كوارث الجامعة من عصر "السادات" و"مبارك" إلى عصر "مرسى"/ مجدي نجيب وهبة

** لم أستطع أن أخفى دهشتى أثناء مطالعتى لتفاصيل ما يحدث داخل الكليات المصرية ، وتحديدا هذه الفوضى التى عمت الكليات أثناء فترة تولى د."حسام عيسى" وزير التعليم العالى السابق ، ود."جابر نصار" رئيس جامعة القاهرة .. خلال تولى حكومة الببلاوى شئون الدولة المصرية ..
** لم أستطع أن أخفى دهشتى ، وأنا أتابع هذه التحذيرات التى قررت الدولة أن تطلقها لتحذير طلاب الإخوان من أى عمليات إرهابية داخل الجامعات المصرية ، أو المدن الجامعية ، وأهم القضايا التى أثيرت حول عودة الحرس الجامعى بين الرفض والقبول ..
** تذكرت هذا المشهد وعدت بالذاكرة إلى بداية حكم الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" ، وهو أول رئيس مصرى يسمح بعودة تيار جماعة الإخوان المسلمين إلى الجامعات المصرية بغرض ضرب التيار الناصرى داخل الجامعات المصرية ..
** وعقب ذلك تكونت الجماعات الإسلامية "الإخوان المسلمين" ، والدعوة "التكفير والهجرة" ، وجماعة الجهاد ، وأنصار السنة المحمدية ، وجمعية الشبان المسلمين .. بل أن السادات تعامل مع الأحداث الطائفية فى مصر بمنطق "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة" .. فهو أول من وضع بذرة الإخوان المسلمين الإرهابيين داخل الجامعات المصرية ، وأعطاهم الضوء الأخضر ليتوغلوا وينتشروا كالسرطان داخل الشارع المصرى داخل جميع الكليات فى مصر وفى الشوارع والحوارى ، وجميع مؤسسات الدولة .. ثم ظهور فتاوى التكفير ، وكتاب التكفير ، وشيوخ التكفير مثل "الشيخ محمد متولى الشعراوى" ، والداعية "عمر عبد الكافى" ، والشيخ الحوينى" ، والشيخ "محمد يعقوب" ، والشيخ "محمد حسان" ، والشيخ "ياسر البرهامى"  .. ومن الكتاب التكفيريين "محمد عمارة" ، "وفهمى هويدى" ، حتى إنتهى عصر أنور السادات بإغتياله على أيدى هؤلاء الإرهابيين أثناء إحتفالات السادات بذكرى "نصر أكتوبر العظيم" 
** فهل نعفى الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" من تحمله المسئولية الكاملة فى بداية زرع الإرهاب فى مصر ، والتطرف الدينى .. هل يمكن أن نعتقد أن ما يحدث الأن داخل الكليات ، بل وفى الشارع المصرى من إرهاب وفوضى ، هو وليد عصر حكم جماعة الإخوان المسلمين بعد نكسة 25 يناير وحتى الأن .. التى لم تتعدى عامين .. والسؤال هنا ، هل السادات دعم الإرهاب فى مصر ؟ .. الإجابة نعم .. السادات وافق على إنتشار الإرهاب فى كل ربوع مصر بداية من الجامعة حتى ورش الحدادة ..
** ثم يأتى دور الرئيس محمد حسنى مبارك ، مع إستمرار سيطرة الإخوان على كل مفاصل الكليات فى مصر .. ولم يكن مبارك يهتم بما يحدث داخل الجامعات المصرية ، بل وما يحدث فى الشارع المصرى بأكمله .. لم يكن إهتمام الرئيس إلا بتأمين مواكبه وتأمين أسرته ..
** توغل الإرهاب بصورة لم يسبق لها مثيل ، وإنتشرت حوادث الإعتداء على الطلبة داخل الكليات ، بل تميز عصر مبارك بأنه العصر الذهبى لطلاب جماعة الإخوان المسلمين ، والتنظيم الإخوانى .. حيث حصلوا فى برلمان 2005 على 88 مقعد داخل البرلمان ، ولم يهتم مبارك بتوغلهم فى كل شبر من أرض مصر .. حتى أنه كان يعفى أى صاحب عقار من دفع الضرائب لمجرد أنه قام ببناء زاوية أسفل العقار ..
** وهو ما أدى إلى إنتشار التطرف وفتاوى التكفير وقتل الأقباط على الهوية الدينية .. كان إنتشار هذا الفكر وهذه الأورام السرطانية هى أكبر كارثة فى وجه المجتمع المصرى والتى بدأت تنطلق من الجامعات المصرية .. فهل يعتقد البعض أننا عندما دافعنا عن حكم مبارك ، مقارنة بحكم الإخوان .. كان ذلك تعبيرا عن الرضى عن هذا العصر ..
** أعتقد أن الرئيس الراحل "أنور السادات" ، و"محمد حسنى مبارك" .. هم أول من ساهموا فى وصول الإخوان الإرهابيين إلى سدة الحكم فى مصر بعد نكسة 25 يناير 2011 ، وأن الرئيس مبارك هو المسئول الأول عن هذا الملف الذى دمر فى الوطن بإصراره على الصمت طوال ثلاثين عاما على إنتشار فكر جماعة الإخوان المسلمين داخل الكليات ، وعن الأحداث الإجرامية الإرهابية ضد أقباط مصر ، وإستشهاد المئات ، وسقوط ألاف المصابين ، وحرق ممتلكات الأقباط ومتاجرهم وكنائسهم ..
** كل هذه الأحداث كانت تقيد ضد مجهول أو عند القبض على بعض العناصر المتطرفة ، وكان يتم الحكم عليها بالسجن .. لا يمضى إلا شهور قليلة ، ويتم الإفراج عن هذه العناصر بزعم "عمل مراجعات" ونبذ العنف ، وإعلان التوبة .. فسرعان ما كان يتم الإفراج عنهم .. وفى الحقيقة لم يكن يمر بضعة شهور قليلة إلا ويعاود هذا الإرهابى جرائمه الإرهابية ضد الأقباط .. ليعاد ضبطهم .. وهكذا يستمر المسلسل !!!..
** بل أن هناك أحداث مخجلة كانت تحدث لأقباط مصر فى عصر السادات ومبارك ، وصلت إلى إغتيال بعض القساوسة فى الشارع المصرى ، وبالتحديد فى قرى الصعيد والأسكندرية ، وكان يوجه للإرهابى تهمة "مختل عقليا" حتى يفلت من العقاب ..
** دعونا نعود إلى الوراء قليلا لكشف حقائق ما كان يحدث فى الجامعات المصرية ، وبالتحديد جامعة الأزهر التى كانت تقبل طلاب كليات الطب بمجموع 50% وكلية دار العلوم ، وجميعا يتذكر العرض العسكرى لميليشيات جامعة الازهر ..
** فى عام 2000 .. تحولت كلية دار العلوم إلى مبنى لجماعة الإخوان المسلمين فى سياق خطة منظمة لتجنيد الطلبة بعد إنضمامهم للجماعات الإسلامية وتخريج أكبر عدد من هؤلاء المجندين ليتحولوا إلى كوادر تنظيمية عنقودية سرطانية تؤمن بمبدأ السمع والطاعة وتقوم بخدمة الجماعة ونشر الدعوى ..
** وقد أطلق على كلية دار العلوم "الأمن المركزى للدعوة" على إعتبار أنها قاعدتهم الرئيسية داخل الجامعة .. هؤلاء الطلبة الإرهابيين مارسوا كل أنواع البلطجة على الطلاب وسط صمت مخزى ومخجل من الرئيس مبارك ، وبالتالى صمتت كل الأجهزة الأمنية والمسئولين فى إدارة الجامعة ..
** أصدروا الفتاوى لتكفير الطلاب ، وحرموا بها كل الأنشطة المتعلقة بالرحلات المشتركة والمسرح والموسيقى ، وإستخدموا الجنازير فى تأديب طلاب الجامعات .. كما حرموا الأدب والشعر ، وسعوا لفرض الحجاب على الطالبات بالقوة .. حتى وصلت الظاهرة إلى تلاميذ الحضانة ، بل أنه وجد مؤسسات رسمية فى الدولة ، ومسئولين يزايدون على دور الطلبة المتطرفين داخل الجامعات 
** فرضوا إرادتهم وأفكارهم الظلامية وتطرفهم بإسم الدين بعد أن فصلوا هذه الكليات عن سيادة الدولة المصرية ، وأصبحت الدولة فى عالم ، والكليات فى عالم أخر .. بعد أن جعلوا الإخوان من أنفسهم ولاة عليها .. يضاف إليهم مجموعة من الأساتذة والعمداء داخل الجامعات المصرية ، ورفعوا شعار الإخوان "الإسلام هو الحل" .. كما سيطروا على إتحاد الطلاب فى كل الكليات ، وأعلنوا عن إقامة شرع الله ، وحدود الله فى الأرض .. لأنهم كانوا يروا أن هناك دولة رخوة تركت لهم الحبل على الغارب لفرض إرادتهم على الجميع ..
** هذا هو نموذج بسيط يعبر عن كيفية نمو هذا الورم السرطانى منذ عصر الرئيس محمد أنور السادات دون أى ردع ، وهذه هى النتيجة الطبيعية التى أوصلتنا لما نحن فيه الأن حتى حكم الإخوان الإرهابيين ..
** لم يكن نموذج الجامعات هو الأسوأ فى عهد الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" ، أو الرئيس الأسبق "محمد حسنى مبارك" ، بل كان ملف الأقباط أشد بشاعة ، فقد تعرضت الكنيسة المصرية وأقباط مصر إلى كل أنواع الممارسات الطائفية من بناء الكنائس إلى إعادة ترميم دورات المياه ، بل كان المحافظين يتلذذون بالتعنت فى هذا الملف ، فكان لا يسمح بأى تعديلات فى الكنائس .. بل أن بعض الكنائس حظر فيها بناء القباب أو وضع الأجراس ، كما حظر فى بعض الكنائس إستخدام الدفوف أثناء الصلاة أو إستخدام مكبرات الصوت ، وحظر خروج أصوات المصلين خارج الكنائس ..
** دعونا نتذكر إحدى الحوادث الإجرامية التى لم تتوقف طوال حكم السادات وحكم مبارك ..
** فى محافظة المنيا عام 2002 فى قرية "بنى والمس" أثناء مراسم الإحتفال بتحديد كنيسة "بنى والمس" بمغاغة ، وحضور بطريرك المنيا هذه المناسبة ، ومعه وفد من كبار الأساقفة والرهبان ، تم الإعتداء على الكنيسة بالهجوم عليها بإستخدام الحجارة ، بل وعلى منازل الأقباط وتكسير كل الأبواب بالكنيسة ، بحجة أنها تتم على مساحة أكبر من التى نفترض أن تتم عليها .. ورغم خطورة الموقف والتهديدات التى سبقت وقوع هذه الأحداث البشعة إلا أن الأجهزة الامنية إكتفت بتواجد قوات شرفية لا ترتقى لأهمية وخطورة الموقف 
** وكالعادة عقب كل حادث إرهابى ، كان يخرج علينا مدير الأمن أو الجهة المسئولة بأن كل شئ تمام ، وقد تم إحتواء الموقف فى خلال بضعة دقائق .. رغم أن شهود العيان وأقوال بعض أبناء القرية أكدوا أن قوات الأمن لم تصل إلى موقع الحادث إلا بعد مرور أكثر من 6 ساعات .. سمحت بحرق ونهب أكثر من 15 منزلا للأقباط وبعض المتاجر و السيارات ..
** وبعد أن هدأت الأحداث ، عقد محافظ المنيا لقاءا مع القيادات السياسية والأمنية بالمحافظة ، وقام بتبليغ الحضور أن الرئيس مبارك إتصل شخصيا يطمئن على الأحداث ..
** هذه واقعة إرهابية وإجرامية ضمن ألاف الأحداث التى قام بها جماعة الإخوان الإرهابية .. فهل ما يحدث فى مصر حتى الأن يسأل عنه المعزول محمد مرسى العياط وعصابته وأبناء عشيرته أم يتحمله الأنظمة السابقة بكل مساوئها ..
** هل ينتبه الجميع لما فعله الإرهاب فى الماضى ، وخاصة أقباط مصر ليقف الجميع حول رجل واحد وقف ضد الإرهاب ، ووقف ضد المؤامرات الأمريكية الصهيونية ، وحمى مصر ، وحمى شعبها أقباطا ومسلمين ، بل وحمى كل الدول العربية .. رجل أعطى بكل حب وتقدير روحه فداء لهذا الوطن ، وواجه كل ما يمكن أن يحاكم عليه من أجل هذا الوطن ، وهذا الشعب .. أنه رئيس مصر القادم بلا منازع بإرادة شعبية صميمة "المشير عبد الفتاح السيسى" .. حمى الله مصر وحمى شعبها وجيشها وقضاءها وشرطتها ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الاقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: