إلى العالم العراقي عبد الجبار عبد الله‏/ كافي علي


اطارد العالم مشيو كاكو بوعي انثى ادمته التقاليد والحروب. على صفحته لمسة لعلم الفيزياء على جسد العام الجديد. الموجات الصوتية تحمل المادة، اكتشاف ليس بالجديد لكن الجديد هو إمكانية التلاعب بحركة الأمواج وتحريك المادة ثلاثية الأبعاد داخلها. كم راودتني رغبة بأن اكون مادة، تحبسني الطبيعة بين امواجها، أسافر مع أصواتها وهي تفضح سر الله في خلقه دون قيد أو شرط. افتقد الطبيعة جدا منذ أن سحبتني الحرب اللعينة من بين فخذيها، فصلت مشيمتي عنها وقذفتني تحت أقدام الجيوش. الحرب نتاج عقل شوهته نرجسية شاذة في قهر جمال الطبيعة. العالم مشيو لا تشغل باله الحرب لأن علاقته بالطبيعة كعلاقة رجل سوي بحبيبته، اقترابه منها لأكتشافها لا تدميرها. بماذا كان يفكر أرخميدس عندما كان يداعب دوائره، وأي اكتشاف مذهل حرمت الحياة منه طعنة موت لمحارب احمق؟ 
في عام 2003، بينما كانت النيران تلتهم بغداد، قاد جنود الاحتلال الامريكي علماء العراق كالنعاج الضالة إلى المجهول، اما الباقين فقد تم اصطيادهم مثل فئران المختبرات داخل بيوتهم. نيرون الذي لا يعبأ بمصير العلماء، كان جالسا يراقب الحريق من على شاشاته العملاقة وفي نفسه رغبة غير طارئة لمضاجعة جميع رجال العراق، منذ ذلك اليوم، خلا العراق من العلماء وسلبت لب رجاله شهوة الحرب.

CONVERSATION

0 comments: