فؤاد نعمان الخوري وأنطوان السبعلاني يتراشقان بالشعر

كتاب 
فؤاد نعمان الخوري
الى الشاعر النقيب أنطوان السبعلاني الذي أرسل اليّ كتابه الأخير

كتاب منه أم عمر ينادي؟
لقد جاءت تسامرني بلادي،
وماج البحر في "سدني" طروبا
على وقع الزمان المستعاد..
ورود الذكريات تضوع عطرا:
هنا كنّا، هنا مرج الوداد،
و"سبعل"، والعشيّات استراحت
على صوت يغنّي "يا فؤادي"...
وحسن السبعليّات القوافي
هتاف صارخ في كلّ نادي؛
ويغمرنا "النقيب" بشال حبّ
قلوب طرّزته، لا الأيادي،
وزادي من صداقته وفير،
تعتّق في الغياب، وزاد زادي!

كتاب منه يأتيني ربيعا،
فينمو العشب في قفر البعاد؛
وجوه الجمر ضاءت في المسايا،
أفيقي يا عصافير الرماد!
ورديّني لضيعتنا صبيّا
تشرّده القصيدة في الوهاد،
فتلقى في "السبعلاني" ملاذا
كما "بيار" ، كما "ناتالي وشادي"؛
ويحملها الى "الأنوار" طوعا
ليجلو النورغابات السواد..
فديتك، يا نقيب، لأنت أرز
له قدّمت اوراق اعتمادي!

أشمّ من الكتاب عبير كفّ
أصابعها قناديل الزناد،
ونمرغاضب، أو عصف ريح 
على من خان عهدا أو مبادي...
ببالي الآن لبنان جريح،
واستقلاله نهب الجياد،
وعيد، كيف عاد، "بأيّ حال"؟
وحقّ بيع في سوق المزاد...
ونبقى صرخة في الكون تدوي،
وبدرا في ظلام الشرق هادي؛
وتبقى راية الشعر المصفّى
ترفرف فوق رايات الحداد!

سدني 22 تشرين الثاني 2013
**

 معارضة قصيدة  فؤاد الخوري 
 انطوان السبعلاني

أتى لبنانَ مِن" سِدْني" يُنادي
فقلنا: صوتُ شاعرِنا فؤادِ
 سفيرُ الشِّعرِ مُعْتمَداً بأمْرٍ
الى الدُّنيا بلا وَرقِ اعْتِمادِ
 فجاءَتْنا  قَوافٍ  سيِّداتٌ
لهُنَّ مَنابرٌ في كلِّ نادِ
 وبيتُ الشِّعرِ أفْديهِ ببيْتي
- إذا لبنانُ شاعِرُهُ-وَزادي
 لنا  وَطنٌ  نُغنِّيهِ  سَعيداً
 وفي الجُلَّى نُغنِّي في حِدادِ
 كذا الأوطانُ من حالٍ لحالٍ
وأهْلوْها  مَشاريعُ الجِهَادِ
 وما وَطنٌ يَطيبُ الشِّعرُ فيهِ
 كما  وَطني  فمِنْ شادٍ  ِلشادِ
 إذا كثُرتْ ديونُ الشِّعرِ عندي
 أداويها بخَمْرٍ مِن مِدادي
 وكانَ الشِّعرُ في أهلِ المبادي  
عزيزاً عندنا مثلَ المبادي
  و ضيعتُنا   تُحبُّكَ  يا صديقي
 كرَجْعِ قصيدةٍ بينَ الوِهادِ
 حَنينُ النَّايِ وَجَّعَني كثيراً
 الى طيرٍ ورُعْيانٍ   ووَادِ
 كتابي في حِمى الشُّعراءِ يزْهو
 ويَأبى جيرةَ القصْرِ الجَمادِ
 وإنَّكَ  يا فؤادُ  رسولُ  حبٍّ  
على اسْمِ الشِّعرِ في وجْهِ الفسادِ...
ودَيْنُ  الشِّعرِ ما أحلاهُ   دَيْناً
 نُصَفِّيهِ  "بِبنكٍ" مِنْ وِدادِ
  يُعذِّبُني  أنا في الشِّعرِ دوماً
 بريدُ الشِّعرِ من دنيا البُعادِ
 فمنْ جبرانَ، أيُّوبٍ، وماضي
وروحانا، وآخرِهم فؤادِ...
 مضى زمنٌ على أهلي"بِسِدْني"
فيا" سِدْني" سلامٌ من بلادي!  
                                 

CONVERSATION

0 comments: