من أنتِ؟/ د. عدنان الظاهر

طَعَنتني…
غَدراً في صدري
وتوارتْ شَبَحاً من شمعٍ في نارِ
خلفَ ستارِ
فصرختُ بأعلى صوتي : من أنتِ ؟
جاء صداها من خلفِ جدارٍ عالِ :
أنتَ الطاعنُ صدركَ أخذاً مني للثارِ.

هل تسمعُ نجوايَ طبيبةُ آلامي
أو تفهمُ صبرَ الموتى في صمتي
مشنوقاً أتدلى
في حبلٍ من هيكلِ قضبانِ الجسرِ
كشفتني
لذئابٍ تتقيأُ أحشائي
جائعةٍ تعوي
في ليلِ الطُرُقاتِ الرعناءِ.

ما هذا الجسدُ الممتدُّ عمودَ بكاءٍ كالصاري
ما بين غَرابةِ أطواري
ودموعٍ تتساقطُ لا أُخفيها  
باللوعةِ كالترعةِ والماءِ الجاري
وخروجي من خطِّ مسارِ سفينِ الإبحارِ.

طعنتني في ظهري
فصرختُ بأوهنَ صوتٍ يأتي قبلَ الموتِ :
هل حقّاً أنتِ ؟
لماذا غبتِ ؟
وسقطتُ أشدُّ على جُرحٍ مفتوحٍ عارِ
أتلّوى تحت سياطِ عذابِ الذكرى.

قتلتني ومضتْ عجلى
تسحبُ تيهاً أكفاني
في بيتِ حبيبٍ مجهولٍ ثانِ.

CONVERSATION

0 comments: