القرين/ محمود شباط

كان صباحُ الجمعةِ هادئاً كعادته ، سمعتُ من خلف مرآة المغسلة صوتاً فعدت بتردد وتشكك. شاهدتُ على صفحة المرآة الـمُرَقَّـشَـة برذاذ معجون الأسنان والحلاقة وجهَ ستيني رأيته قبلاً، أمعنتُ النظرَ فماجت صفحةُ المرآة وبدا عليها طفل يحبو على مصطبة بيت طيني في قرية جبلية، ركضتْ الصورةُ فصار الطفل بحدود الثامنة، في يمناه معول وفي اليسرى منجله، وفي العينين فقر ويتم مُـقـنـَّع مبكر وغيرة من أطفال يلعبون. 
ماجت صفحة المرآة فرأيت ابن الثالثة عشر يتسكع في ساحة البرج في بيروت يسأل عن عمل. ثم رأيته في الحمراء وقد صار في العشرين، في يمناه كتب مدرسية وفي يسراه رغيف. 
سنون وأسابيع وأيام وتواريخ التقويم تهرول، تابعتها بذهول إلى أن تنمنمت الأرقام ولم أعد أستطيع قراءتها. قال لي الرجل بأنه يعرفني وانسل إلى ما وراء المرآة.

الخبر في : 06/06/2014


CONVERSATION

0 comments: