يا بنات أورشليم/ كافي علي‏

العزلة والمرض يقيمان مائدة العشاء الأخير على رأسكِ، يعلمانكِ ما لم تعلمكِ اياه الحروب. لا ركلات الغول المحمول على أكتافكِ كل تلك السنين، ولا الشيطان الذي أرضعته لاهية تبحثين عن قرنه. لا اولادك الذين انجبتِ على أرصفة العذاب والانتظار، ولا الذين ضيعتي في متاهات الغربة. ذلك الذي نسل لحمكِ من اللوح المحفوظ ورماه للضباع، وتلك التي شربتكِ وتقيأتكِ على قارعة الضياع. العزلة والمرض نعشكِ مكتوب عليه:

يا بنات أورشليم

حصان بري مكسور الساق، روحي تنتظر طعنة الرحمة

كلما فتحت بابا للحب، دخلت علي جثة وحرب

نورس فارد جناحيه يدعوني إلى الرحيل

كالأطفال أنا يا بنات أورشليم، لا أتقن العدو في مساحات الكذب الواسعة

سأظل في المرعى، بهلوان أعمى يرقص على حبل الهامش والمامش

منْ تحبه نفسي ليس من طين لآزب، من تحبه نفسي،حلو، من تمر آكله إن جعت

غصن زيتون يابس أنا، لا أبحث عن ماء وتربة، أبحث عن محرقة للحب تجعلي نارا نور