ماتت أم داليا / رأفت محمد السيد

إلى متى سيظل مسلسل إهمال الفقراء فى مصر؟ إلى متى سيظل ضحايا الفقر والجوع والمرض بالالاف مع كل إشراقة شمس يوم جديد ؟إلى متى سيظل المجتمع غافلا عمن يعيشون كالأموات ، مع أن الأموات قد عُرفت مصائرهم ؟ 
 فلقد ماتت أم داليا ، التى كل مااعرفه عنها أنها مواطنة مصرية بسيطة جدا مات زوجها واستطاعت بفضل من الله وبمساعدة بعض القلوب الرحيمة ان تربى أبنائها جميعا ذكورا وإناثا حتى صاروا أزواجا وزوجات فى بيوتهم وبيوتهن ، وبقيت هذه السيدة وحيدة فى بيتها بعد ان ادت رسالتها على الوجه الأمثل مع أبنائها وبناتها .

عاشت وحيدة فى شقتها الصغيرة يسأل عنها بعض بناتها من حين لاخر، وتمرالايام وتسوء حالة ام داليا الصحية لتنال عطف الجيران من حولها من حين لاخر ،حتى أن حالتها الصحية اصبحت تتطلب دخولها مستشفى لتلقى العناية والعلاج بعد ان تورم جسدها بالكامل ، فهى تحتاج إلى الدخول لقسم الرعاية المركزة ، لكن كيف وهى لاتملك قوت يومها وتعيش على مساعدات الجيران لها ، إلى أن إشتد عليها المرض وماتت ولسان حالها يقول : لماذا عشت فى هذا الفقر والحرمان ومت وأنا لااجد حتى ثمن الدواء ؟!
لسان حالها يردد ألست مواطنة فى هذا البلد ولى الحق فى ان احيا حياة كريمة واموت بإرادة الله وحدة وليس بحكم الإهمال وقسوة المجتمع – فقد ماتت بحكم الفقر والحرمان والجوع والمرض .
مازال المسئولون بدول العالم الثالث ومنها مصر لايدركون أن  نهاية دول قوية قد إنهارت بسبب إهمال الفقراء فالتاريخ ذكر لنا أن أحد أهم أسباب سقوط الدولة العباسية كان عدم العدل بين الأغنياء والفقراء.

 الناس في الماضي كانوا يرددون دوما عبارة رنانة" أن أحدا لا يموت بسبب الجوع، لكنهم الآن يموتون موتا بطيئا بسبب سوء التغذية والمرض والجهل والسؤال هل سياتى على مصر يوما نجد فيه حاكما عادلا ينظر إلى ملايين الفقراء الذين يموتون كل يوم من الجوع والمرض ؟ هل سنجد يوما ما من يقضي على هذا الثالوث المدمر ، ساعتها من يموت فسوف ندرك بإيمان ويقين أنه مات بقضاء الله وقدره وحده وليس نتيجة إهمال وظلم لمجرد أنه من فقراء المجتمع الذين من وجهة نظر المسئولين ( إلا من رحم ربى )  ليس لهم حق فى الحياة – رحم الله أم داليا وملايين مثلها ماتوا من إهمال الحكام والمسئولين وذنبهم سيظل فى رقابهم إلى يوم القيامة .

CONVERSATION

0 comments: