في الرد على الرد الذي اثاره مقال جواد بولس/ نبيل عودة


اثار مقال المحامي جواد بولس " الناصرة اخت لبيت لحم" عاصفة من الردود ، وهو امر توقعه جواد بولس ايضا، وكنا تحدثنا عن الموضوع قبل نشر المقال.
ما توقعته ايضا ان الحوار سيبتعد عن الدافع لكتابة المقال، عن الأفكار الأساسية التي يطرحها جواد في مقاله، وسيتركز حول صيغة ليست جوهرية انما طرحت من منطلق رؤية جواد لحقائق مؤلمة تعصف بالواقع المسيحي الشرقي.
جميع ردود الفعل ردا على جواد بولس، من مسيحيين ومسلمين، ذهبت نحو الهامش في مقال جواد بولس، وانا انسبها لعدم فهم المقروء ، او لاستغلال طرح موضوعي عقلاني في حلبة طائفية ضيقة. اي استمرارا لما حذر منه جواد بولس في مقاله.
جاء في مقال جواد:

"أكتب اليوم عن فلسطين، ومن باب واقع معيش وسيرورة تراها الأكثرية ولا تعيرها اهتمامًا مؤثرًا، فمصير المسيحيين العرب في فلسطين قد حسم عمليًا، وهم في حالة تشبه ما يصطلح عليه في علوم الأحياء والأنثروبولوجيا
"نوع في حالة انقراض". تعداد المسيحيين العرب في فلسطين في تناقص مستمر. بعض المواقع شهدت "تبخّرهم" الكامل، وفي مواقع أخرى تجري عملية "التبييض" هذه بوتائر تكفل إغلاق ملف التعايش المشترك تمامًا كما خطّط له من خطَّط (في غزة بقي زهاء ألف وخمسمائة مسيحي فقط. بينما في القدس، بلد القيامة والصليب، يسكن ما يربو عن خمسة آلاف مسيحي)".
هنا لب المشكلة وليس الحفاظ على منصب لطائفة معينة، هذا الطرح جاء اجتهادا من جواد لايجاد طريق توقف "حالة الانقراض" وكنت اتوقع حوارا عقلانيا حول كيف نوقف انقراض المسيحيين في الشرق. وطرح اراء جريئة يخاف البعض ان يجاهر بها لأسباب لا تخفى على أحد.
انتخاب رئيس بلدية ليس هو المعيار ، الناصرة انتخبت مرارا توفيق زياد المسلم بأكثرية مسيحية، وانتخب رامز جرايسي ليس بأصوات المسيحيين فقط انما بأصوات المسلمين أيضا. وهذا سيتكرر في هذه الانتخابات ايضا!!
المشكلة ليست هنا ، ولم يكن هدف جواد بولس طائفيا، وهو الذي يحمل هما وطنيا وقانونيا في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين بدون تمييز بين مسيحي ومسلم، وتشهد على ذلك مقالاته العديدة، ويكاد يكون الصوت الوحيد الذي فضح اساليب التعامل الاستبدادية للاحتلال مع الأسرى في سجونه.
شخصيات عربية مرموقة في العالم العربي ، ومنهم الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ، والأمير السعودي طلال بن الوليد وغيرهم، تنبهوا وحذروا من انقراض المسيحيين العرب في الشرق  من رؤيتهم اهمية الدور المسيحي في الدفع للتطوير الاقتصادي بصفتهم من الطبقات الوسطى صاحبة المصلحة الأساسية في النهضة الاقتصادية التي تعود بالخير على الأقطار العربية، الى جانب قدرتهم على التواصل مع الغرب وبناء جسور مع المجتمعات الغربية لما فيه مصلحة العالم العربي، ليس سرا انه لا تقدم لأي قطر في عصرنا بدون التكنولوجيات والمبتكرات العلمية التي انجزها الغرب .. وحذروا من ان هجرة المسيحيين ، بما فيها العقول العلمية (وهي نسبيا كثيرة) ستكون بمثابة كارثة للعالم العربي.
لا يمكن تجاهل الدور الذي قامت به الارساليات المسيحية في الشرق من احداث نهضة تعليمية، ببناء مدارس ونشر التعليم في زمن افتقر الشرق للمدارس والتعليم وسادت الأمية بشكل واسع ومدمر للمجتمع العربي. حتى المطبعة الأولى في العالم العربي، أقيمت على يد الآباء اليسوعيين  وساهمت بإحداث ثورة ثقافية في النشر  الثقافي والعلمي، رواد الصحافة والمسرح بدأها ابناء الطائفة المسيحية. لعب الآباء اليسوعيين في لبنان دورا عظيما في انقاذ العربية من التتريك. هل يمكن تجاهل دور ادباء المهجر في النهضة الثقافية  واللغوية  ونشر الفكر التقدمي والثوري، وكلهم بشكل مطلق من ابناء الطوائف المسيحية؟ هل نسينا ان آباء الفكر القومي العربي جاءوا من ابناء الطوائف المسيحية ايضا؟
الآن، بمقال جواد بولس، لا نرى الا ما جاء بشكل ثانوي لإثارة التفكير والحوار العقلاني، باتخاذ خطوة تحمي الشرق العربي من التفكك، من التحول الى مجتمع منعزل منشق على نفسه، يفتقد لقوى وطنية اساسية، يفتقد لقوى اقتصادية هامة، يفتقد لعقول علمية تعطي ثمارها للغرب  لأن الواقع المجتمعي يدفعها لمغادرة اوطانها والبحث عن مجتمعات تقبلها وتعاملها بمساواة واحترام لحقوقها الانسانية، بدون حرق، بدون قتل وبدون تحريض عافته نفوسها!!( انصحكم بقراءة رواية "شيكاغو" لعلاء الأسواني التي توضح الواقع الطائفي افضل من مليون مقال)  
جواد يطرح ما قامت به السلطة الفلسطينية من الحفاظ على الفسيفساء الاجتماعية، كما كتب:"  بتأمين تمثيل قيادي لبقايا المسيحيين في المواقع ذات البعد والمعنى التاريخي، ينم عن قناعة وطنية ومسؤولية تاريخية ذات أبعاد حضارية ثقافية ودبلوماسية".

انتبهوا لما يكتبه جواد:"لا يعنيني في هذا الشأن المكسب الطائفي الكنسي، بل ما سيحقّقه هذا القرار من مردود ومعان وما سترمز إليه هذه الخطوة". 
الموضوع ليس طائفيا كما غرق اصحاب الردود في نقاشهم، جواد انسان علماني وليس صاحب تفكير طائفي ، وتشهد له خدماته القانونية للأسرى الفلسطينيين على ما أقول.
انا ايضا لا ارى ان الحل بجعل منصب رئيس البلدية في الناصرة وقفا على طائفة، وانا على ثقة ان جواد ايضا لم يكن هذا قصده، انما طرح موضوع المسيحيين بكل حدته ومخاطره ، لا مشكلة لأي مسيحي مع رئيس بلدية مسلم، لكننا لن نشعر بأمان اجتماعي مع رئيس بلدية متعصب دينيا (ينتمي لتيارات اصولية) ، حتى لو كان اصوليا مسيحيا.
نريد رئيسا حضاريا متنورا لا يبني حساباته على مواقف ترفض الآخر وتعتبره دخيلا وكافرا والى آخر هذه الاسطوانة التي مللنا من سماعها وتكرارها يوميا على مسامعنا بلا حياء ولا خجل ، دون ان نسمع صوتا عقلانيا يقول لمروجي الكراهية للمسيحيين: كفى!!
للأسف الحوار تمركز حول القشور، وفاجأني احدهم بطلبه من الحزب الشيوعي والجبهة فصل جواد بولس، مثبتا انه لا يعرف عن جواد شيئا، جواد ليس عضوا في الحزب الشيوعي او الجبهة، وتأييده الانتخابي للحزب والجبهة هو خياره العقلاني الحر.. من رؤيته ان الحزب الشيوعي وجبهته، يمثلان افضل تمثيل سياسي الجماهير العربية، ويطرحان المواقف الأكثر عقلانية وموضوعية بكل ما يتعلق بواقع الجماهير العربية ، بكل اطيافها الطائفية.
للأسف معظم الحوار حول مقال جواد بولس تميز بالصراخ دون استيعاب ما طرحه جواد بولس من قضية هامة وملحة تحاج الى علاج وليس الى صراخ ومعط شعر وتشنج ذهني.

يكتب جواد: ما دامت فلسطين كلها تعاني حالة اجتماعية واحدة، وتعيش فضاء ثقافيًا متناغمًا، فإن على قادة الجماهير العربية في داخل إسرائيل التكامل مع ما قامت به قيادات فلسطين، والتنسيق للعمل على وضع مشروع وطني مشترك، مبتدؤه دراسة مقترح يقضي ، بأن يُحفظ منصب رئيس بلدية الناصرة لمسيحي أو مسيحية من أبنائها. لا يعنيني في هذا الشأن المكسب الطائفي الكنسي، بل ما سيحقّقه هذا القرار من مردود ومعان وما سترمز إليه هذه الخطوة ".
اذن لماذا لا نوجه سهامنا للسلطة الفلسطينية ، وان نقول لها: "نرفض  مشروعك الوطني"؟
اقول بوضوح لا يهمني ولا يهم جواد بولس صعود رئيس مسلم لبلدية الناصرة او لبلدية بيت لحم  مستقبلا او رام الله.. السؤال هل يمثل الفكر المتنور ام الفكر الأصولي المنغلق المليء برفض الآخر المختلف واعتباره اهل ذمة او كافرا او من المغضوب عليهم او من الضالين؟ ولنا فلسطينيا في غزة تجربة مؤلمة من حرق كنائس ومدارس وقتل نشطاء مسيحيين!!
هنا جوهر الحوار.. ومن هنا اصطفافي مع الجبهة والحزب الشيوعي بغض النظر عن الحوار الفكري بيننا وليس حوارا حول طائفتهم.
انا الى جانب رامز جرايسي ليس لأنه مسيحي، بل لآنه حضاري يشكل قاعدة أمان لمجتمع نصراوي حضاري يحترم المواطن بدون ان تشكل هويته الطائفية وزنا له حساب وساقف الى جانب اي رئيس مسلم تختاره الجبهة من نفس المنطلقات.. لثقتي ان هذا الجسم السياسي يمثل النظرة الحضارية المتنورة في التعامل الانساني بين الجميع  مسلمين ومسيحيين. قائمة الجبهة في تركيبتها هي دليل على غياب النظرة الطائفية المدمرة.
ما طرحه جواد يجب ان يثير حوارا من نوع آخر .. ما هو مستقبل الأقلية العربية وما هو مستقبل الشرق العربي باستمرار الهجرة المسيحية من الشرق؟ هل سنتحول الى محمية طبيعية بعيدة عن التطور العلمي والاقتصادي ، كما هي حالة الشرق العربي اليوم ؟
ان الفجوة العلمية بين العالم العربي وسائر اقطار العالم، حتى بالمقارنة مع اسرائيل ، هي فجوة رهيبة بأبعادها واسقاطاتها على مجمل القضايا السياسية ،العسكرية ،الاقتصادية والعلمية،حين توظف اسرائيل (5%)من ناتجها القومي للأبحاث العلمية بينما العالم العربي لا يوظف الا ما نسبته(0.01 – 0.03%) وبالأرقام اسرائيل توظف ( 15) مرة أكثر من كل العالم العربي.  تدريج الجامعات يبين ان الجامعات العربية في قاع لائحة الجامعات العالمية، بينما اسرائيل على سبيل المثال تحتل مراكز متقدمة في المائة الأولى والثانية واول جامعة عربية تقع بعد الرقم(500 )  عمليا جامعات العام العربي تخرج طلاب مع شهادات وجامعات العالم ( واسرائيل) تخرج باحثين وعلماء مع تجربة، بما فيهم مواطنين عرب من اسرائيل. هل سرا ان هجرة العقول العربية تسبب خسائر بمئات المليارات سنويا لاقتصاد الدول العربية؟ نجد ان العقول المسيحية تشكل نسبتها النسبة الأكبر بين مجمل العقول المهاجرة، بنفس الوقت نجدها تحتل مكانة متقدمة في الجامعات ومراكز الأبحاث في الغرب. ان هجرة العقول المسلمة ايضا هي بسبب التنظيم الاجتماعي السيئ  ونظام دولة طائفية استبدادية، اندمج فيها الاستبداد الديني بالاستبداد السياسي، نظام يليق بالقرون الوسطى ويدفع بكل العقول المسيحية والمسلمة للهجرة.  
اذن المشكلة ليست مسيحية طائفية كما فهمها اصحاب الردود المتشنجة وضيقة الأفق على جواد بولس!!
الاضطهاد الذي يعاني منه مسيحيو الشرق، لا يقع بعيدا عن الواقع الاسود للعالم العربي الذي يدفع ثمنه الجميع، مسلمون ومسيحيون. المسيحيون يدفعون ثمنا من الصعب احتماله ، من هنا هجرتهم ، او هربهم، او تهجيرهم بمعنى ادق لأنه ليس خيارهم الحر.
حان الوقت لتحرك جديد، لعدم الاستهتار بما تفرزه العقول المريضة، تحت غطاء كاذب من الدين والتدين.
اللوحة التي تفرض نفسها اليوم شديدة الكآبة، تثير غضب الأوساط المتنورة جميعها، بدون علاقة للانتماء الديني او الاثني.
لا شك ان للهوية الدينية مكانها في تشكيل الوعي الوطني، الثقافي والأخلاقي اذا ما احسن استعمالها. ولكن الظاهرة السائدة في عالمنا العربي في العقود الاخيرة هي ظاهرة مقيتة جداً، ومأساوية للجميع، وبعيدة عن المنطق السليم.
الاف الخطب الدينية شكلا والعنصرية مضمونا، يضج فيها الفضاء العربي دون رقيب، دون ان تشعل الأضوية الحمراء لما يريد للمجتمعات العربية ان تقبر مستقبلها فيه.
الاف الشعارات المقيتة التي لا تعبر الا عن عقول موبوءة ومصابة بالشلل الفكري والانغلاق، الذي هو اخطر على الانسان والمجتمع من أكثر الأمراض فتكا.. 
الناصرة ابتليت بشعارات طائفية مدمرة دون ان نسمع اصواتا تطالب بالكف عنها وتنتقد استعمالاتها التي تنتج شروخا عميقة في مجتمعنا ، حتى لو كانت نصوصا دينية، هذا لا يبرر ان تستعمل في ذم المسيحيين والتحريض عليهم.. ولا يبرر الصمت وعدم نقد هذه الظاهرة الطائفية الخطرة من شخصيات مسلمة تنافس اليوم للفوز برئاسة بلدية الناصرة. اسمعونا صوتكم العقلاني اولا.. هنا المحك والامتحان لمواقفكم ، وليس التحريض على وطني مناضل يخدم قضايا شعبه، بكل طاقته القانونية والفكرية، ولا ينتظر شهاداتكم، يكفيه شهادات وثقة المناضلين البواسل في سجون الاحتلال!!
هنا لا بد من سؤال: هل المسيحيون في الشرق هم المشكلة او الغطاء لمشكلة الانظمة الفاسدة ومناهج التعليم المتخلفة، والفكر الموبوء بالاستبداد السياسي والديني؟

nabiloudeh@gmail.com

هو العيب فين؟/ د. ماهر حبيب

قرأت خبر أسعار الخضار الجديدة وبعدين بصيت على التعليقات لقيت الناس عماله تشتم وتسب وتقول لك دى أسعار لبياعى الخضار فى الزمالك والدنيا ما إتغيرتش والدنيا غالية وكأن الدنيا حا ترجع ستين سنة لورا وكأن كيلو الطماطم حا يبقى بشلن والبامية ببريزة وكيلو اللحمة بجنية علشان إحنا عملنا ثورة والحكام كانوا مغليين الدنيا ولازم كل حاجة ترجع لأيام الملك فاروق وطبعا هى دى المصيبة الحقيقية إن الناس مش عاوزه تفهم إن فيه مشكلة وإن الحل مش فى الحاكم بس لكن المشكلة فى الحاكم والمحكومين.
لما عملنا ثورة تم تهييج الناس لأن مبارك كان عاوز يعمل إبنه رئيس وكمبدأ توريث وعدم كفاءة يبقى الموضوع غلط فى غلط لكن مبارك كان بيعمل كل إللى بيعمله الشعب من أيام الجنية الجبس فالقاضى بيورث وظيفته لإبنه والظابط بيعمل كده كمان و دكتور الجامعة حاجز كرسى الجامعة لننوس عين إبنه والعامل فى مصلحة بيقطع الدنيا علشان إبنه يتعين فى المصلحة فالعيب فى الحاكم وشعبه.
لما عملنا ثورة كان الناس زعلانين على إن مبارك وشلته فاسدة وتدور على حد تانى فاكر نفسه فاسد تلافى مفيش فإحنا شعب زى الفل ملايكة ويا عينى كان مبارك وشلته هما بس إللى فاسدين وتدور تلف تدور علشان تعثر على واحد فاسد فتلاقى مهمة إيزيس فى البحث على جثة أوزوريس أسهل من إنك تلاقى واحد يقول لك أنا فاسد مع إن تلميذ الإبتدائى إللى بيغش من زميله فاسد والمدرس إللى بشرح على قد فلوسهم ومستنى الدروس الخصوصية فاسد وناظر المدرسة إللى بيخلى كل مدرس يعمل ما بدى له حتى لو كان إلغاء تحية العلم برضه فاسد وسواق التاكسى إللى بيلعب فى العداد فاسد والموظف إللى بيفتح الدرج علشان مرتبه ما بيكفهوش فاسد ورجل الأعمال إللى بتهرب من الضرائب فاسد وإللى بيزوغ من شغله فاسد والدكتور إللى بيستنزف مريضه علشان الفلوس فاسد والمهندس إللى بيفتح دماغه علشان الأدوار المخالفة فاسد وتبص حواليك تلاقى إن الحياة بقى لونها فساد ومبقاش لونها بمبى خالص  فالعيب ليس فى مبارك وحده فالعيب عيب شعب.
ولما عملنا ثورة قال لك أيه؟ ثورة علشان الحرية وروحنا أيه مفهمين الناس يلا غار مبارك وغارت الشرطة ويلا كل واحد يعمل إللى على كيف كيفه وهات يا إضرابات وهات يا إعتصامات وهات يا بلطجة وهات يا فوضى وهيييه الدنيا بقت حرية بدون إلتزام وشخبطنا ع الحيطة وعملنا ظيطة وبطلنا شغل وقطعنا أرزاق بعض ويلا يا حكومة أكلينا السياحة حرام ويلا يا حكومة عوضى كل بتوع السياحة عن قطع أرزاقهم الناس أصحاب المصانع بيوتها إتخربت من وقف الحال ويلا يا حكومة أكلينا من غير ما نشتغل وحكومتنا دلوقتى حكومة مسنة عاوزة تخلص من المهمة من غير ما تخش طره والشعب فاكر إن السيسي عنده مصباح علاء الدين وحا يطلع له العفريت ويقول له شبيك لبيك مصر حا تبقى جنة على إيديك من غير تعب من غير مجهود وكله حا يبقى فل الفل .....يا خلق هوووه لو ما غيرتوش من حالكم لو ما عرفتوش إنكوا لازم  تتعبوا وتشقوا وتدوا البلد حقها.. لو ما فصلتوش الدين عن الدولة وخرجتوا من حال الفصام بين التدين الظاهرى والفساد الشديد يبقى الحال على ما هو عليه ولن تسير المركب حتى لو جالكوا جيش من الملايكة ..فلا بد أن تنظروا لوجهكم فى المرآة وتروا عيوبكم ولتروا الخشبة التى فى عيونكم وليس القذى فى عين أخيك

فلتتنحوا جانبا فاليوم يوم الأبطال/ سلوي أحمد‏

من أكثر من سنتين ونصف ونحن نري ونشاهد عبر الشاشات وجوه تتصدر المشهد وتفرض علينا اراءاها وأفكارها المسمومة ، من أكثر من عامين ونصف ونحن نقرأ كلمات لأصحاب أقلام ملئت بالحقد والكراهية وراحت بأسنانها تمزق العقول لم ترحم كبيرًا أو صغيرًا .

إن تلك الوجوه وهذه الأقلام راحت تواصل حملاتها وهجماتها وازدادت حدة مع قرب الاحتفال بانتصارات اكتوبر في محاولات مستميته لتنهي اي ذكري جميلة للرئيس مبارك في قلوب الناس حتي تلك الذكر الخالدة التي كان أحد أهم وأبرز أبطالها ذكي حرب النصر أكتوبر73 .

علي هؤلاء أن يتنحوا جانبا في هذا اليوم فاليوم ليس يوم الغدر والخسة والعمالة ولكنه يوم الكرامة والوطنية والعزة يوم النصر ومحو عار الهزيمة والألم إن هذا اليوم ليس يوم أنصاف الرجال ولكنه يوم الرجال ، هؤلاء الذين حملوا أرواحهم علي أكفهم مقسمين أن تكون ثمنا رخيصا لعزة الوطن واستعادة كرامته .

في هذا اليوم لا صوت يعلو فوق صوت أكتوبر وأبطال أكتوبر لا صوت يعلو فوق أعطاء أصحاب هذا الانتصار حقهم رغم أنف الجميع ممن نسوا قيمة الوطن وقيمة انتصاراته أن هذا اليوم هو يوم مبارك اللواء الطيار قائد القوات الجوية في تلك الحرب القوات الجوية التي حلقت نسورا في سماء الوطن لتعود وقد فتحت أبوب النصر إنه يوم مبارك أخر قائد حي ممن شاركوا في تلك الحرب انه يوم مبارك ويوم كل من شارك في تلك الحرب من أكبر قائد إلي أصغر مجند انه يوم الاحتفاء بمن عاش منهم والترحم علي شهدائهم الأبرار .

إن أكتوبر هي يوم النصر لا مكان فيها إلا لأصحاب هذا النصر لا مكان فيها لمن يتطاول عليهم أو يحط من قدرهم أنه يوم العزة لا مكان فيه لمن لا يدرك قيمتهم ويقدر دورهم أنه يوم الابطال .
الكاتبة\ سلوي أحمد 

يوميات نصراوي: رسالة لشباب التغيير ونبذة من تاريخنا/ نبيـــل عـــودة

رسالة لشباب التغيير 

الى ابناء الناصرة من تنظيم شباب التغيير...  انتم اشرف ورثاء لهذا التاريخ.. من نشاطاتكم المختلفة تثبتون انكم فصيل مناضل وثوري يحمل هموم شعبه ووطنه. لا اناقشكم على مواقفكم، اعرفها واعرف مصداقيتكم. المصداقية تعني ايضا الخيار السليم في الوقت العصيب، والاصطفاف في الجانب السياسي والاجتماعي الأفضل في ساعات الحسم المصيرية. حتى لو كان في ذلك ما يتعارض مع مشاعركم. اعرف انكم لم تختاروا طريقكم رفضا للفكر الذي نشأتم ونشأنا عليه، بل غيرة على ما ترونه تجاوزا لما شكل ثقافتكم وفلسفتكم الثورية. 
لي تجربة طويلة، ومواجهات لم تكن سهلة، لكني لم أتردد يوما في القضايا الجوهرية من الاصطفاف والمساهمة في الحفاظ على الجسم الذي كان انشاؤه حلما نصراويا انجز لشعب الناصرة ولشعبنا الفلسطيني كله نصرا كان يبدو مستحيلا، ترك طابعه القوي على مجتمعنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر وخارج الأخضر أيضا.
لا ادعوكم للتنازل عن قائمتكم، واتمنى لكم ايصال عضو او اكثر للبلدية وسارى بذلك تتمة لإنتصار الجبهة الديمقراطية في الناصرة وفي كل بلداتنا العربية وهزيمة لكل القوى الانتهازية ، التي تقومون انتم بدور هام في نقدها ورفض نهجها واضعاف تأثيرها وتعميق الفكر الثوري.
لا خطأ ان يستمر تنظيمكم .. ان يقوى ، ان يتسع، ان يكون رافدا وطنيا نقيا من كل الحسابات التي نشهدها في تنظيمات قامت على الدولارات النفطية وعلى استبدال الهوية الوطنية والدينية بهويات انفضح مصدرها وفسادها، ولم تعد تستحق ان تسوق .
الناصرة تخوض معركة هامة، ليست للناصرة فقط، انما على مستقبل الجماهير العربية برمتها. كيف تكون الناصرة تكون الأقلية العربية. الرسول العربي الكريم قال:"مثلما انتم يولى عليكم"؟ .. والناصرة هي الوجه التمثيلي  والمضمون القيادي النوعي للجماهير العربية، هل تريدون ناصرة تائهة بين منظري قطر ورابعة مصر وقوائم لو جمعنا كل مرشحيها لما اجتازوا وعيي أي عضو من اعضاء تنظيمكم؟
 نريدكم جزءا من هذه المسؤولية، موقفكم من مرشحي الرئاسة في الناصرة  سيكون معيارا لمصداقيتكم. لا تضحوا بما قمتم من أجله، سياسة نظيفة وموقف ثوري لا يقبل المساومة على المستقبل. قراركم هام، قراركم هو مصداقيتكم في الوقت الصحيح.
  اسمحوا لي ان اهديكم لمحة صغيرة من تاريخكم تاريخنا .. تاريخ شعبكم ، بدونه كانت ستنجح سياسة رئيس الحكومة الأول بن غوريون كما عبر عنها مستشاره لوبراني الذي قال ان العرب سيكونون "حطابين وسقاة ماء في دولة اسرائيل" وحين افشلنا مشروعه جاءت و"ثيقة كينغ" لاخضاعنا لقيادات عميلة ولها صبغة وطنية، دسناها تحت اقدامنا أيضا واعطيناهم شعبا صامدا فوق ارضه، مثقفا احتل صدارة الثقافة في العالم العربي، نسبة الاكاديمين فيه لا تخجل اي شعب، وانتم جزء من النهج الذي قبل التحدي وكان دائما في الطليعة !!
مرحى للإنتفاضة!!

الناصرة ربيع 1989
 أخذنا مجموعة شعارات وانطلقنا نحو السوق. مقابل الجامع الأبيض فردنا شعاراتنا فوق صدورنا. بعض الهتافات انطلقت من هنا وهناك.الجمهور أحاط بنا، حوار، تحيات، وجوه تعبق بالمعاناة ، تعابير الغضب تسمع بقوة، كلمات تعج بالقهر، تضامن جارف مع انتفاضة الحجارة. تفاؤل . مطالع أناشيد. إن ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة، يجعلنا نشعر كم نحن صغار أمام البطولات الفردية والجماعية لأهلنا وأشقائنا في المناطق المحتلة.
عبر المتضامنون مع أهلهم عن الغضب العارم . أمام الغضب العادل لا يجد الإنسان ما يقوله. يفقد مطالع الكلام، أو لا يسعفه ذكاؤه بالكلمة المناسبة.
كان سوق الناصرة، المعروف باسم "سوق الروم" ايضا مكتظا كالعادة أيام السبت.
كان الغضب مكتظا في صدورنا...
فجأة وجدته أمامي..
شرطي تعلو كتفيه شارات لا افهم معناها، اوحت لي انه ليس أقل من ضابط.
للوهلة الأولى ارتعشت. هل حقا ارتعشت؟ ربما بقايا برد؟!
كانت شمس بداية الربيع تبعث الدفء.. بل وتكاد تميل إلى الحرارة قليلا.
- أنت تبدو مسؤولا عنهم.
بادرني الضابط بقوله. نظرت في عيون رفاقي، نظرت في عيني الضابط، مضت لحظة الارتعاش، شعرت بالحيوية، أجبته متأملا تفاصيل وجهه، مستغربا كيف يمكن لوجه بشري أن يخلو من التعابير:
- من حقك أن تفكر بما تشاء.
- هل تعرف أن عملكم يعرقل الهدوء والنظام؟!
لم أميز صيغة السؤال بكلامه، ربما هو يقرر ذلك. بحثت عن تعبير في وجهه، عله يوضح لي الإطار الذي يقصده. لم أجد ما يوضح لي صيغة كلامه، أجبته بهدوء مفتعلا نفس الأسلوب:
- لا أظن. عملنا مشروعا .. ربما عملكم ليس كذلك..
قاطعني:
- هل تعرف أن ما تقومون به هو عمل غير قانوني؟
صيغة السؤال واضحة.. أما وجهه فلا يوحي بشيء.
- إن كنت تريد رأيي، ما نقوم به هو قانوني. من حقي كمواطن أن أعلن عن موقفي من حدث يمسني شخصيا كانسان ويمس شعبي.
- ما تقومون به هو عمل ممنوع.
- انسانيتي تفرض علي أن أحتج على جرائم القتل.
- هذا ممنوع!!
من الواضح انه بدأ يحتد.
- والقتل مسموح ؟! هل تكسير للعظام مسموح وقانوني؟!
- عملكم هو الممنوع.
- كل ما هنالك إننا نعبر عن إنسانيتنا.
- هذا يحتاج إلى تصريح.
- والقتل بالجملة .. أيجري بتصريح؟!
احتد صوته، توترت عضلات وجهه ، تكاثر الناس حولنا كان السبب.اسمعوه ما لا يرضيه.. قال بعنجهية:
- لست هنا لأجادلك.
- لم أدعك لمجادلتي.
- لا تتواقح.
- ابتعد عني ودعني أعبر عن موقفي الإنساني.
- أنت عنيد ووقح.
صاح محتدا. بلعت ريقي شاعرا بالعطش والغضب. نظرت نحو الوجوه المكتظة المحيطة بنا. رأيت الغضب في السمات، التأييد في النظرات، المؤازرة بالهمسات، التشجيع بالحركات. احد المحيطين بنا مد لي زجاجة مرطبات ، ربما عرف ما أشعر به. ربما هو تعبير عن موقفه. شربت نصفها دفعة واحدة وأعطيتها لرفيق بقربي. شيء ما أطربني، ارتفعت معنوياتي. ازداد عنادي. قلت ضاحكا:
- للناس رأي آخر..
انفجر غاضبا:
- هات هويتك.. 
- بسيطة .. تفضل.
أخذها وسجل ما أراد من تفاصيل، ردها لي، ثم تكلم بهدوء مثير:
- أطلب منك أن تطوي الشعارات وتخلي المكان!
أجبته بهدوء مقلدا هدوئه:
- هذا رأيك.. رأيي أنا يختلف.
- آمرك أن تطويه..
هذه أل "آمرك" جعلتني أجيب بحدة:
- يمكن طي الشعار، لكن كيف أطوي إنسانيتي؟
تكاثر الناس حولنا وبسرعة جعله يتردد في سرعة رد فعله. غير أن الحدة صارت واضحة في كلماته وحركاته.
- معك دقيقتان.. اطو شعارك واذهب من هنا.
فضلت الصمت انتظارا لانقضاء الدقيقتين.
بدأ تجمهر الناس بالتكاثر. كان هذا هو هدفنا منذ لحظة وصولنا ورفع شعاراتنا. كانت فرق أخرى موزعة في أماكن مختلفة من مدينة الناصرة ترفع نفس الشعارات، في ساحة العين ، في ساحة الكراجات ، في منطقة العمارة (جنوب الناصرة) ونحن هنا في السوق.. كانت انتفاضة الحجارة على أشدها، كان القتل اليومي لأبناء شعبنا وتكسير عظام المنتفضين يشكل صورة مرعبة للواقع الفلسطيني. كانت خطتنا ان ننطلق بمظاهرات من عدة مناطق في الناصرة، لتلتقي في الشارع الرئيسي مشكلين مظاهرة ضخمة تضامنا وتأييدا لانتفاضة الحجارة ضد الاحتلال. 
تجمهر الناس حولنا أغضبه. صرخ محاولا دفع القريبين للتفرق كل في سبيله. إلا أن صراخه زاد من الاكتظاظ ونرفزته ضاعفت التحدي.
صار في النفوس غضب وفي الجو حدة...
لفت انتباهي وجوده مع فرقة من خمسة أو ستة أفراد شرطة يقومون بتسجيل تفاصيل هويات بقية الرفاق والأصدقاء من حاملي الشعارات وحتى تفاصيل هويات بعض المارة المتضامنين علنا معنا والمتجمهرين حولنا تأييدا لنا.
لمحت فتى يافعا يتقدم من الشرطي ويطلب منه أن يسجل اسمه وانه ليس بحوزته هوية بعد بسبب صغر جيله. الفتى يصر أن يسجل أسمه والشرطي يغضب ويصرخ به أن ينصرف.المنظر لفت انتباه الجمهور الذي بدأ يصفق للفتى الذي شعر نفسه كالطاووس يستعرض ريشه، أو جرأته... صدر هتاف.. ثم هتاف آخر.. تردد بأصوات قليلة.. ثم ازدادت الحناجر عددا وقوة.. كثرت الهتافات.. صار التجمهر حولنا كبيرا.. والجو ازداد تكهربا !!
- انتهى الوقت. اطو شعارك واطلب من زملائك ان يطووا شعاراتهم وأن يتفرقوا.
- انا هنا امثل نفسي. عملنا قانوني، ليس من عادتي تفريق التظاهرات وطي الشعارات.
- ساعتقلك اذن!
أمسكني بذراعي.
- انت تسدي لي معروفا كبيرا.. في غزة والضفة تقتلون وفي أحسن الأحوال تكسرون العظام والرؤوس...
سحبني من ذراعي بحركة تشير الى فراغ صبره من "وقاحتي"، رافقته وسط الاحتجاج... وجدت نفسي مندفعا بالهتاف لسقوط الاحتلال، هل هو هتافي أم هتاف رفاقي؟!
لا أدري!!
انفجر الغضب. مئات الحناجر ترعد بالهتافات والأناشيد، كنا كما أذكر خمسة عشر أو عشرين متظاهرا، لكن حناجر لا عد لها ، حناجر شعب بكامله انطلقت تؤكد أن "شعبنا شعب حي ودمه ما بصير مي" وان الاحتلال لن يدوم...
أذكر أن يد الشرطي كانت مطبقة على ذراعي.. لا اعرف كيف افلت منه، كل ما أذكره اني كنت أهتف مع الهاتفين مندفعين بمظاهرة عفوية غاضبة تضم المئات نحو الشارع الرئيسي لمدينة الناصرة...

nabiloudeh@gmail.com

توقيع/ مفيد نبزو

 سوريا - محردة -

 لكِ إن وقعَّتُ إمضائي فمن عشقي إليك ِ
 ولأني قد وجدتُ العمرَ والدنيا لديك ِ
جمَّدتني زهرةُ الثلج التي ذابتْ بفيك ِ
وكوتني جمرة ٌحمراءُ لما ذقتها من شفتيك ِ
ولأنَّ الوردَ لا يصحو مع الفجر سوى في وجنتيكِ
صرتُ بحارا ً غريبا ً تائها ً في مقلتيك ِ
كلما الأمواج ُ هاجتْ يا عيوني أرتمي بين يديكِ .
أنت ِ لي عبقرُ شعري .. كل ما أبدعتهُ منكِ وفيكِ .

الإرهاب الأمريكى.. ودول الربيع العربى/ مجدي نجيب وهبة


** رغم المآسى التى يعيشها كل من الشعب الليبى ، والشعب السورى ، والشعب المصرى ، وقد سبقهم الشعب العراقى واللبنانى .. إلا أن الشعب الأمريكى مازال يعيش حتى الأن فى وهم هذه الأكذوبة الكبرى ، التى أطلق عليها الإرهابى أوباما "الربيع العربى" ، وصدقه الشعب الأمريكى ، وهللوا له وصفقوا له .. رغم أن حقيقة الربيع العربى كما ذكرتها بعض المصادر الإعلامية ، هى أن الإرهابى أوباما كان يجرى عملية إستحمام ونظافة لجسده ، وهى عملية تجرى له بعد عدة مفاوضات ومباحثات وضغوط دولية بصفة شبه سنوية ..
** هذه العملية يجبر عليها الرئيس الأمريكى حسب المصادر ، بعد أن فاحت رائحته الكريهة عبر المحيطات فى كل دول العالم .. وذلك فى محاولة لإزالة الدمامل والتقيحات الجلدية وأمراض الجرب التى تلازمه منذ نعومة أظافره ، كما تشمل عملية النظافة شن حملة إبادة جماعية ضد حشرات فروة الرأس العالقة برأس أوباما منذ عشرات السنين .. ولم تفلح كل المبيدات الحشرية فى القضاء عليها ، مما أصبحت هذه الحشرات تؤثر فى تصرفات الإرهابى أوباما العقلية !!..
** وفجأة .. وأثناء عملية تنظيف الجلخ المحيط به ، وإذ به يصرخ فجأة ويقفز هاربا من الحمام بلبوص كما ولدته أمه ، وهو يصرخ "وجدتها .. وجدتها" .. وعندما سألته السيدة "ميشيل أوباما" ، ما هو الشئ الذى وجدته فجأة ؟ .. أجابها الإرهابى "إنه الربيع العربى" .. ولم تدرك ميشيل سر سعادته ، كما لم تطول دهشتها بعد أن علمت أن ترجمة كلمة "الربيع العربى" فى الـ "CIA" والمخابرات الأمريكية تعنى (الإرهاب – البلطجة – السطو المسلح على ثروات الشعوب الضعيفة وإسقاط الحكومات) .. ورغم أن العالم عرف المعنى الحقيقى لكلمة الربيع العربى إلا أن الكثيرين من المواطنين الأمريكان يجهلون هذه المعانى ، ومازالوا يصفقون لأوباما ..
** ومع ذلك .. نجد أن بعض الأمريكان الوافدين من الدول العربية ومصر ، يستاؤون من وصفنا لأوباما بالإرهابى والقواد واللقيط  .. ولكنى قد إضطررت لهذه المقدمة حتى يمكننا التواصل مع المشهد الحالى وكيف نراه ..
** قرر الإرهابى "أوباما" أن يلقى كلمة بمناسبة بدء الدورة الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر 2013 .. حيث يحضر هذا المولد الألاف من كل بقاع العالم من رؤساء ودبلوماسيين وإعلاميين وحقوقيين ..
** يتناول الإرهابى فى كلمته تحديات الشرق الأوسط وسوريا وإيران ، والإنتقال السياسى والديمقراطى فى مصر ، وتونس ، وليبيا كما تردد مؤخرا تكهنات حول المقابلة المرتقبة بين الإرهابى الأمريكى والإيرانى "حسن روحانى" ..
** أما بالنسبة للرئيس السودانى "عمر البشير" ، زعيم التكفيريين بالسودان .. فمازال يقف أمام باب السفارة الأمريكية ، يستعطف السفارة فى السودان فى إنتظار حصوله على فيزا للهرولة إلى أمريكا ، ولقاء الأحبة بينه وبين أوباما ..
** وحول مغزى كلمة الإرهابى "أوباما" .. صرح مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية "دين باتمان" .. قال "أعتقد أن الرئيس سيتحدث عن أين وصلنا وإلى أين نمضى .. وعن التحديات التى تواجهنا ، وعن رؤيته لمخاطبة تلك التحديات ، لأنها بوضوح مازالت قائمة ، ولم يتم التوصل إلى حلول بشأنها بعد" ..
** أما السيدة "مارى هارف" ، نائبة المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية ردا على نفس السؤال "إن الخطاب سوف يركز كثيرا على التحديات ، ولكن أعتقد أن هذه فرضة طيبة لأن نأخذ خطوة إلى الوراء ، وننظر إلى أين وصلنا وما يجب علينا فعله ، وكيف يمكن الدفع بطريقة أفضل لسياسات أمريكا ومبادئها" ..
** أما "بن ردوس" نائب الرئيس للأمن القومى .. قال "إن الرئيس سيطرح أخر المستجدات فى تناول أمريكا لتلك التحديات ، وكيف نرى مصالحنا وكيف سنسعى لتصدير الأولويات والدفع بسياستنا للأمام وإلتزام الولايات المتحدة بدعم المبادئ الديمقراطية فى المنطقة" .. كما نوه "ردوس" أن الرئيس سيستضيف تجمعا مخصصا للمجتمع المدنى العالمى ، يحضره رؤساء دول ومسئولى منظمات المجتمع المدنى من كل بقاع العالم.. وشخصيات عامة معنية ومهتمة بالأمر ، وبدور المجتمع المدنى فى مواجهة المشكلات وإيجاد الحلول لها" ..
** أكتفى بهذا القدر من إقتباس تصريحات بعض المقربين لأوباما .. لنقف ونبدى بعض ملاحظاتنا الهامة جدا ...
الملاحظة الأولى :
** هناك إجماع وإصرار من الإرهابى الأمريكي على السطو والبلطجة والإجرام على الدول العربية ، وإسقاط سوريا ، والإصرار على إستمرار الفوضى فى مصر حتى يتم إسقاطها .. ثم يبدأ هذا الهلفوت الإرهابى فى السطو على بترول الخليج .. وذلك بزعم الحماية الأمريكية لهذه الأنظمة من التيارات الإرهابية الإسلامية التى أحكمت سيطرتها على ليبيا والعراق ومصر وسوريا ..
الملاحظة الثانية :
** إن الهدف الحقيقى للدورة الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة هى كسب تأييد جماعى لإدانة سوريا لتنفيذ المخطط الأمريكى .. ولا أجد مبرر واحد لتكرار كلمة التحديات التى تواجهها أمريكا فى منطقة الشرق الأوسط ، وبالتحديد توجيه الرسالة ضد سوريا ومصر وإيران .. فهل هذه الدول فى تحدى ومواجهة أمنية ضد أمريكا ، وهل هذه الدول تملك أسلحة كيمائية وبيولوجية وصواريخ عابرة للقارات تهدد بها الأمن القومى الأمريكى؟ .. الإجابة ، أن هذه خزعبلات صنعها الهلفوت الأمريكى أوباما ، وكلمة تحديات هى الذريعة وكلمة السر التى يستخدمها أوباما لكسب تعاطف الشعب الأمريكى ، وهى الكلمة التى تستخدمها الإدارة الأمريكية للبلطجة على الدول ونهبها .. وأقول ذلك لأن الشعب الأمريكى حتى الأن يقف عاجزا عن مواجهة هذا القواد الإرهابى "باراك حسين أوباما" .. وكأنهم مغيبين أو يصدقون هذا النصاب ، بل أن الشعب الأمريكى يقف عاجزا عن مواجهة البلطجية من الإرهابيين الإسلاميين الذين يتعايشون فى أمريكا ، أو السفلة الفلسطينين الحمساويين الذين يعيشون كلاجئين فى أمريكا ومعظم الدول الغربية فهم الذراع السافل الداعم للإرهاب ضد كل الأنظمة العربية ..
الملاحظة الثالثة :
** إن هذا الهلفوت يستخدم كل أساليب الدعارة والخبث والخداع ، فهو يكون صديق لإيران .. حتى يبعدها عن دعم سوريا ، وهو يكون صديق لروسيا حتى ينفرد بالقرار ضد سوريا ، وهو يحاول خداع الشعب المصرى بأنه يدعم الحرية والديمقراطية .. والحقيقة التى عرفها الشعب المصرى إنه هلفوت إرهابى يدعم الفوضى والإرهاب ، ومن جذور إرهابية ، ورئيس نجس بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ويجب تقديمه للمحاكمة الدولية على كل جرائمه التى يرتكبها ضد البشر فى كل دول العالم .. فهو المسئول عن دعم كل الإرهابيين حتى التفجيرات الأخيرة التى حصدت أرواح أبرياء فى كينيا ، ويمكنكم سؤال أوباما عنها !!!...
الملاحظة الرابعة :
** إن الإدارة الأمريكية مازالت تعلم إنها لم تحقق أهدافها .. وهذا واضح من تصريح "دين باتمان" !! .. وهذا يعنى ألا نثق فى هذا الإرهابى الأمريكى "باراك حسين أوباما" ، وعلى كل الدول فى مصر ودول الخليج أن يستمروا فى حملتهم ضد هذا الرئيس الإرهابى ، ليفضحوه ويكشفوا مخططاته ..
الملاحظة الخامسة :
** لجوء الإرهابى الأمريكى إلى منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى ، وهم البرواز الذى يحسن صورة الرئيس الأمريكى بالخداع والكذب .. هذه المنظمات تتلقى أموالها من أمريكا وهى تعمل ضمن الأجندة الأمريكية .. وحتى يكون كلامنا أكثر وضوحا .. فهذه المنظمات هى منظمات جاسوسية فى كل الدول التى تريد أمريكا أن تسقطها ، وللأسف مصر تتعامل مع هذه المنظمات بشئ من الإحترام ، وتفتح لهم القنوات الإعلامية والبرامج .. وأتعجب ، لماذا لا يتم الكشف عن مصادر تمويل هذه المنظمات ، فهل هناك صفقة بين الحكومة وهذه المنظمات ؟ .. وإذا كان هناك صفقة فما هو دور الجيش المصرى والشعب المصرى .. هل سيظل هذا الشعب وهو المفروض أنه صاحب القرار والجيش الحامى لقرار الشعب ، عاجزين عن غلق كل مكاتب حقوق الإنسان والمجتمع المدنى ، ومحاكمة رؤساء هذه المنظمات التى تخدم السياسة الأمريكية ، وأعتقد أن هناك الكثيرين من الخونة والعملاء .. بل هناك أيضا الحركات الإرهابية التى تمولها أمريكا مثل حركة 6 إبريل ، والإشتراكيين الثوريين ، وبعض المنظمات الثورية التى إنتشرت فى شوارع مصر عقب نكسة 25 يناير .. وأطلقوا على أنفسهم ثوار .. ومن هذه النماذج "أحمد دومة – أحمد ماهر – علاء عبد الفتاح – نوارة نجم – أسماء محفوظ – عمرو حمزاوى – مصطفى النجار" ، وغيرهم الكثيرين ..
** الكارثة أن الأخ "أحمد المسلمانى" ، المتحدث الإعلامى بإسم رئيس الجمهورية .. والذى يصول ويجول ويعقد إجتماعات عديدة بمجموعات أطلق عليهم الحركات الشبابية وشباب الثورة وأحزاب عديدة لوضع تصور لتمكين الشباب والتأكيد على مطالب الثورة ، وطرح رؤى جديدة على الحكومة ، دون الرجوع للشعب المصرى أو من يمثلهم .. فقد تحول قصر الرئاسة إلى عزبة خاصة للحركات الثورية .. وقد سبق أن سمح البعض بإجتماع رئيس حركة 6 إبريل مع الرئيس عدلى منصور ، رغم أن أحمد ماهر وحركة 6 إبريل هو الوجه الأخر للمخطط الأمريكى والداعم لجماعة الإخوان ، وهذا بإعترافهم ، بل وصل بهم الفجور محاولتهم المستمرة لتدمير المؤسسات العسكرية والأمنية ، فى نشر الإشاعات ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسى والجيش المصرى ، وهم دائمين التطاول على وزارة الداخلية وضباطها رغم ما تقدمه وزارة الداخلية من تضحيات بأبناءها فى سبيل الدفاع عن الوطن ..
** والسؤال هنا .. لماذا لا يتم القبض على أحمد ماهر وجماعته والتحقيق معهم بسبب إتصالاتهم وسفرياتهم إلى صربيا وأمريكا وبعض الدول الغربية .. ومن أين تأتيه الأموال لدعم حركته 6 إبريل ..
** إذن .. نحن أمام ثوابت هامة جدا يجب أن يعلمها كل العالم .. إن أمريكا مازالت مصرة على السطو على الدول العربية وتنفيذ سيناريو الإرهاب ، حتى لو أتت مصر بحكومة من المريخ .. فالإتصالات مستمرة بالعملاء والخونة ..
** نعم .. هناك إصرار من حكومة الببلاوى على إسقاط ثورة 30 يونيو ، وبرهاننا هذا التقاعس المتعمد لإستمرار حالة الفوضى فى الشارع المصرى الذى ليس له أى مبرر دون إتخاذ أى قرار مع إستمرار هذا الغباء المتعمد من حكومة الببلاوى ، وليتنا نكون مخطئين .. ولكنه للأسف هذه هى الحقيقة ثم لماذا حتى الأن ، لم يتم إحالة المجرمين من الإخوان إلى المحاكم العاجلة والعادلة والسريعة ، رغم أن كل الدلائل متوفرة وكل المستندات والأدلة الدامغة متواجدة .. فماذا يتبقى ؟ .. هل تسعى الحكومة إلى تنفيذ مخططاتها بإسقاط وطمس هذه القضايا لتعطيل المحاكمة بزعم عدم توافر التأمين لهذه المحاكمات ، فى الوقت الذى لم نعد نسمع فيه إلا كلمة المصالحة أو الحوار .. ورفض إقصاء هذا الفصيل رغم حالات التدمير التى فعلوها فى مصر .. بل سمعنا عن دعوة المناضل الحنجورى "سعد الدين إبراهيم" ، رئيس مركز إبن خلدون ، وهو يدعو إلى العفو عن الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" فى مقابل العفو عن الإرهابى والجاسوس والقاتل محمد مرسى العياط !!..
** نعم .. مصر مازالت فى خطر فى ظل ما تفعله حكومة الببلاوى ، وصمت الرئيس عدلى منصور مبررا بذلك أنه غير راغب فى عمله وينتظر اليوم الذى يعود إلى منصة القضاء ..
** لقد كشفت الأقدار خطاب العار الذى أرسله المستشار حاتم بجاتو إلى المشير محمد حسين طنطاوى ، وأبلغه فيه بحتمية تزوير الإنتخابات الرئاسية حرصا على أمن الوطن وسلامة مصر .. وهذا بالفعل ما أكدناه فى كل مقالاتنا السابقة ، بل وطالبنا بالتحقيق مع اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية ، مؤكدين التزوير الفج فى عملية الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ، وأكدنا فوز الفريق أحمد شفيق .. وإتهمنا المجلس العسكرى السابق بالمشاركة فى عملية التزوير ، وتورط الفريق سامى عنان ، واللواء ممدوح شاهين .. ثم نفاجئ بصدور قرار من السيد رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور ، بعودة المستشار حاتم بجاتو إلى منصة القضاء ، بعد تقديم إستقالته وإنضمامه لحكومة هشام قنديل .. ألم يكن ذلك غريبا ، وهل مصر أصبحت عزبة فاسدة إلى هذه الدرجة ؟ ...
** نعم .. هذه الحكومة فاسدة ولا فائدة إطلاقا من إستمرارها ، وكل يوم يمر على وجود هذه الحكومة يقرب المسافة إلى إسقاط الدولة المصرية .. وهناك النماذج مثل د."محمد البرادعى" ، ود. "حسام عيسى" ، وزير التعليم العالى الذى يصرح بأنه لا يستطيع أن يعدل من قانون أصدره الإخوان ، ثم يصرح بأنه حزين من المناضل الثورى أحمد دومة ، لأن الأخير يهاجمه .. ويتساءل البعض من هو أحمد دومة .. أليس من شباب حركة 6 إبليس .. فهل هذه الحكومة هى حكومة الشعب أم حكومة أمريكا .. وهل ما قدمه الشعب المصرى العظيم يؤيده الجيش المصرى الوطنى فى 30 يونيو .. فهل هى ثورة حقيقية أم لعب عيال وتمثيلية وهمية كما تريد أن تصورها هذه الحكومة الفاسدة .. وهل خروج 40 مليون مواطن كان حقيقى أم وهم ؟..
** هذه الحكومة الأن تنفذ تعليمات أوباما .. فهى تغلق قناة الفراعين لأنها تجرأت ودافعت عن الوطن ، ولا تستطيع أن تغلق قناة الجزيرة التى تشعل وتحرق وتحرض لإسقاط مصر بأوامر قطرية أمريكية صهيونية ..
** نعم .. هذا هو الربيع العربى الذى سيتحدث عنه أوباما أمام الدورة الـ 68 للجمعية العامة للامم المتحدة بعد أن إكتشف سر الربيع العربى وخرج مهرولا من الحمام ..
** فى نهاية مقالى .. أقول ملعونة البطن التى أنجبت محمد مرسى العياط .. وملعون كل الخنازير الذين يطالبون بعودتك الميمونة .. فقد فعلت بمصر خلال عام واحد ما فشل فيه ألد أعداء هذا الوطن فى سبعة ألاف عام !!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

سوريا تصنع تاريخها/ شاكر فريد حسن

لم يعد خافياً على أحد ان المعارضة السورية المسلحة ومعها القوى الجهادية الغاشمة والأيدي الشريرة الماجورة ، التي تقتل وتحرق وتدمر المدارس والمستشفيات وتفجر المساجد والجوامع ، هي المسؤولة عما يتعرض له القطر السوري الشقيق منذ سنتين ونصف، من أعمال ارهابية دموية ، ومن تدمير وتخريب ، وذلك تنفيذاً للمؤامرة الامبريالية الاستعمارية الرجعية الدنيئة ، التي تستهدف اضعاف سوريا وتفكيكها واسقاطها لصالح اعدائها ، اعداء المستقبل العربي المأمول ، فضلاً عن التخلص من النظام السياسي العروبي التقدمي في سورية ، واستبداله بنظام رجعي عميل، وفرض حاكم جديد متذيل ومنقاد للادارة الامريكية .
ان الشعب السوري يستحق اوسمة الشرف لأنه لم يتخل عن قيادته السياسية وملتف حولها ويؤيد النظام الحالي ، ويدرك بفضل وعيه السياسي واخلاصه الوطني ان سوريا الأم تتعرض لأخطر وأشرس مؤامرة،  تشترك فيها انظمة الردة والعهر والنفط العربي ، ومدعومة بالمال والسلاح ووسائل الاعلام ، وفي طليعتها فضائية "الجزيرة " القطرية ، ومن حكام قطر والسعودية ودول الخليج ، ومن حكومة اردوغان ، ومن الدول الامبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة .
لا شك ان سوريا تقع في دائرة الاستهداف بسبب مواقفها ، ونتيجة سياسة الممانعة والرفض التي تمارسها وتتبعها ، لكنها صامدة ، وعصية على الكسر ، بفضل قيادتها الحكيمة المتمسكة بمبادئها ومواقفها ونهجها ، الرافضة لسياسة الاذعان والاستسلام، ولكل التهديدات ، ووقوفها بصلابة في وجه المؤامرة ، وبوجه العدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي .
لقد صمدت سوريا في وجه قوى وعصابات الارهاب والاجرام والظلام والتكفير السلفية ، وحققت الانتصارات في معركة القصير ، وفي حمص وحلب، وغير ذلك . ونجحت في تفويت الفرصة امام امريكا وحلفائها القيام بالضربة العسكرية وتنفيذ العدوان العسكري ، الذي كان سيحرق ويشعل المنطقة برمتها ، بغية انقاذ المعارضة المسلحة العميلة ، وتحويل سوريا مثل العراق الى ساحة اقتتال طائفي ومذهبي ، وضرب المشروع القومي العربي المساند للمقاومة الفلسطينية.  وهذا الانتصار  جاء بفضل التنسيق المشترك بين الدبلوماسية الروسية والدبلوماسية السورية ذات الأفق الواسع والرؤية بعيدة النظر، حين وافقت القيادة السياسية السورية وقبلت بالاقتراح الروسي بشأن السلاح الكيماوي السوري ، مقابل التزام امريكا بالكف والتراجع عن العدوان، وحل الأزمة السورية سلمياً من خلال عقد مؤتمر جنيف 2 . 
ان امريكا وحلفاءها لن يتمكنوا من اخضاع سوريا والنيل من قيادتها ، التي تفاوم ببسالة قل نظيرها ، وتتصدى للمؤامرة الدنيئة ضدها ، وافشلت في الماضي كل المشاريع التصفوية التآمرية ،التي حيكت بهدف تجزئتها وتقسيمها ، وهي تتجه بقوة نحو الانتصار ، بعد ان ابدعت في المقاومة والممانعة وادارة الصراع بحكمة وشجاعة متناهية ، وها هي تكتب صفحات تاريخها الماجد باحرف مضيئة،  وبكلمات من نار ونور .
لقد اثبتت تطورات الاحداث ان المخرج الوحيد للأزمة السورية الراهنة هو الحوار السياسي والحل السلمي ، الذي يسعى لوضع حد للعنف والاقتتال الداخلي ، ويسمح بتدشين مرحلة انقالية ديمقراطية جديدة في سوريا ، وانشاء دولة مدنية عصرية حضارية وتعددية قادرة على خوض معركة البناء الذاتي ، ولكي تتمكن سوريا من النهوض واستعادة مكانتها الاقليمية . وستظل سوريا كما كانت دائماً حاضنة للنضال الفلسطيني وللقضية الفلسطينية ، المدافعة عن الحق الفلسطيني المشروع . فليتوقف نزيف الشام ، ولتحيا سوريا العروبة ، قلعة العرب النضالية .

بواسير مليونيرية/ د. رافد علاء الخزاعي

اليوم سالني احدهم قال لي دكتور هل للبواسير علاقة بالعملية السياسية؟؟
 نظرت له شزرا وقلت له عفوا.....
قال  لا العفؤ دكتور هل لها علاقة بالقوة الجنسية
قلت له  لاتوثر  
ولكن للبواسير فؤائد اخرى.....
قال لي كيف قلت 
قلت له  ونحن طلبة كنا نتدوال نكته  حول المحظوظين عند الاستاذة ونقول لبعظهم هولاء بواسيرهم خضر وهولاء بواسيرهم حمر......
قال لي وما الرابط دكتور...........
قلت له يحكى ان جنديا في احدى مراكز التدريب ايام زمان كلما يذهب للطبيب ويسجل عيادة يمنحه اجازة واما الاخرون مهما فتك بهم المرض لايحصلون سؤى الاستراحة في المعسكر او العلاج والعودة للتدريب وكان لهذا الجندي صديقا فاستحلفه بالله حول سر حصوله على الاجازات المرضية بسهولة.........
فقال له هذا سر ويجب الحغاظ عليه اني كلما اردت اروح للدكتور الف خمسة الالاف دينار الحمراء وقتها واضعها في موخرتي واقول للطبيب ان لدي بواسير.....
فبعد ان يفحصني الطبيب يسحب الخمسة الالاف دينار ويدسها في جيبه ويمنحني الاجازة.
فما كان من هذا الجندي اللوتي ان دس ربع دينار ورقي اخضر اللون في موخرته وذهب للطبيب وقال له دكتور اني اشكو من البواسير.
فقال له الطبيب اصعد للفحص وبعد صعوده فحصه الطبيب شاهد الربع دينار  بعد سحبه ارجعه لمؤخرة الجندي وهو يقول له (بابا بواسيرك خضر بعدهن لما تصير حمر ارجعلي)
ضحك الجندي وقال له سيدي الطبيب سياتي يوم تصبح البواسير مليونيرية......


دلجـا البلـد.. مصر البلـد/ مهندس عزمي إبراهيم


دَق الجــرَس في المـدرســـة
دخلــوا التـلامـــذة بفرحـُــهم
وبلعـبـُـــهم
من غيـر نظــام ولا هندســة
دخــل الـذكي وَيـّا الضعيـف       دخــل الوسـخ وَيـّا النضيـف
دخــل الحليــم وَيـّا العنيـــف       والفـوضجي.. وَيـّا الشـريـف
دخـــل الغلــــق وَيـّا القـــــفـا
والمـــُـــــدَّعى بالفـلســـــــفـه
***

دَق الجرَس في المدرسـة        دخلــوا التـلامــذة كلــُّـهم
بيــــدَوَّرُوا على فصلــهم        لحـــــد واحـــــد مِنــّــهم
قالوا يا اخوانـّـــا اسمعُوا
الـواد دا لازم... نمنعــُــه
***
قفـلـــوا ببــــان المدرســـة        وخلطوا النفــاق بالمَحلسـة
واتجمعــُـوا.. واتمطعــُـوا
ظلمــوا الجـــدع
عـلشـان جــــدع
وطلـَّعــُـوا فيـه البـِـدع
اتـشمَّعـُـوا... وشـنـَّعـُـوا       وقـالــوا لازم نمنعـــُـه
***
اغتصبُوا حَــرَم المدرســة        وخــدهم جنـــان المَريَـسـة
أخـــدوا القـــرار
ومضــوا الـورق
والقِفــْــل سـقـف للغـَلـَــق
ضـاع السـلام.. صـوت السـماء
سـالــت دمــــاء الأبريـــاء        زي اللبــن رمــز الصفـاء
رخيص.. على الأرض اندلـَـق
حتى الورق اللي اتمضى
ضاع واتحـرق
***
نسـيوا ان ده هــوٌا الولـــد
اِللى جُــدودُه
وجُــدود جُــدودُه
حطـوا أساس المدرسـة
وبجهدهم صارت اعظـم مدرسـة
وبحُبُّـهم صانـوا كيــان المدرسـة
وبدمـُّهم صانوا حــدود المدرســة
وبقلبـهم وبفكـرهم صانوا وُجُــود المدرســة
***
والحـــق.. دى مش مدرســة
أعـظــم كتيــر مـن مدرســـة
دلجـــا البـلـــد
مصــر البـلـــد
نسـيـوا ان دي بيــت الـولـــد
اللي اقتنــاه يــوم ما اتـوَجـَـد
من قبل حتى ما يتـولـــد
واللي أبــوه.. وأبــو أبــوه
وجُــدود جُــدوده قبلــهم
عاشـوا وبنـوا
واتفننـوا
حرثـوا وزرعـوا وصَنَّعـوا
وهندسـوا وأبدعــوا
واتجنِّـدوا واتطوَّعـوا
لوطــن أميــن!!
وتقــول لميـــن!؟
***
دلجـــا البـلـــد
مصــر البـلـــد
نسـيـوا ان دي بيــت الـولـــد 
من قـبــل ما يدخلــُــوه
من قـبــل ما يورثــُــوه
ويستعملـوه.. كمـدرســـة
ويلعـبـوا.. في المـدرســة
بل يلعـبــوا.. بالمـدرســة
ويخَرَّبــوا.. في المدرســة
من قـبــل مـا يتمطـَعـُـوا
ويتسنطَعـُـوا
ويقـولــوا لازم نمنعــُــه
***
عجـبي على اللي يكبـَّـروا ويركعـُـوا ويبَسْملـُـوا
ويعمـلوا
إللي الشيطان ما يعملـُـه
أصل البُنـا صَعب وتقيـل         أمـَّـا الهـَـدَد مـا أسـهَلــُـه
والعـدل أصبـح مستحيـل         والظلــم لِسـَّـه في أولــُـه
يا ربنــا إغـفــر لـَـهم
لأنــَّـهم
لايَعـْلـَمـُـوا ما يَفعـَلــُـوا
*******

مؤامرات خارجية.. و"قصر نظر"!/ صبحي غندور

كم هو ساذجٌ من يعتقد أنّ القوى الدولية الكبرى حريصةٌ الآن على مصالح وحقوق شعوب المنطقة بعد أن استعمر هذه المنطقة عددٌ من هذه القوى الكبرى ولعقودٍ طويلة، واستعمارها هذا كان هو المسؤول الأول عن تخلّفها وعن أنظمتها وعن تقسيمها، ثم عن زرع إسرائيل في قلبها، وعن احتلال فلسطين وتشريد شعبها واستنزاف الدول المجاورة لها في حروبٍ متواصلة. وقد كانت هذه الدول الكبرى، وما تزال، مصدر الدعم والتسليح والتمويل لهذه الحروب الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين والعرب، وها هي الآن تتحدّث عن الحرّية للشعوب العربية بينما ما يزال محظوراً لدى هذه الدول أيُّ تفكيرٍ بتجديد الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، فكيف بمقاومته عسكرياً، كما تفعل بعض شعوب المنطقة من أجل تغيير حكوماتها!!.  
إنّ الانتفاضات الشعبية العربية التي حدثت في السنتين الماضيتين تجري في منطقةٍ تتحرّك فيها قوى إقليمية ودولية عديدة لها أجنداتها الخاصة، وتريد أن تصبّ "التغييرات" في مصالحها، فضلاً عن حدوث هذه الانتفاضات بعد سنواتٍ أخيرة من إطلاق الغرائز الانقسامية الطائفية والمذهبية والإثنية على امتداد الأرض العربية، من محيطها الأطلسي إلى خليجها العربي. وقد يكون الأهم في ظروف هذه الانتفاضات وما يحيط بها من مناخ هو وجود إسرائيل نفسها ودورها الشغّال في دول المنطقة (منذ تأسيس إسرائيل) من أجل إشعال الفتن الداخلية وتحطيم الكيانات القائمة لصالح مشروع الدويلات الدينية والإثنية. 
ومنذ انطلاقة الثورة الشعبية التونسية أولاً، ثمّ المصرية لاحقاً، أشرْت إلى أهميّة التلازم المطلوب بين (الفكر والأسلوب والقيادات) في أيِّ حركة تغييرٍ أو ثورة، وبأنّ مصير الانتفاضات الشعبية العربية سيتوقّف على مدى توفّر وسلامة هذه العناصر الثلاثة معاً. فالتغيير السياسي وتحقيق الإصلاحات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات العربية هو أمرٌ مرغوب ومطلوب لدى العرب أجمعين، لكن من سيقوم بالتغيير وكيف؟.. وما هو البديل المنشود؟ وما هي تأثيراته على دور هذه البلدان وسياساتها الخارجية؟.. كلّها أسئلة لم تجد حتّى الآن إجابةً عنها في عموم المنطقة العربية، رغم أنّها مهمّةٌ جداً لفهم ما يحدث ولمعرفة طبيعة هذه الانتفاضات الشعبية العربية.
إنّ الانتفاضات الشعبية العربية هي غير موحّدة سياسياً أو فكرياً، ولا هي متحرّرة من أشكال مختلفة من التدخّل الأجنبي والإقليمي. وهذا الأمر يزيد الآن من مسؤولية قوى التغيير والمعارضات العربية ومن أهمّية مقدار تنبّهها ألا تكون وسيلةً لخدمة أهداف ومصالح غير أهداف ومصالح شعوبها. فقد كانت هنا المشكلة أصلاً في السابق حينما عجزت قوى سياسية معارضة عن البناء السليم لنفسها: فكراً وأسلوباً وقيادات، فساهمت عن قصدٍ أو عن غير قصد في خدمة الحكومات والحكّام المستبدين الفاسدين وأطالت بأعمار حكمهم، ممّا جعل شرارت التغيير تبدأ من خارج هذه القوى، ومن شبابٍ عربي يحتاج أصلاً إلى الرعاية الفكرية والسياسية السليمة.
أيضاً، لا نجد الآن في كلّ الانتفاضات الشعبية العربية التوازنَ السليم المطلوب بين شعارات: الديمقراطية والعدالة والتحرّر والوحدة الوطنية ومسألة الهوية العربية. فمعيار التغيير الإيجابي المطلوب في عموم المنطقة العربية هو مدى تحقيق هذه الشعارات معاً وليس شعار الديمقراطية فقط، إلاّ إذا كان الهدف ممّا يحدث الآن هو فقط إشعال "الفوضى الخلاّقة" في تركيبة الأوطان والمجتمعات العربية، وهو كان هدفاً أميركياً/إسرائيلياً مشتركاً خلال فترة حكم "المحافظين الجدد" لواشنطن، أو ربّما هو في الحدّ الأدنى تنفيذٌ لما دعا إليه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن، عام 2004 في قمّة "الناتو" بتركيا، من تشجيع للتيارات السياسية الدينية على الأخذ بالنموذج التركي (الذي يجمع بين الإسلام السياسي في الحكم والممارسة الديمقراطية في دولةٍ هي عضوٌ في "الناتو" ولها علاقات طبيعية مع إسرائيل)!!.
نعم هناك ضرورةٌ قصوى للإصلاح والتغيير في عموم المنطقة العربية، لكن السؤال هو كيف، وما ضمانات البديل الأفضل، وما هي مواصفاته وهويّته؟! فليس المطلوب كسب الآليات الديمقراطية في الحكم بينما تخسر الأوطان وحدتها أو تخضع من جديد للهيمنة الأجنبية، فهل نسي البعض ما قامت به إدارة بوش بعد غزوها للعراق من ترويجٍ لمقولة "ديمقراطية" تقوم على القبول بالاحتلال والهيمنة الأجنبية ونزع الهويّة العربية وتوزيع الوطن الواحد إلى كانتونات فيدرالية؟!. 
تطورات خطيرة تحدث الآن في المشرق العربي بينما مصر منشغلة في همومها الداخلية، وبينما المراهنة الإسرائيلية هي على محاصرة مصر بأزماتٍ عربية تخضع الآن لحالٍ من التدويل والتقسيم، وبتحويل ما يحصل فيها من انتفاضاتٍ شعبية إلى حروبٍ أهلية داخلية. 
لذلك، هناك ضرورة عربية للتنبّه أولاً لمحاولات الفتن الشعبية في أكثر من بلد عربي، وعلى ما يحصل من تصفية حسابات إقليمية ودولية من خلال أزمات عربية داخلية، ثمّ التنبّه أيضاً ممّن يريدون أولويّة المكاسب السياسية الفئوية لجماعات حزبية كنتائج للحراك الشعبي ولحركات التغيير. فهناك في الحالتين أشخاصٌ جاهزون لخدمة أجندات أجنبية وإسرائيلية تبحث لها عن عملاء ووكلاء.
إنّ تحميل "نظرية المؤامرة" وحدها مسؤولية المصائب والسلبيات هي حتماً مقولةٌ خاطئة ومُضلّلة، فكلّ ما يحدث من "مؤامرات خارجية" يقوم فعلاً على استغلال وتوظيف خطايا داخلية، لكنّه أيضاً "قصر نظر" كبير لدى من يستبعد دور ومصالح وأهداف "الخارج" في منطقةٍ مهمة جداً لكلّ العالم، وهي تشهد الآن أهمّ التحوّلات السياسية والأمنية والجغرافية!
نعم أنظمة الاستبداد والفساد مسؤولة عن تردّي أحوال الأوطان العربية وعن تبرير التدخّل الأجنبي بمصائرها، لكن هل سيغير ذلك الآن من النتائج؟! أليس الاستنجاد بالأجنبي لتغيير حكوماتٍ وأنظمة، كما حدث في العراق وليبيا ويُراد حدوثه الآن في سوريا، هو تكرارٌ لما حدث قبل قرنٍ من الزمن أيام "الثوة العربية الكبرى" ضد الحكم العثماني، حيث لم تقم "الدولة العربية الواحدة" التي وعدت بريطانيا بدعمها، بل قامت في المشرق "دولة إسرائيل" التي وعد بها الوزير البريطاني بلفور، فحنث عهده مع العرب ونفّذ وعده مع المنظمة الصهيونية. وبدلاً من "الدولة العربية الموحّدة" جرى توزيع البلاد العربية وتقسيمها كمناطق نفوذٍ وانتداب لدول أوروبا الكبرى.
فما الذي تغيّر الآن حتى أصبحت الثقة واجبة بالدول الغربية، ومرفوضٌ التشكيك بوعودها؟ هل وافقت مثلاً دول حلف الناتو على قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة؟ وهل تحقّقت الوعود المتكرّرة من رؤساء أميركيين بدعم قيام دولة فلسطينية مستقلّة؟ وهل جرى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قراراتٍ تحاسب إسرائيل على مجازرها وتدين الممارسات العدوانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة؟ وهل جرى تهديد "الناتو" لإسرائيل بالفصل السابع وبحقّ استخدام القوة العسكرية ضدّها، إذا لم تنسحب من الأراضي المحتلة وإذا لم تكشف عن أسلحة الدمار الشامل لديها؟! وهل قرّرت الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية قطع العلاقات مع إسرائيل ومعاقبتها، في الحدِّ الأدنى، اقتصادياً ومالياً نتيجة مواصلة احتلالها منذ العام 1967 لأراضٍ عربية؟!
أيضاً، لماذا لا تستخدم حكومات الناتو "نفوذها" الكبير الآن لدفع تونس ومصر وليبيا إلى إعلان "اتحاد الجمهوريات الديمقراطية العربية"، باعتبار أنّ دول الناتو دعمت المتغيّرات التي حدثت في هذه البلدان الثلاث، وبين هذه البلدان تكاملٌ في الأمور كلّها، فضلاً عن حاجتها لبعضها البعض أمنياً واقتصادياً؟. أليس ذلك أفضل من تشجيع "الناتو" لظواهر الفتن والصراعات التي تحدث الآن في عموم المنطقة؟!.
في الأفق الآن، مشاريع دولية لعددٍ من بلدان المنطقة تقوم على إعادة تركيبها بأطرٍ سياسيّة ودستوريّة جديدة تحمل الشكل الفيدرالي "الديمقراطي"، لكنّها تتضمن بذور التفكّك إلى كانتوناتٍ متصارعة في الداخل، ومستندة إلى قوى في الخارج. وتخدم هذه المشاريع الدولية السعي الإسرائيلي لدفع الواقع العربي إلى حروبٍ أهليّة عربيّة شاملة. فهذه المشاريع الدولية والإقليمية هي التي عملت على عسكرة الانتفاضات الشعبية وعلى تحريف مسارها وعلى شراء الولاءات بالمال والسلاح لتكون في خدمة أصحاب تلك المشاريع. 
لقد جرى تصديع الكيانات الوطنية الكبرى في الأمّة العربية، واحدةً تِلوَ الأخرى، ليتصدّع بعدها كلُّ ما في هذه الأمّة من أوطان وجماعات!. لكن يبقى الأمل كبيراً الآن بوعي شعوب البلاد العربية بما يحدث معها وحولها رغم التشويه المتواصل لكل حقائق الصراعات الدائرة حالياً، ورغم "قصر نظر" البعض عن رؤية الغابة المشتعلة كلّها.  

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

مفاوضات برائحة الدماء واغتصاب الاراضي/ شادي المصري

الجميع منا تفائل بعودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بل ورحبنا بالشروط التى تحدثت عنها القيادة الفلسطينية والمتمثلة ,, بوقف الاستيطان واطلاق سراح اسري  ما قبل اوسلو والاعتراف الاسرائيلي بحدود الدولة الفلسطينية المستقلة والمتمثلة بحدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس  ولكن للاسف ,, الاحتلال كالعادة وهذا ما حذرت منه سابقا انه يسعي جاهدا لاستغلال تلك المفاوضات ,, لمزيد من القتل والاجرام وسفك الدماء واغتصاب الاراضي واعتقال الشبان واقتحام المدن وتشديد الحصار على قطاع غزة واعطاء الضوء الاخضر للمستوطنين من اجل زيادة هجماتهم نحو المسجد الاقصي وتدنيسه بشكل اسبوعي بل ويومي ,,, هل ذلك يؤسس لدولتين متجاورتين بجانب بعضهما البعض ,؟؟ هل ذلك يؤسس لامن وسلم بالمنطقة ؟؟؟ الى متي ستبقي اسرائيل فوق القانون ؟؟ الى متي اسرائيل ستبقي تاخذ القانون بيدها وتعربد هنا وهناك ؟؟؟ اين الوسيط الامريكي واين الشروط التى وضعت ولم يتم توضيحها بشكل حاسم وواضح عبر وسائل الاعلام حول عملية المفاوضات برمتها ؟؟؟ هل هي مفاوضات من اجل المفاوضات فقط ام انها من اجل احراج السلطة الفلسطينية واستغلالها لمزيد من التدمير للجهود المبذولة لاحداث اختراق بعملية السلام ... المطلوب  الان من القيادة الفلسطينية هو ::
أولا / الدعوة بشكل قوي لوحدة وطنية حقيقية وتطبيق ما تم الاتفاق عليه بالدوحة من اجل مواجهة تلك التحديات والقدرة على مواجهة خطط الاحتلال التهويدية بحق القدس والمقدسات ..
ثانيا / دعوة لجون كيري للحضور للاراضي الفلسطينية وتوصيل رسالة شديدة اللهجة انه لا يمكن ان تكون تلك المفاوضات على حساب الدم الفلسطيني فبالامس القريب مجزرة بمخيم قلنديا واليوم مجزرة بمخيم جنين وغدا لا نعلم اين ستذهب حكومة الاحتلال بعقليتها الدموية  ..
ثالثا / الدعوة لاجتماع عاجل للاطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية من اجل التباحث حول كافة القضايا الحساسة والشائكة وتحديدا عملية السلام وضرورة انجاز ملف المصالحة ووضع الجميع بمسؤولياته الوطنية ..
رابعا / رفض كافة المحاولات لفصل غزة عن الضفة من خلال الحديث عن حكومة وفاق هنا وحكومة وفاق هناك فذلك لا يخدم المشروع الوطني بالمطلق بل يعطي الحق للاحتلال بمزيد من التجاوز وهذا لا يخدم سوي عنجهيته ودكتاتوريته ويأتي بالسلب على شعبنا وقضيتنا العادلة ..
خامسا / الدعوة لاجتماع عاجل لمجلس وزراء الخارجية العرب  بجامعة الدول العربية للوقوف حول تجاوز الاحتلال لكافة الاعراف والمواثيق الدولية والتباحث حول عملية المفاوضات والتى اتت بموافقة من قبلهم فلا يعقل ان تستمر تلك المفاوضات والاحتلال يعمل بعيدا عن مقتضيات تلك المفاوضات بل ويسعي جاهدا لتدمير اي جهد يبذل من اجل انجاحها ..
سادسا / الدعوة العاجلة لمجلس الامن بأخذ دوره بادانة اسرائيل وضرورة الزامها بوقف الاستيطان بالكامل وتطبيق قراراتها ؟؟ فالي متي ستبقي اسرائيل تفعل الافاعيل بشعبنا وتقتل شبابنا وتدمر منازلنا وتقتلع اشجارنا ونحن ناخذ موقف المتفرج والذي ينتظر المزيد من اللطمات ..
سابعا / ضرورة اصدار قرارات تساعد على صمود اهلنا بالقدس والمقدسين بشكل عام لكي يتسني لهم التصدي لكافة الهجمات التى تمارس من قطعان المستوطنين تارة ومن جيش الاحتلال الغاصب تارة اخري..
ختاما اتمني ان يبادر السيد الرئيس باصدار مرسوم رئاسي يقتضي البدء فورا بتشكل حكومة وفاق وطني تبدا على الفور بالتجهيز للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بارجاء الوطن ويكون ذلك بداية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه بالدوحة ,,, ولنقطع الطريق على اي محاولات من خلالها سيتم شرعنة سياسة الفصل الجغرافي بين شطري الوطن ,,, فلا يمكن ان نحصل على دولة او قدس ونحن مشرذمين على الساحة السياسية والوطنية والاجتماعية 
ان الانقسام اضر بمشروعنا الوطني واصبح نكبة كانت  ولا زالت نتائجها اكبر واعمق بكثير من نكبة عام 1948 
يجب علينا ان نتدارك الموقف وان نبدا فورا باخلاص النوايا ودراسة العبر من الواقع والتاريخ وممن حولنا قبل فوات الاوان...
لان الكلمة بالنهاية والغلبة ستكون للشعب لانه مصدر السلطات وهو الحكم والفيصل بكل ذلك

انهم يسرقون تاريخ العراق/ عمار منعم

استشهد الزعيم عبد الكريم قاسم مؤسس الجمهورية العراقية بتاريخ 9/2/1963 على ايدي عصابات الانقلابيين العفالقة دون ان يخلف ذرية  او زوجه او املاك او اموال لانه كان ينتمي الى كل العراق  وحتى الدار الذي منحتة له جمعية بناء المساكن التعاونية للضباط وكان يسدد اقساطة تمت مصادرتة من قبل الحقبة العارفية دون ان يعاد الى عائلته الى الان لان نزاعات الملكية  لاتنظر في قضايا متضرري الحقبة العارفية  , ولم تحصل عائلة الزعيم على اي راتب تقاعدي في عصر النظام الدكتاتوري او عصر النظام الديموقراطي لان  النظام الذي اسس من اجل انصاف الضحايا انصف ضحاياه وترك ضحايا الجهات الاخرى ,  وفي قرار ظالم ومجحف عمدت اللجنة الخاصة في مؤسسة الشهداء بالاعتماد على تفسير قاصر للقانون واعتبرت الشهيد (عبد الكريم قاسم) "متوفياً"والغت اللجنة قرارها السابق برقم (450/3) باعتبار المتوفي (عبدالكريم قاسم محمد) شهيداً وشموله بقانون مؤسسة الشهداء رقم (3) لسنة 2006 وإتباعا لقرار مجلس شورى الدولة رقم 123/ 2008 واعتباره كأن لم يكن والغاء كافة الاثار المترتبة عليه , في وقت نسمع ونرى الاف السراق والمفسدين تم اعتبارهم مفصولين سياسين لانهم استفادوا من ثغرات واستغلوا الفوضى وحصلوا على حقوق ومكاسب لا يستحقونها تصرف من ميزانية الدولة الى الان  حتى انه تم اكتشاف 1000 مشمول بقانون السجناء السياسين هم من المشمولين بقرارات المساءلة والعدالة , كذلك تعج الدوائر والموسسات الرسمية بالكثير من مزوري الشهادات الدراسية والمشمولين بالازاحة الوظيفية والمتهمين بالفساد المالي والاداري دون ان يحاسبهم احد او يروج معاملاتهم احد دون ان يستحي المعنين عليهم من القانون او الدستور او غيره , ( نائبه ) في لجنة المهجرين طالبت  بتاخير تنفيذ احكام  الاعدام لحين اصدار قانون العفو العام  دون ان يطالب احد بتاخير اعتبار عبد الكريم قاسم متوفي  ,فالكثير من القرارات والتشريعات معطلة ولا يحترم فيها القانون او الدستور لكنه يعتمد ويطبق في قضية الزعيم عبد الكريم قاسم وان كان هذا القانون قاصرا ولا تتردد الجهات المعنية في تطبيقة حتى وان كان قانون معنوي فقط لاترتب علية اي تبعات مالية لانة يخص رمز وتاريخ لا يمتلك حزبا يدافع عنه  , وقد يكون هنالك اسباب اخرى  منها تسلل البعثيين والسراق والانتهازيين الى هذة الدوائر من الذين لاينظرون الا الى مصالحهم الشخصية ولتذهب شخوص العراق ورموزة وشهدائه الى الجحيم ها هم يسرقون تاريخ العراق مرة اخرى بعد ان اخترقنا الانتهازيون والنفعيون  وحتى الشعرات الكاذبة التي نرفعها لا نطبقها لذر الرماد في العيون بل نطبق ما يتوافق مع حقيقتنا واستحقاقنا , لعن الله امة لا تخلد شهدائها  ولعن الله امة سرقت تاريخها .

ammar.muneam@gmail.com


العودة إلى الوطن حلم قد تحقق/ محمد فاروق الإمام

بداية أريد أن أنوه إلى أن ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو التعليقات التي جاءت على مقالي السابق (وعدت رغم أنف الأسد)، وخاصة تلك التعليقات التي جاءت في موقع (دنيا الرأي) والتي وصفتني بأنني شبيه بأحمد الجلبي وأنني عدت إلى الوطن على أنقاض الدولة السورية، وأردت من مقالي هذا أن أضع الإخوة المعلقين أمام فصل من فصول حياتنا المأساوية في ظل حكم البعث الذي سرق الوطن وسجن أهله منذ ما يزيد على نصف قرن!!
فارقت سورية عام 1981 مرغماً بعد إصدار حافظ الأسد للقانون 49 الذي يحكم بالإعدام على كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين بأثر رجعي، وانتظرت طوال 32 سنة - كحال عشرات الآلاف أمثالي - أن يراجع حافظ الأسد نفسه ويلغي هذا القانون الجائر ونعود إلى الوطن لنشارك في بنائه ودفع عجلة التنمية فيه، وطال الزمن وتوالت السنوات دون أن يلوح لنا أي بارقة أمل في العودة إلى الوطن، رغم ما كان يجري في بعض الأحيان من مفاوضات بين قيادة الجماعة ومبعوثي النظام الذين كانوا على درجة عالية من جسم النظام وأعيانه، فقد كان يصل الطرفان إلى اتفاق كنا نظن أنه انفراج وأن العودة باتت قاب قوسين أو أدنى، لنفاجأ بأن السيد الرئيس لم يقبل بما توصل إليه وفده مع الجماعة، وعلى العكس من ذلك لم يقم النظام بأي مبادرة حسن نية، فقد كان يلاحق أفراد الجماعة في الداخل والخارج؛ فيسجن ويغتال.
كبر الأولاد وتزوج بعضهم وصرت جداً كحال الآلاف ممن يقاربوني سناً وتوزعوا في بلاد الله الواسعة طلباً للأمان والرزق، وكنت أتنقل ببقايا عائلتي بين الفترة والأخرى بين دول ومدن إلى أن استقر بي المقام في الأردن نهائياً، ووجدت عملاً دائماً في مجالي (الإعلام)، وبين الفترة والأخرى كان أولادي الصغار مع أمهم يزورون سورية وكانوا طبعاً يخضعون للمساءلة والتحقيق ما بين حلب ودمشق ويتعرضون للمضايقة، ولكنني كنت أصر على نزولهم ليبقوا على تواصل مع تراب الوطن والأهل والعشيرة.
في عام 1995 أصر ولدي الثاني على النزول إلى البلد لتأدية الخدمة العسكرية ولم أحل دون رغبته؛ رغم ما كان ينتابني من الخوف والقلق عليه مما قد يواجهه من أزلام النظام وعملائه.
نزل وأدى الخدمة العسكرية لثلاث سنوات دون أية مشاكل تذكر كان فيها مثال الانضباط والنظام والحرفية ومكان احترام من رؤسائه وزملائه، وبعد أن أنهى الخدمة الإلزامية أراد الزواج وتم خطوبة الفتاة التي اختارها، وقبل الزفاف بيوم واحد جاءه طرّاق الليل وأشباح الظلام واقتادوه إلى جهة مجهولة عرف فيما بعد أنه اقتيد إلى المخابرات (فرع فلسطين بدمشق) السيئ الذكر حيث خضع للتعذيب الوحشي لأكثر من ثلاثة أشهر؛ أحيل بعدها إلى المحكمة العسكرية التي حكمت عليه بالإعدام بموجب القانون 49 الذي يجرم المنتمي للإخوان المسلمين ويحكم عليه بالإعدام، علماً أن ابني هذا غادر سورية وكان عمره 6 سنوات، ثم خفف الحكم إلى 12 سنة، ثم أفرج عنه عام 2006 بعد 8 سنوات بموجب عفو أصدره بشار الأسد الذي خلف أباه في الحكم، وبعد اعتقاله حرمت أسرتي من مغادرة سورية ومنعت من الحصول على جواز السفر وبقيت حبيسة في الداخل، مما انعكس ذلك على حياتي وقد كسا الشيب رأسي وحطت الكهولة بدني، وقد أصبحت وحيداً أعيش كوابيس الآلام والأحزان والأوجاع.
قبل قيام الثورة بأكثر من سنة حضر ثانية طراق الليل وأشباح الظلام ليقتادوا ولدي ثانية من مكان عمله إلى جهة مجهولة، علم فيما بعد أن من أخذه عناصر من المخابرات الجوية، ليتعرض لأقسى أنواع التعذيب الوحشي الذي يفوق ما تعرض له سابقاً في فرع فلسطين.
وقامت الثورة وانطلقت شرارتها وعمت المظاهرات المدن السورية، فأصدر بشار عفواً عاماً عن السجناء والمعتقلين أمام الضغط الشعبي، ولكن ولدي لم يفرج عنه إلا بعد ثلاثة شهور من إصدار العفو، فخرج والحقد يعتصر قلبه على هذا النظام بعد أن تفاجأ بوفاة أمه حزناً عليه، فالتحق من فوره بالثورة وكان في مقدمة الشباب الذين اختاروا العمل العسكري لمواجهة النظام، وخاض مع إخوانه العديد من المعارك الأسطورية ضد النظام وكان الانتصار يرافقه في كل المعارك التي خاضها حتى انتهى ليكون أحد قادة أهم لواء في الجيش الحر، وهو الآن يشرف على أهم المواقع المحررة في مدينة حلب، ليلتحق به أخويه اللذين هما أصغر منه سناً، وكان هذا مثار فخر واعتزاز لي توجته في قراري النهائي في العودة إلى الوطن والاستقرار في ربوعه لأضع نفسي وخبرتي وإمكانياتي في خدمة الثورة وبالكيفية التي يريدها الثوار لي، وأدعو كل إخواني والسوريين عامة للعودة السريعة إلى الوطن.. فالوطن بحاجة إلى كل واحد منا!!   

الجحيم للشاعر شازين هيرش/ ترجمة جمال جاف


*تُقرع أجراس التاريخ 
حول المقابر 
تتساقط الدقائق من الساعة الحبلى .

العدّم يقبع خلف المعالم 
والفتنة تنخر العظام 

المطرموت يحرث السراب 
سيافون يركعون أمام الضحايا 
والطبيعة شرٌ تتمرأى في أعماقنا . 

* الزمن 

الايدز ، والسكاكين الصدأة 
ترتق جثث الاشجار الكرستالية 
للعشق ، فوق حبال الموت 
زمن يفطّرُ عظام أطفال أُمتي من الجوع 
تتشقق جلودهم 
 تساق الحياة الى دور الدعارة 
تباع بأخبس الاثمان 

سحاقيات خلف ستائر الخيانة 
يتقيأن فوق جثث الضحايا ..! 

زمن اللعنة 
محوّ الابتسامة 
وأحلام آلاف من العاشقين العابرين 
هذا التقويم عامٌ جديد 
تقويم الموت 
ومعاجم الجسد 
دفاتر النجوم المتهالكة 
نداء الحرب والرعب 
والانسان معلق 
على اسوار بابل . 

* إن لم نبتسم بوجه السماء 
ونعلق آمالنا في عنق الشمس 
ونختم عهودنا 
ونرتشف يدُ الخضار 
ولانرى بعين الشك 
حمامات السلام 
ستدق الساعة لسنة ( 2000 ) 
ستعلن 
ساعة الصفر 
وتنهمر شلالات الدماء ...! 

* الشمس 

حينما تحدث القلم 
أفتوا بقتلهِ 
وحينما أصبح الجهل أباً 
سجدوا لهُ 
مذاك 
لم يخشى الاب 
من قلم الحرية .. ! 

* نيتشه 

الذي مات من أجل الحقيقة 
يرقص الآن بين الانقاض 
لم يشك فيه أحد 
غير نبيه الذي 
قضى حياتهُ 
في مشفى المجانين . 

* البكاء 

الذي مات من أجلكم 
رفعتم لَهُ أعلام النصر 
والذي مات من أجل الانسانية 
لففتموه برداء الحرية . 

* الحرية 

منذ أمدٍ وأنا أطرق أبواب روائحكِ 
أهيم بين حلقاتك المتهدلة 
ولكن 
لا الباب يدلني كيفية إزاحة المزاليج 
ولا المزاليج تعلمني سر الدخول ...! 

* الأب 

لو كان أبي ... 
يفهم لغة الازهار 
لبنيت بيتاً من شعاع القمر . 

* الوردة 
بإبتسامة مشرقة ُتتمتم ... 
يتعثر عطرها للنحل 
تهجر الاشواك 
وحينما تبكي 
تموت . 

* الفخ 

شهر آذار حصان من الحرير 
تعبنا في ترويضهُ 
أرخينا اللجام 
أمسكنا يد الحلم لنعيده لقمّة أعمارنا 
الحصان يصهل ويتمرد علينا 
نسينا حصان آذار بلا ترويض 
والآلام تتوهج في أعماقنا . 

* الامل 

تحت السياط 
وسيف البكاء 
يزرع الايمان يُقبر الموت 
وحين يرنو الى الشمس 
يبصق في وجه 
الجلاد . 

* الوداع 

ستسافر آخر رسائل العشق 
آمالك وحبك الى الابد 
ترنو الى أزهار السراب 
وغداً 
تغرق في الصمت الابدي 
وقافلة المنفى 
تمتد 
الى الابد . 

* التَفَحمْ 

نار صلبة 
أحترقت أحلامهُ 
واليوم 
بيض وجه الطغاة 


* الجلاّد 

قتل حمامة الحلم 
التي لم تبلغ اللذّة 
وحينما خنق نداء الحقيقة 
أرتعد صاعقاً 
أرتفعت ملايين الاصوات 
والايادي لتطرق أبواب الحرية . 

* المآساة 

نفتح الابواب بوجه الحرب 
انها ضيفنا الكريم 
نفديهُا بِارواحنا 
وحينما يَعُم السلام علينا ضيفاً 
نوصد الابواب بوجههِ 
يقف طويلاً أمام أبواب أعمارنا 
يشيخُ 
ويموت صامتاً . 

* ( بيتر كروشكا )

جسدٌ هزيلٌ
يتَعثرُ بشوارع أمستردام 
يمسكُ أعناق الازقة 
وحينما يطرق بابهُ مهاجر كوردي 
يجهشُ في البكاء 
والدموع تنهمر 
على وجنتيه . 

من يدعم التكفيريين حقاً؟/ محمود شباط

دأبت بعض وسائل الإعلام على تحميل حكومة المملكة العربية السعودية مسؤولية دعم التكفيريين والإسلام السياسي بأطيافه المتنوعة من أخوان وقاعدة وسلفيين، وبما أن لا شيء يدعم الحقيقة كالحقيقة ذاتها فعلى طالبها أن يستنطق الحاضر والماضي ويستجوب التاريخ.
ما يقوله لنا الماضي القريب أن المملكة العربية السعودية رمت بثقلها السياسي والدبلوماسي والإعلامي والمالي في الكفة المناهضة للإخوان المسلمين في مصر، وعانت من تفجيرات ومحاولات اغتيال قامت بها القاعدة، وعلى قوائم المطلوبين أمنياً قائمة الـ 85 مطلوباً.  
وما يقوله لنا التاريخ بأن الفجوة بين المملكة والمتطرفين ليست جديدة، بل تعود إلى ما يقارب عقود عدة من الزمن، ولاكتشاف أسباب الخلاف - الفجوة لا بد أن نرجع إلى فترة نشأة الإخوان الوهابية، حيث سنحاول أن نضيء على كيفية انبثاق تلك الحركة في عام 1744، عملياتها العسكرية تحت راية آل سعود، وأسباب الافتراق. 
ذكر اللبناني الأميركي جون حبيب في كتابه "محاربو بن سعود في الإسلام Bin Saud Warriors in Islam" ، (والذي أدين له بمعظم ما يرد في هذا المقال من معلومات، لم أضع حولها علامات اقتباس بل عمدت إلى اختصار المضمون) ، يقول جون حبيب: "بحدود أوائل القرن الثامن عشر كانت معظم قبائل البدو الرحل في منطقة نجد قد عادت إلى طقوس العبادات التي كان يمارسها الناس في الجاهلية كعبادة الأوثان والشجرة والصخرة وغيرها. وفي العام 1744 بدأت ظاهرة الإمام محمد بن عبد الوهاب، أحد علماء بلدة العُيَيِّنة الواقعة على بعد حوالي 85 كلم جنوب غرب الرياض، فلجأ إلى الدرعية من حيث انطلقت الحركة الوهابية بجناحين :  الديني يقوده الإمام المذكور الذي كان قد أُبْعِدَ عن بلدته بسبب تشدده في تطبيق الشريعة طبقاً للمذهب الحنبلي. والجناح السياسي بقيادة عبد الرحمن بن سعود أمير الدرعية في حينه".
وحين انتشرت الدعوة الوهابية واتسع نطاق غزواتها وقويت شوكتها بوصولها إلى سوريا والعراق ومصر، أصدر السلطان العثماني أوامره إلى واليه في مصر محمد علي باشا الذي جهَّز حملة عسكرية كبيرة قادها إبراهيم باشا بدأت بالتصدي للحركة الوهابية في العام 1811 وانتهت بسحقها في العام 1819 . 
كَمَنَ جمرُ الوهابية تحت رماد الزمن حوالي تسعة عقود لغاية العام 1901 ، إلى اليوم الذي باشر فيه "الإخوان" بالإسهام بالقتال تحت راية عبد العزيز بن سعود الذي أسس الدولة السعودية الثانية، وحيث تكلل جهوده بتوحيد المملكة بحدودها الحالية في العام 1925.
ما جمعته الجغرافيا بين بن سعود والإخوان لم يُفلح في تكريس الاستمرارية إذ كان لكل منهما نهجه : اعتدال وواقعية وتعقل وحس سياسي فطري وبُعد نظر عند عبد العزيز، يقابله غلو وتطرف وارتجال مواقف "واحتكار الحق والحقيقة" واستعجال قطاف الجهاد عند الإخوان.
بعد إلحاح من الإخوان على بن سعود كي يسمح لهم بالانتقام من الملك حسين الذي كان، كما يقولون، يمنعهم من إداء فريضة الحج وكونه "كافراً" حليفاً للإنكليز، قاموا بغزو الطائف في العام 1924 بقيادة خالد بن لؤي وارتكبوا فيها فظائع دموية أدت إلى دخول مكة سلماً دون طلقة واحدة، مما مهد السبيل لإذعان جدة والمدينة وأدى إلى فتح الباب واسعاً أمام إلحاق الحجاز بنجد.
أثناء تواجد "الإخوان" في مكة عرض عليهم عبد العزيز بن سعود مالاً وسلاحاً وأرضاً على أن يعودوا إلى الرياض، ولكن الإخوان ، وفي ذروة شعورهم بنشوة انتصاراتهم وثقتهم بقوتهم وأعدادهم لم يكن ذلك ما يريدونه، بل أن يكملوا مسيرتهم/رسالتهم الدينية التي يعتقدون بأن الله خصهم بها واختارهم لتحقيقها. سيما وأنهم أرسوا أسس توسيعها، إذ كانوا قد أرسلوا بدعاة وعناصر إلى دمشق وكذلك بألف وخمسمائة منهم إلى سيناء في العام 1922. 
رغم أن إرهاصات الاختلاف بين بن سعود والإخوان بدأت في العام 1919 ، لأسباب عديدة أهمها معارضة الإخوان لاستخدام بن سعود للسيارات وأجهزة التلغراف "كونها رجس من عمل الشيطان" وتحالف بن سعود مع "الإنكليز المسيحيين" ومنعهم من غزو المناطق التي أقيم عليها الأردن لاحقاً، و غزو العراق والكويت والغزو الداخلي. إلا أن تعاون الإخوان مع بن سعود ظل قائماً إلى أن نشبت بين الطرفين معركة سبلة في العام 1928 حيث انتصر فيها عبد العزيز وكسر شوكة الإخوان، ومن بقي منهم خضع على مضض لتسويات وظل كاستمرارية لروح الحركة ونهجها تحت مسمى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ، وبالتزامن تأسست في مصر حركة الإخوان المسلمين في نفس العام الذي هزمت فيه حركة "الإخوان" في السعودية.  
مرة أخرى نرى بأننا أمام نهجين : نهج يُكفِّرَ الآخر لأنه آخر، ويستنبط أكثر وسائل التخريب سواداً لتدمير اقتصادات ومنشآت بلدان عديدة ، نالت المملكة العربية السعودية نصيبها من تلك الأنشطة الهدامة. وفي الجهة المقابل نهج مناقض أعاد بناء مئات القرى والبلدات في الجنوب اللبناني بعد تدميرها في حرب تموز 2006، ودفع كلفة الكتب والرسوم المدرسية لطلاب لبنان لسنتين متتاليتين، ودعم اقتصاد لبنان الذي كاد يوشك على الانهيار كنتيجة للحرب السالفة الذكر وذلك بإيداع مليار دولار في البنك المركزي ومنح لبنان مليار دولار أخرى.
الوفاء وشهادة الحق يقضيان بالنطق بكلمة الحق، كإنسانٍ أولاً ، وكمواطن لبناني ثانياً، لم أتردد، ولن أتردد في انتقاء الخيار الأفضل. 
 الخبر في 15/08/2013