مالذي يجب ان يعمله العرب مع إيران/ محمد الياسين

دائماً ما يترك العدو الإيراني عندنا إنطباعاً بالرغبة والاندفاع لإعادة تسويق مواقف قادته الارهابين . ينبغي علينا بعد ان اخذنا اعواما طويلة بتشخيص الحالة العربية – الايرانية وتسويق قوة العدو اضعافا مضاعفة ان نبدأ حقا في البحث عن حلول للتعامل مع تلك الحالة ، وإعادة تقييمها بالكامل ، وان كنا ننظر إلى اسرائيل على انها احتلال ،بالاحرى علينا ان ننظر مئات المرات الى ما يحدث في العراق وسوريا واليمن واحتلال الايرانيين للاحواز والجزر العربية الاماراتية الثلاث ومواقفهم تجاه لبنان والبحرين والرياض وعمان القاهرة وباقي البلدان العربية ،ثم مقارنتها مع ما تحتله اسرائيل ومواقفها ايضا ، صدقا اننا لن نجد مجالا للمقارنة ،وذلك لانك  ستجد ما يستفز الشعور الانساني والعربي  اضعاف المرات عند الايرانيين . عموما نحن هنا اليوم لطرح ما يجب علينا ان نبدأ بالتفكير به.
ان كانت اسرائيل احتلالا ،فلا بد ان ننظر الى ايران على ان لديها مشروعا استعماريا فاق خطر اسرائيل عشرات الاضعاف ، لذا ينبغي ان نعيد تعريف الحالة الايرانية مع العرب على انها استعمارا جديدا لمناطق العرب.
أعلن قادة إيرانيين مرارا وتكرارا انهم يتحكمون بالعراق وسوريا وان مقاتليهم وقادتهم الميدانيين يديرون العمليات العسكرية هناك ، كما ان الحالة العربية عموما لا تمتلك أي قدرة على مواجهة إيران ، طالما نحن في موقع الدفاع عن النفس لسنا في موقع الهجوم!.
ماذا علينا ان نفعل أذن؟! ؛ لا شك ان للعرب فرصا حقيقية لنقل ساحة المعركة الى داخل إيران وتقويض النفوذ الايراني عبر إشغاله باحداثه الداخلية ، وذلك لا يتم إلا عبر دعم القضية العربية الاحوازية  ، المنسية من الضمير والوجود العربي ، الممحية من العقلية العربية الحاكمة الصانعة للقرار ، ودعم القضية الكردية القومية العادلة .
دعم الشعب العربي الاحوازي والقضية القومية الكردية في النضال ضد النظام الايراني سيشكل حالة جديدة لن تربك الايرانيين فحسب ، بل ستجعلهم يعودون الى الخطوط الخلفية بعد بروز هذا العامل الجديد في خارطة الصراع .
 النظام الايراني اليوم يقاتل بكل قواه محاولا تعبئة الشارع الشيعي من كل العالم من الجنسيات غير الايرانية بحجة الدفاع عن الشيعة والمقدسات في العراق وسوريا ، ذلك ليس حقيقة ما يدور في عقلية صانع القرار الايراني للمحافظة على مستعمراته ونفوذه وعملائه بالمنطقة ، انما هو تخطيط استراتيجيي بعيد النظر للمحافظة على قواه الداخلية من الاستزاف المحتمل بحال زجت قواه  بتلك الحروب المعقدة ، بالتالي تبقى قواه الايرانية الداخلية على اهبة الاستعداد لقمع أي ثورة أو انتفاضة داخلية ، لأنها حتما ان حدثت  ستطيح به إذا ما وضع اعتماده الرئيسي على قواته الايرانية  في ادارة الحروب والصراعات خارج ايران ، لذا فأن النظام الايراني وجه خطابه العام فيما يتعلق بالحرب في العراق وسوريا الى شيعة العالم لنجدة المقدسات!! ، لكنه في الوقت نفسه نراه يصر على إدارة الحروب  بقيادات إيرانية ، وهذا يعني ان حاجته الاساسية هي للمقاتلين من غير الجنسيات الايرانية  فقط للقتال نيابة عنه بزجهم في محرقة طويلة الامد ، بالتالي يعينه ذلك على الاستمرار بقوى متوازنة نوعا ما بالمنطقة . لذا نرى ان اعداد المقاتلين من الجنسية الايرانية محدودة جدا مقارنة بالجنسيات الاخرى مما يدل على ان هناك تخوفات ايرانية حقيقية من حدوث ثورة او انتفاضة جديدة داخل إيران ، رغم ان اعداد المقاتلين للجيش والحرس الثوري والباسيج والميليشيات التابعة لهما في ايران تعد بالملايين . اذن فالنتخيل معا كيف هو حجم الخوف من أي حدث داخلي قد يعكر الأجواء الايرانية؟!!! لاشك أنه كبير جداً.
تأكيداً على ذلك نرى ان الاعلام الايراني وخطابات قادة النظام دائما تصب باتجاه تأليب الشيعة العرب على الانظمة الحاكمة في الخليج العربي ، محاولة منهم لفتح جبهات اخرى في المنطقة تبعد خطر الاضطرابات الداخلية عن ايران من جهة ، وتأزيم وضع المنطقة بحرق الشيعة فيها بحروب ليست حروبهم وانما فيها مصالح عظيمة للنظام الايراني من جهة ثانية . كذلك محاولة كسب الايرانيين لثقة العرب من خلال التسويق الكاذب بدعم القضية الفلسطينية قائم على قدم وساق !.
لذا فأننا نرى ان دعم القضية القومية الاحوازية والقضية القومية الكردية وقضايا الاقليات الدينية والقومية الاخرى في ايران لنيل حقوقها وتقرير المصير وكذلك دعم أطراف المعارضة الايرانية الداعية الى تغيير النظام ، سينقل المعركة الى عقر دار الشيطان الايراني ، كل ذلك يصب في خدمة مصلحة عربية واحدة ، وهو الخيار الأسلم والوحيد لتحييد النظام الايراني وتحجيم احتلاله للمنطقة العربية تمهيداً للتخلص التام من خطره الداهم واستعماره القائم.

CONVERSATION

0 comments: