حكومة الغيبوبة (هى وأخواتها)/ ايمان حجازى

تساؤلات تطرح نفسها على العقول هل نحن وبعد المرور بمراحل الثورة المتعددة يطلق علينا الآن أننا نمر في مرحلة الغيبوبة أى مرحلة ما بعد العملية والتى لا يكون المريض مسئولا فيها عن أى شيء يفعله أو يقوله أى أنه يهزى !!!!

قامت الحكومة مشكورة فى خلال تطورات مراحل الثورة بتشكيل لجنة الخمسين لإعداد دستور 25 – 30 والذى تمنينا أن يحقق أحلاما طال من اجلها السهاد وخاصة أنه دستور كل الشعب لجميع أطياف الشعب

ولكن فاجأتنا الحكومة بأن إستنت قوانين تخالف أحكام الدستور
فاجأتنا الحكومة بأن منعت تعيين المرأة كمستشارة فى النيابة الإدارية على عكس ما نص به الدستور
فاجأتنا الحكومة فى مفاجآت متتالية من نوع الصدمات التى يحصل عليها الإنسان حال خروجه من دش ساخن لآخر بارد أو العكس وخاصة إذا كانت مرات متكررة , وهذا فيما يتعلق بالجماعة الإخوانية التى كان للحكومة فى البداية رأي تحترم عليه وهو أن إدراج الجماعة ضمن قائمة الإرهاب يتطلب حكم محكمة وقد يكون هذا ما شجع الجماعة الإخوانية فيما أتت به من أفعال تندرج تحت الإجرامية وسفك الدماء والإعتداء الصارخ على المبانى الحكومية والجامعات وإزهاق الأرواح لجمهور الشعب وضباط الشرطة مما إضطر الحكومة الى إعلان أنها تعتبر الجماعة إرهابية بكل المقاييس

وقد إستلزم هذا الإعلان ضرورة تطبيق قانون الإرهاب على من يعرف عنه إنتماؤه للجماعة أو من يأتى فعلا إجراميا يشير الى الجماعة ولكن عادت الحكومة ورمت بنا بين دهاليز المحاكم وأحكام القضاء
ومرت الأحداث بين هذا وهذا وطال بنا المطال فلا نستطيع أن نحاكم الإجرام ولا حتى نتعامل معه حتى صدقت محكمة الأمور المستعجلة فى الجزء الأخير من شهر فبراير من هذا العام على حكم الدرجة الأولى بأن الجماعة الإخوانية هى إجرامية وكذلك محظورة , وكان من الطبيعى على الحكومة أن تتعامل بشدة مع كل من ينتمى الى هذه الجماعة وكذلك منعه من ممارسة الحياة السياسية

ولكن ومن عجائب الأمور ولأننا فى وقت ترشيحات إنتخابية ولأن لدينا لجنة إنتخابات المفترض أنها تقوم بالبحث والتمحيص فيمن يتقدم الى الترشيح لمنصب رئيس جمهوريتنا
, ولكن لأن حالة الغيبوبة منتشرة وتكاد تكون عامة ولأن البلد لم تعد تأخذ شيئا على محمل الجد نهائيا ولأن حكوماتنا المتعددة المصابة بالعجز والتوهان ومن أصابتها أمراض الشيخوخة إستقبلت بالأمس أوراق السيد باسم خفاجة المنتمى الى جماعة الإخوان حال ترشحه لمنصب الرئيس مع العديد من علامات التعجب والإستفهام

ويتساءل العقل هل تعد حكومتنا هذه رشيدة !!!!
أم أنها لا تعى ما تفعل أم أنها لا ترى ما وراء الخطوة التى تخطوها ........

يعنى إذا كنا نعترض على موقف السيد محافظ الوادى الجديد فى تأييده لترشيح السيد عبد الفتاح السيسي كرئيس للجمهورية وذلك لكونه أداة من أدوات الدولة الفاعلة فهذا لأن فعله يندرج تحت أفعال الغيبوبة والهزيان , وهذا ما يؤكده ما حدث اليوم من إستقالة السيد محافظ الوادى الجديد وهو الفعل الأكثر إستغرابا بعد ما فعله بكل التصميم والعزم بالأمس ... فهل تصرف اليوم أتى من ردة فعل الإعلام والشارع المصرى التى رفضت هذا التأييد الغير مسئول من موظف فى الدولة والذى إنحاز بشكل غير لائق لأحد مرشحى الرئاسة !!!! أى هل هو تصرف من داخل عقل السيد المحافظ فإن كان فهذا يزيدنا تعجبا وتساؤلا وحيرة

أم هل هو تصرف من الحكومة بالضغط على السيد المحافظ لردعه هو وأمثاله ممن يخرجون عن حدود المقبول والمعقول وأيضا يخالفون القانون والدستور!!!!

والسؤال الذى طرحناه فى البداية هو ما يلح علينا مرة أخرى وسنظل نكرره, الى متى يستوجب علينا تحمل حكومات عفى عليها الزمان ؟؟ الى متى يستلزم علينا حمل أخطاء حكومات لم تكن مسئولة ولا رشيدة ؟؟ الى متى نتحمل أخطاء أناس نأتى بهم ليعينونا فإذا بهم يوحلونا ؟؟

يجب على الحكومات أن تستفيق لنفسها وأن تعى الدور المطلوب منها وكفانا عبثا بمقدرات الشعب ومصيره وإلا فسوف تجد الحكومة نفسها فى موقف لا تحسد عليه حينما يحدث ما لا يحمد عقباه لأن الشعب لن يظل هكذا بدون رد فعل على تصرفات هذه الحكومة غير المسئولة هى وسابقاتها

ألا هل بلغت اللهم فإشهد ............

CONVERSATION

0 comments: