
لم يكن بينه وبين هذه القافلة المتوحشة سوى خطوة قدم واحدة، وها هي متحفزة تحاول القفز عليه ولكن كأن شيئا ما يمنعها!، فاتكأ بظهره على جدران مقبرة خلفه وهو يحمل برباط يدا مصابة يمتد من عنقه، واليد الآخرى يوجهها في وجوههم المتوعدة به، ولسان حاله يردد بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
شعر أحمد حينها وكأنه قد أُلقي في خاطره أن يحمل حجرا صغيرا كان يلامس قدمه الأيمن وينتظر من يحمله ويوجهه ليؤدي أمرا بدا الله قد أنطق به قلبه ولسانه، وما أن مال ليأخذ الحجر بيده إلا ورأى الكلاب وكأنها فئران تقفز مسرعة لتنجو بحياتها من مطاردة أسد يتربص بها.
انطلق الحجر من يده ببركة وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، فأصاب أحدهم وكأنما تخطفته صاعقة من السماء.
أين ذهبوا واختفوا بل من أين جاءوا، ومن صرفهم عنه مذعورين مقهورين.
استكمل أحمد مسيره لمقبرة أبيه سالما مطمئنا للذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
m_mohamed_genedy@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق