الملصقات أم علاج المعضلات!/ محمد محمد علي جنيدي

تلاحظ انتشار الملصقات الدعائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية بمصر بكثافة بالغة، حتى تكاد لا تختفي عن حيز في مصر، ولا شك أنه حق المرشح ومؤيديه، ولكن! كيف يكون حجم الإنفاق عليها بهذه الإثارة والاستفزاز!
كيف خرجت هذه الأموال كماء منهمر للدعاية لهؤلاء، وما هي مصادر تمويلها!
نحن في مصر التي لا يحصى تعدد معاناة أبنائها في كافة المجالات.. من صحة وتعليم وإسكان وبطالة وتلوث بيئي و.... حدث ولا حرج، فهي لا تخفى على أحد، وقد أصبحت أزماتنا ملء السمع والبصر، ومن هنا أقول لكل من ساهم وأنفق لتحقيق هذه المقاصد.. أليس لك جارا يضربه الفشل الكلوي .. أليس لك عزيزا يهاجم كبده فيروس سي ويهدد حياته.. ألم يكن إخوانك هم أعلى معدل إصابة بأمراض الكبد والكلى والسرطان والقلب والسكر والضغط....
أنني أموت حزنا عندما أرى مصريين لا يجدون مكانا ينامون فيه في بلادهم، وتستبد بي الحسرة على شباب قد استودعوا أحلامهم مهاب الريح..
ألا تعلم يا من تمول هذه الحملات أن الله قريبا سوف يسألك عن إنفاقك عليها بهذا الزخم والاستفزاز بدلا من إنفاقها لكشف الغمة والمصائب التي يكابدها إخوانك المصريون، يقول تعالى: ( ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم )، أم ترانا قد صدق فينا قوله سبحانه ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) صدق الله العظيم
وأخيرا، أيها المرشح، أيها المؤيد.. من فضلك.. إخوانك يُعانون، اكتفِ بهذا القدر من الملصقات.. واعلم أن بلادك قد احتلها جيوشا من المصائب والمعضلات.

CONVERSATION

0 comments: