ماذا حققت معاهدة "كامب ديفد المشئومة " للسلام حتى اليوم؟/ الدكتور حمدى حمودة

بعد حرب أكتوبر 1973 والتى انتهت بالنصر المزيف الذى رسمته الولايات المتحدة لحاكم مصر فى ذلك الوقت " السادات " حيث أعدت له العدة للتفوق على اسرائيل الى مدى لايتعين عليه أن يستمر فى التوغل الى تل أبيب ، لكن الفريق الشاذلى أراد أن يستمر بقواته الى أن يحقق النصر المبين باستيلائه على تل أبيب غضون ساعات ، الا أن القائد الأعلى للقوات المسلحة ( الحاكم بأمره طلب من الفريق وقف الحرب على الفور بناءا على أوامر واشنطن مما أعطى الفرصة لأسرائيل أن تستعيد المبادرة وتتوغل بعد الثغرة التى تمكنت فى فتحها لتصل الى السويس ، وكان بالضرورة أن يصدر مجلس الأمن قراره بوقف الحرب وعمل تسوية بين الطرفين .        
وتوقفت الحرب وتمت التسوية وارتضى الحاكم بما فرض عليه من أجل عيون الكيان الأسرائيلى ، وكأن الحرب انتصر العدو فيها وليست مصر التى انتصرت كما ادعى " السادات " فكان لزاما على المنتصر وليس المهزوم أن يملى بشروطه على المنتصر، فى اى قاموس هذا وفى اى قانون دولى لا نعلم فهذا ما فوجئ به الشعب المصرى وشعوب العالم بأسره ، وبناءا عليه ( فكر وقدر ، فقتل كيف قدر ) أن الشيطان أوحى له أن يكون أول صانع للسلام فى المنطقة ، عليه الذهاب الى الكنيست والتحالف مع الشيطان اذا لزم الأمر ( ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر ) علا واستكبر وملأه الغرور وخطب فى الكنيست وصافح وعانق الرئيس ورئيس وزراؤه ، وزادته نفسه غرورا فذهب طائعا الى الولايات المتحدة ليوقع على المعاهدة التى قصمت ظهر الشعوب العربية كلها مما اضطرهم الى مقاطعة مصر ونقل الجامعة العربية الى تونس ، وبذلك كان الأستسلام وليس السلام ، وصدق الله عندما قال ( سأصليه صقر ، وما أدراك صقرلاتبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر ) هذا عندما خرج على الشعب وهو فى كامل زينته مثله مثل قارون فكان القصاص الألهى ، ان ذلك ليس فعل البشر ولكنه فعل الاه البشر  ثم جاء من بعده من تمسك بالأستسلام وسار على نهجه وجعل من الأنفتاح الذى أتى به ما قبلة انفتاحا ليس له ضوابط ، فأغرقتنا واشنطن وتل أبيب بكل أنواع السموم والرزائل والخبائث والعقاقير التى خربت بها شباب مصر والمنطقة العربية بأسرها وسار فى نفس الركب وعلى خطى السادات خليفته وملك الأردن " حسين بن عبدالله وياسر عرفات ومن خلفه محمود عباس " الكل تآمر على الشعوب العربية وعلى القضية الفلسطينية مما أدى باسرائيل الى نهب 70% من الأرض المحتلة حتى الآن ، والى تصفية كل رموز المقاومة منذ الستينات وتهجير ملايين الفلسطينين واعتقال أكثر من 11ألف مواطن فلسطينى بينهما نساء وصبية وفتيات والعمل على انقسامهم وشن خمسة حروب ضروس على غزة أكلت الأخضر واليابس دون أن تحرك الحكومات العربية أى ساكن وكأنهم يعملون جميعهم على موت القضية فى ظل ( السلام ) أى الأستسلام الذي سارعلى نهجه على مدى 22 سنة رئيس السلطة الفلسطينية فى لقاءات عقيمة سميت بالمفاوضات قال عنها " شارون " علينا أن نستمر فى مفاوضة الفلسطينين الى أن ييئسوا ، وعلينا أن نحقق اكبر قدر من المكاسب وذلك بضم آلاف الدونومات من الأرض وهدم آلاف المنازل وبناء مئات المستوطنات وتهجير اليهود من كل أنحاء العالم لأستيطانها ، ولقد تحقق له ما أراد فى حياته ومماته ، وعباس ما زال يمد لهم يد السلام ، ومازالت الحكومات العربية فى غيها فهناك سفارات عربية فى اسرائيل والعكس فى هذه البلاد ، وسفراء متابادلة بينهم وكأن السلام فرض بتشريع الاهى لايحق على أى دولة عربية استئصاله أو اختراقه ،
هذا الذى جعل حافظ الأسد يرفض عمل أى تسوية بينه وبين الكيان الأسرائيلى رغم احتلالها للجولان ولطبرية ، ورفض الأستسلام أو فكرة " السلام "وهكذا سار على نهجه خليفته فكان لزاما على واشنطن ان تفكر فى خارطة جديدة للشرق الأوسط فى ظل الأستسلام القائم فى المنطقة العربية بأسرها وفى ظل الوهن والضعف الذى أصيبت به الأمة من جراء هذا الأنفتاح والأستسلام،وبعد أن غزت واشنطن العراق فى 2003 وقضت على جيشه العتيد ونهبت وسرقت كل ثرواته و مقدراته التراثية والمالية والبترولية وشردت ملايين البشر وقتلت أكثر من مليونين مع ملايين المصابين بعاهات مستديمة ، بعد هذا كله اتجهت الى لبنان فكانت حرب 2006 التى تمت فيهاهزيمة اسرائيل هزيمة منكرة ، ثم توالت الحروب على غزة وفى كل مرة تمنى بالهزيمة الى أن جاء الحريق العربى الذى هبت فيه الشعوب العربية بانتفاضات متتالية خلعت فيها أولئك الحكام المستهترين بشعوبهم وبمقدراتهم وسرقة أموالهم فمنهم من فر ومنهم من اعتقل ومنهم من تم اغتياله ومنهم من تمت اصابته ولم يموت لأنه دخل عرين الأسد الى أن تم شفاؤه ، هذا كان جزاء الخيانة التى سعى اليها هؤلاء الحكام ولم يراعوا فى شعوبهم الا ولا ذمة جراء الأستسلام . من هنا كان الدور على سوريا قلب العروبة ونبضها ، فكانت المؤامرة التى حاكتها كل من واشنطن وتل أبيب وبعض الدول الخليجية التى لها مصلحة فى ضرب سوريا ومصر للخلاص من جيشهما ، فأرسلوا الى سوريا سبعون ألف مسلح تكفيرى من ثلاثة وثمانون دولة يالعتاد والسلاح ، الا ان الله هو الحافظ فبلاد الشام لها قدسيتهاعند الله ورسوله وهذا ما حكاه لنا التاريخ ، فكل الحروب المغولية والتتارية على سوريا ومصر دمرت عند بوابة البلدين دون القدرة على غزوهما ، وهكذا كل الحروب الصليبية التى احتلت بيت المقدس والتى قصمها وقضى عليها صلاح الدين الأيوبى ، ان لمصر وللشام منزلة كبرى عند الله ، فأثناء سنوات المجاعة بعث الله بالنبى يوسف الى مصر ليكون سببا فى تحقيق العدالة للعالم بأسره ، وما نحن عليه اليوم من ارهاب وقتل وتفجير وذبح وتدمير لبيوت الله ولكل أماكن العبادة والااسلاميون يقتلون باسم الأسلام ، انما بترتيب من الولايات المتحدة واسرائيل وبعض الخونة من العربان ولكن الله يقول ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) لن يفلت هؤلاء من القبضة الألهية والموعد المحدد لهم لأقتلاعهم ، ان ما يحدث فى العالم العربى من دمار ونهب لمقدراته وتراثه وتدمير اقتصاده وبنيته التحتية فى اليمن ولبنان وتونس والسودان وسوريا ومصر وليبيا والجزائر انما هو نتيجة فكرة " السلام " التى اخترعها حاكم مصرى نهجت كل شعوب المنطقة على نهجه ، فكان الأستسلام والخيانة وكان ما آلت عليه بلدان هذه المنطقة .!   
                                                                            
Dr_hamdy@hotmail.com 

CONVERSATION

0 comments: