لماذا يريدون كسرك يا لبنان .. يا زهـــــــــرة المدائن/ الدكتور حمدى حمودة

لأن لبنان كانت وما زالت زهرة مدائن الوطن العربى ، لأن لبنان انتفضت وقاومت وتحررت من الأحتلال الصهيونى ، لأن لبنان انتصرت بمقاومتها وجيشها وشعبها سنة 2006 وكان انتصارها انتصارا لكل العالم العربى من أدناه الى أقصاه ، انتصارا للمعتدلين المواليين لواشنطن وتل أبيب ، لأن المقاومة أجبرت اسرائيل ألا تجرؤ أو تفكر فى اتخاذ الحرب على لبنان قبل أن تعيد التفكير بينها وبين نفسها ألف مرة .؟! 
ماذا يريد آل سعود من لبنان .؟ اذا كانوا يريدون كسر المقاومة وتفريغها من مضمونها لكونها رفعت اسم العرب بانتصارها الألهى وتضامنت مع سوريا فى حربها ضد الجماعات التكفيرية التى أعدتها ودربتها وسلحتها الولايات المتحدة وتل أبيب وأنقرة والدوحة والرياض وعمان من أجل تخريب سوريا ولبنان كما خربوا ودمروا العراق وليبيا والآن فى اليمن الذى تعمل الرياض جاهدة على احتلال باقى مكوناته ، بعد أن ضمت لأراضيها منذ اتفاقية ( سيكوس بيكو ) المشئومة جيزان ونجران وعسير ..! ومع ذلك لم يهدأ لهم بال ، فكان لزاما عليهم أن يأتوا بالحاكم التابع لهم على مر هذه السنين ، فبعد ان أزاحت الثورة بعميلهم عبد الله صالح ، فرضوا على شعب اليمن هادى عبد ربه ، وبرروا عدوانهم السافر وعلقوا شماعتهم على الخوف من المد الشيعى الذى يتمثل فى ايران فى كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن ، هذه زرائع باطلة وأصبحت غير مقبولة ولامنطقية ، وهم يعلمون جيدا عدد الشيعة فى لبنان الذى يفوق عدد أى طائفة أخرى الا أن كل مكونات لبنان بمذاهبها وطوائفها يرتضون بهذا الدستور الذى ينص على أن يكون الرئيس مارونى ، ورئيس الوزراء سنى ، ورئيس مجلس النواب شيعى ، ونذكر بالعرض الذى قدمته الولايات المتحدة على نصر الله أكثر من مرة بتنصيبه رئيسا على لبنان وسوريا فى حالة تخليه عن ايران ، وكذلك العرض الذى حمله " كولن باول وزير الخارجية الأسبق على بشار الأسد فى حالة تخليه عن المقاومة ، ومع ذلك أبى الأثنين القبول بهذه الهدايا المنقوصة ، لأن كلاهما عروبى مقاوم عاشق لبلاده وتاريخها ومقدراتها ..!
اذا كان آل سعود يعطلون كل شيئ داخل لبنان ، يقفون ضد انتخاب رئيس للجمهورية ، وكذلك مجلس النواب الذى اضطر للتمديد له ، وبالرغم من كثرة اللبنانين من 14 آزار الموالين لهم ضد مصلحة وطنهم  بكل مكوناته السنية والمسيحية وعلى راسهم رؤساء بعض الأحزاب ، وكبيرهم " سعد الحريرى " ولا داعى لأستراجاع تاريخ عائلته وأصولها وكيفية نزوحها الى لبنان ، لأننى أعرف جيدا أن 70% من الشعب اللبنانى يعى جيدا هذه السيرة والأسباب التى أدت به للمكوث فى الجزيرة العربية منذ فشل الوزارة التى ترأسها عدة أشهرمغادرا لبنان بعد أن أعلن من موطن أسياده أنه لن يعود الى لبنان الا بطائرة من مطار دمشق الدولى ، وهكذا خيب الله آماله وآمال من احتضنوه ..! فلماذا يحتضنه آل سعود .؟ ولماذا أحتضنوا والده من قبل .؟! هذا ليس مبحثنا اليوم فربما نتناوله فى بحث آخر .
أما عن باقى المنتفعين أمثال " جعجع " حزب القوات وجمبلاط  رئيس الحزب الأشتراكى  والجميل رئيس حزب الكتائب التابعين الخانعين الى كبيرهم وتاج رؤوسهم ، هذا الحريرى ، والتابعون جميعهم الى ملك وأمراء المملكة فهم ينفذون أوامر أسيادهم مقابل المزيد من المال الذى يعد بالملايين خاصة مع أكبر الخونة فى تيار المستقبل " فؤاد السنيورة " الذى أضاع 11 مليار من ميزانية الدولة وحتى الآن لم يحاكم نظرا لميوعة القوانين التى منحت مثل هذا الشخص الحرية حتى الآن وغيره من أمثال وزير العدل الحالى والنائب الهارب " صقر " الذى من المفروض محاكمته بتهمة الخيانة العظمى لبلده ..! ولا ننسى المارونى الكبير " صفير " الذى باع كل شيئ من أجل حفنة تراب لآل الحريرى وكسب رضا آل سعود عليه ، ليبقى على رأس الكنيسة كل هذه السنين .! 
وبالأمس تحدث نصر الله بمناسبة انتصارات 2006 فى الذكرى التاسعة ، وتناول الشأن اللبنانى الداخلى كعادته ، وأكد على التيار المعوج والمتمرد والرافض للحوار مع التيار الوطنى الحر للوقوف أمام انتخاب ميشيل عون رئيسا للبنان ، وقد استفز هذا التيار الآزارى رئيس التيار الوطنى عندما أشاع بأنه سيعمل على اسقاطه حتى لا يتسنى له فرصة الرئاسة للبلاد ، الأمر الذى أدى بعون السرعة فى اتخاذ القرار بالنزول الى الشارع خاصة بعد أن تم التمديد لقائد الجيش جى قهوجى ، والذى حزره عون فى خطاب سابق على خطاب السيد بأربعة أيام من تعرضه للمتظاهرين عند مطالباتهم بالحقوق المشروعة للبلاد ، وكان لزاما على نصر الله فى خطابه ان يوضح جليا لكل من تسول له نفسه فى لبنان وخارجها أن يتعرض الى أى من حلفائه ، وهذه بمثابة رسالة ضمنية الى 14 آزار على وجه الخصوص ..!!
وانا أوجه بالتالى رسالة الى الجنرال ، وأكرر له ما قاله عبد الناصر ( أن ماأخذ بالقوة ، لايسترد الا بالقوة ) ومن الواضح ان هذا التيار قد تمادى فى اللعب بمصير لبنان واللبنانيين مع من يقفون وراؤه ويساندوه دوليا ، خاصة الرياض وواشنطن اللتان سببتا  هذا الفراغ الرئاسى والنيابى كل هذه الشهور، والتى تأخذ البلاد الى مصير مجهول ، أقول لعون اذ لم يتحرك فعلا وينادى بتغير الدستور الذى يقر فيه على المادة التى تكفل للشعب انتخاب رئيس جمهورية مثل كل البلدان العربية التى تتشدق بأنها تطبق الديمقراطية ، عدى دول الخليج والمملكتين الأردنية والمغربية اللتان مصيرهما الى زوال هذا النظام الملكى عن قريب ، وليس ذلك ببعيد عن الخليج بأسره ، على الجنرال أن يطالب بعمل استفتاء شعبى على تعديل الدستور ، وكذلك على قبول ترشحه لرئاسة الجمهورية ، وأنا متأكد اذ لم يكن ذلك مائة بالمائة ، فلا يقل عن 85 % داخل وخارج البلاد ، ولا يفوت علينا أن الأكفاء والأمناء والشرفاء كثر ، فهاهو الرئيس (اميل لحود ) الزلمة الحقيقى الذى أعطى الكثير ولم يأخذ الا الفتات وتتضامن قلبا وقالبا مع المقاومة وما زال ، وهاهو الفرق بينه وبين " ميشيل سليمان " لا غرابة فى أن يكون بيننا وفى عصرنا وفى عصور سابقة وفى عصور قادمة أزلام وأقزام ، والفرق كبير ومتباعد بعد المشرقين بين الأثنين فى المفهوم والماهية ، وهاهو حسن نصر اله الذى يتوافق فى الكثير من صلابة وحماسة وكبرياء وشماخة جمال عبد الناصر فى وقوفهما أمام الغطرسة الصهيوأمريكية التى قال لهما عبد الناصر بعد تأميم القنال ( من لايعجبه أن يشرب من البحر الأبيض ، فليشرب من البحر الأسود ) هذه أقوال لا يتفوه بها الا المناضلين المقاومين الحاملين رؤسهم على أكتافهم ، هكذا كان لنصر الله كثير من هذه الأقوال التى قيلت فى مناسبات مختلفة وهكذا كل ثوار العالم الأحرار ، هاهو كاسترو الذى مازال حيا يرزق حتى اليوم وقد أطال الله فى عمره ليرى بأم عينه انهزام الولايات المتحدة وانتصار كوبا ، وهاهو رفيق دربه جيفارا الذى ما زال يحمل اسمه كل أطفال وصبيان وشباب هذا العالم متفاخرين محاولين التنشبه به ، وعن قريب كان شيفيز الناصر كما لقبته قناة الميادين ، ثار وناضل كل أنواع القهر الأمريكى ووقف جوار كل الشعوب المقهورة والمظلومة والتى تنادى بالحرية ، والأمثلة كثيرة فى التاريخ القديم والحديث لمن يعشقون الحرية والعدل والمساواة ولشعوبهم والوقوف جانب الحق .!                          لبنان ستنتصر وسترفع الرايات ابتهاجا بعد أن استطاعت مقاومتها القضاء على كل التكفيرين الذين كانوا يحلمون بالعبث بها كما عبثوا بالعراق وسوريا وليبيا واليمن وهناك بوادر بمصر وتونس والجزائر والمغرب ودول الخليج التى لا تبعد عن تفكيرهم والرغبة الشديدة فى رفع رايتهم عل الكعبة الشريفة ، ومع كل هذا مازال حكام العرب فى غيهم لا ادراك لديهم بما يخطط لهم أمام أعينهم ، يظنون أن تحالفهم مع واشنطن أوتل أبيب سيعفيهم من دخول داعش عليهم وتجزئتهم مازالوا يعيشون الوهم الصهيوأمريكى ولا عجب فى أن أول من ينادى بهذا االتجزئة لكل البلدان العربية هى اسرائيل حليفة الرياض والدوحة والرباط وعمان ، انهم مازالوا فى سكرتهم يعمهون .! 

Dr_hamdy@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: