الواسطة/ رأفت محمد السيد

لعن الله الواسطة والوسيط والمتوسط له فكلهم عار على مجتمعنا ولابد من الخلاص وبسرعة من هذه الافات ، لقد أصبحت الواسطة تتخذ في أي مجتمع من المجتمعات أشكالا متعددة وكثيرة و طرقا مختلفة لتصب في نهاية الامر في خندق واحد وهو الرغبة في الحصول على منفعة أو مصلحة قد تكون حقا أو غير حق للوسيط والمتوسط له. و أبرز أشكال ألواسطة  تتجسد في أستغلال صلة القرابة أو النسب و المصاهرة والصداقة و المعرفة أولاعتبارات إنسانية بدافع الشفقة لمساعدة مرضى أو فقراء ومحتاجين من باب قضاء أحتياجاتهم أو بدفع الرشاوي "المغلفة و المبطنة " تحت مسمى الهدايا ، أو بتهديد المتوسط في حالة عدم الاستجابة بتقديم الخدمة المطلوبة مما يهدد المصالح العامة في مقابل المصالح الخاصة ، وينشر الفساد والنصب و الاحتيال والتربح بطرق غير شرعية تضر بالفرد والمجتمع والوطن ككل.

لابد أن نعترف أن ظاهرة الواسطة أصبحت في بلادنا جزء لا يتجزأ من ثقافتنا بل أمرا واقعا ومطلوبا يبحث عنه الجميع ويصعب التخلص منه, فمثلا أنت تحتاج الى واسطة لايجاد وظيفة محترمة لك أو لابنائك, تحتاج الى واسطة للجامعات, للمرور, للجوازات للترقية, للحصول على مناقصة...ألخ.

أيضا لا بد أن نعترف أن مجتمعنا يفرض ضغوطا نفسية على الشخص الذي يتبوأ مركزا قياديا (وزير- مديرعام- ضابط في المرور- الجوازات- مدير جامعة- مسؤول في مستشفي...ألخ), والجميع من أنسبائه- أقاربه- أصدقائه- معارفه يتوقعون أن يخدمهم هذا الانسان ويتوسط لهم "ولا خير في إنسان لا يخدم أهله واصدقائه ومعارفه "- هكذا يرددون.

والسؤال متى يستطيع المواطن أي مواطن الحصول على الخدمة التي يحتاجها دون "وساطة أحد"! 

سامحونى فإبنى "صاحب الكفاءة" لم يحصل على فرصته حتى هذه اللحظة ، لأنه ببساطة أحد ضحايا الواسطة !!!!

CONVERSATION

0 comments: