الاحتلال السرطاني او سرطان الاحتلال/ لطيف شاكر

منذ عدة سنوات  غزا داء السرطان  جسدي  دون  استئذان , واصر علي احتلاله  دون ان ادري حتي تم اكتشافه  خلال فحوصات الكشف الدوري , وكنت لااشعر  باعراضه وقتئذ,  واشاروا الاطباء  بضرورة استئصاله خشية من احتلال هذا الخبيث  لكل الكيان  كعادته  فهو  يريد ان يسيطر علي  الكل حتي لو انتهي  الي الموت, فانا والطوفان .
و" الغزو" السرطاني  معتاه " الفتح " اي الجراحة  لانه  " محتل"  ولابد من استئصاله  لكونه  ضيف  ثقيل  واثاره شريرة ومدمرة للكيان كلما احتل مكان   ..
وتمنيت في ذاك  الوقت  ان يفكر العالم في بدائل لطرد هذه السرطانات التي تحتل كيان الانسان وتهدده دون مراعاة لقيمة الانسان واهميته--بدلا من الجراحات ونزف الدماء-- عندما يكون الاستئصال غير متاح بسبب ضعف الجسد او لعدم القدرة .خاصة وانه في  بعض الاحيان  ينرك  هذا المحتل البغيض اثاره السيئة التي تنم علي طبيعته التي لاتفارقه لان الطبع غلاب.
  ولم يياس هذا العدو  الغاشم  او الضيف الثقيل كدأبه المعروف , وتربص لي بعد سنوات عندما اتيحت  الفرصة المناسبة  للهجوم مرة ثانية  واحتلال الجسد  , فهو يعيش عالة علي  كيان  الانسان  ويجعل منه  موطنا له بالرغم انه ضيف بغيض  , والعجيب ان خلاياه  تتكاثر  واخاله انه اقترن  بزيجات عديدة داخل كيان الانسان  وانجب منهم  نسلا كثيرا من نفس نوعه لتكون له عزوة وقدرة علي احتلال الكيان  كله,  رافعا شعار  الهدم الهدم  ..الدم الدم , فهو لايؤمن بالوطن او الحدود المرسومة , فكل الكيان اوطانه,  حتي يكون كله تحت رايته السوداء المخضبة بالدماء .
 لكن هيهات من استمرار هذا االحال  وظلام الاحتلال  , لقد استطاع  العلماء الافذاذ من خلال الاختراعات الحديثة والتكنولوجية المتقدمة  التي تفوق الخيال ,ان يهزموا هذا الداء الاستيطاني اللعين , واصبح هذا المحتل لاقدرة له ولا قوة او سلطان  ,مهما بدا من بلطجة او ارهاب  داخل الكيان الانساني , وصارالعالم كله  يناصبه العداء  وسن العلماء  اسلحتهم البحثية والعلمية  والمعملية ليبطشوا  بالسرطانوفبيا , وسيأتي اليوم القريب  ويختفي فيه هذا الارهاب الاحتلالي من الوجود حتي يستريح البشر منه ومن اعماله التخريبية ,رغم  ازدهاره كورق الربيع مختالا مغرورا , لكن سرعان ماتتساقط الاوراق  ولن تدم فصول الربيع ولم تدم زهوره ولم تدم الايام علي حال حتي وان تشابهت الاحوال ,ونهاية فصل الربيع سينتهي لامحال.وليس تحت السماء شئ محال.
 لقد عاود الضيف الشرير الهجوم مرة ثانية دون استحياء , ربما بسبب اهمالي وتهاوني  او عدم الالتفات الي خطورته  ومحاولة التعايش السلمي معه, لكنه للاسف لايعرف هذا العدو للسلم طريقا ,او للسلام مكانا , حتي لو بدي بعض الوقت  بالسكينة وتظاهر بالتقية   انما  لينتهز فرصة  للانقضاض لينهش جسد  الانسان المسالم ويدمر كيانه  , فهو دائما شاهرا سلاحه للهجوم بلا هوادة ويفرض سلطانه وسيطرته علي الانسان المسالم .
لكن اشكر الله ان العلم  المتقدم تصدي الان  لهذا الداء الحبيث   ليجهض هذا المحتل البغيض, وانكب الاطباء بالابحاث والتجارب  واهتم العلماء الافذاذ (الكفار) لدحض الاحتلال السرطاني الكريه. لقد كان لامريكا ودول الغرب  المتقدمة—التي يشغلها  صحة الانسان وتهتم بجسده  وتسهر علي راحته-- دورا عظيما في  محاصرة هذا الوحش الكاسر  ليسلطوا عليه الاشعاعات الذرية ليفتكوا به  وينجوا بالانسان .
ولا شك ان الاحتلال الاول  اضعف الجسد واوهن البدن واصبح الاستئصال متعذرا الآن ,  لكن بفضل الابحاث  المستمرة والتجارب المتعددة  والهندسة الطبية امكن الفتك به وجاري هزيمته داخلي , كما دلت  التحاليل المعملية والفحوصات المبدئية .
فاذا كنا لانستطيع هزيمة السرطان الاحتلالي للجسد باستئصاله,  فيمكن هدمه او هزيمته او بتر شروره  بالعقل والفكر والعلوم الحديثة والوسائل المختلفة .
وفي طريقي للعلاج بالاشعاعات او كما يقولون البرتون العلاجي احسست  بقدرة امريكا الهندسية الطبية وتفاني  الاطباء الاذكياء في عملهم  وروعة الخدمات الطبية  ,واهتمام كل العاملين  براحة المريض النفسية قبل الجسدية   والاطمئنان علي  صحته وسلامته , علما  ان مدة العلاج لاتستغرق اكثر من دقيقتين  اضافة الي بعض  الاجراءات  اللازمة قبل العلاج  , ورغم هذا فانهم  يحرصون علي  تقديم   اطعمة خفيفة وكثير من المشروبات  لراحة المريض ,مع تقديم هدايا  تذكارية وكتب مفيدة  والتقاط بعض الصور , وادهشني كثيرا مدي التزامهم بالمواعيد وتقديم الاعذار في حالة التاخير مع شرح الاسباب التي ادت اليها .
انها امريكا العظيمة بغض النظر عن  سياستها الخارجية ومخططاتها البعيدة المدي التي لاندرك اغوارها الآن, لكن اشهد ان  ارضها تفيض لبنا وعسلا  ودستورها لايعرف التفرقة او التمييز  وقوانينها عادلة  ونزيهة  تعمل من اجل حرية  الانسان وحمايته والحفاظ علي حقوقه  خاصة  عندما يتقدم به العمر ولايستطيع العمل  , دون النظر الي دين الانسان او عرقه او لونه فصارت امريكا والدول الاوربية  (بلاد الكفار) متقدمة وعظيمة  تتمتع بالرفاهية والعيشة الهنية , بخلاف الدول التي تدعي الايمان تجار الاديان  حيث لاكرامة للانسان , بلاد  تتمرمغ في  وحل الفتاوي والهوان  وتعيش الفقر والحرمان  في ظل شريعة السلفيين والاخوان
نجاكم الله من مرض الاحتلال البغيض

CONVERSATION

0 comments: