نظام ولاية الفقيه و داعش و الجامع المشترك بينهما/ العلامة السيد محمد علي الحسيني

التصدي لموضوع تنظيم داعش الارهابي، والذي صار في الفترة الاخيرة ولاسيما بعد سقوط الموصل، حديث الساعة و الناس و محط ترکيز و إهتمام المجتمع الدولي و وسائل الاعلام، لايمکن أن يفي بالغرض المطلوب منه من دون التصدي للمنطلق و الاساس و الرکيزة التي مهدت الطريق و خلقت الاجواء المناسبة لظهوره و بروزه فيما بعد.
 تأسيس نظام ولاية الفقيه عقب الثورة الايرانية التي إستغلت اساسا من قبل رجال الدين المتشددين بزعامة الخميني، کان منعطفا حساسا و بالغ الاهمية في مسيرة التطرف الديني بالمنطقة و العالم و بداية مرحلة غير عادية في بعث و إحياء التطرف الديني و الافکار الطائفية الضيقة في لبوس و أردية براقة نجحت في التمويه على الکثيرين و خداعهم و إيهامهم بأن هذا النظام هو المنقذ و الامل المنتظر الذي سينتشل الشعوب العربية و الاسلامية من حالة الرکود و يقودهم نحو المجد و العلا.
 نظام ولاية الفقيه ومنذ بداياته الاولى، إعتمد على سياسة فرض الامور بالقوة و إکراه الشعب الايراني على المثول لخياراته و أفکاره المتطرفة و المتشددة، وبدأوا بالاعتقالات التعسفية لمخالفيهم و زجهم في السجون و حملات الاغتصاب للنساء و الاعدام الجماعية و التي نخص بالذکر منها، ماکان يقوم به الملا خلخالي الذي کان يتصرف وکأنه قرقاش إيران من حيث إستهتاره و إستهانته بأرواح المواطنين الايرانيين و إصداره أحکامه بحق كل من خالف وﻻية الفقيه البعيدة ليس عن روح القوانين و انما عن الاسلام نفسه، أما عقوبات الجلد و إحراق وجوه النساء و قطع الاصابع و الانف و الاذن و فقء الاعين و الرجم واعدام النساء الحوامل، فحدث من دون حرج، بالاضافة الى التفجيرات و الاغتيالات و الاعمال الارهابية المروعة التي کانوا ينسبونها کذبا لأعداء وهميين، کل ذلك خلق جوا إرهابيا مرعبا جعلت من الشعب الايراني کله أسيرا له. التظاهرات الغريبة في موسم الحج والتي کان النظام يقوم بها من خلال الحجاج الايرانيين، والتي لم تکن سوى بدعة من النظام الذي هو في الاساس بدعة ماأنزل الله به من سلطان، وکذلك تصدير الارهاب و التطرف الديني لدول المنطقة وقيامه بتأسيس أحزاب و جماعات و تنظيمات مرتبطة به و تعمل من أجل نشر أفکاره و قيمه خصوصا من حيث قيام هذه الاحزاب و التنظيمات بالسعي لجعل أنفسها دولة داخل الدولة التي تتواجد فيها وهو ماخلق حالة من عدم الاستقرار و التوازن السياسي و صار مصدر أزمة و مشاکل في تلك الدول، کما ان حدوث عمليات تحريض و تفجير و إغتيالات في دول المنطقة و العالم، أعطى إنطباعا کاملا بأن نظام ولاية الفقيه ليس إلا واجهة لنظام دموي مرعب يعيش على اساس إرعاب الناس و المس بالامن و الاستقرار، خصوصا بعد أن بدأ هذا النظام بالتعرض للطوائف و الاديان وقمع الأقليات أيضا كما جرى في الاهواز و سعى لفرض قيمه و معاييره عليهم، جعل هذا النظام وجها مکروها و ممقوتا و ليس بغريب و عجيب أن يکون نظام ولاية الفقيه بحسب الاستفتاءات الدقيقة التي أجريت، أکثر النظام السياسية کراهية في العالم کله، وان هذه الکراهية وليدة نهجه المشبوه و المبني على الاکراه و الفرض بالقوة. تنظيم داعش الارهابي، والممارسات الاجرامية غير المعهودة التي قام و يقوم بها، والتي يعلم من له أبسط المعلومات حول الدين الاسلامي الحنيف، بأن الاسلام برئ منه و من ممارساته المخالفة و المتعارضة مع مبادئ و قيم الاسلام، يشبه کثيرا نظام ولاية الفقيه حيث أن الطرفين يعتمدان على نهج إرعاب و تخويف الاخرين و جعلهم يعيشون حالة من القلق و التوجس و عدم الاستقرار، والذي يجب أن ننتبه إليه جيدا و نأخذه بنظر الاعتبار، هو ماتذکره اوساطا عديدة مختلفة بشأن وجود أکثر من علاقة سرية بين تنظيم داعش الارهابي و بين نظام ولاية الفقيه، خصوصا وان ظهوره على الساحة السورية عشية الثورة السورية، هو برأي کل المطلعين و المختصين بالشأن السوري، صناعة للنظامين الاستبداديين. 
الاعمال و الممارسات الشاذة و المنحرفة و الموغلة بالاجرام، والاجواء النفسية المرعبة التي يسعى تنظيم داعش لفرضه على المناطق التي يتواجد فيها، لايختلف عن الممارسات الاجرامية التي يقوم بها نظام ولاية الفقيه من خلال مٶسساته و أجهزته القمعية المبثوثة هنا و هناك وخصوصا فيلق القدس التي لاهدف لها سوى تقويض السلام و الامن و الاستقرار في المنط‌قة. 
إننا نؤكد ان تطرف واجرام نظام ولاية الفقيه ﻻيمثل الشيعة أبداً، وتطرف واجرام داعش ﻻيمثل السنة قطعاً، لذا على الدول الإسلامية بشكل عام والدول العربية بشكل خاص مواجهة التطرف المتمثل بنظام وﻻية الفقيه وداعش معا، كما اننا ندعو إلى احتضان و تفعيل وجود العلماء الوسطيين المعتدلين للقيام بواجباتهم في افشال مؤامرة نظام وﻻية الفقيه وداعش، ونحن كمجلس اسلامي عربي على استعداد كامل للقيام بكل الخطوات الإيجابية في هذا الصدد، ونحن جاهزون للتنسيق والمساهمة والمساعدة بكل ما من شأنه أن يحافظ على امن واستقرار وسلامة امتنا، ويفشل مخططات ومؤامرات نظام وﻻية الفقيه.

الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.
www.arabicmajlis.org

CONVERSATION

0 comments: