآخر هو "الديـن" بل مذهبٍ بعينه من الدين، وتصِرّ على زَجّ ذاك الدين وذاك المذهب في مجالات السياسة والتشريع والقضاء والأمن والتعليم والطب وغيرها. وهي مجالات التي لا دخل للدين فيها ولا في علومها وفنونها ومناهجها وأساليب تطبيقها. بل هو "الديـن" دون أدنى شك، ما يفسدها ويخل نظامها ويقف عثرة في طريق مدنية وديموقراطية ورقي دول الشرق.
هاتان القاعدتان "العِرق" و "الدين" هما القيدان اللذان يَحُولان تلك الدول دون السير قِدماً نحو الرقي والتقدم والعدالة الإنسانية (عدالة اللـه) (لا عدالة الدين، أي عدالة القبيلة العنصرية). لأنهما "العِرق والدين" بكل بساطة، وبكل صراحة، رغم مرور 1400 عام على التمسك بهما هما منابع البغضاء والعنصرية، وأسباب التطرف والظلم والإرهاب والفشل والتخلف والتقوقع والانعزال عن المسيرة مع التيارات البشرية المعتدلة الراقية والمتقدمة!!
وهنا أؤكد أني لست ضد التصادق والتآلف والتعاون مع دول الجوار المسماة "عربية". ولكني ضد "التخصيص" أو "التركيز" على تلك الدول المتخلفة لتكون علاقاتنا الخارجية مخصَّصة أو مركزة على أساس العِرق والدين فقط. فمن الأصلح لمصر توسيع رقعة التصادق والتآلف والتفاعل والتعاون مع دول العالم المتحضر كله، وبالنسبة لمصر خاصة مع دول البحر الأبيض المتوسط الأوروبية. فذلك يحافظ على "المودة" الإقليمية مع كل دول الجوار وبالأخص الدول الأكثر تحضراً. مثال لذلك التقارب بين كندا وأمريكا والمكسيك، وأيضاً بين الدول الأوروبية، وكذلك بين دول شرق آسيا. ومن الملاحظ أنه ليس هناك بين دول العالم أجمع مجموعة تسمّي ذاتها دولاً مسيحية أو يهودية أو بوذية أو هندوسية أو أنجلو ساكسونية. فالدولة أرضٌ بحدودٍ جغرافية لا تَعقِل ولا تؤمن بدين ولا تصلي ولا تصوم. بل هي دولة تحتضن مواطنيها من كل عقيدة كأمّ حنون تساوِ وتعدل بين بنيها. لو يدرك أهلُ الشرق!!
الحقيقة هي أن شعوب دول الشرق الإسلامي تكمن فيها مشاعر بغضاء تلقائية دفينة، ليست لبعض دول الغرب الأوروبي وأمريكا فقط، بل لكل دول "العالم الحر" أي "العالم المستنير والمتقدم" أي "العالم الغير إسلامي". وذلك يشمل دول أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا ونيوزيلاند والصين واليابان والهند ودول أمريكا الجنوبية ومعظم دول أفريقيا وبالطبع إسرائيل. وليست تلك البغضاء موجهة لحكومات تلك الدول فقط، بل موجهة أيضاً لشعوبها وجنسياتها التي لم تتصدى يوماً للمسلمين ولا لدينهم ولا لبلدانهم بضرر من قريب أو بعيد.
ومن أسوأ وأقبح نوازع البغضاء أن تُوجه لمصري لا يؤمن بالإسلام!!! فـ "المسلم الملاييزي أفضل لمصر وأولى بحكم مصر من المسيحي المصري" مقولة قالها أحد دعاة المسلمين ولم تتصدى له أي جهة دينية أو قضائية، أو مسئول دينياً أو إدارياً أو قضائياً. ولا يجب أن يقول أحد أن من قال هذا القول مجنون أو مريض أو متعصب. وإلا فالكل مجنون ومريض ومتعصب!!
فعلى نفس القاعدة تُغلق الأبواب في وجه القبطي المصري، مهما كانت كفاءته. فلا يُمكن تعينه وزيراً لإحدى الوزارات الحساسة، أو رئيساً لإحدى المناصب القيادية كمحافظ أو عميد لجامعة أو حتى مُعيد أو ضابط (إلا القليل) وغير ذلك كثير. وذلك عن تعصب ديني أعمى وعن تغاضٍ أحمق عما هو صالح لمصر وخير للمصريين بغض النظر عن الدين.
وذلك آت من القول "لا ولاية لغير المسلم على المسلم" بل لقد قالها أحد الدعاة بتعبير أسوأ "لا ولاية لكافر على المسلم". وفسَّرها فضيلته بقوله "فإنَّ مشاركة المسلمين للكفار في وطَنٍ واحد لا تعني بالضرورة تَساوِيَهم في الحقوق والواجبات، وإنَّما تُوجِب إقامة العَدل والقسط على الجميع، والعدل لا يعني المساواة في كلِّ شيء؛ وإنَّما يعني إعطاءَ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه، ومطالبتَه بأداء ما عليه من واجبات، والمَرجِع في تحديد الحقوق والواجبات هو شرعُ الله، لا غير."
ومع التجاوز عما جاء في الفقرة السابقة من هراء وتناقض في المعنى وتلاعب بالكلمات وانحراف في المنطق في ذات الجملة، بإقرار الشيخ أن مشاركة المسلمين للكفار في وطَنٍ واحد "لا تعني بالضرورة تَساوِيَهم في الحقوق والواجبات، وإنَّما تُوجِب إقامة العَدل والقسط على الجميع." وكذلك "العدل لا يعني المساواة"!! ثم العودة بقوله "وإنَّما يعني إعطاءَ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه"!! كل هذا التناقض والتلاعب بالألفاظ محاولات لتحليل الظلم على المواطنين غير المسلمين على أساس شرع الله!!
من هنا يتضح أن تلك البغضاء الكامنة في قلوب المسلمين، أو غالبية المسلمين، على الدول المستنيرة وشعوبها، وأيضاً على غير المسلمين الشركاء في الوطن الواحد، نابعة أولاً من "الديــن". ومرساة أساسا على الاختلاف في الدين. قبل أن تكون مبنية على سياسات تلك الدول أو سلوكيات شركاء الوطن غير المسلمين!!
أما عن البغضاء الممزوج بنكران الجميل تجاه الغرب. فما زلنا، نحن شعوب دول الشرق الإسلامي، نؤمن بمبدأ (حسنـة وأنا سيـدك). فبينما نحن نعيش على إبداعات الغرب ومخترعاته وانتاجاته ومعوناته، والتلهف على نيل الشهادات العلمية من جامعاته، وعلاج أمراضنا بأدويته وأطبائه وأخصائه ومن مستشفياته، فنحن نحمل له البغضاء على أساس "العِـرق والديـن" فنَسُبّه ليلاً ونهاراً حتى في صلواتنا بمساجدنا وميكروفوناتنا وفضائياتنا مستمتعين بكل ما أبدع وما أنتج، بلا حرج ولا حياء.
تأكيداً وتصديقاً لما كتبت أعلاه، أننا لم نسمع أحداً من هؤلاء "السَّبّابين" يسُبُّ الصومال أو اليمن أو الباكستان أو أفغانستان ونيجيريا وأمثالهم، وليس من تلك الدول من قدم لنا شيئاً إلا الإرهاب والتخريب. وهذا التجاوز بالطبع لأنهم شركاء في ذات الدين!!!
وأيضاً ما زلنا في الشرق نستعمل الغرب وأمريكا وإسرائيل (شـماعة) نعلق عليها أسباب تأخرنا وفشلنا ونتاج سوء تصرفات حكامنا وشعوبنا. متجاهلين معالم التأخر الحقيقية وأسبابها الأساسية التي تملأ تاريخنا من قبل أن يَعرف الغرب طريقه إلينا. ومن قبل أن تتواجد أمريكا وإسرائيل على خريطة العالم. وهذا السلوك، أي إلقاء أسباب أخطائنا وفشلنا على الآخرين، هو إغلاق للعقل والضمير وهروب من مواجهة الواقع، ومدعاة لقفل باب الإصلاح الذاتي، وبالتالي التمادي في التراخي والتخاذل ثم تكرار الفشل والتخلف عن الركب البشري الناهض.
وما لا تستوعبه شعوب دول الشرق الإسلامي هو أنه لا معونة سياسية أو مالية أو حربية تمنح من دولة لدولة لإخرى بلا مقابل. فرغم سرعة تلك الدول الواعية في تقديم معوناتها العينية والمهنية والطبية للدول المحتاجة تحت كوارث طبيعية أو بشرية بغض النظر عن دين أو عِرق أو جوار، فهي لا تقدم معوناتها السياسية والمالية والحربية كصَدَقة أو إحسان لأي دولة بلا مقابل كما تتوقع شعوب الشرق!!
***
هنا نصل إلى أن العيب ليس في سياسة أمريكا أو الغرب، بل العيب فينا!!! ولنتذكر جيداً أن مصر ومعظم دول الشرق في الـ 1400 عاماً الماضية، لم تزدهر حضارة وعلماً وثقافًة ونظافة وأدباً وفناً واقتصاداً وانتاجاً وابداعاً بل لم ترتقِ أخلاقياً ودينياً قدر ما ازدهرت وارتقت إبّان الاستعمار البريطاني والفرنسي.
ولنتذكر أيضاً أن أعظم نظم للتعليم والصناعة والاقتصاد والبنوك والاستثمار والانتاج والري والمواصلات والإنشاءات والخدمات عرفتها مصر الحديثة، أرسيت قواعدها ونظمها وازدهرت تحت الحكم المدني الديموقراطي إبّان الاستعمار الحضاري البريطاني والفرنسي. إنجازات حضارية روائع لم يكن لها وجود من قبل. كما أنها اندثرت أو على الأقل تدهورت بعد "عَربنة" و"أسلمة" و"أخونة" و"أسلفة" مصر بدءاً من نكسة يوليو 1952. أي بعد أن أغلقنا الأبواب والنوافذ عن الغرب وشعوبه. وليس ذلك تمجيداً للإستعمار أو للغرب بل إقرارأ ومقارنة حقة وعادلة بما حصَّلناه تحت نظم الغرب وما خسرناه تحت نظم العروبة والدين.
ولنتذكر أيضاً أن أعظم عصر لمصر في الأربعة عشر قرناً الماضية، هو عصر نهضتها المدنية الديموقراطية في القرن التاسع عشر وخاصة في النصف الأول من القرن العشرين. وهو عندما لم يكن للدين ذِكرٌ بدستورها، وعندما كان المصريون يتعاملون ويتفاعلون مع دول البحر الأبيض المتوسط إيطاليا واليونان وفرنسا وألمانيا وانجلترا، وذلك رغم الاستعمار الأجنبي.
ختاماً، مرة أخرى، ليس العيب في الغرب إنما العيب فينا، ولا يتهمني أحد أني أقدم تمجيداً للإستعمار أو للغرب، بل إقراراً لفشل الحكم الذي يعلو فيه تسييد الشريعة على سيادة القانون، وذلك بزج الدين في الدستور. فالتطرف في الدين يسيء للدين نفسه ويحقر القانون، ويحتكر الفكر والضمير، ويهدر الأخلاق والإنسانية، ويخل بالنقاء الاجتماعي وينزل بالأمم إلى الحضيض الحضاري. وقد عاصرنا وبلغنا ذروة الفشل والتدهور والانهيار إلى أدني الحضيض تحت الحكم الديني الأخواني الوهابي السلفي.
حقيقة لمسناها. لقد تمزق النسيج الاجتماعي "الوطنية والأخلاق والتعاطف الإنساني" الذي يربط الأمة، أو كاد، لولا شعب مصر الواعي وجيشها الأمين، عندما أدخلنا الدين في الدستور وعندما قصرنا تعاملنا وتفاعلنا على دول الشرق العربية الإسلامية النفطية. ولينكر ذلك من يأخذه الصلف الأجوف كيفما شاء. فلن تنزع البغضاء من قلوبنا وسلوكياتنا إر بنزع أي إشارة للدين من الدستور ما عدا جملة "الدولة تكفل حرية العقائد وممارسة الطقوس لكل المواطنين" وبأن نُطعِم أطفالنا وشبابنا معنى  الحق والعدل. وأن نعلِمهم أن الإنسانية قبل الدين، وأن الوطنية قبل الدين، وأن الأخلاق قبل الصوم والصلاة.
دامت مصر حرة، مَيمونة ومَصونة.
مهندس عزمي إبراهيـم

سبايكر الاسباب والمال/ الدكتور رافد علاء الخزاعي

لقد كتب الكثيرون عن سبايكر مقالات وبوستات في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاليكترونية والصحف الورقية واصبح الناجون من الجريمة النكراء شهود على ماحدث من مجزرة انسانية اعادة للذاكرة قصة المقابر الجماعية في تسعينات القرن الماضي بعد حرب الخليج الثانية وبايدي نفس الجلادين وكان الحال ينادي امريكا يا بو زيد كانك ماغزيت وصوت الناس المفجوعة بابناها واولادها ينادي السياسين الشيعة الذين تصدوا للحكم انكم غير قادرين على حمايتنا من المقابر الجماعية والمجازر اليومية.
تحولت قاعدة سبايكر الجوية الأكبر والأشهر في العراق، إلى كابوس لآلاف العوائل العراقية وأصبح مصدر حزن لهم، بعد المجزرة التي أودت بحياة مئات الجنود في ظروف يكتنفها الكثير من الغموض الذي وعدت الحكومة بكشف ملابسات ما حصل والتي سيحاول الكثير طمس هذه الحقائق او يلحقوها بمجازر جديدة ليكون المكتوب على العراقيين الموت المجاني بلا ثمن ولا محاسبة للجلاد والمهمل المكفل بحمايتهم.
ان سبايكر جريمة مزدوجة فيها الجلاد وفيها المستهتر بدماء الناس من القادة الفاشلين الذين تكتموا عليها لولا صيحات الناس وهو يبحثون عن ابنائهم المغيبين والذين تواصلوا معهم للحظة ازير الرصاص الذي قضى عليهم عبر الموبايل ياله من تنكلوجيا صنعت لرفاهية الناس حولتها داعش وسيلة رعب لعوائل الضحايا وهي تنقل استغاثتهم من الموت الاسود الداهم لهم.
وكني ساتناول مجزرة سبايكر كجريمة موثقة من الشهود العيان ومن التحليل لما كتب لبيانات الدواعش الفرحين بمجزرة الدم وما كتب عنها من محللين وكتاب متعددين لهم روؤيا واضحة للصورة لتكتمل التفاصيل وتكون امام المتلقي حقيقة معتمدة.
 ان قاعدة سبايكر, هي احدى القواعد التي أسمتها القوات الامريكية تخليدا لاسم الطيار الامريكي الذي قتل في العراق ابان ما يسمى عاصفة الصحراء في العام 1991 والذي اسقطت طائرته غرب الانبار وظلت جثته مفقودة حوالي اربع سنوات بعد ان عثر على اجزاء من عظامه وارسلت الى امريكا, واصبحت هذه القاعدة مقرا لكلية القوة الجوية العراقية كما كانت سابقا قبل الاحتلال حيث خرجت الكثير من الطيارين العراقيين  والعرب والطواقم الجوية  وهكذا عادت لتكون كلية القوة  الجوية العراقية وقاعدة ساندة لعمليات محافظة صلاح الدين بعد خروج القوات المحتلة من العراق .وقد سميت بعدها قاعدة الشهيد اللواء الطيار ماجد التميمي الذي استشهد وهو يحاول اجلاء الاطفال النازحين من تلعفر وقد سميت اخير قاعدة تكريت الجوية  وهي تبعد 12 كيلوا متر عن تكريت وتقع على اطراف الصحراء واطراف هضبة حمرين  وهذا موقعها الاستترايجي المتوسط في العراق يعطيها اهمية عسكرية ولوجستية مهمةلقربها من مصفى بيجي والطريق البري الرابط بين تكريت والموصل وتحيط بها قرى فلاحية  من عشائر متعددة.
هذه القاعدة عمرها عشرات السنين كانت تتبع للقوات الجوية العراقية قبل الاحتلال الأميركيّ، وبعد الاحتلال حدّثت هذه القاعدة بالتنسيق مع الحكومة العراقية وجهّزت لاستقبال الطائرات الحديثة. هي تضمّ آلاف الجنود الذين  يخضعون بكل فئاتهم لدورات تدريبية فيها.
"سبايكر" هي قاعدة عملاقة ومحصّنة بقوة وبؤرة لانطلاق الصواريخ والطائرات، لذا يحاول تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام البعيد عنها بضعة كيلومترات الدخول اليها ويلقى صدًا قويا ًمن القوات العراقية.
هي ذات أهمية استراتيجة كبيرة من يسيطر عليها يحكم سيطرته على معظم مناطق العراق الشمالية،  وذلك بسبب موقعها الذي يسمح للطيران بتغطية هذه المناطق.
بالنسبة للجيش العراقيّ هي حيوية للغاية لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها داعش في تكريت إذ تقدّم دعماً وإسناداً للقطاعات البرية وتسمح بضرب الأهداف المتنقلة وقطع طرق الإمداد أمام المسلّحين من أسلحة ومؤن كما تتمّ فيها عملية الرصد ومنع تسلل داعش أو تقدّمه.
ولذلك اصبحت القاعدة مقرا لتجمع القوات العسكرية المنسحبة من الموصل وخصوصا قوات مكافحة الارهاب البطلة التي انسحبت تكتيكيا من الموصل واستقرت بالقاعدة وهي محافظة على اسلحتها وعجلاتها وترافق دخولها للقاعدة مع انسحاب الجنود الفارين او المنسحبين من القطعات المختلفة من عمليات صلاح الدين ومن قوات حماية الانابيب النفطية المشكلة حديثا والغير مدربة تدريبا جيدا  والغير مجهزة تجهيزا عسكرياحيث اغلب منتسبيها انهم لم يكتمل دوامهم الشهر او الشهرين في الجيش العراقي واغلبهم تطوع او قبل تطوعه مقابل الحصول على اصوات انتخابية لبعض اعضاء مجلس النواب الجديد وهكذا كان الثمن الصوت مغمس بدماء الضحايا ولذلك نرى اغلب الضحايا هم محافظات القادسية والنجف وبابل والديوانية.
وكذلك عمليت صلاح الدين والفرقة الرابعة المنسحبة من تكريت باتجاه قاعدة سابيكر لسيطرة الدواعش على الطريق الرابط بين تكريت وسامراء وهو طريق غير امن.
لقد ساهم الانسحاب او الهزيمة المخزية للجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية من الموصل في 10 حزيران ساهم مساهمة مباشرة في نهوض الخلايا النائمة الداعشية  في محافظة صلاح الدين والذين كانوا منظمين تحت قوات الامن العراقية وتم من خلالها السيطرة على سجن مكافحة الارهاب في تكريت وخروج السجناء الخطرين.
لقد سبق الجريمة النكراء في سبايكر جرائم كثيرة نتيجة اهمال القادة العسكريين في اتخاذ زمام المبادرة ومن خلال وضع سيطرات على الطريق البري الرابط بين تكريت والموصل  من قبل الدواعش حيث اعدم وقتل العشرات من الجنود العراقيين خلال اجازتهم او التحاقهم من دون اتخاذ اجراءات احترازية حيث قبل عشرون يوما  من الجريمة النكراء قتل خمسة وعشرين جندي في الشرقاط تم ذبحهم وقتلهم  من خلال السيطرة على موخرة رتل عسكري دون علم قائد الرتل ومرت هذه القضية دون عقوبة وغيرها من القضايا المماثلة مما جعل القادة الاستهزاء بدماء الجنود.
لقد تجمع في قاعدة سبايكر خمسة الاف جندي منسحب بدون قيادة وبدون اتخاذ زمام المبادرة من القادة الموجودين في السيطرة على هذه القوات واتخاذ القرار الجريء باعادة ترتيبهم ووضع خطة محكمة للسيطرة على المعسكر تحت شعار عراقي مزمن (اني شعليه هاي القوات غير تابعة لي )هذا كلف الكثير من الدماء واشاع الخوف في الجنود المتصلين باهلهم في كل لحظة وهم يحاولون الهرب عوائلهم بعد سماعهم هرب قادتهم الى  كردستان في وسائل الاعلام  انها بداية الهزيمة وبداية الجريمة.
لقد اتخذ هولاء الجنود في عجلات مهئية من قبل القاعدة والدواعش لاسرهم لغرض مساومة الحكومة العراقية في اطلاق سراح المعتقلين لديها ولكن الامور جرت عبر سيناريوا اخر بعد تجمعهم في حقول الدواجن الرئاسية والقصور الرئاسئية التي كانت بالاصل مقر عمليات صلاح الدين والفرقة الرابعة وقد تسلحت الخلايا النائمة بالاسلحة المتروكة من قبل الجيش العراقي حيث خلال يوم واحد  حصلت داعش على اثنا عشر مليون قطعة سلاح وعجلة ودبابة بعد الانسحاب المخزي والغير منظم.بعد سقوط الموصل بيد التنظيم الارهابي مايسمى بـ"داعش" ووصولهم لصلاح الدين، وهنا حدثت مؤمرة لقتل الموجودين بالقاعدة نتج عنها ابشع جريمة انسانية في تاريخ العراق الحديث
 وهكذا كان القرار اعدامهم ودفنهم في مقابر جماعية لتوجيه رسالة ذات مضامين متعددة حيث قال احد المنفذين للاعدام عبر فديوا تم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي  قال له ( لقد كنا نعدم السجناء في سجن الرضوانية أيام صدام بالرشاشات بمعتقلي الانتفاضة 1991) وهكذا نعدمهم من جديد رغم انهم يحكموننا انها رسالة الى حكام وقادة لايستطيعون اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية شعوبهم.
ان المجزرة التي كانت حدثت ظهر يوم 12 يونيو (حزيران) الماضي، والتي حاولت الحكومة العراقية المنتهية ولايتها التستر عليها لفداحتها وبحجة انهيار المعنويات ، إذ جرى إنكارها في البداية وتكذيب تفاصيلها من قبل نواب وإعلاميين وكتاب ومحللين سياسيين مقربين من الحكومة ، لكن الصور ولقطات الفيديو التي جرى تسريبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أجبرت المسؤؤل الاول  أن يصرح عبر التلفزيون بأن «(داعش) قتلت 157 من طلبة القوة الجوية في قاعدة سبايكر بتكريت»، في وقت نفى فيه كبار القادة العسكريين وقاسم عطا الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة مقتل طلبة القوة الجوية، مؤكدين أن الطلبة جرى نقلهم إلى قاعدة الإمام علي طليلة بالناصرية.
وهذه التصريحات اربكت الوضع العام وقد اثارت اهالي الضحايا لتصعيد احتجاجهم والذي جير من قبل جهات متعددة لتحويل القضية نحو مجلس النواب رغم علمهم ان مجلس النواب جهة تشريعية ومراقبة وان القضية بحاجة الى تحقيق قضائي عالي ومتمكن من معرفة الجناة من خلال الاستفادة من الافلام التي بثت في مواقع التواصل الاجتماعي وبالسهولة ممكن معرفة الجناة وتقديمهم للعدالة كما يمكن الحصول على عدد المفقودين والضحايا من خلال بيانات الجيش والداخليه لمنتسيبها المفقودين ووحداتهم وتقديم قادتهم وامرائهم للمحكمة للاهمال والتغابي عن اتخاذ زمام المبادرة  وتفعيل دعاوي ذووي الضحايا من خلال محكمة واحدة متخصصة حيث ان القانون العراقي يقر ان لاجريمة بدون وجود جثة وهكذا فعلت خيرا وزارة حقوق الانسان وبالتعاون مع الطبابة العدلية من التعرف على الجثث من خلال مطابقة الدي ان اي التطابق الجنيني مع ذويي الضحايا لان اغلب الجثث تم حز روئسها وتقديمها هدية بمناسبة تسنم الخليفة ابو بكر البغدادي الخلافة الهالكية.
ان وجود ضحايا ناجين قد وثق الجريمة من خلال افادتهم التي وثقتها شبكات الاعلام الغربي وهما واثق العتابي ومراد حيث ذكر فيشهادته الى الواشنطن بوست الصحيفة الامريكية  انه تم اعدامهم على شكل وجبات كل وجبة عشرين الى خمسة وعشرين ضحية اعداما بالرصاص   وهم ممددين على الارض  ويتم رفعهم من الارض الى سيارات قلاب بوساطة (شفل)، وكيف تقطر الدماء بغزارة منها، مر علينا ذلك اليوم بمرارة وألم ورعب، كنا نتوقع مع كل لحظة الموت، بل صار الموت رفيقنا”.
ويوضح مراد أن “عدداً من المسلحين اخبرونا بأن عفوا من الخليفة صدر الى المرتدين السنة والمغرر بهم من الشيعة، بعد أن يتم أخذ براءتهم من الجيش وبيعتهم الى الخليفة في جامع صدام، وعليكم الادلاء بالمعلومات الحقيقية عن الاسم والديانة والمذهب، لنطابقها مع قاعدة البيانات التي نملكها، لضمان عدم عودتكم الى جيش المالكي ثانية”.
ويؤكد الجندي على أن “الحيلة انطلت على الجميع عدا أربعة عشر أسير، كنت من بينهم، فأخرجونا من تلك القاعة، وسألونا عن اسمائنا ومحافظاتنا ومذهبنا، فادعيت اسم صديق لي كنت أعرفه من احدى قرى (بهرز) في محافظة ديالى، لأني كنت قد زرت صديقي أكثر من مرة، وكنت اتحدث معهم بلهجة القروي المصحوبة بكلمات بدوية، كنت اتقنها منذ صغري بسبب اختلاطي مع اخوتنا السنّة، فشكوا بي، وطلبوا من أحد الاسرى الذي استعار لنفسه اسم عمر، ان يسألني عن المكان الذي ادعيته، كونه من أهالي ديالى”.
ويتابع مراد أنني “وصفت لعمر المكان والقرية والمحال الموجودة فيها وشخصيات معروفة، فأكد لهم عمر ما ادعيته، فنقلونا ثانية الى غرفة خشبية كانت تطل على القاعة المخصصة للذبح، لنشاهد كيف يقتل البشر بلا ذنب ونسمع الصراخ، بعد أن يتم نحرهم نصف ذبح على يد احدهم وكأنهم دجاج، ليأتي آخر يتمم بسكين غليظ على الرقاب حتى تتناثر عظامها في المكان، دون ان نتمكن من فعل شيء”.
ويستدرك الجندي مخنوقا بعبرته أن “رجلاً طويلاً ضخم البنية، يرتدي زياً افغانياً، بلحية طويلة، لهجته سعودية، وملابسه مغطاة بالدماء، كانوا ينادوه (الشيخ ابو نبيل)، فأخذنا الى قاعة أخرى من القصر فيها اربعة يجلسون على الكراسي، فتوسطهم وسألهم هل تأكدتم منهم، فأجابوا انهم متأكدون باننا سنّة، كنت اجلس في أول الرهط، فسألني عن اسمي ومن اين أنا فأجبته بما أخبرت به من سبقوه، فاتصل بهاتفه وزود اسمي الى المتحدث واسم القرية التي ادعيتها، وفعل ذات الشيء مع الاخرين، وبعد فترة توالت عليه الاتصالات مؤكدة صحة المعلومات”.
ويتابع مراد أن “أبو نبيل سألني ان كنت أصلي فأجبته بالتأكيد، فطلب مني رفع الاذان والصلاة، ففعلت، فقاطعني وطلب مني الجلوس بمكاني، وطلب ذات الامر من الثاني ففعل، فأجلسه بقربي، فطلب من الثالث ان يرفع الاذان فذكر في الاذان اسم الامام علي (ع)، فغضب كثيرا واخذ يشتمه وطلب ان يجلس بزاوية، واستمر المشهد الى اخر الجنود الذي ذكر في آذانه (حيّ على خير العمل)، فاستشاط غضبا ثانية وأجلسه بقرب صاحبه، فأخرج مسدسه وقام بقتلهم في مكانهم، وسأل أحد قضاته كم وصل عدد الذبائح التي نحرت؟، فأجابه مع هذين أصبح عددهم (4026) نطيحة، كنت ادعوا بسريرتي حينها ان تقصفنا الطائرات لنموت ونتخلص من هذا العذاب”.
ويروي الجندي أن “أبو نبيل سألنا عن ما أخذ منا لحظة القاء القبض علينا من أموال ووثائق، بعد أن أمر بإحضار المحاسب ومعه صندوقه، فطلبنا مبلغا يكفي بإيصالنا الى مدننا، فأصر على أمره، فأبلغته ان ما كان بحوزتي مئة ألف دينار فطلب من محاسبه تسليمي المبلغ كما فعل مع الاخرين”.
ويشير مراد الى أن “الشيخ أمر بنقلنا في الساعة العاشرة صباحاً، الى (كراج) مرآب تكريت وسط  المدينة، فاركبونا بسيارة وسط تكبيرهم حتى وصلنا المكان فأطلقوا سراحنا، وأخذنا البحث عن سيارة تخرجنا من المدينة بأي ثمن، فلحق بنا شخص كان يدعي انه من الجنود الاسرى الذين تم العفو عنهم، وانه شيعي ويقسم لنا بذلك، فأخذتني به الريبة والشك في أن يكون أحدهم جاء ليتأكد من منا شيعي ليعاد الى القصر، فشككت بما يدعيه الرجل، وأخبرت صديقي الذي استعار اسم عمر، بظني وعزلت نفسي عنهم، وركبت بأول سيارة اجرة الى مرآب القادسية”.
من خلال هذه الشهادة العيانية ان القتل تم على الهوية والطائفية وهي تعتبر احدى جرائم الابادة الجماعية  التي بحاجة الى تحقيق دولي وتقديمهم الى محاكم دولية لتعدد الجناة وتعدد جنسايتهم.
وفي الجانب الاخر ذكر في شهادته كيف ساعده سكان تكريت الشرفاء  في الاختفاء وتسهيل خروجه الى اربيل عن طريق مخمور .
اما الناجي الثالث  الذي نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، لقاء حصرياً، مع هذا الناجي من مذبحة قاعدة «سبايكر» العسكرية بمدينة تكريت شمالي العراق، والتي قتل وفقد فيها حوالي 1700 طالب وعنصر من القوات الحكومية، على يد تنظيم داعش قبل أكثر من شهرين.
واستعرضت الصحيفة الشرائط المصورة التي انتشرت حول المذبحة، مع الجندي الناجي علي حسين كاظم، بعد أن اقتاده التنظيم مع مئات الجنود الآخرين، إلى ساحة القصر في تكريت.
وروى كاظم للصحيفة «أعجوبة» نجاته، إذ كان ترتيبه الرابع في صف المحكومين بالقتل، وما إن أطلق مقاتلو «داعش» الرصاص على الجندي الأول، حتى ملأت الدماء وجه كاظم، وحين جاء دوره، مرت الرصاصة بجواره وسقط إلى الأمام في خندق حفر حديثاً، فتظاهر حينها بأنه ميت. اقتيد المجندون في موكب لملاقاة مصيرهم، وكدسوا في عشرات الشاحنات، ما أدى لمقتل البعض ممن كانوا في الأسفل.
وعلّق علي: «الذين كانوا بالأسفل قتلوا.. رأيتهم، لم يتوقف الجنود عن شتم الحكومة والمالكي». وأوضحت الصحيفة أن بعض الشاحنات توجهت إلى الحقول القريبة، فيما توجه بعضها الآخر إلى النهر، وفصّل علي الأحداث شارحاً: «أمسكنا أحدنا بالآخر، وجلسنا، منتظرين الموت، لقد كنت الرابع في الصف، وحين أطلقوا النار على الجندي الأول، لم أعد أشعر بشيء، وفكرت فقط بعائلتي وابنتي الصغيرة، وماذا سيحل بهم».
انتظر علي حوالي أربع ساعات، لحين حلول الظلام، وقطع مسافة مئتي متر متجهاً نحو نهر دجلة، ولما وصل النهر وجد جريحاً يدعى عباس، وهو سائق في «سبايكر»، أطلق عناصر «داعش» عليه النار، ودفعوه إلى النهر. وبقي علي كاظم مختبئاً لثلاثة أيام، اقتات خلالها على الحشرات والنباتات، ورسم مخطط هروبه، وأوضح علي بأن عباس طلب منه ألا ينساه وأن يخبر الناس بما حدث.
انها الجريمة التي اراد الكثير التكتم عليها واراد الكثير الاستفادة منها في تصفية الثارات من خلال كيل الاتهامات وحاول بعضهم للاستفادة منها في تعطيل تشكيل الحكومة الخامسة وتسويف هذه القضية كغيرها من القضايا والجرائم في العراق الجريح ولكن اهاءات امهات الضحايا ودموع ابنائهم والجثث الطافية في الانهر والشهود الاحياء والتفاخر بقتل ابناء جلدتهم ومن قبل السفلة وبثها في مواقع اليو تيوب ومواقع التواصل الاجتماعي كلها وثائق دامغة مع اصوات اراوح الشهداء المعلقة بين الارض والسماء وهي تنادينا وتنادي العالم من اجل معاقبة الجناة ووصمهم بالعار والخزي في جرائم القتل الجماعي  واستنهاض المحاكم العراقية النائمة المتمثلة بالادعاء العام من اجل اخذ زمام المبادرة وتشكيل لجنة تحقيقة كفؤة وعالية المستوى والاستفادة من دلائل الادانة للجناة والمهملين من القادة ومحاسبتهم حتى يصير للدم العراقي المستباح ثمن التي يقول عنها  مراسل بي بي سي جيم ميور الموجود في شمالي العراق إنه لو ثبتت صحة هذه الصور، فستكون حادثة الاعدام الجماعي هذه اسوأ الفظائع التي شهدها العراق منذ الاحتلال الامريكي عام 2003. نعم انها ابشع جريمة في العراق تضاف للجناة الذين اعدموا الكثيرين وومازالوا يقتلون بنا صباح ونهار كل يوم دون رادع او خوف متى نستفيق ونضرب العتاة بيد من حديد لكي لاتعاد هذه الماسي علينا كل يوم.

الزهار ممثلا عن حماس في اتفاقيات التهدئة/ سري القدوة

سفير النوايا الحسنة في فلسطين 
استضافت القاهرة جولة استكشافية من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل لتفاهمات واتفاقيات دائمة حول القضايا والموضوعات المطروحة من الجانبين.

ادت هذه الجولة الي اعلان مصر أن الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي اتفقا على الاستمرار بتطبيق اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار.

كما اكد بيان وزارة الخارجية المصرية علي أنه في إطار رعاية مصر لتفاهمات التهدئة (القاهرة 2014) لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، عقد الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي جولة من المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة اليوم، أكد خلالها الجانبان الالتزام بتثبيت التهدئة وقدّما مقترحاتهما لجدول أعمال بحث القضايا العالقة على أن يتم استكمال المفاوضات غير المباشرة خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر 2014 بالقاهرة.
هذه الجولة السريعة جاءت بمشاركة القيادي في حماس الدكتور محمود الزهار وكانت قد اسمته الحركة برئيس وقد حماس في مفاوضات التهدئة ..

الملاحظ هنا بان حماس اقحمت الزهار رئيسا للوفد في حين ان اسمه لم يرد مسبقا في قرار تشكيل وفد منظمة التحرير من قبل الرئيس والخاص بالمفاوضات السابقة للتهدئة ..

علي حسب ما يبدو ان تكتيكا محددا هو ما دفع في الحركة الي استبدال وفدها للتهدئة .. نامل ان يكون هذا التكتيك ايجابي لخدمة اهلنا وشعبنا وقضيتنا الفلسطينية وليس له علاقة بالمناكفات الداخلية في حركة حماس ..
وكان الدكتور الزهار قد اعلن امس عن التوصل واستمرار الوفد المفاوض في عمله بالرغم من قيام اسرائيل بقتل اثنين من اعضاء حركة حماس واعدامهم وهم من تتهم اسرائيل بخط المستوطنين في الخليل والتي نشبت الحرب الاخيرة علي خلفيتها ودفع شعبنا ثمنا لهذا العدوان الظالم علي قطاع غزة والضفة الغربية .. داعيا الي استمرار المفاوضات وعدم اعطاء العدو زريعة لوقف المفاوضات وقال محمود الزهار إن مبعوثي غزة في الوفد الفلسطيني بمحادثات وقف اطلاق النار قرر المضي قدما في المفاوضات رغم قتل إسرائيل اثنين من نشطاء حماس في الضفة الغربية المحتلة.

اننا اليوم في ظل هذه الظروف والمعطيات التي تمر بها قضيتنا الوطنية وشعبنا الفلسطيني لا بد ان ندرك تمام الادراك طبيعة الصراع مع المحتل العدو الغاصب الي ارضنا وما تمارسه عصابات الاحتلال من جرائم بحق ابناء الشعب الفلسطيني وأن التاريخ لا يمكن أن يرحم من يتاجر بعذاب الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن يكون تاريخنا عابر او مجرد كلمات فهذا الصمود لشعبنا البطل في قطاع غزة هو صمود تاريخي .. وهو في المحصلة النهائية يعزز من مكانة الوحدة الفلسطينية والعمل على انهاء الانقسام بدلا من رفض الاخر وتكريس لغة العربدة والتخوين والهيمنة وغطرسة القوة التي يمارسها من يحكم غزة وجعل منها رهينة لمواقفه السياسية .. ومن يتلقي تعليمات ايرانية واخونجية  واضحة رفضت أن يكون الرئيس عباس هو ممثل الشعب الفلسطيني ورفضت المشروع الوطني وتحاول فرض اجندتها الخارجية علي حساب صمود شعبنا ..  ورفضت أن يمضي المجتمع الفلسطيني في انهاء الانقسام وتوحيد صفوفه لان وحدة شعبنا تخيف مستقبلهم وتنهي اجندتهم الشخصية ..

اليوم بات الكل الوطني  يدرك بان إن مواقف حركة حماس هي مواقف سطحية وغير مدروسة وهي تهدف الي تشويه رموز النضال الوطني الفلسطيني وفرض حصار على الشعب الفلسطيني والتجارة بدماء ومعاناة شعبنا وعليهم قبل أن يشنون حربا علي قيادات الشعب الفلسطيني أن يسألون انفسهم اين كانوا عندما كان شعبنا يناضل من اجل تحرير فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية وأين هو دورهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني وتوفير امكانيات الحياة وابسطها في ظل حصار غزة .. 

اليوم نقول وبمنتهي الوضوح كفي .. !!
أن الشعب الفلسطيني أكبر من كل هذه المهاترات وأن أصغر طفل في غزة يعرف الحقيقة  وأن سياسة الهراوات والقمع والقتل والمطاردة والسجون والاعتقالات  أثبتت فشلها .. 
في النهاية لا يصح إلا الصحيح والشمس لا يمكن أن تغطي بغربال  فمن يحكم غزة هي حركة حماس ومن يسيطر علي غزة هي المليشيات الحمساوية  وهذه السياسات التي تحدث في قطاع غزة  تتم بموافقة الحركة وبمعرفتها المسبقة  وتعذيب الناس يتم بمصادقة وبأشراف مباشر من الحركة .. 
عليكم اليوم تسليم قطاع غزة الي حكومة التوافق الفلسطينية من اجل اعادة الاعمار ووقف هذا التدهور وهذا الموت الذي يحدث كل يوم في غزة .. 
فالشعب في غزة يدرك حقيقتكم وممارساتكم السوداء فكفي .. !!!

سركيس كرم وكتابه الجديد "خواطر وأحلام من غربة لا تنتهي"/ مارسيل منصور


"خواطر وأحلام من غربة لا تنتهي "  للمؤللف سركيس كرم ... كتاب ممتع ومفيد... حين قرأته شعرت بأنه يأخذني في رحلة مزدوجة ، رحلة تتأرجح بين حُبيّن عظبمين ...حُبّ الكاتب و تعلقة بالوطن الأم مسقط رأسة الذي هاجر منه (لبنان) ، وبين حُبّه للوطن الثاني الذي تبناه (أوستراليا) . وفي كلا الحالتين غربة واغتراب ... حُبّ يعتصرُه الألم تارةٌ والرضا تارةٌ أخرى ... هذا القلب النابض المفعم بالوطنية والمصداقية الخالصة ،  ما زال يتمزق بين حنينين . مؤلف هذا الكتاب الأستاذ سركيس كرم ،  وقدعرفتُة مؤخراٌ ، وعرفتُ فيه الشخصية المميزة ذات القدرات الإبداعية والقيادية  ، فهو يمتاز ببعض الخصال الإنسانية النادرة والتي هي أشد البعد عن التكلف والمباهاة ... بل تفصح عما يحتل فكرة ومشاعرة من خواطر وأحلام ، اعتاد أن يسجلها في أغوار نفسة ثم يخرجها إلى العلانية  ... والتي طالما قرأتُ البعض منها على صفحات التواصل الإلكتروني وأعجبتُ بها ، ورأيتُ كيف أنها تثيرُ إعجابَ الكثيرمن الأصدقاء.
  
 وقد قرأتُ كتابه بسلاسةٍ دون تعقيدٍ أو ملل ... ولمستُ كيف هو يمضي قي الكتابة مع اليسر والإسماح مُرسلاٌ نفسه على سجيتها ، مطلقاٌ لقلمه الحرية في الجد والحكمة ، و شتى مفاهيم المواضيع الهامة في حياتنا ، وفيما هو شاقٌ وسهل ، لا يتكلف الفصحى ولا يتعمّد العا مية ، وإنما كتابه مزاجٌ معتدل ونسيج من اللهجتين ، وهو لا يقصد أن يبهر القارئ وإنما يستجيب لطبيعة دمث الأخلاق المفعم بسماحة الطباع البعيدة عن الكبرياء والمحبة للبشر ولله وللوطن . 

ومن أجمل ما في الكتاب أن الكاتب يسرد خواطرالهجرة التي تخص كل فرد مهاجر منا -- وهو الأوسترالي اللبناني الزغرتاوي الإهدني –  وكأنها قصة الغربة ... وقصة اللانهاية ... فهي تبتدئ إلى حيث لا تنتهي ... هي قصة البداية واللانهاية . تحت عنوان "غربة  لا تنتهي" يستهتل المؤلف بداية الكتاب بقولة : " في غربة لا تنتهي ... نعيش لبنانيتنا في اوستراليا ونعيش اوستراليتنا في لبنان " ص 10 " ... منذ الثاني من شباط 1977 تبدلت حياتنا على نحو جذري ، وبتنا نعيش بكل جوارحنا في غربة لا تنتهي ... جعلتنا نعاني من نقص في القناعة الذاتية ، كوننا لم نعد نعي أين هو الوطن الأفضل ... أهولبنان بسحره وحنانه وعفويتة وفوضويتة وروعتة وعدم استقرارة ... أو هي اوستراليا باستقرارها ونظامها وعدالتها وواقعيتها وتقدمها..." ص 13 

ومن هذا الإفتقار المهيمن على الذات نرى الكاتب يدوّن خواطره ويرسم أحلامة ليجابة تحديات الغربة اللامتناهية في عالم الواقع ، ويتمنى أ ن يبني بقلمه جسوراٌ ليحطم حدود الأوطان قي عصر العولمة . فهو ضد الإنغلاق إذ يؤكد في موضوع "خواطروأحلام" أن " من لا يريد الإنفتاح لا يرى سوى الأبواب المغلقة " ص 15، كما ويستمر المؤلف هنا  سرد الأقوال والعبارات المستقاة من خبراتة الشخصية عساه أن يفيد القارئ معرفةٌ وحكمة " كون كبير ومش متكبر ..." ص29 ، و" لا حرية تعلو حرية الضمير" ص 23  ، ثم يشرح أهمية هذا القول قي بناء المجتمع " إن عملية تصحيح الأوضاع لا بد من أن تنطلق من مراجعة الذات والضمير ... ولن تفلح إلا من اعتماد الحرية ." ص34
فالكاتب هنا يعرف تماماٌ مدى احتياج العالم العربي إلى نقيض النقائص والعيوب التي تعرقل التقدم والتي أعاقت " الربيع العربي " من الإصلاحات الجذرية في النظام السياسي ، ومن التغيير نحو الأفضل ، من أجل إفساح المجال أمام الديمقراطية الحقيقية ، وضمان الحقوق الإنسانية والأساسية للمواطن . ص 35،56. 

في هذه الخواطر الصادقة الصريحة ما يدل دلالة واضحة على شفافية الكاتب وتعمقة في الأغوار، ولعلني أذكر هنا أن من أجمل ما أحببت في هذا الكتاب هو وجه المقارنة العفوية الخاطفة بين الوطنين والثقافتين في محاولة الإستقرار والتأقلم ، إذ يكتبُ المؤلف خواطرهجرتة وكفاحة فيقول : " نحن لا نخجل بفقر ما ضينا لأنة جعلنا أغنياء بالتواضع وعزة النفس ... ولا بما اشتغلنا من مهن لأنه منها حصلنا لقمة العيش من دون أن نحتاج لأحد ."  كما وأنه ما زال يذكر الغرفة الإهدنية " الفقيرة " ببردها القارس ، ومنذ ذلك الحين لم يشعربدفء روحي مماثل على الرغم من وسع البيوت و وفرة الغرف ." ص 38 . وهنا لا بد وأن أشير إلى مدى افتقارنا واحتياجنا إلى التواصل الإجتماعي الإنساني الدافئ و الحقيقي في هذا الوطن المضياف ، رغم توافرالحرية والديمقراطية وسبل العيش .

 والأجمل من ذلك إهداؤه الكتاب لزوجتة ورفيقة دربه "صابات" و الوطن النابض في خواطرغربتة . وكيف لا ؟ وهو الذي كتب تحت عنوان " أحاسيس " : "من لا يخلص لشريكة حياتة ، لا يعرف أن يحب." ص 55   

 ولست أحاول أن  ألخص الكتاب هنا كما ينبغي تلخيصة ، وإنما أكتفي بالإطار الذي ابتكره الكاتب ليضيف إلى ثروتنا الثقافية في بلاد المهجر شيئاٌ جميلاٌ قد يثير شوق القراء حين يقرأون ، والإطار الذي ابتكره الكاتب في هذا الكتاب حقاٌ ليس كما هو المألوف في الكتب التقليدية ، وإنما يدل على أن الكاتب قد يعيش في الوطنين البلدين ،  الوطن بلاد الأم لبنان ، والوطن بلاد المهجر اوستراليا ، عيشة الملاحظ الناقد الذي يسجل في نفسة كل ما يبهره وما يقرفه وما يروعه من الحقائق القائمه ، والمفاهيم المعاصرة ، والأحاسيس الخفية في نفسة وفي نفوس الناس على اختلاف انواعهم ومفاهيمهم وطباعهم.
وربما هذه الخواطرتجعل القارئ أحياناٌ يقف عند بعض المواقف ، ويطيل الوقوف من شدة الإعجاب فيما تحمل العبارات في طياتها من معاني جوهرية ذو قيمة رفيعة مثل: " من يضيئ على إنجازات و مساهمات وعطاءات الغير مهما كان حجمها هو كالنور الذي يشع في العتمة ، وهو أيضاٌ قد يتحول إلى نار تحرق من يحاول إخماد وهجها . " ص
 هذا إلى جانب المواضيع المختلفة والمتنوعة  في الكتاب من أشعار، وأقوال ، ولبنانيات ، وروحانيات ، وشخصيات تاريخية مرموقة مثل جبران خليل جبران المدافع عن إنسانية الإنسان ص97 ، و يوسف بك كرم وتاريخة الحافل بالإنجازات الوطنية والعسكرية والفكرية والإنسانية والقومية ص104.  
و أود هنا أن أهنئ الكاتب الصديق سركيس كرم بكتابه هذا وأتمنى له المزيد من النجاح والتوفيق .

ليلى ابنةُ كنعان/ سامح عودة

اعذروني لوهلة إن حذفتُ " حرف الدال " قاصداً وإن أزلتُ الألقاب متعمداً، فذاك لأن بعض المقامات الرفيعة والهامات العالية تلازمها الألقاب وإن حذفت، لأن عطاءها الذي لا ينضب جعلنا نبجلها ونشير إليها بالبنان، تستطيع أن تضع لها ما شئت من النعوت ذلك لأنها تسبقُ الريح العاتية في العطاء والتضحية .. وتسطعُ قبل الشمس، وتجري في الميدان كمهرة تقفزُ عن كل فواصل التيه، تعدو بخطىً واثقة كأنما تحسبُ النهايات قبلَ قراءة البدايات، وفي ذلك فطنة النجباء، وليلى ابنةُ كنعان أو ابنة غَنّام كما تحبون، سيرة تزركشها فسيفساء نادرة..!! شكلتها هندسة فيزيائية خاصة أظن أن سر تركيبها أنها انحدرت من نسل كنعان الذي عمر هذه البقعة من الأرض فظل ذكره وذكراه خالدة، وبقينا نحنُ معشرَ الفلسطينيين نفاخر الأمم بانتسابنا إليه . ليس من باب الترف .. أو الفضول اختيار العنوان " ليلى ابنةُ كنعان "، لأن هذا العنوان الممتد بين الماضي البعيد والحاضر القريب فيه اختصار لحكايا من مروا من هنا، فنقشوا على الصخر تاريخ وجودهم الإنساني بسواعد سمراء وعرق جبين زاخر بالجدَّ والتعب، ولهذا فنحن لا نكتبُ هذياناً خالصاً أو أنطولوجيا مرهفة عن خيالٍ بعيد، إننا نعيد قراءة مربعات التاريخ بتسلسل دمث، لذلك أتى العنوان في سياقه الصحيح، يعبرُ المدى الرحب، مذكراً بسير أبناء كنعان وليلى منهم. أظنُ أنكم عرفتم أن ليلى بنت كنعان هو عنوان مقالٍ يليق بالدكتورة ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة، وهنا وحفظاً للمقامات واحترماً للهامات العالية أعدتُ " الدال المحذوفة" والعطوفة المغيبة، فلا تظنوا أنني هفوت..!!. آثرتُ أن أكتب عن ليلى ابنةُ غنام في السياق الذي خلدتُ به المرأة الفلسطينية بعناوين مختلفة ومنها أحلام أمي، وجدتي على فراش الموت، وأم غانم، ودلال الأسطورة، وأحلام التميمي وأشياء أخرى مقالاً أو نثراً، وفي هذا السياق المتلازم آثرتُ أن أكتبَ عن الدكتورة غنام الأخت التي لم تلدها أمنا، والمناضلة التي لم تقهرها الظروف ولا الاحتلال نفسه، أظن أنها فرضت نفسها على الخارطة بجدارة فاستحقت أن نخلدها بحروفنا المتواضعة. مؤمنون بمقولة أن الفراغ لا يولّدُ إلا العدم، وأن الزهرة تلدُ ثمرة أو بذرة فتعود إلى بداياتها الأولى وتكمل أطوار الحياة المتبقية، مدركا أن تولي منصبٍ كمنصب محافظ - أو الوالي كما يسميه البعض - ليس بالأمر السهل خاصة في بلد كفلسطين لا يزال الاحتلال حاضراً في المشهد، لأن هذا المنصب له استحقاقاته المهنية والأخلاقية قبل الاستحقاقات الوظيفية، ويزداد الأمر تعقيداً وتعقيداً إذا تدخلت عناصر أخرى كالنوع الاجتماعي " ذكر أو أنثى " أو إذا اتسعت حدود ولايتك الجغرافية وزاد عدد مواطنيها، هذا يعني أنك على مدار الساعة عليك أن تتواجد في كل مكان وفي كل المناسبات ما يولد حالة إرهاق متواصلة .. لكن هذا التعب يولي هارباً أمام نجاحات متتالية تمسح سحائب التعب بأمطار الغبطة والفرح. على يقين بأن الدكتورة غنام وخلال فترة عمل تجاوزت أصابع اليد بقليل من السنين ، كأول امرأة فلسطينية – وأول امرأة عربية - تعمل في هذا المنصب حققت نجاحات أبهرت الجميع ما جعلها تحتلُ عنواناً بارزاً في الأخبار، حقاً إنها النجمة الفلسطينية التي استطاعت أن تخرج بسيرتها ونضالها المستميت في مهمتها الصعبة خارج محيط فلسطين ليسطع نورها أينما حلت، تؤكد ما أكدته أخواتها ليلى خالد ودلال المغربي وأخريات، أن الفلسطينيات رقمٌ صعب في المعادلة وعلى الكون أن يدرك أن الفلسطينيات أرق من نسائم الربيع إذا هلت، وفي ميدان التحدي هن سهم ثاقب لا يخطئ الهدف. عودتنا تلك الاخت المتمرسة أن توجه سهام نجاحاتها في كلا الاتجاهات، وأن تخوض جميع الميادين غير أبهة بالخسارات، فهي التي واجهت صلف الاحتلال ومستوطنيه بعنفوان، وقادت رجال الأمن في حملات بسط الأمن وتعزيز سيادة القانون، وأذكر أنها كانت في المقدمة تغيث المواطنين المتضررين خلال هذا العام جراء الأحوال الجوية الصعبة التي عاشتها البلاد وتراكم الثلج على شوارع رام الله الباردة، لقد اتبعت إستراتيجية فذة تقوم على أساس أن إدارة شؤون البلاد والعباد لا تكون بالتواجد في المكاتب وادارة شؤون الحياة بالهاتف، أذهلتني هذه الإستراتيجية كما أذهلت كثيرين، إنها وصفة خاصة لا تليق إلا بالكنعانيات دون غيرهن .. وليلى ابنة كنعان واحدة منهن ..!!

قصيدة إلى حيفا/ حاتم جوعيه


حيفا   الحَنينُ    لِمَنْ   َظعَنْ         في     الرُّوح ِ    تبقى    والبَدَنْ  
كم     هَامَ     فيهَا      شاعرٌ         في  عِشقِهَا ..  مَنْ    لم     يُجَنْ  
قلبي       لِحَيفا        مُرتهَنْ         إنْ   لم     تكُنْ    حيفا    فمَنْ ؟ 
هيَ    قبلة ُ     البُلدَان ِ    في         أحضانِهَا       يحلُو       الوَسَنْ 
هيَ    مَرتعُ   الأحلام ِ   مع          أطيارها        طابَ       الأرَنْ 
بلدُ      الشُّمُوس ِ      النيِّرَا           تِ  ...  تشعُّ      ألحَاناً     وَفنْ    
وَوُرُودُهَا               فوَّاحَة ٌ         وَأريجُهَا      يمحُو        الدَّرَنْ  
فيهَا       المَحَبَّة ُ      والتسا          مُحُ      والوئامُ      بلا     ثمَنْ 
فيهَا       التعايشُ      والتعَا          وُنُ    والتعاضدُ ... لا    ضَغَنْ  
في      حُسنِهَا       وَجَمالِهَا          كلُّ     الوجودِ     بها      افتتنْ 
كم     بلبل ٍ    فيها    انتشَى          يشدُو     هَوَاهُ     على       َفننْ 
حيفا      تمُوجُ      بسِحرهَا          فهيَ     السَّناءُ    هيَ     الوَطنْ  
حيفا  عرُوسُ  البحرِ  .. مِرْ          آة ٌ      على       مَرِّ      الزَّمَنْ 
حيفا     المَنارة ُ    والحَضَا          رَة ُ ...  إنهَا      أحلى      سَكنْ  
شابَ   الزَّمَانُ   ولمْ   َتشِبْ           رُغمَ       المَآسي        والمِحَنْ   
حيفا       حَياتي      والمُنى          تذكي      الأمَاني        والشَّجَنْ  
حيفا       حَنينُ      اللاجئِي           نَ     العائِدينَ    إلى     الوَطنْ  
أحلامُهُمْ                رَيَّانة ٌ          هيهاتَ        يطويهَا       الحَزَنْ 
دومًا    على    عَهْدِ    الوَفا          عَهدُ      الإباءِ      فما       وَهَنْ  
في    القلبِ    يبقى     حُبُّهَا          حتى        يُعَانقني          الكفنْ  

مناديل الحوريات/ حسن العاصي


قالت لي
حدثني عن المخيم
قلت 
المخيم هو القصائد المنفية
وزورق الحكايات
المخيم الأرض الثكلى 
هو زهرة الحب
في الفرح
فراشة في الخيبات
رقصة الموت
المخيم وحشة الحسرة
ألواح الخراب
ملاذ الخائفون

قالت
من أين يأتي المخيم ؟
ومن أين لقلبه
هذا الطفل الشقي ؟
قلت من ضفة الضوء
من مناديل الحوريات
يمرّ المخيم ليلاً
يحضن قيده
صراخ وتراب وفراغ
نصفه دروب تنبض بالأفخاخ
ونصفه الآخر
قبور فوق القلاع
وزهرات حنّون

في المخيم تتهشّم الأعناق
والعويل بلا أصابع
ولعنة المدينة ترقص في الشوارع
ووجه الأم يهوي في الجرح
والعصافير تحلّق بعيداً
عن شجرة الغرباء
أسير في هذا الموت
يعانقني صغير ويبكي
ثم يغفو على زندي
لذاك الذبح الموغل
طعم الشرف المدفون

هذا دمنا الحزين يتعمّد
هذا الرحيل رهين الماء
وهذه الموانئ رماح
فمن يرمّم دروب المخيم
ويدق فوانيس المدى
كي نزهر
أيها الموت
انسدل خلف جثتي 
طفل وضفيرة
أيها المخيم
الأفق مثقوب
ومن سبعة أبواب
دخل الطاعون

أجهشتْ بالبكاء
قالت
سمعت عن شمس سوداء
في أرض بعيدة
حين كانت النجوم
بحجم الذاكرة
وضعتْ كفي قرب أنفها
يا قلب أمك
تتّسع المسافة
قبل أن تسحبني عيناي
إلى هاوية
مضت وهي تهذي
ملعون ذاك البحر
ملعون

يعود المخيم يتوغّل
يتدحرج على وجه الماء
طيف يتلوه وشم
فوق أمنية
يطلُ المخيم
من شرفة الأوجاع
صوب حلم حزين
لا شيء يباغته
سوى الضجيج
فوق الأرصفة النائمة
لاشيء 
سوى دموع الراحلين
وهم يعبرون 

داعش ومؤتمر جدة وباريس/ حسين محمد العراقي

ان أساليب العداء والإرهاب الذي  تعامل به النظام السياسي العربي الفاسد وتحديدا  وحصراً(((قطر؟؟؟ ))) مع العراق الجديد منذ سقوط صدام حسين  في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣هي سبب مباشر من أسباب الأرهاب لقد مارس هذا النظام أي أمارة قطر كل الموبقات السياسية والأمنية والإعلامية والدبلوماسية  ضد العراق  وشعبه فخرج  بفتاوى التكفير من وعاظ السلاطين وفقهاء البلاط والتي تسببت بقتل الأبرياء العزُل ودفعونا ضريبة الدم  ودمروا بنيتنا التحتية حيثُ رأى الشعب منهم ما لم يكن ومن لا يستطيع لصوت الحق فعليه أن لا يصفق  للباطل؛؛؛
واليوم أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وأعدادهم (((من 21ألف إلى31ألف))) أختلفت أرقامهم مثلما أختلفت أسمائهم بأنتمائهم الظلامي الموجود من جميع الجنسيات الذي يعد منظمة بالغة الخطورة تعمل في منطقة تتسم بالفوضى من العالم" وتعتبر نفسها "متزعما جديداً للحركة الجهادية العالمية  بفكرها المتشدد  أن داعش توسعت جزئيا بصورة سريعة بسبب ضعف الحكومات في سوريا والعراق وبالتالي داعش براياتهم المتفحمة المرفوعة فوق الأراضي العراقية  ما هم  إلا تأريخ أسود مع شعوب الأرض والآن أصبح  تجريد  داعش من موقعها على يد القوة المتداخلة  ومنها  أمريكيا وفرنسا وتدخل المملكة العربية السعودية بثقلها السياسي والأمني لأن داعش حملت لون من الطغيان والسادية لا مثيل له في تأريخ البشرية  لأنها جعلت العراق  حقل تجارب  وطبقوا على الأرض العراقية ما لم تطبقه  الماسونية  على الإنسان عبر الأزمنة والتأريخ ومنها  ذبح البشر وشاهدهم القاصي والداني على التلفاز ومنهم الصحافي الأمريكي  جيمس فولي كذلك  تهجير وتشريد  الكثير من الطوائف العراقية من سكناهم  في الشمال  العراقي ومنهم  الأيزيدية  والشبك ووصل بهم الحال  أن يجعلوا  نسائهم سبايا  ومن ثم جائت كارثة العصر  هي قضية  قاعدة سبايكر الجوية  الواقعة بين تكريت معقل الرئيس المخلوع صدام حسين  وبين قضاء بيجي  أن الكارثة وصدى صراخها مزق أغشية المسامع عندما يتداول الحديث بها  لأن راح ضحيتها  أكثر من  ((( 1700  ((( إنسان  شيعي  وأن كانوا سُنة فالدم واحد  الكارثة بدأت وأنتهت عن طريق عصابة داعش  والمأساة بثتها قناة الشعب  في 25 أب 2014 عن طريق الأعلامي والسياسي مشعان الجبوري علماً أنها أثارة الرأي العام العالمي وليس العربي والعراقي فحسب  وبالتالي العراق مر بمأساة لا تعد ولاتحصى وخسر الكثير من شعبه وأستنزفت أموال كثيرة بسبب الأرهاب؛؛؛
وعلى أثرها أنعقد  مؤتمر  وزراء الخارجية  الخميس في جدة  في 11 أيلول 2014 وبمشاركة 12 دولة وأعادة  التقارب والأنفتاح  العربي العربي   بين العراق والمملكة العربية السعودية  التي أعلنت الحرب العالمية  اليوم على الأرهاب وقد نال العراق الكثير من الدعم السعودي للعراق ومنه  الأفتاء السعودي الذي قال يجب علينا  محاربة داعش وضرب خطوط الدعم المادي لداعش  وتقليص أمكانياته والأهم هو أعادة العلاقات  الدبلوماسية  بين البلدين  وفتح السفارة السعودية بالعراق المغلقة منذُ أكثر من عقد وهذا موقف مشرف  يحتسب إلى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي بات شعاره الأرهاب لا مكان له بين البشر علماً أن السعودية لها ثقل حقيقي وموقع أستراتيجي مهم جداً في عالمنا الثالث ومن ثم باشرت  جدة أعمال مؤتمر قليمي بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي وكلا من العراق ومصر والأردن ولبنان وتركيا وبمشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري.والذي خرج  بموقف  لا يحسد عليه  ومن ثم جاء مؤتمر باريس لمكافحة الأرهاب  في 15 أيلول 2014وأعتمدوا القرار 2170  أساساً للعمل الدولي ضد داعش في فرنسا وشاركت به 28 دولة  من الدول العربية والغربية ومنها العراق وبوجود  السيد رئيس جمهورية العراق الأستاذ فؤاد معصوم ووزير خارجيته الأستاذ أبراهيم  الأشيقر الجعفري ؛؛؛
وتابع وزير الخارجية  العراقي “في هذا اللقاء وجَّهنا رسالة صريحة ومُباشِرة، وقلنا لهم باننا جئناكم بقلب مفتوح، وعقل مفتوح، ونـُريد من هذا الاجتماع أن يفهم بأنَّ خطر داعش مُمتدّ، وليس في العراق فقط إنما يُهدِّد المنطقة برُمّتها، وسبق أن قـُلنا في عام 2004 بان الإرهاب لا دين له ولا مذهب له، ولا وطن له وقال ان التداعيات اليوم أثبتت صحة هذا بعد مرور عشر سنوات، وقد كانوا مُتفاعِلين معنا، ونحن قلنا لهم بصراحة لقد أقدمنا على تشكيل حكومة راعت خصوصيّات الشعب العراقيِّ، وفيها كلُّ التنوُّعات، والديانات، والمذاهب، والقوميّات، والاتجاهات السياسيّة المُختلِفة، كما أخبرناهم بأننا جادّون بفتح صفحة جديدة مع كلِّ الأطراف، واستيعاب المشاكل الموجودة كافة بروح جديدة، وترك الماضي للماضي.....  

inof3@yahoo.com

الخوارج تاريخ وعقيدة 4/ محمد فاروق الإمام

الحلقة الرابعة
فتنة الخوارج وما نتج عنها من شق صف المسلمين

لقد أجمعت مصادر التاريخ على أن الفتنة التي تمخضت عنها الانشقاقات التي عصفت بجسد هذه الأمة ومزقت صفها، تعود إلى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه. وكانت هذه الفتنة الغطاء الذي تحرك في ظله دعاتها، ولتجر فيما بعد مسلسلاً دموياً طال الخليفة عثمان نفسه، ومن بعده الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وبعد أن تطاولت الأيدي الآثمة على رموز الدولة الإسلامية لم يعد هناك من شيء يمنعها أو يحد من غلوائها في تحدي الإسلام عقيدة وفقهاً وعبادة وإمامة.
ووجدت هذه الأيدي مطيتها في أصحاب الجهالة والعصبية حصاناً تركبه، ودرعاً تلبسه، وسيفاً تشهره.
لقد حدثت اختلافات بين المسلمين من يوم أن قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن اختلافاتهم كانت تهوي صاغرة أمام كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينهي النزاع على خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قُبض، حيث اجتمع الأنصار في سقيفتهم يريدونها فيهم، وهم يرون أحقيتهم فيها، فقد ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيدوه وآووه. ولكنهم تراجعوا عندما ذكّرهم أبو بكر الصديق بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش"، وسلم الأنصار للقول الفصل، ولم يعلنوا الثورة أو التمرد وهم أصحاب الأرض والمنعة.
وهذا علي رضي الله عنه عندما جاءه خبر بيعة الناس لأبي بكر، خرج في قميص له ما عليه إزار ولا رداء عجلاً، كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه. ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتاه فتجلله ولزم مجلسه.
لقد كانت غاية أصحاب الفتنة ومفتعليها وقف المد الإسلامي والحد من الفتوحات (ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
قلنا إن بداية الفتنة - كما أجمع على ذلك رواة التاريخ - كانت قد أخذت تشرئب بأعناق مفتعليها كما تشرئب الديدان برؤوسها من المستنقعات الطينية في النصف الثاني من عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وقد عرف عن عثمان رضي الله عنه بحبه لقرابته، فولاهم وقربهم واستشارهم، وأُخذ على عثمان رضي الله عنه عزله لسعد بن أبي وقاص عن ولاية العراق، وعزله لعمرو بن العاص عن ولاية مصر، وتقريبه لمروان بن الحكم، وتوليته لعبد الله بن أبي السرح على مصر، الذي كان فظاً غليظاً متعالياً قاسي القلب، مما أثار الناس على عثمان رضي الله عنه، فقد كان أول من انتقض وسار عليه أهل مصر رعية ابن أبي السرح.
وجاء أهل مصر متمردين ثائرين، بعد أن ضاق صدرهم بما يفعله فيهم عبد الله بن أبي السرح، ويئسوا منه أن يثوب إلى رشده ويقيم العدل فيهم، وإن اليأس يفتح باب الشر، ويشق طريق الفتن ومن ثم القتل والاقتتال، لأن العدل هو الحاجز المتين بين الخير والشر.
وكان عثمان رضي الله عنه - كما روت كتب التاريخ - رقيق القلب ليناً مع ولاته وعماله، رغم سوء إدارتهم وظلمهم. وقد تسلم عثمان الإمارة بعد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان شعاره: "خير لي أن أعزل كل يوم والياً، من أن أبقي والياً ظالماً ساعة من زمان".
هذا التحول بين عهد عرف بالشدة والعدل إلى عهد عرف برقة القلب واللين في التعامل. جعل الناس يتسرب اليأس إلى نفوسهم والشك إلى يقينهم في أن يغير عثمان رضي الله عنه ما حل بهم من جور الحكام وظلم الولاة.
أيضاً لم يكن عثمان رضي الله عنه حازماً في وجه معارضيه، بل ترك لهم الحبل على الغارب، ظناً منه أنه يسوس الأمة بلينه وشفقته بعد عهد من القسوة والشدة، فجاءت النتائج بعكس ما كان يؤمل، كما منع الصحابة من التصدي لرؤوس الفتنة الذين أحاطوا بداره يريدون رأسه، منعاً لسفك الدماء، ومنعاً من أن يرى المسلمين يقتل بعضهم بعضا.
رحمك الله يا عثمان ما أرق قلبك وما أشفقك، أبيت سفك الدماء فكان رأسك الشريف الثمن، وجسدك الطاهر المهر، وكنت أول الفداء.

النادي الثقافي العماني ..وإبداعات عربية/ عبدالواحد محمد

في  أطار أنشطة النادي الثقافي العماني التي تتسم  بالتنوع والقدرة علي بلورة كثيرا من محطات الإبداع العربي عبر جسور ثقافية في الداخل العماني والخارج العماني بلغة الواقع نعيش داخل مطبخ الثقافة العمانية مع إبداعات وطن  وعبر ماحملته رسالة النادي الثقافي العماني الذي يؤكد علي كينونة عالم الضاد من خلال اقلام  عربية مبدعة ؟!
دولاب محمد
مهرجان الشعر العربي الثالث
أمسية احتفائية بيوم الشعر العالمي
المشيرات المقامية في القرآن
القرائن في التراث النحوي
الألعاب الشعبية من ظفار
أحجار شفّافة
سيل من شعاب العشق
الأعمال الكاملة ( الشاعر هلال العامري )
دولاب محمد
دولاب محمد يعتبر هذا العمل هو قصة قصيرة ويصنف ضمن أدب الطفل، وتشمل القصة على رسومات في كل صفحة لتعزز العمل الإبداعي الموجه لفئة الأطفال. وقد استخدمت الكاتبة في هذا العمل اللغة السهلة التي تخاطب الطفل وتعزز لديه روح المعرفة والتعلم. جاء هذا العمل  في 32 صفحة من القطع المتوسط، وقدر صدر عن مؤسسة الغشام […]

مهرجان الشعر العربي الثالث
مهرجان الشعر العربي الثالث ١٠ – ١٢ ديسمبر ٢٠١١ النادي الثقافي سلطنة عمان

أمسية احتفائية بيوم الشعر العالمي
ابنهاجا بيوم الشعر العالمي أمسية احتفائية بيوم الشعر العالمي بمشاركة: الشاعر سماء عيسى الشاعر عبدالله حبيب الشاعر محمد الحارثي الشاعر إبراهيم سعيد

المشيرات المقامية في القرآن
المشيرات المقامية في القرآن ترى المؤلفة منى الجابرية  في هذا الكتاب إن المشيرات المقامية شغلت  بال العديد من الباحثين على الصعيدين العربي والعالمي. وقد كثرت الدراسات حولها، وتنوعت الاتجاهات التي تناولتها؛ بين دراسات لغوية (نظرية وتطبيقية)، ومنطقية، واجتماعية، ونفسية؛ وذلك لما تتميز به من استعمال طريف في اللغة وما ترتبط به من قضايا لغوية مختلفة […]

القرائن في التراث النحوي
القرائن في التراث النحوي يناقش هذا الكتاب نظرية السياق في التراث النحوي، حيث يرى الكاتب أن السياق هو الوعاء المتضمن للقرائن كما خلصت نتائح منقشته لتعريفات الباحثين السابقين. وتعتني هذه الدراسة بالجانب التطبيقي لدراسة مدى عناية النحاة المتقدمين بمختلف القرائن داخل النص وخارجه، والمنهج الذي ساروا عليه في الاستعانة بالقرائن في تحليلهم وذلك للإجابة على […]

الألعاب الشعبية من ظفار
الألعاب الشعبية من ظفار يعد هذا الكتاب متخصصا في الموروث العماني، حيث تسلط الباحثة خديجة بنت علوي الذهب  الضوء من خلاله على الألعاب الشعبية الخاصة بظفار، حيث تقول حول ذلك في مقدمة الكتاب : ” إننا ندرك ونعلم تمام أن الألعاب الشعبية بأنواعها المتعددة تشكل من حيث شكلها ومضمونها وطريقتها جزءا من الموروث التربوي الثقافي، […]


أحجار شفّافة
أحجار شفّافة وفي الشعر أيضا صدرت المجموعة الشعرية ( أحجار شفّافة ) للشاعر عبدالله خليفة عبدالله.. يقول الشاعر في مدخل قصيدة ” اكتشافك ” : أسير على شفافية الحجارة في الكلام أسير في سجادة عمياء من أرض وأوقات عيوني البرق،  خطواتي المياه وجهلك طفلة تلهو بماء النبع بلور من الأسرار يطفو في البياض اشتملت المجموعة […]

سيل من شعاب العشق
سيل من شعاب العشق في الكتابة الإبداعية ( نثر ) صدر هذا الكتاب ليشكل وفق كاتبه ” منظومة متعددة الجوانب والمشارب تتضمن ومضات مشرقة تحلق بالقارئ في فضاءات رحبة وتسبر به أغوار بلد متنوع البيئات، بل وتحمله هونا ليجلس في حضرة شعب كريم، ودود وصديق. حيث يحمل الكتاب تجربة الكاتب في المجتمع العماني، وكيف ينظر […]

للمزيد من المعملومات قم بزيارة موقع النادي
الأعمال الكاملة ( الشاعر هلال العامري )
الأعمال الكاملة ( الشاعر هلال العامري ) على مستوى الكتابة الإبداعية جاءت ( الأعمال الكاملة للشاعر هلال العامري ) توثيقا لتجربة الشاعر والتي قالت عنها الدكتورة سعيد خاطر : ” إن تجربة هلال العامري سخية وعميقة وبها أكثر من جانب يستحق التوقف والبحث والدراسة، ومن أراد أن يتتبع تقنيات الوعي لديه بشكل مكثف عليه أن […]
عبدالواحد محمد
كاتب وروائي وصحافي عربي
abdelwahedmohaned@yahoo.com

برزخُ السلالِ ينضجُ بالوشوشات/ كريم عبدالله

في المواسمِ التي لمْ تأتي .../ كان عطرها نشوةَ الأنتظارِ ../ وصوتها منقوعاً بالزعترِ البريّ
كلّما يهرولُ حنينُ اللقاءِ .../ تفتحُ غيومها أزرارَ جمر التوحّدِ ../ وزرازيرها تعشعشُ في النبض ...
فراشاتُ أهدابها كحلُ عيونِ الليل ـــ تحتَ طيّاتها هاجعةٌ .../ ترسمُ بيادرَ الرغبة ...
أريجُ المفاتن ../ على كتفِ أحلامها ../ تُوئدُ ثيابَ الحماقةِ ...
مزاميرُ السمّانِ ../ تطرّزُ نوافذَ الصدرِ ../ وتُزهرُ في ثغرِ الخجلِ رعشةَ أنوثةٍ ....
يتراءى غيثُ السُرّةِ ../ يتمددُ على صحراءِ أزهارها ../ دموعَ وحشةِ الرملِ ../ عقيقاً ...
الغبطةُ تفاحةٌ تداعبُ الأناملَ ـــ يشتبكُ الرضاب بزهوِ المواضعِ
حينَ تستيقظُ نجومُ لُجّةَ الهذيانِ ـــ على معراجِ تويجاتِ العشق ...
...../ يفورُ جبلُ الجليدِ ../ وكاهلُ المساءِ موجٌ يتضرّعُ
كلّ غصنٍ يرسمُ خدراً .../ بهِ ............./ يُهتكُ التشرّد .../ وتنتفضُ براكينُ تشرين
تضمحلُ مرافيءُ النسيانِ ../ وفوقَ أشرعةِ الروح ../ وجهها خبزاً يُظلّلُ ../ وبرزخُ السلالِ ينضجُ بالوشوشات
تتعانقُ أمواجُ الأفقِ .../ وفي ثنايا معطفها الورديّ .../ الزنابقُ تختبيءُ تحتَ جدارِ بستانها .../ ينابيعاً تتدفّقُ
فعلى مقربةٍ منْ قيعانها لا تنضب الممرات ـــ وعلى رصيف ربيعها ستأتي سفنُ الشموس ِ ..../ ... محمّلةً بالفيروزِ محتشداً في مخادعِ الشفتينِ

أدب الحوار/ د. عدنان الظاهر

تكلم " متأمرك " حتى نخاع عظامه عن أدب الحوار .. فهل لشخص مشبوه النوايا والمقاصد مفرط في نرجسيته وغوغائيته ثرثار بشكل قلَّ نظيره ومفرط في تشبّثه بآرائه وبما يسميها " قناعات " ... هل لمثل هذا الفايروس المسموم أدب حتى يطالب غيره بأدب الحوار ؟ وكيف نحاور من لا خلاقَ له ؟ يفرّط هذا الدعي الثرثار بالعراق وطناً وشعباً وأرضاً ويعرضه أمام الأمريكان مجاناً ليقيموا على أرضه قواعد عسكرية وما شاءوا من منشآت عسكرية أو مدنية كأنَّ العراق ملك له ولأجداده .هل لمثل هذا الفايروس الذي لا يعرف حدود نفسه ولا يعرف من هو أصلاً .. هل له خلق كريم وطبيعة سوية حتى يطالب بأدب الحوار ؟ نتكلم عن الأخلاق قبل أنْ نتكلم عن الأدب ومن لا أخلاق له لا أدب له. .
دأب هذا المتأمرك البشع على إتهام مخالفيه في سخافاته وهلوساته بالبعث والبعثية ثم أضاف أخيراً نعتاً مضحكاً آخرَ هو الداعشية ! هذا نموذج مشبوه مدسوس يبيع العراق وهو مقيم في أحد البلدان الأوربية مدعياً العلم بالسياسة ولا يعرف من السياسة سوى الترويج للإنبطاح تحت البساطيل الأمريكية ينطبق عليه قول المتنبي :
من يهنْ يسهل الهوانُ عليهِ
ما لجُرحٍ بميّتِ إيلامُ
هذا الشخص ميت حقاً لا مجازاً ثم إنه كثير التشتت فيما يعرض من أراء لا يستقيم أغلبها مع بعض ولا ينسجم وإنه كمحتطب في الظلام ثم يُكثر من الرجوع لمقالات كتبها في مناسبات شتى يروّج لنفسه طامعاً بالمزيد من الدعاوة لنفسه دون أنْ يعي إنما هو مجرد نموذج آخر من " مسيلمة الكذاب " وباقي مدّعي النبوات الزائفة.
كرّس الكثير من هُرائه وثرثراته لتلميع وجه الأستاذ نوري المالكي والدفاع عنه باطلاً وحقاً ولكنه لزم صمت المقابر بعد انكماش الضوء عن الرجل فوجد له مسرباً جديداً يبث من خلاله سموم فايروساته ومواقفه الأكثر من مشبوهة أعني عبادة أمريكا وتلميع صورتها القبيحة بكل ما فيه من قدرات على المسخ والتشويه ولي الحقائق المعروفة عن هذه الأمريكا كأنَّ الناسَ نسوا قنابلها الذرية على هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين وجرائمها في كوريا ثم في فيتنام .. أسأل هذا الفايروس الذي ابتليت المواقع بانحرافاته المقرفة : من قتل بياتريس لومومبا ومن خطط لقتل عبد الكريم قاسم ( وهو يحب هذا الرجل ) ؟ ومن قتل الرئيس الشيلي سيلفادور اللندي ؟ من غزا أفغانستان ومن يحاصر كوبا وإيران وسوريا وروسيا والعراق قبلاً ؟ من تآمر على الشعوب وقتل قادتها الوطنيين ومن اغتال جيفارا ؟ 
لا نحاور ثرثارين مشبوهين يعرفون فن بث السموم ويبررون سياسات وأخطاء أمريكا القاتلة ويجيدون فنون التقلب بين المواقف والأفكار يجمعون الصيف والشتاء تحت سقف واحد ولا يشعرون حتى بالحد الأدنى من الحياء ألا شاهت الوجوه وألا ما أقبحهم من ذيول وأذناب متقيّحة لا يملون من تكرير ما قد سبق وقالوا مستشهدين بقول قاله فلان ورأي نطق به فيلسوف وهذا ديدنهم دوماً أعني نقل التجارب نقلاً ميكانيكاً كأنَّ الحياة وتجارب الشعوب نسخة واحدة مرّت تحت ماكنة طباعة واحدة فمن ألمانيا واليابان ـ والآن أضافوا كوريا الجنوبية ـ يضربون الأمثلة يبتغون من وراء ذلك أنْ يكون العراق كهذه النماذج فأية حماقة يرتكبون وأي جهل وغباء وعماء ؟ ألا " ما أقبحهم " من إمّعات وذيول وتوابع ضربها نوع خاص من العمى وأصابها نوع خاص من الإسهال الكلامي لا يكفون عن كتابة المقالات السامة متذرعين بمبدأ حرية الرأي والمعتقد والتعبير عنهما في وسائل الإعلام المُتاحة.
لا يكفُّ هذا الفايروس الثرثار المسموم عن الكلام عن الحرية التي أدخلتها أمريكا إلى العراق ويضرب مثلاً من صناديق الإقتراع. هل تمثل هذه الصناديق الحرية كاملة ثم ما بعد الصناديق ؟ ماذا عن الخراب والتأخر في مضامير كثيرة تخص حياة العراقيين وماذا عن الفساد المالي والإداري والقتل على الهوية ثم الإقتتال الطائفي الذي بلغ أوجَ نضوجه بغزو داعش واحتلال محافظة نينوى ومناطق عراقية كثيرة أخرى ؟ أفلم يأتِ هذا كله بعد غزو العراق ورغم صناديق الإقتراع ووجود مجلس تشريعي وآخر تنفيذي ؟ ماذا جنى العراقيون من هذه " الحرية " التي أتانا بها الأمريكان سادة القرود وفايروسات السموم ؟ أزاحت أمريكا صدام حسين وبضعة أنفار من قادة البعث لكنَّ البعثية وقوانين البعث لم تزلْ سارية المفعول حتى هذه الساعة.
نعم لأدب الحوار ولكنْ لمن يتحلى بالحد الأدنى من مستلزمات وشروط الأدب وفوق الأدب مكارم الأخلاق ومنها وطنية الرجل العراقي وإخلاصه لمسقط رأسه ونظافة أراضيه من دَنس وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيه فهذه القواعد تقيد العراق وتشل إرادته السياسية ولا من حرية مع القيود وشلل الإرادة .. وهذه بدهيات يراها العاقل وكل ذي عينين سليمتين وطويّة خالصة لا تشوبها السموم ولا من شُبهات تحومُ حولها. يتكلمون كلاماً ظاهره حق وباطنه باطل فليكفّوا ويتركوا العراق للعراقيين ففيه اليوم ساسة وطنيون يتدبرون أموره وهم لا شكَّ في غِنىً عن ثرثرة الثرثارين الأدعياء ونصائح الأغبياء العميان. سبق وأنْ قلتُ لهذا [ المؤدب جداً جداً ! ] قبل أعوام : يضحك طويلاً ذاك الذي يضحك أخيراً وها هو العراق اليوم يبكي على ما هو فيه ويضحكُ لأنَّ في ( في مصرَ الكثير من المُضحكات / قالها المتنبي ).
لا أعرف سر تحول هذا ( المؤدب ) من حياديته تجاه الجارة إيران إلى مفترٍ شاتم وشامت بها فهو بسلوكه هذا يحذو حذو كاتب آخر لا يجد مناسبة إلاّ ولمز وشتم فيها إيران علماً أنَّ كليهما من الشيعة. لاحظتُ من متابعاتي أنَّ من يشتم إيران يشتم في عين الوقت سوريا وحزب الله والسيد حسن نصر الله فهل هي محض مصادفة أم أنه سلوك مدروس ومخطط له بعناية من قبل جهات تقف وراء هذا النفر من الكتاب المشبوهين الذين يتقنون فنون التلاعب بالألفاظ ودس السم في العسل واللبن. 
آمل أنْ لا أُضطر للعودة للكتابة لا من باب الرد فهذا الدعي الأعمى المشبوه المقاصد لا يستحق الرد إنما لتعريته وفضحه أمام العراقيين خاصة أؤلئك الذين قد تعجز عيونهم عن رؤية ما في اللبن وغيرهم الذين يرون كل شئ ويجيدون قراءة وتحليل ما وراء وما بين سطور خزعبلات المشبوهين والقِرَدة المتقلبين الذين يدّعون الثباب ولا يقصدون إلاّ الثبات على تقديسهم وعبادتهم لسيدتهم الكبيرة أمريكا وترويج الإنبطاح على الذقون أمام بساطيل جنودها.
كلمة أخيرة أقولها لهذا الأمريكانوا جداً جداً : ما فرقك عن نوري السعيد الذي باع العراق للمستعمر الإنكليزي وربطه بحلف بغداد سئ الصيت ؟ وما رأيك بعبد الكريم قاسم الذي قضى على حلف بغداد وحرره من التبعية للإنكليز وأغلق القاعدتين البريطانتين في الشعيبة وسن الذبان في محافظة الأنبار ؟ هل كان قاسم وثورة تموز على خطأ ؟ أقول هذا الكلام وأنا أعرف أنَّ هذا الشخص المطالب بأدب الحوار واحترام قناعاته الكثيرة الشبهات مدافعٌ قويٌّ عن قاسم وكثير الإعجاب به.
أخيراً أتساءل هل التعامل مع الأفاعي والعقارب السامة يحتاج إلى أدب ؟
ألا فليتأدب المسمومون قبل غيرهم وليتعلموا شيئاً من أخلاق الكلام واحترام الناس وقناعات الناس وليقيموا القواعد العسكرية الأمريكية فوق رؤوسهم وفي زوايا دورهم ولينكمشوا ضمن ما يستحقون من فضاء ومكانة وحدود أجسادهم. هم أحرار فيما يثرثرون ويروّجون لكننا كذلك أحرار في الرد على ما يفترون ويكيدون وكشف ما يسترون ويضمرون من شر للعراق والعراقيين.