الحوثيون في الميزان/ محمد محمد علي جنيدي

كيف ومتى بدأوا ولماذا يتصدر الحوثيون المشهد السياسي في العالم بسرعة الصاروخ، وهل هم صناعة كالوجبات الجاهزة التي نتناولها عبر سفرياتنا، أم هم السم الذي أرادوا أن يفتكوا به على ما تبقى من مقدرات دول الخليج، ومن صانع الأحداث لنتعرف على المستفيد الأكبر.
لقد بدأت الحرب على الحوثيين المنقلبين على شرعية رئيس اليمن عبد ربه منصور هادي، وعلى الرغم من أنهم أقل كثافة سكانية من غيرهم باليمن إلا أنهم سيطروا بقوة وطاردوا رئيسا منتخبا وأصبحو القوة الأكبر خطرا على الحدود الجنوبية للمملكة السعودية – وبالطبع – لا يمكن أن تؤول لهم السيطرة على هذا النحو من فراغ، ولا شك أن الشعور المتنامي بوجود حزام خانق يتشكل وينذر بخطر بالغ على دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية فإن ذلك له أيضا ما يبرره.
ولكن أيضا من العبث القول أن لأي حرب منطق ومسار وتوقع، والأصوب في رأيي أن الشبكة الصهيونية قد خططوا وحاكوا وأرادوا أن يلقوا بصناعة هذه الأزمة على محيط المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، والتاريخ يخبرنا دائما أن اللعب على وتر الطائفية هو الأعظم ربحا لهؤلاء!.
ألم يكن من الأجدى لطرفي النزاع البحث عن آلية وأدوات للتقريب تحفظ الحد الأدنى للمصالح المشتركة بين الطائفتين، وإذا ما كان التمدد الإيراني هو هدف استراتيجي لها لتأمين حدودها من بعيد لخلق توازن ما بينها وبين أي قوى أخرى ترى إيران بأنها تهددها فإن أيضا هذه التكتيكات من إحداث التوسع والتمدد الطائفي هنا وهناك من المؤكد أنها سوف تؤدي في النهاية إلى صدام عسكري قد يطول ويأكل اليابس والأخضر أمامه ويضعف الجميع في آنٍ واحد.
إن استمرار حرب اليمن الحالية دون طرح لحلول سياسية ناجزة لن يوجد مستفيد منها سوى الصهاينة، ومن هنا يمكننا أن نضع أيادينا على أسباب وملابسات تصدر جماعة الحوثيين المشهد السياسي بسرعة الصاروخ كما يمكننا فهم التواجد الداعشي القوي في المنطقة، ويبقى السؤال مشروعا إلى متى نسمح لهؤلاء التلاعب بمصائر شعوبنا.

m_mohamed_genedy@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: