هل الكنيسة الأرثوذكسية تدعو للفتنة الطائفية?/ مجدى نجيب وهبة


**قد يكون العنوان صادم للكثير ولكن ما سوف اطرحة بكل صراحة ووضوح ربما يقودنا الى الاجابة عن سؤالنا وهو عنوان المقال .ربما بقصد وربما بدون قصد وبدون معرفة !!
**اول امس أثار برنامج العاشرة مساء على قناة دريم تقديم الاستاذ وائل الابراشى حول الزواج العرفى للمسيحيين جدلا واسعا بين من يؤيد فكرة الزواج العرفى ومن يرفضها بأعتبارها زنى وتعرض صاحبها للمساءلة القانونية باعتبارة يجمع بين زوجتين وهذا مرفوضا فى الشريعة المسيحية !! وذلك على آثر اعتراف القانون بالزواج العرفى واثبات نسب الاولاد الى ابيهم طبقا للورقة الموقعة بين الزوج والزوجة .
**حول الحلقة دارت مناقشات غير موضوعية لم تتطرق الى صلب المشكلة بل ان مقدم الحلقة لم يوفق فى اختيار ضيوفة باستثناء شخص واحد كان يبحث لة عن مخرج ليحصل على الطلاق بصورة مشروعة تمكنة من الزوج بأخرى أما عن الاخ ممدوح رمزى الذى يعمل بمهنة المحاماة فقد بدأ متشنجا طوال الحلقة واتعجب ما هى علاقتة اصلا بالموضوع وكان يجب على الاستاذ الابراشى ان يستضيف اب كاهن على مستوى عالى من الفكر المعتدل والمستنير المشهود لة من الجميع ليقوم ببحث هذة المشاكل وتقديم الوعود لحلها .اما عن المداخلة التليفونية للسيد نجيب جبرائيل فلم افهم منها شيئا وتناسى الاستاذ جبرائيل ان 90% من مشاكل زبائنة فى مكتب المحاماة الخاص بة تتعلق بمشاكل الزواج والطلاق فى المسيحية وهى الاحوال الشخصية. 
**لقد تحدثت وكتبت اكثر من مقال حول هذا الموضوع وطالبت الكنيسة ألا تترك ابنائها لمشاكل الازواج اذا استحالت العشرة بينهم بل طالبت الكنيسة ان تشكل لجنة من بعض الاباء الكهنة المشهود لهم لبحث كل حالات الازواج والتى يصرون فيها على الطلاق ومحاولة الوصول للحقيقة ومن بدأ بالمشاكل ويصر على تضخيمها حتى ينال العقاب الكنسى الذى يستحقة وحرمانة من الزواج والسماح للطرف الاخر المغلوب على أمرة بالزواج مرة اخرى آو على الأقل السماح لهم بالزواج المدنى وعدم تكفيرهم كما يحدث الان
**وحتى نصل للاجابة عن السؤال الهام هل الكنيسة الأرثوذكسية تدعو للفتنة الطائفية ؟؟! يجب علينا العودة مرة اخرى لقصة السيدة كاميليا شحاتة والسيدة وفاء قسطنطين
** السيدة كاميليا شحاتة زاخر مسعد، من مواليد 22 يوليو 1985 محافظة المنيا بصعيد مصر، زوجة لقس يدعى "تادروس سمعان" كاهن دير مواس.
جاء أول ظهور لها في وسائل الإعلام عندما تقدم زوجها ببلاغ في شهر سبتمبر من عام 2010 عن اختفائها في ظروف غامضة، لتشهد القاهرة عدد من الاحتجاجات أمام مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مطالبين أجهزة الأمن بسرعة التحرك لكشف غموض الحادث.وفجأة وبدون أي مقدمات ظهرت كاميليا شحاتة بالجمعية الشرعية الإسلامية بالمنيا، لتثير حالة من الجدل والبلبلة الشديدة، حتى خرج عيد لبيب عضو مجلس الشورى، إلى مقر الكرازة المرقسية، حيث قال بصورة غير مباشرة للمعتصمين بأن كاميليا قد ذهبت بإرادتها لمقر الجمعية الشرعية الإسلامية. ومن هنا زاد الغموض أكثر حول اعتناقها الإسلام وأنها لجأت لأحد قيادات التيارات الإسلامية لحمايتها، ولكن ما زاد الأمر غموضًا،  ظهور مقطع فيديو لكاميليا شحاتة مع شخص يدعى "أبو يحيى مفتاح محمد فاضل"، يقول فيه إن كاميليا توجهت إليه لطلب مساعدته في إشهار إسلامها وأظهر صورة التقطت لها وهي تستكمل إجراءات إشهار إسلامها.
**ولكن من دون سابق إنذار اختفت كاميليا شحاتة مرة أخرى، ولم يعثر لها على أثر، ليثير ذلك الاختفاء غضبًا شديدًا، حيث خرجت مظاهرة حاشدة ضد البابا شنودة، بابا الكرازة المرقسية وقتها، أمام مسجد النور بالعباسية مطالبة بالكشف عن مكان كاميليا كما خرجت وقفات متتالية واحدة في مسجد الفتح بميدان رمسيس، تنديداً لما أسموه احتجاز الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام داخل الأديرة والكنائس، وعلى رأسهم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وكرستين مصري.
**وفى عام 2010 في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة قام أكثر من 30 ألف مسلم باحتجاجات حاشدة ضد البابا شنودة واتهامه باعتقال واحتجاز كاميليا بدون سلطة قانونية تتيح له ذلك، وطالبوه بإظهار وفاء قسطنطين التي تحتجز بالكنيسة منذ أكثر من خمس سنوات واتهم المحتجون الحكومة بالضعف أمام الكنيسة القبطية التي اعتبرها المحتجون دولة داخل الدولة.وفي مفاجأة قلبت الأمور رأساً على عقب، ظهرت كاميليا شحاتة في لقاء مذاع على الهواء على قناة مسيحية يوم 8 مايو 2011 وأعلنت عدم صحة ما تردد عن اعتناقها الإسلام وأكدت أنها اختفت من منزلها بسبب خلافات زوجية وبدون علم أهلها وأنها عادت لمنزل زوجها الذي ظهر بجوارها في الفيديو.
**الثانية ، فهي وفاء قسطنطين، من مواليد عام 1956 وتعمل مهندسة زراعية، وكانت متزوجة من "مجدي يوسف عوض" وهو كاهن مسيحي، ويعمل كراعي كنيسة أبو المطامير في محافظة البحيرة وأنجبت منه ولداً وبنتاً، وقيل إنها أعلنت إسلامها في 2006، وعلى إثر هذه الأقاويل ثارت الكنيسة المصرية والأقباط وقاموا بتظاهرات أكدوا فيها أنها أجبرت على الدخول في الدين الإسلامي.
وأثارت قضيتها الرأي العام المصري، في ذلك الوقت إلى أن تدخل الرئيس الأسبق حسني مبارك وأمر بتسليمها للكنيسة، لتدعها الكنيسة في بيت للراهبات في منطقة النعام في القاهرة عدة أيام قبل أن تنقل إلى دير الأنبا بيشوي، حيث التقت البابا شنودة وأمر بتعيينها في الكاتدرائية وعدم عودتها إلى بلدتها مرة أخرى. ولم تظهر وفاء مرة أخرى من ذلك الحين وسط ادعاءات بقتلها من قبل الكنيسة عقاباً لها، وأعلن وقتها أن البابا شنودة رفض بشكل نهائي ظهورها، لأن هذا سيسبب الكثير من المشاكل للكنيسة.
وكانت هذه الحادثة سبباً في قيام جماعة تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" باقتحام إحدى كنائس بغداد وقتل أكثر من 50 مصلياً، كما توعد هذا التنظيم بهجمات أخرى ما لم يتم إطلاق سراحها.
**لم تكن حالة وفاء قسطنطين او كامليا شحاتة هى الاولى ولن تكون الاخيرة بل هناك مئات الحالات والسبب يرجع الى سوء معاملة الزوج لزوجتة او بخلة الشديد وتركها بالمنزل دون مليم واحد لشراء رغيف من الخبز أو الاهتمام بالابناء وكيف يذهبون الى مدارسهم وكيف يمارسون حياتهم الطبيعية وسط زوجين يستحيل الحياة بينهم !! 
**وسؤالنا أذا كانت السيدة وفاء قسطنطين او السيدة كامليا شحاتة هم زوجتين لكاهنين .لماذا وقفت الكنيسة صامتة ولم تستعدى كلا من الزوجين لسماع شكواهم وهو ما دعا الزوجة الى اللجؤء للاخرين للبوح بشكواها والذى استغلة بعض الدهماء لأشعال نار الفتنة الطائفية وخصوصا ان هناك صيدا ثمين ان الزوجتين لأبين كاهنين .إذن فتراخى الكنيسة عن وجود حل بين الزوجين ادى الى اشعال نار الفتنة الطائفية فى الوطن بل امتدت الفتنة الى اماكن اخرى بعيدة عن ارض مصر .
**ورغم ذلك مازال التعنت سيد الموقف ومازال هناك اصرار من الكنيسة الارثوذكسية على عدم ايجاد حل لهذة المشاكل .واعتبار ان من يخرج عن الايمان المسيحى وتعاليم الكتاب المقدس بخصوص مسألة الطلاق فهو زانى وكافر وربما نسمع غدا من يطالبون باقامة عليهم الحدود!!!!
**وإذا كانت الكنيسة تعتبر ان كل من تزوج بأمرآة مطلقة فقد زنى بها !!!فمعنى ذلك ان كل مسيحيين امريكا وأوربا واستراليا هم زناة ويجب طردهم من الكنيسة ..فا الكنيسة تعلم ان نسبة كبيرة من الازواج الاقباط الارثوذكس أول شىء يفعلوة عندما تطأ اقدامهم بلاد المهجر أو يقوموا بتطليق بعضهم ويذهب كل واحد فى طريقة ويتزوج بلآخر وتستقبلهم الكنائس الارثوذكسية بكل ترحاب بل وعندما يزورون موطنهم الاصلى يجدوا ترحيب كبير من الاساقفة والاباء الكهنة والمطارنة لرغم معرفتهم بحالات الطلاق بينهم  
فهل تتعامل الكنيسة بمكيالين بين اقباط مصر واقباط المهجر ..اعتقد اننا بدأنا نقترب من الاجابة على سؤال المقال؟!!
**** فى الماضى القريب .. كانت هناك بعض الطرق أمام الأقباط للحصول على الطلاق عن طريق المحاكم ، وهو تغيير الملة .. ولكن يبدو أن قداسة البابا المتنيح "الأنبا شنودة الثالث" قرر أن يقطع خط الأمل على هؤلاء .. فقرر إلغاء هذا البند على حد معرفتى ، وهو ما أوقف طريق الخلاص .. ** نعم .. سوف ينبرى بعض الجهابذة .. ويصرخون فى وجوهنا ويقولون "الكتاب المقدس كان واضحا وصريحا فى هذه المشكلة ، وقال "إنه لا طلاق إلا لعلة الزنا" .. نعم ، نعلم إنه لا طلاق إلا لعلة الزنا .. ولكن لماذا لا تفسرون ما قاله سليمان الحكيم فى سفر الأمثال .. حيث قال "المرأة الفاضلة ؟ .. من يجدها ؟ لأن ثمنها يفوق اللألئ" .. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج الى غنيمة .. تصنع له خيرا لا شرا كل ايام حياتها .. تفتح فمها بالحكمة و في لسانها سنة المعروف .. يقوم اولادها و يطوبونها زوجها ايضا فيمدحها .. وغيرها من الأقوال الكثيرة ..
** نعم .. ما دعانى إلى الخوض فى هذا الموضوع .. هو التمزق والتشتت الذى تعيشه الأسر المفككة ، والذى يدفع ثمنه الأبناء .. 
** أرجو من قداسة البابا تواضروس الثانى .. أن ينظر بكل حب وعطف لهذه المشاكل الأسرية التى يدفع ثمنها الأجيال القادمة .. كما أرجو من جميع الأساقفة والمطارنة أن ينظرون بكل عطف وحب ، وأن يدرسون كل مشكلة ، وأن يقدمون الحلول الممكنة لدرء المشاكل .. وإن إستعصت هذه الحلول ، فالإنفصال هو الحل !!!!!!..... 

CONVERSATION

0 comments: