من حق أي مواطن مصري أن يعارض مسودة دستور بلاده الذي غالبا يظل ساريا لعقود طويلة، ومن حقه الكامل أن يقول كلمته فيها، ولكن إذا أرادنا جادين اختصار الوقت كان لزاما على النخب السياسية قبول الحوار مع أعضاء تأسيسية الدستور الحالية لإظهار أي عوار في أي مادة مقترحة لعامة المواطنين المصريين، ليعبر المنتج النهائي الذي سيتم طرحه على المصريين عن إرادة أبناء مصرمع اختلاف توجهاتهم السياسية والثقافية، ولكن المعارضة للمعارضة والرفض من أجل الرفض ليس فيه سوى إطاحة بالجهود ومضيعة للنقود ويرفع بين أطراف الحوار المجتمعي سدودا وسدود، والخاسر في النهاية هم نحن المصريون.
بتأريخ 24/10/2012 فـيطيب لي أن أقـول له : إن مجـرد تسميتـك لشعـبنا بكـلمات ثلاث تكـون قـد أكـَّـدتَ بنـفـسك الـتـفـرقة بعـينها فـهـل يمكـنك أن تـدلـنا عـن قـومية ظهـرتْ في التأريخ بثلاثة أسماء ؟ هـل تـدلـنا عـلى رجـل أو إمرأة يتألف إسمه الشخـصي من ثلاثة أسماء ، أو ثلاثة إخـوة تراكـبتْ أسماؤهم فـوق بعـضها البعـض فإلتحـمـتْ أو رُبطـتْ بحـبل أو شُـدَّتْ مع بعـضها بحـزام ؟ هـل هـناك مصنع أو شركة لإخـوة ثلاثة بثلاثة أسماء لهم ! أم يقـولون ــ شركة فلان إخـوان مثل حَـسّـو إخـوان في شارع الرشـيد ــ ؟ هـل تـوجـد سيارة بثلاث ماركات ! يا أخي دعـنا نستخـدم المنـطق في تـفـكيرنا وقـولـنا ، ثم ما عـلاقة الهجـرة والقـتل بالأسماء وصراعاتها ؟ وأين هـو صب الزيت عـلى النار التي ذكـرتـَها ، هـل يمكـنك التأشـير بأصبعـك عـليها ؟ ومَن قال لك أن الواوات والـﭙـَلـتيقات تحـل المشكـلات ؟ إسأل أهـل القـطاريات ما الذي حـقـقـوه من الفارﮔـونات ! إسألهم واحـداً فـواحـداً هـل إستـرجـعـوا الأراضي من كاني بلاﭬـي ، هـل منعـوا بناء الأبراج ، وماذا عـن برطـلة ؟ أين أبطال المجـلسَين القـومي الـناكـر والشعـبي الماكـر ؟ وتـقـول : (( فلا مكـوّن يقـوى بمفـرده نيل حـقـوقه المشروعة عـلى حساب إقـصاء الآخـر )) طـيب يا أخي أنت تعـرفها وتحـرفها ! كـيف تريد من كـتابنا أن يعـزفـوا عـلى وتر وحـدتـنا ــ حـسبما أشـرتَ ــ والوتر غـير مشدود أصلاً ، هـل سيعـطي نغـمة ؟ أم تريـدنا أن نـصـفـر بأفـواهـنا وبـشـفاهـنا عـسى أن يكـون هـناك مَن يسمعـنا . أقـول لك ليس هـناك مَن يسمع صوتـنا ، لـذلك لا يوجـد صدى لصياحـنا يأتي إلى مسامعـنا ، إذن عـن أية كـتلة واحـدة تـُـكـلِّـمنا ؟
أخي منصور : إذا كان الأخ يريد كـل شيء لـنـفـسه ولا يشعـر بإخـوانه وأخـواته ! فـهـو أناني لا تـنـتـظر شيئاً منه ولا تهـدر وقـتك بالتـفـكـير به بل إعـمل لوحـدك كي تكـسب رزقـك ، وعـليه إن لم تكـن هـناك نبضات القـلب تربط الإخـوان ! فإنهم ليسوا إخـواناً وليشق كـل واحـد طريقه لـوحـده ، مثـل الأراضي التي لا تربطها السواقي لا ينـتـقـل الماء بـينها من الأولى إلى الثانية وحـينـئـذٍ نقـول المثـل الشعـبي المحـلي ( كـُـد أرأ شَـتـْـيا مايه ح = كل أرض تـسقى من مائها ) دون الإعـتماد عـلى غـيرها ، فـعـسى أن نسمع ردٌّ منك كي تسمع صـداه منا .
جرياً على عادتي في التعامل مع المناسبات القومية والوطنية والمحطات العربية التاريخية الهامة، أرى ضرورة أن أتوقف اليوم عند ذكرى مذبحة كفر قاسم التي ارتكبها الإرهابيون "الإسرائليون" قبل ستة وخمسين عاماً لألقي بعض الأضواء على هذه المحطة الهامة في مسلسل الإرهاب "الإسرائيلي" المتواصل ضد الشعب الفلسطيني والشعب العربي بشكل عام. مذبحة كفر قاسم النكراء راح ضحيتها 49 مواطنا من قرية كفر قاسم في المثلث الفلسطيني ، حيث كانت القرية في ذلك الحين تقع على الخط الأخضر بين "إسرائيل" والمملكة الأردنية الهاشمية. ففي 29 تشرين الأول من العام 1956 قام حرس الحدود الإسرائيلي بقتل 49 مدنيا عربيا بينهم نساء و23 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 - 17 سنة . يومها أعلنت قيادة الجيش "الإسرائيلي" المرابطة على الحدود "الإسرائيلية" - الأردنية نظام حظر التجول في القرى العربية داخل "إسرائيل" والمتاخمة للحدود، وهي: كفر قاسم، وكفر برا، وجلجولية، والطيبة، وقلنسوة، وبير السكة، وإبثان. أوكلت مهمة حظر التجول على وحدة حرس الحدود بقيادة الرائد شموئيل ملينكي، على أن يتلقى هذا الأوامر مباشرة من قائد كتيبة الجيش المرابطة على الحدود يسخار شدمي. أعطيت الأوامر أن يكون منع التجول من الساعة الخامسة مساء حتى السادسة صباحا. وطلب شدمي من ملينكي أن يكون تنفيذ منع التجول حازمًا، لا باعتقال المخالفين وإنما بإطلاق النار عليهم! وقال له: "من الأفضل أن أرى قتلى على أن أواجه تعقيدات الاعتقال...ولا أريد عواطف...". جمع ملينكي قواته وأصدر الأوامر الواضحة بتنفيذ منع التجول دون اعتقالات وقال إنّه "من المرغوب فيه أن يسقط بضعة قتلى"!! وزعت المجموعات على القرى العربية في المثلث، واتجهت مجموعة بقيادة الملازم جبريئل دهان إلى قرية كفر قاسم. وزع هذا مجموعته إلى أربع زمر، رابطت إحداها عند المدخل الغربي للبلدة. وفي الساعة 16:30 من اليوم نفسه استدعى رقيب من حرس الحدود مختار كفر قاسم وديع أحمد صرصور وأبلغه بقرار منع التجول وطلب منه إبلاغ الأهالي. قال المختار إن هناك 400 شخص يعملون خارج القرية ولم يعودوا بعد ولن تكفي نصف ساعة لإبلاغهم، فوعد الرقيب أن يدع العائدين يمرون على مسؤوليته ومسؤولية الحكومة!! في الخامسة مساء بدأت المذبحة في طرف القرية الغربي حيث رابطت وحدة العريف شلوم عوفر فسقط 43 شهيدًا، وفي الطرف الشمالي سقط 3 شهداء، وفي داخل القرية سقط شهيدان. أما في القرى الأخرى فقد سقط صبي عمره 11 سنة شهيدًا في الطيبة، وكان من بين الشهداء في كفر قاسم 10 أطفال و 9 نساء. كان إطلاق النار داخل القرية كثيفا بحيث أصاب تقريبا كل بيت من بيوتها. حاولت الحكومة إخفاء الموضوع ولكن الأنباء عن المجزرة بدأت تسربت، مما فرض على الحكومة "الإسرائيلية" إصدار بيان أفاد بتشكيل لجنة تحقيق. وتوصلت اللجنة إلى قرار قضى بتحويل قائد وحدة حرس الحدود وعدد من مرؤوسيه إلى المحاكمة العسكرية. إستطاع عضوا الكنيست توفيق طوبي ومئبر فلنر اختراق الحصار المفروض على المنطقة يوم 20/11/1956 ونقلا الأخبار إلى الصحافي أوري أفنيري. استمرت محاكمة منفذي المجزرة حوالي عامين، وفي 16/10/1958 صدرت بحقهم الأحكام التالية: حكم على الرائد شوئل ملينكي بالسجن مدة 17 عاما وعلى جبريئل دهان وشلوم عوفر بالسجن 15 عاما بتهمة الاشتراك بقتل 43 عربيا، بينما حكم على الجنود الآخرين بالسجن لمدة 8 سنوات بتهمة قتل 22 عربيا. لم تبق العقوبات على حالها إذ قررت محكمة الاستئنافات تخفيفها: ملينكي- 14 عاما، دهان- 10 أعوام، عوفر- 9 أعوام. جاء بعد ذلك قائد الأركان وخفض الأحكام إلى 10 أعوام لملينكي، و8 لعوفر و4 أعوام لسائر القتلة. ثم جاء دور رئيس الدولة الذي خفض الحكم إلى 5 أعوام لكل من ملينكي وعوفر ودهان. وبعده أعطت لجنة تسريح المسجونين أوامرها بتخفيض الثلث من مدة كل من المحكومين. وهكذا أطلق سراح آخرهم في مطلع عام 1960. أما العقيد يسخار شدمي، صاحب الأمر الأول في المذبحة فقد قدم للمحاكمة في مطلع 1959 وكانت عقوبته التوبيخ ودفع غرامة مقدارها قرش "إسرائيلي" واحد. تجدر الإشارة إلى أن المذبحة ارتكبت في اليوم الأول للعدوان الثلاثي الذي شنته كل من بريطانيا وفرنسا و"إسرائيل" على جمهورية مصر العربية. وكانت مذبحة دير قاسم واحدة من المذابح والمجازر الوحشية التي ارتكبها الجنود والمستوطنون "الإسرائيليون" بحق الفلسطينيين والعرب في سياق مسلسل إرهاب "إسرائلي" تواصل على مدار أربعة وستين عاماً متواصلة، هي عمر النكبة الكبرى للفلسطينيين خاصة والعرب عامة!!
في الزمن الذهبي اللبناني للأسخريوتيين والطرواديين، وفي زمن العهر والمِّحل والتكاذب والأبواب الواسعة ليس غريباً ولا مستغرباً أن "يُكلّف" شهابذة مطبخ محور الشر الإعلامي السوري والإيراني الساقط في كل تجارب ابليس المرتد ميشال عون وفريقة الإعلامي "العصي والودائع والأبواق والصنوج والأطفال" مهمة الدفاع بفجور مكشوف ونتن عن شرود فاضح وموصوف وغير مسبوق لرجال دين مسيحيين موارنة من أمثال المطران سمير مظلوم وعن معلمه الغرائزي الغارق في عبادة تراب الأرض.
فبين موقع تيار عون الألكتروني "الصبياني والمسخرة" وبين جريدتي السفير والأخبار، يُصدم المتتبع مجريات الأحداث في وطن الأرز المحتل بعرض ونشر مسرحيات وفبركات وقذورات اعلامية تافهة وساقطة ومكشوفة المرامي والأهداف الشيطانية هي بكاملها مجبولة بسموم الفتنة والنميمة، وبكل أوبئة وعاهات النفاق والغباء والحقد والكراهية ونكء الجراح.
عون الفج هذا الذي ودون حياء أو احترام حتى لتاريخه الذي بات يخجل من حاضرة يدافع هو وربعه بهوس جنوني ومسعور عن رجال الدين الإسخريوتيين هؤلاء تحت شعار حماية المسيحيين الكاذب، في حين أنه غطاء لكل ارتكابات وإرهاب حزب الله الجهادي والأصولي والملالوي المحتل لبنان بكامله والذي حول أرض سوريا إلى أرض جهداية ضد الشعب السوري دفاعاً عن نظامها الأسدي والمخابراتي القاتل الذي هو نفسه قال فيه ما لم يقله مالك في الخمرة اضغط هنا للإستماع لعون عاشق النظام الأسد http://www.10452lccc.com/audio/aoun.usa7.9.02.wma في أسفل نص الكلمة، وبصوت عون، وكانت ألقيت في الولايات المتحدة الأميركية خلال لقاء له مع الجالية اللبنانية الأميركية بتاريخ 6/9/2002 وأوضح فيها بما لا يقبل التقويل أو الشك مواقفه من النظام السوري الإرهابي، ومن المنظمات الإرهابية. الكلمة نقلناها بأمانة كبيرة، وهي كانت ألقيت باللهجة اللبنانية. ("مواطني الأعزاء، أصدقاء لبنان، أنا معكم الليلة بفرح. أولاً أهني التجمع من أجل لبنان لأنه مجمع. اسمكن بالإنكليزي ليبانيس أميركان، يعني أميركيين من أصل لبناني. أتمنى عليكم ما تكونوا أقل من لبنانيين في الولايات المتحدة وبهذه الطريقة فيكم تخدموا لبنان. ما تكونوا أحزاب ولا شيع، ولا تنتموا لا لي، ولا لغيري، انتموا لوطنكم لبنان، وإذا كانت الأحزاب ضرورة لقيام الحياة الديموقراطية، فهي تفتت الجهد في ايام المقاومة. اليوم لازم تكونوا كلكن مقاومين، مش حزبيين. وقت يكون الوطن بخطر ما في أحزاب، في مواطنين صالحين بيدافعوا عنه. باسم الوطن المحتل، باسم الوطن يلي (الذي) عم يناشدكن تساعدوه، بطلب منكن تكونوا لبنانيين، لبنانيين وحسب، لا أكثر ولا أقل. أكيد مبارح قسم منكم سمعني عم احكي، ويمكن بعض الكلمات ننجبر نكررها لأنو مش الكل كانوا حاضرين. لبنان بدكن تساعدوه كيف؟ أولا بدكن تتذكروه إنو محتل، بدكون تتذكرو إنو أهلكن عايشين تحت كابوس الخوف، وتحت كابوس الحاجة. في مخطط تخريبي للبنان بعدو عم يتكمل. لبنان قالوا عنو إنو وصل إلى السلام سنة 1990 ، لبنان بلش تخريبه سنة 1990 .عم يخربوا نسيجه الإجتماعي، نسيجه الإقتصادي والمادي، وكتار منكن تركوا بعد سنة 1990، لأن الحاجة دقت ابوابهم. فإذاً لبنان وطن عم ينزف والوقت بالنسبة له مهم كثير. كل شغلي بدل ما نأجلها لبكرا منعملها اليوم، ويلي منعملو بكرا أحسن من بعد بكرا. أنتم اليوم في الولايات المتحدة، والولايات المتحدة هي مركز القرار الدولي، وهي الدولة العظمى في العالم، وقرارها هو الذي يفرض حاله. كيف بتساعدوا لبنان في الولايات المتحدة؟ بتساعدوه بأن تخلوا كل أميركاني يعرف أن إدارته (الحكومة الأميركية) السياسية صنفت سوريا "دولة إرهابية"، منذ العام 1978، وهذه الدولة الإرهابية تكافئت بإعطائها لبنان. فهل يجوز ونحن نحارب الإرهاب أن تعطى الدولة الإرهابية مكافئة على أرهابها؟ أعتقد أنه لا يوجد أميركي واحد عنده الوفاء للمباديء والقيم الإنسانية يقبل أن يستمر الوضع في لبنان كما هو الآن. كثيرون سألوني لماذا البعض وهم كثر، لا يحبون أميركا؟ يمكن في كثير من الناس لا يحبون أميركا لسبب بسيط جداً، وهو وجود فارق بين السياسة (الأميركية) المعلنة أحياناً، والسياسة المطبقة على الأرض. يقولون (القيمين على الإدارة الأميركية) أنهم يدافعون عن القيم الإنسانية، ولكن في فئة (منهم) يعتبرونها براغماتية تقول أنه لا وجود للقيم في السياسة الأميركية، بل هناك مصالح، وهؤلاء مع الأسف أميركيين. بالطبع أميركا المصالح ضرورية، فالإنسان لا يعيش فقط من الهواء. يعيش (الإنسان)، أيضاً من المادة، ولكن كما أن المصالح المادية للولايات المتحدة الأميركية لها أهمية كبيرة وهي شيء أساسي، فأيضاً للولايات المتحدة صدقية في العالم، وهي مصلحة أميركية كبيرة. إن محافظة أميركا على القيم ومساعدة الشعوب التي تفتقد حالياً لحقوق الإنسان، هي أيضا مصالح أميركية عليا، لأنه من خلال هذه القيم يمكنها أن تحافظ على أمنها الإجتماعي، ولا يحدث عندها هجوم إرهابي كما حصل في 11 أيلول/2001 والذي بعد أيام نصل إلى ذكراه السنوية. أتأمل منكن أن تكونوا أميركيين 100% مئة بالمئة مع وفائكم لجذوركم في لبنان لأنه لا يوجد أي تعارض بين الحضارة التي تحملونها معكم، والحضارة التي تندمجون فيها. فأنتم تحملون في نفوسكم نفس الإيمان، وتحملون في نفوسكم نفس القيم، ونقس الأهداف الإنسانية. في الشرق الأوسط نحن بحاجة مش بس (ليس فقط) لنقتلع الإرهاب، فالإرهاب ليس منظمات إرهابية فقط. الإرهاب منو (ليس) منظمات، الإرهاب هو دول في المنطقة. ما في (لا توجد) منظمات مستقلة عن الدول. بيحكوا (يتكلمون) عن حزب الله أنه منظمة إرهابية. على مستوى الولايات المتحدة لا يجب أن يتكلم المسؤولين عن حزب الله. حزب الله هو امتداد لسياسة دولتين هني (هما) إيران وسوريا في لبنان، وأعماله (حزب الله) هي تحت مراقبة هاتين الدولتين. فإذاً، نحن نرفض أن نقول إن المسؤولية تعود بس (فقط) لمنظمة، المسؤولية تعود إلى دول، وعلى مستوى الولايات المتحدة يجب معالجة هذه الدول ليس بمواجهة الأشخاص والأفراد، لأنه إذا تعالجت الرؤوس بتشفى الأعضاء. وبالوقت الذي تعالج سوريا به بيروح (يختفي) حزب الله من لبنان، ولكن إذا ضُرِب حزب الله في لبنان، راح تضل (تستمر) سوريا تورد (تبعث) لنا حزب الله ثاني وثالث ورابع وخامس. بعض الذين في السياسة الأميركية يبررون سلوك بعض المسؤولين (الأميركيين) يلي (الذين) عم يدافعوا ضد (إقرار) قانون محاسبة سوريا. يقولون إن سوريا ساعدت الولايات المتحدة، وانقذت حياة أميركيين. بتأمل انشاء الله يكونوا (السوريين) خلصوا أميركيين قد (بعدد) الذين قتلوهم في لبنان أولاً، وثانياً، الإرهاب مسألة أكبر من إعطاء معلومات عن بعض الإطراف المعادين للنظام السوري، لأن سوريا تعطي معلومات صغيرة وهي تساعد حالها (نفسها) فيها، مش عم تدافع فيها عن أميركا، ولا عن أمن أميركا. لازم نعرف إنو (إن) الإرهاب كمان (أيضا) مُتبنى سورياً، وفي نوعين من الإرهاب، وسوريا هي في خط من هؤلاء. وإذا صار (أصبح) في تنافس أحياناً بينهما، (الخطين)، تعطي سوريا معلومات عن الطرف الآخر، ولكنها لن تكون أبداً ضد الإرهاب، لأنه من دون الإرهاب لن يكون لها لا وجود دولي، ولا وجود إقليمي. دولة (سوريا) لا عندها القوة العسكرية، ولا عندها القوة السياسية. عندها كل شيء حباها فيه (اعطاها إياه) الإرهاب، وطالما الإرهاب مقبول دولياً، سوريا بتنوجد على الخريطة، ولذلك يجب محاربة الإرهاب حتى ترجع سوريا إلى حجمها الطبيعي. نحن نفهم (اللبنانيين) الموضوع، لأننا كنا أول ضحية للإرهاب، كنا أول ضحية للإرهاب، ومع الأسف لم تكن الأنظمة الدولية المستهدفة بالإرهاب جاهزة في حينه حتى تساعدنا نصمد، ولكن الهروب قدام (أمام) الإرهاب وصل (أوصل) الإرهاب إلى ما هو اليوم، ولا شيء يمنع على أن نرجع (نعود) نستعيد كل نشاطنا، نستعيد كل تعاوننا، مع كل الأطراف حتى نرجع (نعيد) وطننا ونرجع حقوقنا. نكن كل صداقة للشعب السوري، ونتمنى له الخلاص من نظام إرهابي، لأنه هو الشعب الذي كان أول ضحية للإرهاب. وما ننسى إنو (أن) حماة هي أول نموذج للإرهاب ففي 24 ساعة قتل النظام السوري ما يزيد عن 30 ألف مواطن لأنهم معترضين على حكمه. نظام متل هيدا (هكذا نظام)، ما بعتقد راح يعطي العالم نموذج خير، ونموذج وفاق، ومجتمع سلام، ونحن نعمل للوفاء بين البشر وللسلام لنا ولهم وللخير للجميع. نحن نطالب بحق، ولن يكن وصي علينا إلا إرادتنا، ونرفض أي وصاية آخري، عشتم وعاش لبنان"). انتهت الكلمة)
نشرنا أمس على موقعنا تقريراً نقلناه بحرفيته عن موقع الشفاف الألكتروني يحكي بصدق وشفافية ودون مواربة هرطقات المطران سمير مظلوم ويكشف دوره "التخريبي" في ضرب ثوابت بكركي التاريخية وخطاياه المميتة في زرعه الفاضح أسافين الفرقة بين الموارنة مؤمنين وقادة، وبقدرة قادر حوله أحد "أطفال" موقع عون الألكتروني المسمى اهانة للصحافة صحافي، فأجاد هذا الجاد الطفل وحوله بعقله المريض والساقط إلى بيان ونشر اجزاء منه على الصفحة الأولى للموقع الليموني ونسبه ل 14 آذار طبقاً للمهمة الجهادية "المكلف بها" الموقع وصاحبه والصهر وباقي افراد الربع. (اضغط هنا لقراءة التقرير http://www.10452lccc.com/aaaaanews12a/arabic.october28.12.htm(
تعتير فعلاً تعتير هذا المستوى "الواطي" من الإدراك والفهم الذي يتميز به صبيان موقع عون الألكتروني. ولكن بالوقع المعاش لا غرابة في هذا الأمر "الولادي والهزلي" والمثل القائل: "إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهله بيته الرقص"، يفسر لنا ما يجب أن نعرفة عن الموقع هذا وعن أصحابه وعن ثقافة الأجراء العاملين فيه.
ما كان لافتاً في رد الجاد الذي لا يجيد غير الإسهال الكلامي و"النتاق والهرار" كمعلمه أنه لم ينسب التقرير إلى القوات اللبنانية وهذه غلطة كبيرة ننصح اسياده وأسياد أسياده معاقبته دون رحمة ليكون عبرة لكل من لا يُقحم القوات اللبنانية من ربع عون في كل خبر ينشره الموقع، البوق وفي كل حدث وواقعة.
بالله عليكم كيف يعقل أن "يُكلف" مهمة الدفاع عن الكنيسة ميشال عون المسيحي والماروني وهو قولاً وفعلاً وخطاباً وجولات وتحالفات وأصهر غطاءً اعلامياً وعملانياً لجهاد وأصولية حزب الله، وأداة صغيرة وطيعة لمشروع ملالي إيرن المذهبي والأصولي التوسعي والإستيطاني، وبوقاً وصنجاً يدافع عن نظام قتلة الأطفال في سوريا؟
لا غرابة طبعاً فزمننا زمن محل، "وفي زمن المحل بتنط العنزة على الفحل".
يفيض بكثير من الذكريات الشخصية في عالم الأدب والفن والصحافة والسياسة من خلال قربه وصداقته بالرئيس أنور السادات.
إبداعات لم تكتشف بعد
لم ينسدل الستار برحيل الأديب الكبير أنيس منصور عن عالمنا الجمعة 21/10/2011 لكونه متغلغلا في حياتنا الثقافية بإبداعاته المتعددة والتي تعد صوت من لا صوت له وحكمة من يفكر دائما عن حلول لقضايانا الإجتماعية مهما اختلف الخطاب السياسي لرؤيته الماضوية والمستقبلية المبنية على وعي وخبرات تراكمية والتي كانت سمة الحوار القدري معه عند أول لقاء جمعني بالكاتب الكبير في صومعته بالطابق الرابع في مبني الأهرام ذات يوم من أيام شهر سيتمبر/أيلول من عام 1996 لإجراء حوار صحفي لم أعده مسبقا، ولم أفكر فيه بل كان وليد اللحظة ومن باب لم يغلق (المنصورة) التي شهدت مولده وعبر هذا الرباط الملهم بصفتي أحد ابنائها الذين بهرهم عمنا أنيس منصور صغيرا وشابا يافعا. كان اللقاء الحلم أشبه بالمستحيل والذي تمثلت في ذاكراتي كل روائعه وكل روائع من سكن إليهم في رحلة الصعود نحو قمة الهرم الثقافي بكل تحد وكبرياء من وهب نفسه للبحث والتنقيب عن عالم الإنسان إنه شمس الحقيقة التي لا تغيب. مرت الدقائق مع نبضات قلبي الذي يهتز بين حلم وواقع عندما وجدت نفسي واقفا أمام مدير مكتبه نبيل عتمان في الطابق الرابع من مبني الأهرام الكائن موقعه في شارع الجلاء والمطل على معهد الموسيقى العربية والقريب من شارع الصحافة الذي يضم مبني صحيفة الأخبار التي اسسها مصطفي وعلي أمين عام 1944 مرتجفا مع عرق غزير ينهمر من وجهي الخمري كأنني غير مصدق بما قطعته من ساعات من مدينة المنصورة حتى وصلت إليه في مبنى الأهرام العريق (أمتحان عسير) وكأن مدير مكتبه أبن الشرقية نبيل عتمان على علم بقدومي هكذا بدا لي وظننت منذ الوهلة الأولى بعدما رحب بي ترحيبا حارا لم أكن أتوقعه عندما علم أنني بلديات الاستاذ أنيس منصور، وجلست وسط حفاوة كبيرة من مدير مكتبه أنستني الشعور بالرهبة التي سيطرت على كل مشاعري التي تترقب لقاءه التاريخي باعتباره أحد فرسان ثقافتنا العربية مع جيل العمالقة محمد حسنين هيكل .. يوسف السباعي .. طه حسين .. توفيق الحكيم .. نعمان عاشور.. يوسف أدريس . .. محمود حسن اسماعيل .. أم كلثوم .. صلاح جاهين .. مفيد فوزي .. مصطفي أمين .. نجيب محفوظ .. وكبير مصوري الاهرام محمد يوسف .. عبدالحليم حافظ .. مصطفي محمود . كمال الملاخ . وغيرهم من ذكريات مرت بين دفتر لا يقرأ إلا من باب داخلي؟ صوت مدير مكتبه يقطع حبل أفكاري بالسماح لي بالدخول إلى صومعة الاستاذ أنيس منصور أتفضل (استاذ عبدالواحد) نهضت على عجل شاكرا حتى أحظى بشرف اللقاء ودلفت من الباب الأمامي لمكتب مدير مكتبه دمث الخلق متجها إليه بشوق وحنين، وهو الواقف بدمه ولحمه وشحمه لكي يستقبلني باسما ومرحبا بدرجة أزالت كل شعور بالرهبة وكأنني أمام شخص أعرفه منذ زمن. يمد يده لي مصافحا في مودة وتواضع وكبرياء المثقف الذي يدرك دوره المؤثر في حياة الشباب. وجلست في الكرسي الذي يتوسطه منضدة دائرية مطلا على مكتب الاستاذ أسود الشكل وبجواره شماعة عليها جاكته الصيفي الشخصي الأبيض المقلم بلون رصاصي وبدون رابطة عنق لكونه لا يفضلها، يضيق بها، كما يضيق بالشتاء وبرودته التي كانت سببا في البحث الدائم عن علة لمرضة التنفسي والحاجة الدائمة للغطاء الوفير، فكما كان يقول تجدني ملتحفا بمرتبة السرير والبطاطين؟ حائرا بين شك ويقين هل أن حقا في صحبة أنيس منصور الذي تتلمذت على يديه أديبا ناشئا التهم روائعه التي مازالت كنزا ثريا لكل قراء الضاد في أوطاننا العربية ومنها "الذين هبطوا من السماء. مذكرات شاب غاضب. مذكرات شابه غاضبة. عبدالناصر المفتري عليه والمفتري علينا. الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله. 200 يوم حول العالم. الحائط الرابع. وحدي مع الآخرين. نيتشه فيلسوف الوجودية. حلمك ياشيخ علام. أوراق وأشجار". وعموده اليومي المعروف (مواقف) في الأهرام والذي يضم كثيرا وكثيرا من صور اجتماعية تنم عن مدى التحامه بقضايا العصر مبدعا وناقدا لعالم المرأة بكل أطوارها زوجة وحبيبة وأم لها حقوق وعليها واجبات من خلال فلسفته التي جعلته في قلبها نموذجا للمتمرد العاشق دائما وأحيانا مشاكسا بدرجة تثير حوله العديد من الأقاويل والظنون ربما أكثر من توفيق الحكيم! وتذكرت رحلته الأولى على سطح أحد المراكب في جولة لأوروبا والتي كانت تضم النجمة السينمائية الجميلة والفاتنة لبني عبدالعزيز خريجة الجامعة الاميركية، وصديقه كمال الملاخ مكتشف مركب الشمس لأسطورة كل عصر (الهرم) الأكبر فعرف مبكرا كيف يجمع بين نقيضين من الجمال والصداقة وعلاقة الرجل بالمرأة وكان الشعر بينهما لسان حاله وهو يترنم ببعض ابيات الشاعر الكبير محمود حسن اسماعيل في رائعته "الكوخ"، حقا كانت جعبتي حبلى وتضم كثيرا من ذكريات طالعتها صغيرا علي صفحات الجرائد والمجلات وخاصة مجلة الشباب ومجلة اكتوبر التي رأس مجلس إدارتها وكانت تجسد فلسفة صحفية جديدة واكب بها عصر الاعلام المقروء لتضم ابناءه الروحيين ومنهم الاديبة والصحفية الشابة في ذاك الوقت منى رجب مدير تحرير الاهرام حاليا، ماهر فهمي، اسماعيل منتصر رئيس مجلس إدارة أكتوبر حاليا، وغيرهم من طاقات صنعت تاريخا صحفيا بلا قيود عبر مؤسسات الصحافة والإعلام والتليفزيون والإذاعة بمفهوم قائم على المعاصرة وبتشجبع من الأستاذ الكبير أنيس منصور الفيسلوف المبدع. هكذا تذكرت صفحات منصورية قبل حواري معه والذي تولدت فيه تلك الملامح بعدما اكتشفت أنني مع أنيس منصور (المنصورة) والإنسان الذي لا تشعر معه إلا بصداقة سريعة تنبيء بمستقبل يحمل ملامح غير واضحة لمن لم يقترب منه! يعرف الكثير والكثير بدون إثارة هكذا تخرج منه الكلمات من القلب بخلاف السطور التي ربما فتحت عليه النار لكونه مؤيدا لسياسة كامب دافيد وأحد المقربين من الرئيس السادات ونظامه! وهو يفيض لك بكثير من تلك الذكريات الشخصية في عالم الأدب والفن والصحافة والسياسة من خلال قربه وصداقته بالرئيس المصري أنور السادات الذي كان يصفه بالمعلم رغم تحفظاتي الشخصية على من صنع السلام مع إسرائيل التي اغتصبت القدس، وشردت وطنا بالزيف وعبر الأدعاءات العبرية الصهيونية التي لم تجد رواجا مقنعا لدى طفل عربي صغير؟ ورغم كل الصخب الإعلامي العالمي بين كارتر والسادات ومناحم بيجن الدموي في مرحلة تمزيق الجسد العربي التي لوثت كثيرا من تاريخ نأمل أن نستعيده مع من تبقى من حلم في ظل عولمة وثورات الربيع العربي الذي لها ألف سؤال! بين حيرة في ملامح مستقبلية تدعو لقراءة تلك الثورات من باب حيادي لأننا جمعيا سئمنا من اغتصاب السلطة في اوطاننا العربية وتخلفنا المتعمد رغم وجود العديد والعديد من الهامات والعلماء المبدعين الذين غيروا وجه الحياة في أوروبا واميركا بمكون معرفي وعلمي جعلهم في صدارة المشهد السياسي ونحن من ورائهم نبدو مبتوري الأقدام وخرس الألسنة؟ كان السادات في أكتوبر 1973غير السادات الذي صافح أعداء الأمة العربية في ذاكرتي الشابة من أجل فرقة دفعنا ثمنها جميعا كمصريين وعرب؟ ونحن نبحث عن حلم يعيد لنا شمس الحقيقة الغائبة، ليبقي السادات في ذاكرتي مغتصبا للحلم مقابل سلام هلامي، وهذا ما اختلفت بسببه مع الأستاذ أنيس منصور وتركت الزمن يرد عليه وعلى من كانوا يؤيدون صانع الوهم؟! لكن كان ما أبهجني حقيقة هو دأبه ووعيه بكل قضايا عصره من خلال ثنائه على نجم كرة القدم المعروف وابن الدقهلية شفاه الله واعاده سالما من رحلة علاجه بالمانيا محمود الخطيبب دمث الخلق والموهبة. والدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلي في العالم العربي، والعالم الفذ فاروق الباز، والسياسي الداهية شقيقه اسامه الباز، وكروان الإذاعة المصرية محمد فتحي، وبلبل الالحان رياض السنباطي، والنجمة السينمائية فاتن حمامة، ونائب رئيس الجمهورية في عصر الرئيس جمال عبدالناصر الطيار عبداللطيف البغدادي، وكوكب الشرق أم كلثوم. ثم عاد من رحلته المنصورية ليفتح قلبه على عالمنا الكبير بعدما أخرجت من حقيبتي الجلدية المتواضعة مجلة (عيون الدقهلية) وكاسيت صغيرا، والمثير حقا أن مجلة "عيون الدقهلية" بهرته كطفل صغير تعلق بملابس العيد الجديدة التي أهدته له أمه. لدرجة أخذت منه وقتا في تصفح أبوابها مما أشعرني بالسعادة الغامرة لاهتمامه بهذه المجلة الإقليمية! والتي كنت اراها في داخلي مجرد صحافة لكل مبتدئ مثلي ولن تجد الاهتمام الكبير من شخص بحجم أنيس منصور الذي جال وصال في العالم مرات ومرات وعيناه تلتهمان موضوعاتها، وكان من بين تلك الموضوعات حوار صحفي لزميل مع ابن الدقهلية العالم الكبير وشيخ الأزهر الراحل جاد الحق علي جاد في تلك الآونة كما كان يقدم فضيلته مقالا في كل عدد جديد يصدر لارتباطه هو الآخر بكل ماهو دقهلاوي. كما كانت من بين كلمات الشيخ جاد الحق علي جاد هو حرصة على وحدة المسلمين، فالاختلاف المذهبي يثري العقل لا يضعفه؟ ربما كانت هذه سمة رجال عشقوا المنصورة وتصدروا المشهد المصري والعربي من خلال كعبة الثقافة (المنصورة) التي كانت دوما الملاذ لكل ما هو إبداعي وريادي ومن خلال مشاهدات حية لعالم أنيس منصور مع حوار حميمي وحماسي فيه متعة البحث والتنقيب عن عالم مجهول لشاب مثلي حديث العهد بالصحافة وعالمها ودهاليزها، فجلست في صومعته اسجل كل ما يقذف به عقله المكوكي ليكون هو حواري الصحفي الاحترافي الأول معه على صفحات مجلة "عيون الدقهلية" مع ثقة بالنفس واعتزاز بهذا الكيان الكبير عمنا انيس منصور الذي فتح قلبه وعقله بلا حواجز أمامي وهو يكشف كثير من اسرار ودهاليز السياسة العربية والعالمية بعدما أمرني بلهجة أبوية بغلق الكاسيت الصغير الذي كنت اسجل عليه هذا الحوار غير المرتب؟ لأن ما اسمعه منه ليس كله للنشر بل هو فضفضة أبوية ودروس للتعلم والمثابرة على المحن والشدائد. والذي هو ليس بحوار صحفي عادي وغير عادي بل برحلة لعالم أنيس منصور الإنسان والأديب والفيلسوف والسياسي والكاتب والباحث عن وطن. والذي كان حقا رحلة في صومعته التي تناسل فيها بعض من اصدقائه ومبدعي مصر الكبار الذي تفتح لهم دون أذن ومنهم الشاعر الكبير فاروق جويدة، والشاعر مصطفي الضمراني، ومدير مكتب الاهرام في موسكو في ذاك الوقت الصحفي حسن فؤاد، وابنته الروحية منى رجب، فوجدته على الفور يقدمني لهم بأنني بلدياته وأحد اقربائه فشعرت بفرحة غامرة لم اتذوق حلاوتها في رحلتي كثيرا وسط هؤلاء العمالقة الذين يمدون يدهم لمصافحتي بكل مودة وتركوا لي الحوار سجالا بيني وبين الاستاذ أنيس منصور، وهم يتبادلون بعض قضايا الساعة فيما بينهم بصوت منخفض. وكاتبنا الكبير يفيض شجونا وأنا بحماس الشباب أدلي في بعض من هذه القضايا ومنها قضية السلام مع إسرائيل ولماذا لا يتراجع فيها الرئيس السابق محمد حسني مبارك لأنها أضعفت الروح القومية وخاصة بعدما سقطت روسيا الشيوعية وحققت معاهدة (ماسترخيت) عام 1991 الوحدة الاوربية. رغم كل الاختلافات المذهبية والطائفية واللغة لدول الوحدة الأوروبية كنت متحمسا حتى الثمالة أمام الاستاذ بحاجتي لمثل هذه الوحدة التي هي أملنا جميعا في عالمنا العربي.
أن أرى الحواجز قد سقطت بين ربوع الوطن العربي الكبير بإرادة شعبية وليست بإرادة الحكام التي لن تأتي مهما كانت شعاراتهم. لذا جاءت ثورات الربيع العربي بعد خمسة عشر عاما من حواري الصحفي معه ومن بطش وجبروت على أجساد وعقول أبنائهم الذين هم ثروتهم الحقيقية في البقاء أو الرحيل بلا جنازات مهيبة وبدون شمس وقنوات فضائية تزفهم لقبورهم الملكية. وحدثت الاستاذ عن ابن بطوطة لو أنه اليوم في عصرنا ما استطاع التعرف على بلدان العالم العربي بسبب وجود عراقيل متنوعة ومتعددة أمام كل مغامر ورحالة فلماذا لا نستفيد من صناع الوحدة الأوروبية؟ أم سنظل كسالى في مراحلنا ولا نقدم سوى شعارات جوفاء، وهذا كان أحد مقالاتي الحماسية والشبابية التي كتبتها علي صفحات "عيون الدقهلية" بعنوان "بعيدا عن بيوقراطية جوفاء". والاستاذ يديم النظر لملامح وجهي وكأنه هو الآخر يستعيد صفحات مجهولة من عالم السياسة ربما كان مقتنعا بوجهة نظر شاب مثلي لكن للظروف أحكام! وحاولت بعدما هدأ حماسي البعد عما يسبب حرجا للأستاذ من فرط حماستي الزائدة التي ربما لفتت نظر أصدقائه وتلاميذه ممن كانوا في صومعة عمنا أنيس منصور وجاءت كلماته كفيلسوف عندما طرق على رأسي بأنامله الحانية وبكلماته نحن كوطن كسالى نريد تحقيق الاماني دون جهد وعمل فالمقاهي سلوتنا وهي التي تمنحنا الإبداع فقط هكذا يظن كثيرون؟ وضرب لي عشرات الأمثال من قصص مفادها أن كثيرين يطمعون في تحقيق مناصب دون أن يستحقوها كذلك الدول الخ. فالأستاذ معروف بدأبه منذ طفولته وتفوقه وهو الألفة (الأول) على المملكة المصرية في تلك الحقبة التي كانت مصر فيها ملكية ولم تكن جمهورية وليس فقط الفصل المدرسي أو المحافظة فكرمه وزراء العهد الملكي ومنحوه جوائز مادية ثمينة ؟ أتعبته حقا وهو لم يشعرني بذلك بل كان حنونا وحدثني عن العقاد عندما ذكرت كتابه القيم والموسوعي عنه "في صالون العقاد كانت لنا أيام" فلم يكن كتابا بل كان تاريخا لعمالقة الإبداع والفن والسياسة والدبلوماسية، فذكرت له بعضا من هؤلاء الذين جاءوا وولدوا عبر صالون العقاد للعالم العربي والعالم ومنهم .. الدكتور عبدالرحمن بدوي .. الدكتور الفيسلوف زكي نجيب محمود .. توفيق الحكيم .. الدكتور عبدالمنعم تليمة .. الفنان التشكيلي صلاح طاهر .. الروائي العالمي نجيب محفوظ .. السياسي الأخواني سيد قطب .. الشاعر الكبير محمود حسن اسماعيل .. الفنانة مديحة يسري .. زكريا الحجاوي .. احمد عبدالمعطي حجازي .. احسان عبدالقدوس .. الإعلامية الكبيرة ليلي رستم .. صلاح جاهين .. الموسيقار أحمد الحفناوي .. الأديب عبدالوهاب مطاوع , ومبدعي الضاد في الوطن العربي وآخرين من كواكب عصر وزمن جميل والاستاذ يوضح لي بعض النقاط في شخصية العقاد التي كنت مفتونا بها أنا الآخر بفضل عصاميته في بناء ثقافة جديرة بالوقوف عندها (كالأهرامات الثلاثة) عبر تتطور الأزمنة ومهما تعولم الفكر والعقل فسيظل العقاد الرمز في حياة كل مثقف عربي، وهكذا كان الاستاذ أنيس الشارح الأكبر لفكر العقاد يوما ما قبله تمرده على هذا الدور الفلسفلي في حياته. وكان العقاد في سطور أنيس منصور كما وصفه أشبه بالحاوي الماهر فلم يكن إذا العقاد أديبا فقط بل كان طبيبا أيضا يستطيع أن يصف لك روشتة الدواء بمهارة طبيب عالمي كما كان ماهرا في كتبه "العبقريات" بلغة أهل التراث والمعاصرة والتي كان لها السبق في تغيير إيديولوجيات البعض من المفكرين حول الصحابة ومنهم عمر بن الخطاب .. عثمان بن عفان .. علي بن إبي طالب .. خالد بن الوليد .. أبو بكر الصديق .. وكان المسيح رحلة أخرى من تلك الرحلات العقادية ومرورا بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكنت حاسدا لمن عاش في كنف الصالون العقادي. وكنت متيما بعبقرية الرسول عليه الصلاة والسلام والفدائي الأول للرسالة الإسلامية علي بن أبي طالب، وكيف كان السبب في نجاة الرسول من شرور أعداء الدين. وكم تمنيت أن يكون لي من القدوة من هم في وزن الاستاذ العقاد، وكم وشعرت بمدى القدرة على تحقيقها في صالون أنيس منصور، ولو لساعات قلائل والتي كانت لي أيام في صحبته رغم أعبائه وسفرياته الكثيرة خارج مصر، فكان حقا أستاذي الذي اقتربت منه وفتح لي باب صومعته على مصراعيها بكل تواضع جم وفي عينيه ومضات منصورية تكشف عن أصالة زمن يكتب حروفه على كل لقاء جمعني به فيما بعد مرات عديدة. ومن الممتع حقا نوادره التي أتذكرها منه حول (العقاد) العظيم عندما فاز بجائزة الدولة التقديرية في عام 1960 من القرن الماضي إبان عهد الزعيم جمال عبدالناصر وتوجه لمنزل الاستاذ العقاد في منزله بمصر الجديدة لكي يكون له كلمة أمام الزعيم العربي الكبير يوم الحفل الذي سوف يشرفه رئيس الجمهورية وأعد الكلمة الاستاذ العقاد دون ذكر أي عبارة فيها ثناء على شخص الرئيس جمال عبدالناصر، ورفض العقاد أضافة أي سطر لا يقتنع به مما ترتب علي ذلك توجه الاستاذ أنيس منصور لوزير الإعلام آن ذاك الكاتب والأديب وعضو مجلس قيادة الثورة ثروت عكاشة، وتفهم الأمر الوزير وساعة الحفل الذي شرفه الرئيس وأثناء توجه العقاد لإلقاء كلمته المكتوبة قطع التيار الكهربائي عن (الميكرفون) دون أن يشعر بذلك الاستاذ العقاد فلم يسمع أحد من الحضور كلمة العقاد، وبعدما فرغ العقاد من إلقاء كلمته توجه له صديق وقال له يا أستاذ لم نسمع منك شيئا، وأدرك العقاد المقلب الذي صنعه له أنيس منصور وثروت عكاشة وقال لصديقه فعلها ولاد الآبالسة! ووجدت نفسي غارقا في الضحك والاستاذ أنيس منصور كذلك فكان العقاد جامعة لكاتبنا الكبير أنيس منصور منذ أن غادر المنصورة متوجها للقاهرة للدراسة بها في جامعتها بقسم الفلسفة في المدرج 78 والذي كان يضم عددا لايتجاوز سبعة طلاب في هذه الآوانة من زملاء أنيس منصور الطالب في جامعة القاهرة وكان عميد الجامعة آنذاك عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي لعب دورا محوريا في حياته فيما بعد، بعدما اكتشف أبوته فكان محظوظا لأنه جمع بين عملاقين في فترة تكوينه الفكري والثقافي في تلك الحقبة الثرية من تاريخ مصر، كما كان الأستاذ شغوفا بالغناء مع رفيق رحلته الدكتور مصطفى محمود، فكثيرا ما اشتركوا في الغناء سويا في أفراح أحد الجيران فوق السطوح وكان نصيب كل منهم في إحدي تلك الحفلات ربع جنيه مصري لكل منهما في ذاك الوقت والطريف أن العروس بنت بواب العمارة. في تلك الأيام الخوالي من ذكريات حبلى بالتاريخ، مضى الحوار الصحفي غير المعد والمرتب مرورا ممتعا مع وعد بلقاء آخر بعدما أقنعني الأستاذ منصور بمساعدتي في الحصول على فرصة عمل بالصحافة في القاهرة ومن تلقاء نفسه ودون أن أفاتحه في ذاك فكان أقصي حلم لي هو رؤية الاستاذ أنيس منصور ومصافحته لا غير، وبعدما عرف بأنني أديب وروائي عمل لي بعنوان "من تأتي الشمس" لم ينشر بعد، خاطبني: معك العمل الأدبي؟ فقلت له لا فقال في زيارتي الأخرى أحضر الرواية وسوف أخبر الدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة العامة للكتاب بإنك بلدياتي لكي ينشره لك ضمن مشروع إبداعات الشباب؟ كان كريما وثري القول والفعل! ومن باب لا يغلق كان الاستاذ متواضعا جدا في حرصه على أن يسجل هذا اللقاء الأول بالكاميرا من خلال صور تذكارية تجمعه بشخصي المتواضع مازالت لها صدى في حياتي لتتصدر مكتبي في غرفتي الشخصية قبل زواجي وبعد زواجي ليضفي لقائي الأول به شحنة عميقة من مشاعر لعبت دورا قدريا وفاعلا في حياتي الثقافية والصحفية فيما بعد بعقلية من يبحث عن نصفه الآخر حتى هذه اللحظة ليصبح أنيس منصور قلبا أبويا لي في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي بعدما أصبحت متيما بعالمه الأدبي ونوادره باعتباره من ظرفاء عصر. لم يرحل الأستاذ أنيس منصور لأن إبداعاته جسر لعبور كل من يبحث عن تاريخ مصر الثقافي ورؤية عالم مختلف من روائع كل زمن اختلفنا أو اتفقنا لأنها تجربة أديب كبير ورؤية لها نقد ومراجعات تحتاج لوقت ليس باليسير دوما في عالم كل يوم تمنحك برودته القارصة غربة، وألفيته الثالثة مفاجآت لم يسبق لها مثيل في عمر البشرية وللحديث بقية مع الراحل الكبير ومع إبداعات لم تكتشف بعد! ومع ذكري استاذنا الكبير أنيس منصور الثانية نشعر أنه يأخذ بيدنا جميعا في محنة العمر ببساطته وموضوعيته التي تمتاز بالحكمة وكثير من الاسفار الهادفة .. عبدالواحد محمد ـ كاتب وصحفي مصري abdelwahedmohaned@yahoo.com
اعتاد أبناء شعبنا في كل عيد أن يقولوا لبعضهم البعض كل عام وانتم بألف خير،ويتمنون أن يأتي العيد القادم،وقد تغيرت وتحسنت الأحوال وتحققت الأماني والأهداف والتطلعات،ولكن في واقعنا وظرفنا الفلسطيني،كل ذلك يجري ترحيله من عيد لعيد دون أن يتحقق من ذلك شيئاً،بل العيد القادم يكون أكثر سوءاُ من العيد الفائت،فلا الأسرى تحرروا من سجون الاحتلال،بل أصبح العديد منهم يخوضون بطولات فردية في معارك الأمعاء الخاوية،ويسجلون أرقاماً قياسية في الإضرابات المفتوحة عن الطعام،ويدخلون موسوعات "غنيتس" للأرقام القياسية،دون ان ترتقي حملة المساندة والتضامن معهم الى حدودها الدنيا،بل هناك تقصير فاضح وواضح في هذا الجانب رسمي وشعبي،يصل حد اللامبالاة،ولا الانقسام انتهى،بل نشهد ونرى أنه يجري تكريسه وترسيمه بمساهمة عربية خدمة لأجندات وأهداف مشبوهة،ولا القدس تحررت،بل التطهير العرقي بحقها سيد الموقف،والأقصى كأنه لا يخص لا للعرب ولا المسلمين،كل يوم تقوم العصابات الصهيونية من غلاة المستوطنين المتطرفين وبقرار من أعلى المستويات السياسية باقتحام ساحاته وتأدية شعائر وطقوس توراتية فيها،وكذلك ممارسة كل أشكال الشذوذ والعربدة هناك في محاولة من أجل تحين الفرصة لتقسيمه زمانياً ومكانياً بين المسلمين كمكان مقدس خاص بهم،وبين من يزعمون وجود هيكلهم المزعوم مكانه،ولا المفاوضات العبثية توقفت،فهي تجري وتستمر بأشكالها المختلفة دون ان تحقق أية نتيجة،ودون أن يصل البعض الى قناعة بضرورة مغادرة هذا الخيار نهجاً وثقافة،وكأنه يريد من خلالها رغم تجريب المجرب،ان يحصل على "دبس من قفا النمس"،او يمني النفس بأن يتم" حلب الثور"،ولا الأوضاع الاقتصادية تحسنت،ولا سنغافورة تحققت ولا أنهار من اللبن ولا أجرار من العسل شرب وأكل المواطن الفلسطيني،فالغلاء فاحش والأسعار ترتفع بشكل جنوني،وشعب وصل حد الغليان والثورة والمطالب وصلت حد إسقاط أوسلو وكل مشتقاته سلطة واتفاقية باريس..الخ،وفي هذا العيد لا الرواتب لجيش الموظفين الذين جرى رهنهم لمؤسسات النهب الدولية (البنك وصندوق النقد الدوليين) صرفت بالكامل،حتى المتفرغين منهم على منظمة التحرير الفلسطينية التي جرى تجويفها وتهميشها،ما زالوا بدون رواتب وينتظرون الفرج،او نزول الوحي في آخر يوم،رغم قناعتهم بأن الوحي توقف نزوله من بعد النزول على النبي محمد (صلعم)ولكنهم مثل الغريق الذي يتعلق بقشة،يمنون النفس بنزوله،حتى ترتسم الفرحة على وجوه أطفالهم،الذين يردون أن يفرحوا بالعيد مثل بقية أطفال العالم في أعيادهم،وهم لا ذنب لهم بأوسلو وما جره على شعبهم وأهلهم من مصائب وويلات.
عيد وراء عيد مصائب وكوارث تزداد على رأس هذا الشعب،كوارث بسبب كثرة وكبر حجم المؤامرات عليه محلية وعربية واقليمية ودولية من جهة،وفئوية وانانية ومصالح وأخطاء قياداته من جهة أخرى،والتي تنقل الشعب من أيلول لأيلول وتعده بالانتصارات الورقية التاريخية،غير المتحقق منها شيئاً غير المزيد من الخسارات.،والمزيد من الشرذمة والانقسام والإحباط وعدم الثقة،ولعل ما جرى في الانتخابات المحلية،خير شاهد ودليل،حيث النسبة المتدنية من المشاركة في الانتخابات،وحتى العزوف عن الفصائل والأحزاب لصالح العشائرية والقبلية،وهذا مؤشر خطير جداً،وسيكون له تداعياته الكبيرة على المجتمع الفلسطيني.
حتى الربيع العربي الذي كنا نراهن عليه،بأن يشكل سنداً ورافعة لنا،يبدو أنه على رأي المأثور الشعبي"تمخض الجبل فولد فأراً"،فالقضية الفلسطينية يتراجع حضورها عربياً ودولياً،والضغوط والحصار المالي على الشعب الفلسطيني ،وبمشاركة عربية يتصاعد ويتوسع،ومن الواضح أن الهدف هو تطويع الشعب الفلسطيني وقيادته،ومحاربته في لقمة عيشه،وليس أدل على ذلك الاستطلاع الذي نشرته جامعة النجاح الوطنية من 7-9/10/2012،حول الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية،فإن 64 % من المستطلعة آرائهم قالوا،بأنهم مع عودة السلطة الى المفاوضات مقابل استمرار تدفق الدعم الخارجي وصرف رواتبهم،وهذا بحد ذاته شكل من أشكال محاربة المواطن الفلسطيني في لقمة عيشه وابتزازه،وما كان لهذا المواطن أن يصل الى هذا الحد من الذل والهوان،لو كان هناك سلطة تعتمد على تنمية اقتصادية حقيقية،وتركز على القطاعات الإنتاجية من زراعة وصناعات تحويلية،بدل من أن تعتاش على الضرائب والتحويلات الضريبة للبضائع الفلسطينية من خلال دولة الاحتلال،والتي تتخذ منها وسيلة ضغط وابتزاز واستثمار سياسي، ناهيك عن الابتزاز السياسي من قبل مؤسسات النهب الدولية.
متى سيأتي عيد نفرح فيه كشعب؟؟،فحتى في الأعياد يتواصل العدوان على شعبنا،حيث الشهداء يسقطون في القطاع المحاصر،والعالم يغمض عينية ولا يهمه من مصير الشعب الفلسطيني شيء،سوى أن يكون هناك هدوء وامن وأمان لدولة الاحتلال ومستوطنيها،تقتل،تدمر،تحرق،تبني مستوطنات،تعتقل،تغتال،كله مباح في العرف ومعاير الغرب المزدوجة والانتقائية،فهم يتعاملون معنا كفلسطينيين وعرب بأننا كم زائد ولا قيمة له.
وفق المعطيات المتوفرة لن يكون هذا العيد خاتمة أعياد الأحزان عندنا،بل واضح أنه ربما العيد الأسوأ،فأوضاعنا تزداد سوءاً على كل المستويات،حيث الأوضاع الاقتصادية مع الغلاء وارتفاع نسبة البطالة،وتراجع الدعم والمساعدات الخارجية،تنذر بأوضاع كارثية،وكذلك سياسياً لا افق بتحقيق تقدم ولا بحلول سياسية تلبي الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،ونحن ما زلنا نقتتل على سلطة وهمية ليس لها أي مظهر من مظاهر السيادة الحقيقية،يستبيحها الاحتلال متى شاء.
كان الله في عون شعبنا،هذا الشعب المحتل الذي يدفع الثمن يومياً،ويحرم من حريته وحقوقه،وبدلاً من أن يمنح هذه الحقوق وهذه الحريه،فما يسمى بدعاة الحرية والديمقراطية،يريدون أن يظهروا نضاله وكفاحه على أنه شكل من أشكال"الإرهاب"،ففي عرفهم المقلوب يصبح الجلاد ضحية والضحية جلاداً،فهل هناك ما هو أكثر من هذا الظلم و"التعهير" للمبادئ والقوانين الدولية؟؟.
رغم كل سوداوية المرحلة نحن نؤمن بأن فجر الحرية لشعبنا وإنعتاقه من الاحتلال ستبزغ فجرها يوماً ويتحقق ذلك الإنعتاق.
ما هو مفيد بالنسبة لصفحة: "كلنا نديم قطيش" التي فتحت قبل أيام قليلة على "الفايسبوك" في وجه الهجمة البربرية والحاقدة والإرهابية عليه، أقلة بالنسبة لنا شخصياً انها بيت بجلاء وبما لا يقبل الشك أن كل ربع 8 آذار من "أوباش" وجماعات كذبتي المقاومة والتحرير، ومعهم "أوبة" نفاق وهمجية الإصلاح والتغيير من أصحاب ورقة عار زواج المتعة التفاهمية المعادية للبنان واللبنانيين، وما هو بينهما من اشكال بشر تعيسة وحاقدة ومأجورة ومرتهنة، بيت ردودهم الغوغائية أنهم جهلة ويفتقدون إلى ادنى مفاهيم الحرية والوطنية والحقوق، أفراداً وقادة ومسؤولين.
مؤسف أنهم مسعورون ومصابون بانتفاخ كياني سرابي، وباسهال كلامي نتن، وبهمجية قاتلة، ولا يجيدون غير لغة الشوارع و"الزعران"، كما أن ليس عندهم أي حس اخلاقي أو انساني أو إيماني. كل ممارساتهم وأقولهم تبين أنهم لا يحترمون من لا يكون على شاكلتهم ويعادون من لا يقول قولهم، ويهددون بالقتل كل من يفضح غوغائيتهم.
هذه الوضعية هي طبعاً كارثة وطنية وأخلاقية وانسانية ومردها إلى ثقافة التعصب والأصولية والنرسيسية ورفض الآخر والإنغلاق الإجتماعي. والإنغلاق هو اخطر هذه العاهات كون حزب الله الإرهابي قد عزل بالقوة والإرهاب بيئة كاملة عن باقي الشرائح اللبنانية وعن محيطها الإقليمي بعد أن خطفها في ظل وبركات واجرام الاحتلال السوري ومال الملالي "النظيف" وتحكم في مصيرها ولقمة عيشها وأمنها وفرض عليها ثقافة غريبة عن لبنان وتاريخه هي مستوردة من جحور وأوكار مخابرات جماعات محور الشر في إيران وسوريا.
صدمنا ونحن نقرأ ردود هؤلاء المرضى والشاذين على صفحة: "كلنا نديم قطيش" بكل ما في الشذوذ من قرف وجهل وبربرية على الإعلامي نديم قطيش لأنها لم تكن ردود أو انتقادات طبقاً لكل معايير ومقاييس سبل التواصل والمفاهيم البشرية، وإنما للأسف شتائم وقذورات كلامية وببغائية استعلائية قاتلة ومناقضة لكل ما هو اخلاقي وقيمي وإيماني وحضاري وقانوني.
مصيبة في حال كان كل هؤلاء المسعورين هم فعلا اغبياء وجهلة ومنسلخين عن الواقع المعاش وعن الحق والحقيقة إلى هذا الحد وغارقين في هذا الدرك الجهنمي من العداء والكراهية ومفاهيم شرعة الغاب.
واقعنا اللبناني للأسف هو كارثة، لا بل هو مصيبة كارثية، وأما الخلاص فلا يمكن أن يأتي بغير الإيمان الصادق ومخافة الله وعودة دولة القانون وتفكيك الدويلة الملالوية والأسدية، وما عدا هذا هو مجرد سراب وأوهام.
وللوصول إلى هذا الهدف الوطني والنبيل المطلوب من كل السياديين في لبنان وخارجه الشهادة للحقيقة وللبنان السيد والحر والمستقل دون خوف وتردد وحسابات شخصية والسعي من خلال مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى اعلان لبنان دولة مارقة وغير قادرة على حكم نفسها، وبالتالي توسيع اطر وبنود القرار الدولي 1701 حيث تتمكن الأمم المتحدة من وضع يدها على الدولة اللبنانية على كافة المستويات لفترة زمنية محددة بهدف إعادة تأهيلها، وانظمة الأمم المتحدة تجيز هذا الأمر وقد عمل به في عدد من الدول بنجاح كبير.
لجماعات نفاق المقاومة، ولربع أوراق تفاهم الذل والخنوع، نقول مع الصديق الياس الزغبي: "ظنّوا أنّنا تضعضعنا، وانهزمنا، وحقّقوا علينا انتصاراً إلهيّاً جديداً وأنّ العالم زحف لدعمهم، من الشيطان الأكبر إلى الأصغر، موهومون ومهووسون هؤلاء، لا يدركون أنّ قضيّتنا أقوى وأبقى وأنقى. وأنّ إيماننا يقول للجبل أنقل فينتقل، كما فعل في ربيع 2005 وأنّ حكومة الجماجم إلى رحيل قبل غرق الجمجمة الكبرى في دمائها"
يبقى أن من لا يقاوم الشر ويخضع لإرهابه وثقافته يتحول لعبد ويعيش العبودية. وويل لمخلوق شاذ لا يجيد غير لغة الشوارع، ولا يقبل الآخر المختلف، ويعيش وهم الورم الكياني القاتل.
رغـبة من مجـموعة تـنـظيماتـنا الكـلـدانية المهـتمة بالشأن القـومي والواردة أسماؤها في أدناه ومن نشاطات الملتـقى الـكـلـداني الـثـقافي في سـدني ، لـبَّـتْ وزارة الهجـرة الأسـتـرالية طـلبنا جـميعاً فـحـضر ممثـلون عـنها في نـدوة مسائية بتأريخ 17 تشرين الأول 2012 في قاعة نادي بابل الكـلـداني
(Manager Andi Eisenhuth )
(Tony Maguire Director Refugee and Humanitarian Visas )
التي إكـتـضتْ بالحـضور ودامت أكـثر من ساعة فـقـدموا شرحاً وافـياً عـن القـوانين العامة المعـمول بها في دائرة الهجـرة بشأن قـبول طلبات اللجـوء الإنساني وفـقاً لإتـفاقـية جـنيـﭫ والمفـوضية العـليا للاجـئين التابعة للأمم المتحـدة بالإضافة إلى القـوانين المحـلية التي تأتي تلبـية للحاجات الطارئة التي تعـصف بالعالم بـين الحـين والآخـر .
وقالت ( Andi ) : جـميعـنا نفـتخـر بأستراليا المتميِّـزة في برنامجها الإنساني لقـبول اللاجـئين وخاصة أولـئك الذين هم بحاجة ماسة إلى إعادة تـوطين ومن مخـتلف بـلـدان العالم ، وقالت أن هـناك نوعَـين منهم أحـدهـما يشمل الذين تركـوا بلادهم لأسباب شخـصية قاهـرة ويحـتاجـون إلى كـفـيل من داخـل أستراليا ( وليس لأسباب إقـتـصادية أو لفـقـدان الأمان في بـلـدهم بصورة عامة ! ) والنوع الآخـر هم المقـيمون الأستراليّـون الذين يقـدمون طلباً لِـلَم شمل أسرهم وللإلتحاق بهم ، وقالت : إن عـدد طلبات اللجـوء المقـدَّمة هـو دائماً أكـثر من سِعة البرنامج الإنساني المخـصص لهم فـفي خلال السنة المالية 2011-2012 ومن بـين 23000 طـلب للجـوء الإنساني مُـنحَ حـق اللجـوء لـ 700 منهم فـقـط وعـليه نـقـول لصاحـب الطـلب أن يكـون عـقلانياً في توقعاته قـبل تـقـديمه وأن لا يتفاءل كـثيراً حـول نجاح طـلبه فـقـد تستغـرق عـدة سنوات حـتى تـظهر نـتـيجـته وهـناك الكـثيرون سيصابون بخـيـبة أمل . إن كـل طلب يجـب أن يتضمن إستمارتين 842 ، 681 سـوية ويمكن للشخـص الكـفـيل ذو العلاقة الزوجـية المتـواصلة حالياً والمقـيم في أستراليا كلاجىء إنساني لمدة 5 سنين وحاصل عـلى ﭬـيزا الحـماية 866 أن يكـفـل أفـراد أسرته المدونة إسمائهم مسبقاً في سجلاته الأسترالية كالزوجة أو الخـطيـبة أو الأبناء ــ أقـل من 18 سنة ــ وأن يمكـنهم التأقـلم في المجـتمع الأسترالي ( عِـلماً أنَّ الوالـدَين والأحـفاد والأجـداد والإخـوان وأولاد العـم والخال ليسوا محـسوبـين كأفـراد الأسرة في هـذا البرنامج ) وهـناك مقايـيس أخـرى تـؤخـذ بنـظر الإعـتـبار في تـقـيـيم الحالة مثل الحـماية المؤقـتة التي يحـصل عـليها في محـل إقامته الحالية ودرجة الإضطهاد وصلة القـرابة ثم الرعاية التي سيتلقاها من كـفـيله ، ثم تأتي المقابلة والفحـص الطـبي وعـلى الكـفـيل تحَـمُّل نـفـقات سفـرهم ومتابعة شؤونهم عـند وصولهم .
وقـد وافـقـتْ السلطات الأسترالية عـلى رفع العـدد الكـلي لقـبول اللاجـئين بصورة عامة من كـل الأصناف ومن جـميع دول العالم إلى 20000 لاجىء في السنة بالإضافة إلى 4000 آخـرين تخـص فـقـرة الأسرة . وكانت هـنالك أسئلة الحـضور أجاب عـليها ممثل دائرة الهجـرة ( Tony ) بكـل رحابة صدر وأشار إلى متابعة إثـنـتين أو ثلاثة من بعـض الحالات النادرة والتي أصابها الغـبن لمدة طـويلة إنْ كانت قانـونية ( متابعة فـقـط وليس وعـد أو ضمان ) .
ونكـرر هـنا أن نشاطـنا هـذا هـو من أجـل إنـتـشال مواطـنينا ( ما يمكـن إنـتـشاله ) من مأزق الإنـتـظار في دول الجـوار الملتهـبة ، ولا يعـني أبـداً تشجـيع الساكـنين في الوطـن الأم لمغادرته عـلى الإطلاق وأنتم إطـلعـتم عـلى التـفاصيل غـير المشجـعة التي جاءت في مقالـنا هـذا .
ا(1)- الملتـقى الكـلـداني الـثـقافي (2)- المركـز الكـلـداني للخـدمات الإجـتـماعـية (3)- جـمعـية تلكـيف الكـلـدانية (3)- الجـمعـية الأكاديمية الكـلـدانية الأسترالية (4)- المجـلس الكـلـداني العالمي (6)- المنبر الديمقـراطي الكـلـداني الموحـد
** يبدو أن هناك إصرار من البعض للتحدث بإسم أقباط مصر .. وتمثيل الكنيسة فى الجمعية التأسيسية لعمل الدستور .. رغم أن هناك رفض جماعى من الشعب ، إلا أننى أجد غضاضة فى إصرار نيافة الأنبا "بولا" الغير مبرر والعجيب ، لأن يطلق على نفسه المتحدث بإسم الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر .. ويضم معه مستشار سابق يزعم أنه احد أعضاء المجلس الملى .. ويصر الإثنان على تواجدهما فى الجمعية التأسيسية للدستور ، والمعروف أنه دستور لجماعة الإخوان المسلمين .. والجماعات السلفية .. وقد حذرنا كل منهما فى أكثر من مرة .. أن ينسحبوا فورا من هذه اللجنة ، وأن يصدر بيان واضح وصريح أن الكنيسة الأرثوذكسية ترفض التواجد فى عمل دستور بهذه الصفة .. ورغم أننا حذرنا بعض الكنائس الأخرى ، الإنجيلية والكاثوليكية .. إلا أننا نجد أن هناك إصرار أخر على تواجد الدكتور "صفوت البياضى" ، وهو ما يمثل تفتيت لدور الكنيسة داخل مصر .. فنحن الأقباط وأنا أعلم اننى أتحدث بإسم جميع الأقباط المقهورين ، أنهم يرفضون هذه اللجنة الإخوانية السلفية .. التى تعمل دستور مصر بالإكراه ... فلا وصاية لنا على القس "صفوت بياضى" ، فهذا شأنه ومعه الطائفة الإنجيلية ..
** ولكننا نصر أن تعلن الكنيسة الأرثوذكسية بإسم القائم مقام البطريرك ، نيافة الأنبا باخوميوس عن مسئوليته الكاملة فى تواجد كل من الأنبا بولا والمستشار السابق "إدوارد غالب" ، وهم يقولون نحن نمثل الكنيسة ..
** لا تدعونا نخرج عن شعورنا .. فالموقف لا يحتمل الهزل أو التخريف .. دعونا نثق فى دور الكنيسة فى الوطن .. أما إصرار كل من الانبا بولا والمستشار السابق "إدوارد غالب" على تواجدهم .. فعلى الكنيسة أن تعلن أنهم يمثلون أنفسهم ولا يمثلون الأقباط .. ولم يختارهم الأقباط لتمثيلهم .. كما نحذر الكنيسة أن تورطها فى هذا العمل الذى يدمر الوطن لن يغفره أى مسيحى فى العالم .. وقد فاض بنا الكيل .. ولكن يبدو أننا نؤذن فى مالطة .. والأن فورا نطالب الكنيسة ببيان عاجل .. فلا يهمنا ما يتم من شو إعلامى حول إختيار قداسة البابا .. فالخمسة المختارين كلهم قامة تفتخر بهم الكنيسة .. والرب هو من سيولى بابا الكنيسة القادم .. ولكن تركيزنا الأهم ، هو الدستور الذى يتم طبخه الأن .. وسنكون تحت وطأته إذا تم لا قدر الله أقباطا مقهورين مذلولين مطاردين ..
** هذه هى المسئولية التى تقع على عاتق الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر .. فهى الوحيدة التى تتحمل مسئولية إصرار إثنين للتحدث بإسمهم ، وهو نيافة الأنبا بولا والمستشار السابق "إدوارد غالب" ..
** نرجو من نيافة الأنبا باخوميوس .. الرد على ما نثيره الأن .. وقد سبق أن نوهنا فى أكثر من مقال على إنسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية .. ولكن هناك إصرار ليس له أى مبرر للتواجد فى الجمعية التأسيسية ضد إرادة الشعب .. وضد تحقيق العدالة للأقباط .. أو ضمان حريتهم وكرامتهم ..
صوت الأقباط المصريين
تشرفت مع نخبة من المفكرين العرب والآسيويين البارزين بحضور الملتقى الأكاديمي الذي نظمته كلية العلوم الإجتماعية بجامعة الكويت يومي 9 و 10 من أكتوبر الجاري برعاية كريمة من الديوان الأميري الكويتي، وذلك إستعدادا للقمة الأولى للحوار الآسيوي التي إستضافتها الكويت مؤخرا.
ولا أبالغ لو قلت أن الحدث كان من المناسبات النادرة لجهة إستضافة حشد كبير من المهتمين بالشئون الآسيوية تحت سقف واحد، والإنصات إلى طروحاتهم ورؤاهم حول ملف كان وما زال يطرح نفسه بقوة على طاولة صناع القرار العرب، ألا وهو ملف "التوجه شرقا" وكيفية الإستفادة من الإمكانيات الهائلة والتجارب الغنية للأمم والشعوب الآسيوية في عملية النهوض والإرتقاء بأممنا التي لا تزال قابعة في ذيل الأمم، وتصارع من أجل الحفاظ على أمنها وسيادتها وإستقلالها وإستقرارها الداخلي، وما تحقق لبعضها (مثل أقطار الخليج العربية) من تنمية وتحديث ومستويات معيشية لائقة خلال العقود القليلة الماضية.
لم يكن غريبا أن تتفاوت رؤى وطروحات المشاركين والمتحدثين، وأن تتنوع مضامين محاضراتهم، وتختلف مرئياتهم. فهم جاؤوا من أقطار متباينة في مساحاتها، وعدد سكانها، وطموحاتها السياسية، وعلاقاتها الخارجية، وثقافات شعوبها، ونموها الإقتصادي، ومشاكلها الداخلية. لكن المهم هو أن نقاشات أربع جلسات على مدى يومين خرجت بحصيلة من الأفكار والتوصيات المفيدة لجهة كيفية تعزيز اواصر التعاون والتبادل والشراكة ما بين غرب آسيا العربي وجنوبها وشرقها وشمالها. ويمكن تلخيص تلك الأفكار في:
• ضرورة إقامة شراكة بينية مؤسساتية الشكل، طويلة المدى، متعددة الأوجه، ومبنية على قاعدة المصالح المشتركة وليس على العواطف والإيديولوجيات، كيلا تكون تلك الشراكة معرضة للأهواء والأمزجة والتقلبات السياسية.
• تركيز الإهتمام على القوى الآسيوية الكبرى أوالصاعدة كالصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، مع عدم إغفال القوى الأخرى ذات التأثير الأمني على غرب آسيا (مثل الباكستان وأفغانستان وإيران) أو المتميزة بتجاربها التنموية والعلمية الفريدة (كماليزيا وسنغافورة) أو المتميزة بثقلها السكاني وديمقراطيتها الناشئة (كإندونيسيا).
• ضرورة إيجاد وسائل جديدة ومبتكرة للتواصل الثقافي والإجتماعي مع الأقطار الآسيوية من خلال تدشين برنامج لتبادل الطلبة والأكاديميين والباحثين، وإقامة الفعاليات الثقافية المشتركة، وترجمة المؤلفات الآسيوية إلى العربية، وإقامة معاهد متخصصة للدراسات الآسيوية في الجامعات والمعاهد العربية العليا.
• إستغلال حاجة القوى الآسيوية الصاعدة للنفط والغاز الخليجيين، وإهتمامها بتأمين الخطوط البحرية لإمدادات الطاقة من الخليج في إشراك تلك القوى في أية ترتيبات أمنية خاصة بالمنطقة، مع تعزيز التعاون العسكري والدفاعي والتكنولوجي، وذلك من باب تبادل المنافع والمصالح، والتصدي للأخطار المشتركة.
• التقريب ما بين أهداف التجمعات الآسيوية الإقليمية مثل مجلس التعاون الخليجي ومنظمتي "آسيان" و"سارك"، وصولا إلى قيام الإتحاد الآسيوي الذي دعا إليه سمو أمير دولة الكويت.
أما محاضرة كاتب هذه السطور فقد ركزت على الجانب المهمل في العلاقات العربية – الآسيوية، ونقصد به التواصل الإجتماعي والثقافي الذي لم يحظ حتى الآن بالعناية اللازمة على الرغم من وجود الملايين من الأيدي العاملة الآسيوية في الدول العربية، ناهيك عما يربط الطرفين بعضهما ببعض من أواصر تاريخية وثقافية وروحية كما هو الحال ما بين أقطار الخليج وشبه القارة الهندية مثلا.
ومما قلته أن دول جنوب وشرق آسيا، تشهد حراكا إجتماعيا وثقافيا غير مسبوق، وأن هذا الحراك هو إحدى سمات تطور وبروز دور منظمات المجتمع المدني في تلك الدول، وأن ثورة الاتصالات والمعلوماتية التي بزت فيها الدول الآسيوية الصاعدة غيرها من الدول المتقدمة قد لعبت دورا مؤثرا في إنتقال الأفكار والتجارب ما بين الأمم والشعوب الآسيوية، الأمر الذي يمكن الإستشهاد فيه بما حققته الهند في صناعة البرمجيات منذ إعتمادها سياسات السوق، وما حققته على هامش ذلك من خلق كوادر ومؤسسات متخصصة تتهافت على خبراتها الدول الآسيوية الأخرى. وأضفت أنه يمكن قول الشيء ذاته عن الصين التي حققت إنجازات إقتصادية وصناعية مشهودة منذ تخليها عن سياساتها الراديكالية، وبما أثر تأثيرا إيجابيا على مستوى معيشة مئات الملايين من مواطنيها، وساعدهم بالتالي على التواصل مع جيرانهم في مختلف المجالات.
أما لجهة أبرز ملامح التواصل الثقافي والإجتماعي في شرق آسيا فذكرت أنه يشتمل على زيادة أعداد المتنقلين ما بين دول المنطقة كسياح ورجال أعمال وطلبة علم، حيث أن للتنقل دور مؤكد في تقوية عرى التواصل وبناء العلاقات وكسب المزيد من المعرفة والاطلاع.
والملمح الآخر في هذا السياق هو بروز عدد من الجامعات والمعاهد الآسيوية العليا في الهند واليابان والصين وتايوان وهونغ كونغ وسنغافورة وكوريا الجنوبية على قائمة أفضل الجامعات والمعاهد في العالم، الأمر الذي شجع طلبة آسيويين كثر على الإلتحاق بها والنهل من برامجها الأكاديمية المتطورة. وهذا بطبيعة الحال خلق مجالا آخر للتواصل الإجتماعي والثقافي، وتلاقح الأفكار والرؤى.
والملمح الثالث هو الأجواء المفتوحة أمام وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة في دول ديمقراطية قديمة كالهند، ودول ديمقراطية ناشئة كإندونيسيا، والتي ساهمت في تدفق المعلومات وتبادل الأفكار حول حقوق المرأة والطفل والإنسان بصفة عامة، ودور منظمات المجتمع المدني، والأحزاب والتنظيمات السياسية في رفد الحراك المجتمعي.
ففي الهند مثلا، وبسبب إجتثاث نسبة معتبرة من الأمية، وتحسن القدرات الشرائية، والعدد الهائل من السكان المتعطشين للمعرفة، وإزدهار الإعلان التجاري، نجد أن المنتج الإعلامي بصوره المتنوعة يحقق أرباحا خيالية، والمؤسسات الصحفية تتوسع بعكس الحال في العالم الغربي الذي يشكو من إفلاس مؤسساته الإعلامية.
أما إندونيسيا فتقدم مثالا حيا على مدى تأثر الحراك الإعلامي والمجتمعي بتغير الأنظمة السياسية. فثورة شعبها ضد الديكتاتورية في 1998 فتحت الآفاق أمام ظهور إعلام حر، فتوالدت الصحف والمجلات والدوريات المتخصصة، مع بث بعضها على مواقع الإنترنت كوسيلة لإيصالها إلى القاريء في المناطق النائية، وإنتشرت المحطات الفضائية والإذاعات الخاصة ودخل الكل في منافسة حامية من أجل إستقطاب أكبر شريحة من المعلنين، وأيضا أوسع شريحة من القراء والمشاهدين.
ولعل من الأمور التي ساعدت كثيرا على عملية التواصل والتحاور والتفاهم والتبادل بين المجتمعات الآسيوية وجود لغة مشتركة ممثلة في الإنجليزية التي يجيد مئات الملايين التحدث بها، ناهيك عن تزايد أعداد من يتعلمونها بإضطراد.
لكن ماذا يتناول آسيويو الشرق في تواصلهم الاجتماعي والثقافي عبر شبكات الاعلام الجديد؟ هل هم مثلا يستخدمون تلك الشبكات للتحريض ضد حكوماتهم أو ضد شخوص أو أفكار معينة أو في اللغو ونشر الإفكار البالية مثلما نفعل نحن في غرب آسيا؟ أم أنهم يستخدمونها في الإرتقاء بأحوالهم من خلال نشر العلم والمعرفة والإطلاع على تجارب الآخر؟. الواضح من خلال الرصد الميداني أن عمليات التحريض والتشويه لصور الأنظمة والحكومات والرموز ، والسفسطة السياسية لا تحتل سوى مساحة محدودة جدا. وبمعنى آخر فإن بين الأمور التي نجد لها تجليات واضحة في الشرق الآسيوي، بينما تكاد أن تكون معدومة في غرب آسيا العربي، إستلهام الدول والشعوب الآسيوية لتجارب بعضها البعض دون حساسية أو عقد مبعثها الخلافات التاريخية أو التناقضات الإيديولوجية.
د. عبدالله المدني
*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة : أكتوبر 2012
البريد الإلكتروني: elmadani@batelco.com.bh
بالواقع الموثق والمعاش نؤكد لمن يعنيهم الأمر أننا لم نعتدِ على غبطة البطريرك الراعي في أي وقت من الأوقات، كما يدعي ويسوّق باطلاً بعض الغيارى من جماعات المتزلفين ومساحي الجوخ الغارقين حتى الثمالة في ثقافة تغيير الطرابيش والجاكتات العثمانية البالية.
عملياً الراعي هو المعتدي والمفتري على كل ما هو لبناني وماروني وشهادة وشهداء وحقيقة وحق وثوابت بطريركية. نعم للأسف هذه هي الحقيقة الناصعة كالشمس ونحن عندما ننتقد مواقفه وتحالفاته وخطابه وممارساته السياسية المستنكرة فالانتقاد محصور بهذا الإطار فقط وليس له أي علاقة بصرح بكركي الذي نجله ونفتخر به وبدوره الوطني والإيماني.
نحن لا نتطرق لأي أمر ديني لا من قريب ولا من بعيد ولكننا نتعاطى مع غبطته في مجال السياسة والتحالفات الذي دخله مخرباً وليس معمراً كما هو موثق من خلال هرطقاته على الصعد كافة في لبنان وخارجه.
إننا نعي تماماً وجود حساسية كبيرة عند الكثيرين من أهلنا تتعلق بأمر انتقاد أي رجل دين وخصوصاً شخص البطريرك الماروني، وهي حساسية نابعة من تربيتنا وثقافتنا وعاداتنا التي تختزن حيزاً كبيراً من الاحترام والتقدير والطاعة لرجال الكنيسة وخصوصاً الموارنة منهم.
بمحبة وجرأة ودون لف ودوران نسأل من لا يؤيد ما نقوم به هل أنتم موافقون على مواقف البطريرك السورية والإيرانية وتلك المتعلقة بالنظام السوري وبسلاح حزب الله وأراضي وأملاك الوقف؟
وهل انتم راضون لتبنيه علناً في الأديرة وفي بكركي نفسها جماعات من السياسيين والصحافيين وأصحاب السوابق "المسورنين" والمعروف تاريخهم المعادي لكل ما هو لبنان وسيادة وكرامات وبشيرية وشهداء وكرامات؟
بإيمان راسخ وعن قناعة إنجيلية ومارونية صافية ضميرنا مرتاح كون ما نقوم به ليس فقط واجباً وطنياً وأخلاقياً، لا بل هو عمل طوباوي يفرض علينا أن نلقي الضوء الكاشف على كل ممارسات الراعي دون أي تردد أو خجل أو شعور بالذنب مهما كانت ردود الفعل.
ببشيرية وشمعونية وصفيرية (نسبة إلى البطريرك الدائم صفير) صادمة ولاطمة نقول لا وألف لا لمواقف الراعي التي تضرب تضحيات الشهداء وتقتلع الهوية وترزل التاريخ وتلغي الدولة لصالح الدويلة وتزرع أسافين الفرقة والشقاق بين قادتنا وأحزابنا والمؤمنين.
لا يحق للراعي لا كنسياً ولا وطنياً أن يفعل ما يقوم به وبالتالي من يسكت على أفعاله فهذا خياره الغنمي، ولكنه بالتأكيد هو ليس خيارنا ولن يكون خيار أي بشيري حر. مؤسف جداً أن البطريرك الراعي قد انقلب على كل ما هو ماروني ولبناني وإنجيلي وأخلاقي ونذورات كهنوتية وألحق بكركي بباقي المرجعيات الدينية المسيحية الرهائن والمخطوفة من النظام البعثي السوري بعد أن كانت بكركي التي أعطي لها مجد لبنان حرة طوال 1600 سنة وركن أساسي من أركان حماة الحريات في الشرق.
بطل من أبطال المقاومة اللبنانية الذين وقعوا للأسف في تجارب ابليس والتحق ذليلاً بقافلة العملاء هددنا الأسبوع الماضي بوجود مشروع حرم كنسي يحضر لنا. لهذا الجاهل وقليل الإيمان وخائب الرجاء نؤكد أننا لا نتدخل بأي أمر كنسي لا من قريب ولا من بعيد وإنما في الشأن السياسي والوطني الذي اقتحمه الراعي مسانداً لمحور الشر خلافاً ل تاريخ 76 بطريركا مارونياً سبقوه على سدة البطريركية، وبالتالي مشروعهم الغبي هذا يفتقد إلى ألف باء المعرفة الكنسية والإيمان وهو مبني على الأوهام ومركبات الحقد والفرعنة وثقافة الشمولية ورفض الرأي الآخر التي ولت أزمنتها.
نكرر لمن يهمهم الأمر أنه من واجب أصحاب الأقلام الحرة التي تؤمن بخط البشير وبلبنان ال 10452 كلم مربع وبكرامة وقيمة الإنسان اللبناني وتقدّس دماء وتضحيات الشهداء، من واجبها أن تقف بقوة في وجه توجهات الراعي دون أي اخذ في الاعتبار للحساسيات لأن الأمر مصيري ولا يقبل المساومات والخجل. في هذا السياق يقول رسول الأمم، بولس: "لو أردت أم أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح" في حين أن الساكت على الحق هو شيطان أخرس.
في الخلاصة إن مصير وطن الأرز المقدس، ومصير أهله ووجودهم هو على المحك، ولهذا بكل محبة وعلى خلفية مارونية وبشيرية نطالب الجميع تكثيف جهودهم لوضع حد لتوجهات الراعي وليس الدفاع عنها أو حتى غض النظر عما يمارسه من أخطاء وخطايا تطاولنا جميعاُ، ونقطة على سطر الحق والحقيقة.
عار على أحرار وطن الأرز والسياديين فيه أن لا ينحنوا إجلالاً واحتراماً لهذا الشاب الشجاع والصحافي والإعلامي المميز نديم قطيش. هذا النديم والحبيب والإنسان، الإنسان، بكل ما في الإنسانية من قيم ومعاني. نديم عبر ويعبر بالكلمة الحرة والنقية والصادقة عن وجدان وضمير وعقول وخوف وأماني وتطلعات وخفقان قلوب السياديين اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار.
الرجال، الرجال قلائل في هذا الزمن البائس والتعيس، ونديم ابن وطني لبنان هو في مقدمهم. الزمن للأسف هو ليس زمن نديم وأقرانه من الشرفاء، لأنه زمن العهر والعهار، وزمن المحل والانحطاط، وزمن الفجور والفجار، وزمن تجار الهيكل والملجميين والإسخريوتيين والطرواديين والمرتزقة.
في وطننا الحبيب اليوم كل المعايير والمقاييس مقلوبة رأساً على عقب، فالعاهرة تبشر بالعفة، والفاسد بالإصلاح، والعميل والخائن بالوطنية، وتاجر المخدرات بالمقاومة والتحرير. في زمننا المخجل هذا نرى بأسى ولوعة كيف أن الصبي يتمرد على الشيخ، واللئيم على الشريف، والمأجور على الحر.
جريمة نديم أنه يعشق لبنان. هو صادقاً مع نفسه، وأميناً مع قناعاته، ويمارس علناً ما يبشر به. ولأنه هكذا فهو مرآة صادقة تفضح خبث ومكر وتلون وانتهازية كل جماعات الكتبة والفريسيين من مسؤولين وصحافيين وسياسيين ورجال دين وحملة أقلام وأصحاب حناجر منافقين.
كيف لا يرى العميان من أهلنا وقادتنا والمسؤولين في دولتنا المخصية والتي تحكمها الدويلة، كيف لا يرون أن البلد مخطوف ورهينة ومحتل؟ إن العمى الانتقائي الذي أصابهم لم يسمح لعيونهم الفاجرة أن ترى غير نديم قطيش الذي طالب بتحرير السرايا الحكومية من نير الإحتلالات؟
إن لبنان المعذب والمحتل هو بأمس الحاجة لأمثال هذا الشاب الوفي والنقي، فإياكم في 14 آذار وتيار المستقبل أن تتركوه للوحوش المفترسة التي تنهش الوطن ومؤسساته بالقوة والإرهاب تحت رايات تجارة المقاومة والتحرير. لا تتملقوا ولا تسايروا ولا تتجابنوا ولا تجعلوا منه كبش محرقة وإلا احترقتم انتم في عيون ووجدان الأحرار وفقدتم ما تبقى لكم عن الناس من مصداقية وثقة.
نديم هوعنواناُ ونموذجاً للصدق والوطنية والكلمة الحرة، وقد عبر بحماس ونقاوة من خلال مواقفه بصدق وأمانة عن فكر ومواقف غالبية اللبنانيين السياديين، وبالتالي فإن أي تعد عليه هو تعد على كرامة وشرف كل لبناني حر في وطني لبنان وفي بلاد الاغتراب.
يا تيار المستقبل، ويا كل أطياف 14 آذار، ويا كل أحرار لبنان ساندوا نديم، ولا تتخلوا عنه تحت أي ظرف، ولا تستسلموا لإرهاب جماعات الكذب والنفاق ومسخ الجوخ واستغلال الفرص. لا سمح الله، إنه وفي حال لم تحمل علنية كل هذه القوى قضية نديم فهي بالتأكيد تنتحر سياسياً ووطنياً ومصداقية وتلغي نفسها وتخرج من قلوب وعقول كل محبي ومؤيدي ثورة الأرز، ونقطة على سطر الحقيقة.
ويل لشعب يضطهد أحراره، ويتآمر على أبطاله، ويغتال حماته، ويكسر أقلام كتابه الشرفاء والأتقياء.
عندما تعقد قوى شرّيرة متقنة التنظيم والتدريب والتجهيز عزمها الشرس على الهيمنة عبر الترهيب والتخريب وبخّ السموم في الأجواء وزهق الأرواح، يعصى عليها إختراق مجتمع وثيق التضامن فيما يسهل عليها الفتك بالمفكّك أوالضعيف المناعة والمحدود الإمكانات .
ظروف قاهرة وتعجيزيّة ومأساويّة طوّقت لبنان وأنتهكت حرماته ونكبت أهله وشتّتتهم وإختلست ولاء فصائل منه جُعلت مطيّة لسيطرة الطامعين فيه ومعيقاً لجهود أحراره المبذولة لإنهاض مؤسّسات الدولة وتمتين سلطاتها، فهان إستهداف قياداته السياديّة بسلسلة إغتيالات شنيعة.
بعد "إنبثاق" "تعليق" موّقت للنشاط الإجرامي إثر عقد إتّفاق الدوحة (21 أيّار 2008) دام حتّى تفاقم العقوبات الدوليّة وإحتدام الأزّمات الداخليّة على أُقنومي (أو إقليمي وسط وطرف) الهلال المذهبي الموشّح، إلتهب مجدّداً الشبق لتصفية الأُباة العاصين على طغيانهما داخل بلديهما وفي لبنان.
في إيران حصار للمعارضة لإخراسها وفي سوريا تخبّط في قمع دموي لثورة الشعب، أمّا في لبنان فأستهداف متجدّد لأركان ثورة الأرز وقادة بارزين من مؤسّسات الدولة.
تمهيداً للقتل تواتر التهديد والوعيد وشاعت في وسائل الإعلام أسماء المرشّحين للإغتيال من شخصيّات أمنيّة (ريفي والحسن) وسياسيّة(الحريري، السنيورة، جعجع، زهرا، سامي الجميّل،حرب) ممّا دفعهم لإتخاذ تدابير إحترازيّة فآثر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري البقاء خارج لبنان.
وإستُهدفت هذه الشخصيّات بوابل من خطابات التهجّم والتخوين الصادرة عن أقطاب المحور الإيراني-السوري والأجرام التي تدور في فلكه.
تمخّضت هذه التهديدات عن محاولتي إغتيال للدكتور سمير جعجع والنائب بطرس حرب باءتا بالفشل.
لكن فشل هاتين المحاولتين لم يلجم زخم الهجمة الهمجيّة. بل إنّ إعتقال فرع المعلومات لمستشار الرئاسة السوريّة ميشال سماحة، متلبّساً بنقله "حمولة" أُفيد أنّها متفجّرات "تسلّمها" في دمشق، زادها إتّقاداً وإحتداماً لتتفجّر في سيّارة مفخّخة قضت على رئيس هذا الجهاز العميد وسام الحسن ومرافقه وسبعة أشخاص وأوقعت مئة جريح وخلّفت الكثير من الدمار.
إزاء هذا الإعتداء الأثيم، الذي أزهق نفوساً عزيزة وسبّب خسارة وطنيّة كبرى، نشارك أهالي الشهداء والمصابين مشاعر الأسى والمرارة والغضب آملين أن يبلسم تعاطف اللبنانيّين الجراح ويسكب العزاء في القلوب الثكلى كما نتمنّى للجرحى الشفاء العاجل.
كلّ من عرف الشهيد العميد وسام الحسن يشيد بمناقبيّته ودماثة أخلاقه وحدّة ذكائه وتفانيه في تأدية واجباته كرئيس لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. كما أنّ الإنجازات التي حقّقها تشهد له بكفاءاته وحنكته وبراعته.
إنّ إكتشاف المجرمين موعد عودته من السفر المفترض إحاطتها بالسريّة وتقصّي تنقّلاته، تثبت أنّ عيونهم حاضرة في خبايا المطار وفي ذاكرة حواسيب الرحلات إذا إفترضنا أنّه عاد عبره كما أنّها متخفّية في ثنايا تحرّكاته ومسترقة السمع على أثير إتّصلاته.
وهذه عمليّة مخابراتيّة متطوّرة تتطلّب الكثير من التخطيط والتجهيز والتنسيق بين عدّة أطراف متغلغلة في مرافق الوطن ومعروف من يملك هذه الإمكانيّات والنفوذ الضروري لتطبيقها.
هذا الواقع الشاذ ينكأ جراحنا ويذكّرنا أنّ المطار مطوّق بمعقل فريق مسلّح "ذاتيّ النفوذ" ومتخفٍّ في داخله يحتلّه غبّ مشيئة قيادته وينفّذ أوامرها. منشآته وتجهيزاته وطائراته وطواقمه ومسافريه رهائن دائمين لديه.
لقد أستعرض في السابق "مناورة" مرئيّة (تنبئنا عن الخفيّة منها) أحضر خلالها شخصيّة أمنيّة سابقة من الطائرة إلى صالون الشرف وواكبه إلى منزله مؤمّناً له الحصانة من إستدعاء قضائيّ.
لذا ضمانة لأمن المسافرين لا بدّ من تشغيل مطار القليعات وإعادة إطلاق الخطوط البحريّة بين لبنان وقبرص وحتّى داخل لبنان بين مدنه الساحليّة لتسهيل تنقّل أهله وحلّ مشاكل إزدحام السير.
لقد أنهك اللبنانيين توالد المصاعب والمخاطر وتناسخ أشباح الإجرام، فإضطرّوا ودُفعوا للخروج من ديارهم بحثاً عن ملاذ آمن ولقمة عيش. وطفح كيلهم من تعصّب وشذوذ وتهوّر أصحاب الدعوات والعقائد العدائيّة المتطرّفة، ومن إستئثار فريق بالقرار الوطني بقوّة وتهويل سلاحه رافضاً الإنضواء في كنف سلطة الدولة الجامعة والحاضنة كلّ أبنائها. فيما ثابر على السعي بكلّ طاقاته لإحكام قبضته على كلّ السلطات وتوسيع رقعة إنتشاره وطغيانه على غيره لتهميشه وصولاً إلى بسط السلطان المطلق لمرشد بايعه الطاعة العمياء.
السعي الصادق للشراكة المنصفة في الحقوق والواجبات ينتج عن إنتماء أصيل ووفيّ وراسخ إلى وطن يصون تنوعّه ويسوس ابناءه بحدب وعدل إستناداً إلى دستور وأحكام نظام ديمقراطي يحفّز طاقاتهم وينشّط مبادراتهم وينظّم علاقاتهم.
المواطن الصالح يجيّر فوائد علاقاته الخارجيّة لخدمة وطنه ولا يقيّده بإرتباطاته الخاصّة ويسخّره لمصالح هجينة على حساب حريّة وكرامة وسلامة وعافية بقيّة مواطنيه.
حماية الوطن تتطلّب تضافر جهود المؤمنين به وتعزيز قواه الأمنيّة والعسكريّة الرسميّة المولجة بهذه المهمّة من تكليف شعبه. وكلّ من يرغب في التمرّس بهذه الحماية عليه الإنخراط أو التدرّب في مؤسّساته العسكرية ويكون الجميع جاهزاً للدفاع عنه وقت الملمّات وعندما يستدعيه واجب الدفاع عن وطنه.
إنتزاع العميد وسام الحسن إغتيالاً يخلع حجراً أساسيّاً من عقد البنيان الأمني الحامي للوطن ويذكّرنا بخسائر وضربات سُدّدت سابقاً إلى هذا البنيان العريق فقدنا خلالها الشهداء العقيد فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد والنقيب سامر حنّا دون أن ننسى محاولة إغتيال الرائد سمير شحاده.
نوجّه تحيّة إجلال وتقدير وإكبار لكلّ شهداء الوطن، عسكريين ومدنيين، قياداتٍ وأفراداً، ونعاهدهم على مواصلة الجهود لحماية الوطن والحفاظ على صيغته الحضاريّة وإحباط خطط تشويهها.
من مواطن مصري مهاجر لكن قلبه وفؤاده ووجدانه مازالوا في مصر. أبعث إلى شخصكم الكريم هذا الخطاب المفتوح ، الذي ليس فيه ما يخصني كفرد . لكن يخص شعب إسمه الشعب المصري الذي يعيش أياما أسود من قرن " الخرنوب " .
سيادة المستشار أحمد الزند دعني أسألك سؤالا مباشرا قبل أن أتحدث عن ما سيحتويه خطابي لكم .
السؤال : هل أنتم سيادة المستشار أحمد الزند " الدكر " الذي تحتاجه مصر الأن ؟؟!!
من الطبيعي أنني لست في إنتظار الأجابة من سيادتكم . لكن وبكل صراحة أشعر بداخلي على الرغم من أنني لم أتشرف لا برؤيتكم من قريب أو بعيد. ولا التشرف بلقاءكم في أي مناسبة من المناسبات . أنتم في مصر وأنا في أستراليا وتفصل بيننا ألاف الأميال . ومع ذلك أشعر بأنكم " الدكر " الذي تحتاجه مصر والشعب المصري في هذه الآونة الخطيرة التي تعيشها مصر والشعب المصري بعد ثورة سٌرقت عيني عينك وأمام ومرآى العالم .
سيدي الفاضل الكريم أبدأ خطابي لشخصكم الموقر محاولا فيه المقارنة بين وضع القضاء الأن وقبل الأن بسنوات في عهد الرئيس المتخلي عن إدارة شؤون البلاد .
تتمتع المنظومة القضائية في مصر بسمعة عالية بين جميع الدول بنزاهتها وعدالتها وهيبتها . فكانت محل إحترام من الجميع .
كات قاعة المحكمة يشملها الهدوء فلا يُسمع بداخلها هرجا أو مرجا والجميع يشخصون بعيونهم تجاه المنصة في إنتظار بدء المحاكمة أو المحاكمات مع نطق الحاجب بكلمة " محكمة " فيقف الجميع بكل إحترام لإستقبال القضاة أو القاضي . ولا يجلسون إلا بعد أن يشير لهم رئيس المحكمة بالجلوس .تنظر القضايا المطروحة في الجدول ويصدر القاضي أو هيئة القضاة الحكم بعد سماع النيابة والدفاع . أو يؤجل القاضي النطق بالحكم لأسباب يرى أهميتها لأصدار الحكم .
لم نسمع في مرة من المرات إحتجاجات ولا تهديدات في قلب المحكمة من أحد . وإذا رفع أحدهم صوته محتجا أو معارضا يضرب القاضي بمطرقته أمرا له أن يصمت ولا يتكلم وإن كان لديه شيء يريد قوله يستأذن من هيئة المحكمة . فإذا إستمر الشخص أو الأشخاص في صياحه وعلو صوته يأمر الشرطة بإخراجه خارج قاعة المحكمة أو التهديد بالحبس .
لم تشهد قاعات المحاكم لا في العهد الملكي ولا الجمهوري مثل هذه الفوضى وعدم إحترام هيئة المحكمة التي تحدث هذه الأيام . أو كما أشرت قبل الثورة " 25 يناير 2011 " بعدت سنوات .مما يضطر الهيئة ترك القاعة والخروج من أبواب خلفية تحاشيا لصدامات مع أهل المحكوم عليهم أو محاميهم . وهذه ظاهرة أخذت تستفحل حتى ظننا أن هيبة المحكمة قد أصابها فيروس الخوف من الموجودين بالقاعة فكانوا يؤثرون السلامة ويبتعدون عن الشر بالخروج الآمن .
من الملاحظ أيضا أن قضايا كثيرة يرفعها البعض من المحامين ضد أفراد أو جماعات الهدف منها تخويف الأشخاص بإتهامات غالبا ما تكون لها خلفية دينية مما يزيد العبء على المحاكم في النظر لمثل هذه القضايا والتي لكثرتها تؤثر دون شك على سير العدالة من جانب . ومن جانب أخر على النظر في قضايا أكثر أهمية منها .
وأخيرا ما حدث مع سيادة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود والذي له دلالة واحدة وهي إخضاع هيئة القضاء للنظام الحاكم حاليا ليتم لهم السيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة .
وهنا كانت وقفتكم التاريخية بالتصدي لكل محاولة من شأنها المساس بحرية القضاء ونزاهته .
لذا أتمنى على سيادتكم وكل رجال القضاء الشرفاء الأمناء أن يصمدوا أمام كل محاولات هدم هذا الصرح العظيم مع إعادة الأمن والأمان لهيئة المحكمة داخل وخارج قاعات المحاكم ، مع عدم السماح لمثل هذه الأعداد الغفيرة بالتواجد بالداخل مع تفعيل قوة رئيس المحكمة بحبس كل من تسول له نفسه إنقاص من هيبة المحكمة سواء بالفوضى أو الصوت العالي .
فإذا نجحتم في ذلك " ليس عندي شك في النجاح " . سوف أشعر بإطمئنان على مصر . فنجاح الهيئة القضائية سوف يتبعه نجاحات في باقي الهيئات والمؤسسات الهامة في مصر والتي أهمها الدستور الجديد المزمع إصداره . سيعرف الجميع أن مصر مازال بها " دكر " حُرمت منه لفترة طويلة من الزمان .
عقب الإنفجار الإجرامي الذي وقع في منطقة الأشرفية بالعاصمة اللبنانية بيروت، وأودى بحياة بعض اللبنانيين، بينهم العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، زار قائد "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع منطقة الإنفجار حيث استبق كل التحقيقات القضائية والأمنية بحصر اتهامه بجهة واحدة رافضاً أي اتهام لإسرائيل أو جهة أجنبية. ربما يكون الدكتور جعجع على حق في اتهامه لكن لماذا هذا التسرع الذي يحض ضمناً على الفتنة الداخلية، وبشكل مخالف تماماً لما دعا إليه الرئيس السابق أمين الجميل والذي زار ايضاً موقع الإنفجار وطالب بعدم التسرع في المواقف قبل نتائج التحقيقات الرسمية. ولماذا يا دكتور جعجع تبرئة إسرائيل وهي صاحبة الخبرة الطويلة في الحرب الأهلية اللبنانية وفي تفجير سيارات مفخخة بأكثر مكان وزمان لتأزيم الأمور الأمنية والسياسية في لبنان طيلة سنوات الحرب فيه؟! ثم ألم يكن العميد وسام الحسن هو مسؤول الجهاز الذي كشف العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان؟! اليس اغتياله في هذه المرحلة هو ايضاً محاولة لتوسيع دائرة الحرب الداخلية السورية إلى الأراضي اللبنانية؟! ثم ما هذا التوقيت الذي يتزامن مع سعي الأخضر الإيراهيمي لإطفاء نيران الحرب السورية قبل وصولها إلى الدول المجاورة؟! وأيضاً مع محاولات حكومة نتنياهو في التأثير على القرار السياسي الأميركي بالقيام بضربات عسكرية على إيران حتى يتحقق حلم نتنياهو بإشعال المنطقة كلها بفتن وحروب داخلية يخسر فيها العرب والإيرانيون والأتراك والأميركيون وغيرهم.. لكن يكون الرابح الوحيد الأكبر هو إسرائيل ومشروعها في المنطقة؟! إسرائيل ما زالت تراهن (وتعمل من خلال عملاء لها) على تفجير الساحاتين اللبنانية والفلسطينية بصراعات دموية مكمّلة لما يحدث الآن في سوريا. فهذا وحده سيضمن "الأمن الإسرائيلي" على الجبهتين الشمالية والشرقية، وسيقضي على ظواهر المقاومة وينتقم منها ومن نمو طاقاتها كما حصل مؤخراً في طائرة "أيوب"، وهذا الذي سيعزز الإستيطان وتهويد القدس والأراضي المحتلة كلها بينما العرب يخوضون حروبهم الداخلية!!. ص. غ.
لا عودة، هذه المرة، عن قرار بنيامين نتنياهو بحل الكنيست وإجراء انتخابات عامة في مطلع العام المقبل. لقد اتّخذ قراره كصاحب البيت ومن بيديه يحل ويربط. مع إعلان نتنياهو عن قراره سارعت بعض الهيئات الحزبية في أكثر من حركة وحزب لعقد اجتماعات طارئة، عنها صدرت بيانات لخّصت بعجالات، لم تأتِ بجديد، وبشّرتنا، نحن الجمهور، عن جاهزية قلاعنا لخوض المعركة القادمة وأكّدت على ضرورة وحدة جميع الأحزاب والحركات العربية. نداءات تُليت كتمتمة دعاء وبعَرَضيّة نكتة. اكتشاف مذهل بعد سنوات من التيه والوجع. لن يخفى على مقروص أن هذه النداءات هي أقصر من حبال الكذب، وهي نداءات غير صادقة وليست أكثر من محاولات لتسجيل مواقف قد تستميل بعض الناخبين أصحاب الأحلام الرومانسية الذين "يطوشون" كالبيض الصالح في الماء المالح. لا رصيد لهذه النداءات فأولًا، لا نوايا حقيقية لعقد قران هذه الوحدة، لأن الحياة علّمت والعقل استفاد أن من ينوي البناء لا بد له من تجهيز أساسات متينة وهذه لم تُعد ولن تُعد. وثانيًا من يدعو إلى وحدة عليه أن يوقف حملات التفريق والتقريع والتطبيل والتزمير فهل توقف "التجمع" عن اعتقاده ان الطيبي غير جدير بالتفاتة ولن يكون شريكًا لا بفرح ولا بترح؟ وهل توقف "التجمع" عن اتهامه لـ"الجبهة الديمقراطية" و"الحزب الشيوعي" بالخيانة الوطنية وبالانبطاح على عتبات المؤسسة الإسرائيلية؟ وهل توقف الإسلاميون عن تجريم كفر الشيوعيين وأكثر؟ وهل انقلب الجبهويون وكفّوا عن إيمانهم بفداحة وعبث ما يدعو إليه "التجمع" وما تنادي به حركات إسلامية وقومية لا تخفي مواقفَها من الكنيست والدولة بشكل عام؟ وهل أصبح الطيبي حزبًا/حركةً كاملة القوام والجسد؟ لن تتوحّدوا والشكر والحمد لله أنّكم لن تتوحّدوا. فنحن لسنا بحاجة إلى لجنة متابعة ثانية. لسنا بحاجة إلى وحدة تُعيق العمل الجاد، وتحبط التقدم السليم، وتغرقنا في محيط من المواقف الهلامية الهزيلة، التي تبقى كشفرات صدئة على هامش الجرح والنزف. وحدةٌ مُعيقة أضرُّ من فرقةٍ تحصدُ ولو لمامًا. كيف ستتوحّدون؟ ألم نتعلم في أول درس في السياسة أن الحزب السياسي هو عبارة عن طائفة من البشر/المواطنين الذين اتّفقوا على رزمة من المبادئ السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ومن أجل تطبيقها يسعى هؤلاء للوصول إلى الحكم أو المشاركة فيه. فهل انعدمت الفوارق السياسية بينكم؟ وهل أمست هذه الفوارق هامشية وما يوحّد بينكم صار المتن؟ لا أعتقد. على كل حزب أو حركة أن تفصح للناخبين عن مواقفها إزاء إسرائيل ومؤسساتها وطبيعة علاقتنا كأقلية قومية معها. كيف سنصوغ علاقتنا معها لضمان مستقبل مشرق ومشرَّف؟ والأهم من ذلك ما هي الوسائل لتحقيق ما يؤمن به ذلك الحزب وتلك الحركة؟. برأيي أن سؤلًا حول أفق تحقيق "الدولة القومية العربية" في إسرائيل، من خلال النضال البرلماني في "الكنيست الصهيوني"، يبقى السؤال المفتاح لمواقف حزب "التجمع" في العديد من القضايا والمسائل الجوهرية. معالجة هذه المسألة، بعيدًا عن التجريح والمزايدة والتخوين، من شأنها أن تمنع كثيرًا من الزلٌات وأن تجلو كثيرًا من الضباب. كذلك يبقى سؤال موقف الحركة الإسلامية من إسرائيل كدولة، ومن كل دولة قومية (بما في ذلك فلسطين) سؤالًا مفصليًا، هذا ناهيك عن ما تعنيه "الديمقراطية" لهذه الحركات، ومواقفها مما يعتبره آخرون حقوقًا أساسية للجميع وللمرأة، وحتى لمن لا يريد أن يتّبع دينًا، لا قدَّر الله! لقد صاغت الجماهير العربية طبيعة علاقتها مع إسرائيل كدولة قامت على أنقاض شعب وتراب سليب، في منتصف القرن الماضي. عناصر تلك الصياغات ما زالت هي العناصر المتنفذة في مفاصل حياتنا وتشابك علاقاتنا مع مؤسسات الدولة. إنني أعتقد أن على الجبهة، وهي المؤهلة لدور الريادة، أن تقوم بدراسة جدية لمجمل برنامجها السياسي فهنالك حاجة لإعادة صياغة من شأنها أن تتلاءم وما طرأ من تغييرات في الفضاء العالمي وفي المنطقة والدولة ومجتمعنا المحلي (سقوط الاتحاد السوفياتي، العولمة، العلاقات الاقتصادية الجديدة، ربيع العرب أو خريفهم!، النظام السياسي في إسرائيل ونزوعه بالتعريف العلمي إلى الفاشية، منظمة التحرير الفلسطينية ومكانتها، حل الدولتين، الموقف إزاء الحركات الإسلامية، تراجع نسبة التصويت وغيرها من العوامل). لقد وصلنا إلى حالة من التشوُّه السياسي ونحن ندفع ثمن هذا التلكؤ والكسل. لجوءنا إلى شعارات توفيقية حجب عنّا تحقيق عوائد لصالح مجتمعنا. استظلالنا بدفيئات اصطناعية أهلك زرعنا وشوَّه حبَّنا. ربما كانت تلك أهون الخيارات وأسلمها إلى حين، ولكن اليوم، وعلى خلفية ما طرأ من متغيرات، نحن بحاجة إلى عودة المايسترو، وعلى هذا أن يكون عاقلًا حاذقًا متعلمًا مجربًا واثقًا حازمًا حاسمًا، وعليه أن يمسك العصا. لا تتوحَّدوا يا سادة بل تميَّزوا، ليختار من حار وليتراجع من استنكف عن يأس وعن ملل. لا تتوحَّدوا، ولكن لا تخوّنوا ولا تكفِّروا بعضكم بعضًا، فإن أجدركم عند شعبكم أفيَدُكم للناس، أجدركم من يقف وراء الدفّة ويقود.
لقد انقشع الضباب الشيطاني والملجمي وبان كل شيء على حقيقته النتنة ولم يعد بالتالي ممكناً ولا مقبولاً، لا إيمانياً، ولا وطنياً، ولا أخلاقياً، السكوت والتغاضي تحت أي مبرر أو حجة على رزم شرود وأخطاء وخطايا مميتة لرجال دين بارزين وأحزاب وقادة وسياسيين ورسميين وناشطين مرتبطين علناً ماضياً وحاضراً بأجهزة مخابرات طهران ودمشق وبفروعهما اللبنانية.
في أسفل تقارير ثلاثة تؤكد دون أدنى شك أن هناك مؤامرة خطيرة جداً على حزب القوات اللبنانية تحديداً، وعلى كل القادة والأحزاب المسيحيين عموماً، الذين يعارضون قولاً وعملاً وفكراً هيمنة محور الشر السوري – الإيراني على لبنان واللبنانيين كافة. المؤامرة بشكل خاص تستهدف كل المسيحيين الذين يمثلون الوجدان المسيحي وضميره ويحملون هم وجوده وكرامته واستمراريته السياسية والديموغرافية الفاعلة.
حتى الأطفال والسذج يدركون باليقين ودون أدنى أي شك أن هدف المؤامرة الدنيئة هذه هو إضعاف وتهميش القرار الحر للمسيحيين عموماً، وللموارنة خصوصاً وضرب مصداقية ووطنية قادتهم السياديين الأحرار واغتيالهم إن أمكن، وأيضاً اختراق أحزابهم الفاعلة وإرهابها، إضافة إلى زرع النميمة والفتنة والفرقة بينهم وتزوير تمثيلهم كما هو حاصل في حالة الساقط في كل تجارب إبليس ميشال عون.
الخطير في هذه المؤامرة التي تستهدف لبنان بكيانه ورسالته وهويته واستقلاله وسيادته ودوره الإنساني أن سيد بكركي البطريرك بشارة الراعي، ومعه المطران مظلوم وغيرهما كثر من رجال الدين الموارنة الشاردين عن ينابيع الإيمان هم رأس حربة مسممة وأدوات اسخريوتية. نعم وللأسف هذا هو واقع الحال التعيس الذي لم يعد جائزاً السكوت عليه.
ليس سراً أن الراعي قد وضع العديد من الأديرة المارونية في تصرف "لقاء المسيحيين المستقلين" و"قادة قواتيين" عسكريين سابقين منهم حنا العتيق وجوزيف الزايك وغيرهما من الذين وقعوا في التجربة فضربوا تاريخهم المقاوماتي المشرّف وارتضوا لأسباب نجهلها كل ما هو نقيضاً لهذا التاريخ.
المطلوب وفوراً من القيادات والأحزاب والمثقفين والناشطين الموارنة الأحرار والسياديين في الوطن الأم وبلاد الانتشار ودون تردد أو خجل أو مساومة رفع الأمر برمته إلى الدوائر الفاتيكانية وتقديم ملف كامل وموثق بكل ما هو حاصل وذلك لتفشيل المؤامرة الدنيئة والفاجرة ومحاسبة كل المشاركين فيها وخصوصاً البطريرك بشارة الراعي.
في هذا السياق من واجب الموارنة الأحرار أينما وجدوا أن ينبذوا ويؤنبوا بقوة وعلنية ربع المساومين والانتهازيين وتجار الهيكل من القيادات والأحزاب المارونية وعلى كافة المستويات الذين ورغم انكشاف دور الراعي الفاضح لا يزالون يدافعون عنه تحت حجة "عيب انتقاد البطريرك". هؤلاء مباشرة أو مواربة، عن علم أو عن غباء أو جبن لا فرق هم بالواقع المعاش شركاء في المؤامرة.
في أسفل التقارير الكاشفة والفاضحة
قدامى القوّات" يجمعهم "مصطفى حمدان" في "العاقورة"! الاثنين 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2012/الشفاف الشفاف/أشارت معلومات خاصة ل "الشفاف" اليوم ان مقهى ومطعم "نبع الرويس" في "العاقورة" في جرود بلاد جبيل، جمع على مائدة الغداء اليوم ما يسمى ب "قدامى القواتيين"، مع العميد المتقاعد "مصطفى حمدان"! وتضيف المعلومات ان كل من جو إده ومسعود الاشقر، (بوسي) وجوزيف الزايك، وحنا العتيق المعروف ب "الحنون"، وآخر من آل إسطفان، والخوري "أبو ملهب"، التقوا "حمدان" بعيدا عن اعين الفضوليين لتنسيق خطوات "قدامى القواتيين" المقبلة. يشار الى ان العميد حمدان، هو أحد الضباط الاربعة الذين تم توقيفهم على خلفية التورط في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو يتولى رئاسة ما يسمى بتنظيم "المرابطون"، وغادر محلة الطريق الجديدة في العاصمة إثر الاشتباك الذي أدى إلى إخراج شاكر البرجاوي، من المحلة. مصادر سياسية استغربت ان يجتمع ما يسمى ب"قدامى القواتيين"، بالعميد المتقاعد حمدان المعروف بصلاته العميقة بالنظام السوري، وبحزب الله، متسائلة عما إذا كان العميد حمدان هو من يرسم سياسيات "القدامى"، وما هو دور النظام السوري وحزب الله في تأسيس "تجمع أدما" ومن بعده، "تجمع بيت عنيا". كما سألت المصادر عما إذا كانت الكنيسة المارونية سوف تتوجه برسالة تأنيب وتأديب للأب "ابو ملهب" على مشاركته في اجتماعات حزبية؟!
الراعي كلف مظلوم الكلمة اون لاين/15 تشرين الأول/12/كلف البطريرك الماروني بشارة الراعي المطران سمير مظلوم بالتنسيق مع "المسيحيين المستقلين" الذين يجتمعون شهريا في كنيسة السيدة في حاريصا ويتبنون أراء وأفكار الراعي، وهو يلتقي دوريا بكل من النائبين السابقين ايلي الفرزلي وعبد الله فرحات.
حزب الله يجنّد مناصرين للقوات اللبنانية لرصد نشاطاتها وتحركات قياداتها خاص – بيروت أوبزرفر/16 تشرين الأول/12/كشفت مصادر خاصة لبيروت أوبزرفر أن جهاز مخابرات حزب الله وبالتنسيق مع جهاز المخابرات الخارجية الإيرانية "إطلاعات" يعمل منذ سنوات عدة على رصد نشاطات حزب القوات اللبنانية في مناطق مختلفة وقالت المصادر أن مسؤولين أمنيين في جهاز مخابرات حزب الله يسعون إلى تجنيد مواطنين من بلدات "دير الأحمر" و"بتدعي" و"برقا" و"شليفا"، عبر إغراءات مالية، خاصة أولئك المعروفين بتأييدهم وولائهم للقوات اللبنانية، وذلك للحصول على معلومات حول ما يجري في مناطقهم من تحركات وأنشطة للقوات وبعض قياداتها
كنت لاأتمنى أن يحمل مقالى هذ العنوان " مصر فى خطر " لكنها وبكل أسف الحقيقة التى لابد أن يعيها الجميع – نعم مصر فى خطر ولن يزول هذ الخطر إلا إذا توحدنا من جديد وعادت إلينا روح ثورة يناير التى ألفت بين القلوب فكنا إخوانا متحابين لانرى أمام أعيننا سوى مصر ، اين هذه الروح الجميلة التى طالما إشتقنا إليها ؟ ولماذا ولت بعيدا ؟ هل أصبحت مصر وليمة يريد الجميع ان ينال منها ، إنَّ مصر لاتستحق مايحدث لها لاسيما هذه الأيام ، أفيقو أيها المصريون الوطنيون المخلصون فمصر مستهدفه من الداخل والخارج ، فلنقف جميعا كالبنيان ضد كل من يعبث بامنها واستقرارها ومصائر شعبها ، أسمع بأذناى مصر وهى تئن وتبكى على حال إبنائها ، ودعونى أتحدث بمنتهى الصراحه أنه لايوجد فى الوقت الراهن من قلبه يبكى ويتالم على الحالة المتردية التى وصلت إليها بلدنا الغالية "إلا من رحم ربى " فلم نعد نرى و نسمع أو نقرأ فى أغلب وسائل الإعلام ( المرئية والمسموعة والمقروءة ) سوى إشعال الفتن والتحريض والتخوين والدعوات المتعاقبة لمسيرات ووقفات واحتجاجات وعتصامات واتهمات متبادلة وبلاغات للنائب العام من هنا وهناك واعتراضات تسجل على كل شئ يحدث ، وتصارع على السلطة والمناصب ، والنفاق وإخفاء الحقائق وعدم الشفافية فى كل شئ يحدث حولنا ، فالحقيقة ضائعة فى كل شئ ، ولاندرى كيف السبيل للخلاص من كل مايدور حولنا ، أين مصر من كل هذا وذاك ، إنشغل الجميع بالجزء وتركوا الكل ، إنشغلوا بالإخوان تارة والليبراليين تارة ، والعلمانيين تارة ، والسلفيين تارة ، والمسيحيين تارة ، ونسوا أن كل هؤلاء هم "جزء" صغير من "كل" هو (مصر ) التى تحتضن الجميع وتحتويهم ، فأين من كل هؤلاء من يحتويها – إن مصر كما قيل عنها ليست وطن نعيش فيه إنما هى وطن يعيش فينا – ألا نستحى من أنفسنا ونقدم لمصر كل الحب والرفق التى تحتاجه فى هذه المرحلة الحرجه ، أيها المصريون أعيدوا لمصر مجدها ومكانتها ولتعلموا أن ماستقدموه لمصر هو رد للجميل – حفظك الله يامصر وحفظ شعبك العظيم .
ما من فرح في الدنيا يوازي فرح العطاء كونه مبارك من الرب
*****
اذا كانت الثروة تقاس بالماديات فقط لا غير، فكم يسعدني ان أكون من أفقر الناس..
*****
في ناس بتضّحي... وفي ناس بتتصور
في ناس بتنتج.. وفي ناس بتتصدر
وفي ناس ناس من أحلى بشر.. وفي ناس غرورها حرمها البصر !!!...
ابونا الريس
مبارح أبونا الريس انطوان طربيه جمع ب دير مار شربل رئيس الولاية ووزراء ونواب وكل مكونات الجالية بسيدني.. ومن خلال محبتو جمّع غمرة محبة من قلوبهم حتى يبني مأوى للعجزة.. مار شربل يطول عمرك أبونا الريس ويخليك بها الهمة... والرب يعوض ع كل المحبين ويحميلهم عيالهم.
شوكت مسلماني
بثقافته وأنفتاحه وتواضعه وديناميته تمكن عضو مجلس نيو سوث ويلز التشريعي الاستاذ شوكت مسلماني من تحطيم كل قيود "التمييز" وما شابه، ليصبح المثال الرائد الذي يحتذى به في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي ليس ضمن أطار الجالية اللبنانية وحسب، وانما على مستوى وطننا الاسترالي ككل.
انطوان قزي
مبروك للأديب والشاعر والاعلامي الاستاذ انطوان قزي التكريم الذي يستحقه عن جدارة من برلمان الولاية، وشكراً للسناتور شوكت مسلماني على مبادرته القيمة التي يؤكد من خلالها مرة اخرى أهتمامه بتلسيط الضوء على عطاءات الجالية الفكرية والأدبية.
فرقة أرز لبنان
متل كل سني رفرف علم لبنان بدارلينغ هاربر جنب العلم الاسترالي.. تراث.. فولكلور.. دبكة.. وبعدو أيلي عاقوري وفرقة أرز لبنان بزينو ساحات عالم الأنتشار بالأبداع اللبناني الحضاري.. يسلم فكرك المميز وتسلم نخوتك يا أيلي انت والشباب والصبايا.. فيكن بيفتخرو الأرزات وبتعتز الأصالة
الياس الشدياق
يقول الاستاذ الياس الشدياق "ما أروع الخصم الشهم والصديق الصادق الذي يخاصم بحق ويصادق دون مصلحة"
الأمم الراقية
مباركة الأمم الراقية التي تعتمد نهج قبول الآخر والأنفتاح والتنوع وحرية الرأي والمعتقد..فقد استطاعت برقيها تجاوز ثقافة الألغاء التي تتجذر في عقول بعض المتطرفين الذين يجسّدون "الويل" الذي تبتلي به بعض البلدان..
"رئيس من الشعب"
كتاب "رئيس من الشعب" للكاتب روي عريجي يعكس جمال صورة الرئيس المحبوب والشعب المحب.. فقد جمع حدث واحد هو يوم الأنتخابات الرئاسية عام 1970 حين فاز الرئيس الراحل سليمان فرنجية على منافسه بصوت واحد كل المشاعر والتفاعلات والآمال وكل أحاسيس النصر والبهجة والحماس... في كتابه يعود روي ليضوي على الحدث الذي لم يشهده هو بالذات بل شعر به وأحبه من خلال الذاكرة الشعبية التي لا تنسى.. ما قام به روي العريجي من جهد لتوثيق ذلك الحدث التاريخي يستحق كل الدعم والتقدير.
1 comments:
إرسال تعليق