الحرية للجندي الاسرائيلي المختطَف في غزة!/ جورج هاشم

كيف تأسرون اولاد الناس " وقد ولدتهم امهاتهم احراراً "؟ آخرهم شاؤول آرون وقبله هدار جولدين. سبقهما كثيرون وسيلحقهما آخرون... ما هذه الاعمال " الهمجية" على حد تعبير البيت الابيض؟ لماذا لم تسمعوا كلام اوباما؟ ألم يقل  انه عليكم الافراج عن الجندي الاسرائيلي " دون قيد او شرط "؟ لا تعقِّدوا الامور يا جماعة! لماذا تتسببون "بصدمة" لصديقتنا كندا؟ فوزير خارجيتها " مصدوم" من هذا العمل اللانساني. اقرأوا عناوين الصحف العالمية: الحرية للجندي الاسرائيلي المختَطَف... لقد بهدلتمونا بين الامم...
شاؤول آرون في الواحدة والعشرين من عمره. لا شك فرح به اهله حين بُشِّروا بمولده. فرقوا الحلوى رغم اشتهارهم بالبخل. ربّوه "كل شبر بندر"... سهروا عليه الليالي. ادخلوه احسن المدارس. علّموه ان بيت الفلسطيني بيته. ولما شب التحق بالجيش ليدافع عن امن وشعب اسرائيل... أليس لكم اولاد في عمر شاؤول؟ أم ان امثال شاؤول لا يدعون اطفالكم لتبلغ هذه السن؟ لماذا لا تطلقون سراحه ليواصل " انشطته على الارض" كما صرَّح المتحدث باسم الجيش؟ وما هي هذه الانشطة؟ تهديم منازلكم؟ مدارسكم؟ مستشفياتكم؟ احيائكم السكنية؟ تفجير اطفالكم؟ شيوخكم؟ والنساء؟ ما هذه التفاهات مقارنة بحرية الانسان؟ خاصة اذا كان اسرائلياً؟ فسجن جندي اسرائيلي يقصف، يفجر، يدمر، يشوه، يبتر الاوصال، يقتل ... ويبرر... عمل " همجي" لا تقبله دول اوروبا واميركا المتحضرة. أما سجن شعب بأكمله في غزة والضفة وفي مخيمات الشتات فأمر حضاري لا غبار عليه...
هدار جولدين ضابط عمره 23 سنة. " جندي بريطاني في صفوف الجيش الاسرائيلي..." على ذمة الدايلي ميل البريطانية – عدد الجمعة 1/8/2014 – فمن الطبيعي ان تثور بريطانيا لاسر احد جنودها... ومن الطبيعي ان يثور اوباما لانه يعلم ان الكثيرين من جنوده يقاتلون في صفوف الجيش الاسرائيلي... فالجيش الاسرائيلي هو ابن عم جيش داعش في استقطاب المرتزقة الحاقدين من مختلف انحاء العالم... والمجازر الاسرائيلية ابنة عم مجازر داعش... الداعشيون يقطعون الرقاب بالسيف. وداعشيو الصهاينة يقصفون نخاع الاطفال بالمدفع والدبابة والطائرة ويهدمون البيت على من فيه... داعش تُحَجِّب اثداء البقر حتى لا يقع شيوخها ومفتوها في الغواية ثم الخطيئة. ولو كنتُ القائد الميداني الذي يواجه داعش، لوضعتُ في مقدمة الصفوف عدة بقرات هولنديات سافرة الاثداء.. عندها من لا يهرب او لا يغض الطرف فليقع في غواية البقر ويحلّ عن ظهر البشر... والصهاينة يحجّبون عقول حكام العالم عن رؤية جرائمهم بحق الانسانية لكنهم لا يستطيعون تحجيب اثداء امهات احرار العالم عن ارضاع حليب الحق والحرية والعدالة...
أطلقوا سراح الجندي المختطَف حتى لا تحرجونا امام العالم المتحضر! كيري يطلب المساعدة من تركيا وقطر وهما رهن الاشارة ولا تتخلفان عن اي امر اميركي ... دول العالم تستنكر الاختطاف. حتى المنظمات الاهلية (؟!) تستنكر. فهذه رابطة مكافحة التشهير تطالب "بالعودة الفورية غير المشروطة" وبالطبع تدعم "جهود اسرائيل لتحريره". وهذا مفوض شؤون المجتمع في الولاية يدافع عن حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها. وهو المفترض به ان يكون محايداً... وبالمناسبة نهنئه على استقالته من منصب لا يستحقه أصلاً بفضل ضغوط احرار الجالية العربية في استراليا... وهذا ابوت، ووزيرة خارجيته، يدينان الارهاب الفلسطيني مقابل حق الجيش الاسرائيلي بالدفاع عن مواطنيه الامنين... 
فاميركا تنصح الفلسطينيين باطلاق سراح الجندي المختطف "اذا ارادوا حلاً للصراع..."  ومتى وعدت اميركا وفت!..  ألم تعد الفلسطينيين منذ اكثر من عشرين سنة بحل كامل وشامل وعادل من خلال المفاوضات؟ فلماذا لا  تفاوضون ايها الفلسطينيون؟ واين المشكلة لو استمرت المفاوضات لعشرين، خمسين، الف سنة اخرى؟ أليس الصبر مفتاح الفرج؟ والملك السعودي ندد بالصمت الدولي " غير المبرر " لجرائم اسرائيل... عشت يا ملكنا! ولكن ماذا عن صمتك انت وصمت اخوتك الملوك والامراء والرؤساء العرب؟ هل صمتكم " مبرر "؟
سيمحا غولدين والد هدار المختطَف قال: "انا متأكد ان الجيش الاسرائيلي لن يتخاذل للحظة وسيقلب كل حجر في غزة للعثور على هدار سالماً "... لا توصي حريصاً يا سيمحا. فجيشك لم يبقِ حجراً على حجر في أحياء و قرى ومدن غزة والضفة ودير ياسين وقانا وبيروت وبنت جبيل... فعلها منذ 66 عاماً ولا زال. قبل اختطاف جولدين وآرون وسيفعلها بعدهما... ولكن الحجارة سترتفع من جديد. كما ارتفعت في قرى ومدن الجنوب اللبناني وفي بيروت ... ولا شك انها سترتفع من جديد في ايدي اطفال فلسطين لتنصبَّ على رؤوس امثال شاؤول وهدار... وليذهب العالم "المتحضر" الى الجحيم...

CONVERSATION

0 comments: