لقاء نصرالله - جنبلاط: تقية وذمية وخضوع لمشيئة القوي/ الياس بجاني

محطة ال بي سي التلفزيونية/27 تموز/14: "بحث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة ولا سيما ما يجري في غزة، حيث أكد الطرفان أن فلسطين تبقى القضية المركزية وهي تعلو فوق كل الخلافات السياسية، مؤكدين التضامن مع الشعب الفلسطيني وأهل غزة في صمودهم في مواجهة اﻻحتلال." "وبحث الطرفان أيضاً خلال اللقاء في الأوضاع الداخلية ولا سيما موضوع العمل الحكومي وأهمية تفعيله وتنشيطه مشددين على ضرورة اﻻسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإنهاء حالة الشغور القائمة"
نتمنى من القلب أن لا نكون مخطئين وسوداويين في قراءة نتائج اللقاء المفاجئ الذي تم اليوم بين السيد نصرالله والنائب وليد جنيلاط، وذلك على خلفية تكويعات وتقلبات مواقف البيك التي أدمنها وعود اللبنانيين عليها منذ دخوله معترك العمل السياسي عقب اغتيال النظام الأسدي-البعثي والده الزعيم كمال جنبلاط.
المقلق من نتائج اجتماع اليوم، بل المرعب والمخيف في هذا الوقت الحرج والمفصلي والصعب مرده إلى أن لبنان الكيان والرسالة والاستقلال والثقافة والحضارة والتاريخ والهوية والدور هما بخطر كبير وعلى مفترق طرق نتيجة للاحتلال الإيراني الملالوي والصفوي المفروض على وطن الأرز وعلى شعبه بالقوة والإرهاب وكل وسائل الإجرام بواسطة الجيش الإيراني المحتل والذي هو حزب الله. 
المقلق أن البيك ومنذ العام 1982 ما تعود أن يزعج قيادات محور الشر السوري-الإيراني بأي شكل من الأشكال، وعدم رد أي طلب للسيد حسن نصرالله بغير "بأمرك سيد" والأمثلة بالرزم بقمصانها السوداء وغزواتها، وبالتالي نتضرع لله جل جلاله أن يحمى لبنان وشعبه من نتائج هذا الاجتماع المفاجئ. 
بصدق وبصوت عال نعبر عن خوفنا من نتائج الاجتماع التي لا نراها غير كارثية حيث نحن لا نستبشر منها خيراً خصوصاً فيما يتعلق بشخص وتوجهات وخط رئيس الجمهورية الذي يريد محور الشر السوري-الإيراني عن طريق سلاح وإرهاب حزب الله فرضه بالقوة على اللبنانيين ليكون أداة طيعة ورخيصة في خدمة المشروع الإيراني التوسعي والإحتلالي الساعي لإسقاط الكيان اللبناني وكل الكيانات العربية بهدف إقامة الإمبراطورية الفارسية الوهم على أنقاضها.
خوفنا والتوجس من لقاء اليوم هو على خلفية ساعات تجلي وتخلي البيك التي عودنا عليها وهو المؤمن علانية وقولا وفعلاً بجوهر ومفهوم وثقافة المثل العثماني التقوي والذموي البالي: "اليد التي لا تستطيع كسرها قبلها وادعي عليها بالكسر". 
وخوفنا وتوجسنا هو أيضاً على خلفية مواقف البيك المتقلبة التي عبر عنها بوضوح ويمارسها باستمرار وجوهرها يكمن في مفهوم وقناعة عدم استعداده لمواجهة الأعداء الأقوياء طالما استمروا محتفظين بقوتهم أكانوا من الداخل أو الخارج لا فرق، بل التملق لهم والخضوع لمشيئتهم وقول قولهم، وفي نفس الوقت انتظار جثثهم دون مواجهة أو جهد على ضفاف الأنهر. 
في الخلاصة، إن معظم مصاعب وكوارث لبنان وخصوصاً الحالية منها وفي مقدمها الوضع الفوضوي والمتفلت امنياً واقتصادياً ودستورياً وأيضاً عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون انتخابي عادل هي كلها بسبب وجود طاقم سياسي ورسمي في غالبية أفراده يغلب مصالحة الخاصة على مصالح الوطن والمواطن.
يبقى أن: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ".[الرعد:11]
حمى الله لبنان من هذا الطاقم ومن ملجميته والطروادية.
**
ملالي إيران هم أعداء شعبهم والقضية الفلسطينية ولبنان والعرب

من يعود بالتاريخ المعاصر بعقل منفتح وبمنطق وببصر وبصيرة وإيمان إلى حقبة عودة الإمام الخميني إلى إيران المسرحية وتوليه حكمها بالحديد والنار وعن طريق قطع الأعناق وبقر البطون والسجن والنفي والاضطهاد والتنظيف العرقي، لا بد وأن يرى ويتأكد استناداً إلى الوقائع المدونة والموثقة أن كل المصائب والكوارث والحروب والفوضى والفتن والقلائل التي حلت بشعب إيران وبالدول العربية وبلبنان وبالقضية الفلسطينية هي من نتاج ثقافة ونهج وأطماع الخميني وبسبب السياسيات التوسعية والتفتيتية والمذهبية والحاقدة المدمرة التي اتبعها من بعده ولا يزال حكام إيران من الملالي حيث راحوا يصدرونها إلى كل الدول العربية عن طريق ماكينتهم الثورية والمذهبية والعسكرية والإرهابية.
كانت بداية كوارث نظام الملالي في الحرب الدموية والعبثية مع العراق، ومن ثم الهيمنة المطلقة على النظام السوري البعثي الأسدي واستعماله أداة مدمرة في مواجهة كل الدول العربية، وقد تبع ذلك إنشاء الجيش الإيراني الإرهابي في لبنان الذي هو حزب الله، وذلك في ظل ورضى وتعاون الاحتلال الأسدي لوطن الأرز.
 وفي نفس السياق استتبع الملالي حركة حماس الفلسطينية بالكامل، ومعها العشرات من الجماعات التكفيرية والأصولية الفلسطينية والعربية، إضافة إلى رزم من هذه الأورام السرطانية والطروادية والملجمية التي تم تفقيسها في حاضنات المخابرات السورية والإيرانية والتركية من أمثال فتح الإسلام والنصرة وداعش وغيرهم العشرات.
وبعد ذلك دخلوا بسمومهم إلى اليمن عن طريق الحوثيين، وتسللوا إلى غزة والبحرين وأشعلوا الحروب المذهبية والتفتيتية في هذه البلدان، في حين لم يوفروا من إرهابهم وتدخلاتهم المدمرة والحاقدة لا مصر ولا السودان ولا دول المغرب العربي ولا السعودية ولا أي دولة عربية من دول الخليج العربي حيث جهدوا وبدهاء ومكر على تعميم الفوضى والاضطرابات فيها، وقد تمكنوا بنجاح كبير من تجنيد شرائح من شعوب هذه الدول على خلفية مذهبية وذلك على حساب قوميات وكيانات ووحدة وسيادة واستقلال هذه الدول، ولنا في ما في حل من كوارث غير مسبوقة بوطننا الحبيب لبنان المحتل والمعذب والمفتت والمشرعة حدوده خير مثال.
رفع الملالي بقصد التمويه والغش واللعب على العواطف واستغلال التناقضات الدينية والمذهبية، رفعوا شعارات كاذبة هي تحرير فلسطين عن طريق المقاومة والممانعة ورمي اليهود في البحر وأنشأوا ولنفس الأهداف التمويهية والاستيعابية هذه ما يسمى بيوم القدس العالمي.
جهدوا ولا يزالون في تصوير أنفسهم بحماة القضية الفلسطينية، وبنفس الوقت وبدهاء أظهار الدول العربية وحكامها كافة بأعداء هذه القضية وبالمتآمرين عليها. هذا وكانوا قبل اندلاع ثورات الربيع العربي قد حققوا نجاحات كبيراً جداً في الوصول إلى غاياتهم الشيطانية خصوصاً في لبنان من خلال نفاق وكذب مقاومة وانتصارات حزب الله الإرهابي.
ولأن الله جل جلاله، يُمهِّل ولا يُهمِّل، فإن كل إجرامهم وأطماعهم وفتنهم وخداعهم وشعاراتهم الهرطقية الكاذبة قد كُشفوا وتعروا بالكامل في كل من العرق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وغزة وذلك خلال السنوات الثلاثة الماضية، حيث فاحت الروائح الإبليسية  والفضائحية من مخططهم التوسعي الهادف إلى إسقاط الكيان اللبناني وتدمير كل الأنظمة العربية وشيطنة حكامها بهدف إقامة الإمبراطورية الفارسية الوهم على أنقاضها.
في الخلاصة وبناءً على الوقائع المأساوية الحالية المعاشة والملموسة منذ العام 1982 في كل من لبنان وغزة وسوريا والعراق تحديدا،ً وفي باقي كل الدول العربية دون استثناء عموماً، والتي تبين أن التدخلات الإيرانية السافرة المذهبية والعسكرية الموثقة هي العلة والسرطان والسبب لكل كوارثنا نرى ومعنا كثر في لبنان وبلاد الاغتراب والنخب العربية أن نظام الملالي الإيراني هو العدو الأول والأخطر للبنان ولكافة الدول العربية، وبالتالي قد حان الوقت لمواجهة هذا العدو بكل الإمكانيات والتوقف على التلهي باجترار شعارات نفاق التحرير والمقاومة والممانعة.
**

CONVERSATION

0 comments: