لم لا تكون قطر مثلا/ ميساء ابو غنام

المتابع للسياسة الفلسطينية في الاونة الاخيرة اصبح يشعر بأن هناك تخبط واضح لدى قادتها في التعاطي مع متغيرات المرحلة،ما بين المفاوضات  وعملية السلام التي اصبحت بالية رثة وبين المقاومة الشعبية ضد الجدار وبين المقامة المسلحة في غزة  وبين اللجوء الفلسطيني للامم المتحدة والحصول على دولة غير عضو وبين  الطرح الجديد كونفدرالية مع الاردن؟؟؟؟
سؤال يطرح نفسه على طاولة القضية الفلسطينية،الواضح لدينا ان سياستنا اليوم بدأت تأخذ منحى جديد يؤكد اننا غير قادرين على ادارة شأننا وما السلطة الفلسطينية الا مشروع بلدية اثبت فشله وكان ضحيته الانسان والارض والقضية،المتابع  للواقع الفلسطيني على الارض يرى هشاشة البناء المؤسساتي المكتظ بالفساد والاستيطان الذي انتزع مقومات الدولة والاقتصاد الهرم الذي لا يقوى على تناول حبة دواء ووووووووو خيارات البحث عن قشة انقاذ....
جملة سمعتها من زميلة سابقة في الاعلام"هو احنا ما عنا غير ابو مازن وهنية"،نعم جملتها في محلها،الوضع الفلسطيني الراهن يحتاج الى اعادة رؤية وليس بالعيب  ان نعترف اننا فشلنا  في وضع حجر اساس الاستقلال وتقرير المصير،نلمس ذلك في تصريحاتنا الاخيرة المتعلقة بحق العودة ودولة تحت الاحتلال،الغريب بالامر ان الرئيس الفلسطيني تحدى اسرائيل وتوجه الى الامم المتحدة وعاد بجملته مثل الابن  الذي خالف والده وخوفا من العقوبة دخل البيت قائلا احبك والدي،وهكذا كان تصريحه انا سأعود الى المفاوضات ولا خيار لدي سوى المقاومة السلمية.......
المتخصص بالسياسة يعلم ان نظرية اللعبة السياسية تقوم على خيارات يحتار عدوك  بك،خياراتك هذه تعني ان تستخدم كافة وسائلك لتحقيق مكاسبك السياسية ما بين النضال السلمي والعسكري والمفاوضات والتمرد السياسي والقانون الدولي ووووووووخيارات حل السلطة التي حلت بمفردها بعد التوجه للامم المتحدة يبقى السؤال المطروح ماذا نريد بعد؟؟؟؟؟
هل الكونفدرالية مع الاردن هو الحل المرجو الذي سيخلصنا من ميكروب اسمه اوسلو،اعتقد ان هذا مطلب اسرائيلي قبل ان يكون هدف فلسطيني ولطالما تحدثت اسرائيل وقادتها عن الوطن البديل في الضفة الشرقية،وعلى الرغم من محاولات  القيادة الفلسطينية سابقا من الانفراد بالمفاوضات مع اسرائيل وعلى الرغم من تشديد الرئيس الراحل ابو عمار عن استقلالية القرار الفلسطيني وعليه قرر الملك الاردني الراحل بفك الارتباط مع الضفة الغربية عام 1988 والذي  كان يعرف بوحدة الضفتين في الشؤون  الادارية والقانونية،حيث كانت  الضفة الغربية جزءا من الاردن منذ مؤتمر اريحا عام 1949 حتى حرب الايام الستة عام 1969،وعليه لم يكن هناك اعترافا من قبل الدول العربية بهذا القرار وعليه تم الاعتراف في العام 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني،وعندما اعلن الرئيس الراحل ابو عمار في العام 1988 دولة فلسطين في الجزائر قرر الملك الاردني الراحل حسين فك الارتباط مع الضفة ويقال انه بكى على ذلك.....
ما بين الرضا والرفض والفرح والبكاء تترنح القضية الفلسطينية بعشوائية التعاطي معها والقرارات غير المدروسة وغير المتزنة،بعد الامم المتحدة نحن دولة تحت الاحتلال ،اذن لا مكان لاوسلو ولا مكان لمصطلح السلطة واصبحنا دولة مقابل دولة والغريب اننا ما زلنا نسمع الساسة الفلسطينيون يقولون السلطة تواجه خطر الانهيار/نحن سلطة ام دولة......
اذا كنا غير مؤهلين على التعاطي مع خياراتنا اذن الحل الافضل ان نبحث عن دولة اخرى تحت مسمى كونفدرالية او سمها ما شئت لنتعكز عليها،ولكن سؤالي لماذا تم فك الارتباط سابقا،كنا نريد استقلالية القرار والان عدنا للمربع الاول.
سيرد البعض علي قائلين.....الكونفدرالية على شاكلة الاتحاد الاوروبي او كندا او سويسرا او بلجيكا مثلا وعليه فأن هذا القرار يعني احترام كل دولة لمبدأ سيادة الاخرى ولكن يعني ذلك اعتماد دستور ودفاع وسياسة خارجية وعملة مشتركة،فطالما الموضوع هكذا اذن لم لا نعمل كونفدرالية من دول لديها اقتصاد مزدهر واستقرار اقتصادي بحيث تساعدنا على النهوض بهذا الوضع المزري ما دمنا دولة تحت الاحتلال ولا سيادة لنا  ليس على الارض والجو والماء بل ايضا على  نوع ملابسنا وغذائنا.....
ربما اتطرف قليلا ولكنه وارد كونفدرالية مع دول الخليج مثلا او السعودية ......ولم لا قد يساهم هذا الوضع في تحسين الوضع الاقتصادي ولتساعدنا هذه الدول باتفاقيات كونفدرالية تسهم في رفع مستوى المعيشة وخلق فرص عمل وتحسين البنى التحتية والارتقاء بالانسان وايضا لا ضير في ذلك مع قطر مثلا التي تنفرد بعلاقات تجارية مميزة مع اسرائيل......
ان اللعبة السياسية  بكل معطياتها هي حلقة الاقوى فان كنا غير قادرين واقرينا بذلك فليكن خيارنا الافضل مرتبط بمصالح اقتصادية بعيدة عن فكرة الوطن البديل وايضا نفوذ دولي لجهات لها وزنها على المستوى الدولي.

CONVERSATION

0 comments: