ردا على ابراهيم حمامي: 'قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه'/ ماجد هديب

ساءني ما قرأت في مقالة المدعو ابراهيم حمامي الأخيرة وما جاء بها من كلمات تشمئز منها النفوس , وان كنت في غالب الأحيان لا اقرأ لأمثال هؤلاء من أشباه الكتاب وأنصافهم لأنهم لا يبثون إلا السموم تشريعا للقتل وإشاعة الفوضى ودب الرعب في قلوب الآمنين والمطمئنين ,فما الحمامي هذا إلا كالأفعى التي تزحف بجسدها الأحلس الأملس على الجسد الفلسطيني لتلدغ ما فيه من أعضاء بغية نشر سمومها فيه دون أن تحوي تلك السموم على مصل مضاد لمقاومة ما تفعله داخل الجسد من إنهاك وإعياء وتوقف, حيث أن الحمامي كان وما زال يتقن نشر سمومه تلك داخل الجسد الفلسطيني, وبتنا نراه يتلذذ في إشاعة البغضاء والحقد بين أعضاء الجسد الفلسطيني الواحد إضعافا له وإنجاحا لإنهاك الجسد بعد أن أقطره بسمومه التي حتما سيأتي يوما نعرف فيه أسباب ذلك الإبداع في بث تلك السموم ’ ولماذا لا يرتاح ولو قليلا عن فحيحه؟ .
ومع أن مخاطبتي لهذا الحمامي قدا بدأت بحكمة أفلاطون فذلك يعني أني أخاطب فيه الإنسان الذي يجب أن يستحي من نفسه إن أراد الأدب وخطب ود الناس واحترامهم , إلا إن ذلك لا يعني بان أفعاله تماما من الإنسانية بشى ,وإنما هي صورة حية لما تفعله تلك الأفاعي التي لا يستفاد من سمومها ’ولا حتى جلدها , لان الحمامي قد بدا لكل وطني وغيور على وطنه وحريص على مصلحة شعبه وقضيته ووحدة شعبه بأن صوته فيما يقدم على الفضائيات كصوت الأفعى وما يصدر عنها من فحيح لثقل ما تحمله من سموم ,وما بسمته العريضة تلك إلا كجلد الأفعى الأحلس والأملس وان بدا في غالب الأحيان كجسد الحرباء لا الأفعى , فالأفعى يمكن لنا الاستفادة من جلدها ومن سمومها.
فلماذا هذا الحمامي ما أن يعود بعد اختفاء إلا وكلماته البذيئة بحق قادتنا تسبق طلته؟, ولماذا دوما نراه يهاجم شهيدنا الخالد بكلماته المعهودة والتي تذكرني بما كان شارون يقوله فيه لحظة اشتداد المعارك في بيروت , وفي الوقت الذي كانت تتصاعد فيه أيضا أعمال المقاومة والاستشهاد في الانتفاضة الثانية؟ , ولماذا يصر هذا المدعو الحمامي على أن يصف موت الرئيس بأنه نفق؟, ولماذا دائما يردد بأنه كان كبيرا لسلطة العار وبغير ذلك من التفوهات التي لا تصدر أمثالها إلا على السنة المجرمين والنازيين الصلع الموشومة صدورهم بشعارات الحقد والقتل ؟.
لماذا هذا الحمامي ذو اللحية الأوروبية يصر بألفاظه وبما يكتبه على أن لا يقتدي بأخلاق المسلمين, ولا يلتزم عملا بما صدر عن رسول الله من أحاديث أصبحت للمسلمين سنن في الحياة يسيرون عليها ولا يشذون عنها مرضاة لله سبحانه وتعالى وطلبا لرضا رسوله وخاصة إذا لم يعجبه قول أفلاطون بان قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه ولا يريد أن يعمل بمقتضاها ,أوليس رسولنا من قال إن الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ ,وهو من قال أيضا " إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلَامِ الْحَيَاءُ", فلماذا يصر هذا الحمامي على ترديد ألفاظه التي يحاكم عليها القانون وتنهى عنها أخلاق الإسلام ويربو عن مثلها أيضا عبدة الشمس والنار؟, ولماذا يصر على أن ملايين من الفلسطينيين إما خونة وبساتير للمحتل, وإما كفرة أومرتدين؟, أو لم يحن الأوان لان يستحي هذا الحمامي من نفسه؟.
.
من هنا فاني أخاطب النائب العام الفلسطيني لمطالبته بضرورة إصدار مذكرة اعتقال بحق هذا المدعو وتقديمه للعدالة باسم ملايين الفلسطينيين الذين ساءهم ما يصدر عنه بحقهم من ألفاظ واتهامات والتي كان آخرها بان رجال الأجهزة الأمنية هم من أشباه الرجال ’ وبأن اتفاق الدوحة يجب أن يموت , كما انه يصر على الإساءة لرمز الشعب الفلسطيني وعنوان وجوده فهو بذلك يضع نفسه بالخندق الواحد مع العدو الذي يحارب ضد كل ما يخدم استقلال فلسطين وتجسيد هويتها ,كما يطعن بخنجره المسموم لملايين الفلسطينيين الذين كانوا وما زالوا يعتبرون أن الوحدة الفلسطينية هي الرد الحقيقي على جرائم الاحتلال, وبأن عرفات كان وما زال عنوانا لوجودهم النضالي ونورا ينير الطريق لهم للخلاص من احتلال كان وما زال الحمامي قد توحد معه في الطعن بنضالنا المشروع وهيبتنا الوطنية في محاولة منهما لتشكيل نقطة سوداء نرجو أن لا تظهر في تاريخنا, وأن تبقى دوما تلك المحاولات وصمة عار على جبينه , وعلى جبين الاحتلال الذي توحد معه بقلمه ولسانه لشق وحدة الشعب لأنه لا يستحي من نفسه.
Alazhar76@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: