تعليق صريح ورد على الهجوم بالنسبة لتصريحات ايناس الدغيدي في برنامج مفاتيح/ فراس الور


ألعلنا كعرب غير قادرين على فعل اي شيئ بهذه الظروف التي تمر بها مصر سوى مهاجمة الناس على فكرهم الحر و على على تصريحاتهم؟ و حتى لو قالت السيدة ايناس انها كلمت الله في حلم ...ألا نكلم الله في صلاتنا في كل يوم و من خلال الصلاة في المساجد و الكنائس؟ حتى لو قالت بأنها لا تصدق بعض من كلام الأنبياء...استذكر هنا كلام فيلسوف هندي كان قد اعتنق المسيحية بعد رحلة بحث وجودية عميقة...فقال "عبدتُ الله لأنه ترك لي حرية انكاره"...هذا هو الله و هباته لنا...فأعطانا عقل ليبحث و يسأل و يحاور المجتمع من حوله ليصل الى اجوبة للإسألة التي يرى أنه تستدعي انتباهه...

لعلني أشعر بالإستياء مما يحدث مع هذه المنتجة فلم تطرح شيئا يستدعي هذا الهجوم عليها، فبالنسبة لمسألة بيوت الدعارة المنتجة ايناس لم تخلق هذه الأزمة، بل بيوت الدعارة موجودة منذ بزوغ فجر الإنسانية و الى أيام أنزل الله محرمات هذا الفعل...فأصبح فعل يصنف بالفحشاء بالنسبة الى الدين...و لكن هنالك أمر لم يتنبه له فقهاء الدين...فبالرغم من تحريمه دينيا إلا أن هذا الأمر بَقِيَا موجوداً خلال عصور البشرية السالفة جميعها بلا إسثناء...و بقيا مرهوناً بقدرة الإنسان على تحمل عدم ممارسة الجنس قبل الزواج...المشكلة ليست بممارسة الجنس فهذا حق لكل إنسان و إنما المشكلة بِقِيَتْ بما هو القالب المقبول لدى الله لممارسة الجنس...ففي الغرب حيث فصلت الدولة الدين عن الهوية السياسية للدولة أصبح ممارسة الجنس قبل الزواج و عموما في خلال حياة اي انسان عبارة عن حرية شخصية لا أكثر و لا أقل فللإنسان (و الإنسان تعني الرجل و المرأة) حاجات عاطفية يجب مراعاتها و احترامها و تقديرها، أما بالنسبة لبيوت الدعارة عموما فهي محللة من باب السيطرة على هذه الظاهرة، فبالرغم من تحريمها في الكثير من البلدان العربية إلا أن التجربة أثبتت أنها بقيت موجودة فلذلك تأتي محاولت تحليلها من باب ان تكون الظاهرة موجودة على العَلَنْ للسيطرة عليها و الحد من إنتشارها...

الضعف البشري موجود و إلا لما وَفًرَ  لنا الله الباب للمغفرة بالنسبة لخطايانا...نحن أمام غريزة هي عبارة عن طاقة متجددة في الذات الإنسانية و السيطرة عليها مستحيل و يتم فقط عن طريق الزواج و المشكلة أن القدرة على الزواج تأتي بِنِسَبْ متفاوتة فلذلك الضعف البشري قد يجذب اي شخص لممارسة الجنس قبل الزواج و اثناء الزواج في حال سادت المشاكل الزوجبة بينه و بين شريك الحياة، فهذه الغريزة إن لم يؤمن لها الفرد قوتها بالحلال و الإستقرار سَيُجَوِعَهَا و هذه المعادلة عاجلا أم أجلا ستسبب لصاحبها الإرهاق و التعب الشديد...فلو حاول اي شخص الإمنتاع عن الطعام ليوم واحد سيجوع بصورة كبيرة و سيصبح الطعام الشيئ الوحيد الذي يفكر به الى أن يأكل...و نفس الشيئ بالنسبة للجنس...فهنالك عدد كبير من الشباب في العالم العربي و ربما يكون العدد بالملايين غير متزوجين بعد أو غير قادرين على الزواج...لذلك قد تتعبهم هذه الغريزة كثيرا...فسيكون هنالك من يحاول السيطرة عليها عن طريق العادة السرية و قد تكون هذه الطريقة ناجحة فقد الى حين و هنالك من سيحاول عن طريق ممارسة الجنس مع صديقة أو رفيقة، و هنالك من سيلجئ لبيوت الدعارة للمارسة من حيث لأخر...ألأمر لا يعالج بالدعوة للإرشاد فقط بل هذا مجتمع كبير جدا تتنوع به حاجات البشر و إمكانياتهم و قناعاتهم فالمثالية غير موجودة عند الجميع، و ستتنوع ايضا درجات الإيمان من شخص لآخر، و الفرض لا يعني علاج المشكلة...و منع بيوت الدعارة لا يعني أختفاء هذه البيوت من المجتمع...فلا أعلم اين المشكلة إذا أخبرت ايناس الدغيدي عن رأيها...فلها الحق بالتعبير عن ما تعتقد أنه سيحل المشكلة فهذه البيوت كما أسلفت موجودة عبر التاريخ و موجودة في كافة الدول العربية، لا ضرر في ابداء الراي و حتى لو لم نوافق عليه، 

كنت أعمل بمجال الفندقة في بلد عربي عزيز علينا يمتاز بِحُرِيَات اجتماعية كبيرة، فمسألت أن يسأل موظف الإستقبال عن عقد الزواج بين اي رجل و إمرأة يريدان إستأجار غرفة فندقية لم يكن واردا بهذا البلد بالصورة المُلِحَة، و اللًافت بالموضوع أن معظم الرعايا الذين كانوا يصطحبون نساء الى غرفهم الفندقية للمتعة و التسلية هم معظمهم من بلدان تتسم بالمجتمع المحافظ جدا جدا؟! فكان أول شيئ يفعلوه ابناء تلك البلدان المحافظة بعد الإنتهاء من إجراءات حجز الغرف هو السرحان في بهو الفندق وراء موظفوا الفندق ليسألوهم بصراحة عن نساء للرفقة؟! و هذا اختبار اختبرته اثناء عملي الطويل بمهنة الفندقة الذي دام منذ عام 1993 الى عام 2009، و بالرغم من إمتناعي عن مساعدة هؤلاء الناس و بأسلوب دبلوماسي لَبِقْ فبالنهاية هذا الشخص هو ضيف بالفندق إلا أني كنت أتعرض للكثير من هذه المواقف، فكنت من موظفين المكاتب الأمامية و الإحتكاك بضيوف الفنادق التي كنت اعمل بها كان جزءاً من واجبي، كنا نعمل بفنادق خمسة نجوم و كانت هذه السياسات المنفتحة المُتًبَعَة بتلك الفنادق الراقية فينظر اليها الفندق أنها حريات شخصية ولا يشعر ان التدخل بها هو من شأنه أو شأن الموظفين التابعين له، بل استلمت مناصب ادارية رفيعة المستوى بهذه الفنادق الراقية و أختبرت الكثير و القليل بها، فماذا عسانا أن نقول سوى هل طرحت ايناس الدغيدي الحل الواقعي و العملي لهذه المشكلة؟!    

CONVERSATION

0 comments: