نشطاء الأقباط والباحثون عن السبوبة/ مجدى نجيب وهبة

** نشطاء الأقباط .. قصة تصعد إلى سطح الأحداث عقب أى جرائم طائفية للأقباط تحدث فى مصر ، أو فى أى دولة أخرى فى العالم ، ورغم ذلك مازال البعض يتساءل .. هل مازال هناك بعض النشطاء المنتميين لمجالس حقوق الإنسان وللمجتمع المدنى يتاجرون بمشاكل الأقباط والوطن بعد كل هذه الدروس القاسية التى مرت بها مصر وحكمها ، وهم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابيين .. جماعة ضالة يتاجرون بالإسلام ليهدموا كرامة الإنسان .. هل مازالت هناك فئة منهم مازالت تعمل من أجل إهدار حقوق شهداء الكنيسة المصرية والكنائس الأرثوذكسية فى العالم العربى وتمولها دوائر صهيونية وأمريكية ..
** دعونا نتحدث بصراحة ونفند الأحداث .. علينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا ، منصفين فى أحكامنا ، فليس بيننا وبين أى ناشط قبطى سوى كل حب وإعتزاز سواء كانوا داخل مصر أم خارج الوطن .. ولكننا دائما نبحث عن الحقيقة بعيدا عن أى أجندات أجنبية أو مصالح لتجار البيزنس ..
** لقد كتبنا كثيرا وحذرنا هؤلاء من الإستمرار فى إضاعتهم لحقوق الشهداء والمتاجرة بدماءهم ، ولكن كل تحذيراتنا تضيع هباء مع إستمرار الجميع فى تجاهل القتلة الحقيقيين ، والبحث عن جماعات الإرهاب الإسلامى فقط للمطالبة بمحاكمتهم .. وأقرب مثال على ذلك ، الشهداء من الأقباط الذين سقطوا فى ليبيا فى أبشع مجزرة حقيرة حدثت فى تاريخ البشرية ..
** ومنذ هذا التاريخ .. ونحن نصرخ أن القاتل الحقيقى للأقباط ليس هؤلاء الإرهابين ، بل القاتل هو أمريكا ، والقاتل هو أوباما ، والقاتل هو كل ناشط يتحدث بإسم هؤلاء الشهداء سواء فى مصر أو خارجها ويدافع عنهم ، ولا يتحدث عن الواقع أو الحقيقة ، وأن يكون الإتهام الأول والأخير إلى الراعى الرسمى للإرهاب فى العالم "أمريكا" ..
** وإن حاول البعض توجيه الإتهام إلى أمريكا فهو يوجه الإتهام بشئ من الخجل والكسوف ، وعتاب الأندال  ويتم ذلك من خلال المؤتمرات المغلقة .. ولكن فى المؤتمرات التى يسعون إليها ببعض الدول الغربية وأخرها مؤتمر "جينيف" .. فالبعض لا يتحدث إلا عن حقيقة الإرهاب الذى يمارسه جماعة الإخوان المسلمين ، وأنهم تنظيم دموى إرهابى دون أن يتعرضوا ، ولو حتى بالإشارة إلى الدول التى تدعمهم ، ولا إلى أهداف هذه الدول .. وكأنهم فجروا الأسرار المسكوت عليها علما بأن معظم هذه الدول الأوربية تدرك حجم اللعبة بل وتشارك فيها ..
** وهو للأسف ما يجعلنا نؤكد أن لمصر أعداء داخلها حقيقين ، وإن كانوا يحملون جنسيتها ويتحدثون عن ناسها ، ويلبسون أقنعة الدفاع عن مشاكل أقباط مصر ، وللأسف العدو الخفى أقذر من العدو السافر .. فعموم الناس لا يرونه ، بل غالبا هم مخدوعين فيه .. يأتمونهم على حياتهم وأرزاقهم ، بينما هم سماسرة يبيعونهم فى مطلع كل نهار ، ويقبضون الثمن ليلا على موائد القتلة والفاسدين والمتآمرين ..
** الأن فى مصر .. للأسف مصريون لا يخجلون من المتاجرة بدماء الشهداء .. لهم ألف وجه قبيح ، وألف نذل ، وألف أفاق ، وألف كذاب .. يتألفون فى عصابات وكيانات وهم يرقصون رقصة الأندال على جثث الضحايا .. هؤلاء لصوص فاسدين يصنعون من عرق الغلابة بحارا لفسادهم .. إنهم خدام يبيعون أعراضهم لأى سيد يدفع ولأى حليف يحقق مصلحتهم ولو كانت دنيئة ..
** للأسف .. هؤلاء مازالو يطلون علينا فى كل وسائل الإعلام .. يتحدثون بإسم أٌقباط مصر ، ويتصورون أننا سنظل صامتين على فجورهم وتآمرهم وسوف نكف عن فضحهم .. أو أن مصر عقمت عن إنجاب الحكماء والشرفاء والوطنيين والمخلصين ..
** المجزرة البشعة التى حدثت لسبعة من الأقباط فى دولة مصراتة بليبيا ، كشفت كل هذه الوجوه .. إنطلقت حناجرهم تطالب بالقصاص .. البعض يخاطب الخارجية المصرية ، ويطالبها بالتدخل السريع لكشف الحقائق والقبض على الجناة  ..
** لقد شاهدت إحدى القنوات الإعلامية المسيحية بأمريكا تطالب بمحاكمة المسئولين المصريين فورا لتقاعسهم فى الكشف عن الجناة أو القبض عليهم بينما لا تشير بكلمة واحدة إلى القتلة الحقيقيين وهم الرئيس الأمريكى الإرهابى "أوباما" والإدارة الأمريكية ، والإتحاد الأوربى .. فهل هم يخجلون من ذكر الحقيقة أم هم يخافون حتى لا ينالهم العقاب بينما صدعونا عن الديمقراطية فى أمريكا وحرية الرأى وحرية التعبير وحقوق الإنسان ..
** نعم .. الجميع يتحدث عن القصاص من الإرهابيين فى ليبيا ، ويتجاهلون أن أمريكا هى التى ساعدت ودعمت هؤلاء الإرهابيين وأمدتهم بالأموال وبالسلاح ، ومازالت المصيبة أنها مازالت تمدهم بالمال والسلاح لتدمير ليبيا عن باكيرة أبيها .. ولا مانع من قتل الأقباط والتمثيل بجثثهم حتى تبدو الصورة أنها تطرف بإسم الإسلام .. فتفوز أمريكا تارة بتدمير ليبيا ، وتارة أخرى بإظهار الإسلام إنه دين الإرهاب ، والفوز الأخير قتل الأقباط لزرع الكراهية فى قلوبهم تجاه الدولة المصرية والنظام لإسقاطها ..
** والبعض الأخر مازال يطالب السفير الليبى بالتدخل أو حماية الأقباط فى ليبيا .. والقبض على الجناة .. والحقيقة هم يعلمون أن السفير الليبى متورط فى هذه الجرائم ، وانه جزء من النظام الدموى الذى يحكم سيطرته على ليبيا الأن ..
** بل وصل التضليل من بعض الشباب المسيحى الذين إستغلوا الأحداث الأخيرة ، وفكرة السبوبة ، وكونوا حركة أطلقوا عليها حركة "شباب ماسبيرو" .. حركة لا تتعدى أعدادها العشرات .. يبدو أن هناك أحد الأباء الكهنة الذى له نشاط سياسى وله جريدة تصدر بإسمه ، وربما يكون أحد المنتميين لحقوق الإنسان هو الذى يترأس هذه الحركة .. وشجعتهم بعض القنوات المسيحية العاملة داخل مصر وعلى رأسهم قناة "سى تى فى" ، المملوكة للدكتور "ثروت باسيلى" .. بتتبع أخبار هؤلاء النشطاء دون أن يدركوا خطورة هذا التكوين وأهدافهم الحقيقية ، وهل هم يمثلون الأقباط ، وهل تربطهم علاقة بالكنيسة الأرثوذكسية ، ومن يمول نشاطهم ، ولماذا ظهور هذه الكيانات التى تعمل بالسياسة تحت ستار الدين ..
** أسئلة كثيرة توجه الإتهام للجميع .. دون أن تحصل على إجابة واضحة وصريحة .. بل أن أخطر من هذا ان بعض المواقع والصحف الإلكترونية ، تهتم بنشاط هؤلاء وتفسح لهم مجال لنشر أفكارهم ، دون أن توجه لهم سؤال محدد ، من أنتم وهل لديكم توكيل من أى قبطى للحديث بإسمهم ، وهل الكنيسة الأرثوذكسية الأم وقداسة البابا تواضروس الثانى يرحب بهذه الكيانات التى تظهر فجأة عقب أى حادثة يتعرض لها أقباط مصر .. ولماذا صمت الكنيسة على هذه الأحداث ، هل هو خوف من بعض نشطاء السبوبة أو مجالس حقوق الإنسان ، أو من يطلقون على أنفسهم العلمانيين وعلى رأسهم الأخ الحنجورى كمال زاخر ، أو جمال أسعد ، أو بعض الشخصيات العلمانية التى توجه سهامها دائما ضد الكنيسة وتطالبها بعدم التدخل فى السياسة .. فهل الدفاع عن حقوق دماء الأقباط أو عن العقيدة المسيحية لما تتعرض له من إهانات ومؤمرات تديرها أمريكا هو تدخل فى السياسة .. ولماذا يلجأ الإعلام المصري والقنوات الفضائية الخاصة لنشطاء السبوبة ، ولا يلجأوون لنبض رجل الشارع المصرى الحقيقى سواء كانوا أقباط أو مسلمين لسماع أراءهم فى الدفاع عن مصر .. ألم يكن هناك متحدث إعلامى بإسم الكنيسة الأرثوذكسية .. هل ما يحدث من الإعلام والقنوات الفضائية الخاصة هو جزء من المؤامرة .. مثل إستضافة قناة صدى البلد منذ حوالى 5 أيام ، الأخ كمال زاخر ، ومعه ناشط قبطى أخر للحديث عن لائحة إختيار البابا .. وأتعجب أن مثل هذه الأمور تطرح فى وسائل الإعلام ، وليس من حق الأستاذ كمال زاخر أو غيره أن يناقش مشاكل أكثر من 20 مليون قبطى يؤمنون بالكنيسة الأرثوذكسية ، ويؤمنون بالقرعة الهيكلية لمنصب قداسة البابا أن يناقشها عدد من الأنفار  فى وسائل الإعلام العامة .. فإذا كان للأخ كمال زاخر أو غيره أى إعتراض على لائحة إختيار البابا ، عليه أن يقدم إقتراحه داخل أسوار الكنيسة وليس فى وسائل الإعلام .. بينما كنا ننتظر أن يكشف الحقائق حول دعم أمريكا للإرهاب فى ليبيا وفى مصر وفى سوريا .. ولكن للأسف نشطاء السبوبة دائما يبحثون عن الحوانيت الأمريكية لعرض بضاعتهم الفاسدة وجنى الأموال ..
** نعود لحركة شباب ماسبيرو ، فقد قرروا تقديم شكوى لهيئة الأمم المتحدة ومكتبها فى القاهرة بفتح تحقيق عاجل وكشف الحقائق ، وبثت أحد القنوات المسيحية بأمريكا هذه الشكوى على أن تقوم بتوصيلها إلى "بان كى مون" .. فهل كل هؤلاء يتجاهلون أن هيئة الأمم المتحدة ، وبان كى مون هم صناعة أمريكية وأنهم ينفذون نفس الأجندات الأمريكية .. أم أن هذا دورهم حتى يكف أهالى الضحايا والشهداء عن البحث عن القاتل الحقيقى ويظل الجميع يسيرون فى حلقات مفزعة ..
** هل هو إصرار على الغباء المنقطع النظير أم أن دولارات السبوبة الأمريكية أعمتهم وجعلتهم كالمسخوطين يرددون بعض الشعارات الجوفاء كالبغبغانات لإرضاء سيدتهم وولي نعمتهم العاهرة أمريكا ..
** أخيرا .. أتمنى أن تصل رسالتى إلى كل نشطاء السبوبة فى مصر وخارجها ، ولكل من ينتمى إلى مجالس حقوق الإنسان ، وإلى المجتمع المدنى ، وإلى مجالس الحريات .. أن يعلموا أن كل هذه الأسماء هى صناعة أمريكية ، وأن وجههم القبيح إنكشف ..
** أتمنى أن يكف الإعلام المصرى والقنوات الفضائية الخاصة عن تآمره ضد الوطن ،وإستضافة بعض رموز هذه المنظمات أو الحركات إذا كانوا بالفعل مصريين وحريصين على مستقبل الوطن ..
** حمى الله مصر وشعبها وجيشها ..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: