الهجرة/ أنطوني ولسن

قسم أحدهم الزواج الى ثلاثة أقسام

** زواج الله ** زواج الأنسان ** زواج الشيطان

وقام بتعريف كل على حدة ، فقال عن زواج الله أنه الزواج الذي يركع فيه الرجل على ركبتيه جاثيا ساجدا لله طالبا منه أن يعين له الزوجة الصالحة

 التي يختارها له الله لتكون شريكة حياته لتنجب له الذرية الصالحة وتحمي ظهره وقت الشدة . وكذلك تفعل المرأة الصالحة قبل الزواج .

أما زواج الأنسان ، فهو الزواج الذي يختار فيه الرجل زوجته بناء على مقاييس معينة حددها هو أو حددتها له الأسرة . مثل أن تكون العروس غنية ، أو لترابط عائلي أو لمركز وجاه أو المساعدة التي ستساعد بها تأسيس عش الزوجية . وكذلك تفعل المرأة ، تبحث عن عريس تتوافر فيه شروط معينة وضعتها هي أو وضعها لها أهلها في زوج المستقبل .

أما الزواج الثالث ، زواج الشيطان ، زواج الشهوة والجنس والمال . يشترط العريس في عروسه الجمال الصارخ والقوام الملفوف والعيون الزرق أو السود ، وأن تكون. نار ، وأحيانا يشترط فيها الى جانب هذا أن تكون غنية ، وغنية جدا ولا يهم السن مثلا .

قد يسألني سائل ما دخل الزواج بعنوان مقالك اليوم " الهجرة " . أقول له أن له دخل كبير وكبير جدا . لأن الهجرة برأيي ليست هي موضوع أنتقال الأنسان من مكان الى آخر وتجربة لقمة العيش في هذا المكان الجديد أي أنها ليست مثل الأعارة مثلا .

الأعارة أعرف أن لي مدة خدمة حسب العقد االمبرم مع من أعمل معهم بعد أنتهاء عقد الأعارة أعود ألى بلدي ودياري . لكن الهجرة تختلف أختلافا جذريا.

أعتبر بلد المهجر العروس التي سأتزوجها ، فأن كنت في زواجي أخضع للقسم الأول ، سأركع وأستشير الله أن يساعدني في أختيار بلد المهجر الذي أهاجر أليه ، هل فيه الصالح لي ولعائلتي ؟ أم لا؟

أما أذا كات هجرتي تخضع للقسم الثاني سأبدأ في البحث والمقارنة بين بلاد المهجر ، وأيهما ملآنه بكنوز الأرض حتى أغرف منها وأكتنز و لا هم لي سوى المنفعةالتي ستعود علي بغض النظر عن زوجتي وواجبي نحوها " أي دولة المهجر " .

يأتي بعد ذلك القسم الثالث ، وهو زواج الشيطان . أذا وضعت في ذهني قبل هجرتي أنني سأهاجر ألى بلد غربي لاقيود فيه ، أستطيع أن أنهل من مناهل الحرية التي أظن أنها توجد فقط في بلاد المهجر ، وأقع في رذيلة الخطية من قمار ونساء وخمر دون رقيب أو حسيب .

بالطبع هناك من يسأل ، لماذا أشبه بلد المهجر بالزوجة ؟ لأنني أؤمن بأن كل أنسان صالح عليه واجبات تجاه زوجته . لأنه عندما تزوج الرجل وترك أباه وأمه والتصق بأمرأته أصبح مسئولا عنها . وهذا لا يعني أنه يهجر والديه ووطنه وعشيرته تماما . وأن فعلت هذا أكون أبنا غير بار بوالدي ووطني الذي ولدت وعشت على أرضه ، بل أكون أبنا عاقا . كذلك لا يطلب الله مني أن أهمل زوجتي وأنكر عليها حقوقها عليّ كزوج أحب زوجته وطلب من الله أن يختارها له لتكون معينا له في الحياة .

على هذا بلد المهحر هي الزوجة التي تزوجتها عزيزي المهاجر . فلا تهملها وراع الله في معاملتك لها ، لأنها أن كنت قد أستشرت الله في الزواج منها لتحمي ظهرك وتقف ألى جوارك وتنجب لك الأبناء وترعاهم .

وأن أخترت بلد المهجرتحت القسم الثاني عن طريق أختيار الأنسان أيضا واجب عليك بعد أن أخترت أن تحافظ على زوجتك " بلد المهجر " وترعى مصالحها . لأني أظن أن شروط زواجك منها ما زالت قائمة . أما أذا وجدت أنها غير قائمة أتركها ولا تخونها .

نأتي إلى هجرة الشيطان .. وهنا ليس عندي ما أقوله في مثل هذا الوضع لأن دوام الحال من المحال .

كلام .. وكلام 

** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها .

وأحلى ما في الذكريات ، يوم سحبك لقرار اتخذته بعد أن أكتشفت أن ضرره أكثر من نفعه .

** عدو اليوم قد يكون صديق الغد . وصديق اليوم قد يكون عدو الغد . لذا كن حكيما مع كليهما .

** سهل أحتمال الظلم .. صعب أنتظار العدالة .

** الكثير يتلف .. والقليل لا يقنع .

** السياسي .. رجل يفضل أن يكون له شعبية بدلا من أن يكون على صواب .

أنطوني ولسن

CONVERSATION

0 comments: