بــ إبرِ الوهم ... يهشُّ على أسمالِ الحرائق/ كريم عبدالله

مجنونٌ في ( حديقةِ الأمةِ )* منتظراً هطولَ الآلهةِ الخرساءَ ..../ دثّرَ ( شارعَ الرشيدَ )* تحتَ دشداشتهِ يملأُ أكياسهُ أغاني وزنابقَ ........../ فـــ أطلقَ مقاماتهِ تتفجّعُ عندَ حافةِ الحقول تزفّها أحزمةٌ الحمّالين
تعفّنتْ على أغصانِ المتاريس  أحلامهُ المعطّراتِ حزناً سومريّاً .........../ حرثتْ أصابعهُ الشبقةِ تحتَ نفاياتِ ( الشورجة )* عنْ طمأنينةٍ يلبسها ..../ وعنْ ( أمْ سبعْ عيونْ )* يعلّقها على ضفائرِ دجلةَ الصامتة ......!
على إسفلتِ نجومهِ طرّزَ بــ إبرِ الوهم عباءةَ الشتائم ..../ تاريخهُ الهجريَّ ملأَ صواعَ نهاراتهِ المقلقةِ نحيباً يتموّجُ في علامةِ إستفهامٍ طويلةٍ ......./ وفي طاسةِ تسوّلهِ حاولَ أنْ يجمعَ فراشاتهِ المشويّةِ التائهة .... !
ضرّجتْ أكوامَ خيباتهِ أغطية الحروب ممرّغةً  في مخابىء الذاهبين ...../ وأحلامهُ المنتفخةِ بــ النهايات يعطّرُها غبارُ دكاكينِ التماثيلِ ..../ فــ تمرّنَ العطشُ يحلبُ غيمةَ الحزن يلتحفُ جذورَ حيرتهِ ..................
يهشُّ على أسمالِ الحرائق وباكورة السواتر تنهشُ بحرَ الأمنيات ...../ ولا أمان لــ ( معروف الرصافي )* وجيوبهُ خاوية إلاّ مِنَ الشظايا ..../ ولا همس خلفَ أضواءِ المدينةِ سوى خطيئةٍ تمنحهُ الندم ................
كلّما يُلقي ما في يمينهِ تسقطُ النجوم تباعاً تنهشها الثعابين ..../ والشوارع تفتتها إشاراتٌ حمراءَ يتهدّلُ رحمها الموبوءَ ..../ أيُّ نعيمٍ يتكوّمُ في حاويات النفايات غطّتها  صحف تتداعى أخبارها الآسنة ............. !!
حديقةِ الأمةِ : حديقة عامة وسط مدينة بغداد .
شارعَ الرشيدَ : شارع وسط مدينة بغداد .
مركز تجاري مزدحم في مدينة بغداد .
أمْ سبعْ عيونْ : استخدمها السومريون ضد الحسد .
معروف الرصافي : شاعر العراق المشهور له تمثال في مدينة بغداد .

بغداد
العراق

CONVERSATION

0 comments: