مصر.. تولد من جديد/ مجدى نجيب وهبة

** نعم دعونا أن يكون شعارنا اليوم هو "مصر .. تولد من جديد" .. نعم إجتهدوا ألا تغيب عن أعيننا هذه الصورة الكريهة التى عاشتها مصر أكثر من خمسة وثلاثين عاما .. هذة الصورة الكريهة التى وصلت إلى قمة المأساة مع اندلاع فوضى 25 يناير 2011 .. فلم يحدث جحيم فوضى 25 يناير وتآمر الجميع على إسقاط مصر , إلا بعد أن ترهل النظام وشاخ ولم يعد قادرا على حماية الوطن ..
** نعم .. مصر تولد من جديد بعد أن سقط القانون والأمن والأمان ، ونجح الفاسدين فى تأجيج إشعال الشارع المصرى .. وأؤكد أنه مهما بلغت قوة المؤامرات التى أحيكت لإسقاط الدولة المصرية ما كانت تنجح ، لو لم يساعدها النظام على ذلك فقد فسد النظام ولم يعد له سوى هدف واحد هو حماية الكرسى مهما كان الثمن ..
** نعم .. مصر تولد من جديد بعد أن أصبح لها رئيس منتخب بإرادة شعبية عارمة .. يعيش وسط الشعب ، ويتابع كل المتغيرات فى الداخل والخارج على أرض الواقع وليس من خلال تقارير توضع على مكتبه .. وليس معنى ذلك أن نطالبه بالعمل بمفردة , بل على الشعب كله أن ينتفض لحريتة وكرامتة ليتحمل مسئوليتة كاملة , للخروج من أكبر مؤامرة تعرضت لها مصر منذ 25 يناير 2011 ..
** نعم .. مصر تولد من جديد ، بعد أن عانى هذا الشعب العظيم من كل صنوف الفوضى والتميز والارهاب فى السنوات الاخيرة لحكم الرئيس محمد حسنى مبارك .. نعم شهدت مصر  أسوأ سنين الحكم فى السنوات العشرة الأخيرة لحكم الرئيس محمد حسنى مبارك .. من ديكتاتورية إلى إستبداد إلى إرهاب إلى تلوث مياه نهر النيل وإختلاطها بمياه المجارى والصرف الصحى مما زادت نسبة الاصابة بفيروس سى ..
** فقدت الخضروات والفاكهة الطعم واللون والرائحة ، بعد أن زادت نسبة الكيماوى الذى يسمد به الارض .. بل أن مذاق أى نوع من أنواع الفاكهة أو الخضار لم يعد له أى طعم .. فلا فرق بين الخيار والكوسة أو بين التفاح والطماطم والجميز فكلاهما بدون أى طعم أو مذاق ..
** نعم .. مصر تولد من جديد ، بعد أن زادت أساليب البطش على الشعب المصرى فى كل أقسام الشرطة , بداية من تلفيق المحاضر والبلاغات , حتى أن المواطن لم يعد آمنا للسير أمام  أقسام الشرطة .. بل زادت قضايا ضرب الشيكات من أسماء مجهولة .. ولكن الهدف هو القبض على المواطن وحبسه فى قضايا ومحاضر وهمية , كما زادت إعتماد الشرطة على شهداء مزورون ، للإنتقام من بعض المواطنين والزج بهم داخل السجن ...
** نعم .. زادت معاناة المواطن فى الحصول على مسكن مناسب أو شقة من أجل الزواج .. فظهر ما يسمى بقانون الإسكان الجديد ثم ظهور شقق التمليك الفاخرة .. فلا يجد المواطن البسيط إلا اللجوء إلى السكن بالقانون الجديد المحدد المدة والذى تزداد نسبة الايجار فيه سنويا .. فزادت نسبة الطلاق بين الأزواج ، وزاد إنتشار أطفال الشوارع ومتعاطى المخدرات ... بل وزادت وإنتشرت تجارة المخدرات فى كل شوارع و ميادين القاهرة وعلى النواصى , وأصبح إستخراج رخصة مقهى أو كافية أسهل من رخصة بائع جرائد و صحف  أو رخصة سيارة ..
** إنتشرت البطالة بعد أن إنتشرت أفلام السبكى و خالد يوسف التى نشرت الدعارة و الاجرام و التجارة فى المخدرات وأصبحت القهاوى هى مجمع كل السكارى والعاطلين , الذين فضلوا الجلوس على المقاهى و التسكع فى الشوارع واللهث وراء الفتيات والنساء , مما زادت حوادث الإغتصاب و التحرش عن العمل الحر الشريف ..
** إنتشرت فتاوى التكفير وقتل الأقباط واجبارهم على جلسات التصالح التى كان يحضرها شيوخ التطرف و الفتنة يرافقهم ضباط من جهاز وزارة الداخلية .. ولم يكن أمام الضحايا إلا الركوع والخضوع للتنازل وجلسات العرف والمصاطب حتى لا تلفق القضايا ، وربما ينقلب المشكو فى حقة إلى متهم ، والمتهم الى ضحية , و هكذا كانت تدار مصر فى أواخر سنين حكم مبارك ..
** نعم .. مصر تولد من جديد ، بعد أن ذاقت المر والعلقم .. وعرف الشعب المصرى حقيقة الإخوان المسلمين الإرهابية ، الذين رفعوا شعار "الإسلام هو الحل" أكثر من ثمانون عامآ ..
** نعم .. مصر تولد مصر من جديد .. وعلينا أن نواجه كل مشاكلنا بفكر واعى ومتحضر .. فلن يقبل الشعب المصرى أن تداس كرامته .. ولن يقبل المواطن المسيحى أن يعامل كمواطن من الدرجة الثانية ، بل هو شريك فى الوطن ولن يقبل أن تهدم كنائسه أو تختفى طقوس الإحتفال بالأعياد أو طقوس الصلاة كما حاول بعض الأرهابيين فرضه على الأقباط , ولم يكن يحدث ذلك فى السنين القليلة الماضية بل هذا موجود منذ حكم الرئيس " محمد أنور السادات " ..
** نعم مصر تولد من جديد .. فلم يعد مقبولا أن يخرج علينا مجموعة من البلطجية لإعادة فرض الإسلام السياسى والمطالبة بعودة المعتوه "محمد مرسى العياط" للمطالبة بعودته للحكم .. أى حكم يتحدثون عنه هؤلاء الخونة و المأجورين الذين دمروا فى الوطن ما فعله كل من السادات و مبارك طوال سنين طويلة خلال عامين ..
** نعم .. مصر تولد من جديد ، فلا يمكن أن يقارن بين جاسوس إرهابى مجرم "محمد مرسى العياط" بالرئيس الراحل "محمد أنور السادات " بطل نصر أكتوبر العظيم .. إنهم من المؤسسة العسكرية التى ظلت تدافع عن مصر مهما كانت أخطائهم .. أما الرئيس المعزول فلم يكن إلا أداة فى أيدى الصهيونية العالمية وأمريكا وقطر لإسقاط مصر  ..
** نعم .. مصر تولد من جديد ، عندما خرج من رحم الشعب المصرى قائد و زعيم .. بطل أحس بالخطر القادم فقاد أعظم ثورة شعبية فى مصر  ، بل فى العالم ، عندما أحس بثورة الشعب المصرى ورفضه لهذا الرئيس الإرهابى "محمد مرسى" فبدأ فى إرسال إشارات للشعب المصرى لأنه لم يكن يريد إنقلابا عسكريا بل كان يريد ثورة شعبية ... هذا الرجل لم يذق النوم و لم يغب عن الشارع المصرى لحظة واحدة ..كان يراقب هذا الأفاق الذى وصل إلى قصر الإتحادية فى أسوأ الظروف التى تمر بها مصر , حيث حرض على قتل المصريين و الشباب , وزرع الفتنة الطائفية , وأصدر قرارات وقوانين أعادت مصر إلى حكم الهكسوس .. ولم يحترم لا الشعب ولا القضاء ولا الدولة ولا أى شى فى هذا الوطن .. بل باع كل شئ للحصول على كرسى الرئاسة وإستطاع بالخداع والمكر والخيانة أن يصل لكرسى الحكم بعد أن عاونه الكثيرين .. بداية من المجلس العسكرى السابق الذى يتحمل كافة المسئولية الكاملة ، لأنه وقف ضد رغبة الشعب وإستمع إلى القليلون من أنصار الإرهابى "محمد مرسى العياط" كما عاونه أعضاء اللجنة الإنتخابية الرئاسية ، بعد أن تغاضوا عن حالات التزوير الفج فى الإنتخابات الرئاسية .. و أعلنوا فوز "محمد مرسى العياط" رئيسا لمصر ...
** نعم .. مصر تولد من جديد .. ونحن نرى ثمار ثورة 30 يونيو 2013 ، فقد عادت الريادة للدولة المصرية بعد أن كادت تفقد هيبتها ونحن نرى الرئيس السيسى يشاهد تخرج دفعات متتالية من شباب الكلية الحربية وكلية الشرطة وكلية الطيران لنرى فخر الشعب المصرى بشبابه العظيم ..
** نعم .. مصر تولد من جديد ، ونحن نتمنى أن نرى تغيير جذرى فى تعامل الشرطة مع الشعب وعدم تخاذل الشرطة فى التعامل مع المجرمين والقتلة والإرهابيين ، وأن يكون الإحترام المتبادل هو المبدأ وميثاق الشرف بين الشعب والشرطة ...
** نعم .. مصر تولد من جديد ، فلم يعد هناك أمين شرطة يجرؤ على تلفيق محضر لمواطن ، مجاملة لشخص أخر .. كما لم يعد هناك ظابط أيا كانت رتبته يحجز مواطن مصرى دون أى وجه حق للتنكيل به كما كان يحدث فى الماضى ..
** نعم .. مصر تولد من جديد ، فأمامنا مشوار طويل لكى نزيل أثار ما دمرتة السنين الطويلة الماضية .. فمصر لن تسمح بأن تتهاون فى حقها لحظة واحدة ، أو تفرط فى قطرة مياه من نهر النيل العظيم التى هى من حقها .. فهناك إتفاقات بين دول حوض نهر النيل .. بأن مصر لن تتنازل عن بند واحد من هذه البنود لهذه الإتفاقيات .. لأن القيادة لم تعد رخوة كما كان ، أو يوجد من يجرؤ على التأمر على هذا الشعب العظيم .. أو على قيادته الحكيمة أو على جيشه الوطنى كما حدث فى السنين الماضية ...

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: