
ان ما حدث في رام الله ليس بالحدث العابر أو كما تعبر الجوقة والبطانة المحيطة بالرئيس بان ذلك زوبعة في فنجان،بل ما حدث يجب ان يكون ناقوس خطر بأن هذه الأجهزة يجب ان يعاد تأهيلها من جديد،تأهيل يقول لها بأن استخدام العنف مع الجماهير الشعبية هو خط احمر،ولا عودة لسياسة تجاوز الخطوط الحمراء التي بدأت من غزة بالإيغال في الدم الفلسطيني،وما تبع ذلك من اعمال قمع وتنكيل تقوم بها اجهزة امارة غزة مع كل من لا يتفق وسياسة ورؤية قيادة تلك الامارة،ولا يفيد او يخدم تلك الأجهزة والقائمين عليها نفعاً القول بأن من يقومون بتلك الاعمال هم اناس مشبوهين او لهم ارتباطات خارجية،بل هم اناس شرفاء لهم سجلهم وتاريخهم النضالي وغيرتهم على مصلحة الوطن والبلد،ولا يوجد حاكم او قيادة مؤلهة فهذا العهد ولى الى غير رجعة ولن يفيد ذلك جوقات المنتفعين والمستفيدين من نعم تلك السلطة امتيازات ومراكز ومصالح،وهؤلاء الذين جرى ويجري الاعتداء عليهم لعبوا دورا بارزا في دعم ومساندة الحركة الاسيرة في اضرابها المفتوح عن الطعام في وقت كان فيه البعض يتامر على تلك الحركة ويحاول ان يجهض اضرابها ويستثمر ويسرق نضالاتها وتضحياتها.
ان السلطة ومن اعلى هرمها مطالبة بالقول لشعبها ولجماهيرها بأنها أخطأت تقديراتها في دعوتها لموفاز لزياره رام الله وهي ليست من يتحمل المسؤولية في هذا الجانب بل اللجنة التنفيذية والتي صرح احد اعضائها بانه لا علم لديه بتلك الزيارة،ولا يجدي نفعا قول بعض اركان السلطة الزيارة ليست من اجل التفاوض،فنحن نعرف جيدا بان قنوات التفاوض السرية والعلنية منها مستمرة ومتواصلة،ولكن من غير المقبول علينا كفلسطينيين قيادة وشعبا ان نستقبل مجرم حرب اوغل في دمنا الفلسطيني ولعب دورا بارزا في محاصرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومهندس ما يعرف بعملية السور الواقي/2002 ،حيث توجهنا الى المحاكم الدولية والدول من اجل منع دخوله اراضيها كمجرم حرب،واليوم نحن نستقبله في عقر دارنا وفي المبنى الذي حاصر فيه الرئيس الراحل ابو عمار ،أي معادلة هذه واي عبث هذا؟.
ان الجماهير الشعبية على درجة عالية من الاحتقان،وخصوصاً أنها ترى ان هناك اسنداد في الافق السياسي،وقيادة ممسكة ومتمسكة بخيار المفاوضات كخيار وحيد والرهان عليه في جلب او استرداد جزء من حقوق شعبنا،في وقت تثبت فيه الحقائق والوقائع على الأرض ان هذا الخيار والرهان قد سقط،حيث ان الاحتلال مرتاح له ويخدم مصالحه وأهدافه،فهو يتقدم على الأرض في سياسة الاستيطان والاستيلاء على الأرض،ويدمر مشروعنا الوطني،ونحن نتراجع وتتضاءل خيارات وفرص اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،ولذلك الجماهير ستكون خلف القيادة لو احسنت صنعاً ودفنت هذا الخيار خلف ظهرها،ولجأت الى خيارات أخرى تعبر عن نبض الشارع ورغباته وتطلعاته وطموحاته.
0 comments:
إرسال تعليق