لم تعد دولة/ ايمان حجازى


وكيف تكون دولة تلك التى لا يهتم من فيها إلا بما يحققه وما يحصل عليه لذاته أولا !!!!
 وكيف تعد دولة تلك التى لا يحافظ حاكميها إلا على كراسيهم ومقاليد الحكم فيها !!!!
 وكيف تعد دولة تلك التى لم يحسب أيا من أهلها لوجودها لأمانها لأمنها أى حساب !!!
 قبيل 25 يناير كانت دولة برغم أن كل أنظمتها كانت تعمل لمصالحها الشخصية ضاربين بعرض الحائط من هى ومن تكون وماذا يراد لها لكى تبقى وتستمر وتعلو فوق الأمم

بعد 25 يناير لم تعد دولة إنقسم أهلها على أنفسهم وتنازعوها وتصارعو على كرسى الحكم فيها فهددو وتواعدو وأعلنوها حربا شعواء إن لم يحصلو على مرامهم,, سيشعلونها نارا  لا تبقى ولا تزر

وكنا نظن بهم خيرا كما إعتقدنا فى غيرهم الشر وتوقعنا منه السوء , ولكن لم يتحقق فى جوارهم الخير ولم يتأتى الإستقرار ولا النماء مع حكمهم ولم يتيسر لنا الوئام بل ظلت الحروب الداخلية والمشاحنات والصراعات التى إنتشرت بيد الأخطبوط تحتل وتحتل الأماكن والوظائف وتتقلد المناصب وياليتهم بعد كل ذلك قد حققو خيرا ولكن لم يأتى منهم خير وربما لن يأتى غير الوجه القبيح الذى يتفننون فى إظهاره لنا يوما بعد يوم  !!!!

وأخذ البعض موقف المعارض الممانع الواقف على الجهة الأخرى من الطريق ليسده ويحول دون الوصول للسيطرة والهيمنة ويعلن أن دونها الموت ولكنه أيضا لا يجيد فعل شيىء !!!

ظل الوضع هكذا طوال سنتين هما عمر الثورة المصرية التى بتنا نترحم على ذكراها , ليخرج علينا مؤخرا كلا من الطرفين الأول يعلنها حربا على القضاء ليهدم صرحه ويزلزل كيانه من الأساس والآخر ليعلن أنه أسقط الجنسية المصرية عن أبناء الرئيس لحيازتهم لجنسية دولة أجنية – ربما هذا الخبر لا يستحق أكثر من ثمن أحبار الطباعة – ولكن الخبر الذى لا يجب أن ينشر هو أن المحكمة أقرت بأن السيد أحمد شفيق هو من كان له حق الحكم والرئاسة وأنها أخفت هذا الخبر مؤقتا !!!!

مجرد هذا الخبر حتى وإن كان عار من الصحة لم يكن من المفضل إعلانه حتى ولو فى كواليس الأخبار لأنه يعتبر ضرب للجهتين – الأولى القضاء الذى أشرف على الإنتخابات وبعد أن إئتمنه الشعب خان وأعلن غير الذى جاءت به نتيجة الإستفتاء أو الإنتخابات وبهذا هو خائن للأمانة وعليه يجب بتره تماما,, والثانية والتى لابد أن تسقط الحكم والرئاسة عن الرئيس الذى يتغنى بأنه جاء عن طريق الصناديق وبكلمة الشعب – هذا الخبر يعد هراءا فى حد ذاته يجب أن يحاسب من أعلنه

هذا الخبر ومن أعلنه – وبغض النظر عن صحته من عدمه – إنما يعنى أن من أعلنه لا يهمه أبدا صالح تلك البلد , وإنما لا يهتم إلا بمصالحه الشخصية وكفى ولا ينتصر إلا لموقفه ضاربا عرض الحائط بالوطن والشعب !!!

وبعد التفكير العميق فى هذا الكلام سوف نجد أنفسنا أمام خيار واحد ليس له ثان – رغم أننا كنا نعيب على المشير طنطاوى ونتهمه بالتصالحات التى أبرمها مع الإخوان حتى يمكنهم من الحكم ويتنازل لهم عن البلاد – ولكن بنظرة موضوعية وبعقل وتروى نجد أن المشير هو الوحيد الذى آثر صالح هذا البلد ولم يتآمر عليه – إلا فيما يخص أمنه الشخصى وإبرام إتفاقية عدم تقديمه للمحاكمة وبالطبع هذا من حقه ,, وربما نتفهم الآن أنه كان معه كل الحق ,, فهو لم يريدها حربا أهلية ولم يريدها فتنة خاصة بعد أن توعدو الإخوان بالقتل وسفك الدماء والفوضى التى تحققت بحكمهم أكثر مما كانت ستتحقق لو لو يحكمو – والله تعالى أعلى وأعلم

لكن للأسف من يمثلون الشعب الآن سواء كانو حكاما أو معارضة أو حتى هيئة القضاء لا يستحقون أن يتواجدو فى أماكنهم بل لا يستحقون الإنتماء الى هذه الأرض وهذا البلد فللأسف لم يجعلو منها بلدا بل أصبحت غربة لأصحابها يغتربون فيها ليل نهار , بينما هم كحكام لا يكتفون من التناحر والعراك على الكراسى  والوظائف وفرد السيطرة على من يولونهم ولم يعد معروف من هم الأقلية ومن هم الأكثرية ,, فكل طرف يدعى لنفسه الغلبة ولك الله يا مصر ولك الله يا شعب مصر !!!

أيها السادة الأفاضل – الحكام والمعارضة – لكم فإعلمو أنه يستوجب عليكم  أن تتقو الله فى مصر وشعبها ,, يستوجب عليكم أن تنحو جانبا مصالحكم الشخصية وطموحكم الضار بمصر وأهلها ,, يستوجب عليكم الأخذ بعين الإعتبار ما يريده هذا الشعب وهو ليس بالكثير فكل مراده العيش بكرامة وحرية, العيش فى سلام وأمان

أيها السادة الأفاضل – الحكام والمعارضة – إتقو شر الحليم إذا غضب

أيها السادة الأفاضل – الحكام والمعارضة – إتقو شر يوم لا تعلمون مغبته ,, إتقو شر غضبة المارد الجبار 

ألا هل بلغت اللهم فإشهد

CONVERSATION

0 comments: