نهاية "نصر أكتوبر".. وسيناريو الحرافيش/ مجدي نجيب وهبة

** مضى 39 عاما .. على نصر أكتوبر العظيم .. فى الوقت الذى إندلعت فيه الدعاوى الفاسدة ، لوقف الإحتفال بذكرى أكتوبر .. أجيال كثيرة تعاقبت .. البعض قلل من أهمية هذا النصر العظيم ، والبعض يدرك قيمة ومعنى النصر بعد الإنكسار والمرارة والهزيمة .. وثمن دماء الشهداء الذين إرتوت بدمائهم أرض سيناء .. والبعض الأخر لا يعرف شيئا عن هذا الإنتصار .. وهو ما يدعونا لطرح سؤال هام .. هل أخذت حرب أكتوبر حقها فى المعرفة ؟!! .. الإجابة ، لم يحدث !!! ..
** ماذا بعد وصول الإخوان للإستيلاء على كل منافذ الحكم فى مصر بمساعدة أمريكا .. هل هناك سيناريو ، ليكون هذا العام هو نهاية الإحتفال بهذا النصر ؟؟!!! .. وهل هناك معنى للإحتفال بنصر أكتوبر بعد الإفراج عن قتلة السادات .. بطل الحرب والسلام !! .. أم أن هناك محاولة لإحياء هذه الذكرى فى نطاق محدود جدا لذر الرماد .. وهل سيتم الإحتفال بهذه الذكرى بينما الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" .. قائد الضربة الجوية ورئيس مصر السابق .. يقضى عقوبة السجن داخل مستشفى سجن طرة ؟؟!! ..
** بالقطع .. أى مظاهر لهذه الإحتفالات ستبدو بلهاء وشئ من السخرية والإستهزاء بعقول المصريين .. ومحاولة للنفاق الماسخ والغير مقبول ..
** أما أغرب ما نقلته الصحف عن إحتفال د. "محمد مرسى" .. فقد بدأ بمنح وسام الجمهورية العسكرى .. لعلم القوات المسلحة تقديرا لدورها خلال ثورة 25 يناير .. وهو تقليد عسكرى .. كما ذكر الخبر المنشور فى الصحف أنه يعنى تكريم كل القوات المسلحة !! ..
** وهنا لنا بعض الملاحظات الهامة جدا .. هل خاضت القوات المسلحة حربا لا يعلم عنها الشعب المصرى شيئا لحماية ثورة 25 يناير .. وهل كان هناك بالفعل شئ إسمه ثورة ؟؟!! ..
** المتعارف عليه .. والمذكور فى كل الصحف الصادرة وعبر وسائل الإعلام المصرية والفضائية الخاصة .. أثناء إندلاع مظاهرات 25 يناير .. للمطالبة بـ (حرية – عيش – كرامة) .. إنه ظهر فريقا للمعارضين للنظام .. وهم بعض الأحزاب الإلكترونية الهشة ، وجماعة الإخوان المسلمين وميليشياتهم ، وحركة 6 إبريل ، وجماعة البرادعى ، وحمدين صباحى ، وأيمن نور !! ..
** كل هؤلاء كانوا فى خصومة مع النظام .. ورفضوا كل التنازلات والضمانات التى قدمها مبارك إستجابة لرغبة الشعب .. بعد أن إعتقد مبارك أن الشعب كله فى ثورة عارمة .. رافضا أى إصلاحات .. وهو ما لم يكن صحيحا .. ولكن الإعلام هو الذى صور ذلك .. ولم ينقل أى صورة للمظاهرات أو الحشود التى خرجت فى كل المحافظات والمدن بالملايين .. تؤيد مبارك وتطالب بالإستقرار ..
** نعم .. لم تكن هناك ثورة .. بل كان سيناريو مباغت .. تم إعداده مسبقا لضرب وشل الشرطة ، وإحداث فوضى فى كل شوارع مصر .. وإقتحام السجون وحرق الأقسام ، وقتل جنود وضباط الشرطة ، وحرق سيارات الأمن المركزى لتحجيم دورهم فى الإنتقال .. وكل ذلك قد حدث بالفعل فى آن واحد .. وتم القبض على عناصر خارجية مسلحة .. ومعهم أموال طائلة ، وأسلحة قناصة وزجاجات مولوتوف حارقة من قبل اللجان الشعبية التى قامت بدورها بتسليمهم للشرطة العسكرية وبعد ذلك لم نسمع عنهم شيئا .. كما شملت الخطة إقتحام مبانى أمن الدولة ، وحرق كل الملفات التى تدين جماعات الإخوان المسلمين ، والجماعات الجهادية .. فهل هذه هى ثورة ؟!! ..
** وإذا كانت ثورة .. فهل حرق الأقسام والسجون وتهريب السجناء من أهداف الثورة .. وهل سرقة المحلات والمولات وإقتحام المتحف المصرى ونهبه وسرقة محتوياته ، وإقتحام البنوك وسرقتها ، وإتلاف المنشأت الحيوية ، وقطع الطرق ... هى من ثورة ساندها الجيش المصرى ؟؟!! ..
** هل تناسى الجميع .. عندما إنعدم دور الأمن وأصبحت أقسام الشرطة مأوى للفئران ، وأعمال البلطجة .. خرج الشعب المصرى كله عن باكورة أبيه ، وهم يحمون الأحياء والمساكن فى لجان شعبية تم تشكيلها .. وتساءلوا جميعا ، لمصلحة من يحدث ذلك .. وأين الحماية ، وأين هؤلاء الذين ساعدوا فى حرق السجون ، وتهريب المساجين .. هل هم الحزب الوطنى أيضا ؟!! ..
** نعم .. لم تكن نكتة عندما تم تسريب بعض النكات .. إن من إقتحم السجون وهرب السجناء وبعضهم من عناصر حماس وحزب الله .. هم من أنصار مبارك لإحداث فوضى فى البلاد ..
** نعم .. لم نسمع فجورا أكثر من ذلك .. حتى أمن الدولة عندما قامت عناصر مسلحة من الجهاديين بإقتحامها .. قالوا هؤلاء الفاجرين فى بعض البرامج العاهرة .. إننا إقتحمنا أمن الدولة لمحاولة منع ضباط أمن الدولة من حرق الملفات التى تدينهم .. ولأن هذا الشعب هو أغبى شعوب العالم .. فقد صدق الكثيرين هذه الخرافات .. بل كتبها بعض الصحفيين فى جرائدهم .. هذا هو الموقف دون إطالة .. فأين هو دور الجيش المصرى للحفاظ على ثورة 25 يناير ..
** لقد بدأ دور المجلس العسكرى .. عندما شعر مبارك بالفراغ الأمنى .. وأن مصر فى الطريق لحرقها بالكامل .. فتنحى عن الحكم ، وكلف المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد .. وبدأ دور المجلس العسكرى فى التحرك فى دائرة ميدان التحرير .. وصدر أول بيان رقم (1) للمجلس العسكرى .. وقال "نحن مع المطالب المشروعة للثوار" .. وتعهد المجلس العسكرى بحماية الثوار .. بمعنى حماية التحرير .. وكل من يعتصم به .. والذين لم يزيدوا عن 50 ألف مواطن .. فى الوقت الذى أعطى الإعلام بالكامل كاميراته ومراسلينه ، وجهه تجاه ميدان التحرير .. ومن هنا إنطلقت كلمة "ثوار" التى لم تذكر فى أى قاموس أو أى جريدة أو أى خبر أو أى حوار صحفى بالإعلام المصرى أو القنوات الخاصة .. ولكن المجلس العسكرى الوحيد الذى أطلق هذا اللفظ !! ..
** ورفض المجلس العسكرى والإعلام والصحافة .. سماع أصوات المؤيدين لمبارك .. أو للإستقرار رغم تواجدهم بالملايين فى كل الميادين فيما عدا التحرير .. بل شاهدنا بعض العبارات على أحد الدبابات قبل تنحى مبارك عن الحكم تقول "يسقط حسنى مبارك" ..
** لم يطل تساءل الشعب كثيرا .. عندما تساءل مصر إلى أين .. فقد جاءت الإجابة من خلال البيانات التى كانت تصدر من المجلس العسكرى .. حتى إقالته بالكامل .. وحل الإعلان الدستورى المكمل ، ومحاولة الإلتفاف على حكم المحكمة الدستورية العليا .. فى الحكم القضائى لحل مجلس الشعب .. وبذلك ينتهى دور المجلس العسكرى وتنتهى معه ذكريات نصر أكتوبر 1973 ..
** كما منح الرئيس "محمد مرسى" إسمى الراحل "محمد أنور السادات" ، والفريق "كمال الشاذلى" قلادة النيل ، ووسام نجمة الشرف .. تقديرا لقرار الأول التاريخى ، وخوض حرب أكتوبر 1973 .. ودور الثانى فيها كرئيس أركان القوات المسلحة ..
** وإذا كان د. "محمد مرسى" قد منح وسام الجمهورية العسكرى لعلم القوات المسلحة ، وإدعى أن الجيش هو الذى حمى 25 يناير .. فلماذا لم يكرم قادة المجلس العسكرى الذين هم قادة الجيش .. وقد أقالهم .. وبعد إقالتهم قدمت مئات البلاغات ضدهم لمحاكمتهم .. وهذا ما توقعناه .. بل الأن نحن نؤيده .. فهذا جزاء من يخون شعبه ..
** أما عن نصر أكتوبر العظيم .. فأحب أن أذكر كل المصريين الشرفاء أن هذا النصر ضرب أروع الأمثلة فى التخطيط والعمل الجماعى ، والرغبة فى التضحية .. وهذا واجبنا لنقله للأجيال القادمة .. بل علينا أن ندرك أننا أمة وشعب عظيم ، وجيش باسل .. إستطاع أن ينتصر .. وأن شبابنا يستطيع أن يحقق إنجازات وإنتصارات مماثلة .. كما أن الإحتفال بنصر أكتوبر هو فرصة للترحم على شهدائنا ، ومن قدموا حياتهم لكى نعيش رافعين الرأس بكرامة ..
** لقد راهنت إسرائيل على إنقطاع الشباب عن هذه الذكرى .. إذ قالوا "سننتظر ثلاثون عاما حتى تنقطع صلة الشباب بهذه الحرب" .. وتساؤلنا الأن لأجيال 6 أكتوبر .. للحفاظ على هذا النصر .. من يكتب التاريخ ؟! .. الإجابة أن يكون محايدا أو صاحب مصلحة .. السؤال الثانى .. لمن يكتب هذا التاريخ ؟!! .. الإجابة ، يكتب لأجيال عاصرته ، أو أنه يكتب لأجيال عديدة .. السؤال الثالث .. كيف يكتب التاريخ ؟!! .. أى هل هو رصد لأحداث أم أنه موجه ويحمل أغراض معينة ؟!! .. والسؤال الأخير .. كيف يقرأ التاريخ ؟!! .. الإجابة ، يجب ان يكون لدينا معايير لذلك من أشخاص وزوايا مختلفة ..
** دعونا نتذكر بعض صور الأحداث التاريخية لنتعرف على عظمة هذا الإنتصار .. أولا ، تصريحات الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" فى مقاله الأسبوعى بالأهرام .. المعنون "بصراحة" .. قال بالنص "أن خط بارليف هو أحد القلوع الحصينة التى لا يمكن إقتحامها .. وأنه فى حالة إقتحام هذا الخط المانع سيتم إبادة 75% من الجيش المصرى" .. وتكررت هذه العبارة فى أكثر من مقال له .. فأين هو الأن ؟!! .. وثانيا .. إنتشرت قبل حرب 1973 هو جيش لا يقهر .. وأنه إستطاع فى خلال بضعة ساعات قليلة .. أن يدمر جميع المطارات فى مصر .. وأن يقهر كل الجيوش العربية .. ولكن فى نصر 1973 .. صرخت "جولدا مائير" فى رسالة للسيد وزير الخارجية الأمريكية "كيسنجر" .. "إنقذونا .. سيناء تكاد أن تضيع" .. رد كيسنجر "أخشى أن إسرائيل نفسها قد تضيع" .. وفتحت الولايات المتحدة مخازن التسليح ، وأنشأت أكبر جسر جوى فى الحروب .. ينقل الدبابات والصواريخ والمدفعية مباشرة على جبهة القتال فى سيناء ..
** لقد تغيرت الصورة تماما فوق رمال سيناء التى نجستها أقدام الإرهابيين وتنظيم القاعدة والأنفاق الحمساوية .. فشتان بين 1967 و1973 .. فالدبابات التى تحترق هى دبابات الجيش الإسرائيلى الذى لا يهزم .. وجثث القتلى للجنود الإسرائيليين ، والصورة الأكثر تعبيرا عن الموقف لعشرات الجنود الإسرائيليين وهم يجلسون على الأرض ، ويضعون أيديهم فوق رؤوسهم .. إنهم طوابير الأسرى الذين وقعوا فى قبضة جنودنا البواسل ..
** التاريخ وحدة هو الذى أنصف "أنور السادات" الذى لم يغتر بالنصر .. ولم يصبه الغرور .. وفى أوج الإنتصار رفع غصن الزيتون .. وبهر العالم كله برغبته فى السلام العادل .. "سلام الشرفاء" !! .. تحية إلى كل قادة حرب أكتوبر المجيدة .. وإلى الرئيس القائد "محمد حسنى مبارك" !!!!!.......
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: