
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، في مقال إفتتاحي الإثنين 7/9/2015، إن اللاجئين السوريين يمثلون اختباراً مهماً لقدرة الإتحاد الأوروبي على التحرك لمواجهة الأزمات، وطالبت بريطانيا بأن تنتهز الفرصة وتأخذ بزمام المبادرة، وقالت الصحيفة إنه خلال 48 ساعة تجلت أزمة هوية تهدد أسس الإتحاد الأوروبي على قضبان السكك الحديدية قرب العاصمة المجرية بودابست، ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مخطئ في اعتقاده بأنه إذا "سُمح للجميع بالدخول، فإن أوروبا ستنتهي"، وأكدت على أن هذه الأزمة ستنتهي عندما تتراجع وتيرة القتال في سوريا. وقالت التايمز إن أوروبا برهنت على عجزها عن مساعدت اللاجئين؛ لأنه لا يوجد إجماع أوروبي بشأن تحديد الطرف المسؤول عن مأساتهم، ولا على كيفية التعامل مع هذه الأزمة"..!
ومع فشل الإتحاد الأوروبي كإتحاد للتوصل إلى صيغة مشتركة للتعاطي مع اللاجئين الجدد، وخلاف الدول الأعضاء، وتراشق الإتهامات لا سيما بين ألمانيا والمجر..، وعملياً فشل معاهدة دبلن لبصمة اليد، وتصريحات بعض الدول لضرورة إعادة النظر بإتفاقية الشينغن بين دول الإتحاد..، تكون أوروبا قد كشفت عن الوجه الآخر لمعتقداتها أمام أول إختبار إستراتيجي، وفشلت في ترجمة مبادئها النظرية على أرض الواقع، بخلاف شعوبها التي استنهضت وحرَّكت حكومات تلك الدول وبرلماناتها..!
لا شك بأن حالة الإرباك التي تعيشها دول الإتحاد الأوروبي بتعاطيها مع توافد اللاجئين، لن تمر بسهولة وفي المدى المنظور، سواءً لدى الأحزاب المتنافسة في البرلمانات والحكومات، أو على المستوى المنظمات غير الحكومية وشعوب تلك الدول، فصورة الطفل السوري الغريق "آلان كردي" على شواطئ تركيا، وغيرها من الصور المؤلمة للاجئين، والإنتهاكات اليومية لكرامة اللاجئ ستلاحق صانع القرار الأممي، و حتماً سيكون لها تأثير على مصداقية تلك الدول، وكيفية تعاطيها مع حقوق الإنسان في الحاضر وفي المستقبل..!
0 comments:
إرسال تعليق