أَسقِطوا الإخوان.. ولا تُسقِطُوا مِصر/ رأفت محمد السيد


      لا أحد ينكر تدنى شعبية جماعة الإخوان المسلمين بصورة ملحوظة لاسيما فى الفترة الاخيرة ، فهذه الجماعة رغم مابذلت من جهد على مدار مايزيد على ثمانين عاما لتحقيق حلم الوصول للسلطة ، إلا انهم عندما وصلوا إليها لم يتمسكوا بتلابيبها من خلال الإنصهار والتقرب من الشعب المصرى الذى تعاطف معهم كثيرا عندما كانوا جماعة محظورة منذ عهد الرئيس جمال عد الناصر ومرورا بحكم الرئيس السادات ووصولا وانتهاءا بحكم الرئيس المخلوع مبارك ، وتأتى الرياح بما لاتشتهى السفن ،
فالشعب المصرى الذى كان يرى فى الجماعة طوق النجاه من ظلم واستبداد النظام السابق ، لم ير منهم سوى إنتهاج نفس الاسلوب السابق لدرجة أن الجماعة أبرزت اسوأ مافيها خلال تلك المرحلة الهامة ، فكان شغلهم الشاغل مصالحهم الشخصية فقط ،دون النظر إلى هذا الشعب العظيم الذى لم يجد من يراف به ويحنو عليه ، لم يتعلموا الدرس ولم يستفيدوا ممن قبلهم   فلم يدرسوا مساوئ النظام السابق التى عانى منها الشعب المصرى كثيرا ليصوبوها على أرض الواقع وبأقصى سرعة ممكنه ، وأهم تلك المساؤئ الفقر ، كفاكم الله وكفانا شر الفقر الذى لو كان رجلا لفتكت به ، فالشعب المصرى الذى عانى الفقر ، إزداد فقرا على فقره منذ أن تولى الإخوان مقاليد الامور ، والغريب أن جماعة الإخوان المسلمين خلال تلك الفترة ظهرت عليهم علامات الثراء على عكس ماظهر على غيرهم من المواطنين العاديين ، فما من احد ينتمى إلى هذه الجماعة فى مصر من اقصاها إلى اقصاها إلا وشعر برغد العيش خلال العام الذى إنقضى ، ولايعنى كلامى تشكيك أو تلويح اوتلميح لشئ مريب لاسمح الله ، فحاشا لله ان اكون من الجاهلين ، ولكن من الواضح والجلى أن هناك مبالغ ماليه تدفع لجميع اعضاء الجماعة شهريا تزيدهم ولاءا وانتماءا للجماعة دون غيرها ، وعلى العكس تزيد غيرهم من عامة الشعب حقدا وكراهية لهم ، فهؤلاء يزدادوا غنا وغيرهم يزداد فقرا ، مامعنى أن يترك الالاف المؤلفة أعمالهم وزوجاتهم وابنائهم وبيوتهم واسرهم وينامون فى العراء بحجة الدفاع عن شرعية الدكتور مرسى هل هذا يعقل ؟ أم أن الحقيقة التى لاثالث لها أنها من اجل الحفاظ على مصالحهم ومنافعهم الشخصية ، العقل قطعا لايصدق ان عاقل رشيد يترك مايعيش من اجله من أجل قضية يؤمن بها ملايين اخرين ولكن الفرق بينهم وبين هؤلاء انهم لم ينزلوا لأنهم لن يحصلوا على أى شئ يعوض ذويهم فترة غيابهم التى قد تطول ؟! وحتى نكون منصفين فإن الامر لايقتصر على جماعة الإخوان المسلمين وحدهم بل يتجاوز ذلك إلى جماعات وتيارات وجبهات وحركات اخرى تظهر بصورة المعارضة أصبحت موجودة فى مصر بصورة ملحوظة هى الأخرى ممولة من جهات داخلية وخارجية ، فكلا الطرفين لاشغل له ولاشاغل إلا مصلحته الشخصية وإن ظل ليل نهار بالشوارع والميادين ، فمعظمهم لاكينونة له ولا كيان ، فكل من ليس له عمل ولا وظيفة يطلق على نفسه " ناشط سياسى "؟! وهناك من أطلق على نفسه "حقوقى" وغيرها من الاسماء التى ماانزل الله بها من سلطان ، هؤلاء جميعا حربهم واحدة وهدفهم واحد ، وهو الوصول إلى سدة الحكم والسلطة والشهرة والإعلام وبالطبع تكمل هذه المنظومة الفاسدة مجموعة من رجال الإعلام الذين باعوا ضمائرهم سواء فى جرايد خاصة ممولة أو على الفضائيات فقاموا مقابل الحصول على مبالغ طائلة من الاموال بالتحريض والإثارة من اجل نشر الفوضى فى ربوع الدولة كلها وإسقاط مصر التى هى ملاذ عموم المصريين جميعا من الطبقات الكادحة حتى لو جاعوا وتعروا وناموا على أرصفة الشوارع  .
     أعلم أن اداء الرئيس مرسى شابه الكثير من القصور بل وأخطأ كثيرا خلال فترة العام المنقضى ولم يعتمد بحق على اهل الكفاءة والتميز بل إعتمد على اهل الثقة الذين أفقدوه الكثير من هيبته وقوته لاسيما بعد عدوله فى كثير من القرارات التى إتخذها ، بل أنه مازال يعتمد حتى فى خطاباته التى يسمعها العالم اجمع على أشخاص لالون لكلماتهم ولاطعم فافقدوه مذاق التواصل مع الشعب المصرى الذى تعود على خطابات رئاسية معينة ، كل كلمة لها معنى ودلالة وترمز لشئ معين ، أخطا الرئيس عندما تمسك بوزارة قنديل من قبيل العناد السياسى وفرض الراى ، اخطا الرئيس عندما تمسك بالنائب العام حتى لو لم تشبه شائبة مادامت هناك خيارات عديدة واخرون يمكن إنتقاء احدهم ، فكل مهنة بها الشرفاء ومن يتمتعون بالنزاهة والعدالة ، ومن المؤكد وجود من هم لايقلون عن المستشار طلعت النائب العام ، كما ان الرئيس قد اخطا عندما تسرع فى الاسبوع الاخير لإقرار الدستور على الرغم من وجود بعض المواد الخلافية التى كان يمكن تعديلها حتى لايوصف الدستور بالكامل بأنه دستور إخوانى على عكس ماقرات وبدقة وبعناية ، ولكن يمكن تصويب كل تلك الاخطاء وتلافيها حفاظا على شعب مصر ووحدته من جديد ، ولكن بشرط ان ينسى الرئيس انه من جماعة الإخوان المسلمين ، وأن يتناسى الشعب المصرى أن الرئيس محسوب على جماعة الإخوان بعد أن يعطيه مهلة اخرى ( فرصة اخيرة ) للتجويد وإثبات الذات  ، بدايتها الإستجابة لكافة مطالب الشعب مادامت مقبولة وممكنة وعلى سبيل المثال ، تشكيل حكومة جديدة ، مالذى يمنع فى ظل اداء باهت لرئيس الوزراء الحالى ، مع الأخذ فى الإعتبار أن هناك وزراء مجيدين اثبتوا كفاءة عاليه فليتم الإحتفاظ بهم ، تغيير النائب العام فى ظل وجود قضاه شرفاء مازالوا يتمتعون بالنزاهة والعدالة ، تعديل مواد الدستور الخلافية ، تحسين مستوى معيشة الفقراء فى مصر ومااكثرهم   ووضع حد أدنى واعلى عادل للاجور يتم تنفيذه دون تمييز ولاإنتظار ولاتحايل على القانون ، ورعاية جميع اصحاب الدخل اليومى بالتامين عليهم تامينيا صحيا ليجدوا الرعاية الصحية والتامينية إذا مااصابهم مكروه – إن قضية الشعب المصرى فى تحجيم دور الإخوان وإسقاطهم من برجهم العاجى بعدم التصويت لهم فى اى إنتخابات قادمة تشريعية او طلابية أو نقابية ليعيدوا النظر مرة اخرى فيما إقترفت ايديهم فإما أن يعودوا إلى صوابهم وينصهروا مع اقرانهم من الشعب المصرى وإما أن يسقطوا من ذاكرة التاريخ مرة اخرى ويكونوا بهذا قد إختاروا لانفسهم أن يظلوا الجماعة المحظورة – فلتسقط كل الجماعات والتيارات والحركات والإئتلافات والجبهات التى تعيد مصر إلى الوراء ، ولتحيا مصر عزيزة ابية وليحيا شعبها العظيم .

CONVERSATION

0 comments: