الذين كرهوا مصر.. وجعلونا نكره إسمها/ مجدي نجيب وهبة

** هل فقدنا جميعا المشاعر والأحاسيس والإنتماء لهذا الوطن .. هل تحولنا إلى مصفقين ومطبلين لكل الجرائم التى تحدث على أرض مصر .. هل الإعلام يؤدى دوره أم يمثل على الشعب ، وأصبح يحاصر الشعب بدلا من أن يكون هو المحاصر !!!...
** من المسئول عن الإستمرار فى حالة الفوضى والسقوط المروع للدولة ، وللقانون ، وللأمن ، وللإقتصاد ، وللسياحة ، ولكل ما هو على أرض مصر .. والتى أصابتنا باليأس والإحباط وعدم الرغبة فى المقاومة .. فلا قيادة ولا قدوة ولا إعلام صادق ولا أى شئ ..
** الجميع باعوا وقبضوا الثمن .. وهنا أقصد كل من يدعى أنه سياسى أو حزبى أو ينتمى لأى تيار أو أى مؤسسة أمنية ، أو أى مسئول حكومى ، أو إعلامى ، أو رئيس نقابة ، أو من يطلقون على أنفسهم "جبهة الإنقاذ الوطنى" التى تبخرت وذهبت مع الريح .. كل هؤلاء يمثلون علينا ولا يمثلوننا !!! ...
** هل نتوقف عن الكتابة لأننا ندرك أنه لا فائدة .. فلمن نكتب ؟!!! .. هل يشتكى المجنى عليهم لجلاديهم ؟... هذه الأسئلة تدور فى ذهنى ، ولا أجد إجابة عليها .. فالرئيس فقد شرعيته ولا أحد يحاسبه .. ويزعم فى كل خطبه أنه يحترم القضاء ، وإنه واجب علينا تنفيذ الأحكام القضائية ، وهو لا يفعل ذلك .. ولا يحترم أى قضاء ، ويسخر من الدوائر القضائية والأحكام الصادرة الواجبة النفاذ .. ولديه مجموعة كبيرة من المتخصصين فى عمليات النصب والكذب والتضليل .. ومنصة الإعلام يحتلها مجموعة من الجهلاء .. لا يستضيفون فقهاء فى القانون ، ولكنهم يستضيفون المضللين والكذابين .. ليقنعوا الشعب بأكاذيبهم !!..
** الجميع يعلم إنه منذ تولى "محمد مرسى العياط" الحكم .. ومصر مقلوبة لا يعرف أحد متى تنعدل ؟ .. كما لا يعرف أحد يقينا ما هى الصورة الحقيقية للدولة المصرية ، بعد ما أطلقوا عليه ثورة 25 يناير .. وما هو المفترض حتى تكون الصورة معدولة ؟!!! ..
** نعم .. الصورة أصبحت مقلوبة ، فالشعب فى الطراوة .. والأحزاب السياسية ذهبت مع الريح ، ولم نعد نسمع عنها شئ .. والوطن يتساقط ويباع ويدمر ، ولا يوجد أى مؤسسة أمنية واحدة تتحرك لإنقاذ مصر !!! ...
** نعم .. الصورة أصبحت مقلوبة ، بعد الأداء الرائع والنجاح الساحق لبعض الإعلاميين المتميزين بأداء دورهم الهام فى تضليل الملايين من الشعب المصرى ، وفرض سياسة الأمر الواقع ، وسياسة الإستسلام ، وإصرارهم على وضع الملايين من الشعب المصرى على جهاز التنفس الصناعى للعقل المصرى ، ليجعلوه فى غيبوبة كاملة لا يدرى أحد متى نفيق منها ، ومتى نتوقف عن التعامل مع هذه الأجهزة ؟!! ..
** فى برنامج "أخر النهار" الذى يقدمه الإعلامى "محمود سعد" أمس الأول على قناة النهار .. وذلك ردا على عتاب إحدى الناشطات التى وجهت له اللوم على شكره للفريق "أحمد شفيق" ، حيث أن الأخير أعلن تنازله عن الدعوة المرفوعة منه ضد بعض النشطاء السياسيين أمثال الأخ "علاء عبد الفتاح" ، والأخت المناضلة .. بعد تحويلهم لمحكمة الجنايات بتهمة حرق مقرات الفريق .. وقال "أرجو ألا يستغل موقف حدث معى للتنكيل بالثوار" ..
** وكان رد الإعلامى "محمود سعد" هو الإعتذار للناشطة ، وتوضيح المعنى الذى كان يقصده .. وهو أنه لم يكن يقصد توجيه الشكر ، ولكنه نوع من السخرية وقال بالنص "أنا حزين إن الإخوان الذين رشحناهم وأحببناهم .. جعلونا نشكر الفريق أحمد شفيق فى يوم من الأيام" .. وكرر تأسفه للناشطة بأنه لم يكن يقصد شكر الفريق بقدر ما كان يسخر منه !!!...
** لقد تعجبت من طريقة الإعلامى فى السخرية والإستهزاء بالفريق "أحمد شفيق" المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ، ووزير الطيران السابق ، ورئيس الوزراء عقب الإنقلاب على نظام مبارك ، وأحد قادة القوات الجوية ، وأحد الصقور فى حرب الإستنزاف وحرب رد الكرامة .. فهل يمكن أن يصل الحقد والكراهية لأحد القادة العسكريين بالقوات الجوية إلى هذه الدرجة ؟ .. هل هؤلاء يكرهون مصر إلى هذا الحد ؟ .. هل لا يعلم الأخ الحنجورى "محمود سعد" دور الفريق "أحمد شفيق" فى حرب الإستنزاف ، ومعركة النصر ..
** وحتى لا ننسى .. فهذه بعض المعلومات البسيطة عن الفريق "أحمد شفيق" .. هذا بخلاف دور الفريق فى تطوير مطار القاهرة الدولى لينافس مطارات أوربا وكل دول العالم ..
أثناء حرب الإستنزاف ، وعقب نكسة 1967 .. كانت الطائرات الإسرائيلية تعربد فوق سيناء .. وفى سماء القاهرة لإستعراض العضلات وإستكمال عملية الإبادة للجيش المصرى ..
كان الفريق "أحمد شفيق" يؤدى دوره العسكرى فى المنصورة ، أما فى مرحلة أكتوبر ، فكان يؤدى دوره العسكرى فى مطار القطامية ..
كانت مهمة القوات الجوية شاقة فى حرب الإستنزاف وهى تتصدى لهجمات العدو فى جميع أنحاء الجمهورية ..
فى قضية "إكيلى لاورو" أثناء عمل الفريق "أحمد شفيق" كملحق حربى للقوات المسلحة بإيطاليا .. شارك مع عدد كبير من المصريين فى تخليص الركاب المصريين الذين تم إختطافهم على متن أحد الطائرات ، وإستطاع تحريرهم ، ونقلهم إلى طائرة مدنية آمنة .. وفشل المختطفين فى فرض مطالبهم وتحقيق أهدافهم ..
عندما رفعت شركة "ماليكورب" وهى شركة دولية معروفة ، تطالب شركة الطيران المصرية بتعويض مالى كبير قدره 500 مليون دولار .. إستطاع من خلال المفاوضات المكثفة أن يوقف الحكم الذى أصدرته المحاكم الأسبانية ليصل المبلغ المطلوب إلى 10 مليون جنيه فقط بالإضافة إلى 3 مليون أتعاب المحاماة ..
قبل تولى الفريق "أحمد شفيق" وزارة الطيران .. كان مطار الأقصر يستقبل رحلة واحدة فى اليوم .. وبعد توليه الوزارة إستطاع أن يصل بعدد الطائرات التى يستقبلها مطار الأقصر إلى 12 رحلة يوميا .. كما إرتفع عدد الرحلات التى يستقبلها مطار شرم الشيخ ، لتصل من 12 رحلة إلى 19 رحلة يوميا ..
** هذا أقل من القليل لإنجازات ودور الفريق "أحمد شفيق" فى حماية مصر والدفاع عنها .. ولكننى أتعجب من بعض المتنطعين الذين يحملون كل هذه الكراهية لأحد رموز القادة العسكريين والنسور الجوية .. وأنا أؤكد أنهم لا يعلمون شيئا عن الحرب أو تحركات الجيوش ، ولم يعرفوا معنى الهزيمة ومرارتها ، ولم يعرفوا معنى النصر ...
** هؤلاء المتنطعين يتحدثون عن القادة العسكريين بكل صفاقة وسفالة ، ويطالبون بإستبعادهم من المشهد السياسى ، وعدم تدخلهم ، رغم أن هؤلاء المتنطعين سواء كانوا أشباه إعلاميين أو متسولين سياسيين ، قد يتبولوا لا إراديا إذا سمعوا صوت مدفع أو زئير طائرات مقاتلة .. ولا يجيدون إلا الجلوس خلف الكاميرات وسرد القصص والأحاديث ..
** إننى أتعجب من الإخوان المسلمين وجماعتهم وكل التيارات الخادعة والسياسية ، وجماعة 6 إبريل ، والإشتراكيين الثوريين وهم يحملون اللافتات يطالبون بسقوط حكم العسكر .. وتناسوا كل هؤلاء المرتزقة إنه لم يكن هناك ثورة بل هى أكذوبة ، صنعها المجلس العسكرى .. والمجلس العسكرى هو الذى يدفع الثمن .. كما دفعه كل من المشير طنطاوى والفريق عنان ، لأنهم الرأس الكبيرة والمدبرة لوصول الإخوان لحكم مصر ...ولكن ليس معنى ذلك .. الإساءة للجيش المصرى .. بل أن الجيش المصرى هو الدرع الواقى لحماية هذا الوطن ..
** ونتساءل .. أين كان الإعلامى محمود سعد عندما تعرضت مصر لنكسة 1967 .. وهزيمة وإنكسار الجيش المصرى وسقوط شهداء بالمئات ؟ ..
** أين كان الإعلامى محمود سعد الحنجورى بعد 6 سنوات من نكسة 1967 .. وقد حدثت العديد من البطولات التى ربما سجلها التاريخ ، وربما لم يسجلها .. وقد إستعاد الجيش دوره الرائع ، وإنشقت السماء عن أسراب الطائرات المصرية المقاتلة ، لتدك حصون العدو ، وتعبر القناة إلى قلب سيناء الغالية ، تضرب وتحطم مطارات العدو .. بينما تتقدم وحدات المشاة والمدرعات لتنسف خط بارليف الحصين .. الذى قال عنه "محمد حسنين هيكل" إنه أحد الموانع المائية التى يصعب إختراقها ، وإنه فى حالة إقتحامه .. فسوف يتم إبادة نصف الجيش المصرى ..
** هل تعايش الأخ محمود سعد صاحب الملايين أيام النكسة وأيام النصر .. هل رأى كيف يتعامل الشعب المصرى مع الجيش .. هل سمع عن أصوات الشعب التى إنطلقت بالملايين فى الميادين والشوارع ، وكل محافظات مصر تطالب الزعيم "جمال عبد الناصر" بالعودة .. عندما قام الزعيم الراحل بالتنحى عقب نكسة 1967 .. هل سمع محمود سعد هدير الشعب وهو يهتف وأصواتهم تصل إلى عنان السماء .. "هانحارب .. هانحارب"  .. هل .. هل .. هل " ..
** أعتقد أن محمود سعد لا يعلم أى شئ عن هذا .. ولكنه يعرف كيف تؤكل الكوسة والباذنجان؟ .. وسؤالنا للإعلامى "محمود سعد" الذى تأسف للأخت المناضلة ، وإستهزأ على شكره للفريق "أحمد شفيق" ، كما تعودنا معه على السخرية من الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" ..
** ماذا لو لم تحدث حرب أكتوبر ؟ .. الإجابة هى سقوط مصر وتحويلها إلى دولة تعيش فى القرون الوسطى دون مرافق أو خدمات أو طرق أو مشروعات .. لأن التنمية والبناء كان من الثمرة الحقيقية للسلام .. ولولا حرب أكتوبر كانت مدن القناة وسيناء مازالت جبهات قتال مهجورة ، تأوى فيها الوحوش والذئاب ..
** لو لم تحدث حرب أكتوبر لكانت مصر تمد يدها لطلب المساعدة والعون .. فيبخلون علينا ويعايروننا بأوضاعنا وأحوالنا .. ولو لم تحدث حرب أكتوبر لأمتلأت البلاد بالشياطين من كل صنف ولون .. شياطين الإرهاب ، وشياطين التطرف ، وعبدة الشيطان .. فالهزائم هى التى تكسر أنف الشعوب وتهدر كرامتهم ، وتفجر فيها كل العلل والأمراض ... لقد أعادت حرب أكتوبر الكبرياء والكرامة لمصر .. ولكل الدول العربية ..
** هذه تذكرة عن القليل .. وما قدمه كل القادة العسكريين فى حرب الإستنزاف حتى نصر أكتوبر 1973 .. والأن مصر تعيش بعد نكسة 25 يناير ، زمن المسخ وعالم القرود ، والتسول ، ومد الأيادى ، وعصابة أبو دومة ، فالدولة إنهارت والأمن ضاع والقضاء تمزق وتشتت وإنهار .. ورئيس الدولة لا يحترم لا الشعب ولا القضاء .. والجميع أصبحوا بلطجية ، ومطلوبين للتحقيق ، ونائب عام غير شرعى .. وحماس تلعب بإصبعها داخل الوطن .. والحدود إستباحت ، والجيش مازال يراقب ويحذر ولا جديد .. ولكن الدولة تتهاوى .. والجميع يحرقون فى الوطن .. وبعض الإعلاميين يقومون بدور القوادين كما يفعل أوباما والإدارة الأمريكية ..
** وفى النهاية .. لا أمل لهذا الوطن إلا بتدخل الجيش المصرى للتعامل والقبض على هذه العصابة .. حتى لا تسقط مصر .. وأكرر لا عزاء لوطن بلا تاريخ ولا كرامة ولا شعب ولا شرطة ولا جيش ولا قضاء !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: