هل ندافع عن الوطن أم عن حقوق الإنسان؟/ مجدى نجيب وهبة

** سبق أن وجهنا رسالة إلى المستشار "نجيب جبرائيل" فى مقال بعنوان "النشطاء الحقوقيين فى مصر والعالم عملاء لأمريكا" بتاريخ 1 مارس 2014 .. وكان ذلك المقال بعد الأحداث الأخيرة لقتل الأقباط فى ليبيا ..
** جاءت أحد التعليقات على ذلك المقال من أ."مجدى رمزى" .. يقول المعلق مجدى رمزى (المركز المصرى لحقوق الإنسان بعيد كل البعد عن نجيب جبرائيل فهو رئيس منظمه الاتحاد المصرى لحقوق الانسان ونجيب جبرائيل هو اول من نادى واثار اعلاميا عن ماحدث مع الاقباط المصريين فى ليبيا وقام بعمل مؤتمر صحفى كبير ووقفه احتجاجيه فىشبرا وندد فيها بشعارات ضد امريكا وضد الارهاب بل وكل المنظمات الحقوقيه فى مصر والعلم وكل العالم وهذا مثبت فى القنوات الفضائيه والجرائد والمواقع الالكترونيه راجع معلوماتك ولا تلقى بالاتهامات الى الشرفاء دون مستندات) ..
** وللرد على الأستاذ "مجدى رمزى" .. كنا نتمنى أن يخرج علينا المستشار "نجيب جبرائيل" ليدين عمل مجالس حقوق الإنسان التى تحولت إلى سبوبة أو أكشاك للتربح من وراء الأحداث الطائفية التى تحدث لأقباط مصر ، وتؤدى إلى قتل ونهب وحرق محلات ومتاجر الأقباط .. ولكن للأسف لم يحدث شئ من ذلك .. ثم كان مقالنا الأخير موجه مباشرة إلى مجالس حقوق الإنسان ، وبالتحديد المراكز التى يديرها الأقباط ..
** لقد أبدى المعلق "مجدى رمزى" رأيه ، وربما يكون هذا رأى المئات من القراء دون أن يدركوا الحقيقة التى قد لا تصل إلى المواطن البسيط الذى لا علاقة له بالعمل السياسى ولا بمجالس حقوق الإنسان ..
** أولا .. لا أحد يزايد على وطنية المستشار "نجيب جبرائيل" ، ولكن المستشار نفسه ربما يكون قد تعرض لخداع كل المنظمات القبطية بدول المهجر أو الإتحاد الأوربى ، وربما لم يقرأ البيان الذى أصدرته كل مجالس حقوق الإنسان بالخارج عقب مجزرة قتل الأقباط فى ليبيا .. والذى لم يتضمن كلمة واحدة تدين ما تفعله أمريكا ضد الدولة المصرية .. وهو ما دعانى إلى العودة قليلا إلى عام 2008 .. حيث عقدت منظمات حقوق الإنسان فى أمريكا والإتحاد الأوربى وكندا وبريطانيا مؤتمرا عالميا فى مصر ، وقد دعيت لحضور هذا المؤتمر ، وكان يرأسه الناشط الحقوقى "نبيل عبد الملك" ، وهو رئيس المنظمة القبطية فى كندا ، وإستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام ، تخللها ورش عمل للخروج بتوصيات المؤتمر ..
** فى النهاية .. عقد مؤتمر صحفى فى مقر المركز المصرى لحقوق الإنسان للمستشار "نجيب جبرائيل" لشرح نتائج المؤتمر العالمى ، وقد تم توزيع كتيب على الأعضاء المنظمين للمؤتمر بتوصيات المؤتمر ، قبل إنهاء المؤتمر بحوالى ربع ساعة .. وللأسف لم يكن الوقت كافى لقراءة بنود هذه التوصيات .. وأثناء عقد المؤتمر الصحفى إذ بى أفاجئ بسؤال لإحدى الصحفيات فى مؤسسة روزاليوسف ، توجهه لمنظمى المؤتمر ، ومن ضمنهم المستشار "نجيب جبرائيل" .. وكان سؤالها ، لماذا تطالبون الحكومة المصرية بالإعتراف بأنه يجب إعتبار أقباط مصر أقلية دينية ، حتى يمكنهم الحصول على الحماية الدولية للأقليات ، ثم المطالبة بالرعاية الأمريكية وبالتدخل الأجنبى السريع فى مصر فى حالة طلب أقباط مصر ذلك ، بزعم حماية الأقليات الدينية ..
** وعند سماعى هذا السؤال .. لم أدرى بنفسى كيف ثرت على أعضاء هذا المؤتمر ، وأعلنت أننى خدعت فى فكرة هذا المؤتمر ، وبعدها صارت ضجة داخل المركز مما دعا إلى إلغاء المؤتمر .. وإكتشفت أن كل المؤتمرات التى تعقدها مراكز حقوق الأقباط فى الخارج ولها إتصالات بمراكز حقوق الإنسان فى مصر ليس لها سوى هدف واحد ، وهو إعتبار أن الأقباط أقليات ، كما تهدف إلى إعتراف الحكومة المصرية بأن الأقباط أقليات داخل مصر حتى يكونوا خاضعين للحماية الدولية .. فكلمة أقليات هى كلمة بغيضة تؤدى إلى إهدار حقوق الأقباط ، وتسمح بالتدخل الأجنبى فى الشأن المصرى ، وتجعل الأقباط مهمشين فى وطنهم ، ولا يتقلدوا المناصب ، ويتحولوا إلى مواطنين من الدرجة الثانية ..
** منذ بضعة أشهر .. إتصل بى المستشار "نجيب جبرائيل" ودعانى لحضور مؤتمر ينظمه فى فندق رمسيس هيلتون ، لإدانة الرئيس الأمريكى "أوباما" ، وللرد على أكاذيب أمريكا .. وقال لى نصا "يجب حضوركم لأنه على حد قوله إننى أكثر الكتاب الذى كشف عن المؤامرة الأمريكية التى يدبرها أوباما لإسقاط الدولة المصرية" ..
** الحقيقة .. لقد سعدت كثيرا بهذا الإتصال ، ولكنى عندما ذهبت لحضور المؤتمر .. فوجئت بتجاهل تام من المستشار نفسه لحضورى ، ورغم حضور الإعلام المكثف إلا أن المؤتمر كان هزيلا ولم أكمله .. وعندما تركت القاعة فوجئت بأن المستشار نفسه وكل الشخصيات المنظمة للمؤتمر خرجوا خارج القاعة ليدلون بتصريحات أمام وسائل الإعلام دون أن يكون هناك خطة عمل أو قرارات .. وتحول المؤتمر إلى حالة هرج ومرج وسوق أسوأ من سوق روض الفرج ..
** أما عن الوقفات الإحتجاجية التى يدعو إليها سيادة المستشار .. فهى لا تتعدى أكثر من عشرين فرد من أعضاء المركز المصرى لحقوق الإنسان .. وليس لها أى تأثير على الساحة .. لأنها تدين أمريكا فى الخفاء ، أى فى حضور هذه القلة ، فلو كان هناك إدانة حقيقية للإدارة الأمريكية لخرجت اللافتات تجوب الشوارع ضد الإدارة الأمريكية ، وضد أوباما ، لتندد بالتدخل الأمريكى السافر فى شئون الدولة المصرية ، والجيش والشرطة ، بإستخدام نشطاء السبوبة .. ولكن للأسف لم يتم حمل أى لافتة لكى يقرأها الجميع ، وتلتقطها كل دول العالم .. ولكن للأسف لم يحدث شئ من هذا القبيل ..
** وإذا كنت لا ألوم على النشطاء الأقباط بعدم الخروج إلى الميادين أو الشوارع حاملين اللافتات ضد أمريكا .. فكيف ألوم على كل الأقباط عندما لا يفعلون ذلك ، رغم معرفتهم الجيدة بأن من يحرض ضد الأقباط على قتلهم هى أمريكا نفسها .. وأكررها (من يحرض على قتل الأقباط هى أمريكا) .. والكنائس المصرية بكل طوائفها تعلم ذلك .. والإعلام القبطى والمسلم وكل وسائل الإعلام ، والصحف القبطية تعلم ذلك أيضا .. ولكن رغم كل هذا ، يلزم الجميع الصمت ، ولا يفعلون شيئا ..
** أعتقد أن مؤتمر هيلتون رمسيس فشل فشلا ذريعا ، لأنه كان يجب أن يكون هناك أفراد من المركز المصرى لحقوق الإنسان حاملين لافتات على باب الفندق ، تدين أمريكا .. ويكون ذلك معلنا على الجميع ، بل يكون ذلك عنوان لمؤتمر يعقد أمام العالم ، وليس مؤتمر يعقد وينتهى ولا يعلم أحد شيئا عنه من الشارع المصرى أو المسئولين أو الإعلام العالمى لفضح السياسة الأمريكية ..
** إذا كنا نتحدث عن ظهور المستشار "نجيب جبرائيل" فى وسائل الإعلام المختلفة للتنديد بالسياسة الأمريكية .. فهل يعتقد صديقى أن الظهور لمدة نصف ساعة على أكثر تقدير ، وإدانة الإدارة الأمريكية على إستحياء فى دقائق هو يكفى لمواجهة هذه الحرب الشرسة التى تقودها العاهرة أمريكا ضد مصر بكل صفاقة وفجور ..
** أعتقد أن الحل الوحيد .. هو مواجهة الفكر بالفكر .. فإذا كانت أمريكا تحرض الغوغاء على الخروج فى الميادين ، وتدعم الإخوان الإرهابيين للحشد ضد الدولة المصرية ، ورفع اللافتات لإسقاط الجيش والشرطة والمطالبة بالشرعية .. فكان يجب تنظيم وقفة إحتجاجية كبيرة لا تحمل الميكروفونات ، ولكنها تحمل اللافتات التى تدين أمريكا .. هذه الصورة ستكون أكبر رد من الأقباط والشعب المصرى والمركز المصرى لحقوق الإنسان على أمريكا .. وستكشف زيف كل المنظمات الحقوقية التى إنتشرت فى مصر بصورة رهيبة ، لتراقب ما تطلق عليه الإنتهاكات الحقوقية ضد المواطنين من قبل جهاز الشرطة .. أما ما يسقط من ضباط وجنود الشرطة والجيش المصرى فهى لا تعنى من قريب أو بعيد هذه المنظمات ، ولم نسمع عن منظمة واحدة أدانت ما يفعله هؤلاء المجرمين فى الشارع من قتل وترويع للشعب والجيش والشرطة ، وطالبت بمحاكمتهم ..
** هل مصر لا تستحق أن نضحى من أجلها .. حتى لو إضطررنا لفضح دور هذه المنظمات الحقوقية المشبوهة .. لماذا لا يدعو أصحاب هذه المنظمات إلى عمل أحزاب وطنية سياسية ، يكون لها دور عظيم فى مكافحة الإرهاب ، والمشاركة فى وضع سياسة الدولة نحو الأفضل ..
** هل لا يعلم المستشار نجيب جبرائيل أن مصر تقود حرب قذرة ، المحرك الأساسى لهذه الحرب هى أمريكا والإتحاد الأوربى ، وفرنسا ، وبريطانيا ..
** هل لا يعلم المستشار نجيب جبرائيل أن أمريكا تحرض كل دولة تحاول أن تساعد مصر فى محنتها ، وتمد لها يد العون والتى وصلت لدرجة تصريحات نائب وزير الخارجية الأمريكي "ويليام بيرنز" بتوجيه رسالة إلى دول الخليج بمراجعة مواقفها الحالية من مصر لأنه يتناقض مع ما تريده واشنطن ..
** هل لا يعلم سيادة المستشار أن من يحرض أثيوبيا ويدعمها فى بناء سد النهضة الأثيوبى هى أمريكا .. وهذا واضح من التصريحات الإسرائيلية والمخططات الصهيونية وعلاقتهم مع الحكومة الأثيوبية ؟ ..
** عذرا ياصديقى .. إن المرحلة التى تمر بها مصر لا تدعونا للمجاملات أو الطبطبة أو مسك العصا من النصف .. فإما أن تبقى مصر .. وإما أن تبقى منظمات حقوق الإنسان .. إنها الحقيقة دون أى تزييف .. فهل ندافع عن الوطن ، أم عن مجالس حقوق الإنسان؟!!!..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: