مطلوب غوانى/ الدكتور ماهر حبيب

نظرا للضغط الشديد على حور العين نتيجة تزايد العمليات الانتحارية وضرورة توفير 70 فى 70 حورية علي الفرازة لكل منتحر مما أدى لعجز الجنة والقائمين عليها من عدم الوفاء بالعقد الموقع بين المنتحرين وبين الجنة بشهادة وجدى غنيم وأسامة بن لادن وشريكهم أﻷمريكانى البومة أوباما فقد قررت  إدارة الجنة عمل إعلان طلب وظائف بالرغبة فى التعاقد مع غوانى بصفة عاجلة و مرتبات مغرية مع إمكانية العمل بأوفر تايم والدفع بقيمة الساعة بساعتين عند الحاجة لذلك.
وقد إشترطت الجنة أن تكون الغانية الجديدة بيضاء البشرة زرقاء العيون ومن ذوات الشعر اﻷشقر وخالية من اﻷمراض المزمنة لضمان عدم تغيبها عن العمل للتمكن من حسن اﻷداء وضمان رضاء أﻷخوة المجاهدين الذين فجروا أنفسهم طمعا فى نوال الحور العين.
وقد تم عمل مناقصة لعمل توسيع الجنة وإقامة فرع الجنة الجديدة علي طريق الجنة الصحراوى مع وضع خطة مستقبلية لتوسعة جديدة حيث أن الشواهد ترجح تزايد عدد المنتحرين فى الفترة القادمة.
هذا وقد حدث إرتباك شديد فى الجنة بعد أن تبين نقص عدد الحوريات وعدم المقدرة علي توفير الحوريات 24 ساعة وتوفيرهم لمدة 20 ساعة فقط فثارت ثائرة المجاهدين وهددوا بنسف الجنة فتم التراجع وتم إستدعاء حوريات كانوا فى أجازاتهم السنوية مع ضغط جدول العمل ولكن إلي فترة قد لا تطول.
وقد باءت كل المفاوضات مع المجاهدين وقائدهم محمد عطا من أجل تخفيض ساعات ممارسة الجنس لمدة 18 ساعة وتوفير حمامات سباحة وجلسات مساج عوضا عن الست ساعات المقترحة وتم رفض كل المحاولات الفرجة علي قنوات روتانا والجزيرة فتم رفض معظم المفاوضات وتم الإتفاق على توفير قنوات بورنو كنوع من التحفيز المجاهدين الشهداء المنتحرين.
أما النقطة اﻷخيرة والتى تم التنبية عليها عدم رضاء المجاهدين عن نوعية الحبة الزرقاء اللازمة لحسن اﻷداء والقوة غضبهم من توزيع حبات فياجرا غير اصلية من مصانع غيرمصانع شركة فايزر وتوزيع فياجرا مصرى وهندى أثرت سلبا علي بعض المجاهدين وحدوث مشاجرة مع غانية جديدة فى الكار بسبب الحبوب المضروبة .
وعلشان كده مفيش مشكلة حا تقابل المجاهدين المنتحرين بعد إنشاء جنة جديدة ومصنع فياجرا أصلي فيها وتوفير الغوانى بعد إعلان الجنة عن الوظائف الجديدة بعنوان مطلوب غوانى

كلمة الدكتور فيليب سالم في حفل افتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية

الانتشار اللبناني في العالم
هذا اللبنان الذي لا تغيب عنه الشمس
بيروت
21 أيار 2015

أود أولا ان اتقدم بالشكر الى اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر ولدعوتها اياي  للمشاركة فيه.

وأود ان القي السلام على لبناننا الحبيب وأقول له : ها نحن هنا. جئنا من مشارق الارض ومغاربها لنعانقك ونقبلك. جئنا لنقدم لك الوفاء والمحبة؛ ونشمّ رائحة الارض التي هي ارضنا. وحدها هذه الارض من بقاع الارض كلها هي ارضنا. وحدها هذه الارض تضمنا الى صدرها وتغفر لنا. 

لقد جئنا لنقول: ان لبنان الموجود في التاريخ والحاضر في العالم كله والقادر على الانبعاث في المستقبل، هو أكبر بكثير من هذا اللبنان المكبل بالجغرافيا. هذه الجغرافيا التي تصلبه في الشرق بين اسرائيل وسوريا والبحر. وهو ايضا اكبر بكثير من مساحته في الارض التي لا تتعدى العشرة الاف ونصف كلم مربع. ان لبنان ليس مساحة في الارض بقدر ما هو مساحة حضارية مترامية. بعض هذه المساحة في الشرق والبعض الاخر في العالم. وتكمن عظمة هذه الحضارة في الرسالة. والرسالة كانت قد وصلت الى آخر الارض. لقد حملها اللبنانيون الذين هاجروا وانتشروا في جميع بلدان العالم. منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا كانت الرسالة ولا تزال رسالة محبة وحضارة . محبة لجميع شعوب الارض وحضارة مميزة . مميزة في الشرق ومميزة في العالم. هنا في هذه الارض تعانق المسيحية الاسلام وهنا تعانق حضارة الشرق حضارة الغرب وحضارات العالم كلها. لقد قيل "ان ذهبت الى روما تذهب الى ايطاليا، وان ذهبت الى باريس تذهب الى فرنسا، وان ذهبت الى لندن تذهب الى انكلترا، اما اذا ذهبت الى بيروت فتذهب الى العالم كله". هذه حضارة تؤمن بالمغامرة الى ما وراء الافق. تؤمن بأن الارض، الارض كلها هي ارضها. منذ مئة سنة تقريبا وقف رجل من لبنان امام ناطحات السحاب في مدينة نيويورك وهتف بصوت عالٍ. "ايتها المدينة انا  انتمي الى شعب عظيم ، شعب كان قد بنى صيدا وصور وجبيل وبعلبك وها انا اليوم ههنا لأبني معك ومع ابنائك مدناً جديدة وحضارة جديدة". وتابع ليقول : " وتذكري ايتها المدينة انني لست هنا لآخذ منك بقدر ما انا هنا لأعطيك". وهكذا ساهم اللبنانيون المنتشرون في العالم في بناء حضارات ومدن جديدة، ولم يأخذوا من العالم بقدر ما اعطوه.  وها نحن ندعوهم اليوم الى المساهمة في بناء لبنان جديد،  بعد ان ساهموا في بناء اوطان العالم.

وهناك، على وجه التقدير حوالي ستة عشر مليون شخص في العالم من أصل لبناني.  اينما تذهب في الارض تراهم. كلهم عيون شاخصة الى هذه البقعة الصغيرة من الارض التي هي الوطن. وكلهم مصلوبون على خشبة الامه. هؤلاء اللبنانيون هم آبار النفط الحقيقية التي يمتلكها لبنان. فالثروة الحقيقية تكمن في الانسان اكثر مما تكمن في الارض. ان الانتشار اللبناني طاقة هائلة وغير محدودة كنا قد اهملناها بل اهدرناها في الماضي والسؤال اليوم بل السؤال المحوري في هذا المؤتمر هو كيف نستعمل هذه الطاقة في انماء لبنان ، وكيف نستعمل موارد لبنان لتفعيل  طاقة الانتشار. السؤال هو كيف نرتفع بالعلاقة الفيروزية التي تربط المنتشرين بأهلهم في بلدهم الام الى علاقة وطنية تربطهم بالوطن. من أجل هذا نقترح التوصيات التالية:

1.  انشاء وزارة خاصة ومستقلة للانتشار اللبناني، مهمتها تحديد وتفعيل العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر .

2.  اعطاء الجنسية اللبنانية لكل من يستحقها، واشراك هؤلاء المنتشرين في العملية السياسية في لبنان.

3.  وضع استراتيجية كاملة لتوحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

4.  بلورة رؤيا جديدة لصهر المنتشرين في الحياة اللبنانية بما هو ابعد من السياسة. رؤيا تهدف لبناء جسور تواصل في العلم والطب والهندسة والادب والفن والقانون والاقتصاد. فلبنان كيان حضاري قبل ان يكون كيانا سياسياً والعالم يعرف لبنان من خلال حضارته لا من خلال كيانه السياسي.  .

5.  الحفاظ على اللغة والتراث. لقد تعلمت ان التواصل مع الارض والوطن غير ممكن دون الحفاظ على التراث. وللحفاظ على التراث يجب الحفاظ على اللغة. بدون اللغة يندثر التراث. فاللغة لا تحمل معها الكلمة بقدر ما تحمل معها الحضارة. من هنا نطالب في هذا المؤتمر بتأسيس مدارس في المهاجر لتعليم اللغة وتعليم التراث.

وختاما اود ان اذكركم بانكم تنتمون الى شعب له كبرياؤه. اربعون سنة من الحروب وليس هناك متسول لبناني واحد في شوارع عمان او دمشق او باريس او لندن او نيويورك. اربعون سنة من الحروب وليس هناك لاجئ لبناني واحد يعيش في خيمة ويقتات من حسنات الأمم المتحدة.

في أقاصي الارض وعلى بعد ثمانية الف ميل من هنا في مكتبي في مدينة هيوستن، غصن زيتون من ارضي وزجاجة زيت من كرمي وحبة تراب من ضيعتي بطرام. هذا ليس فقط ليذكرني من اين اتيت بل ليذكرني بمن اكون انا . هذا ليقول لي كل يوم "انت من لبنان وانت لولاه لما كنت من انت".

وتعالوا نركع في اعماق اعماقنا، ونعترف بخطايانا، ونعلن توبتنا. عندذاك فقط نرتفع الى طهارتنا ونعود الى حقيقتنا. عندذاك قد نستحق لبناننا. فقط عندما نقدس هذه الارض ونعلن الولاء المطلق للوطن لا لغيره يقوم لبنان من موته.

بــ إبرِ الوهم ... يهشُّ على أسمالِ الحرائق/ كريم عبدالله

مجنونٌ في ( حديقةِ الأمةِ )* منتظراً هطولَ الآلهةِ الخرساءَ ..../ دثّرَ ( شارعَ الرشيدَ )* تحتَ دشداشتهِ يملأُ أكياسهُ أغاني وزنابقَ ........../ فـــ أطلقَ مقاماتهِ تتفجّعُ عندَ حافةِ الحقول تزفّها أحزمةٌ الحمّالين
تعفّنتْ على أغصانِ المتاريس  أحلامهُ المعطّراتِ حزناً سومريّاً .........../ حرثتْ أصابعهُ الشبقةِ تحتَ نفاياتِ ( الشورجة )* عنْ طمأنينةٍ يلبسها ..../ وعنْ ( أمْ سبعْ عيونْ )* يعلّقها على ضفائرِ دجلةَ الصامتة ......!
على إسفلتِ نجومهِ طرّزَ بــ إبرِ الوهم عباءةَ الشتائم ..../ تاريخهُ الهجريَّ ملأَ صواعَ نهاراتهِ المقلقةِ نحيباً يتموّجُ في علامةِ إستفهامٍ طويلةٍ ......./ وفي طاسةِ تسوّلهِ حاولَ أنْ يجمعَ فراشاتهِ المشويّةِ التائهة .... !
ضرّجتْ أكوامَ خيباتهِ أغطية الحروب ممرّغةً  في مخابىء الذاهبين ...../ وأحلامهُ المنتفخةِ بــ النهايات يعطّرُها غبارُ دكاكينِ التماثيلِ ..../ فــ تمرّنَ العطشُ يحلبُ غيمةَ الحزن يلتحفُ جذورَ حيرتهِ ..................
يهشُّ على أسمالِ الحرائق وباكورة السواتر تنهشُ بحرَ الأمنيات ...../ ولا أمان لــ ( معروف الرصافي )* وجيوبهُ خاوية إلاّ مِنَ الشظايا ..../ ولا همس خلفَ أضواءِ المدينةِ سوى خطيئةٍ تمنحهُ الندم ................
كلّما يُلقي ما في يمينهِ تسقطُ النجوم تباعاً تنهشها الثعابين ..../ والشوارع تفتتها إشاراتٌ حمراءَ يتهدّلُ رحمها الموبوءَ ..../ أيُّ نعيمٍ يتكوّمُ في حاويات النفايات غطّتها  صحف تتداعى أخبارها الآسنة ............. !!
حديقةِ الأمةِ : حديقة عامة وسط مدينة بغداد .
شارعَ الرشيدَ : شارع وسط مدينة بغداد .
مركز تجاري مزدحم في مدينة بغداد .
أمْ سبعْ عيونْ : استخدمها السومريون ضد الحسد .
معروف الرصافي : شاعر العراق المشهور له تمثال في مدينة بغداد .

بغداد
العراق

الدستور الذى افقد القضاء عذرية/ أشرف حلمى

المعروف ان القضاء بوجه عام هو نظام الحكم فى الدول حيث تتولى السلطات القضائية شئونه والتى تفصل فى المنازعات المعروضة أمامها وهى المسئولة عن القضاء والمحاكم فى الدولة وعن تحقيق العدالة التى لا تميز بين المواطنين او الهيئات والمؤسسات على اساس اللون والدين والعرق او اللغة طبقاََ لدساتير الدول والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة .
ولكن هناك دولاََ عنصرية لا تعترف او تتدعى إعترافها بتلك المواثيق والأعراف الدولية كالدول التى تتخذ الدين والعرق مبدأ رئيسى فى صياغة قوانينها ودساتيرها مما يعد خرقاََ وانتهاكاََ لحقوق الإنسان والحريات .
فالدستور المصرى واحداََ من هذه الدساتير والذى كان لا يفرق بين المصريين على أساس الدين حتى جاءت المادة 149 من دستور 1923 وذلك نظراََ لانه دين الاغلبية ( الإسلام دين الدولة ) فإتخذها بعض النشطاء السياسيين العسكريين والدينيين كمادة لمحاربة الإستعمار الإنجليزى فإرتبطت السياسة بالدين ونتج عن هذا الإرتباط  مجموعات متأسلمة لقيطة متخلفة دينياََ منذ ان تعرف السادات بالشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية واصبح همزة الوصل بين الضباط الاحرار الذين قاموا بثورة 52 وبينهم برعاية عبد اللطيف البغدادى الذى كان يشغل منصب مدرساََ بكلية الطيران عام 1944م حيث كان أنور السادات المسئول عن الناحية العسكرية لتنظيمهم والذى لعب دوراََ كبيراََ لإلحاق عدد كبير منهم داخل المنظمة العسكرية بتكليف البغدادى حتى تنتصر الثورة .
لقد ورث السادات الفكر المتاسلم  بعلاقاتة الحميمة بالتنظيم الإرهابى الذى كان يهدف للوصول الى السلطة وظهر هذا واضحاََ حينما كان يشغل منصب السكرتير العام للمجلس الإسلامى ف ى المؤتمرالاسلامي  بجدة عام 1965 حين صرح على الملأ بأنه خلال عشر سنوات سيحول الأقباط إلى الإسلام أو يكونوا ماسحى أحذية وشحاتين كى ما يفرض الوهابية على المصريين جميعاََ .
وعندما اعتلى السادات سدة الحكم وزعمامة البلاد بعد وفاة عبد الناصر عام 1970 اغتنم الفرصة لتنفيذ مخططه الإسلامى وأقامت حكومته علاقة غير شرعية مع المتأسلمين ونتيجة لهذه العلاقة المشبوهة حبلت حكومة السادات سفاحاََ وانجبت الاحزاب الدينية الغير شرعية والتى تعمدت إغتصاب الدستور المصرى وفض غشاء عدالته بوضعها المادة الثانية فى الدستور عام 1971 "مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي من مصادر التشريع"  والتى رفعها السادات على باقى الشرائع والتى بنى عليها خطته لإزلال المسيحيين ثم قام بتعديلها مرة أخرى لتصبح "المصدر الرئيسى للتشريع عام 1980 .
تلك المادة التى بواسطتها استغلها رجال الوهابية لغزو وإستعمار عقول البسطاء والفقراء من المصريين وزرعتها حكومة السادات داخل مؤسسات الدولة وخاصة الداخلية والقضاء والتعليم كى ما تسخر جميع إمكانياتها لتنفيذ المخطط الساداتى الكبير لخدمة الوهابية لإفراغ مصر من المسيحيين والذى صارت عليه حكومة مبارك حتى جاءت حكومة ثورة يناير برئاسة المجلس العسكرى واعترفت بأحزاب الإسلام السياسى الإرهابية التى سرقت الثورة لصالح الاخوان بمساعدة قوى الشر والتى مازالت تعمل داخل مؤسسات حكومة محلب لسرقتها مره اخرى لصالح السلفيين ولا حياة لمن تنادى .
ولان القضاء المصرى هو موضوعنا الرئيسى والذى من المفترض ان يكون عادلاََ بين الناس إلا ان الدستور المصرى افقده عذريته لوجود المادة الثانية منه التى هى اساس بناء قوانين الدولة ومؤسساتها القضائية بما فيها وزارة العدل والتى وقفت حائلاََ شرعياََ امام العادلة لذا جائت احكام القضاء متضاربة غير عادلة فى جميع قضايا الفتن الطائفية الملفقة للمسيحيين كذلك حفظ التحقيق فى جميع قضايا جرائم القتل المتعمد والممنهجة التى أشتركت فيها قوات الامن بجانب الإسلاميين كما حدث فى موقعة الكشح الاولى والثانية وغيرها اضف الى هذا القضايا التى كانت سبباََ لتنحى بعض القضاه للنظر فيها لإستشعارهم الحرج بهدف طمسها والتى قد تؤدى الى فضح مؤسسات وقيادات الدولة  كقضية كل من كنيسة القديسين بالإسكندرية وماسبيرو بالقاهرة ومن ثم مجالس الصلح العرفية التى اهدرت حقوق المسيحيين وادت الى إنتشار الفساد الدينى وعمليات خطف المسيحيات بهدف الاسلمة الإجبارية وتلفيق التهم للشباب المسيحى بهدف التهجير القصرى لهم .... الخ .
وعلى الرغم من نجاج ثورة يونية التى قامت على الإسلاميين حتى الان الإ انها لن تنجح فى الوصول الى المدنية بفضل دستورها العقيم فكيف يطالب الرئيس المدنى عبد الفتاح السيسى بتحسين الخطاب الدينى كذلك الشعب المصرى بفصل الدين عن السياسة ؟ قبل نزع المادة الثانية للدستور التى تقف عائقاََ اساسياََ فى وجه مدنية الدولة فلا مجال لخداع الشعب أكثر من ذلك ايتها العقلاءالمفكرين والسياسيين . 

حسقيل ساسون وبصمته في تاريخ العراق/ سهى بطرس قوجا

أكيد ذاكرة الزمن تضم الكثير من صفحات تاريخ العراق المشرف والمشرق ولا تزال تخزن الكثير والكثير مما يمرُّ عليها، ليس فقط أحداثًا ومواقف بل وشخصيات كان لها مسيرتها والتي أتضحت من خلال ما بصمته أنها تستحق الانحناء من أجلها والتذكير بها من أجل أن لا يطمر الزمن ذكراهم وأن لا يتناسىّ عملهم وأن تكون دروسًا لغيرهم السائرين على نفس الدروب.
والمحطات التي يحفل بها تاريخ العراق كثيرة، سنتوقف قليلا عند أحداها لنستذكر أحد أبرز الشخصيات التي كان لها دورًا مشرفًا في إعلاء وإبراز اسم العراق في فترة الحكم الملكي، أنه ( حسقيل ساسون / وزير المالية العراقي  عام 1921م).
 يعد حسقيل ساسون أشهر وأنزه وزير مالية عراقي في تاريخ الحكومات العراقية المتعاقبة، هو أول وزير مالية أسهم بشكل كبير في وضع الأسس الصحيحة والسليمة لقيام الاقتصاد العراقي وبناء ماليته وفق نظام دقيق جدًا. قال عنه أمين الريحاني:" أنه الوزير الثابت في الوزارات العراقية، لأنه ليس في العراق من يضاهيه في علم الاقتصاد والتضلع في إدراك الشؤون المالية".
ولادته وتعليمه وعمله:
حسقيل ساسون  ( 1860 – 1932) هو عراقي يهودي ولد من عائلة يهودية بغدادية اشتهرت بالتجارة في بغداد كانت تسمى بــ ( روتشيلد الشرق)، كان لديه ( 3 أخوة و 4 اخوات)، أما والده فقد كان من رجال الدين المتفقهين في الشريعة الموسوية. ساسون كان غير متزوج وكان يقطن في بيت فخم على شاطئ دجلة قرب غرفة تجارة بغداد. أما دراسته فقد تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة ( الاليانس) ثم ذهب إلى اسطنبول للدراسة عام 1877، بعدها ذهب إلى لندن ليجتاز امتحان المتروكوليشن Matriculation  ومن ثم إلى فيينا ليدخل كلية الحقوق ويحصل على الشهادة. ومن فيينا عاد إلى اسطنبول لينال شهادة المحاماة من الدرجة الأولى من وزارة الحقانية في الأستانة. ساسون برحلاته الدراسية المتعددة هذه أتقن العديد من اللغات وامتلك مكتبة فخمة جمع فيها الكثير من الكتب المتعددة، لكن فيما بعد استولت عليها الحكومة العراقية وأدعتها ضمن مكتبة المتحف العراقي عام 1970م.
 في عام 1885م عاد إلى بغداد ليعين ترجمانًا لولاية بغداد ثم انتخب نائبًا في مجلس النواب التركي الأول عام 1908. شغل ساسون منصب وزير المالية خمسة مرات في فترة الحكم الملكي، حيث عين أول وزير مالية في حكومة السيد عبد الرحمن النقيب (الحكومة المؤقتة 1918 – 1921)، كما وأنتخب لوزارة المالية في وزارة النقيب الثانية 1921، والثالثة، ووزارة عبد المحسن السعدون الأولى، وكذلك في وزارة ياسين الهاشمي.
عرف عن ساسون أنه كان متشددًا في محاسبة الموظفين وحتى المسؤولين، حتى الملك فيصل الأول والحكومة البريطانية، كان لا يترك لهم ثغرة يسيئون فيها لمالية البلاد، ومن هنا جاءت الكلمة المترددة على ألسنة الكثير من العراقيين ( يحسقلها  .... تريد تحسقلها عليّ!).... (بمعنى يتشدد في المحاسبة). كما يُروى عنه بأنه كان سريع الغضب مع الموظفين إذا وجد منهم أي تهاونًا أو تقصيرًا، وهنا يذكر (مير بصري) أن (صفوت باشا) حدثه حينما كان ناظرا للخزينة الملكية الخاصة عن نفقات فصل البريد والبرق المخصصة للديوان الملكي عام 1925، أنها نفذت قبل أشهر من ختام السنة، فقد كانت الحرب الحجازية النجدية قائمة والبرقيات ترسل يوميًا من البلاط الملكي العراقي إلى (الملك علي) في الحجاز لمعرفة الموقف الحربي، فكتب الديوان الملكي إلى وزارة المالية يسأل الموافقة على نقل مبالغ من فصل أخر في الميزانية المصدقة إلى فصل البريد والبرق تلافيًا للمصروفات الطارئة. وهنا قال ( صفوت باشا):" دخل على وزير المالية ساسون أفندي ثائرًا منتقدا كثرة النفقات ومعترضا على نقل الاعتماد، فحاولت تهدئته وقلت له: أن جلالة الملك في الغرفة المجاورة! وفي اليوم الثاني سألني الملك: لماذا كان ساسون هائجًا بالأمس؟! وحينما أوضحت له الأمر، قال: أنهُ مبتهج ومسرور من موقف وزير ماليته وصلابته وحرصه على التمسك بالقواعد المالية والحرص على خزينة الدولة".
ومما يذكر عن ساسون أيضًا حينما كان وزيرًا للمالية، كانت هنالك مناقشة لبعض الأمور الاقتصادية في مجلس الوزراء، وكان من الطبيعي أن يتم مناقشة الأمور وطرح الآراء، قام ساسون بطرح بعض الآراء، فقاطعه ( جعفر العسكري)! فما كان من ساسون ألا أن ينتفض في وجهه ويقول له بصوت مرتفع:" أرجو يا باشا أن لا تتدخل في أمور لا علاقة لك بها، ولا تعرف عنها شيئًا، فهذه قضايا قانونية وأنت رجل عسكري".
شاعت عنه الكثير من الحكايات الطريفة ومن أشهرها ما حصل بيه وبين شركة النفط البريطانية، عندما أصر على شركة النفط البريطانية المسجلة عندئذ باسم (شركة النفط العراقية التركية) بدفع حصة العراق بالذهب (الشلن الذهبي) بدلا من ( الباون الانكليزي الورقي)، استخفوا طلبه وقتها، حيث كان الباون الانكليزي (السترلنغ) أقوى عملة في العالم، سخروا منه وضحكوا عليه وأتهموه بأنه رجل قديم الطراز! هزَّ رأسه قائلا:" نعم هكذا أنا .... سامحوني، رجل مُتحجر الفكر ومن بقايا العهد العثماني، رجاءًا ادفعوا لنا بالذهب". ضحكوا عليه و لكنهم طيبوا خاطره فوقعوا على الدفع بالذهب، لكن سرعان ما ثبت أن ساسون حسقيل كان أعلم منهم جميعا، فبعد سنوات قليلة تدهور الباون الإسترليني بالنسبة للذهب، وشركة النفط لم تجد مفراً من الدفع للعراق! كانت النتيجة أن ظل العراق يكسب ملايين إضافية بسبب تفوق الذهب على العملة الورقية الإنكليزية! ولا عجب أن أخذ البريطانيون يتضايقون من وجود ساسون على رأس وزارة المالية في كل مفاوضاتهم معها، فسعوا إلى التخلص منه حتى تمكنوا من ذلك بعد سقوط حكومة ياسين الهاشمي.
يتبين مما سبق توضيحه أعلاه بشيء من التبسيط أن هكذا شخصية تستحق فعلا أن يخلدها التاريخ. يستحق بلدنا أن يكون منها الاف النسخ من أجل أن تعيد بناءه وانتشاله من المستنقع الذي بقلة تفكير الكثيرين وصل إلى الحال الذي هو عليه اليوم! حسقيل ساسون كان أمينًا لدرجة الامانة المطلقة. كان لديه سعة من الثقافة والتفاني والجدية والتي برزت في عمله وتكونت في شخصيته القوية والواثقة، كان شريفًا ومخلصا لمهنته ووطنيا بكل ما يحمله الوطن. كان مؤمنا بإمكانية صهر جميع الطوائف والأقليات في بوتقة الوطن واعتبارها شعبًا عراقيا واحدًا. حسقيل ساسون كان رجلا يعمل من أجل الوطن وليس من أجل أن يستنزف وطنًا، وهذا هو الفرق بين ما قدمه في زمانه للعراق وبين ما يقدمه اليوم من يقود دفته باختلافهم واختلافاتهم! كان يقول:" أن الإهدار يجعل من المال سائبا، والمال السائب يعلم السرقة!"، العراق يسرق وماله يهدر والشعب يجوع وكان الله في عون الشعب المسكين.

تعليق صريح ورد على الهجوم بالنسبة لتصريحات ايناس الدغيدي في برنامج مفاتيح/ فراس الور


ألعلنا كعرب غير قادرين على فعل اي شيئ بهذه الظروف التي تمر بها مصر سوى مهاجمة الناس على فكرهم الحر و على على تصريحاتهم؟ و حتى لو قالت السيدة ايناس انها كلمت الله في حلم ...ألا نكلم الله في صلاتنا في كل يوم و من خلال الصلاة في المساجد و الكنائس؟ حتى لو قالت بأنها لا تصدق بعض من كلام الأنبياء...استذكر هنا كلام فيلسوف هندي كان قد اعتنق المسيحية بعد رحلة بحث وجودية عميقة...فقال "عبدتُ الله لأنه ترك لي حرية انكاره"...هذا هو الله و هباته لنا...فأعطانا عقل ليبحث و يسأل و يحاور المجتمع من حوله ليصل الى اجوبة للإسألة التي يرى أنه تستدعي انتباهه...

لعلني أشعر بالإستياء مما يحدث مع هذه المنتجة فلم تطرح شيئا يستدعي هذا الهجوم عليها، فبالنسبة لمسألة بيوت الدعارة المنتجة ايناس لم تخلق هذه الأزمة، بل بيوت الدعارة موجودة منذ بزوغ فجر الإنسانية و الى أيام أنزل الله محرمات هذا الفعل...فأصبح فعل يصنف بالفحشاء بالنسبة الى الدين...و لكن هنالك أمر لم يتنبه له فقهاء الدين...فبالرغم من تحريمه دينيا إلا أن هذا الأمر بَقِيَا موجوداً خلال عصور البشرية السالفة جميعها بلا إسثناء...و بقيا مرهوناً بقدرة الإنسان على تحمل عدم ممارسة الجنس قبل الزواج...المشكلة ليست بممارسة الجنس فهذا حق لكل إنسان و إنما المشكلة بِقِيَتْ بما هو القالب المقبول لدى الله لممارسة الجنس...ففي الغرب حيث فصلت الدولة الدين عن الهوية السياسية للدولة أصبح ممارسة الجنس قبل الزواج و عموما في خلال حياة اي انسان عبارة عن حرية شخصية لا أكثر و لا أقل فللإنسان (و الإنسان تعني الرجل و المرأة) حاجات عاطفية يجب مراعاتها و احترامها و تقديرها، أما بالنسبة لبيوت الدعارة عموما فهي محللة من باب السيطرة على هذه الظاهرة، فبالرغم من تحريمها في الكثير من البلدان العربية إلا أن التجربة أثبتت أنها بقيت موجودة فلذلك تأتي محاولت تحليلها من باب ان تكون الظاهرة موجودة على العَلَنْ للسيطرة عليها و الحد من إنتشارها...

الضعف البشري موجود و إلا لما وَفًرَ  لنا الله الباب للمغفرة بالنسبة لخطايانا...نحن أمام غريزة هي عبارة عن طاقة متجددة في الذات الإنسانية و السيطرة عليها مستحيل و يتم فقط عن طريق الزواج و المشكلة أن القدرة على الزواج تأتي بِنِسَبْ متفاوتة فلذلك الضعف البشري قد يجذب اي شخص لممارسة الجنس قبل الزواج و اثناء الزواج في حال سادت المشاكل الزوجبة بينه و بين شريك الحياة، فهذه الغريزة إن لم يؤمن لها الفرد قوتها بالحلال و الإستقرار سَيُجَوِعَهَا و هذه المعادلة عاجلا أم أجلا ستسبب لصاحبها الإرهاق و التعب الشديد...فلو حاول اي شخص الإمنتاع عن الطعام ليوم واحد سيجوع بصورة كبيرة و سيصبح الطعام الشيئ الوحيد الذي يفكر به الى أن يأكل...و نفس الشيئ بالنسبة للجنس...فهنالك عدد كبير من الشباب في العالم العربي و ربما يكون العدد بالملايين غير متزوجين بعد أو غير قادرين على الزواج...لذلك قد تتعبهم هذه الغريزة كثيرا...فسيكون هنالك من يحاول السيطرة عليها عن طريق العادة السرية و قد تكون هذه الطريقة ناجحة فقد الى حين و هنالك من سيحاول عن طريق ممارسة الجنس مع صديقة أو رفيقة، و هنالك من سيلجئ لبيوت الدعارة للمارسة من حيث لأخر...ألأمر لا يعالج بالدعوة للإرشاد فقط بل هذا مجتمع كبير جدا تتنوع به حاجات البشر و إمكانياتهم و قناعاتهم فالمثالية غير موجودة عند الجميع، و ستتنوع ايضا درجات الإيمان من شخص لآخر، و الفرض لا يعني علاج المشكلة...و منع بيوت الدعارة لا يعني أختفاء هذه البيوت من المجتمع...فلا أعلم اين المشكلة إذا أخبرت ايناس الدغيدي عن رأيها...فلها الحق بالتعبير عن ما تعتقد أنه سيحل المشكلة فهذه البيوت كما أسلفت موجودة عبر التاريخ و موجودة في كافة الدول العربية، لا ضرر في ابداء الراي و حتى لو لم نوافق عليه، 

كنت أعمل بمجال الفندقة في بلد عربي عزيز علينا يمتاز بِحُرِيَات اجتماعية كبيرة، فمسألت أن يسأل موظف الإستقبال عن عقد الزواج بين اي رجل و إمرأة يريدان إستأجار غرفة فندقية لم يكن واردا بهذا البلد بالصورة المُلِحَة، و اللًافت بالموضوع أن معظم الرعايا الذين كانوا يصطحبون نساء الى غرفهم الفندقية للمتعة و التسلية هم معظمهم من بلدان تتسم بالمجتمع المحافظ جدا جدا؟! فكان أول شيئ يفعلوه ابناء تلك البلدان المحافظة بعد الإنتهاء من إجراءات حجز الغرف هو السرحان في بهو الفندق وراء موظفوا الفندق ليسألوهم بصراحة عن نساء للرفقة؟! و هذا اختبار اختبرته اثناء عملي الطويل بمهنة الفندقة الذي دام منذ عام 1993 الى عام 2009، و بالرغم من إمتناعي عن مساعدة هؤلاء الناس و بأسلوب دبلوماسي لَبِقْ فبالنهاية هذا الشخص هو ضيف بالفندق إلا أني كنت أتعرض للكثير من هذه المواقف، فكنت من موظفين المكاتب الأمامية و الإحتكاك بضيوف الفنادق التي كنت اعمل بها كان جزءاً من واجبي، كنا نعمل بفنادق خمسة نجوم و كانت هذه السياسات المنفتحة المُتًبَعَة بتلك الفنادق الراقية فينظر اليها الفندق أنها حريات شخصية ولا يشعر ان التدخل بها هو من شأنه أو شأن الموظفين التابعين له، بل استلمت مناصب ادارية رفيعة المستوى بهذه الفنادق الراقية و أختبرت الكثير و القليل بها، فماذا عسانا أن نقول سوى هل طرحت ايناس الدغيدي الحل الواقعي و العملي لهذه المشكلة؟!    

ليس أسوأ من الإخوان المسلمين إلا السلفين...وليس أسوأ من السلفين إلا الإخوان المسلمين/ مجدى نجيب وهبة

**قال الدكتور إيهاب رمزي، المحامي بالنقض، وأستاذ القانون الجنائي، إن "السلفيين يتحكمون في الأقباط"، مشددا أن "خضوع الدولة لهمشيء كارثي، ويعني أن لا حكمَ للسيسي عليهم". وذلك في حديث لوكالة أنباء مسيحيي الشرق الأوسط.
وأضاف "رمزي" لـ إم سي إن أن "السيسي لم يُطهِّر بعدُ جميع مؤسسات الدولة من عناصر الإخوان والسلفيين،وسمح لهم بالدعوة لعمل إمارة إسلامية في المنيا، حتى أحرقوا الكنائس، وهدَّدوا الأقباط بالقتل؛ لمحوهم من البلد".كاشفا عن الحصول على "موافقة السلفيين قبل بناء الكنائس". وأكَّد على "أن هناك اتفاقاتٍ تتم بين الأمن والسلفيين، تسبق خوض انتخابات مجلس الشعب، تم بمقتضاها رجوعهم لاعتلاء المنابر، فضلا عن وجود وزير ثقافة سلفي، وتعيين عباس شومان، وكيل الأزهر، ذات العقلية الإخوانية، مسؤولا عن تطوير مناهج التعليم"، متسائلا:" لماذا لم يتم حل حزب النور السلفي، وغيره من الأحزاب الدينية، إلى الآن، رغم وجود نص دستوري يمنع قيام الأحزاب على أساس ديني؟".
وتابع أن "القانون في مصر يُطبَّق وفقا لمفهوم واحد وهوأن (الدين عند الله الإسلام)؛ فلا توجد قضايا ازدراء لدين سوى الإسلام".وأشار أن "قانون ازدراء الأديان يُطبَّق فقط على المسيحيين، ولم يطبق على مسلم إلا في حالة الشيخ (أبو إسلام)؛ لرغبة الدولة في حبسه"، مطالبا "بتطبيق القانون على الجميع، وتحقيق العدالة؛ لأن القانون لا يطبق إلا على الضعفاء".ووصف "رمزي"، قضيةطلاب بني مزار الأقباط، المتهمين بازدراء الدين الإسلامي، بـ"الملفقة"، وحبسهم بـ"البلطجة"، لافتا أن"القضية صُنِّفت على أنها (ازدراء أديان) لمجرد أن عُثِر على فيديو مدته لم تتجاوز 30 ثانية، بهاتف مدرس قبطي كان قد سُرق منه، ولا جريمة في ذلك طالما لم يذِع الفيديو بقصد الترويج". وقال الدكتور إيهاب رمزي إن "الخطب الدينية في مصر مليئة بالتعصب والتشدد، فضلا عن الجلسات العرفية التي تقودها الشرطة، ويُحكم فيها على الأقباط بالغرامات المالية، والتنازل عن الحقوق، والحبس بدون جريمة لإرضاء الطرف المسلم"، وتساءل:"هل التهجير موجود في القانون؟"، وأوضح أن "كثيرا من قضايا الفتن الطائفية والأسلمة يتم العبث بالدليل فيها، ويغير الشهود أقوالهم، حتى تتجه النيابة لحفظ القضية".
**ولأن الدكتور إيهاب رمزى هو رجل قانون وعضو برلمانى سابق فى مجلس الشعب المنحل فى زمن حكم الاخوان بل وظل معارضا لكل قرارات الأخوان المسلمين داخل المجلس..فيجب إذا أن نتوقف قليلا أمام تلك الكلمات التى أثارت الجميع ولكنها يبدو انها مرت مرور الكرام ..أمام السادة المسئولين فى الدولة وكأن الموضوع ليس جاد وليس بخطير وأننا نعود بالدولة مرة أخرى إلى الوراء مع استبدال الإخوان المسلمين بالجماعات السلفية ..فهل صمت الحكومة برئاسة المهندس ابراهيم محلب هى موافقة ضمنية على كل ما جاء بكلمات د. ايهاب رمزى ؟؟!هل الحكومة تتواطأ فى مصر مع قوى التخلف .رغم ان ثورة 30 يونيو 2013 التى قام بها الشعب المصرى زلم تقوم إلا لمواجهة كل اشكال التطرف والارهاب فى مصر والقضاء عليهم.
**هل هناك صفقات أبرمت بعد ثورة 30 يونيو بين الحكومة والسلفين لعودة روح الاخوان فى الشارع المصرى بعد ان أطاح الشعب المصرى برموزهم وبمرشدهم وحصل معظمهم على احكام بالأعدام ..هل اتفقت الدولة مع السلفيين على عودتهم لتحجيم نفوذ جماعة الإخوان المسلمين كما تروج لهذة الاكاذيب بعض السادة المسئولين فى الدولة وبعض السادة الافاضل من شيوخ الازهر الشريف .؟؟والحقيقة أن التفكير بإيجابية فى هذا الآمر يشبة الاستجارة من الرمضاء بالنار فليس أسوأ من الإخوان المسلمين إلا السلفين...وليس أسوأ من السلفين إلا الإخوان المسلمين...وكلاهما تيار غير مصرى المنشأ وكلاهما يتعارض فى فهمة المتطرف للدين مع ثوابت الوطنية المصرية ومع الفهم الوسطى للاسلام الذى احتضنة الازهر الشريف طوال ما يربو على الألف عام تسيد فيها الفكر الدينى فى العالم الاسلامى قبل اندلاع فوضى الفتاوى والتطرف وزرع منظمات وحركات ارهابية تدعى انها منظمات جهادية للدفاع عن الاسلام ضد الهجمات الصليبية كما يروجون هؤلاء الارهابين مدعومين باكبر دولة استعمارية فى العالم زبل اكبر دولة داعمة للأرهاب فى العالم وهى امريكا ..!!
**علينا ان نعلم أن الفرق بينالجماعة السلفية والجهادية هو فرق توقيت فقط فى استخدام القوة والمواجهة’ فعلى الرغم من أن السلفيين فى الظاهر يبدو انهم لا يقومون بأى عمل ارهابى أو عدوانى كما يزعمون فى وسائل الأعلام .إلا أنهم يؤمنون بأن الجهاد الأصغر مرحلة أساسية قبل الجهاد الأكبر , لذلك لا يتضح خطرهم الأن حيث نهم يحاولون ان يعودوا الى الشارع المصرى مرة أخرى مرة اخرى بعد سقوط الاخوان المسلمين ..
**ومع ذلك فلم يتغيلر منهم شيئا أتجاة الأقباط ...مازالوا يفتون بهدم الكنائس وتحصيل الجزية !!من الأقباط ..أسئلوا دعاتهم وهم يكفرون الاقباط علانية فى كل وسائل الأعلام دون اى خجل فهل تسقط مصر مرة أخرى فى برثن الأرهاب والفوضى .هل هناكشىء متعمد من رئيس الحكومة بعد ان سمح لهم بالعودة للمنابر هو الضوء الاخضر لعودة الارهاب ليحكم مصر ..لقد عانينا وسمعنا بآذاننا فتواهم بتحريم تهنئة الاقباط باعيادهم مما يهدد بتفجير الوحدة الوطنية للشعب المصرى
**نحن إذن امام ثوابت هامة جدا وهى عودة الفوضى او السماح بعودة الارهاب مرة أخرى بمباركة الحكومة الذكية  أقدمها بلا تعليق لكل من يهمة أمن مصر القومى ..بعد هذة التجربة المريرة التى كادت ان تعصف بالوطن ومازال الكثير يحاولون اسقاط مصر  فهل يدرك الرئيس خطورة عودة هذة الجماعات السلفية الى الشارع المصرى ؟؟!!هل يدرك الازهر الدور الخطير الذى يلعبة فى دعم السلفين والاخوان سرا ومهاجمتهم علانيا ..مصر مازالت فى خطر يا سيادة الرئيس طالما هناك احزاب دينية سواء كانت سلفية أو غير .
**مصر مازالت فى خطر يا سيادة الرئيس طالما لا يتم اللجوء الى القانون لتحقيق العدل فى المشاكل التى يخنلقها الارهابين وتقديم بلاغات كيدية ضد شركاء الوطن بأسم أزدراء الاديان الت تلاقى قبولا سريعا من الشرطة والقضاء ..نرجو إلا نعود للنغمة التى تحظر من سقوط مصر ..اللهم ما بلغت اللهم ما أشهد

بنت الشوارع/ أنطوني ولسن

شاهدت على شاشة التلفزيون بطريق الصدفة فيلما يحمل هذا العنوان " بنت الشوارع " . لم أشاهد الفيلم من البداية . ومع ذلك شدني عنوان الفيلم وأخذت أتابع القصة وألحق بما فاتني من معنى ومضمون . ووجدت نفسي أعيش مع أحداث الفيلم حتى النهاية . فكرت كثيرا ثم قررت أن أكتب عنه . أمسكت بالقلم وبدأت الكتابة .

أنها قصة أسرة مثلها مثل أي أسرة في العالم يدب الخلاف فيها بين الأب والأم . يحتدم هذا الخلاف الى درجة الأنفصال ، الأبنة في سن المراهقة . زوابع المنزل تتلقفها ، ترتفع بها وتهبط في عالم لا أستقرار فيه ولا أمان أو أطمئنان . البيت الذي يمثل القلعة الحصينة للأبناء ، زلزلته الخلافات المستمرة ودمره الأنفصال . تهرب الأبنة وتجري ولكن ألى أين الهروب ! لا مكان لها سوي الشارع .

في الشارع تتلقفها أيدي زبانية الشر والفساد ممثلة في شخصية " قواد " ضائع مثلها . لكنه أستطاع أن يقف على قدميه على أشلاء مثلها من بنات الشوارع اللواتي لفظتهن بيوتهن وخرجن الى الشارع ليقعن في قبضة هذا الشيطان الملاك .

غواها بالزواج . وهذا دائما ما يكون مفتاح قلب المرأة ، أي أمرأة تمر بمحنة عاطفية . وما أصعب ما تمر به هذه الفتاة المسكينة من محنة عاطفية أشد تأثرا من محنة الحبيب . وهي محنة تفكك الأسرة وضياعها . بعد هذا تصير الأمور كلها رخيصة ولا مكان للعفة والشرف ولا أيضا معنى للحياة في حد ذاتها .

أنغمست الفتاة في الرذيلة وأصبحت بائعة هوى في الطرقات .

عرفت الأم بالأمر . أفاقت على ما فعلت وما تسببت من ضياع لأبنتها . صممت على أستردادها . أرتكبت جريمة أختطافها . حبستها في المنزل حتى تمر فترة النقاهة من المخدرات التي تتعاطاها . أبلغ زوج الفتاة الشرطة بأختفائها ، بدأت تحريات الشرطة تصل ألى الحقيقة ، حقيقة وجودها في منزل الأم .

وهنا بحكم القانون تخرج الأبنة ألى الشارع مرة أخرى ، وتعود ألى سابق عهدها . أما الأم فتبذل المستحيل وتلجأ ألى الأعلام لأستمرار عطف الناس ومحاولة مساعدتها . يبتعد هذا " القواد " عن المكان ومعه الفتاة . تستطيع الأم أن تعرف المكان فتذهب أليها . تشاء الصدف أن تتعرض الأبنة لمحاولة أعتداء عليها وقتلها . في نفس الوقت تتقابل مع الأم وهنا يدور الصراع بين العودة ألى الأم أو البقاء مع هذا الشيطان .

يتغلب منطق الأم وحبها وحنانها . تتماثل للشفاء ، يتجمع الأعلاميون خارج البيت للحديث معها . تخاف البنت من مواجهة الناس ، ماذا ستقول لهم ؟ أتقول لهم أنها كانت بائعة هوى !؟

لا يا أمي لن أستطيع مواجهتهم ، تنظر الأم أليها ، تحتضنها وتقول لها :

" ماذا قال الناس عن مريم المجدلية ، لقد تابت ولم تعد ألى الى الخطيئة مرة أخرى ، وأنت يا أبنتي .." . لم تكمل حديثها فقد بكت الأبنة وارتمت في حضن أمها . كفكفت الأم دموع أبنتها وطلبت منها أن تبتسم وتواجه الأعلام والناس والحياة ...!!

كلام .. وكلام

** الفاشلون يميزهم غرورهم .

** أن أسأت أليك .. لن تنساني . وأن أحسنت أليك .. سرعان ما تنساني . الأفضل أن لا تنساني .

** عندما قلتِ " ضمني ألى صدرك .. أحتضني " ظننتك تنشدين الدفء والحنان . ما ظننت أنك ترسلين بقبلاتك الى من هو وراء ظهري .

** المرأة نار لمن لا يعرفها .. ونور يضيء لمن يعرفها . لكن هل تعرف هي نفسها !!؟

قافلة الوفاء نهر يجري ونبعٌ لا ينضب/ د. مصطفى يوسف اللداوي

عندما يجري النهرُ غزيراً بمياهه، وعظيماً بفيضه، وعامراً في عطائه، وكثيراً في فيئه، وسابغاً في كرمه بجودٍ وسخاء، لا يسأل الناس عمن أجراه، ولا كيف من السماء قد نزل ماؤه، ولا ينسبون الفضل لغير الله الذي يزجي السحاب الثقال، ويفتح السماء بماءٍ منهمر، ويسيره بأمرٍ قد قُدر، إلى حيث يشاء من الأرض التي يريد، فلا نملك إلا أن نحمد سبحانه وتعالى، فهو الذي يكلأه بحفظه، ويرعاه بجميل عنايته، ويأمره بالمسير على أرضه، يشق الأرض ويخترق الجبال، وينبع من بين الصخر، ويسير هوناً على الأرض السهل، يحيي به الأرض بعد موتها، ويعيد إليها النماء والحياة، ويروي به عباده، ويسقي الدواب العطشى، ويعيد به دورة الحياة من جديد، وقد ظن الناس أن مياهه قد غارت، وجداوله قد جفت، وينابيعه في الأرض قد نضبت.
إنها قصة قافلة الوفاء الأوروبية لمن لم يعرفها أو لم يسمع عنها، قافلةٌ سيرها الله بأمره، وذللها بعنايته، ورعاها بفضله، وأمر بعضاً من عباده أن يكونوا من بين العاملين فيها، سخرهم سبحانه وتعالى بأمره، واستخدمهم لقدره، وجعلهم مفاتيح لخيره، فلبوا نداء الحق والواجب، وهم جمعٌ كريمٌ من المتطوعين المؤمنين بالعمل الإنساني، من أماكن قصيةٍ جاؤوا، ومن بلادٍ بعيدةٍ أتوا، عرباً ومسلمين، وأوروبيين ومسيحيين، اتفقوا على الهدف، وتعاونوا على الغاية، أمرهم الله فمضوا، وكلفهم فنفذوا، وائتمنهم فأخلصوا، وحفظهم فعادوا. 
إنها قافلة الوفاء التي آمن بها الخيرون، وائتمنهم عليها الصادقون، ووثق بها المتبرعون من خيرة العرب والمسلمين، من أهل الغيرة على ديننا الحنيف، ومن أصحاب النخوة على إخوانهم وأهلهم أجمعين، من فلسطينيي سوريا عموماً وسكان مخيم اليرموك خصوصاً، ممن يواجهون الكارثة، ويعيشون المحنة، ويلاقون مصيراً صعباً نتيجة الحصار والقصف والتدمير والخراب، والحرمان والقسوة والمعاناة، في ظل الصمت الدولي والعربي المهين، إزاء مصيرهم المحتوم موتاً بسبب الجوع تارةً، وبسبب المرض والبرد تارةً أخرى.
لم تنل منهم الخطوب رغم خطورتها، ولم تفت في عضدهم الصعاب، ولم ترهبهم الوعود والتهديدات، ولم يجبرهم على القعود الصعاب والتحديات، فقد توكلوا على الله حق توكله، فحفظهم ورعاهم، ومن بين الأخطار أنجاهم، وقد ظن الكثيرون أنهم هلكى، وأن ما هم فيه مغامرة خطرة، ومجازفة كبيرة، وأن الموت ذبحاً أو قنصاً أو قصفاً ينتظرهم، ولكن من كان الله وليه فمن يعاديه، ومن تكفل الله برعايته، فمن ذا الذي ينال منه، ومن كانت خطواته لله فهو سبحانه وحده الذي يدله على الطريق، ويهديه إلى سواء السبيل.
قافلة الوفاء الأوروبية بدأت حملتها قديماً وما زالت، حملت الراية وتصدرت، وكانت حيث لم يكن أحد، وسبقت عندما لحق الكل وتنافس الجميع، وقد آمنت بمهمتها، وأدركت الواجب الملقى على كاهلها، فنهضت تجمع، وشمرت عن سواعدها تنظم، وانطلقت مراراً فما تأخرت ولا تقهقرت، ولا ترددت ولا جبنت، ولم تصغِ إلى المحذرين، الخائفين أو المنافسين، ونجحت في الدخول إلى مخيم اليرموك جديداً كما دخلته قديماً، وهو الذي كان وما زال كتلة لهب، وكرة نار تتدحرج، تحرق كل من اقترب منه، أو حاول الدخول إليه.
لكنها ثلةٌ مؤمنةٌ بالواجب، ولديها إحساس بعظم المعاناة، قررت التضحية، وانطلقت وهي تعتقد أن بعضها لن يعود، أو أن منهم من ينتظره خطرٌ عظيم، ولكن لسان حالهم كان يقول، كيف يستقيم لنا القعود وأهلنا يعانون، وكيف يطيب لنا المقام ويحلو لنا البقاء وشعبنا يحاصر، ويموت جوعاً وخوفاً، أو برداً ومرضاً، فكان الفلسطينيون في المخيمات ينتظرونهم، وفي مراكز الإيواء يسألون عنهم، وقد عهدوهم يحملون المساعدات، ويخففون الأوجاع، ويبلسمون الجراح، ويرسمون البسمات، ويعدون في كل مرةٍ بالمزيد.
كانت هذه هي القافلة الثانية عشر، التي تسيرها قافلة الوفاء الأوروبية إلى سوريا ، التي لم ينس القائمون عليها رغم رغد العيش وطيب المقام في أوروبا معاناة أهلهم في مخيم اليرموك وكافة مخيمات الفلسطينيين وتجمعاتهم، ولم يغمضوا أعينهم عن الصور المحزنة التي تنقل إلى العالم كله منه، وتعكس المآسي التي يوجهها اللاجئون، والمعاناة التي يلقاها المحاصرون.
لكن هذه القافلة لم تكن هذه المرة كسابقاتها أبداً، ولا تشبه غيرها بأي حالٍ، فهي أولاً تحدت الشائعات، وانتصرت على الشبهات، وصمدت أمام المراهنين على فشلها، والمتأملين في خذلانها، واستطاعت بتوفيق الله لها وصدق القائمين عليها، أن تدخل مخيم اليرموك دخول الفاتحين المؤيدين بنصر الله، فبددت ظلام المرجفين، وانتصرت على شائعات المبطلين، الذين لا يعملون ولا يحبون لغيرهم أن يعملوا، ولا ينجحون ولا يحمدون الله على نجاح غيرهم، وتمكنت من تقديم مئات الحصص الغذائية لمستحقيها، ووعدت بالمزيد لهم، حتى يأذن الله بالفرج، ويزيل الغمة، وينهي المحنة، ويعود الفلسطينيون إلى مخيماتهم وقد سادها الأمن والأمان.
قافلة الوفاء الأوروبية بما تقوم به اليوم من عملٍ رائدٍ، تقول للجميع بعالي الصوت وصريح العبارة، هلموا إلى الميدان، وتعالوا إلى الساحات والمخيمات، فهنا ينبغي أن نكون، وفي هذه المخيمات يجب علينا أن نتقدم، إذ لا مكان لساعٍ إلى الخدمة بعيداً عن المخيمات والتجمعات ومراكز الإيواء العامة، ولا قيمة لمتضامنٍ مع أهلنا بالكلمة بعيداً عنهم، وبالخطاب متعالياً عليهم، وبالتضامن دون أن يقدم لهم شيئاً، فمن أراد التضامن فإن عليه أن يلبس لأمته، ويعد عدته وينطلق، ولا يتذرع بالصعوبات، ولا يتعلل بالعراقيل، فالله سبحانه وتعالى يتكفل بمن انطلق، ويحفظ من نوى وعزم، وقدم وضحى. 
فليس من تغبرت قدماه في أرض مخيم اليرموك، ومشى بين البيوت المهدمة والمباني المدمرة، وعلق في ثيابه رائحة البارود، ونام في العراء، وأكل مما يأكل الناس هناك، وتعرض لخطر القصف، ومشى في مسالك الخطر، كمن يتشدق في المؤتمرات والندوات، ويعلو صوته في الفنادق والردهات، ينتقد ويعترض، ويتهم ويعيب، ويستخف بالجهود ويقلل من حجم النجاح، وهو لا يعلم عن المخيم إلا اسمه، ولا يعرف من أهله إلا صورهم التي تعرض، وأسماءهم التي تذاع. 
أيتها الجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة، اعلموا أن التوكل على الله مفتاح كل أزمة، والمدخل لكل بوابةٍ موصدة، وهو ميدان سباقٍ في الخير وتنافسٍ على العطاء، فمن كان لديه القدرة، وعنده الامكانية فلا يقصر، وعلى الله فليتوكل، يمض باسمه، وينفذ بقدره، ويقدم ما يستطيع في سبيله، فأهلنا في حاجةٍ إلى كل يدٍ تمتد إليهم بالعون والمساعدة، والله لن يغفر لمسؤولٍ قادرٍ ويقصر، أو لآخر يعيق ويعرقل، ويدس ويفسد، ويحسد ويغرض، فهذا وقتٌ لا ينبغي فيه غير التنافس، ولا يليق فيه غير العمل، ولا ينفع فيه شئٌ مثل الصدق.

ملاك السلام/ سري القدوة

ان العمل الدبلوماسي الفلسطيني يتطلب مضاعفة الجهود وبذل كل الطاقات الممكنة من اجل ايصال صوت الشعب الفلسطيني الي المحافل الدولية ولذلك يتطلب اختيار الكفاءات في هذا المجال من اعلاميين ودبلوماسيين علي قدر هذه المهمة الدقيقة والحساسة والتي تتطلب امكانيات عقلية وذهنية واعلامية وسياسية عالية وادراك المفهوم الوطني الفلسطيني وخاصة للعاميين في التمثيل الخارجي للشعب الفلسطيني .. 
ومما لا شك فيه ان الدبلوماسية الفلسطينية حققت العديد من الإنجازات الهامة علي هذا الصعيد في ايصال رسائل فلسطينية مهمة وخاصة علي المستوي الأوربي ولعل تلك الاعترافات البرلمانية في بعض الدول الأوروبية تركت اثار واضحة لتسجيل اختراق هو الاول من نوعه للاعتراف بالدولة الفلسطينية .. 

في حصيلة الامر اننا نقف امام استحقاقات عشرون عاما من اوسلوا فحان الوقت لجني ثمار العمل وبناء جسور الثقة من اجل سلام شعب فلسطين ومن اجل دولة فلسطين المستقلة التي طالما حلمنا بها لتكون دولة واقعية علما وهوية وحدود وجواز سفر يحمل اسم دولة فلسطين وليس السلطة الفلسطينية .. 

في ظل هذا الانتصار للدبلوماسية الفلسطينية تقترب بشائر النصر وعلم فلسطين يرفرف لأول مره في سماء الفاتيكان حيث الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية هي بداية الطريق نحو عالمية الدولة الفلسطينية ومشروع الهوية وجواز السفر الفلسطيني .. لقد غضبت اسرائيل من تصريحات  البابا فرنسيس  بوصف الرئيس الفلسطيني الاخ ابو مازن محمود عباس بملاك السلام وهذا الغضب يعبر عن رفضهم لكل الخطوات التي تؤدي الي قيام دولة فلسطين وهذا يعكس مفهوم اسرائيل للسلام حيث يريدون سلام مقابل الامن لهم ولا يريدون قيام دولة فلسطينية .. 

وصف ملاك السلام سيدخل التاريخ وسيخلد الرئيس ابو مازن الذي عمل من اجل صاعة سلام حقيقي واستمر في بذل الجهود لإيجاد مكانة للدولة الفلسطينية .. كل هذا يستمر في ظل استمرار حكومة اسرائيل المتطرفة في قتل ابناء الشعب الفلسطيني ورفضهم لمبدئ السلام ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه هذا الطريق الاسرائيلي الشائك سيقود المنطقة الي الانفجار في لحظات قادمة وستخرج الامور من سيطرة ملاك السلام لان الارهاب تتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال حيث ما ذالت رسالتها الاعلامية هي رسالة قتل للفلسطينيين وتدمير الشعب الفلسطيني ولم تعمل حكومة نتينياهو علي انتاج اي شيء جديد سوى الارهاب الدموي والتحريض ضد الشعب الفلسطيني ..

ان مواقف ملاك السلام الرئيس محمود عباس تجاه عملية السلام مواقف كانت واضحة وثابتة وتعبر عن شعبه وعن مواقف فصائله فهو الرئيس المنتخب وصاحب أول تجربه انتخابيه حرة نزيه في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وهو ابو الديمقراطية والحوار والسلام , ولكن الحقيقة واضحة هنا بان الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يرفض السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي موقف همجي رافض الاعتراف باستحقاقات السلام متسمرا في بناء المستوطنات ومصادرا للأراضي قامعا ومنتهكا حقوق الإنسان الفلسطيني رافضا إطلاق سراح الأسرى ومستمرا في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .

أن نضال شعب فلسطين سيثمر علي قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الاسرائيلي الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقي بوصلة فلسطين تجاه الوطن الفلسطيني مستمرة .. ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر .. لن تسقط قلاع الثورة وستستمر حتى قيام الدولة الفلسطينية واحده موحدة فوق التراب الوطني الفلسطيني .

هنيئا للشعب الفلسطيني هذا الانتصار المهم للدبلوماسية الفلسطينية .. 
شكرا لدولة الفاتيكان علي موقفها الداعم لشعب فلسطين واعترافها رسميا بالدولة الفلسطينية ..

المجد لشهداء فلسطين والنصر لشعبها العظيم

قديستان عاشقتان من فلسطين/ جواد بولس

في السابع عشر من أيار الجاري، سيعلن البابا فرنسيس الثاني قداسة راهبتين فلسطينيتين عاشتا في القرن التاسع عشر، وسيتم ذلك في احتفال مهيب من المتوقع أن يحضره عشرات الآلاف من جميع أنحاء العالم، وبمشاركة زعماء العديد من الدول، بمن فيهم فخامة الرئيس محمود عباس ومعه وفد سيمثل فلسطين التي أنجبت الراهبتين، ماري بواردي المولودة الجليل، وماري غطاس التي ولدت في القدس، حيث عاشتا وخدمتا أهلها وفي ثراها دفنتا على رجاء القيامة.        
إنه حدث تاريخي هام، فعلاوة على ما توليه جماهير المؤمنين المسيحيين في العالم، وخاصة الكاثوليكيين منهم، من حفاوة دينية خالصة للبابا ومكانته، وما تحمله هذه الجموع من مشاعر إيمان وورع، لراهبتين كرّستا حياتهما في خدمة البشر، ونشرتا قيم المحبة والعطاء والتضحية، كما فهمتاها وصايا من معلّمهن الأول، واقتدتا بها، ستشهر الكنيسة الكاثوليكية، في ذاك اليوم، موقفًا هو أبعد من حدود الدين الواسعة وطقوسه الضيّقة؛ فمع رفرفات علم فلسطين في ساحة بطرس الرسول وفي ساحات روما، يطرّز الفاتيكان رسالةً ويطيّرها، أوضح من قبس، مؤكدًا، للقاصي والداني، حرصه على أبناء فلسطين العرب، ومُقِرًّا، وهو الذي يمثل أكثر من مليار ومائتي مليون إنسان، بأهمية فلسطين وقدسية دور بناتها وأبنائها في الحفاظ على شعلة النور التي كان شمعها الإنسان المحب والمضحّي من أجل حرّية وكرامة أخيه الإنسان.   
وبينما سيحتفل العالم بفلسطينية "العينين والوشم، والأحلام والهم"، ينتشر في مواقعنا جهل قاتل إزاء عالم الكنائس الواسع والناشط في أرجاء المعمورة. ويسود، على الأغلب، بين الناس، في المشرق العربي وفي معظم الدول الإسلامية، اعتقاد أن كل الكنائس في العالم متشابهة وتنتمي كلّها إلى فصيلة دم واحدة، وتتبع رئاساتها ذات المواقف السياسية، إلا من شذَّ منها، وهي، بشذوذها، تشكّل الاستثناء الذي يؤكد تلك القاعدة الراجحة.
لن نبحث، في هذه المقالة، عن الأسباب التي أدت إلى تشكيل وانتشار تلك الذهنية والاعتقاد، فحبل تلك السرّة الخانق قد يمتد إلى ولادة الحروب الصليبية، لا سيّما ما ألحق بها من توظيف مغرض لبعض معانيها وتجلّياتها، وقد يصل إلى ولادة "الريجانية" و"البوشية"، ومن سبقهما من آباء موتورين وتلاهما من مواليد مشوّهين، ولكن ما سأحاول التنبيه إليه هنا، هو ضرورة أن لا نتعاطى مع ما سيجري في الفاتيكان بعفوية وإهمال، وأتمنى على الفلسطينيين أن ينتهزوا هذه الفرصة ويحلّقوا على جناحيها: الديني المقدس والإنساني الوطني. 
فعندما سيحيي الفاتيكان، ومعه الملايين، ذكرى  فلسطينية "المنديل والقدمين والكلمات والصمت"، تجدنا، في الواقع، نعيش في مجتمعات ينظر معظم أفرادها ويعتقدون أن أغلبية "النصارى" هم من نسل أولئك الصليبيين، والمسيحيين في العالم إخوة "لتاتشر" وحلفاء "لريجان وبوش" ؛ هكذا بالنسبة للأجانب، أصحاب العيون الزرق، أمّا مصيبة المسيحيين أبناء غسان وأحفاد النابغة، أعوص وأوجع، فأكثرية سكان الدول العربية والإسلامية  يجهلون وجود عرب مسيحيين مواطنين أقحاح، عاشوا ويعيشون في أوطانهم منذ أيام السيد المسيح وإلى أيام داعش وأخواتها؛ ويجهلون أن التاريخ مضى والمؤمنون ينامون على زند أمل وتناهيد حب لأوطانهم، وحتى عندما تقلّبت أحوالهم، قاوموا وبنوا وتمازجوا مع شعوب هذه الأرض، فصاروا جزءًا من فضائها وقطعة من نسيجها الثقافي والوطني والاجتماعي، ولبس الشرق، معهم وبهم، أحمرَه، وعبقت في الجهات رائحته، وذاع بين الأمم طعمه، وحلا مذاقه، ووهب للسماء لونها الأزرق الوادع الصافي.
ربما سيكون الاحتفال في الفاتيكان، وأصداؤه في روما وقريناتها، الأكثر جذبًا لأنظار العالم، ولكننا يجب أن لا ننسى ما بادرت إليه، في السنوات الماضية، عدة مجامع كنسية وأعلنت قياداتها الروحية مؤازرتها لقضية فلسطين، وبعضها شرع باتخاذ خطوات عملية تعدّت رفع صلوات أتباعها من أجل حرية فلسطين وخلاص شعبها من الاحتلال الاسرائيلي، فنادت بعض تلك القيادات الروحية بوجوب مقاطعة اسرائيل المحتلة، وحضت أتباعها على تنفيذ خطوات فعلية في هذه الاتجاهات. قائمة تلك الكنائس طويلة، وأذكر منها، الكنيسة اللوثوية، والكنيسة المشيخية، وكنيسة المسيح المتحدة، وكنائس كاثوليكية، وأنجليكانية وغيرها، فجميعها عبّرت، في مواقف رسمية علنية عديدة، عن مساندتها للحق الفلسطيني ومعارضتها للاحتلال الاسرائيلي وممارساته.
وإني إذ أؤكد على هذه الحقائق، أذكّر بما قرأناه قبل أشهر قليلة، في صحيفة القدس العربي، وعلى لسان وزير الخارجية الفلسطيني، السيد رياض المالكي، حين أعلن  أن فلسطين فشلت بالحصول على موافقة تسع وعشرين دولة اسلامية وهو العدد المطلوب ليكتمل النصاب القانوني من أجل عقد جلسة لقمة طارئة لدول منظمة التعاون الاسلامي، طالبت فلسطين تخصيصها لبحث عمليّات الاستيطان التهويدي في القدس، والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الأقصى وأماكن دينية أخرى. 
وحين أذكّر بهذا الواقع العربي والإسلامي الأليم، أنوّه أن توطيد العلاقات الفلسطينية مع كنائس العالم، وخاصة تلك التي جاهرت بمواقفها المساندة للحق الفلسطيني، باتت مهمة استراتيجية هامة ويجب أن تحظى برعاية القيادة الفلسطينية، التي وإن دأبت على ايلائها أهمية والتفاتة، تستدعي، على ضوء المستجدات العالمية، إعادة نظر، فمن  أوكلوا بهذه المهام الجسام باتوا بحاجة إلى تدعيم  وإسناد، ولذلك، برأيي، توجد ضرورة إلى رفد تلك الهيئات المسؤولة عن العلاقات مع الكنائس وأتباعها، بقوى مهنية جديدة، قد تؤدي إضافتها إلى نجاعة أكبر في العمل، وتحصيل نتائج مؤثرة لصالح فلسطين والقدس، التي كانت في قلب ابنة الجليل، ماري الاعبلينية، وأختها الساهرة على ندى وردهها، ماري ( سلطانه) غطاس.  
كم قلنا أن الوطن أكبر من بلاطة وقبة ومبكى، فهل يا ترى سيسمع العالم صلوات بناته اللاتي أحببنه، كما أحبّه ذلك العاشق الذي من فلسطين حين أقسم: "من رموش العين سوف أخيط منديلا، وأنقش فوقه لعينيك، وإسما حين أسقيه فؤادًا ذاب ترتيلا.. يمد عرائش الأيك.. 

شهداء العودة في مارون الراس نموذج لملايين اللاجئين/ علي هويدي

يحيي الفلسطينيون والمتضامنون هذا العام الذكرى 67 لنكبة فلسطين والذي يوافق في الخامس عشر من شهر أيار/مايو من كل عام، ومع هذه الذكرى الأليمة المتجددة يتوقف المتابعون للمتغيرات الإسترتيجية في المنطقة، لا سيما من الخبراء والباحثون لدى الكيان الصهيوني، عند الحدث الجلل الذي وقع في 15/5/2011 حين لم يتردد ما يقارب من ثلثي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بشيبها وشبابها وأطفالها ونسائها ورجالها ومرضاها ومن ذوي الإحتياجات الخاصة، من التوجه إلى منطقة مارون الراس اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة ملبين نداء العودة الرمزية لفلسطين كمقدمة للعودة الحقيقية، لتتحول الجموع إلى أمواج بشرية تتسابق لتلمس ولو حبة تراب من بلادها المحتلة، ولتوجه رسالة الى الكيان الغاصب، والمجتمع الدولي وإلى الإنسانية جمعاء بمطالبتها بحقها المشروع بإنهاء حالة اللجوء وتطبيق حق العودة، وليغتال القناصة من جنود الإحتلال الإسرائيلي، وبدم بارد ستة من شباب المخيمات الواعد (عماد أبو شقرا، محمد أبو شليح، عبد الرحمن صبحا، محمود سالم، خليل محمد أحمد ومحمد صالح)، ليسقطوا شهداء على طريق العودة بالإضافة الى عشرات الجرحى، وليُربك المشروع الصهيوني..!

لكن ما الذي يدفع بهذا الشباب اليافع لهذا الإقدام وهذا التحدي غير المتكافئ مادياً، للتضحية بأنفسهم وهم لا يملكون من الأسلحة سوى إرادة صلبة وذاكرة فلسطينية حية نقلها إليهم الأجداد والآباء، وإيمانهم بأن أرضهم قد احتلت، ولا يحملون بأيديهم سوى الحجارة، وحناجر تصدح بالهتافات والأناشيد الوطنية، ويافطات كرتونية تحمل أسماء مدن وقرى آبائهم وأجدادهم التي أُخرجوا منها عنوة على أيدي العصابات الصهيونية إبان النكبة عام 48، وعبارات تستنكر الاحتلال وتدعو الى لفظ حالة اللجوء والتمسك بحق العودة، وبعض المقتنيات الفلسطينية كأوراق امتلاك الأراضي في فلسطين ومفتاح الدار، والأعلام الفلسطينية.. أمام جنود الإحتلال المدججين بالسلاح الأوتوماتيكي المتطور والمدعوم بالدبابات والمروحيات القتالية..؟!

إذاً هو مسماراً إضافياً وجد لنفسه طريقاً في نعش المشروع الصهيوني، فلم يدخر هذا الكيان جهداً وأموالاً ووقتاً منذ نشأته.. لتثبيت رؤيته بأن هذا الجيل الذي لم يولد في فلسطين ويعيش في المخيمات والتجمعات حياةً إجتماعيةً وإقتصاديةً صعبة وبائسة حيث البطالة والفقر، واكتظاظاً سكانياً مخيفاً وبنىً تحتية مهترئة..، بانه سينغمس في متطلبات الحياة اليومية على حساب نسيان فلسطين وحقه بالعودة إلى قراه ومدنه هناك.. ليتفاجأ في اختبارين رئيسيين الأول حين اندحر الإحتلال الصهيوني عن معظم الأراضي اللبنانية المحتلة قبل 15 عاماً، وتوجه آلاف اللاجئين الفلسطينيين وبشكل عفوي إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين لملاقاة أقاربهم وأهليهم الذي جاؤوا من مختلف المدن والقرى الفلسطينية من الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، حيث لم يفصل بيهم سوى الأسلاك الشائكة، ليُعيد الإحتلال رسم استراتيجيته بالعمل على المزيد من محاصرة قضية اللاجئين وحقهم بالعودة بتكثيف جهوده السياسية والاعلامية والدبلوماسية والدفع بتوطين اللاجئين في مناطق عمليات "الأونروا" باتجاه إقامة تسويات مع المفاوض الفلسطيني أو طرح الخطط والأفكار التي لا تعطي اللاجىئ حقه في العودة..، وقد باءت جميعها بالفشل.. أما الإختبار الثاني وهو الذي لا يزال يخضع لعملية تمحيص وتدبر من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي اندفاع هذه الفئة من اللاجئين من الجيل الثالث والرابع لا سيما الشباب في العام 2011، وتقديم ارواحهم فداءً لفلسطين..!

في كل عام يجدد اللاجئون التزامهم بالثوابت وبتقديم الغالي والنفيس في سبيل تحرير ارضهم وعودتهم اليها وكنس الاحتلال الى غير رجعة، وفي كل عام يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة وتكريم شهداء العودة، وسينهمك الدارسون والباحثون في قراءة الحراك الجمعي للاجئين وإحيائهم لذكرى النكبة سواءً من قبل المشروع الصهيوني ومن يسير في هذا الركب أو من قبل الفلسطينيون والمتضامنون مع الحق الفلسطيني، فعودة ثمانية ملايين لاجئ فلسطيني حق مشروع طال الزمان أم قصر، ويبدو بأن طريق الشهادة والتحرير أقصر الطرق، والشباب نموذج لملايين اللاجئين..!    


ورحل شاهر خماش/ سري القدوة

حقيقة الامر اجد نفسي في مهمة صعبة هذه المهمة ان انعي زميلي واخي الحبيب شاهر خماش وهذه المهمة التي جندت نفسي كي احاول الكتابة عن شاهر الانسان الطيب وعن الصباح ورحلته معها وعن فقدان اعز ما نملك في ايام الغربة وان نعود بالذاكرة الي تلك الايام وخلية النحل في الطابق العلوي وتلك الغرفة الاسبستية في اول مكتب التوجيه السياسي بمنطقة تل الهوا في غزة  التي بدأت منها الصباح عددها الاول لترى النور كصحيفة مطبوعة اعتز بها وبولادتها وعددها الاول ..

تلك هي المهمة الصعبة التي احاول اختراق المسافات لأكون هناك .. اكون مع هذا الجيل الاعلامي المتميز والذي عمل بصمت ليصنع هذا الانجاز لأول صحيفة تصدر في قطاع غزة في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية وتستمر بالصدور اسبوعيا وبشكل منظم من ولادتها في السابع من اكتوبر عام 1996 الي حين الانقلاب والسيطرة علي مكاتب الصباح ومصادرة الارشيف وبيعه في الجملة كورق للف من قبل الاشخاص الذين قاموا باقتحام مبني الجريدة الواقع بشارع النصر بمدينة غزة ..

بمناسبة الارشيف تذكرت تلك الواقعة حيث اتصل بي اخي شاهر هاتفيا وقال لي لقد شاهدت جريدة الصباح تباع بسوق الجملة وقد التقينا سريعا لنذهب الي المحلات ونحاول شراء الاعداد بالكيلو الذي اتفقنا مع البائع ان ندفع شيقل مقابل كل كيلو وبالفعل تمكنا من شراء بعضا من الاعداد واتفقت مع شاهر ان يحفظها لديه وهو الوحيد من اسرة الصباح بالإضافة الي اخوة اخرين يحتفظون بنسخة او نسختين من الاعداد التي صدرت طيلة عشر سنوات متتالية كأرشيف شخصي لهم ..

شاهر خماش شعلة من الحيوية والنشاط والابداع الرياضي بشكل متكامل فهو يصر علي ان يتقدم ويثبت بجدارة انه يستحق ان يصدر قرار تعينه رئيسا للقسم الرياضي بجريدة الصباح بعد رحبل اخونا المناضل محمود الزعيم واستشهاده في اقبية التحقيق بسجون سوريا حيث كان شاهر قد التحق معنا للعمل بجريدة الصباح وتحديدا بالقسم الرياضي ..

شاهر يبدع في اخراج صفحاته الرياضية بين الخبر والمباراة والتغطية الرياضية والمقال والنقد وسرعان ما يحقق انجازات ملموسة كمحرر رياضي متميز بين الزملاء الاعلاميين في قطاع غزة ويسجل اهم انجاز بانه لم يكن محررا فقط بل عمل علي اخراج الصفحات الرياضية الخاصة به فاحب المشرط والمسطرة الحديدية وورق المونتاج حيث كانت بداية العمل والاخراج اليدوي بقطاع غزة ولم يكن بعد قد دخلت الصباح في مجال الاخراج الالكتروني للصحيفة ..

شاهر خماش يمضي صانعا تجربة رائعة وقيمية في مجال الاعلام الرياضي حيث كان يتنقل بين المواضيع المختلفة ليسجل الاهداف بكل دقة ..

واستمر بالعمل مبدعا ومشاركا في كل المجالات الاعلامية ومراحل صناعة الصحيفة لنجد انفسنا امام اهتمام القراء ورسائلهم الدورية للصباح الرياضي ونقف امام مئات المقالات النقدية من مختلف الكتاب والمحليين الرياضيين بقطاع غزة والضفة الغربية ..

والصباح تدخل عالمها الالكتروني حيث اصر شاهر خماش علي نقل جهازه الخاص من بيته الي غرفته في الصحيفة ليقوم بتحرير الاخبار الالكترونية ونسجل ارتفاعا في متابعة الصحيفة وموقعها علي الأنترنت واهتماما ملحوظا في هذا المجال ..

 في ذكري رحيل الرئيس ياسر عرفات وقفنا جميعا في هيئة التحرير مضغوطين للوقت وكان قرارنا بإصدار عدد خاص عن الرئيس ياسر عرفات فطلبت من شاهر ان يتوقف عن اصدار الصفحات الرياضية فقال لي كيف اتوقف لا الصباح الرياضي هي عن الرئيس ياسر عرفات ودوره في المجال الرياضي والشبابي وبعد ان ناقشته بالفكرة اقنعني بذلك واتفقنا ان يسلمنا المادة لتنفيذها واخراجها لأجد انني اقف امام صفحتين متكاملتين عن الرئيس ياسر عرفات ودورة الرياضي فكان لهيئة التحرير ان اصدرت عددا متميزا حول الرئيس ياسر عرفات نفتخر في اعداده اخراجا وتحريرا ومحتوي كان لنا ان نخلد الرئيس وان يبقي هذا العدد الذي ضاعفنا طباعته شاهدا لجريدة الصباح وحضورها الاعلامي المهم في تلك المرحلة من تاريخنا ..

العديد من الاشياء والشخوص تحملها الذاكرة والعديد من المحررين يحتضرون بقوة مواقفهم وعطائهم ولكني الان اكتب عن رحيل زميلينا شاهر خماش وانا اتنقل بين ثنايا الصحيفة ليحتضر في الذاكرة رحيل اخونا باسل الشنطي ويوم ان ذهبنا الي المقبرة لدفنه حيث توفي ايضا في صراع مع المرض يومها صعدت الي الحافلة التي تنقل جثمان الراحل باسم الشطني ابو العبد لاجد شاهر بجانبي وفي مقدمة اسرة الصباح ولنعمل معا علي طباعة البوستر الخاص برحيل اخونا ابو العبد الشنطي ونقف سويا لوداعه وايضا لا انسي مواقفك يا شاهر وانت حاضر معنا في ذكري رحيل اخونا محمود الزعيم لتصر علي تخليده من خلال اقامة المباريات التي حملت اسمه تخليدا لذكراه ..

حقيقة الامر رحلة طويلة وصعبة هي ايامنا مع صباحنا عشناها سويا لا يمكن ان تغتزل في كتابة مقال او قطعة نثرية لتنعي هذا التاريخ الابداعي الجميل من حياتنا التي حفرناها معا .. فتلك هي مهمة صعبة لا يمكن لي ان اترجمها عبر هذه المقالة بل الواقع والحقيقة اكبر من ذلك وما تحمله النفس من ذكريات هي كبيرة يستحق ان تترجم الي قصة سرد لتجربة صحافيه عاشتها الصباح بحلوها ومرها وكانت جزء من حياتنا كمجموعة من الشباب الطموح الذي اصر علي العمل الصحافي مؤمنا بالفكرة ليصنع الهدف ..

لقد كنا في الصباح ليس موظفين هنا او هناك نتقاضى راتب بل كنا اسرة واحدة نفخر بها وندفع مما نتقاضاه ثمنا لعملنا مؤمنين برسالتنا الاعلامية وفخورين بإنتاجنا لصحيفة صنعت كاملا في غزة في ظل عدم وجود امكانيات اعلامية ونقصان التجربة وخاصة مع ولادة الاعداد الاولي ..

الحديث عن صحيفة الصباح يحتاج الي مساحات واسعة وتلك التجربة الاعلامية التي عشناها معا حيث هناك زملاء وزميلات نعتز بهم وبالعمل معهم ليس هنا مجال الان للكتابة عنهم وعن مواقفهم وتبقي الاشارة الي ان رحيل شاهر خماش ترك اثار بالغة في قلوبنا جميعا وما تلك البرقيات ومئات رسائل النعي والتعزية التي تلقيتها الا دليلا علي حب الناس واهلنا له فهو انسان طيب اصيل سنبقي نتذكره ولن ننساه ابدا وعلي درب العمل والعطاء سنمضي من اجل غد افضل ومن اجل ان تكون الطبعة الجديدة للصباح قريبا في غزة .. هذا حلمنا وسيبقي رغم كل الالم الذي نحمله من لوعة الفراق والبعد القسري عن ارضنا وتلك التجربة القاسية التي عشناها في سنوات العشرية السوداء ..

تايتانك نتنياهو في بحر هائج/ نبيل عودة

* انتصار نتنياهو  كان شر من هزيمة * نجاحه كان "باغتصاب" أصوات شركائه في اليمين الإسرائيلي* حكومة نتنياهو ستكون من أسوأ الحكومات والأكثر ضررا* هل ينقذ هيرتسوغ تايتانك نتنياهو من الغرق*

كتب احد الصحفيين الإسرائيليين بعد الانتصار الكبير لبيبي نتنياهو في الانتخابات الأخيرة  ان "انتصار نتنياهو هو بداية لنهاية حقبته". الجملة بدت لي وللكثيرين بعيدة عن الواقع.
اليوم يتبين ان انتصار نتنياهو ، كان شر من هزيمة ، له ولحزبه وللمجتمع الإسرائيلي كله الذي دعمه ودعم نهجه التحريضي المنفلت ضد اليسار الصهيوني، (الذي لا يختلف بالتطبيق كثيرا عن اليمين الصهيوني) وضد المواطنين العرب الذين كما صرخ نتنياهو مرعوبا يوم الانتخابات ومثيرا رعب اليمين بأن العرب "يتدفقون بآلافهم على صناديق الاقتراع".. فأحدث تحولا في التصويت.
اجل حقق فوزا انتخابيا، لكن ليس فوزا سياسيا. 
لا احد يملك جوابا عن دافع نتنياهو لتقديم الانتخابات. كانت حكومته تتمتع بدعم برلماني واسع جدا، حكومة يتحكم فيها الاتجاه المدني على المستوى الاجتماعي وليس السياسي الذي واجه فشلا متواصلا في الساحة الدولية حتى مع الحليف الأهم لدولة إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية.
 نهج  الصدام مع حليف إسرائيل والمجتمع الدولي سيتعمق أكثر مع تركيبة حكومته الجديدة... فجأة فصل شركاؤه وقرر الذهاب لانتخابات مبكرة. لا احد يملك الجواب لتفسير هذه الخطوة السياسية التي توصف اليوم بأنها في منتهى الغباء السياسي. انتصاره لم يقد إلى تعزيز مكانته السياسية بل إلى نسف القاعدة السياسية الواسعة التي كان يتمتع بها بعدد نواب اقل لحزبه.
انتصار نتنياهو الانتخابي لم يكن سياسيا، أي لم ينجز تحولا في مضاعفة قوة اليمين الصهيوني مقابل اليسار الصهيوني. طبعا نحن نستعمل معيار يمين ويسار بمنتهى الحذر. اليسار الصهيوني في التطبيق لا يختلف كثيرا عن اليمين الصهيوني  إلا في بعض القضايا التي لا اقلل من أهميتها، وعلى رأسها الحفاظ على استقلالية القضاء الإسرائيلي، إتباع نهج سياسي غير صدامي مع الإدارة الأمريكية، اتزان سياسي في التعامل مع أوروبا والغرب عامة، لكني لا أرى انه قادر على انجاز أي تقدم في المجال السياسي لحل جذري لقضية الصراع الفلسطيني إسرائيلي، ربما يكون اليسار أكثر انفتاحا في التعامل، لكن في التطبيق لا أرى عودة لطريق رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق رابين. 
انتصار نتنياهو كان نجاحه "باغتصاب" أصوات شركائه في اليمين الإسرائيلي، حساب كل أصوات اليمين بشكل مشترك  يثبت ان اليمن لم يحرز أي تقدم انتخابي. شركاء الليكود من اليمين خسروا لصالح الليكود. من هنا ما قاله الصحفي ان "انتصار نتنياهو بداية لنهاية حقبته" تبدو اليوم أكثر وضوحا وقوة ...
هناك شبه إجماع من المراقبين والمحللين السياسيين ان هذه الحكومة لن تدوم أكثر من سنه والبعض يقول بضعة أشهر، حتى عضو الكنيست الدرزي من الليكود أيوب القرا يملك قوة إسقاط حكومة نتنياهو إذا لم يحصل على منصب وزير!! وقد تكون تهديدات من أوساط أخرى بإسقاط الحكومة إذا لم يحصلوا على مناصب وزارية أو نواب وزراء بأسوأ الأحوال، لذا يريد نتنياهو توسيع عدد أعضاء حكومته وعدد نواب الوزراء، أي صرف مليارات كثيرة ليضمن بقاء حكومته لسنة أو أكثر قليلا، أو اقل كثيرا كما يتوقع المحللين الإسرائيليين. بل والبعض يصف الوضع السياسي ببيع نهاية الموسم!!
الصحافة الإسرائيلية بشبه إجماع (ما عدا صحيفة الحكومة غير الرسمية "يسرائيل هيوم) ان الحكومة التي سيعرضها نتنياهو على الكنيست الإسرائيلي  ستكون من أسوأ الحكومات والأكثر ضررا التي أقيمت في إسرائيل. حكومة تتميز برأس سلم اهتمام وزرائها تعميق الاحتلال الإسرائيلي، توسيع المستوطنات، إضعاف النظام الديمقراطي بإضعاف القضاء الذي يعتبر المعقل الأخير للدفاع عما تبقى من ديمقراطية وحقوق مواطنين، وزيادة الدعم بمليارات الشواقل  للمتدينين المتعصبين (الحراديم) الذين  لا يشتغلون بحجة أنهم "يدرسون التوراة" منذ ولادتهم وحتى مماتهم!! كذلك سيطرة مطلقة للتيار الحرادي على شؤون الدين في إسرائيل، وهذا سيثير الكثير من المشاكل مع التيارات اليهودية الإصلاحية ومع المواطنين العلمانيين، إلى جانب الخطر من إلحاق الضرر كما سبق واشرنا، بمكانة القضاء في إسرائيل وعمليا بكل الجهاز الليبرالي المدني للمجتمع الإسرائيلي.
المنتصر الكبير كان حزب البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت، الذي رغم فقدانه للعديد من المقاعد، إلا انه عرف كيف يحسن مكانته في الحكومة، بحصوله على وزارة القضاء، إلى جانب وزارة التعليم ووزارة الزراعة ورئاسة لجان في الكنيست، مما يعني ان البيت اليهودي سيكون الموجه الحقيقي لحكومة نتنياهو، التي لا مفر أمامها إلا بالانجرار وراء تهديدات بينيت أو حتى أي وزير يميني آخر.لأن 61 عضو كنيست (من 120) تعنى ان أي عضو كنيست من أحزاب الائتلاف يفشل في الحصول على مطالبه يمكن ان يتغيب عن جلسة تصويت برلمانية وبذلك يفشل الحكومة أو يسقطها.
بعض الصحف تعلق آمالها على وزير الاقتصاد زعيم حزب "كولانو" موشيه كحلون ان يصد نهج اليمين المعادي للديمقراطية  وهذا يذكرني بالمثل العربي "ماذا تفعل الماشطة مع الشعر العفش؟!" 
يبدو ان زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" افيغدور ليبرمان، الذي لا يختلف سياسيا عن نتنياهو وسائر الشلة اليمينية،  كان الأكثر ذكاء بهربه من "تايتانك" نتنياهو قبل ان تغرق بوحول السياسة في إسرائيل.
بالتلخيص الأخير: دخل نتنياهو المفاوضات كمنتصر كبير، وها هو يخرج من المفاوضات كمنهزم كبير. هل ينقذه زعيم المعسكر الصهيوني ( حزب العمل) يتسحاق هيرتسوغ؟ بأن يختار الغرق معه بالصعود لتايتانك نتنياهو بوهم إنقاذها من الغرق؟!

حمامة/ فاطمة الزهراء فلا‏

حمامة 
برقة شفتيها أفسم
قالوا عنها
لازالت بكرا
رغم مرور العام الحادى والخمسين
وفمها المرسوم
كما العنقود
ورقة شفتيها
وعيون سود
أسرت ألف حبيبب
بمحبتها
صارت قمرا يسهر فى الليل
ولا يغفو إلا حين
ينام العشاق
كانت تسكن فى قارب
مربوط بذيل الأحلام
تعشق ماء البحر
وسماء صافية
ودارا خشبية أبسط
من شجر البلوط النائم
بين الشطآن
حمامة
كانت تهوى حبيبا
أجمل من كل الفتيان
تمنحه حبات السكر
حين يناديه البحر
وترسل تنهيدات الأشواق
مع الأمطار حين تأتى
نوات الريح
وتنذرها بأن تسرق منها
حبيب العمر
وبات يهددها السحر
تتوسل لسيدى أبو النجد
وتضع حول مقامه
خصلة من شعر
وتلف المنديل الأخضر
حول الرقبة ووتستسلم 
للنوم...
من يسأل عنها تقول
حمامة مريضة فى الدار
فيقولون
عفريت أحمق يتلبسها
تسرقها دوامات اليأس
لشتاء أمشير...
وتقسم
لن تخرج منها أبدا
إلا عند دخول العفريت
للقمقم
ويعود الطير
لأحضان الأشجار
يرفرف
فتخرج من عزلتها
وتلقى بالمنديل الأخضر
وبكحل الجدة تتكحل
فتزهو العينين
باللون الأسمر
ويعود ربيع الدنيا لشفتيها
يزغرد
فتضحك ॥ تقطر عشقا
وتطير لحبيب العمر
وتكبش بين يديها
مياه البحر
وتحضنها فيخضر
ربيع الحب....
ويتمتم قد ذاب الشوق
فى يوم
خطبوا حمامة للعربى
فقال أبوه بلسان 
من خرج من الأسر
العربى يكسب ألف جنيه
فى الشهر
يصطاد الحوت ولا يبتل
والشبكة بين يديه
تصيد بالأمر
العربى سيبنى بيتا
كالقصر
تسكنه حمامه
ست الحسن
العربى يسافر
وتودعه حمامة
عند الفجر
بين يديه تنام يديها
فيهمس
ما عاد فى صدرى
صبر
وتذوب حمامة عشقا
ويذوب الصخر
ويرتاد العربى
كالعادة البحر
وتنام حمامة
وتكفن فى المنديل
الشعر...
ويمر اليوم الأول
الثانى ....
العاشر
ويجئ شتاء القهر
العربى ....
قالوا
ابتلعته أمواج البحر
فتموت حمامة
من القهر
راحت فى الغيبوبة
بدانة مرشوقة بالقلب
هبت ريح النوة عليها
فأحالت حبات السكر
بين شفتيها
مر

العامل الحاسم في عملية النهوض/ د. عبدالله المدني

لا داعي بعد اليوم للدخول في جدال مطول حول العامل الحاسم في عملية اللحاق بالأمم الناهضة. فلقد أثبتت التجارب بما لا يدع مجالا للشك أن الأمم التي سبقتنا على مختلف الأصعدة عموديا وأفقيا، سواء في الغرب المتقدم أو الشرق الصاعد، لم يكن لتحقق ذلك لولا تركيزها في المقام الأول على التعليم والبحث العلمي والانفاق عليهما بسخاء.
وعليه فإنْ أرادت أمتنا العربية المتقهقرة اللحاق بالأمم المتقدمة او الصاعدة فليس أمامها سوى "وصفة علاجية واحدة" هي إيلاء العملية التعليمية والبحثية إهتماما خاصا، وتخصيص نسب مئوية عالية من ميزانياتها السنوية للانفاق عليها وتلبية كل متطلباتها. وحينما نطالب بالتركيز على التعليم كشرط من شروط النهضة فإننا لا ندعو إلى أي تعليم كيفما اتفق! 
وبعبارة أخرى، فإن الإهتمام والتركيز والإنفاق يجب أن يوجه إلى التعليم النافع الذي يواكب العصر ومتطلباته، وليس إلى التعليم الذي تجاوزه الزمن ولم يعد يؤدي غرضا سوى التذكير بالأحداث التاريخية والدينية المختلف عليها، وبالتالي دفع المتلقي دفعا نحو التفكير في الماضي والموت بدلا من التفكير في الحياة والمستقبل. على أنّ أحد أهم شروط الحصول على نتائج جيدة في هذا المجال هو إعداد من يقوم بالعملية التعليمية إعدادا مهنيا وأخلاقيا ونفسيا جيدا، وإلا فسنكون كمن يحاول زرع شجرة في أرض بور أو كمن يبلط البحر.
هذا ما تقوله لنا تجارب اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وغيرها من دول جنوب شرق آسيا، وهي الدول التي تفوقت على الغرب المتقدم في برامجها وأساليبها ومناهجها التعليمية والتربوية، بل الدول التي علمت مواطنيها ومجتمعاتها أنْ ينظروا الى التعليم ليس فقط كوسيلة للحصول على شهادة تخول صاحبها إيجاد وظيفة يسترزق من ورائها، وإنما أيضا كواجب مقدس تجاه الوطن والمجتمع، وكوسيلة للتفكير والابتكار والابداع والشعور بالمسئولية الاجتماعية والقدرة على النجاح في مواجهة تحديات الحياة والعمل وواجبات المواطنة، وكعنصر من عناصر إحداث الحراك واتخاذ القرارات السليمة الكفيلة بتحقيق الطموحات الفردية والجماعية. والدليل على صحة الجزئية الأخيرة نستقيه مما فعله ويفعله الآسيويون الذين يعيشون في الولايات المتحدة.
يقول الأكاديمي الامريكي "كاس سانستين" في مقال له نشرته مجلة "بلومبيرغ" الاقتصادية في مارس الماضي ما معناه أن الأمريكيين من ذوي الأصول الآسيوية هم الوحيدون ضمن مكونات المجتمع الأمريكي الذين تمكنوا من تحقيق طفرة في ثرواتهم خلال العقدين الماضيين. ويعزي سانستين الأسباب إلى التعليم قائلا:"منذ عام 1989 يحقق الامريكيون من ذوي الأصول الآسيوية نجاحا هائلا من حيث مستوى التعليم"، مضيفا: "في عام 2013 حصل 65% منهم، ممن تتراوح أعمارهم بين 35 و39 عاما على شهادة جامعية مقارنة بـ 42% من الأمريكيين من ذوي البشرة البيضاء، و26% من الامريكيين من ذوي الأصول الافريقية، و16% من ذوي الأصول الأسبانية". وفي مكان آخر من مقاله يؤكد سانستين أنه "في الوقت الذي يمثل فيه مستوى التعليم عنصرا مهما في الدخل والحراك على مدى الأجيال، يعتمد الوضع الاقتصادي الجيد على القرارات المالية التي يتخذها الأفراد" والتي تمكنهم من تحسين أحوالهم ومراكمة الثروة وتحقيق مستقبل أفضل لأبنائهم.
هذا في ما يتعلق بالتعليم. أما البحث العلمي الذي يُعـّرف بأنه "مجموعة من النشاطات والتقنيات والادوات التي تبحث في الظواهر المحيطة والتي تهدف الى زيادة المعرفة وتسخيرها في عمليات التنمية لمختلف جوانب الحياة" فشأن آخر أثبتنا فيه أيضا تخلفنا عن بقية الأمم بسبب ضعف البنى البحثية من مراكز وجامعات متخصصة، وقلة الانفاق عليها مما ينعكس سلبا على كفاءتها وانتاجيتها، إلى الحد الذي صارت معه انتاجية عشرة باحثين عرب توازي انتاجية باحث واحد في المتوسط الدولي. ووفقا لهذه المعطيات فإنه ليس من المستغرب أن تتفوق إسرائيل وحدها بشكل ملحوظ على الدول العربية مجتمعة في مجال البحث العلمي والتكنولوجي، وبراءات الإختراع، وموقع جامعاتها في سلم ترتيب الجامعات العالمية الأكثر تقدما على مستوى العالم. 
وفي هذا السياق يخبرنا الباحث الفلسطيني د. خالد سعيد ربايعة في دراسة نشرها في عام 2008 أن "الجامعات الاسرائيلية حظيت بمراكز متقدمة على المستوى العالمي حسب التصنيفات الدولية، وخاصة الجامعة العبرية التي احتلت المركز 64 على مستوى العالم، بينما لم يرد ذكر أي من الجامعات العربية في الخمسمائة جامعة الاولى. ويضيف قائلا أن  "إسرائيل تنفق ما مقداره 4.7% من انتاجها القومي على البحث العلمي، وهذا يمثل أعلى نسبة انفاق في العالم، بينما تنفق الدول العربية ما مقداره 0.2% من دخلها القومي على البحث العلمي. اما بالنسبة لبراءات الاختراع، فهي المؤشر الاكثر تباينا بين العرب وإسرائيل، فقد سجلت إسرائيل ما مقداره 16,805 براءة اختراع، بينما سجل العرب مجتمعين حوالي 836 براءة اختراع في كل تاريخ حياتهم، وهو يمثل 5% من عدد براءات الاختراع المسجلة في إسرائيل".
أما على صعيد الدول الآسيوية، فإن آخر الاحصائيات المتوفرة حول ما انفقته على البحث العلمي(إحصائيات العام2011) تشير إلى أن الصين احتلت المرتبة الأولى بانفاق 153 بليون دولار(1.4% من ناتجها القومي) تلتها اليابان بانفاق 144 بليون دولار(3.3 % من ناتجها القومي) فكوريا الجنوبية التي أنفقت 44 بليون دولار أو ما يعادل 3% من ناتجها القومي ، فالهند 36 بليون دولار أو نسبة 0.9% من ناتجها القومي، فتايوان 19 بليون دولار(2.3%)، فسنغافورة 6.3 بليون دولار(2.2%).
وأخيرا فلا شك أن الدول العربية، ولا سيما تلك الأكثر ثراء واستقرارا ونموا كدول الخليج، حققت طفرات تعليمية مشهودة خلال العقود الأربعة أو الخمسة الأخيرة، إلا أن هناك الكثير مما يستوجب عمله وخصوصا لجهة تنقيح المناهج الدراسية وتطويرها، وتأهيل المعلمين، ودعم المراكز البحثية، وتفريغ الباحثين.

عبارة الهامش
تنفق إسرائيل 4.7% من انتاجها القومي على البحث العلمي، وهذا أعلى نسبة انفاق في العالم، بينما تنفق الدول العربية  0.2% فقط
د. عبدالله المدني
* باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: مايو 2015 
البريد الالكتروني: Elmadani@batelco.com.bh

الرّغبة وهاجس البقاء والنّموذج الأعلى في رواية سناء الشعلان "أعشقني"/ هايل المذابي

يقول عالم النفس "أبراهام ماسلو" أن أهم الدوافع هو دافع البقاء ..

إن العالم كما تصوره الروائية سناء الشعلان في روايتها " أعشقني" رغم تطوره تكنولوجياً وطبياً سيظل مسكوناً بدافع البقاء ولا أقصد بذلك أنه الآن غير مسكون بذلك الدافع بل ستتعاظم رغبته في البقاء أكثر وأكثر وستجعله يصنع ما هو أفضل علمياً وطبياً وتكنولوجياً وتنطلق سناء على هذا الأساس " الرغبة " في بناء روايتها..

إن رغبة البقاء مستقبلاً ستجعل الإنسان يقبل بفكرة التحول ولكن ليس من قبيل الشذوذ وإنما من أجل البقاء ومن أجل الحياة، فالإنسان عندما يشعر بالذنب يدخل في حالة تحول، تحول الذهن إلى قاعة محاكمة بشرطة ومتهم ونيابة ودفاع ولائحة إتهام ومحامٍ وقضاة .. وهذا التحول الذي تقبل به بطل/ة الرواية وتتغير حياته/ا جذرياً من أجله أساسه رغبة وهذه الرغبة تجعل القوى العليا في عالم البطل وجواءات الرواية تسمح بأي شيء مقابل إنقاذ حياة البطل/ة.!!؟

قد نشاهد غزالاً يركض ويتبعه نمر جسور ولكن الغزال يسبق النمر فهل هذا معناه أن النمر لايجيد الركض وأن الغزال أقوى منه..!!؟

النمر يركض من أجل إشباع جوعه أي من أجل البقاء وحتى لايموت جوعاً، والغزال يركض أيضاً من أجل البقاء أيضاً لكن الفارق بين دافع البقاء لدى النمر ودافع البقاء لدى الغزالة هو أن رغبة الغزالة في البقاء أكثر وأكبر من رغبة النمر وأن تركض من أجل الحصول على طعامك يختلف تماماً أن تركض من أجل حياتك.

وعلى هذا الأساس سيكون للإنسان وحياته أهمية كبيرة مستقبلاً كما توضح الرواية وستسوغ له ذلك رغبته في البقاء التي سيسعى بكل ما أوتي من معرفة وطاقة من أجل التطوير في الجوانب التكنولوجية والطبية في سبيلها.

الرواية لاتتحدث عن شيء من قبيل الخيال العلمي ولكنها تتنبأ وتستشرف للمستقبل لتعيده إلى البداية ..!!

كيف؟

إن اللغات كلها تعود إلى أصل واحد، أي أنها جميعا تنبثق من جذر مشترك وهي أبحاث تشترك في نفس الهدف الذي تسير فيه. أبحاث بيولوجيا الأجناس، أو هي بالأحرى صورتها اللغوية..

وبالمثل يؤكد الباحثون في مجال حمض الخلايا النووي (D.N.A) أن أصل البشر يعودون كلهم إلى امرأة واحدة عاشت في أفريقيا منذ مائة وخمسون ألف عام، وهم يطلقون عليها (حواء) وهذا ما تعود بنا إليه رواية " أعشقني "..

وعلى نفس المنوال يؤكد علماء الفيزياء أن هناك نظرية موحدة عظمى تنظم حركة الكون كله، وما فيه من كائنات حية وذرات وجسيمات جامدة..

إن سناء في روايتها تتحدث بطريقة غير مباشرة عن فكرة الأنماط البدئية أو النماذج العليا التي يتحدث عنها عالم النفس كارل يونج " والتي عرّفها تعريفًا شاملاً في مقال له بعنوان "في العلاقة بين التحليل النفسي والفن الشعريّ" نشره في كتاب "إسهامات في علم النفس التحليليّ" Contributions to Analytical Psych. وهي حسب تعريفه صور ابتدائية لا شعورية أو "رواسب نفسية لتجارب ابتدائية لا شعورية، لا تحصى" شارك فيها الأسلاف في عصور بدائية، وقد وُرِثت في أنسجة الدماغ، بطريقة ما؛ فهي -إذن- نماذج أساسية قديمة لتجربة إنسانية مركزية؛ هذه النماذج العليا تقع في جذور كل شعر (أو كل فن آخر) ذي ميزة عاطفية خاصة. وهو يلتقي أو بالأصح فكرته كانت مبعث نظرية القرابة لدى عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي كلود لفي شتراوس إذ نجد أنه عندما قارن علاقات القرابة والأساطير عند (البدائيين) لاحظ أنه ينتهي دائما إلى نفس المشكل الأساسي، فاستخلص أن وراء التشابه بين الثقافات توجد وحدة نفسية للإنسانية، إذ هنالك عناصر أساسية مشتركة للإنسانية، والحضارات لا تقوم إلا بتركيب هذه العناصر المشتركة في تشكيلات مختلفة. ولذلك نلاحظ بين الثقافات البعيدة عن بعضها البعض تشابهات وهي تشابهات لا تُعزى بالضرورة إلى التواصل بين الحضارات خاصة إذا ما تبيّنا وجود حضارات يصعب تصور الاتصال فيما بينها نظرا لانزوائها وتباعدها عن بعضها البعض مثلما هو شأن حضارة (الأنكا) في (البيرو) و(الداهومي) في (افريقيا) وهذا يؤكد ويثبت كما نجده في رواية " أعشقني " أن الإنسان سيظل هو الإنسان مهما بلغ من تطور وأن غرائزه ورغباته ستظل كما هي، أي أن النماذج العليا موجودة في كل حلقات سلسلة النقل –أو التعبير- كتصوّرات في اللاوعي مهما بلغت الإنسانية من التطور تبقى هذه التصورات والرغبات محرك فاعل وعنصر بناء رئيسي، وكموضوعات مترددة أو سلاسل من الصور في أي فن - وكتصورات في اللاوعي عند القارئ أو عند الجمهور ومن ذلك رغبة البقاء كما تصورها رواية سناء " أعشقني" وأيضاً قيمة الحب وهذه القيمة أحد النماذج العليا التي تحدث عنها يونج. وهذا مبنيّ على فكرته عن "اللاوعي الجماعي" الذي يختزن الماضي الجنسيّ وهو الذي ولّد الأبطال الأسطوريين للبدائيين، ولا يزال يولد أخيلة فردية مشابهة للرجل المتمدّن، وهو الذي يجد تعبيره الأكبر في رمزية تتجاوز حدود الزمان غير أنّها مألوفة نسبيًا، وهي رمزية ما تزال تتكرر أبدًا. وهذا يوضح التقارب مع النظريات الدورية في التاريخ كنظرية فيكو، ومدى اقترابها أيضًا من التعديل الذي أدخله شتكل Stekel على نظرية فرويد في رمزية الحلم الحرة التجريبية لكي يسند الرمزية الثابتة في كتاب له يصور حلم الغجر، وكم تبدو خلاّبة هذه النظرية، في نظر أديب مثل جويس تأثر بفيكو وكان يفتش عن سيكولوجية يستعملها ليخلق "القاسم المشترك الأعظم" بين الناس جميعًا ومن ذلك ما نجده في رواية " أعشقني" حيث تمثل أهم شخصية في الرواية " البطل" نموذج للأنيما والأنيموس وهي الحس الذكوري الذي يسكن الأنثى ولايتحقق التوازن في نفسها وفي واقعها إلا بأشباع هذا الحس وبالمثل نجد الأنيما كحس أنثوي لدى الرجل يحقق اشباعه التوازن لديه نفسياً وواقعياً والرواية في مجملها عبر هذه الشخصية تجسد فكرة التعددية الموجودة داخل كل إنسان إمرأة إن أو رجلاً وهي ذاتها الفكرة التي بني على أساسها هذا الكون وهنا نلمس ذكاء الكاتبة في الطريقة التي تستخدمها لنقد المجتمعات الذكورية المتسلطة كما وتؤكد أن فكرة الصراع بين الرجل والمرأة هو صراع عقيم لايولد إلا المزيد من النكوص والتردي في المجتمعات وتعود بنا إلى العصور القديمة لتضرب لنا مثلا جميلا عن المرأة التي كان مصيرها الوأد حية في حين لو خاض أي رجل هذه التجربة أي فكرة التحول جسديا وغريزيا إلى إمرأة لأحب المرأة ولأحب كونه إمرأة أيضاً وهذا يوضح ويشرح عنوان الرواية " أعشقني " بدون أن نعتبرها حالة شذوذ نفسي يعشق فيه الإنسان ذاته خصوصا حين نعلم أن هناك مبدأ تعلل وإنتقال لدى الإنسان بين حس ذكوري وحس أنثوي تشبه قول درويش في آخر قصائده " لاعب النرد " :

" أدرب قلبي على الحب

ليتسع الورد والشوك

وأنا من أنا الآن إلا إذا التقت الاثنتان

أنا وأنا الأنثوية "

الرواية في مجملها وفكرتها أكثر من رائعة و تستحق أكثر من قراءة لتتضح لنا خباياها وما وراء السطور..