فشل السيسى على يد "موسى" و"هيكل"/ مجدي نجيب وهبة

** تداولت بعض الأسماء فى معظم الصحف ووسائل الإعلام ، ضمن حملة المرشح الرئاسى ، المشير "عبد الفتاح السيسى" .. فالآن المشير هو مرشح الشعب بعد ثورة 30 يونيو العظيمة .. فحرصا على نجاح منصب رئيس الجمهوية ليس فقط بالفوز ، بل النجاح الذى أعنيه هو تحقيق أمال وطموحات الشعب المصرى ، وتحقيق الإستقرار السياسى والآمنى والإزدهار الإقتصادى .. على رأس هذه الأسماء التى تثار حولها بعض الشكوك ، والغير مستحبة جماهيريا .. هو السيد "عمرو موسى" ، والكاتب "محمد حسنين هيكل" ، والمستشار السياسى لرئيس الدولة "مصطفى حجازى" ، والمخرج السينمائى "خالد يوسف" ، وعضو حركة تمرد "محمود بدر" ..
** نبدأ بالسيد "عمرو موسى" .. ترأس لجنة الخمسين لوضع الدستور ، وإستطاع أن يخدع الشعب عندما قرأ التعديل الجوهرى فى دباجة الدستور ، وهو تغير العبارة من "حكم مدنى" إلى "حكومة مدنية" .. وعندما إعترض بعض أعضاء اللجنة ، وأعلنوا أن هذا تزوير ، وأنهم لن يوقعوا على هذه الدباجة التى تم تغييرها قبل لحظات من الإعلان عن دستور 2014 المعدل .. أصر عمرو موسى على موقفه وأعلن أن مصر دولة ديمقراطية حديثة بحكومة مدنية !!!! ..
** بل المدهش أنه إستطاع إقناع المعارضين من أعضاء اللجنة ، وظهروا فى وسائل الإعلام يعربون عن سعادتهم بهذا التزوير الفج .. بل أنه تم تفصيل دستور خصيصا لتقليص دور رئيس الجمهورية والصلاحيات الممنوحة له ، بعد أن علمت اللجنة أن الشعب المصرى سيوافق بالإجماع على ترشح السيسى لمنصب رئيس الجمهورية .. وهو ما أكده "محمد سلماوى" المتحدث الإعلامى للجنة الخمسين ، عندما كتب فى المصرى اليوم بعموده اليومى تحت عنوان "من الآن فصاعدا" ..
** قال "من الآن فصاعدا لن يظل رئيس الجمهورية فى موقعه إلى أن يتوفاه الله أو تخلصه الجماهير أو تعزله .. فلم يعد من حقه أن يمد فترة رئاسته إلا لمدة واحدة .. من الآن فصاعدا لن يصبح من حق رئيس الجمهورية أن يعلنا حالة الطوارئ وقتما يشاء ، فالدستور يلزمه الحصول على موافقة البرلمان ، ولن يستطيع رئيس الدولة إقالة أى وزير إلا بعد الحصول على موافقة البرلمان .. بل أن البرلمان من حقه سحب الثقة من الحكومة وإقالة رئيس الدولة ..
** وهنا السؤال .. ماذا لو عاد الإخوان أو بعض الشخصيات المتعاطفة مع جماعة الإخوان بأغلبية ساحقة للسيطرة على البرلمان وإعادة تشكيل حكومة من الإخوان المسلمين ، وإعادة السيطرة على مفاصل الدولة .. بل أن من سلطة البرلمان إقالة وزير الداخلية ، وتعيين وزيرا مدنيا طبقا للدستور الذى قال أنها حكومة مدنية ، ومايسرى على وزير الداخلية يسرى على وزير الدفاع .. فهل مصر تحتمل عودة الإخوان مرة أخرى ؟ .. وهل لنا أن نعرف من هو إخوانى وغير الإخوانى ؟ .. وهل هذا الشعب مؤهل لممارسة الديمقراطية الحقيقية وإنتخاب برلمان بعيدا عن التيار الإسلامى ؟ .. وهل الرشاوى والأموال لن تلعب فى إختيار أعضاء البرلمان القادم ، ونجد أنفسنا للمرة الثانية أمام برلمان "قندهار 2" ..
** كل هذه الإحتمالات واردة حدوثها بنسبة كبيرة جدا ، وهو الأسلوب الرخيص والمتآمر لإسقاط مصر الذى لجأت إليه لجنة الخمسين التى تشكلت معظم أفرادها من أعضاء لا علاقة لهم بالدساتير ولا بالقوانين ولا بأى شئ ..
** والسؤال الذى نطرحه الآن .. من الشيطان الذى وضع هذه المواد والأفكار الشيطانية .. هل مصر تحتمل تجربة النظام البرلمانى ؟ .. ألم يكن عمرو موسى رئيس هذه اللجنة؟ ، ورغم ذلك خرجوا علينا فى كل وسائل الإعلام .. يطالبون الشعب بالتصويت بنعم على الدستور ، وإعتبار كل من يعارض هذا الدستور هو عميل وخائن ومعطل لخارطة الطريق ..
** لقد كنت ممن أعلنوا معارضتهم على الدستور ، بل وإعترضنا على بعض الوجوه .. وكتبنا مقال بذلك .. وإتصل بى العديد من القراء والأصدقاء يطالبوننى بالتصويت بنعم ، حتى نعبر تلك المرحلة ، وننطلق إلى خارطة الطريق .. فكيف يكون إذن بعد الخابور للمادة 146 ، و147 .. الذى وافق عليهم عمرو موسى .. فكيف يكون ضمن فريق حملة المشير ؟ ..
** هل تناسينا الزيارة السرية الليلية التى قام بها عمرو موسى ، بدعوة من أيمن نور لتناول العشاء ، والإجتماع فى منزله سرا مع الإخوانى "خيرت الشاطر" .. وبعد هذه الجلسة خرج عمرو موسى من الأبواب الخلفية وإذ به يفاجئ بأن هناك بعض الإعلاميين ينتظرون خروجه لبث الخبر بتعليمات من أيمن نور ..
** هل تناسى الشعب المصرى ما فعله عمرو موسى قبل إنتهاء عمله فى الجامعة العربية .. ألم يكن هو الذى أعطى التعليمات بالتدخل الخارجى لضرب ليبيا ، وهو ما حدث وإنتهت دولة ليبيا وتحولت إلى ميليشيات وعصابات إخوانية تتصارع من أجل السيطرة على النفط ..
** هناك الكثير الذى لا يتسع المجال للكتابة عنه .. فهل وجود عمرو موسى ضمن حملة المشير ، هو لتدعيم المشير أم لإفشاله؟؟ ..
** أما أخطر تصريحات عمرو موسى عندما قال أن المشير عبد الفتاح السيسى ليس لديه مانع من التصالح مع الإخوان بشرط الإعتراف بثورة 30 يونيو وخارطة الطريق .. أعتقد أن المشير لا يستطيع أن يقول هذا الكلام ، ولا يملك أن يقوله لأن هناك دماء كثيرة سالت من الشعب المصرى والجيش والشرطة بفضل إرهاب هذه الجماعات ، وبالطبع الهدف من بث هذه الأكاذيب التى يطلقها عمرو موسى عن تصريحات منسوبة للمشير هى بهدف زعزعة الثقة بين الشعب المصرى والمشير عبد الفتاح السيسى ..
الكاتب محمد حسنين هيكل :
** يبدو أنه تحول إلى موديل تتصارع عليه القنوات الفضائية وبعض الصحف الخاصة ، يفتحون له مجالات عديدة للحوار والكتابة .. وهنا لن أتعرض لوصف الكاتب لمصر بالتوك توك أو الطائرة المتهالكة التى يقودها طيار فاشل ..
** ولكنى سأتكلم عن هيكل الذى قرأت له مقالات عديدة فى جريدة الأهرام ، وهى مقالات أسبوعية كانت تصدر كل جمعة بعنوان "بصراحة" .. كانت تلاقى قبول من أعداد غفيرة من القراء .. لأن القارئ كان يعتقد أن هيكل يمثل فكر الزعيم جمال عبد الناصر ، ويتحدث بإسم ثورة 23 يوليو .. ومن ناحية أخرى لم تكن هناك صحف إلا الصحف القومية فقط ..
** والحقيقة أنه بعد نكسة 1967 .. شعر عبد الناصر بالإنكسار ، وبالفعل أعلن فى خطاب رسمى عن تنحيه عن السلطة ، وأن ينضم إلى صفوف الجماهير .. ولكن الشعب المصرى خرج بثورة عارمة تطالب الزعيم بإستكمال المسيرة وتحقيق النصر مهما كانت التضحيات ، وإعادة بناء الجيش المصرى وبث الثقة فى المقاتل المصرى ..
** وللأسف كانت مصر فى تلك المرحلة تحتاج لإعادة الثقة فى قدرة الدولة على عبور محنة الهزيمة .. ورغم ذلك لم يرحم قلم حسنين هيكل الدولة ، بل ظل كالسيف المسلط على الجيش المصرى والإرادة المصرية ، وكانت كل مقالاته تصدر الإحباط واليأس من قدرة الجيش على عبور خط بارليف الذى قال عنه هيكل أنه لا يمكن عبوره ، وإذا حاول الجيش المصرى أن يعبره فسوف يهلك أكثر من نصف عدد القوات المصرية .. كما وصف الجيش الإسرائيلى بأنه الجيش الذى لا يقهر ..
** وظلت مقالاته على هذا المنوال بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر .. فى الوقت الذى صمت السادات .. فلم يكن بمقدوره أن يقتحم قلاع حسنين هيكل ، ولكن صمت الكاظمين الغيظ .. حتى نصر أكتوبر العظيم فى  1973 ، وإستعادة مصر لكرامتها ومكانتها .. فلم يكن أمام الرئيس السادات إلا أن يطرد هيكل من الأهرام ، بل من مصر بأكملها قبل أن يغضب عليه .. بل أن هيكل كان يتعامل بعجرفة وقسوة مع كل الكتاب والصحفيين ، وربما وصلت عجرفته لطرد بعض الصحفيين من مؤسسة الأهرام ..
** هذا هو هيكل الذى يعود للمشهد بعد تعديه التسعين عاما ، فهل لا يعلم المشير عبد الفتاح السيسى هذه الأسرار ؟ .. هل هيكل هو رجل الساعة بعد ثورة 30 يونيو 2013 ؟ .. أم أن هناك أصابع خفية تلعب من وراء المسرح للدفع ببعض الوجوه لإفشال السيسى ثم إفشال الدولة المصرية ..
المخرج "خالد يوسف" :
** شخصية غنية عن التعريف .. له مواقف عديدة ضد الشرطة والدولة حتى الأن .. وهو متعاطف مع شباب 6 إبريل والثوار .. يرفض قانون التظاهر ، بل وهدد بالإنسحاب من لجنة الخمسين إن لم يتم الإفراج عن الذين قبض عليهم بعد أن كسروا القانون وأرادوا أن يكسروا هيبة الدولة .. فهل هذا الشخص يناسب هذه المرحلة ؟ ..
المستشار السياسى "مصطفى حجازى" :
** يرفض قانون التظاهر .. له تصريحات عديدة يطالب فيها بالحوار والتصالح مع الإخوان الإرهابيين .. ويرفض إعتبار أن هذه الجماعة محظورة .. بل قال أنها تحتاج لتقنين بعض أوضاعها .. والشعب مستاء من كل تصريحاته وهو أحد المقربين من جماعة 6 إبريل ، ويعتنق الفكر البرادعاوى ويؤمن بأمريكا والربيع العربى ..
** فهل المشير السيسى يحتاج لمثل هذه الوجوه ، ونحن نبنى مصر الجديدة .. مصر ما بعد نكسة 25 يناير وثورة 30 يونيو ؟ ..
الأخ "محمود بدر" عضو حركة تمرد :
** للمرة المليون كفانا مهاترات .. فهناك ملايين من الشباب يتبنوا فكرة تمرد وروجوا لها ، وطبعوا على نفقتهم الخاصة ملايين الإستمارات وجمعوا توقيعات الملايين .. فهل كل من خرج وناضل من أجل عودة مصر من حقه أن يتصدر المشهد حتى لو لم يكن مؤهل للعمل السياسى ..
** وإذا كان كذلك .. فماذا عن الذى تعرى أمام قصر الإتحادية وهو يدافع عن مصر ، وماذا عن الذين إستشهدوا أمام قصر الإتحادية ، وماذا عن الذين تم سحلهم بأوامر مباشرة من محمد مرسى العياط ، وصمدوا ودافعوا عن هذا الوطن .. أليس من حقهم أن يتقلدوا مناصب سيادية فى الدولة ؟ ...
** أخيرا .. كل هذه الوجوه لا تصلح للعمل السياسى أو أن تكون ضمن فريق حملة دعم المشير عبد الفتاح السيسى .. لأنهم لن يدعموه بل سيؤدون إلى فشله .. بل دعونى أؤكد أن كل مسئول فى هذه الدولة إبتداء من المستشار عدلى منصور ، والحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم محلب هم الذين يفشلون الدولة .. ولكن للأسف لا حياة لمن تنادى ..
** مصر فى حالة حرب أيها الأغبياء .. مصر فى حالة حرب ومن ليس له القدرة على مواجهة الحرب فليذهب إلى الجحيم !!..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: