البيت الأبيض صار أسوداً/ عادل عطسة

 كان البيت الأبيض أبيضاً؛ عندما كان هناك رؤساء عظماء بقامة: توماس جيفرسون، وابراهيم لينكولن، وفرانكلين روزفلت!
كان البيت الأبيض أبيضاً؛ عندما كان يرسل إلى العالم أمثولات تحتذى، من أمثال: المبشر ستانلي جونس، الذي كان سلاحه القلم، وبيللي دايفس، التي مدت يد المحبة والعون والمعرفة للاطفال في بلاد نيكاراجوا، والشاعرة جاين مرشانت، التي قدمت للعالم ثمار الأمل والانتصار!
كان البيت الأبيض أبيضاً؛ عندما تصافح مع السود، ومنحهم الحريّة، والفرص لاثبات الذات؛  فأصبحوا بيضاً بإنجازاتهم المختلفة، حتى أن بعضهم أصبح أكثر بياضاً من البيض أنفسهم!
لكن البيت الأبيض صار أسوداً؛ عندما أدّعى لنوع من: "كسوف للّه"، وأعاد اللات والعزّى إلى العالم!
صار البيت الأبيض أسوداً؛ عندما تحوّل الإنسان الامريكي من بحر إلى مستنقع، ينحصر في ذاته، لا يحزنه البؤس الإنساني، ولا تحركه النماذج الثائرة في التاريخ!
صار البيت الأبيض أسوداً؛ عندما لمسته أقدام ريتشارد نيكسون، وجورج بوش، وباراك أوباما!
صار البيت الأبيض أسوداً؛ عندما قال جوليان أسانج: " أنه بدلاً من قضاء الوقت في حرب ندافع فيها عن أنفسنا، قررنا اشعال ثورة في الشرق الأوسط"!
صار البيت الأبيض أسوداً؛ عندما تورط في ممارسة الهيمنة غير المقدسة، والتدخل في مصائر الشعوب، وفرض تصوراته الذاتية ليستعبد بها الآخرين!
صار البيت الأبيض أسوداً؛ عندما دفعنا إلى يد جماعة تجلس في ظل الأيام التي انقضت في مكان يكاد يكون قد نسى، محاطين بالايام التي مضت، ومسلوخين عن الأيام المقبلة!
جماعة أحبّت الحياة لتبحث عن سلطة، والآن تحب الموت لكي تحافظ عليه!
جماعة تستنكر العاطفة البشرية، وتقطع رقاب الملائكة!
صار البيت الأبيض أسوداً؛ عندما أصبحت إرادته مأخوذة من نص هندوسي، يقول: "الآن أصبحت أنا الموت، اني مدمر العالم"!...

CONVERSATION

0 comments: